رواية ملاذي وقسوتي البارت الثاني عشر
البارت الثاني عشر
ملاذي وقسوتي
بقلمي.... دهب عطية
*******
تطلعت على نفسها امام المرآة تتفحص هذهي سلسلة الذهبية بإعجاب.... الذي وضعها سالم حول عنقها
منذ دقائق فقط
خرجت من المرحاض وهي تلف حول جسدها منشفةٍ
كبيرة تصل لمنتصف ساقيها..... اشتعلت وجنتيها وهي توبخ نفسها على هذا النسيان الذي أصابها فقد
نست ان تاخذ ملابسها معها قبل ان تدخل الى المرحاض........ وها هي تخرج امامه بهذا الشكل تخفي جسدها بامنشفةٍ قصيرة وشعرها المبلل تتساقط قطرات الماء على كتفيهَ لتكتمل صورتها
المثيرة في نظر سالم الذي يستلقي على الفراش
عاري صدر ، يضع سجارته في فمه ويتطلع عليها بتراقب واهتمام شديد....... هي ملاذ الحياة خاصته
ولوحيدة التي تثير عيناه المشتعلة بالقسوة ولبرود
باتجاها لتلين العين شوق وحنان فياض لها وحدها
كانت تقف امام خزانة ملابسها تبحث عن شيء لترتديه مدت يدها لتاخذ ما سترتديه لتجد يد
سالم تطبق على يدها..... لتشعر بحرارة جسده
وراها......... بلعت مابي حلقها وهمست بخفوت
"سالم........ في حاجه......... عايز حاجه اعملهالك.. "
وضع كف يداه على خصرها وقرب ظهرها من صدره
هامس بعبث
"بتعملي اي ياحياه..... "
تسارعة دقات قلبها وبدأت تشعر بحرارة جسدها ترتفع ولاكثر حرارة هو وجهها لا تعرف اى خجل ام
حرج صارخ وهي تقف امامه بهذا الشكل المخجل
لمسته دوماً لها تثير الرجفة في قلبها ويقلب كيانها كله ... ردت بصعوبة
"هكون بعمل إيه..... بجيب هدوم عشان البسها... "
انحنا قليلاً على اذنيها قال بمكر
"تحبي اساعدك...... "
لاء شكراً..... "ابتعدت عنه بقلب يخفق بشدة لتجد
يداه تمسك معصمها هامس بحنان
"حسبي يامجنونه هتقعي...... "
نظرت له بخجل ثم هتفت بحدة
"سالم لو سمحت سبني ادخل البس عشان... "
عشان اي .....أنتي مش ملحظه انك محمل الموضوع فوق طاقتك ودايما وشك بيجيب ألوان لو بس ايدي
جت على جسمك.... دا غير حكاية طفي نور دي انتي
ناسيه اني جوزك ولا إيه ...... "
ممم انا بحاول بس الموضوع محتاج وقت وصبر.. "
زفر بتعب من هذهي الهلكةَ لروحه وقلبه ثم قال بصدقٍ...
"عارف ان كل حاجه محتاجه صبر.... وانا عمري ماعرفت الصبر غير معاكي ياحياه ...... "
تعلقت عيناهم ببعضها كالمغناطيس ....تنظر له بزهول من جملته التي لاتحمل غير صدق فقط
الحروف لمست روحها قبل قلبها.....بينما هو لم
تتوقف عيناه عن السفر فوق ملامح وجهها
الفاتن وقوام جسدها الهالك لرجولته..
