جديد

رواية ملاذي وقسوتي البارت الاخير

 



💗الخاتمة💗

روايه/ملاذى وقسوتى

بقلم/دهب عطية
………………………………………………………………
صعدت على السلالم المؤدية الى غرف نوم البيت
بأكمله و كانت عيناها بركتين من النار الحارقة
وشفتيها تبتسم بطريقة بشعة فقد اقتربت من
تنفيذ مخطط اخذ وقت كبير في الإعداد له....

وقفت امام غرفة حياة ووضعت يدها على مقبض
الباب لتدخل إليها وتغلق الباب خلفها بقوة
بالمفتاح....

في ذات الوقت انتفضت حياة من نومها بفزع وهي
ترى ريهام أمامها تنظر إليها بغل شيطاني..

"ريهام..... بتعملي إيه هنا.... "

تحولت أنظار حياة الى المفتاح المتعلق في الباب
"انتي بتعملي إيه.. وبتقفلي ألباب ليه... "

نهضت حياة بوجه يشوبه الانفعالٍ.....اتجهت الى ناحية باب غرفتها لفتحه لإخراج هذهي الوقحة منه

حين مرت حياة من امام ريهام بعصبية مسكتها ريهام من ذرعها بقوة وحقد....
"راحه فين يامرات حسن..... يووه نسيت يامرات سالم معلشي العتب على النظر.... "

اكفهر وجه حياة واحتدت عينيها من تلميحات ريهام لترد عليها بعصبية....
"اخرجي بره ياريهام انا مليش حيل اتكلم معاكي ..
وبعدين ازاي تدخلي البيت هنا بعد الى حصل إيه
لدرجه دي معندكيش دم ... "

نظرت لها ريهام بشر و وجهاً لوجه قالت
"جايا اصفي حسابي وحساب ابويه واخويه ولحساب مش هيتصفى غير عن طريقك انتي
ماهو انا بتلقك عشان ارد كرامتي الى دهس
عليها جوزك عشان بيحبك... "

ضحكت ريهام ببرود قائلة باهانة لإذاعة...
"مش عارفه بيحب فيكي إيه... لا جمال ولا مال ولا عيله ولا فصل ولا اصل ولا آي حاجه تملكيها عشان يتمسك فيكي لدرجه دي ويرفضني انااا... "
بلعت حياة اهانتها بصعوبة وهي ترد عليها باجمل أبتسامة تمتلكها قائلة...
"يمكن يكون عندك حق انا مش بمتلك كل صفات الى ذكرتيها..... لكن انا بمتلك قلب مقدرتيش تملكيه
ياريهام.... سالم شاهين.... ولي بيني وبين سالم هو شيء صعب يستقبله ويفهمه قلبك
وعقلك الاسود.....بجد تستحقي الشفقه.... "

------------------------------------------------------
اوقف سالم السيارة فجأه في نصف الطريق وهو
يمرر يداه على وجهه بضجر....
"مش معقول هرجع كل ده.... "
نظر الى ساعة يداه بضيق.... فالملف الذي ظل أسبوع يحضر فيه ملاحظات تطور المصنع الجديد وعرضها على الموظفين في الإدارة لتطور بعدها سير العمل على هذا المنهج الجديد الذي أضافه في ذاك الملف الموضوع الآن على المنضدة في قلب صالون البيت!.

فتح الهاتف على كاميرات المراقبة آلموضوع في بيته منذ فترة ولم يحاول تغيرها قط....
كان يحاول ان يتأكد من وجود آلملف في المكان الذي قد وضعه به..... ولكن لا يعرف لم قلبه قاده
الى غرفة نوم حياة للاطمئنان عليها فباله كان
مشغول عليها من وقت خروجه من المنزل....

دقق النظر قليلاً لتحتد عيناه وهو يرى ريهام تقف
وجهاً لوجه أمام حياة ويبدو ان هناك شجار انوثي حاد على وشك البدء..... هذا ما ظنه وهذا مستوعبه ولكن دوماً العين تجفل عن كشف ستار الشر من حولها...

اشعل محرك السيارة للعودة الى البيت باقصى سرعه

-------------------------------------------------------
انا عارفه انك امتلكتي قلب سالم وده سوء حظك
وعشان وقعتي في سكتي.... ولاجمل ان الإنتقام
عن طريقك انتي متعه تانيه يابنت الحرام... "

صدمتها ريهام بقوة في رأسها في لحظة كانت حياة مزالت تقف أمامها تترجم حديث ريهام المريب....

