رواية مجدى صفيحه والعشرين حرامى
للكاتبه/لينا بسيوني
الفصل الخامس بعنوان"سرقة المتحف المصرى"
ابويا قالى وهو مش مهتم :
عملية أيه يابورم !!!؟
قولتله :
هنسرق المتحف المصرى .
قالى :
أنت شارب حاجه ياض ... متحف أيه اللى عايز تسرقه , هو السجن لحس مخك!!!
قولتله :
أنا تقريبا خططت للعمليه ماشيه أزاى , أسمع منى وأوزن الكلام ولو معجبتكش الفكره قولى فركش .
قالى :
قول , عايز أعرف أنت ضارب أيه !!!
قولتله :
أيه هى أهم قطعه فى المتحف !!؟
قالى :
ياسلام عايز تسرق قناع توت عنخ أمون كمان ..
بس... عرفت أنت ضارب ايه ... بانجو صح .. دى دماغ بانجو !!!
قولتله :
ممكن تجاوب بس على أد السؤال , وأمشى معايا للاخر , زى ما قلت أهم قطعه هى قناع توت عنخ أمون .
أحنا هندخل المتحف بالعيال كأننا مدرسه وطالعه رحله لزيارة المتحف , أنا المدرس والمشرف على الرحله , أنت سواق أتوبيس الرحله , والعيال هما التلاميذ.
التلاميذ دول بقى مش أى تلاميذ دول هيبقوا أطفال عندهم توحد .
هنحتاج نعلم العيال الصغيره أزاى يمثلوا أنهم عندهم توحد , وهدوم نضيفه جدا للعيال ولينا، واتوبيس فخم فى غاية الشياكه وهيبقى مكتوب عليه .
" كينج توت أنترناشونال سكول "
أبويا هرش فى قفاه وقالى :
انا مش فاهم حاجه !!!
شرحتله الخطه بالتفصيل .
قالى :
يأبن الجنيه , هى تمشى ... وتمشى أوى .. هى المشكله كلها هتبقى فى موضوع حلق الحواجب ده !!!
قولتله :
يابا لو دى المشكله فعادى ماتحلقش أنت , انت كده كده مش هتدخل معانا المتحف أنت هتفضل فى الاتوبيس لحد مانخلص .
قالى :
لا هحلق أنا كمان زيادة أمان.
قولتله :
يبقى نبدأ من النهارده ندرب العيال وانا بكره هاخد الواد حماده ونروح المتحف كزوار وندرس الوضع.
عملت كارنيهات المدرسه للعيال ولبسناهم نضيف جدا وأكدنا على دور كل واحد , والحمد لله كله كان حافظ دوره .
حلقت شعرى زيرو وحلقت حواجبى , علشان محدش يتعرف عليا , حلاقه الحواجب بتغير شكلك تماما.
والعيال كده كده مالهمش ورق وكمان هنخفيهم فتره بعد العمليه وكده كده شكلهم هيتغير لوحده ,علشان أكيد هيكبروا وملامحهم هتتغير .
أتحركنا بالاتوبيس على أننا رحله مدرسيه , الاطفال لابسه يونيفورم نضيف وشايلين شنط مدرسيه صغيره و البنات حاطين بنس وتوك معدن فى شعرهم , وشكلهم كيوت كده.
دخلنا المتحف قبل مايقفل بساعتين الساعه أتنين ونص بالضبط.
الساعه جات أربعه ونص وبدأوا يخرجوا الناس من المتحف علشان يقفلوه , خرجت أنا والعيال الصغيره عادى زى باقى الناس .
العيال جم عند بوابة الخروج وفضلوا يزنوا ويعملوا صوت , وأنا عامل
نفسى مش فاهم منهم حاجه .
قرب عليا حد من الامن وقالى :
فيه أيه !!؟ اتفضل حضرتك علشان هنقفل المتحف .
قولتله :
أنا زى زيك معرفش فيه أيه !!؟ أنا خارج بالعيال ولقيتهم بيعيطوا ومش عايزين يخرجوا ومش فاهم منهم حاجه .
بتاع الامن حاول يهدى الاطفال , وحط أيده على كتف عيل صغير منهم علشان يهديه.
فالعيل صرخ فى وشه وفضل يصرخ بصوت عالى .
فقولت لبتاع الامن :
حضرتك لمسته ليه , دى أطفال عندهم توحد ومبيحبوش حد يلمسهم , ليهم معامله خاصه .
وحاولت أهدى الاطفال معاه بس برضوا مكانوش بيهدوا وعمالين يزنوا ويعيطوا بصوت عالى , الامن كله أتلم وحاولوا يهدوا الاطفال.
وفيه ضابط قدر يهديهم وسألهم بيعيطوا ليه .
حماده كان لاوح رقبته زى أحمد رزق فى فيلم التوربينى!!!
حماده بيجود وهودينا فى داهيه !!
