قسوة أطاحت بي
الجزء 12
سمعت والدة حمزة هى ومريم صوت ارتطام قوى ف خرجا من المطبخ ليروا ما حدث و وجدوا حمزة ممدد على الأرض فاقد للوعى.
شهقت والدة حمزة بفزع: أبني! حصل لك إيه؟
قالت مريم بخوف وهى تنحني بجانبه: حمزة !
نظرت والدته له بهلع وهزته: مالك يا بنى ؟ أصحي رد عليا .
نظرت لها مريم بقلق: أنا هروح أتصل على الدكتور يجي .
ذهبت مريم ل تهاتف الطبيب بسرعة ثم أخيها حتى يأتي ويساعدهم ثم عادت مجددا إلى حمزة .
أمسكت بيده والقلق يسيطر عليها ف نظرت لها والدته بحقد و دفعتها بعيدا: كل ده منك يا نحس دخلتِ على أبني بالمرض والمصايب.
نظرت لها بعدم تصديق واقتربت من حمزة مجددا وهى تقول بحرقة: أنا مش عارفة أنتِ بتعملي كدة ليه يا خالتو مع أنه عمرى ما عملت حاجة لك حاجة وحشة لكن ده جوزي وعمري ما هضره متحاوليش تبعديني عنه لأني مش هبعد.
كانت على وشك الرد حين حضر شقيق مريم والطبيب معه ثم حملوه إلى غرفته القديمة .
فحصه الطبيب و قال: ضغط نفسى و يمكن صدمة ده اللى خلاه يغمي عليه غير كدة هو كويس و محتاج بس نفسيته تبقي كويسة.
غادر الطبيب وجلست مريم تمسك بيد حمزة أما والدته تسائلت لماذا فقد الوعى؟ هل يمكن أن يكون سمع حديثها مع مريم أو تذكر شيئ؟
انتظرت بخوف أن يستيقظ حتى فتح عينيه بعد قليل ف اقتربوا منه جميعا ب لهفة.
قالت والدته بلهفة: عامل ايه يا حبيبى؟
نظر لها نظرة غير مفهومة ثم قال بصوت منخفض: الحمدلله.
مريم بحنان: أنت متأكد أنك بخير؟ محتاج حاجة؟
لم ينظر لها وهو يقول: لا شكرا مش محتاج أنا بخير.
قالت أميرة: قلقتنا عليك يا حمزة والله.
نظر لشقيقاته بإبتسامة خفيفة: مفيش حاجة يا حبايبي متشغلوش بالكم.
سلم عليه شقيق مريم ثم غادر وايضا إخوته وبقي والدته ومريم.
قالت والدته بحنية: أجيب لك أكل يا حبيبى؟
قال بهدوء: لا يا ماما مش عايز حاجة أنا طالع على شقتي .
قالت بإستنكار: تطلع وأنت تعبان كدة طب بات النهاردة هنا.
نهض وهو ينظر إلى مريم: لا شكرا يلا يا مريم.
اقتربت منه مريم بتوتر تساعده لأنه مازال يشعر بالتعب حتى صعدا إلى أعلى تحت أنظار والدته الساخطة.
حين دلفا إلى الشقة أبتعد عنها وقال ببرود: شكرا يا مريم أنا هريح على الكنبة شوية.
قالت بإستغراب: بس ده مينفعش يا حمزة أنت تعبان تعالى فى الاوضة جوا أحسن.
قال بحدة: وأنا قولت مش عايز يا مريم سيبيني على راحتى.
دهشت من نبرته الحادة بلا داعى ثم قالت بإرتباك: تمام براحتك أنا هدخل جوا لو عايز حاجة نادى عليا.
ولجت إلى غرفة النوم بينما وضع حمزة يديه بين رأسه وهو يزفر بقوة وحنق ثم رفع بصره للسقف ينظر إليه مطولا و قد ارتسم الألم على وجهه حتى افلتت دمعة من عينيه!
فى الصباح استيقظت مريم و خرجت إلى غرفة المعيشة لتجد حمزة نائما على الأريكة ف نظرت له بحيرة ولكن رأت أن تتركه نائما أفضل و ذهبت لتحضر له الفطور.
بقلم ديانا ماريا
كان الجميع يتنازل الافطار فى بيت وئام حين قال عمها فجأة : أنا النهاردة عندى مشوار مهم لكن مش هروح لوحدى لازم أم وئام تيجي معايا.
حدق الجميع به بإستغراب وقالت والدة وئام بتعجب: طب اشمعنا أنا؟
قال بنبرة غامضة: لأنه الموضوع مهم يا أم وئام ومحتاج الكبار بس وكله فى مصلحة الولاد.
