رواية قلب الباشا الفصل 18 الثامن عشر بقلم فريده الحلواني
وقف يشاهد النار و هي تلتهم اكبر مخزن يملكه و قوات الدفاع و المدني و المطافيء تحاول جاهده ان تسيطر علي هذا الحريق الهائل قبل ان ينتقل الي المخازن المجاوره له و ما ساعدهم في ذلك هو جهاز اطفاء الحريق المذود به هذا المخزن التابع للباشا
وقف بيبو بجانبه وهو يحاول ان يتحامل علي المه الناتج عن احتراق زراعه اثناء محاولته اخماد الحريق هو و العمال قبل وصول عربه المطافىء
لم يحيد نظره الملتهب عن المكان و لكن وجه حديثه لكرم قائلا بامر : كرررم خد بيبو علي اقرب مستشفي بسرعه
بيبو : مش وقته يا ....قاطعه بصراخ : هي كلللللمه مش حمل مناهده......و فقط انسحب الاثنان بهدوء حزين تاركين الباشا عقله يعمل كالمرجل باحثا في دهاليزه عن المتسبب في تلك الكارثه
اتي اليه احد الظباط و قال باسف : ربنا يعوض عليك يا باشا احنا حاولنا نلحقه بس للاسف الاجهزه الي جوه كميتها كبيره و انت عارف الحاجات دي النار بتمسك فيها بسرعه
حسن بهدوء خطر : ربنا يعوض اهم حاجه انكم لحقتو الحريق قبل ما يمسك فالدكاكين الي حوالينا
الظابط : النيابه هتعاين المكان حالا عشان تعرف سبب الحريق اذا كان بفعل فاعل و لا قضاء و قدر ....بس حابب اسأل انت شاكك في حد ....يعني ممكن يكون ليك عداوه مع حد هو الي عمل كده
حسن : احنا في سوق يا باشا و مليان حيتان بس الي متاكد منه ان مفيش حد يستجري يقرب من حاجه تخص حسن الباشا
الظابط : يعني مش بتتهم حد
نظر حسن للبعيد و قال بشر : لاااااا
وقف عبدالرحيم بجانب الحسين و قال : يا تري مين الي عملها ده اكبر مخزن فالمخازن كلها و جواه بضاعه بملايين
الحسين بشر : هنعرف مين الي عمل كده و ساعتها و ررررحمه ابويا ما هرحمه
جلست النساء في منزل الباشا بصمت و قد خيم عليهم حاله من الحزن و لم تسمع لهم صوتا غير شهقات ندي المقهوره علي خساره حبيبها
فاطمه : كفياكي عياط يا بتي قدر الله و ما شاء فعل فداه الله اعلم كان هيجري ايه و ربنا فداه بالحريق ده
ندي ببكاء : فداه الدنيا و ما فيها يا ماما انا زعلانه علي زعله هو ربنا ينتقم من الي عمل كده حسبي الله و نعم الوكيل ربنا يحرق قلبه زي ما ولع في شقاه و تعبه
عزه بغيظ : كلنا زعلانين ياختي مش انتي لوحدك
سماح : الي عمل كده قاصد حسن عشان المخزن ده بتاعو مش تبع شغل العيله
ارتعبت عزه بداخلها بعد سماع تلك الكلمات لشكها ان لوليد يدا فيما حدث و لكن معرفتها به و بغبائه نفت هذا الاحتمال ...و في خضم افكارها وجدت ايناس و امها يدخلون عليهم محاولين اظهار الحزن و لكن الشماته ظاهره بوضوح داخل اعينهم
جلسا سويا فوق اريكه واحده ثم قالت صفيه بتمثيل : معلش يا حاجه قلبي عندك ياختي ربنا يعوض عليه ...نظرت لندي و اكملت بخبث : طول عمرنا قاعدين سرنا هادي انا عارفه قدم مين النحس ده
ايناس بغل : ربنا بيخلص ياما و جابلي حقي تاني يوم
الي هنا و كفي حينما انتفضت فاطمه لتوبخهم علي حديثهم السام كانت ندي الاسرع حينما هجمت علي ايناس جاذبه اياها من شعره و ابرحتها ضربا في هجوم مباغت لم يعمل احدا له حساب و قالت : بتشمتي فيه يا وسخه بعد ما كنتي و ما زلتي عايشه في خيره ...انا هموتك فايدي عشان اخلصه من شرك و قلبك الاسود