رد على الضابط وقاله :
يأبو دبوره ونسر وكاب , أحنا أخواتك مش أرهاب
أحنا كنا عشرين , دلوقتى بقينا 18 .
وسكت حماده وفضل لاوح فى رقبته وعمال يعد على صوابعه.
الضابط قالى :
أنت جاى ومعاك كام طفل !!؟
قولتله وانا بعد فى العيال :
20 حضرتك .. أيه ده فيه طفلين ناقصين !!!!
فيه طفلين لسه فى المتحف يافندم .. علشان كده الاطفال مش راضين يخرجوا من المتحف !!!
جرى وجريت وراه وراح راجع الكاميرات اللى فى المتحف , وشافنا وأحنا داخلين وعد الاطفال لقاهم 20 فعلا، دور فى الكاميرات على الاتنين التانيين فلقاهم أختفوا تماما , راجعنا الكاميرات اللى على الابواب , دور عليهم ومالقهمش خرجوا .
معنى ذلك أنهم لسه فى المتحف .
قعدنا فى الحكايه دى ساعتين بنراقب فى الكاميرات , كان المتحف فضى خالص ومبقاش غير أنا والعيال والامن .
قالى :
أتفضل حضرتك خد الاطفال وروحهم لاهاليهم ,وأحنا هنتواصل مع حضرتك لما نلاقى الاطفال !!
قولتله :
أولا حضرتك انا أستحاله أمشى كده من غير ما يكون الاطفال كلهم معايا , دول عيال ناس كبيره أوى فى البلد وزى ماحضرتك شايف محتاجين معامله خاصه , كما أن الاطفال دى مرتبطه جدا ببعض وده كان من ضمن بروتوكولات علاجهم , وأستحاله يتحركوا و واحد فيهم ناقص وهحضرتك شوفت بنفسك , أيه هنعتدى عليهم علشان نخرجهم بره المتحف ؟!! هى دى المعامله حضرتك !!!
قالى :
أنا بتكلم علشان أهالى الاطفال التانين مايقلقوش عليهم .
قولتله :
كده كده حضرتك الاطفال مش هيروحوا على البيت , أحنا هنروح على
فندق , عندنا بروجرم بكره لزيارة الاهرامات .
قالى :
هى المدرسه مش فى القاهره .
قولتله :
لا حضرتك المدرسه أصلا فى شرم الشيخ , وأحنا هنا فى زياره للقاهره لمدة 3 أيام .
قالى :
وازاى حضرتك ماخدتش بالك من الاطفال .. ازاى فيه مشرف واحد بس على رحله فيها أطفال زوى أحتياجات خاصه .
قولتله :
دا من حظى السئ .. أحنا تلاته .. انا وسواق الاتوبيس و الميس بتاعت الاطفال ,
السواق بره حضرتك فى الاتوبيس مستنينا نخرج ,
والميس بتاعة الاطفال طلبت منى حركة جدعنه أخد بالى من الاطفال على ماتروح تقابل أختها اللى متجوزه جديد فى حلوان , أستجدعت معاها وأدينى لبست !!!, أرجوك ياحضرة الضابط الاطفال فى المتحف هنا .. محتاجين بس ندور عليهم ونلاقيهم .
أدى الامر لكل الامن اللى فى المتحف يدوروا على العيال الصغيره.
العيال كانت ملتزمه بالخطه وفضلوا مستخبيبن ,والامن كان بيدور عليهم ومش لاقيهم خالص.
العيال زى العرس ومستخبيه فى خن صغير خالص .
كنت ساعتها واقف مع الضابط وبتاع الامن اللى بيراقب الشاشات بتاعة الكاميرات.
كلنا كنا بنبص على الشاشات ... شوفنا الامن وهو بيدور على العيال الصغيره فى كل حته.
وتعبوا جدا من اللف بقالهم ساعتين بيلفوا , حتى عنينا زغللت من كتر التركيز فى الشاشات بتاعت الكاميرات .
وفجأه صرخت وقولت وانا بشاور على شاشة :
ألحق ياباشا ..العيال فوق عند قناع توت عنخ امون .
بصوا على الشاشه .. ولقوا العيلين عند الازاز بتاع القناع , وبيخبطوا فيه بالشنط بتاعتهم !!! الانذار ضرب فى المتحف .
الضابط أدى الاشاره فى الاسلكى لكل بتوع الامن علشان يتوجهوا ناحية غرفة القناع بسرعه قبل العيال مايبوظوا الدنيا .
الامن اللى بره المتحف أتصل بيه وسأله على الانذار :
فشرحلهم الموقف بسرعه وقالهم أنه مش مستدعى تدخل .
الانذار فضل يضرب ... باقى العيال, ال18 عيل صرخوا وطلعوا يجروا هما كمان فى المتحف ,وكل واحد راح فى حته .
قولتله :
بسرعه ياباشا أفصل الانذار .. الصوت العالى بينرفز طفل التوحد ويعصبه .. حضرتك كده بتعذبهم .
