البارت العشرون
رواية /ملاذي وقسوتي
بقلم /دهب عطية
..................................................................
رايح فين ياسالم ...."هتفت حياة بعبارتها وهي تقف
امام عتابة باب البيت .....
هدر بها سالم بحدة وانفعالٍ
"ابعدي عن طريقي ياحياه ....."
لم تبالي بحدته في لحديث ولم تهتز وهي تهتف مره اخره ولكن بعناد....
"لاء مش هبعد عن طريقك ....انت رايح تعمل إيه يسالم ..... هتقتله ...."
ايوه هقتله ....وهشرب من دمه كمان.....
ابعدي بقه "
نبرته كانت عاليةٍ حادة وجهه يعتليه الاحمرار من عنف غضبه وعصبيته بعد رأيت هذا التسجيل
نزلت دموعها خوفٍ من فقدانه بعد هذا التصريح ذات نبرة الصادقة....
"لاء ياسالم عشان خطري بلاش تضيع نفسك احنا هنسلم الفيديو ده للبوليس وهما يتصرفه معاه.. "
التوت شفتيها بسخرية وهو يرد عليها بتهكم
"البوليس.....ليه شايفه اني مش راجل مثلاً عشان
كده مش عارف اخد حق اخوي من إلى قتله... "
مسحت دموعها بظهر يدها وهي ترد عليه لإقناعه
"ومين قال ان الى بيلجأ للحكومه بيبقى ضعيف
او مش راجل ياسالم.... مفيش حد متعلم زيك يقول
الكلام ده ....سيب الكلام ده للجهله وخلينا نمشي بالقانون..... "
رد عليها بصوت عالٍ غاضب من جدالها معه أمام الجميع ...ووقفه هكذا أمامها يستمع لها ويجادل
معها فشيء كهذا الآن.......
"االقانون الى عايزاني ألجأ ليه قيض القضيه من اربع سنين ضدد مجهول مقدرش يجيب قاتل اخوي
ودلوقتي انا وقع في ايدي ادليل الى عرفت فيه مين
هو قاتل اخويه...... ولازم اجيب حق اخويه وبنته.. "
ثم نظر لها بحزن....
"وحقك انتي كمان ياحياه...... "
مر بجانبها بعنف ليهتز جسدها في لحظة من آثار
همجيته وعصبيته في السير من جانبها .....
ألتفتت الى راضية ورافت ودموعها تنزل بلا توقف
لتتحدث قائلة بنهيار.....
"انتو هتسبوه يضيع نفسه.... هتسبيه ياماما راضيه
بابا رافت لازم تلحقه قبل مايموته ويضيع
نفسه......"
انحنى رافت برأسه للأرض فهو يعلم ان لا احد يقدر على تغير رأي سالم في شيء واذا كآن هذا الشيء يخص (حسن) شقيقه الصغير صديقه الوحيد فامستحيل ان يستجيب لنداء احد منهم مهما كانت مقدرته عند سالم..........
اقتربت منها راضية لتحضنها بحنان وهي تقول بحزن
"ربنا كبير يابنتي انشاء الله خير خير.... "
نزلت دموع حياة في احضان راضية وهي تقول بخوف عليه.....
"سالم هيضيع ياماما راضيه انا مش هقدر استحمل خساره تانيه ولو كانت الخساره دي سالم يبقى الموت افضل ليه......انا حبيته ياماما حبيته وخايفه عليه خايفه عليه اوي "
انهارت في أحضان راضية
أكثر واكثر..... نعم هي صادقة المشاعر... حزين على ما اكتشفت ولن تنكر انها مزالت تحت تأثير الصدمة
ولكن هي تعلم جيداً ان الخوف انقسم نصفين والنصف الاقوى عليها هو تهور سالم وجنون انتقامه
من وليد... ولقتل هو الشيء الوحيد الذي سيأتي
في عقل سالم في لحظة شيطانية متهورة لحظة مجنون يتوقف بها العقل ويتحكم بك لهيب الإنتقام
وشياطين الذنوب ! .....
..........................................................
القهوه دي مطلعها لمين ياهنيه.... "قالت خيرية
عبارتها للخادمة......
نظرة الخادمة لي ما تحمله وهي ترد عليها بتهذيب
"دي قهوه لي وليد بيه ....."