وقعت حياة ارضٍ وهي تنظر الى ريهام بصدمه لتسيل الدماء من رأس حياة سريعاً ولكن ببطء
اي ان الجرح كان بسيطٍ بعد الشيء....

"انتي اجننتي.... ااه... "

وجدت ريهام تنقض عليها كانمرة الشرسة وهي تحاول ضرب بطن حياة بقبضتها القوية....وهي
تصيح بجنون شيطاني اعمى...
"لازم أحرقك يابنت الحرام مش لازم تعيشي هحرق
قلبه عليكي... وقبل ده كله هحرق قلبك على في بطنك هحرق قلبك قبل محرقك بنار.... "

صرخة حياة وهي تحاول النهوض باتجاه الباب..
لاااااا... لااااااا..."

ركضت الى الباب لتحرك المفتاح بداخل مقبض الباب ولكن انقضت عليها ريهام مره آخره...ليقع المفتاح في لأرض بعيداً عن مرمى الأعين.....

"تعالي هنا راحه فين.... "
مسكتها ريهام وهي تهدر بها بغل... كانت ريهام اقوى من حياة في الجسد وفي الحركة كذلك فكان من السهل الانقضاض على حياة جسدياً وهذا سهل الأمر على ريهام بسبب تعب حياة وشحوب وجهها بسبب ضعفها جسدياً من آثار الحمل.....

نزلت دموع حياة وهي تتوسلها بضعف وتعب..
"ابعدي عني ياريهام حرام عليكي ابني هيموت.. ابوس اديكي ارحميه "

مزالت تلكمها معدتها بقوة تارة تصيب معدتها بقبضة يدها وتارةٍ تتجاوز قبضتها حياة دفاعاً عن نفسها وعن ابنها....

سمعت ريهام سرينة سيارة سالم معلنه عن وصول سالم الى هنا وفي هذا الوقت !!!..

نهضت ريهام بسرعة وبهلع وهي تحاول تذكر شيئاً
مهم...
"الباب مقفول انا قفلته قبل مدخل اكيد هياخد وقت على مايفتحه..... "

ترجم شيطانها سريعاً ان عليها انتهاء ما اتت إليه
وتذهب سريعاً من باب المطبخ في الخفئ....

زحفت حياة على قدميها بتعب وهي تمسك معدتها
باعياء لتذهب الى اخر الغرفة مساندة بظهرها على حائط غرفتها وبجانبها باب المرحاض المغلق !....

بدأت ريهام بسرعة وبدون تركيز على موقع جلوس
حياة التي فقدت القوة الجسدية على النهوض او الحديث وهي ترى أمامها ريهام تفرغ البنزين من هذهي الانينة أمام باب الغرفة وبجانب الفرش..
لتنتهي من افراغها في الغرفة باستثناء الموقع
الجالسة به حياة !....

سمعت صوت سالم بالاسفل صاح بقوة باسمها....
"ريهاااااااااااااام..... ريهااااااااااام... افتحي الباب
افتحي ياريهااااااااام"

بدون تركيز وبهلع اشعلت النار لترمي عود الكبريت
في قلب البنزين لتشتعل النار سريعاً...

وتستدير وهي تنظر الى حياة الجالسة بصدمة تنظر الى نيران المشتعلة في غرفتها....

وضعت يدها على مقبض ألباب لتجد ألباب مغلق
ولمفتاح ليس به..... بهت وجهها وهي تنظر الى النار المشتعلة بقوة وراها وتشعر بحرارتها تذيد بكثرة بسبب اقماشمة الغرفة التي تاكلها النيران....

حاولت آلبحث عن المفتاح ولكن بدون جدوى مختفي عن مرمى البصر....

في أثناء انشغال ريهام بالبحث عن مفتاح الغرفة
نظرت حياة حولها وهي تسعل من آثار الدخان المنبعث سوادٍ والنار الذي يذيد لهيب اشتعالها
كلما أكل الحريق غرضا من الغرفة....
تحركت عيناها وهي تسعل بضياع لتتشبث عيناها
على باب مرحاض غرفتها المغلق... زحفت اليه بدون تفكير وبسرعة وتعب دخلت إليه واغلقته... لتاكل النار مكان حياة بعدها بدون رحمة ! ...

سعلت ريهام بقوة بعد ان فقدت الأمل في إيجاد
مفتاح الغرفة خبطت على الباب بقوة وهي تسعل
"الحقني ياسالم .....النار..... اااااه.... "

وجدت النار تمسك في ملابسها من الخلف اي عند ظهرها مباشرةٍ.......