حاولت الفرار من امامه لتحاول السيطرة على تلك الرجفة التي تهدد بالاستمرار امام لمست سالم له
قالت بصعوبة
"سالم..... انا لازم ادخل اكمل لبسي عشان احنا اتاخرنا وانت اتاخرت عليهم تحت..... "
نظر لها بهدوء ومن ثم مسك كف يدها بين يداه ليسير بها الى الفراش ...جلس سالم على حافة الفراش وهي على قدميه يستقبلها صدره الرحب.....لتجلس في احضانه كا طفلة الصغيرة انصدمت من فعلته وكادت ان تعترض لتعتليها
ََالدهشةَ من عناقه الدفء ليدفن راسه في عنقها
المرمري...سارت الرجفة داخلها اقوى من افعاله
المدمرة لكيانها..... همس سالم لها بحنان
"حضنك حلو اوي ياحياه...... "
اغمضت عيناها وهي تعاني حلاوة كلماته المسكر لعقلها والقادرة على نسي هوايتها امام غزله !..
همس سالم مره أخره سائلاً بحنان
"سكت ليه ياحياة...... "
اغمضت عينيها وهو في احضانها انفاسه ساخنة تداعب عنقها ماذا تقول هي بين لمساته تحلق ضائعة
ردت بصوتٍ خرج من الأعماق
"مش عارفه اقول إيه..... "
همس لها بنفس الصوت الساحر
"بتحسي معايا بي إي ياحياه... "
اغمضت عينيها مره أخره ماذا تقول ماهي الإجابة المناسبة له... هي تشعر بكل شيء واي شيء بجانبه
الشوق...... الضعف..... الغيرة......الخوف.... وتعشق
شخصيته وامتلاكه..... تعشق سواد عيناه المشتعلة
بالمعة غريب على ان تترجمها عينيها..... هو يثير
رجفة داخلها ويهدم كيانها بالمسةٍ واحدة... ماذا
تقول الإجابات كثيرة ولكن هي لا تحمل الصراحة
ولجرأة الكافية لأخباره عن ماتشعر به إتجاهه!..
شعر بنغزةٍ في قلبه من صمتها الذي طال وهو مزال ينتظر إجابةٍ تريح قلبه .....لم يكن من النوع العاطفي الذي يسعى لسماع كلمة عاطفية تثير
اهتمامه ! ...وبخ نفسه على ما يفعل ...اصبح
يشبه المراهقين بأفعاله معها..... ابتعد عنها ببطء ولكنها مزالت تجلس في احضانه... مسك هذهي العلبة الحمراء ....وقدمها لها قال بحنان
"كل سنه وانتي طيبه...... "
اخذت منه العلبة بحرج وهي تسأله بهدوء
"دي بمناسبة اي ياسالم..... "
من غير مناسبة عجبتني فاجبتهالك...
اي رايك حلوه........ عجبتك"
فتحت العلبة لتطلع عليها..... بإعجاب يصرخ من عينيها.... كانت سلسلة من الذهب الخالص تعتليها
فصوص رقيقة تشبه الالماظ او بالاصح هي صنعت
من الالماظ الخالص.... لكن انتبهت لهذا القلب الصغير الذي عبارة عن كتاب بداخلها تضع صورتين .....
كان فارغٍ بطبع ولكن كان يكتب على القلب
من الخارخ (ملاذ الحياة) انكمشت ملامحها باستغراب من هذا الإسم.... الذي دوماً كان يهمس به سالم لها أثناء ابحارهم في عالمهم الخاص... كان الاسم ناعم راقي يحمل الكثير ولان معنى ملاذ هو ملجأ من السكون وراحةَ ..... اصبحت تيقن ان لقب سالم يعني الكثير اي انها اصبحت ملاذ الحياة خاصته راحته وسكونه وملجأه الوحيد يجده بجوارها في احضانها هي فقط ! فى هذا الاسم يحمل الكثير ... ولكن العقد الذهبي يحمل أيضاً الأكثر من اهتمام سالم لها... وعمل شيء خاص كهذا لها يذيب الجليد المحاصر عقلها قبل قلبها....
عجبتك..... "همس لها وهو يراقب تغيرت وجهها وهي تطلع على العقد الذهبي....