اخذت صفيه تصرخ و تسبها بابشع الالفاظ بينما سماخ و خديجه يحاولون ابعادها عنها و لكنها تمسك في شعرها بقوه الي ان نجحو في فصلها عنها و في يدها بعض خصلاتها التي اقتلعتهم من راسها
كانت ايناس تصرخ بجنون من شده الالم ...و لكن فاطمه لم تمهلها الفرصه حينما جزبتها ملقيه اياها ناحيه الباب و هي تقول : لحد كده و كفااااااايه اطلعي بره بيتي قبل ما اكمل عليكي ...نظرت لصفيه و قالت : و انتي يا حربايه خدي بتك و غوري من هنا اياااااك رجلك تخطي عتبت بيتي ...انا غلطانه لما خليت ابني يراضي جوزك ....قولت عيب احنا عيله ...معرفش ان حقدك و سواد قلبك يخليكي تزرعي كل الغل ده جوه عيالك ....غووووووري
نظرت لسماح الباكيه و التي تقف في موقف لا تحسد عليه و قالت لتراضيها : اقعدي يا بتي انتي ملكيش ذنب و لا انتي ذيهم انا عارفه ان قلبك طيب حتي لما حاولو يجروكي معاهم ربنا الهمك الصواب و رجعتي لعقلك بسرعه
دلفت عليهم سناء و مني و اللذان اتيا لمؤازرتهم فقالت الاولي و هي تحتضن ام الباشا : قلبي عندك يا حاجه و الله لسه سامعه الخبر دلوقت و جتلك جري
ربتت فاطمه علي ظهرها و قالت وهي تبتعد لتفسح لها المجال للجلوس : عارفه الي عندك ياختي طول عمرك وقفه معايه فالمره قبل الحلوه
انتهت النيابه من معاينه المكان و اخذت بعض العينات للطب الشرعي و لكن من المعاينه المبدئيه يظهر ان الحريق بفعل فاعل
وقف وكيل النيابه مع حسن و قال : بنسبه كبيره الحريق بفعل فاعل و الي ياكد كده الكاميرات متعطله قبل الحريق بساعتين تقريبا عالعموم هنستني تقرير الطب الشرعي و الي هياكد كلامي ......بعد اذنك تتفضلو معانا عشان نفتح تحقيق
انتهي اليوم بصعوبه عليه ما بين تحقيقات النيابه للوقوف علي ملابسات الحادث و تقدير الخسائر ....و الاهم الاطمأنان عالمصابين
عاد الي حارته و معه رجاله و كان جميع اهالي الحي في انتظاره لمؤازرته في هذه الكارثه....و لكنه وقف شامخا كعادته و لم يبدي اي تأثر بما حدث ...بل شكرهم بابتسامه علي دعمهم المعنوي له و قال بكبرياء : متشكرين يا رجاله نجاملكم فالافراح ان شاء الله ...سهله الحمد لله الي يجي فالفلوس فداهيه المهم ان اهلي و العمال بخير و ربنا يعوض
صعد الي منزله هو و بيبو و كرم و حسين و معه عمه و حينما القي السلام علي النساء انتفضت حبيبته اولا و قالت بلهفه و هي تقترب منه دون ان تهتم بالانظار المسلطه عليها بزهول : حسن طمني عليك انت بخير ..فيك حاجه ...انا اتصلت بيك كتير بس مردتش ..شهقت و اكملت ببكاء : فداك مال الدنيا يا حسن المهم ان انت بخير
رق قلبه برغم ما يشعر به من غليان ...فمد يده يربت علي وجنتها وهو يقول برفق : اطمني الحمد لله كله خير ...انا بس كنت مشغول فالي حصل و التحقيقات و معرفتش ارد عليكي
قاطعته عزه بحقد : ياختي سيبي الراجل ياخد نفسه الاول و بعدها اتسهوكي
عززززززه ...هكذا صرخت عليها فاطمه ثم وجهت حديثها للرجال : اقعدو ارتاحو و كللكم لقمه و بعدها نتكلم براحتنا ...ندرت لغاليها و قالت بحزن : ربنا يعوض عليك يا ولدي و منه لله الي ازاك يتأذي في نضره
عبد الرحيم : دي بضاعه بملايين يا حاجه هيعوضها امتي بس ....يلا ربنا معاك يابن اخويا ..هستأذن انا عشان تعبت مالوقفه طول اليوم
نظرو له الجميع بزهول و لكن لم يعلق احد علي هروبه .....
