قسوة أطاحت بي
بارت 20
وقفت مريم تحدق فى وئام التى تقف عند قسم المحاسبة غير بعيدة بصدمة تامة، لم يبدو أن وئام انتبهت لها، كانت منشغلة مع أخيها كارم ثم بعد أن انتهت غادرت ومريم مازالت متجمدة مكانها.
خرجت من المكان ومريم مازالت تقف مكانها بصدمة، رن هاتفها ف اجفلت وهى تخرجه.
كان صوتها غريبا حتى على نفسها وهى تجيب على حمزة: ايوا يا حمزة؟
حمزة بإستغراب: مال صوتك يا مريم؟
مريم بضياع: ولا حاجة، كنت بتتصل ليه؟
تعجب ولكن قال بنبرة عادية: كنت بشوفك اتأخرتِ ليه بس.
مريم بهدوء: كنت بجيب اللي محتجاه بس و خلاص خلصت.
أغلقت الخط معه وهى تشعر كأن حجر ثقيل ك الصخر قد وُضع على قلبها ويخنقها بشدة.
عادت إلى المنزل وجهها شاحب ف قلق حمزة عليها: مالك يا مريم ؟
قالت بتوتر: مالي فيا ايه؟
قطب جبينه: وشك مش طبيعي وشكلك تعبانة.
نظرت بعيدا ثم عادت ببصرها إليه: مفيش حاجة مرهقة شوية من الشمس بس.
قال بعفوية: طب ادخلي ارتاحي و متعمليش أكل النهاردة هجيب جاهز.
أومأت برأسها دون وعي ثم دلفت إلى غرفتها وهو يراقبها بإستغراب شديد.
جلست على السرير وهى تفكر بإرتجاف أن وئام قد عادت وحين يعلم حمزة سيذهب إليها بكل تأكيد وسيتركها هى، أليس هذا المتوقع منذ زمن ف لماذا الآن تشعر و كأنها روحها ستغادر جسدها؟
هل تخبره أم لا؟ هناك صراع قوي داخلها بين أن تخبره وبين أن تصمت فقط، وضعت يدها بين رأسها بإحباط وهى تفكر بحيرة و قلق.
بقلم ديانا ماريا.
عادت وئام إلى البيت مع كارم ثم جلست تستريح قليلا بينما ذهب هو إلى غرفته القديمة.
أرجعت ظهرها للخلف وهى تفكر بعودتها إلى هنا والنقاش الجاد الذى دار بينها وبين مؤمن لذلك وقد استمر طويلا وقد توصلت أخيرا إلى إقناعه بأن تعود إلى هنا.
فلاش باك
بعد ذلك الموقف الذى حدث بينهما فى المول، أصبح التعامل بينهما غريبا، كانت تتحمله أو تبقي هادئة أغلب الوقت مما أثار استغرابه و استغراب كارم.
فى يوم قالت بتردد: مؤمن عايزة أقولك على حاجة؟
مؤمن بإنصات: نعم يا وئام؟
ترددت قليلا وقالت بتوتر: أنا عايزة أرجع.
مؤمن بإستغراب: ترجعي فين؟
وئام: بيتنا القديم.
ارتفع حاجباه فى دهشة : ليه يا وئام؟ و قررتي ده أمتي؟
نظرت إلى يدها تتظاهر بتأملها: بقالي فترة بفكر و حقيقي هناك وحشني أوى وعايزة أرجع علشان شغلي و أصحابي وكل حاجة هناك.
سمعت نبرته الحزينة: و هتسبيني لوحدي يا وئام؟
رفعت بصرها لتلتقي بنظراته الحزينة التى قطعت نياط قلبها.
قالت بسرعة: تعالي معانا هناك.
حدق بها بذهول ف أكملت بحماس: ايوا تعالى معانا تقدر تفتح قرع لشركتك هناك، إحنا أساسا أصلنا من هناك يا مؤمن حتى أنت كمان تعالى نرجع كلنا.
فكر قليلا وهى تنتظر قراره بلهفة وقلق رفع رأسه لها: هشوف الموضوع لو ينفع.