رفعت خيرية عينيها على تلفاز تتابع محتواه
باهتمام وهي تضع السودني المقرمش في فمها وتقول بفتور...
"طب روحي طلعيها ليه قبل متبرد وانجزي عشان
معاد الغدا.... "
اومات الخادمة وهي تصعد الى غرفة وليد....
اتت ريهام وجلست بجانب ولدتها لتزفر بغضب وهي
تمد يدها في هذهي المكسرات وتاكل منها بقلة صبر.....
رفعت خيرية عيناها عليها وهي تقول بإمتعاض
"هتفضلي قعده في وشي كده كتير إيه فرحانه بقعدتك في البيت وكلام النجع عليكي.... "
زمجرت ريهام بحدة قائلة
"هو في إيه يامااا هو كل مقعد جمبك تلقحي عليه
بكلام..... "
مسمست خيرية بشفتيها بضجر وهي ترد عليها
لتبرار حديثها
"القح إيه ياقليلة الربايه.... انا كل الى عايزه منك ترجعي لطليقك الى من ساعة مطلقك وهو حافي وراكي ومش قادر على بعدك..... "
تحدثت ريهام بشمئزاز وتكبر...
"افتكرينا حاجه عدله.... قال طليقي قال.... ارجع لمين وسيب سالم لبنت الحرام ديه تستفرد بيه لوحدها"
ضاحكة خيرية بشماته وهي ترد عليها
"بنت الحرام استفردت بيه من زمان.... شيلي الغمام
الى على عينك ديه وعاقلي ورجعي لطليقك وكفايه
كلام ستات النجع علينا...... "
نهضت ريهام بحدة وهي تتحدث بغضب
"قاطع لسان اي حد يتكلم عليه نص كلمه... هما إيه
مش لاقيين غيري يتسلى عليه ...قوليلي انهي واحده
لسانها جاب سيرتي بالباطل وانا اقص لسانها بايدي ... "
رمقتها خيرية بستياء وهي تمضغ المكسرات بتبرم
وترد عليها ببرود.....
"وفري شرك على الى خدت منك حبيب القلب وبتتمتع دلوقتي بخيره... واسمها لم بيتقال في قعدت نسوان الكل يعمل ليها الف حساب من غير حتى مايشوفوها......وكل ده عشان إيه.... عشان مرات سالم شاهين ...ماهو الى عملها هيبه مابينهم غير انها مراته ...حكم "فور انتهى خيرية من جملتها مسمست بشفتيها بتبرم...
عضت ريهام على شفتيها بحقد وغل من حياة وشرارة الشر تشتعل وتود لو تحرق النجع بأكمله وحياة اولهم.......
"اااه يناري لو بس كانت الخطه مشيت زي مانا عايزه
كان زماني مراته دلوقتي ونايمه في حضنه وحرق دمها ودم نسوان النجع المنفقين دول.... بس خيرها
في غيرها مانا مش هستسلم من اول جوله "
دلف بكر والد ريهام الى صالون وهو يجلس بارهاق
على مقعد......
اقتربت منه زوجته خيرية وهي تقول بقلق
"مالك يابكر فيك إيه...... "
رد عليها بنفي....
مافيش شوية اراهاق اعمليلي شاي لحسان عندي صداع..... "
ردت عليه خيرية وهي تذهب بتجاه المطبخ
عيني ياخويه.....هدخل اعمله ليك "
صدح رنين جرس الباب بقوة وإصرار ولم يلبث الطارق ثواني واطرق بكل قوة وعنف على الباب
ذات الرفوع الحديدية الازاز المغطى به.....
شوفي مين ياريهام بيخبط بطريقه ديه... "
دلفت خيرية الى المطبخ بعد ان امرت ريهام بهذهي
الجملة..... وضعت ريهام الحجاب على شعرها بإهمال
فتحت الباب الكبير ليطل منه سالم بوجه يرعب الاعين ....وعيناه تشتعل بنار شديدة الهيب....
ابتسمت ريهام بسعادة وهي تهتف باسمه بوقاحه
"سالم معقول انت هنا......"
عض على شفتيه بشر وهو يسالها سؤال محدد
"اخوكي هنا ......"