تبادل مؤمن و وئام النظرات بحيرة وقال كارم بحماس: طب ممكن اجي معاكم؟
أبتسم له عمه: لو البرد خف من عندك هتيجي لو لسة تعبان هتفضل هنا.
قال كارم بإحباط: يووه.
حين أتى موعد الذهاب كان مؤمن قد ذهب إلى عمله ف وقفت وئام مع كارم العابس.
قال عمها لها: ده مشوار ضروري يا حبيبتى فى موضوع أنا قولتلك عليه قبل كدة لكن بما أن مامتك المسؤولة عنكم وخصوصا عن أخوكِ الصغير ف هى اللى لازم تكون حاضرة ومش عايز ادخلك فى المتاهات دى .
أبتسمت له وئام : براحتك يا عمو اللى أنت شايفه صح أعمله.
قبل جبينها ثم نظر لها مطولا ثم ذهب مع والدتها التى وعدت كارم بإحضار حلوى له كتعويض عن عدم ذهابه معهم.
بقلم ديانا ماريا.
اقتربت مريم من حمزة بلطف: حمزة أحضر لك الغدا؟
قال بجمود: لا شكرا يا مريم مش عايز دلوقتى .
حاولت مجددا بإهتمام: طب محتاج مني حاجة؟ أخبار صحتك إيه دلوقتى؟
قال بضيق: أنا كويس يا مريم لو سمحتِ بس أنا محتاج أبقي لوحدى شوية.
احتارت مريم فى تصرفاته تغيره الواضح منذ البارحة ولكن لم تجد شيئا لتقوله.
قالت مريم بإحباط: طيب أنا هنزل تحت أقعد مع خالتو شوية وهسيبك لوحدك.
هبطت إلى الأسفل لتجد خالتها تجلس فى الصالة ف قالت بإبتسامة: ممكن أقعد معاكِ يا خالتو؟
كشرت فى وجهها: ليه أن شاء الله؟ وسايبة جوزك لوحده ليه؟
جلست وهى تقول بعفوية: حمزة حابب يقعد لوحده شوية ف نزلت هنا .
أبتسمت بتهكم: طبعا زهقان من وشك ومش عايز يقعد معاكِ.
نهضت مريم بحنق: خالتو أنتِ بتعامليني بالطريقة دى وليه كل الكلام الجارح ده؟ أنا مستغربة منك و بحاول اعدي لكن الموضوع مش طبيعي .
نهضت والدة حمزة بدورها و رفعت حاجبها وهى تنظر لها بإحتقار: متدنيش نفسك أكبر من حجمك يا حلوة أنتِ بنت أختي اه لكن أنا اختارتك عليان تبقي مرات حمزة وقولت أنتِ هتصونيه وهتبقي تحت طوعي وتسمعي كلامي أحسن من الهم التانية لكن حظى كدة أعمل إيه!
مريم بحيرة: قصدك مين؟
والدة حمزة بسخرية: قصدي وئام يا أختي أنا قولت هخلص منها وتبقي أنتِ مكانها وتقدري تخلي الواد يحبك وينساها لكن طلعتي خايبة.
مريم بصدمة: تخلصي منها؟
ضحكت والدة حمزة بخبث وسخرية: آمال أنتِ فاكرة ايه يا حبيبتى، فاكرة حمزة ميت فى دباديبك؟ دى كانت لعبة صغيرة علشان توافقي على الجواز بسرعة زى اللعبة إلى عملتها على وئام و أمها علشان أفسخ الخطوبة و ابعد ابني عنهم.
سمعت صوت يقول من خلفها :يعني وئام كانت مظلومة؟
تجمدت والدة حمزة مكانها ثم استدارت ببطء وشحب وجهها بشدة ،تعلثمت ولم تقدر على الكلام حتى قالت بصوت مرتعش: ح...ح..حمزة!
بقلم ديانا ماريا.
كانت وئام تعد الغداء فى إنتظار عودة الجميع من الخارج و بداخلها شعور من القلق وعدم الارتياح لا يمكنها السيطرة عليه، حاولت إخبار نفسها أن كل شئ على ما يرام ولكن دون فائدة.
رن هاتفها ف أسرعت و وجدته والدتها.
أجابت بتساؤل : ايوا يا ماما أنتوا فين؟
اتسعت عينيها من الصدمة لما تسمعه وصرخت بقوة غير مصدقة وهى تهبط على ركبتيها على الأرض: ماما! عمى!