#عشق_الذئب
١٩
الأخيره
بعد أن تحممت بيرى بزهور العطور البريه التى جلبها ايمير من أجلها
أرتدت فستانها المزركش وكان شعرها جديله طويلة تعدت خصرها
وسمحت لايمير ان يأخذ بيدها وسارا بين الزهور ناحية القلعه، تمرغا على العشب واتلفا حقل الأرز
بعد أن تحولت لذئبه صارعت بيرى ايمير وسمح لها بهزيمته
ايمير الذى يفهم بيرى وكل حركاتها أدرك رغبتها، تزوج ايمير وبيرى كذئبين كانت همسات بيرى تطالبه بذلك بدلال
بعد أن أطلقا قسم زواج الذئاب أصبحا زوجه وزوجه وجمعتهم غرفه واحده
الحب الذى جمع قلبهم كان يعيش معهم داخل القلعه وخارجها وهم يزرعون المحاصيل وهم يقومون بحصادها
حينما انتفخت بطن بيرى قال ايمير انها ستنجب طفله وسيطلق عليها اسم ادريانا
تحلت بيرى بالشجاعه لتتقبل ذلك لكنها لم تفهم السبب ابدا
أنجبت بيرى طفلتها بعد تسعة أشهر وكانت شديدة الشبه بوالدها
تمتلك عينيه الزرقاء وملامحه الوسيمه، كانت سعيده مع طفلتها لكن كان هناك أمر ينغص عليها راحتها كلما نطقت اسم طفلتها ادريانا
وكأن ايمير اختار هذا الاسم بالذات ليعذبها
فكلما احتضنت طفلتها ادريانا تذكرت كذبتها القديمه وعدم دفاعها عنها
لقد جريحة القلب رغم سعادتها
تلك السعاده التى كانت تمنعها فى كل مره تقرر ان تقول فيها الحقيقه
كانت خائفه ان تفقد ايمير ان يغضب عليها ويتركها
لكن الجرح توسع جدا وأصبح بعرض المحيط داخلها، لقد اكتفت من النوم القلق الذى تأتيه فيه ادريانا تصرخ من العذاب
لم يكن بئر صنهور فى مملكة هرشين بل انتقل لصدرها وكانت تسمع صراخ ادريانا كل ليله داخل عقلها
لاحظ ايمير شرودها اكثر من مره وكان يحاول ان يقرائها، فهو يحفظ بيرى اكثر من نفسه ويعلم ان هناك شىء ينغص عليها حياتها
ثم رزقا بطفلهم الثانى واسمياه اوساف وكان ايمير يساعد بيرى فى رعاية الأطفال واعمال المنزل
راحت نوبات عصبية بيرى تتكاثر مثل الجراثيم وكانت تصرخ فى الأطفال وتعنفهم
وتعامل ايمير بطريقه جد متعبه
تحمل ايمير كل ذلك، فقد كان يحبها ويدرك ان حتى بين المحبين هناك اوقات تفقد نكهتها
ذات مساء قالت بيرى لايمير عليك العنايه بالاطفال، سأخرج لنزهه بمفردى
ارجوك لا تلحق بى
عندما اختلت بيرى بنفسها على ضفة النهر لم تتوقف عن البكاء
ذلك الصوت المؤذى الذى كان يرن داخل ذهنها سيصيبها بالجنون
راحت تبكي الليل بطوله
عندما عادت كان ايمير ينتظرها فى باحة القلعه، ألقت بيرى بجسدها على إيمير وهى تبكى
جعلت تردد بلا توقف، انا كاذبه
انا كاذبه واستحق عقابك ومغفرتك
الاميره ادريانا لم تسلمنى لحراس رعد، لقد ركضت خلف الذئب الذى قتل والدى وابتعدت عن الكهف دون أن تنتبه لى ادريانا
الغيره اعمت عينى، خفت من منافستها لى فيك خفت ان تعجب بها وافقدك يا روحى
تألم ايمير جدا من كلام بيرى، تجرع الصدمه حتى آخر كلمه ثم اطلق آنه طويله
عاد ايمير بذاكرته للماضى البعيد تلك الليله التى سمع فيها وشوشات الغابه تخبره عن ملاحقة ادريانا له
الجنود وهم يسيرون تحت جنح الليل للقبض عليها، كان قد اقسم من قبل اذا قابل ادريانا مره أخرى سيقطع عنقها
كان غاضب منها جدا، الأن عرف الحقيقه، يعرف انه ظلمها
لقد اتضح أمامه كل شيء
الشخص الغامض الذى انقذه والذى أعاد له تميمته هى ادريانا
تحول ايمير لذئب ضخم، لن يهدىء له بال حتى ينقذ ادريانا
كانت بيرى تصرخ خلال ذلك الوقت سامحنى ايمير سامحنى