صاحت بفرح: صدقني هينفع بجد.
بعدها لم تنتظر و عادت هى وكارم بعد أيام قليلة بينما مؤمن هناك يحاول أن يتدبر أمره لوحده حتى يلحق بهم.
عادت للحاضر بسبب رنين هاتفها، كان مؤمن الذى يتصل ف أجابت بسرعة: قولي بقا أنك خلاص جاي.
ضحك بصوت عميق: لسة قدامي شوية.
تنهدت بإحباط: هو الشغل ده بياخد وقت كتير كدة ليه؟
قال بعملية: لأنه شغل فى الأول و الآخر ومش أنا اللي فى أيدي القرار لوحدي.
قالت بملل: تمام أنت عامل ايه؟
مؤمن بهدوء: أنا الحمد لله بخير و أنتِ أخبارك ايه؟
و أخبار كارم؟
وئام بقلق: كويسة بس كارم باين عليه تعبان شوية، مش عارفة ماله.
هدأها : أهدي يا وئام ده طفل و طبيعي لو كان تعبان أنتِ نفسك بتتعبي هو مش روبوت.
قالت بصوت مخنوق: خايفة عليه يا مؤمن بقيت بخاف أوي غصب عني.
قال بحنان: متخافيش يا وئام، متخليش الخوف يتحكم فيكِ كدة، كارم طبيعي يتعب هيبقي كويس .
تنهدت بتعب: يارب يا مؤمن يارب، يلا تعالي علشان كارم بيقول أنك وحشته جدا.
مؤمن بحنية: وهو كمان وحشني أوى سلمي عليه كتير، هحاول أخلص واجي بسرعة أنا خلاص مبقاش ليا غيركم.
بقيت جالسة مكانها تفكر بعد أن أغلق الهاتف بوقت طويل حتى فجأة سمعت صرخة جمدتها مكانها من الذعر!
بقلم ديانا ماريا.
لاحظ حمزة توتر مريم و تصرفاتها الغربية طوال اليوم كأنه هناك شيئا ما يقلقها ولكن لم يعلم يستطع أن يعلم ما هو .
كانت شاردة، لا تستمع له عندما يتحدث، تسقط الأشياء بعدم انتباه.
قال حمزة بصوت عالى: مريم مالك ؟
كانت شاردة ف حدقت به بعدم استيعاب: مالي يا حمزة؟
حمزة بنفاذ صبر: طول النهار سرحانة ومش مستوعبة أي حاجة حتى وقعتِ حاجات كتير، مالك فيه حاجة ؟
توترت و ارتبكت: م..مفيش حاجة يا حمزة، مرهقة شوية بس زي ما قولتلك .
قطب بقلق: طب فيه حاجة نروح للدكتور؟
هزت رأسها بالنفي: لا لا أنا كويسة مفيش داعي هقوم أعمل الأكل.
نهضت بسرعة و دلفت للمطبخ بينما يراقبها حمزة بدهشة كبيرة، هل نسيت أنهم سيحضروا طعام جاهز؟
وقفت دون أن تفعل شيئا وهى متضايقة بشدة: يووه بقا أنا زهقت ليه مش بقوله؟ ليه بحس أنه الكلام مش بيطلع مني؟ أنا مش قادرة اخسره لكن مش عايزة أحس أني أنانية هو مش بيحبني هو فى الآخر هيعرف وهيحصل المفروض!
نظرت إلى يدها لتكتشف أنها ترتجف، ضمت قبضتها بحزم وقد قررت أن تخبره .
خرجت من المطبخ بسرعة و وقفت أمامه تقول بلهجة حازمة: حمزة عايزة أقولك على حاجة مهمة.
نهض بتساؤل حذر: فى إيه يا مريم؟
كانت على وشك الكلام حين رن هاتفه ف قال لها باعتذار: ثانية واحدة يا مريم.
أجاب على الهاتف و استطاعت مريم سماع صوت سلمي التى تصرخ بصوت باكي : الحق يا حمزة ماما بتموت!
#يتبع.
#ديانا_ماريا.
#قسوة_أطاحت_بى.