ركضت في الغرفة كالمجنونة بهلع لتذيد اشتعال
النار اكثر بها وتمسك بجسدها باكمله لتختفي الرؤية عن عينيها ولا تشعر بشيء سوا الاحتراق الجسدي في كآمل جسدها....

(من حفر فحرةٍ لأخيه وقع بها... وتذوق آلامها
اضعاف تتضاعف بقدر اعمالك السيئة في
الحياة !!.....)

ظلت تصرخ ريهام بعويل بشع....

لتضع حياة يديها الإثنين على اذنيها وهي تبكي
بصمت وجسد يرتجف.....

في لأسفل مسك سالم حجر ثقيل متوسط الحجم
وبدأ في ضرب زجاج باب المنزل لينكسر بعد عدت ضربات قوية رمى سالم مابيده.... ومد يداه داخل فاتحة الباب المنكسرة... ليفتح بعدها الباب من الداخل.... ويصعد بسرعة للداخل وقلبه يعتصره المٍ من رائحة الدخان المنبعثة من غرفتهم......

وصل امام باب الغرفة في وقت يكاد لا يحتسب..
حاول فتح الباب ولكن كان مغلقاً....

ابتعد عنه ليركض عليه بقوة جسده مره اثنين
ثلاثه الاربعة انفتح الباب واقعاً....

نظر حوله منادياً على أسمها بكل ماوتي من قوة
حياااااااااااه....... حياااااااااااه...."

ردت عليه من وراء باب المرحاض بتعب وهلع..
"سالم انا هنا... متقلقش عليه.... بس خد بالك
عشان النار..... "

ركض خارج الغرفة لغرفة اخره ممسك غطاء
ثقيل..... و وضعه على راسه وحول جسده وكتفه ليدلف بسرعة وسط النيران المحيطة بالغرفة بأكملها وتكاد تكون اكثر تناثراً امام باب المرحاض ....

فتح الباب وهو ينظر لها بهلع وجدها تجلس على
آلأرض والدماء تسيل ببطء من تحتها....

اتسعت عيناه على ملامحها وشكلها... ولكن ليس وقت الاندهاش عليه ان يسرع النيران تتزايد
في الغرفة من حولهم.....

حملها على يداه وكان الغطاء الثقيل مزال على راسه كتفه وظهره... ليهتف بأمر وصوت متحشرج من منظرها المشفق عليه.....
"امسكي في البطنيه كويس ياحياه غطي جسمك وراسك بيها...... بسرعه ياحياه عشان النار
متئذكيش...."

اومات له بتعب وفعلت مثلما أمر.....

دلف وسط النار كما فعل لتصتدم عيناه على جسد
ريهام المتفحم أرضٍ...تمتم بغضب..
"كان نفسي اشرب من دمك بايدي.. بس ربنا خد حقها منك وحفظها ليه.... وده في حد ذاته رحمه
ليها وليه..."

خرج بها من الغرفة بسرعة لخارج المنزل
وضعها في سيارة بجانبه ليدلف بجانبها من الناحية
الاخرة....

نظر لها لثواني معدودة وبدلته النظرة بوجه مبلل بدموع......

مسك ذرعها بقهر عليها واعتصر جسدها في أحضانه

تعالت شهقات بكاء حياة اكثر داخل أحضانه

همس سالم لها وهو يحارب دموعه من الهبوط أمامها
"انا اسف ياحياه.... سامحيني.... "

شدت جسدها اكثر في أحضانه ومزالت تبكي بصوت عالٍ لتتحدث وصوت بكاءها....
" انت ملكش ذنب ياسالم.....هي الي... "

صمتت ولم تكمل حديثها...
ابعدها عن أحضانه بقلق ليجدها فقدت الوعي و وجهها شاحب شحوب الأموات.....

ارجع المقعد الجالسة عليه حياة للخلف كاسرير صغير وانطلق بسيارة سريعاً......

الخوف عليها هو إحساسه في هذهي الحظة !!.

ولا يفكر عقله الآن إلا بها !...

يقف أمام غرفة العمليات منذ ساعات معدودة...
القلق يتزايد عليها وعلى من كان سبب رابط
حبهم ببعض......

خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ليذهب إليها
قائلاً بلهفة....
"حياه عامله إيه دلوقتي يادكتوره..... "

ابتسمت الطبيبة بوجهها البشوش وإجابته بــ....
"متقلقش يادكتور سالم.... حياه بخير والحمدلله
قدرنا نوقف نزيف الدم.. والجنين الحمدلله
محصلش ليه حاجه لان النزيف كان بسيط
وسبب كان ضغط نفسي او اتعرضت لحاجه
مقدرتش تستحملها..... كمان وقعت السلم
الى سببت ليها الجرح الى في دماغها
عقمت الجرح وخيطه ليها...."