انحنى ايمير نحو بيرى، ليس انا من عليه مسامحتك فلقد غفرت لك من قبل كل شىء يا حبيبتى
عليك ان تطلبى المغفره من ادريانا
لن اتأخر سأعود سريعا، اعتنى بطفلى من فضلك
ركض ايمير نحو قلعة هرشين، بعد الزواج ازداد وزنه وتحول جسده الرشيق لكومه من اللحم
مما جعله ينهك بسرعه وكان يحتاج للراحه كل بضع ساعات
كان يستعد لحربه الأخيره، حتى لو قتل سيقوم بأنقاذ ادريانا
عندما اقترب من أسوار القلعه قرر ان يتسلل مره أخرى
يعلم أن هرشين لن يتركه فى حاله
لكن حراس القلعه سمح له بالدخول دون قتال او حتى تحذير
انفتحت البوابه أمامه فور نطقه لاسمه
الملكه ماهرا أمرت بذلك منذ سنين، بعد وفاة والدها تقلدت ماهرا الحكم وكانت تنتظر كل يوم رجوع ايمير لإنقاذ ادريانا
لقد حاولت منذ توليها الحكم إنقاذ ادريانا من بئر صنهور
لكن كل محاولاتها فشلت، البئر منيعه ومحصنه بلعنه ثلاثيه
التقى ايمير بماهرا وجلس معها بعض الوقت قبل أن يقصد بئر صنهور
سمع هناك صراخ ادريانا المحزن
دمعت عينى ايمير كان متيقن من قدرته على انقاذ ادريانا
لكن البئر رفضته ولم تسمح له بالدخول
اغمض ايمير عينيه، وضع يده على التميمه وهمس يا صاحب التميمه انا احتاجك
ياصاحب التميمه انا احتاجك ثلاثة مرات
سقط شىء من السماء مثل الشهاب ثم ظهر من بين الدخان الأمير
اوساف تتشابك يده مع فتاه شديدة الجمال، شعرها اصفر شلال يصل حتى الأرض، عيون خضر واسعه وخصر شديد النحافه
كان ايمير يعرف الفتاه التى انفذها منذ زمن بعيد عندما كانت غزاله
انحنى ايمير ورحب بالامير اوساف وتيشا
أبتسم الأمير اوساف وهو ينظر نحو ايمير، علمت الان ما الشىء الذى يجمعنا انا وانت يا ايمير؟
انها تيشا حبيبتى
ثم سأله ما طلبك يا إيمير
قال ايمير بأدب، إنقاذ ادريانا من داخل البئر
همست تيشا سمعا وطاعه، وحدها اميره جنيه علويه ابنة ملك جان
حبيبة أمير من الجان الأحمر يمكنها اختراق البئر
اختفت تيشا لحظه ثم عادت ومعها ادريانا
تأمل ايمير ادريانا بحزن، جناحيها مقصوصان، ضعيفه وهزيله
متعفنة الجسد وغير قادره على الرؤيه
عندما سمعت ادريانا صوت ايمير احتضنته وهى تبكى وقالت أخبرنى بأنك اسميت طفلتك ادريانا
قال ايمير بحزن اجل اسمها ادريانا
حمل الأمير اوساف وزوجته الاميره تيشا ايمير وادريانا للقلعه
ارقداها على السرير وسط دموع بيرى وقاما بدهانها بدهان سحرى قبل أن يغادرا القلعه
القصه بقلم اسماعيل موسى
نظفت بيرى ادريانا وهى تبكى وبدلت ملابسها وهى تترجاها ان تسامحها
فتحت ادريانا عينيها بجسد سليم، لقد عاد إليها جمالها وبصرها
وبداء جناحيها فى النمو
قصدت النهر من فورها، غاصت داخله ومسحت جلدها بالرمال البيضاء حتى التمع
داخل هذه القلعه المنفيه، عاشت ادريانا مع بيرى وايمير فى سلام
بعد عدة أعوام بداء بعض العابرين يقيمون جوار القلعه ويزرعون الأرض
وسرعان ما أصبح لايمير قلعه محصنه قويه بعيده عن العالم كله
ومنعزله كأنها جزيره مسحوره
رفضت ادريانا كل من حاول الارتباط بها، من المسلم به ان القلب يملكه شخص واحد
افنت ادريانا حياتها فل خدمة ايمير وطفليه وماتت بعد سنوات قليله متأثرة بالمده التى قصتها داخل بئر صنهور
ربما ساعدت المراهم الجنيه فى شفاء جسدها
لكن هناك بعض الجراح لم يمكن شفائها الا وهى جراح القلب
انتهت
قام بسردها وكتابتها وحياكة تفاصيلها الكاتب اسماعيل موسى
اتمنى ان تكون نالت اعجابكم
#عشق_الذئب