اومأت بايجاب وهي تقول بحرج
"حلو اوي...... مكنش لي لزوم تكلف نفسك شكل غالي ... "
اخذ منها العقد بهدوء وانحنى عليها قليلاً والبسها العقد بحنان ..ليقول بهمس خشن
"هو فعلاً غلي......بس لم لبستيه...... "انحنى اكثر عليها ليقبل عنقها بحنان قال بهمس
"مبروك عليكي ........ياملاذ الحياة..... "
اغمضت عينيها وهي تعاني من رجفة جسدها مزال
قلبها يخفق بشدة... مع طيف ذكره لم يمر عليها ساعة
واحدة....... هذا هو سالم الخبير في ارهاق قلبها دوماً ........
قلبي ودقاته بتعملي طقوس جديده من ورايا.. "
هتفت ريم وهي تدلف الى غرفة حياة لتجدها مغمضت العينان وشاردة بنعومةٍ غريبة....
فتحت حياة عيناها وهتفت وهي تنهض بسعادة
"أنتي جيتي ياريم اتاخرتي ليه..... "
نظرت لها ريم بشك قائلة بمكر
"بت مالك وشك احمر وعنيكي بتلمع كده ليه ..."
اقتربت ريم منها اكثر قائلة بصياح
"لا وبشرتك بتلمع كمان..... دا نوع كريم جديد...
ولا هرمونات السعاده اشتغلت.. وابن عمي لي يد في
الى بيحصلك ده..... "
ابتعدت عنها بخجل قائلة بتوبيخ
"ماتحترمي نفسك ياريم.... سالم ماله ومال وشي.. "
حركة ريم شفتيها في زوايةٍ واحده قائلة بمكر
"طب اللهي ماشوف صاحب سالم الفسدق ده تاني
ان ماكان الى في وشك ده هرمونات الحب...."
يابت اتلمي.... وخلينا في المهم ابوكي جه معاكي فعلاً.... "
ردت ريم عليها بتبرم
لاء جيين كمان ساعتين... المهم متوهيش وقوليلي
نوع الكريم ياحياه..... "
ضحكت حياة قائلة بخبث
"نوع الكريم صعب تلقيه ياريم..... اصبري يمكن الفسدق بتاعك يرجع ويديكي هو التركيبه..... "
ركضت ريم وراها في ارجا الغرفة قائلة بغضب زئف
"أنتي بتتريقي عشان انا مزلت سنجل بائس ياحياه
بتتريقي..... "
ركضت حياة قائلة وسط ضحكَتها
عيب عليكي...... ياريم دا انا بحسدك..... "
انزعجة ريم من جملتها هاتفة بها بصياح
على إي على نحس والباس... بتحسدوني على اي.. "
*****
وقفت في شرفة غرفتها ترتدي عباءةٍ فضفاضة وتلف حجابها بأتقان كانت جميلةٍ في عيناه الذي
تفترس ملامحها في الخفى بدون رحمة.....
كان مسترخي مستندا الى جذع شجرةٍ قديمة.. في
حوش المنزل...... وكان يراقب تطلعها وشرودها في
ساحة الخضراء التي تحيط البيت الكبير
تتامل الجو بعينان غامت معهم في شرود واضح...
لم تحيد عيناه عنها ظل يفترس جمال طلتها ونظرتها
الشاردة...... حركت هي عيناها بلا اهداف لتتقابل بي
عينيه ......أزداد بريق عينيه وابتسمت شفتاه القويتين العابثتان بالفطرة... بينما تزايد تسارع انفاسه ......وقفت حياة مرتبكة محمرة الوجه تقبض بيدها على حاجز الشرفة الصلب بتوتر ازاء نظراته
القوية المتفجرة...... التي تفترسها بدون حياء منه...
مسك الهاتف خاصته وعبث به وهو يختلس النظر له
نظرت حياة خلفها حيثُ الغرفة لتجد اهتزاز هاتفها على المنضدة الصغيرة
اخذت الهاتف وفتحت الخط بصوتٍ يخرج بصعوبة
من حلقها الذي جف من تقابل عينيها بهذا المدمر لروحها...... "الو....... "
رد عليها بكل سهولة ومزال في حوش البيت يستند على جذع الشجرة.......