قاطعها سالم بعدم فهم....
"ثواني يادكتوره ...انتي لسه قايله وقعت سلم
سلم إيه مش فاهم حضرتك....."

تكلمت الطبيبة بشك...
"حياه قبل متدخل العمليات سالتها مين عمل فيكي كده ..ردت عليه ان الى حصلها ده وقعت سلم ."

جفل سالم عن تفحص الطبيبة له التي تساله بعينيها بشك....

"طب ممكن ادخلها ...."

ردت الطبيبة عليه بهدوء...
"ااه اتفضل هي ساعه كده وهتفوق من البنج ..."

--------------------------------------------------
دلف الى غرفة المشفى التي تستلقي بها حياة
بتعب مغمضت العين في مكان بعيده عنه...
يلتف حول راسها شاش طبي...

ملامحها فقدت الكثير بسبب إنتقام شياطين الانس منهم وسبب أنهم أرادو الحب والاستقرار معاً ليس إلا ! ...

جلس أمام الفراش النائمة عليه.... ليمشط شعرها
بأصابعه ببطء... ومن ثم يمرر يداه على ملامحها
بتروي عاشق كان من الممكن ان يفقد معشوقته
للأبد.....

"الحمدلله...... "

همس بها وهو يتطلع عليها بحزن...

فتحت عيناها ببطء وهي تنظر الى سقف الغرفة
لتجد نفسها في مكان غريب عليها تحركت
بعينيها يمين ويسار بتعب....

وجدت سالم يُصلي في ركنٍ ما ساجد لله
يبكي لم تسمع بكاءه ولكن شعرت بذلك...

انتهى من صلاته لينهض ناظرا لها.... أبتسم وهو
يقترب منها....بوجه باهت وعيون حمراء !!! ...

قبلها من قمة راسها قائلاً بحنان...
"حمدال على سلامتك ياحبيبتي.... "

بهت وجهها وهي ترى ملامحه هكذا سألته بشك..
"سالم.... هو حمزه ا.... "

قاطعها وهو يضع اطرف أصابعه على فمها قائلاً
"بلاش تكملي.... ابننا بخير..... "

"بجد ياسالم.... حمزه لسه جوايا"

أبتسم سالم بهدوء وهو يمرر يداه على شعرها بحنان قال
"ااه ياحبيبتي....النزيف كان بسيط والدكتوره قدرت
توقفه...... الحمدلله.... "

زفرت حياة بتعب وهي تضع يدها على بطنها
"الحمدلله..... "

مرر يداه على شعرها وهو يهمس لها بباحته الحنونة
"حولي تنامي ياحياه.... ارتاحي شويه..... "

اغمضت عينيها وهي تتحدث بتردد
"سالم انا مش عايزه أروح البيت انا خايفه و.... "

"هششش..... نامي ياحياه نامي ونسي.... وكل الى انتي عايزه هعمله..... "

مرر أسبوعياً على وجودها في المشفى... كل ليلة
ينام بجانبها وكل ليلة تصرخ بكابوس جديد
لتجد احضان سالم الدافئة تمحي مخاوفها
التي باتت تظهر بعد هذا الحادث المشئوم

دفنت ريهام بعد ان علم النجع بأكمله بقصة
موتها الحقيقة لتكن عبرة لمن يسير خلف هواه
وشيطانه..... لتسافر خيرية الى سويس
على مقعد متحرك بعد ان أصيبت بشلل
بسبب صدمتها في موت ابنتها التي كانت المتبقية لها من الدنيا ! ....

بعد عدت أيام....

اوقف سالم السيارة امام فيلا صغيرة...

نظر لها وهي تطلع حولها بعدم فهم...

"سالم... إيه ده.... "

قالت حياة عبارتها وهي تنظر إليه.....