ابتسمت بسعادة لتبتعد عن الباب وتجاوبه قائلة
"ااه هنا اتفضل ....ده في اوضته استنى انادي
عليه ....."
دلف الى البيت سريعٍ ليقف امام صالون البيت ويرمق عمه بكر بسخط .....وهو يرد على ريهام بتهكم
ساخرٍ.......
"لاء خليكي مرتاحه جمب ابوكي ....انا هطلع ليه بنفسي....."
نظر له بكر بعدم فهم وهو يساله بــ
"هو في إيه ياسالم عايز وليد ليه في شغل
مابينكم ....."
ابتسم سالم بتهكم مره اخره
وهو يضع هاتفه على الطاولة ويشغل هذا المسجل الذي صخب صوته في أرجاء المنزل...وهو يقول بسخرية......
"هو المسجل ده هيعرفك انا عايز ابنك في إيه
بظبط......."
صعد على سلالم بسرعة وشياطين تلاحق به...
خرجت خيرية وهي تمسك في يدها سنية الشاي لتسمع اعتراف وليد من هذا المسجل يقول
(ايوه انا الي دبرت حدثة العربيه لحسن... ومش بس
كده لا دا انا لاعبت الحكومه على شناكل لحد مالقضيه اتقيضت ضدد مجهول.......)
وقعت السنية ومن يدها وهي تهتف باسم ابنها بخوف......
"وليد.......... ابني...... "
كانت تقف ريهام مصدومة ومشحوبة الوجه وكل ما تفكر بها الان ان فرصة زواجها من سالم قد تبخرت
للأبد بعد ان أصبحت شقيقة قاتل حسن........
ام بكر والدهما لم يتحمل سماع باقي تسجيل وتفصيل الذي يضفها وليد بعد قتل حسن او حتى قبل ان يدبر الحادث الشنيع...... ليقع بكر على الارض ممسك قلبه بتعب......
ركضت عليه ريهام بخوف وكذالك خيرية زوجته
"ابو وليد..... ابو وليد رد عليه...... رد عليه....
هاتي مايه ياريهام......... هاتي مايه "
ركضت ريهام الى المطبخ بهلع......
مسك وليد الهاتف ليقف في شرفة بعصبية قائلاً
"يعني إيه ياايمن هربت منك حتت بت زي دي تعدي
من تحت ايدك ازاي...... يعني إيه في المستشفى وعضمك مفشفش البنت لازم تدور عليها ابعت حد من رجالتك يدور عليها البت دي لو وصلت لسالم يبقى انا هيتقري عليه الفاتحه..... "
وازاي الفاتحه تتقري عليك بعد كل الدنىء ديه.. "
هتف سالم بعبارته وهو يغلق باب غرفة وليد بقوة
تحشرج صوت وليد ناظرا الى سالم بخوف
"سالم أنت..... جاي ليه....... "
اقترب منه سالم ببطء ليقف أمامه ويجاوبه قائلاً
بنبرة خالي من المشاعر....
"اكيد جاي عشان....... اخد طار اخويه..... "
لكمه بقوة في أنفه........
...................................................................
جبت السلاح..... "نطق غريب الصعيدي جملته
وهو يتطلع على ابن عمه....
وضع راجح السلاح في يداه ليقول بستفهام
"ناوي على إيه ياولد عمي..... "
أمسك غريب السلاح في يداه وهو يهتف بغضب
"ناوي اقتل الى خد مني حجي وغصبني على تنازل
لنص املاكي لي ايهاب اخويه..... "
اهاه انت قولت بلسانك اخوك.... يعني ملزماش دم
وسلاح ياولد العم... ده مهم كان سالم شاهين...
وبعدين كيف يجي في بالك انك تضرب عليه نار في
الضلمه أجده تبقى خدت طارك.... كده مش رجوله ياولد العم.... وسالم مش يستحق اذيت حد واصل منك او من اهل النجع...... "
هدر به غريب بغضب شيطاني
"انت معايا ولا معاه ياراجح..... خليك في حالك واياك تفكر ولو حتى دماغك تحدفك ناحيت انك
تسلمني لسالم شاهين انا بحذرك ياراجح ....