"حياه..... اقفي في البلكونه عايزك..... "
توترت قليلاً ثم خرجت تسأله بحرج
"في حاجه ياسالم....... "
نظر اليها مره أخرى وهي تمسك الهاتف وتتحدث
معه بحرج جالي على وجهها الفاتن... رد بفتور غريب
لا يتناسب مع كلماته....
"كنت عايز املي عيني منك.......قبل مانشغل عنك انهارده.. "
فغرت شفتيها بصدمة من كلماته البسيطة لاء... ليست
بسيطه......... هل ينوي قول شيء اقوى من هذا.........
هو يشتاق لي...... هل هذا الحديث نطق على لسان
سالم شاهين........... انا لا اصدق...............
ظل يتطلع عليها بإهتمام وهو يرى قسمات وجهها المشدودة بصدمة .....همس بهدوء
"حياه....... مالك انتي كويسه........ "
نظرت له بحرج وساد الصمت بينهم.... ثم همست
لها بعد صمت ثقيل جمعت ماتبقى من ثبات داخلها وقالت متسائلا
"سالم........ انت ........متاكد ان غيابي عن عينك بيفرق معاك...... "
اكيد بيفرق.......... مش مراتي...... "رد عليه بنفس الفتور المعتاد ولكن كلماته كاسهام تهدم انوثتها
الى شظايا صغيرة.....
مزالت تنظر الى عينيه بحرج وهو ينهال من ملامحها بوقاحةٍ اعتادت عليها منه......
ردت بصدق
"أنت صعب ياسالم صعب اوي....... "كانت تتمنى ان تهمس بها داخلها ولكن خرج صوتها اليه عبر الهاتف..
رد هو ومزال يتطلع عليها بهدوء لا يناسب نيران تشعلها داخله فقط من صوته الناعم.....
"وانتي اصعب بذاته ياملاذي....... "تنهد بتعب ليغلق
الهاتف سريعاً....... ويرحل من الحوش الكبير الى
سيارته حيث المصنع ليلحق به عمرو ويصعد بجانبه انطلقت سيارته بعد إرتفاع صوت مقود سيارة عاليٍ ليختفي عن مرمى ابصارها....... تنهدت بتعب حقيقي لتهمس بصدق ضائعة
"ناوي تعمل معايا إيه اكتر من كده..... ياسالم "
دلفت الى داخل الغرفة متوجه الى الأسفل حيث
الجدة راضية وريم وورد ابنتها الغالية .....
وللاسف سترى الحاقدة ثقيلة الدم عديمة الإحساس ( ريهام بكر شاهين) والتي لا تختلف عن اخوه (وليد) الدنيء .......ووالدها ذات الأقنعة الكثيرة
(بكر شاهين.) شياءٍ فهم على الأغلب يشبهون بعضهم كثيراً في المصالح المشتركة !.....
