قسوة أطاحت بي
الجزء السادس
جلست مريم فى ممر المستشفى بها بعض الخدوش تبكى
وتنتظر أي طبيب حتى يطمئنها عن وضع حمزة.
تذكرت السيارة السريعة التى ظهرت أمامهما بسبب شروده معها ولم يستطع حمزة تفاديها لذلك احتضنها بقوة ليحميها، كانت إصابتها طفيفة بينما طال الضرر الأكبر حمزة.
رفعت بصرها إلى السماء وهى تدعو الله أن ينجيه ويخرجه منها سالما، أسندت رأسها إلى الجدار تنتظر وصول أهلهم بعد أخبارهم بالحادث.
بقلم ديانا ماريا.
فى مكان آخر....
كانت وئام تجلس شاردة وتفكر فى ما جعل حياتها تتغير بسرعة وسبب حضورها إلى هنا فجأة هى و والدتها وأخيها الصغير و تذكرت ما حدث حين عادت إلى المنزل بعدما قابلت حمزة.
فلاش باك...
دلفت إلى المنزل بعد أن هدأت وتأكدت أنه لن يظهر على وجهها شئ من حزنها لوالدتها، نادت والدتها لتراها تسير إليها بسرعة .
قالت وئام بإستغراب: مالك يا ماما بتجري كدة ليه؟
قالت والدتها و يظهر على وجهها الحماس: وئام عارفة مين هنا؟
وئام بتساؤل: مين؟
قالت والدتها: مؤمن إبن عمك.
رفعت حاجبيها بدهشة: مؤمن! ايه إلى فكره بينا بعد السنين دى كلها! دول مشيوا من هنا من سنين ومحدش عرف عنهم حاجة.
أمسكتها من يدها وهى تقول: مش عارفة بقا هو جه من شوية وقال عايزنا فى حاجة مهمة و قاعد مستنيكِ.
أخذتها إلى عرفة المعيشة و هناك وجدت شابا يجلس منتظر،حين رآها نهض وهو يبتسم بهدوء.
ارتبكت بشدة حين وجدت نفسها تقف أمامه وقالت مشدوهة: مؤمن!
قال مؤمن بنبرة هادئة: ازيك يا وئام عاملة ايه؟ عاش من شافك.
مازالت تنظر له بإندهاش حتى أبتسمت إبتسامة عريضة وقالت بعدم تصديق: ازيك يا مؤمن عامل ايه؟ أنا مش مصدقة أنك هنا، أنت عارف والله أنى المفروض أكون زعلانة أوى منك معقول كل الغيبة دى!
قال ببحة: صدقيني والله غصب عني أنا مبسوط بجد أنى شوفتكم بعد السنين دى كلها.
جلسوا جميعا ف قالت بإستغراب: بس أنت جاي لوحدك ليه؟ فين عمو و طنط آمال؟
لمع الحزن بعينيه : ماما توفت من تلت سنين أما بابا بقى ده اللي أنا جاي علشانه.
دمعت عيناها بحزن وقالت والدتها: آمال ماتت! يا حبيبتى الله يرحمها.
عادت وئام وسألته بتعجب: ماله عمى؟
تنهد مؤمن تنهيدة تنم عن ضغط كبير: بابا تعبان أوى يا وئام وطالب يشوفك أنتِ و مامتك وأخوكِ.
قالت بقلق: عمى تعبان ؟ ماله ؟
أخفض رأسه بحزن : هتعرفي بعدين .
ثم رفع بصره لها بجدية: المهم دلوقتى يا وئام بابا محتاج لكم أوى.
قالت بقلق: أنا مستعدة أزور عمى دلوقتى لو عايز أنا مش هتأخر يا مؤمن ده كفاية أنه آخر حاجة باقية ليا من ريحة بابا.
أكدت والدتها : ايوا طبعا يا بنى.
نظر لهم بجدية: ايوا بس بابا مش عايز زيارة عايزكم تيجوا تعيشوا عندنا.
توسعت عيونها بصدمة: إيه؟
أكمل مؤمن: مش علطول لو أنتوا مش حابين بس صدقيني يا وئام الفترة دى بابا محتاج ده جدا وهو مجهز كل حاجة لاستقبالكم وراحتكم.
قالت وئام بحيرة: بس حياتنا وشغلي ومدرسة أخويا.
قال مؤمن بثقة: تقدري تلاقي شغل هناك وأنا عندي معارف مع أنك ممكن مش تحتاجيه و أنا هدبر مدرسة تانية هناك ل كارم و لو ملحقش الترم أو متأخر هجيب له مدرسين خصوصي يتابعوا معاه كمان المهم توافقي.