انا في الخيانه مش هرحم اين كان يكون.... "
اتسعت أعين راجح بصدمة ليهتف بعدم استيعاب
"انت بتهددني ياولد عمي...... "
سميها زي متسميها طاري من ولد رافت شاهين مش هسيبه وحق فلوسي وتمن حجزه ليه في المخزن بتاعه كُمان ...وتمن روحه وانا مش هستريح غير لم اخدها بيدي تنين....... "تحدث وهو يقبض على كف
يداه بغضب وكأنه يقبض على شيء وهمي... لكن ذهنه كان يتخيل روح سالم تغادر الحياة
على يداه ........
...........................................................
اقترب منه سالم ببطء ليقف أمامه ويجاوبه قائلاً
بنبرة خالي من المشاعر....
"اكيد جاي عشان....... اخد طار اخويه..... "
لكمه بقوة في أنفه........
وقع وليد على الارض بعد عدة لكمات اصابة وجهه
الذي كان سالم يصب غضبه في هذهي المرحلة
الأولى على وجهه الذي أصبح يكسوه الدماء ولورم
ليلكم سالم معدته بقوة وجانبيه بقوة ويسدد له بعد
وركل بقدميه مابين ساقي وليد ليتأوه وليد بقوة
اكثر من قبل.... هدر سالم بغضب وصوت عالٍ وهو يركل وليد في معدته بعد ان وقع في لارض من آثار
همجية سالم وعنف ضربه له....
"قتلته ليه قتلته ليه.... عمل إيه حسن عشان يموت بسببك ازئك في إيه.... ده كان كل مابيشوفك بيعملك
كااخ تاني ليه ازئك في إيه ياوليد عشان تقتله قتلته ليه ليه ليه....... "
وبرغم كل مايشعر به وليد من الآم في هذهي الحظة
الصعبة الذي تحملها جسداً ...
رد عليه بغل ومكر قائلاً
"عملت كده عشان اشوفك ادامي منهار ...ونفسك تعيط زي الحريم على فراق اخوك..... "
توقف سالم عن ركله وضربه العنيف لينزل الى مستواه ويهتف بشمئزاز....
"دموع ولحزن عمرهم ماكانه من نصيب شخص واحد وعشان انت شايف ان الضعيف بس هو الى بيبكي على فرق اغلى الناس ليه انا كمان هخليك
تبكي على الحاجه الي تميزك عن الحريم... "
اتسعت اعين وليد بخوف من تلميحه...
انت تقصد إيه بكلامك ده..... "
ابتسم سالم بسخرية....
"انت فهمت انا اقصد ايه وعارف ان بلمح لي إيه... "
امسك به سالم ليرفعه عن الارض بغضب قائلاً بشر
"خليك واثق انك مش هتشوف نور ربنا تاني...
وخليك واثق اني هاخد حق اخويه منك وهقتلك
بس لم أحس اني بجد شفيت ناري ونار فراق أخويه
من كل حته في جسمك...... "
ارتعب وليد وهو يسيل الدماء ليرد عليه بخوف
"سلمني للحكومه وهما هياخده حق اخوك
مني......"
رمقه سالم بشر وهو يرد عليه بشظايا شيطانية...
"مش قاضي نجع العرب الى يروح للحكومه
عشان ياخده ليه حقه..... انا اقدر اخد حقي بايدي
وفر على نفسك الكلام....... لان الحساب بدأ ..."
أنهى جملته وهو يصدم رأسه به ليفقد وليد توازنه
ويقع ارضٍ.....
قذف سالم عليه مابي فمه باشمئزاز ونفور من هذا الوجه البغيض ليرفع الهاتف على أذنيه قائلاً ببرود
"حضرت العربيه ياجابر..... طب أطلع خد الكلب
ده....اخلص عشان لسه هنطلع على المخزن
......حضر إسماعيل الحكيم ورجاله..... تمام "
بعد دقائق معدودة كان ينزل سالم بشموخ على سلالم بيت بكر شاهين نهض بكر بعد ان استعدا
وعيه بعد إغماءه منذ قليل......
رفع عينيه على وليد الذي يحمله جابر كاشوال البطاطس وهو فاقد الوعي ووجهه يسيل منه دماء
وملامح وجهه اختفت تماماً من آثار لكم سالم له...
ابني.... ابني...... "ركضت خيرية إتجاه سالم وهي تبكي بخوف وتترجى سالم بهلع على ابنها الذي حدث له كل هذا من خلال نصف ساعة وماذا سيحدث له بعد ان ياخذه سالم ؟!.....