******
انت لس مصمم على مروحك لعند بيت رافت
شاهين وسالم ابنه..... "هتف وليد بإمتعاض وهو يرتشف الشاي مع والده
رد بكر بخشونة
"المصالح فوق كل شيء ياوليد ومش هعيد الموضوع ده تاني..... لازم نرجع الود مابين سالم من جديد اذا كان على رافت اخويه فا انا عارف ان مش شايل مني مهم عملت... لكن سالم هو الى رضاه مهم"
قال وليد بستنكار
بتقول رضاه ومن امته وإحنا بيفرق معنا رضا ابن زهيره....... "
هتف لي ابنه بجشع
"من يوم مابقى قاضي نجع العرب.... من يوم مابقى اغنى واحد في نجع واكتر واحد لي هيبه والعائلة
الكبيرة المحاوطه بينا لم بيعرفه اسم عيلتنا بيتهز ليهم اكبر شنب..... بس عشان سالم ابن عمك وهيبته في نجع ...........واحنا لازم نمشي مع طيار الهواء ياوليد تحت ضل الكبير نتحمى بيه........ ونلبس الف وش عشان نوصل لي اسمه وهيبته واملاكه....... لازم سالم يثق في وفيك ياوليد .....رجع الود وخفي السواد الجواك من ناحيته لحد ما تخلص مصالحنا....... "
اتت خيرية عليهم التي سمعت معظم حديث زوجها
وضعت المخبوذات الساخنة بالقرب منهم قائلة بتاكيد
"اسمع كلام ابوك ياوليد..... مصالح ابوك هتمشي اكتر
لم ناس تعرف ان سالم زين معاكم..... وكمان محصول
ارض الفاكهة بتاع ابوك بيخسر بسبب البيع بالخسارة لكن لم الود يرجع مع ابن زهيره... ابوك هيعمل صفقه
مع سالم ان يموله محصول الارض كلها عنده على مصنعه وشغل مابينهم يمشي ويمكن فيم بعض ابوك يضغط عليه ويشاركه في المصنع الجديد الى لسه هيعمله ....... "
راقب وليد حديثه خيرية قال سائلاً بتوجس
"مصنع آيه الى هيعمله ابن زهيره تاني..... "
رد والده هذهي المره....... قال بإيجاب
"مصنع كبير ناوي يبني في الارض الى شتراها جنب مصنعه .......وهتكون مواد غذائيه يعني هيوسع مجاله اكتر وارضه لوحدها مش هتكون كفايه
للخضار والفاكهة الى هيحتاجهم..... عشان كده
بقولك نرجع الود بين سالم...... لان بيكبر وهيكبر ولو مش هنبقى جمب دلوقتي هيبقى صعب نبقى جمب بعدين........ "
نظر وليد الا شيء وهمي.... وعيناه غامت بحقد شيطاني...... تسأل بالامبالاة
"ومين بقه هيتكلف بي درسة مشروع المصنع ومقولته....... "
رد بكر عليه قال بغل من مايصل له سالم قبله هو وولده حتى في تفكير....
"مش هتصدق مين الى هيتكلف بي مقولته... اكبر شركه بديرها اكبر عيلة في مصر كلها.......
عيلة العطار"
ابتسم وليد بسخرية قال بصوتٍ خافضٍ ...
"واضح ان مش بيضيع وقت... وعايز يشتغل على نضيف......... بس انا لازم احط لمستي معاه ومع الى
هيمسك مقولة المصنع الجديد..... "
******
اصبح البيت الكبير مزدحم جداً ببعض الناس ام في حوش البيت الكبير الازدحام اكبر......فهناك بعضٍ من
البسطاء يجلسون في ساحة الخضراء يتناولون أشهى الطعام الذي أساسه يحتوي على لحم
اضحية العيد الذي يتكلف بها (سالم شاهين) كل سنه
في هذا اليوم...... يطعم من يحتاج ويعطي أيضاً من الاضحية الكبيرة بعد هذهي لوليمة ......فهناك من يفعل هذا أفتخرٍ بنفسه امام الجميع... وهناك من يفعل هذا تجارةٍ رابحةَ مع الله !.....
شايف سالم بيعمل ايه عشان اموره تمشي... "
قال بكر حديثه وهو يقلب عيناه بين كم البشر المتواجد في حديقة القصر.....
رد وليد بحقد
"شايف..... واضح ان بيحب الهيصه حوليه وبيضحك على الغلابه بكيلو لحمه وعشاء جاهز... "
رد بكر بتاكيد
"امال هو بقه قاضي النجع ازاي ماهو من عميله دي
نفسي تفكر زيي ولو مره..... اكيد مكنش ده بقه حالنا
دلوقتي...... "
رد وليد بتهكم
"مخلاص بقه يابااا مش كل مره تقطمني بكلام.. ماانت عارف ابن زهيره مسوس وعامل زي التعبان
بيغير جلده على حسب المكان.... هو انا الى هقولك "
نظر له بكر شذرا قال بتبرم
"مش تبرير ياوليد انا عايزك تشغل مخك وتبقى احسن منه مليون مره..... "
تطلع وليد امامه قال
انشاء الله..... يلا بينا لحسان ابن زهيره واقف بيخدم
على الناس هناك......"