الضابط أتوتر ومبقاش عارف يعمل أيه!!!
يوقف الانذار !!
ولا يجرى ورا العيال دى!!!
ولا يلحق العيلين اللى عمالين يخبطوا فى فترينة قناع توت عنخ امون .
كل حاجه حصلت بسرعه .
ومسكوا العيلين اللى عند توت عنخ امون .
ووقفوا الانذار بتاع المتحف .
وقبل مايدى الضابط الامر لبتوع الامن علشان يدوروا على العيال التانيه ,لقاهم أتجمعوا تانى لوحدهم , وفضلوا يحضنوا فى العيلين التايهين ويبوسوهم .
قولت للضابط :
الحمد لله , مش عارف أشكر حضرتك أزاى !!.
قالى :
أتفضل بقى حضرتك بالعشرين طفل اللى معاك , كفايه أوى لحد كده .
قولتله انا بنظم الاطفال صف علشان نخرج من المتحف :
حالا حضرتك , أسف والله ومتشكر جدا لشخصك المحترم والله أحنا مفتقدين الضباط الشرفاء اللى زى حضرت...
قالى بنفاذ صبر :
أتفضل حضرتك خد الاطفال واخرج بره المتحف.
خرجت أنا والعيال وركبنا باص المدرسه اللى بيسوقوا أبويا و خلعنا من المتحف.
الحمد لله العمليه نجحت !!!
هتقولي نجحت ازاي وانت مسرقتش القناع؟!!
هقولك القناع كان وسيله الهاء مش اكتر، الوقت اللي الأمن اتشغل فيه انه يجيب العيال التايهين من عند القناع ومع ضرب الانذار ، جرى باقى العيال اللي عملوا نفسهم منزعجين من صوت الانذار العالى علي الفترينات اللي حددتهلهم اول ما وصلنا المتحف، طفشوا الأقفال ببنس
الشعر ولموا الحاجة في شنطتهم ورجعوا اتجمعوا عند بوابة المتحف بعد الانذار ما وقف.
طبعا الساعتين اللي ضيعناهم في الأول في التدوير علي العيال انهكت الأمن وخليتهم مش مركزين وحتي لو مركزين عددهم مش هيكفي يجروا ورا 18 عيل.
كنت موصي العيال يسرقوا القطع الصغيره اللى ينفع تتحط فى الشنطه .. ماقل وزنه وزاد ثمنه.
الظابط طبعا كان عايز يخرجنا من المتحف بأى طريقه علشان يخلص من وجع الدماغ والقلق اللى عملوه العيال الصغيره.
رجعنا البيت وفرزنا الحاجه , كانوا حوالى 30 قطعه , فيه اللى حط قطعتين فى الشنطه وفيه اللى شال قطعه واحده بس , انا اللى كنت قايلهم أخرهم قطعه واحده علشان الشنطه مايبانش انه فيها حاجه .
فى نفس اليوم كلمت الواد حسام توت، وقولته أن معايا أثار مسروقه وعايز اتصرف فيها.
سألنى أذا كانت أصليه ولا لآ؟!!
قولته :
عيب عليك أصلى الاصلى ده انا جايبها من المنبع .
طلب منى أصور الحاجه بطريقه معينه عشان يبعتها للناس اللى هتشترى.
خلانى أجيب جورنال الجمهوريه طبعة النهارده وأحطها وسط الأثار , وأنا بصور.
و أبدأ بتصوير تاريخ الجورنال وبعد كده أصور الاثار .
بيعملوا كده علشان يتاكدوا أن الفيديو جديد مش نصبايه وحد باعتلهم فيديو قديم لاثار متصوره !!
بعت الفيديو لحسام , فطلب يقابلنى فى حته هاديه , ويكون معايا عينه من الحاجه اللى متصوره فى الفيديو .
خدت معايا قطعه صغيره , وحطيتها فى شنطه وروحتله
قابلنى حسام وكان معاه واحد شكله أجنبى بس بيتكلم عربى لبلب عرفنى عليه وقال أن ده الخبير , وده اللى بيشوف الحاجه سليمه ولا لآ .
الخبير فحص التمثال أتأكد ان الحاجه سليمه وعرض مبلغ 500 مليون جنيه على ال30 قطعه !!!
طبعا ده مبلغ قليل جدا على الحاجه .
الحاجه لاتقدر بثمن .
رفضت طبعا فالخبير قالى:
مش هتعرف تصرف الحاجه .. الحاجه مسروقه من المتحف المصرى , والحكومه بتدور عليها .
بصتله بأستغراب
قالى :
أنت مفكرنا عبط يابنى .. احنا عارفين كل قطعه فى البلد طالعه منين بالظبط .. الحاجه الى معاك أصلى وتستاهل مليارات .. بس مشمومه وريحتها فايحه ومواصفاتها فى كل مكان .. وعلى العموم براحتك .
ولف ضهره وكان هيمشى.
فوقفته وقولته :
موافق !!!