"ابوس ايدك ياسالم يابني سيب وليد سيبه ابوس ايدك انا محلتيش غيره...... "
أشارا سالم بيداه الى جابر بذهاب وكان جابر في هذا الوقت يحمل وليد وتمنع مروره خيرية الواقفة امام سالم تبكي وتترجى ...
ابعد جابر عنها ليمر من جانبها بقوة حيث الخارج...
صاح صوتها بهلع....
"بلاش تموته بلاش ابوس اديك سيب وليد
سبوه....."
رمقها سالم بسخرية وهو يرد بفظاظة معتاد اتقانها
"متقلقيش وليد هيرجعلك تاني عشان تدفنيه
جمب الحبايب الى بتروحي تقري عليهم الفتحه كل
سنه...... "
مسكت كف يداه برجاء وهي تنهار انهيار أم ...
لاء ابوس ايدك ياسالم ارحمه ده مهم كان ابن عمك
ارحمه يابني ارحمه......انا مليش غيره"
نفض يداه بعيداً عنها بقسوة قائلاً ببرود
"وهو رحم أخويه لم خطفه مننا وهو في عز شبابه
ويتم بنته ورمل مراته تلات سنين ...انتي ببترجي
اني اسيب ابنك يعني حتى مش قادره تقوليلي من
باب العقل ابني قتل ولازم يتعاقب وسلمه للبوليس
بس بلاش تاخد حقك بنفسك.... لكن طول عمرك
طماعه يامرات عمي عرفتي ان ابنك قتل اخويه
وكل هدفك دلوقتي استعطاف قلب سالم شاهين
يمكن يحن ويسيب وليد ويسامح ونرجع زي السمنه
على العسل ......بس للأسف الدمعتين بتوعك نشفه
حاولي تنزلي غيرهم يمكن افكر ارفع عيني على وشك من تاني وبرده ساعتها هيكون ردي حضري
تربة ابنك واقري عليه الفتحه من دلوقتي.... "
رمقها بسخط هي وعمه بكر وريهام المتسعت الأعين
بدهشة وزهول من هول خروج الماضي بكل هذا السواد الذي كأنه بطله الوحيد وليد شقيقها الذي
افسد كل شيء كانت تنوي وتتمنى فعله......
خطئ سالم عدت خطوات إتجاه باب الخروج لتستوقفه خيرية بمحاولة اخره لاستعطاف
سالم......
"انت راجل عارف ربنا وعارف ان حسن عمره انتهى
لحد كده يعني بوليد او من غير وليد كان هيموت في معاده..... "
لم ينظر لها توقف وهو يوليها ظهره التوت شفتيها
بسخط من وقاحة هذهي المرأة ليرد عليها بفظاظة
متقنة....
"انتي صح حسن مات في معاده وكل واحد ليه
معاد هيروح بي للخلقه..... "
ابتسمت خيرية بأمل.......
تابع سالم حديثه قائلاً ببرود
"وابنك جه معاده خلاص.... وكلنا لها......
حضري الكفن يامرات عمي..... "
خرج سالم واصدر صوت وقود السيارة صوتٍ عالٍ
يخبرهم بمغادرته المكان......
لطمت خيرية على وجهه وهي تهتف بعويل وبكاء
حاد.....
"ابني هيضيع ابني هيضيع يابكر والدك هيروح على ايد ابن اخوك لازم تصرف لازم تصرف..... "
كان بكر يقف مكانه بثبات وعيناه مثبتا عليها بجمود
اقتربت منه وهي تسأله بعويل وبكاء حاد
"انت ساكت ليه...... ابنك خلاص راح وليد خلاص راح...... "
هز راسه بقلة حيله وهو يهتف بصعوبة الحقيقة
الحقيقة الذي كان دوماً يهرب منها ...