كان يقف سالم امام مادة كبير تحتوي على أشهى الطعام واشهى الإنصاف تقدم بطريقةٍ تبهج العين
ياكل الجميع بعيون تدعي وتتمنى لسالم الخير....
وضع سالم امام رجل كبير في عمر جده بعد اللحم الطازج شهي الرائحة ... قال بود
"كل ياعم عرابي انت مش بتاكل ليه.. كل ياراجل ياطيب البيت بيتك انت مش ضيف.... "
رد الرجل ذات التجعيد الواضح ولوجه الذي يظهر عليه شقاء الزمن.....
"كتر خيرك ياسالم ياولدي ربنا يقويك ويزيدك على فعل الخير......... وربنا يعطيك الذرية الصالحة باذن
الله وميطولش عليك يارب..... "
نظر له سالم بحزن.... ومن ثم ابتسم بأمل وهو يتمنى
وجود طفل من صلبه يحمل أسمه يكون صديقه وأخوه يعوضه عن فراق حسن شقيقه الذي فراقه
قصر ماتبقى منه ومزال يحيا على امل وجود ورد ابنت اخيه بجانبه.... وحين اصبحت حياة زوجته تمنى بصدق ان تحمل له قطعةٍ منه ومنها ....
نطق بامل وهو يطلع على الرجل
"يارب يارجل ياطيب دعواتك...... "
لمح وهو يرفع عينيه وجود بكر ووليد في حوش البيت اي بالقرب منه........ ذهب لهم وهو يتمتم بحنق
سلام عليكم كيف حالك ياعمي....نورت المكان
ياوليد......"هتف سالم وهو يقف امامهم كان سالم يرتدي جلباب رمادي ناصع....... ويصفف شعره الغزير
للخلف.....
رد بكر بطيبه زائف
"أهلاً ياسالم ياابن اخوي شااخبارك وكيف اخوي مش بنشوفوه يعني...... "
نظر له سالم قال بهدوء
"الحج رافت شاهين جو في شادر مع باقية كبرات عائلة النجع ......"
اشاره له سالم على هذهي الخيمة الكبيرة...
قال بجفاء
"وصل ابوك يااولد العم..... "
نظر وليد الى بكر بزهول..... تنحنح بكر بحرج قال بثبات "خليك أنت ياوليد مع سالم ابن عمك.. وانا
هدخل لعمك رافت...... انا مش غريب يعني.... "
دلف بكر الى الخيمة الكبيرة......
نظر سالم الى وليد قال بخشونة
"معلش يابن عمي اسيبك انا عشان اشوف ضيوفي وخدم عليهم......"
ابتعد عنه بهدوء.... نظر وليد الى سالم ظنن منه ان من يتحدث عنهم سالم هم كبرات عائلة النجع.. ولكن
إصابته الدهشة حين راءه يخدم على البسطاء الذين
يجلسون على مادة الطعام الكبيرة... زهول أصابه وهو يرى سالم يتعامل معهم وكان هناك مصالح كبير بينهم لم تمر الى بعد هذهي أضيفةَ كم تسمى في البدو .....
******
بعد ساعة.....
تجلس في غرفتها بملل الجميع في لأسفل يخدم ويساعد حتى تنتهي هذهي العزومة الكبيرة...
إلا هي أجبرت على الجلوس هنا بأومر منه منه هو فقط خوفٍ عليه من ان يصيبها شيء بسبب إجهاد
اليوم...... تنهدت بتعب لتجد هاتفها يصدح تناولته
من على الفراش بين يديها... وفتحت الخط وهي تبتسم بخجل من النظر الى اسمه المضيء
"الو..... "
رد عليها وهو يقف تحت ركنن ما في ساحة الخضراء
"بتعمل إيه ياحياه من غيري..... "
ابتسمت و ردت بملل
"زهقنا اوي......... سالم هو ينفع انزل اساعد ريم وباقية الخدم بدل مانا قعده زهقنا.... "
حك في لحيته قال بمكر
"ينفع طبعاً ....."
