قسوة أطاحت بي
بارت 14
اتسعت عيون أم حمزة بصدمة: أنت بتقول ايه يا بنى؟
أبتسم بسخرية: هو أنا لو كنت إبنك فعلا كنت عملتي فيا كل ده؟ كنتِ تكسريني بالطريقة دى من غير تفكير ؟
احنت رأسها: يا بنى أنا كنت بعمل كدة علشان.....
قاطعها بقهر: أوعى تقولي علشاني أوعي تتجرأِ و تكدبي عليا تانى وتقولي علشاني ده كله كان علشانك، علشانك أنتي وبس.
نظر بعيدا ثم عاد ببصره إليها وهو يحاول الكلام ولكنه لم يقدر لشدة تأثره: أنا....اا..
تنهد عميقا وقال بأسى: أنا جرحي منك عمره ما هيشفي أنتِ كنتِ مصدر الأمان بالنسبة ليا، الموضوع مش حكاية وئام حكاية أنانيتك أنك تحققي الحاجة اللى عاوزاها حتى لو كانت سبب وجعي و حزني.
أمسك بالحقائب وقال بصرامة: يلا بينا يا مريم.
ذهبوا ف عادت أمه تجلس وهى تنظر أمامها بحزن ثم لمعت فكرة فى رأسها وقالت بحنق: أكيد البت لعبت فى دماغه علشان يمشي وتستفرد بيه، هو مهما كان زعلان مني عمره ما هيمشي من البيت .
أبتسمت بخبث وأردفت: اصبري عليا يا مريم أنا هعرف إزاي أرجع أبني لحضني و أرميكِ برة.
بقلم ديانا ماريا
انتظر مؤمن ووئام طويلا حتى أتي طبيب يخبر وئام أن والدتها أفاقت و تريد رؤيتها.
تبعت ممرضة إلى حيث والدتها و ما إن رأتها حتى أسرعت إليها تمسك بيدها وتبكى.
وئام: ماما حبيبتى عاملة ايه؟
قالت والدتها بصعوبة: ا..ال..حمد لله يا...حبيبتى، في..ن
عمك؟
انهمرت دموعها وهى تغمض عينيها بألم: الله يرحمه يا ماما.
أبتسمت والدتها إبتسامة غريبة: أهو أرتاح و راح لآمال أنا متأكدة أنها وحشته.
حدقت بها والدتها بنظرة معينة: زى ما أنا كمان وحشني أبوكِ يا وئام.
انهارت وئام: يا ماما بالله عليكِ متقوليش كدة متسبنيش أنتِ كمان، هعمل ايه من غيرك؟
قالت والدتها بحنان: هتقدري يا وئام أنتِ قوية وهتقدري
دلوقتى كارم هيبقي محتاج لك، هتبقي أنتِ أمه من دلوقتى.
كانت تبكى بقوة: طب وأنا يا ماما؟
والدتها بثقة: مؤمن هيبقي موجود علشانك يا حبيبتى أنا دلوقتى مطمنة عليكِ لأنك هنا معاه طول عمره ولد جدع وطيب و هياخد باله منكم، ربنا يا حبيبتى يريح قلبك ويعوضك خير أنا دائما هكون معاكِ و جزء منك ومتخافيش من حاجة أبدا يا وئام ربنا دائما معاكِ يا حبيبتى وأعرفي أنه أنا دائما هكون راضية عنك.
بدأت أنفاسها تتسارع: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبد الله و رسوله.
حدقت بها وئام بتشتت ثم سقطت يد والدتها من يدها ف نظرت لها بعدم استيعاب ثم تطلعت لوجه والدتها ف وجدتها تنظر لاعلي وهى تبتسم .
توقف الزمن بالنسبة لها ولن تعد تري شئ غير وجه والدتها أمامها، لم تعي قدوم الأطباء لفحص والدتها التى توقف نبضها ولا الممرضة التى أمسكت بها حتى تأخذها للخارج
بل كانت فقط تحدق إلى وجه والدتها تسير كالمنومة مغناطيسيا.
تركتها الممرضة فى الخارج ف أكملت وئام السير وهى تتذكر كل لحظاتها مع والدتها، كل لحظة ساندتها ودعمتها بها، كل ذكرى حلوة بينهم، حتى توسلها لوالدة حمزة لأجل سعادتها، حزنها عليها وأخيرا اللحظة الأخيرة بينهما.
سارت فى الممر دون أن ترى أمامها ثم شعرت بدوار، نظرت فى كل أنحاء المكان بضياع و الرؤية تتشوش بشدة أمامها، و قبل أن يسيطر عليها السواد كليا همست بتشنج : ماما!
ثم وقعت مغمى عليها على الأرض تزامنا مع صرخة مؤمن: وئام!
بقلم ديانا ماريا.
ذهب حمزة برفقة مريم إلى شقة قريبة من منزله القديم
و أخبرها بصوت بارد أن هذه الشقة لصديق له.
ترك الحقائب فى الصالة و جلس ثم قال لها بإقتضاب: اتفضلي جوا يا مريم تقدري تعتبري ده بيتك التانى لحد ما نلاقي شقة لينا.
وقفت مريم صامتة ولم تتحرك ف حدق بها بإستغراب: مالك واقفة كدة ليه؟
قالت بجمود: ليه؟
حمزة بتعجب: ليه إيه؟
مريم بألم: ليه مقولتليش أنك مش بتحبني؟ ليه مقولتليش أنك بتحب وئام؟ ليه اتجوزتني أصلا؟
أشاح بوجهه عنه وهو يقول بندم: مريم...
قاطعته بحرقة: مريم ايه يا حمزة ها؟ طب لو كنت قولتلي أنك اتجوزتني علشان خاطر خالتي كان هيبقي اهون بكتير إنما أنت كملت مع خالتى فى لعبتها والكلام اللى قالته أنك بتحبني وكنت بتحبني من الأول و أنا زى الهبلة صدقت، صدقت لأنى كنت بحبك وكنت مبسوطة أوى أنك جيت لي وعايزني مفكرتش صح، أنت مجرب الوجع ده يا حمزة ليه ترضاه على غيرك؟
ليه خلتني أبني أحلام وفى الآخر كل ده يطلع وهم ليه؟
لم يجيبها بل بقي صامتا وهو ينظر بعيدا والشعور بالذنب يقبض على قلبه ك الجمرة المشتعلة ،وقفت تبكى بصوت عالى ثم استدارت حتى تبتعد عنه ولكن داهمها دوار مفاجئ ف وضعت يدها على رأسها حتى وقعت على الأرض و فقدت الوعى.
نظر لها حمزة بصدمة: مريم!