"مافيش فايده ياخيريه ابنك قتل ولقتله ده يبقى ابن عمه اخوه سالم شاهين ..... يعني ابنك مات من لحظه ديه محدش هيقدر يقف ادام سالم ياخيرية محدش هيقدر يمنع سالم من قتل وليد محدش هيقدر"
هبط على المقعد بقلة حيلة وحزن على أبنه
وخذلانه على جريمة ابنه مهما كان الشر وطباع الطمع ولمصالح الذي تسير في دماء بكر يبقى
القتل ادنس الأشياء دناستا في عيون اي رجل
وكبائر الاكبر صعوبة انه قتل ابن عمه شخص من
دماءه وكل هذا بسبب الغل ولحقد وشياطين أثبتت
في روح وليد كالوشم الذي لا يختفي حتى الدهر...
..................................................................
كانت حياة تجلس في صالون وعيناها لا تتوقف عن
البكاء أحمرت عينيها بكثرة وشحب وجهها باصفرار
من آثار ضغطها على نفسها خوفٍ وتفكيرٍ ...
جلست بجانبها ريم التي اتت لهم منذ نصف ساعة
حين علمت الخبر من حياة عبر الهاتف....
"حياه ممكن تهدي... عينك ورمت وحمرت من كتر العياط دا غير وشك يابنتي الى الدم انسحب منه... "
انحدرت دموعها بغزرة على وجنتيها وهي تهتف وسط انهيار روحها.....
"مش قادره ياريم انا خايفه على سالم اوي ده ممكن
يقتله ويروح ال..... "شهقت وهي تكتم حديث تخشا
حدوثه.....
احتضنتها ريم وهي تبكي في أحضانها بحرج منها ومن سالم ومن عمها وجدتها راضية فهي أخطأت حين اتت لهم في هذهي الحظة وهي على يقين ان وجودها غير مرحب به بسبب فعلت اخيها القاتل
الذي لم يعرف عن رحمة حرف واحد !....
ولكن هي اتت في هذا الوقت فقط من أجل حياة
خوف ٍ عليها ....حياة بنسبة لريم الأخت الكبرى الصديقة الوحيدة وصادقة في حياتها.. فلم لا
تكن بجانبها وهي بأمس الحاجة الى وجودها
الذي يهون عليها ولو قليل .....
"انشاء الله خير ياحياه خير...... "
كانت راضية تمسك المصحف بين يدها وتقرا به
بتركيز وتنحدر آلدموع من عينيها بخوف على ضياع
الحفيد الوحيد لديها... والعوض على الحفيد الثاني
الذي قتل ....وافسد في لأرض ذنوبٍ بسبب حقده
وغيرته من اولاد عمه (حسن).... (وسالم) الذي تخشى فقدانه .......
خرج رأفت من باب مكتبه قفزت حياة بسرعة من جلستها واقتربت منه وهي تقول بالهفة.....
"عملت إيه يابابا رافت وصلت لحاجه عرفت سالم
خد وليد على فين...... "
هز رافت راسه بنفي وهو يقول باحباط
"كلمت كل ألناس الى ممكن تعرف هو راح فين... لكن
مافيش فايده..... الواحيد الى يعرف هو فين جابر دراعه اليمين هو اكيد معاه دلوقتي.... "
أغلقت راضية المصحف وهي تنهض وتقول بثبات
"اطلعي على اوضتك ياحياه.... خديها ياريم... "
رفعت حياة عينيها ناظرة الى راضية بعدم فهم
وهتفت.....
"أنتي بتقولي إيه ياماما راضيه..... انتي ناسيه سالم فين "
لاء مش ناسيه.... بس كمان سالم راجل ومن ضهر راجل ولو عمل اي حاجه في وليد يبقى حقه.. "
هتفت حياة بصيحة انهيار...
"بس ده ممكن يقتله..... "
زفرت راضية بتعب لتصعد بدون ان تتحدث إليهم
فهي لم تقف لتجادل حياة لأنها تعلم عنادها واصرارها على رؤية سالم الآن ...وهي متيقنه
ان مهم حدث من كلاهما لن يتنازل سالم عن اخذ ثأره من وليد وهذا مايجعلها لا تقوي على صمود امامهم...... لهذا فضلت راضية الجلوس في غرفتها بمفردها....
قال رافت وهو يهم بالخروج.....
"انا هروح كده اسأل على جابر او اي حد يعرف هو فين وانشاء الله اوصل لسالم..... "
خرج رافت وحياة وريم يتمتما بدعاء.....