أبتسم سالم لها وهو يرد عليه بعبث...
"طب تعالي نخرج من العربيه وهقولك.... "

"لاء قولي دلوقتي.... ده بيتنا الجديد.... "

رفع عيناه لسقف سيارته وهو يفكر بمزاح...
ثم قال بخبث...
"بصراحه هو بيت جديد ...بس مش ليكي ده
للمدام الجديده.... "

ضربته على ذراعه بتزمر طفولي قائلة...
"اي الغلاسا ديه ياسالم.... "

ضاحكا سالم وهو يرد عليها بقنوط ..
"طب اعملك إيه.... الموضوع مش محتاج أسأله
وانتي مصممه تسألي.... "

"مش بتأكد..... "

غمز لها قبل ان يخرج قال
"وتأكدت ياوحش.... ان بيتك.... "

خرجت معه من السيارة.... ليقف أمامها ويمسك
بيدها قال بصوتٍ أجش...
"يلا بينا.... "

اومات له بحب وابتسامة رقيقة تزين ثغرها...

دخلت الى بوابة الفيلا الصغيرة.. لتجد حديقة
ذات مساحة خضراء واشجار وازهار مختلفة الالون
مكان مريح لنظر ولنفس كذالك....

دخلت معه الى داخل الفيلة......
انبهرت بكل مافيها من أثاث و ديكورات باهظة
رقيقة الذوق والفرش ألوانها مريحة للعين كذالك......

"معقول.... دي مش نقصها غير آلناس..... "

أبتسم سالم على ملامحها وانبهارها بالمكان
ليرد عليها بصدق وخفوت...
"هو مش نقصها من الناس غيرك.... مبروك ياحياه عليكي بيتك الجديد.... "

استدرت لتنظر له بعدم فهم....
"بيتي.... بيتي ازاي.... "

أقترب منها ليقف أمامها قال بحب...
"بيتك يعني..... انا كتبته باسمك..... "

"بمناسبة إيه وليه تعمل كده.... "

وضع يداه في جيب بنطاله قال بفتور...
بمانسبة انك مراتي.... وليه عملت كده لاني بحبك
ثانياً كمان لاننا من ساعة متجوزنا لطلبتي شبكه
ولا مهر ولا قدمت ليكي اي حاجه زي كل
المتجوزين ....."

نظرت الى عمق عيناه قائلة بصدق
"بالعكس ياسالم انت اهدتني اجمل تلات هدايه... "

نظر لها سالم بعدم فهم.... لتتحدث حياة قائلة..
"اول هديه... حبك لورد بنتي وحنانك عليها...
تاني هديه حبك ليه وحنانك اهتمامك وخوفك
وصدق مشاعرك ليه الى خلتني اشوفك سندي
و راجلي في دنيا ولاخره انشاء الله....
تالت هدايه.... "

وضعت يدها على بطنها واسطردت حديثها بحب
وابتسامة رقيقة...
"اني شيله جوايه حته منك..... ياحبيبي....ودول عندي اكبر واجمل واغلى هدايا "

سحبها الى أحضانه فور انتهائه من حديث ذاد
حبها في قلبه اكثر واكثر ....
"انتي الى اجمل وأنقى هديه دخلت حياتي ... "

ابتسمت حياة وسط عناقه بحب...
"ربنا يديمك نعمه في حياتي.... يارب... "

بعد عدت دقائق أبتعد عنها وهو ينظر الى عينيها وشفتيها بعبث...
"انا من رأيي نكمل كلامنا في اوضة النوم... اهوه حتى تقولي اي رايك في سرير.... "

نظرت له ببراءة...وثم تحدثت بلهفه وحماس
"سرير آي دلوقت ياسالم مش مهم نشوفُه بعدين
انا اهم حاجه عندي المطبخ... انا هروح اتفرج على
المطبخ....."

ذهبت لتبحث على المطبخ بحماس.....

ابتسم سالم بخبث... قال بخفوت...
"وماله مطبخ مطبخ.... الرخامه كبير وتساع من الحبايب اتنين... "

دخل خلفها الى المطبخ .....

تفحصت حياة المكان بانبهار....
"ألله المطبخ واسع وكبير اوي ياسالم... "

نظر الى رخامة المطبخ ذات الشكل المستطيل...
"ااه ولرخامه مناسبه اوي.... "

نظرت حياة الى الرخام بفتور....
"ااه الرخامة حلوه.... بس ممكن نغير مكان التلاجه من هنا عشان شكلها هنا مش مظبوط.... "

نظر سالم الى رخامة مرة اخرة وهو يرسم عليها
بعد التخيلات....
تصدقي الرخامه دي هتنفع في لأيام الجايا...
هيبقى عليها استعمال رهيب.... "

نظرت له حياة بعدم فهم متسائلة
"انت اي حكايتك مع رخامة المطبخ..... "

حك في شعره بمكر وهو يرد عليها ......
"الموضوع محتاج شرح وانا بفضل عملي افضل .. "