نظرت لوالدتها بحيرة ف بادلتها والدتها نفس النظرات.
حدق بهم و استشعر حيرتهم ف نهض و هو يخرج محفظته و يضع منها بطاقة على الطاولة: أنا هسيبكم تفكروا بس بسرعة بالله عليكِ و ده الكارت بتاعي علشان تعرفي تتصلي بيا مع السلامة.
غادر ف التفتت لها والدتها : هنعمل ايه يا بنتى؟
تنهدت وئام: مش عارفة يا ماما بس أكيد مش هنتأخر على عمى .
قالت والدتها بعطف: المسكين تعبان دلوقتى وعايزة يشوفك أنتِ و أخوكِ، قرري يا وئام وأنا معاكِ فى قرارك.
فكرت وئام أنه ليس لديها خيار ف هل حقا سترفض طلب عمها المريض؟ كما أنها تشعر أنه هناك أمر أكبر من ذلك بكتير، تذكرت ما حدث قبل مجيئها إلى البيت و رأت أنها فرصة جيدة حتى تبتعد عن حمزة و تحاول أن تنسي قليلا ما تمر به خصوصا بعد إعلان زواجه من فتاة أخرى ولذلك اتصلت ب مؤمن فى نفس الليلة و أخبرته بموافقتها التى رحب بها كثيرا وقد ساعدهم فى الأيام التالية على تدبر جميع الأمور حتى أتوا إلى هذا المكان.
عودة للحاضر...
أفاقت من ذكرياتها و وجدت نفسها تتسائل مجددا لماذا أتى حمزة لرؤيتها ذلك اليوم بعد أن أنهي علاقته بها عن طريق أمه بتلك الطريقة المهينة و لم تجد جواب مجددا لسؤالها،سمعت نداء والدتها ف نهضت لترى ماذا تريد .
بقلم ديانا ماريا.
عند مريم رأت خالتها وأمها يركضون إليها بسرعة ف نهضت وهى تبكى.
قالت والدة حمزة بفزع: أبني فين يا مريم ؟ ماله حصل له إيه؟
قالت مريم ببكاء: كنت مروحين بعد ما خلصنا وفجأة طلعت عربية قدامنا وعملنا حادثة وهو جوا من ساعتها.
احتضنتها والدتها بقلق: طب أنتِ كويسة يا حبيبتى؟
مريم بصوت مبحوح: الحمد لله يا ماما كويسة.
نظرت لها والدة حمزة بغيظ و همست بحقد: يعنى أبني اللى يعمل حادثة وأنتِ تطلعي منها سليمة يا بومة صحيح ماهو ده وشك النحس علينا.
قالت لمريم بغيظ: وأنتِ كان لازمتك إيه كدة ساعة الحادثة؟ و اشمعنا أبني مش واقف على رجليه زيك ؟
نظرت لها مريم بحزن أما والدة مريم ف قالت بعتاب: مش وقت الكلام ده يا أختي أنتِ شايفة البنت حالتها عاملة إزاي.
أدارت وجهها و استطاعت مريم سماعها وهى تقول : ماهى زى القردة قدامى مفيهاش حاجة والنحس كله جه لابني.
بكت مريم أكثر من الحزن و وقفوا ينتظرون حتى خرج الطبيب ف قالت والدة حمزة بلهفة: أبني عامل أي يا دكتور؟
قال الطبيب بعملية: إحنا حاليا نقلناه لأوضة عادية، الحمد لله إصابته مكنتش خطيرة لكنه عنده ارتجاج خفيف فى المخ و جزع فى دراعه هو دلوقتى نايم و وشوية وهيفوق.
قالت مريم بقلق: طب نقدر نشوفه يا دكتور؟
أومأ برأسه: ايوا اتفضلوا.
زفروا بإرتياح ثم ذهبوا لغرفة حمزة، اقتربت منه والدته تقول بحسرة: ياعيني عليك يا بنى معلش المهم أنك بقيت كويس ده أنت لسة عريس ملحقتش تفرح بس أهو ده بيبقي فال ناس على ناس.
أما مريم كانت تنظر إليه بمزيج من الحزن والذنب، هى تعتقد أن هذا حدث بسببها.
بعد قليل بدأ يستعيد وعيه ف اقتربوا منهم بلهفة وترقب.
قالت والدته بفرح: حمدا لله على سلامتك يا حبيبى، قولي حاسس بأيه دلوقتى؟
حدق بهم مطولا و هو عاقد حاجبيه ثم دار ببصره فى أنحاء الغرفة ثم عاد يحدق بهم، أخيرا قال بصوت جاف: أنتوا مين؟
#يتبع.