اتسعت ابتسامتها وهاتفة بزهول
"بجد ينفع..... "
ااه بجد......بس لم تخفي...... وبعدين انا عايز افهم حاجه انتي بتحبي تتعبي نفسك دايما كده... "
ردت بعفوية
"ايوا انا بحب اتعب نفسي..... سابني بقه"
قلب عينيه حوله قال بخشونة
"اسمع الكلام ياحياه..... وبلاش تجدلي معايا ...."
"عشان خطري ياسالم سبني انزل انا اتخنقت من الحبسى وبلاش تخاف عليه انا ا..."
رد عليها ببرود ليعود سالم شاهين المعروف امام عينيها....
"ومين قالك اني بعمل كده خوف عليكي... لاء
طبعاً .....كل الموضوع اني مش بحب حورات المستشفى دي ومش بحب ادخلها اصلن.... فاياريت
تعاقلي كده وتفضلي قعده مكانك..... وااه انا كنت
متصل بيكي عشان اقولك طلعي ليه غيار (ملابس) ......لاني طالع دلوقتي اغير هدومي ونزل تاني .........سلام "
نظرت الى الهاتف بحرن من جنون الانفصام الذي يعنيه ويجعلها تفقد القدرة على اكمال حياتها بهذا الشكل..... مزالت تيقن ان هذهي الحبوب تناولها
افضل من توقف عنها فاسالم يفقدها الأمان بهذا الانفصام القوي..... اوقات تشعر انها تلمس نجوم سماء بيدها مع حنانه واهتمامه ...وبعد الاوقات
َالكثيرةَ قسوته تصدمها في ارض صلبه جافة قاسيةٍ
باردة عليها..... ليموت تأنيب الضمير داخله ويبقى الإصرار على إلا يكون بينهم رابط قوي... فيجب
شعور بالامان اولا قبل تفكير في رابط قوي
بينهم !.....
فتح الباب سريعاً واغلق بهدوء رفعت عينيها ظنن
منها آنه سالم..... لتجد ما لم تتوقع امامها في غرفة
نومها (وليد) ابن عم سالم
نهضت وهي ترتدي عبإتها المعلقة على شكل سترةٍ مفتوحة ارتدها سريعا وهي تتناول حجابها بطريقة
عشوئيه لتضعها عليها... وهي تهتف بصياح حاد
"انتي الى دخلك هنا اخرج بره يزباله.. وصلت بيك
انك تدخل اوضة نومي انت لدرجدي حقير... "
ابتسم بعبث ماكر قال
"معلشي ياام ورد اصل الموضوع الى انا جايلك فيه ده مش هيتم غير في اوضة النوم.... "
مع كل حرف كان يقترب منها وهي تعود للخلف قالت
بخوف من نظراته الوقاحة لها...
"ابعد عني..... هصوت ولم الناس عليك.... "
نظر لها بشهوة قال بمكر وهو يقترب
"صوتي ......هكدبك وقول انك انتي الى مغفل جوزك
وجيباني على اوضتك بمزاجك.... ها اي رايك فضحتك هتبقى بجلاجل وبذات ادام سالم جوزك
ياحياه يابنت...."صمت قليلاً ثم همس بتجريح
"الى صحيح ياحياه ابوكي اسم إيه.... "
نظرت له بحزن وقهر من تجريح وتلميح هذا الدنيء
عن من تكون.......
ااه نسيت انك لقيطه ملكيش أهل يعني .....عشان كده هيبقى سهل الناس تصدق حكايتي وتكدبك..... "
كدا ان يقترب اكثر منها ....نظرت حياة بجانبها لتجد
ٍزهريةٍ صغيرة الحجم على سطح المنضد بجانبها ... مسكتها سريعاً وبدون تفكير نزلت على وليد بها على راسه...... في هذهي الاثناء انفتح الباب عليهم و .....يتبع
تعليقات