حملها بعد ان انتهى من حديثه.... ليضعها على
رخام المطبخ..... لتنفجر حياة ضاحكة وهي ترد
عليه بدلال....
"سالم نزلني الرخامة ساقعه ..... "

مالى عليها وهو يهمس لها بحنان....
"مش مهم هدفيكي ياملاذي.... بس المهم كنت عايز
أقولك حاجه مهمه.... "

همهمت بدلال ليكمل حديثه قائلاً بغزل ....
"اي سر حلوتك النهارده.... "

انغمست معه في قبلاته المشتعلة اشوق لحظة
للحظات مرت وهي لا تشعر بشيء من حولها فقد
سُحرت بسحر لمساته أدمنت حبه وأدمنت
اشوقه وإدمان العشق صعب علاجه !! ....

--------------------------------------------------
بعد مرور خمسة شهور.....

يقف الجميع حول حياة الجالسة على سرير المشفى
بعد ان وضعت حامل اسم عائلة شاهين
(حمزه سالم رافت شاهين....) قد اتى الى الدنيا منذ عدت ساعات فقط.... يشبه والده اكثر آو كذالك رأت حياة.....

"اي رأيك في سالم الصغير.... "

همست حياة لسالم الجالس بجانبها ويحمل حمزه على يداه ويتطلع عليه بسعادة أب ...

رد عليها سالم بابتسامة جذابة...
"قمر زي امه..... "

زي أمه ازاي ده شبهك اوي ياسالم.... "

نظر لطفل قليلاً ليثبت على قراره قال..
"لاء ده شبهك أنتي ..... "

احتدت عينا حياة بإصرار قائلة بصوت عالٍ قليلاً
وصل لمسامع الجميع...
"طب والله العظيم نسخه منك.... ياسالم"

ضحك الجميع عليها... لتكركر ريم وهي تتقدم منهم قائلة....
"ولا تزعلي ياحياه هو ولا شبهك ولا شبه سالم
هو شبه خالتو.... مش كده ياموزه أنت طالع شبهي...موزه انت صغنون كده ليه .. "

حملته ريم من يد سالم وهي تحاول ألعب معه ولكن كان الصغير ينظر الى سماء شارد في عالمه الخاص !

ابتسمت حياة وهي تنظر الى سالم وتتنهد بحزن
على حيات ريم و وحدتها والأحداث الذي مرت بها
في هذهي الفترة القصيرة.....

ربت سالم على كف حياة وهو يتمتم بخفوت...
"ربنا هيعوضها ياحياه..... ربنا كبير وبتمنى ليها
كل خير..... "

ترقرقت الدموع في عيون حياة وهي ترد عليه بنفس الخفوت....
"يارب ياسالم ريم بنت حلال.... وتستاهل كل
خير "

طرق على الباب ليدلف آخر شخص ممكن ان ياتي
في مخيلة الجميع......
"سلام عليكم ياهل الدار.... "

"عمو فارس.... عمو فارس.... "
ركضت ورد سريعاً بعد ان دلف فارس الى الغرفة
المتواجدون بها......

حملها فارس في أحضانه وهو يقول بمزاح...
"قلب عمو.... خطيبتي القمر وحشتني.... "

ردت ورد ببراءة وهي تبتعد عنه
"وأنت كمان وحشتني اوي... بس كمان اتاخرت
اوي... "

"معلشي شغل بقه يا ورد الجوري..... "

اقترب فارس من سالم وهو يسلم عليه قال..
الف مبروك ياصاحبي يتربى في عزك... اول موصلت النجع وسألت عليك مريم الشغاله قالت ان حياه بتولد وخدت منها عنوان المستشفى.... "

رد عليه سالم بخفوت...
نورت يافارس.... وعقبال منفرح بيك وتبطل
سرمحا....."

رد عليه فارس بنفس الخفوت...
"أدعي ليه من قلبك الاقي الى تلمني.... "

نظر فارس الى حياة قال بإحترام...
"مبروك يامرات اخويه يتربى في عزكم.... "

ابتسمت حياة بحرج وهي ترد عليه...
"ألله يبارك فيك عقبال منفرح بيك.... "

اكتفى فارس بابتسامة بسيطة.... لينظر الى رافت
والجدة راضية ويذهب ليسلم عليهم قال...
"أقسم بالله بركة البيت...... عم رافت والحجه راضيه الى كل يوم بتزيد حلاوه...."

حاولت ريم كبح ضحكتها وهي تهمس داخلها بيقين
"واضح انك مش سهل يافسدق خالص..."