تجلس بسنت تتابع كل مايحدث بصمت وهي تجلس على مقعد ما في صالون عقلها مشوش تغشا ان يؤذيها سالم بعد ان ينتقم من ابن عمه او يتهمها
في شيء وهمي مثلاً ...هي لا تعلم نواي هذا السالم
ولكن هي سلمت له المسجل فقط من اجل ان يضمن
لها الأمان من ابن عمه ورجاله....... تمتمت بسنت داخلها بخوف بعد تشوش الأفكار داخلها....
"يترا هيعملو فيه إيه ...... "
بعد مرور ساعة ومزالت حياة على وضعها تبكي بدون توقف وعقلها لم ياخذ قصت وأحد من الراحة
عن زوبعات الأفكار المتراكمة داخلها......
وريم تجلس بجانبها تهدأها تارة... وتشرد تارةٍ آخره
فالأيام القادمة على كلاهما ومن بائر الماضي المنفتح
يهدد لوقوع ضاحية اخر به.......
ام بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة
الى الفراغ أيضاً بشرود ولخوف يشتبك معها بإصرار
ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها......
دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب مريم الخادمة......
رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه... ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام....
"لمؤاخذة ياست حياة ....اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في
قاهره ......."
نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوتٍ
مرتبك خوفٍ .....
"تروحني .....ازاي وراجل الى ممكن يموتني ده و"
قاطعها جابر قائلاً بإحترام......
"لاء متقلقيش سالم بيه بعتني ليكي عشان يوصلك
رساله ولامانه ديه ....."
مد جابر لها يداه بالمال وهو يقول لها بتوضيح ....
"ده ٢٠٠الف جنيه بعتهم ليكي سالم بيه تعويضً عن
الى حصلك قبل ماتيجي ليه.....وهو كمان بيوصلك
انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب الامان الى طلبتيه منه هيقدمه ليك ولو حب ترجعي من مكان
ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان الى كان
مكلف رجالته بموتك هو دلوقتي تحت أيده..... "
صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر
الى هذهي الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال
الذي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها... ولكن ماذا
تفعل ماذا عليها فعله الآن ؟....لم تتمكن من الجلوس
في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في القاهرة .....
سترحل من هنا سالم شاهين ليس مضطراً للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلاً ام آجلاً.....
اخذت حقيبة المال من جابر وهي تنظر لها قائلة بحرج.....
"خلاص انا جايا معاك........ "
استني يابسنت انا كمان جايا معاكي استني ثوني
هلبس ونزله..... "هتفت حياة بهذهي الجملة بثبات
اتسعت عينا ريم وجابر أيضاً .....ام بسنت فاومات
لها بدون أكترَث......
سألها جابر بإحترام....
"لمؤاخذه ياست حياه لكن حضرتك راحا فين مع لانسه بسنت..... "
رفعت حياة عيناها إليه وهي تهتف بكذب....
"قبل مانت تدخل كان سالم لسه قفل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح..... كان عايز يقولك
انك توصل بسنت لمحطة القطر.... وتوصلني انا مكان
ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه... "
رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس
"ازاي بس تلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال
من سالم بيه..... انا هتصل بيه اتاكد من آلكلام ده... "
رفعت حياة عينيها الى ريم لانقذها ومساعدتها في هذهي الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم....
خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له
بضيق زائف.....
"تتاكد من إيه.... انت بتكذب مرات سالم شاهين
ياجابر... هي هتكدب عليك ليه يعني نفذ الأوامر
وسمع كلام حياه هانم..... "
قال جابر باعتراض....
"بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه.... "
اخذت ريم الهاتف واخفته بين يديها وقالت بجدية
"مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة لسالم
عشان توصل ليها الاورق المهمه..... "
ثم رفعت ريم عينيها على حياة قائلة بنبرة ذات معنى.....
"يلا ياحياه اطلعي البسي اتأخرتي على سالم.... "
ابتسمت حياة بامتنان الى ريم وجدعنت صديقتها
دوماً معها..... لتصعد سريعاً تحت انظار الجميع....
تعلم ان ماستفعله له عواقب كبيرة قاسية من
سالم شاهين ولكن كل ماتفكر به رأيته ومنعها
له من ارتكابه جريمة قتل هذا الدنيء ذات الدم
الدنس........ يتبع