ردت راضية عليه وهي تضحك...
"ااه ياواد يابكاش.....بس بجد وحشني بكاشك..."

ضحك رافت وهو يكمل حديث امه قال..
"ولله العظيم يامي في دي عندك حق....هو بكاش بس بيوحشنا ....."

سلم فارس عليهم جميعاً.......

لم يلاحظ فارس وجود ريم الجالسة بعيداً عن مرمى عيناه على اريكةٍ ما فالغرفة.....

نظر فارس الى سالم سائلاً بحماس...
"المهم النون فين وسمتوه إيه ...."

رد عليه سالم مبتسم...
"حمزه....حمزه سالم رافت شاهين...."

سيدي ياسيدي.....طب فين الاخ موزه عشان
اشوفه تنح زي ابوه ولا فرفوش زي عمه ...."
انهى فارس حديثه وهو يشير على نفسه

ضاحكة راضية وهي تتحدث بعفوية...
"انت وريم دلعكم لي حمزه واحد .....بس على العموم حمزاوي على ايد ريم اهوه....."

نظر فارس الى ناحية التي اشارة لها راضية...

ليشرد في هذهي الفتاة...ذات الوجه الطفولي والملامح الرقيقة التي وللعلم تحكي عن شقوة
روحها وخفة دمها في انٍ واحد عينيها سوداء وجذابة بهم شيئاً يميزهم عن غيرهم .......

كل هذا الوصف في نظره واحده ياللهي !!...

اقترب منها وجلس بجانبها وعيناه لا تفارق وجهها

حاولت ريم الحديث بسبب نظارته الجريئة لها فقالت بتردد

"حمدال على سلامه يافسدق احم...قصدي يادكتور
فارس...."

رد عليها وهو مزال شارد في ملامحها...
"الله يسلمك يا ريم مش ريم برده..."

"ااه ريم بنت عم سالم و ...."

سالها بسرعه
"انتي مرتبطه....."

رفعت عينيها اليه بصدمه ...لتجد على ملامحه الرجولية علامات الجدية.....
"لاء مش مرتبطه بس بتسال ليه....."

ابتسم وهو يحمل حمزه من يدها قال بهدوء...
"بعدين هتعرفي يابونبونية العرب ...."

نهض من جانبها لتردد جملته بعدم فهم....
"بونبونية العرب ......يعني إيه....."

في خارج الغرفة....
مالى فارس على اذن سالم قال بابحه جادة
"انا قرارت اتجوز وتلم ولقيت الى هتوب على
اديها....."

نظر له سالم بعدم فهم.....

"انا عايز اتجوز بنت عمك....ريم ..."

لم يستوعب سالم حديث فارس الى بعد عدت دقائق
ليبتسم بفظاظة قال....
"عايز تجوز بنت عمي ليه...."

فغر فارس شفتيه بصدمه قال ....
"هكون عايز اتجوزها ليه عجباني...مش محتاجه سؤال ياعم التنح ....."

ابتسم سالم بسخرية قائلاً....
بقولك يافارس معنديش بنات لجواز... "

هدر فارس بجنون.....
"لاء بقولك إيه فكك من التناحه دي..... ريم تلزمني
ومات الكلام......هي خلاص دخلت هنا ومش هتخرج غير على هنا "
اشارا فارس على عقله ومن ثم على موضع قلبه...

زفر سالم بستياء...وهو يحرك راسه بصدمه..
"وللهِ العظيم ليقين على بعض.....حله ولقت غطاها..طيب انا ممكن اوافق بس لو هي وفقت عليك..."

نظر فارس بإعجاب ناحية ريم الواقفة في ردهة المشفى ....ليعدل لياقة قميصه ويرد على سالم
قال بإصرار...
"سيب موفقت ريم عليه انا هقنعها ...."

ابتسم سالم وهو يربت على كتفه...
"وريني شطارتك.....ومبروك مقدماً "
-------------------------------------------------
بعد مرورو ست شهور على ولادة حياة
و وجد حمزه الصغير في البيت والذي
لا يتوقف عن إرهاق أمه ببكاءه المتواصل
واستيقظه ليلاً خلال هذهي الأشهر التي
مرت عليهم......

في غرفة حياة وسالم....

كانت تستلقي على الفراش نائمة بتعب و إرهاق
بسبب هذا المشاغب المستلقي بجانبها يضرب
بقدميها الصغيرة على الفراش ويخرج بعض الاصوات المرحة ، لغة عجز البشر عن ترجمتها !......

دلف سالم الى الغرفة للاطمئنان عليهم فهذهي الفترة يقطن سالم في غرفة آخره بسبب استيقاظ
( حمزه) طوال آلليل.....

خطى عدت خطوات ببطء ليستلقي بجوار حمزه
أبنه وعيناه على (حياة) التي تغرق في نوم بطريقه
جعلته يشفق عليها..... نظر الى حمزه وهو يمرر يداه على وجهه بحب أبوي قائلاً بعتاب طفيف....
"منور ياعم اصايع.... ينفع كده ست شهور مش عارف اتلم على البت بتاعتي ينفع برده هي دي الرجوله يابن الكلب..... "

ضحك حمزه الى والده وحاول انظاره الى أمه ليميل على جانبه محاول إمساك شعرها لايقظها ...

عدل وضعيته سالم وهو يهمس بخفوت...
"يابني حد قالك اني عايزك تصاحيها انا هصاحيها
بنفسي مش عايز اتعبك معايا... بس خليك جدع
ونام في سريرك..... "

اثناء حديثه كان يحمل حمزه على يداه ويضعه
على سريره الصغير بجانب سريرهم ليقبله
سالم في وجنته قال بحنان....
"نام ياحمزاوي.... "

مزال الصغير يلعب بهدوء على سريره الصغير ويتطلع على السقف بانبهار !....

استلقى سالم بجانب حياة ليمرر يداه على شعرها و وجهها ويقبل شفتيها قبلة ساطحية ولكن مزعجة
قليلاً فهو يثبت شفتيه على شفتيها ليمزج أنفاسه
بانفاسها.....

فتحت عينيها ببطء وهي تنظر الى سالم ..
"سالم..... انت صحيت امته...... وبعدين فين
حمزه..... "

مرر أصابعه على وجهها وهو يقول بصوت اجاش...
"لسه صاحي من شويه..... وحمزه نايم على السرير
بتاعه..... "

هتفت حياة بعتاب...
"اخص عليك ياسالم حمزه مش بيعرف ينام غير
في حضني..... "

عض سالم على شفتيه السفلى بضيق...
"ورحمة امي ياحياه لو ملميتي نفسك انتي ولواد
ده لفصلكم عن بعض وكل وأحد في اوضه... "

للحظة كانت مصدومة من جملته ولكن انفجرت
ضاحكة حين رأت تزمره عليها كالأطفال...
"مش مصدقه أنت بتغير من ابنك.... "

"انا بغير من الهدوم الى بتلبسيها يعني طبيعي اغير
من الأستاذ الى مش بيعرف ينام غير في حضنك"

نظرت الى عيناه قائلة بحب...
"سيبك من كل ده.... انت أصلا وحشتني.... "

زم سالم شفتيه بتبرم قال
"واضح.....اني بوحشك"

هتفت حياة بتبرير...
"اقسم بالله دايما وحشني... بس أنت شايف حمزه
ونظامه.... "

مرر يداه على شعرها بحنان...
"عارف ياحبيبتي ان تعبك معلشي بكره يكبر
ويريحك... "

ابتسمت وهي تمتم بحب
"إنشاء الله ياحبيبي...."

أقترب سالم من وجهها أكثر قال بعبث.... وهو يتطلع على ماترتديه....
"حياه....انتي مش ملاحظه ان الجو حر اوي
هنا.. "

ردت ببراءة...
"بس الجو حلو و.... "

لاء حر أسمعي الكلام وقلعي.... "

شهقت بعد ان فهمت حديثه...
"سالم ممكن تبطل قلة أدب.... "

فتح ساحبة البجامة من الإمام قال بخبث...
"بالعكس ده الى هيحصل كمان ثواني... هيظلم
قلة الأدب معانا..... "

نظرت له بغباء وقالت..
"ليه هو إيه الى هيحصل..... "

طل عليها بهيئته الرجولية فوقها وهي اسفله ليقول
بخبث....
"لازم تعرفي ان الإجابه هتكون.... سالم شاهين
رجل أفعال لا أقوال..... "

مالى عليها ليعتصر شفتيها بجنون واشتياق مشتعل
بالعشق الخالص.... فقد وجد ملاذ الحياة و أرتاح
في حياته بجانبها ومعها....ليترك قسوته خارج
حياتهم ليترك قناع قاضي نجع العرب ليترك
ماضيه ومستقبله ليكون معها بحاضره فقط
حاضره وعشقه لها..... اكتملت قصة حبهم
اكتمل عشق سالم لحياة.....

تمت بحمدالله

دهب عطيه


يارب تكون الروايه عجبتكم ، دمتمت بخير
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-