زفر حسن باختناق ووجه حديثه للثلاث رجال و قال : تعالو معايه فوق ...نظر لامه و قال : اما انا هتكلم مع الرجاله في كلام مهم مش عايز حد يطلع ورايا ....خاااالص ....و فقط اتجه الي الخارج و صعد بهم الي شقه نداه حتي يستطع التحدث بحريه فيما يريده ...فهو الان يضع الجميع في موضع شك
عزه بحقد : بعني هيتكلمو في اسرار حربيه ....ايه الغلب ده خو في حد غريب هنا ...نظرت لسماح و اكملت بخبث : و لا يمكن خايف من حد و شاكك فيه
سماح بحزن : و لا يخاف و لا يشك يا ست عزه انا طالعه شقتي اقفل عليا بابي احسن من حرق الدم ده
جلس معهم و الان فقط استطاع ان يظهر غضبه و حزنه مما حدث فقال بجنون : عليااااا الحراااام الي عمل كده هجيبو و هفشخو في نص الحااااره ....هشرب من دمه ابن ######
حسين : اهدي بس عشان تعرف تفكر ...الحكايه كبيره و مترتبلها صح
بيبو : من اول ما الكاميرات عطلت و انا شاكك ان في حاجه مش مظبوطه و قولتلك
كرم : احنا نجيب الواد عماد وهو اكيد هيعرف يفرغ الكاميرات و نشوف اخر حاجه اتصورت فيها
حسن : النيابه اتحفظت عليها لحد ما الطب الشرعي يفحصها ....نظر لهم بحسم و قد استعاد بعضا من توازنه : اسمعوني كويس ....اول حاجه الواد سيد الي كان ماسك المخزن و ذياد ابني كرشو ده اول واحد لازم ندور وراه ...و باقي العمال الكل يبقي تحت عنينا ...متعرفش الضربه الجايه هتكون فين
و كمان .........
وقف يشاهد النار و هي تلتهم اكبر مخزن يملكه و قوات الدفاع و المدني و المطافيء تحاول جاهده ان تسيطر علي هذا الحريق الهائل قبل ان ينتقل الي المخازن المجاوره له و ما ساعدهم في ذلك هو جهاز اطفاء الحريق المذود به هذا المخزن التابع للباشا
وقف بيبو بجانبه وهو يحاول ان يتحامل علي المه الناتج عن احتراق زراعه اثناء محاولته اخماد الحريق هو و العمال قبل وصول عربه المطافىء
لم يحيد نظره الملتهب عن المكان و لكن وجه حديثه لكرم قائلا بامر : كرررم خد بيبو علي اقرب مستشفي بسرعه
بيبو : مش وقته يا ....قاطعه بصراخ : هي كلللللمه مش حمل مناهده......و فقط انسحب الاثنان بهدوء حزين تاركين الباشا عقله يعمل كالمرجل باحثا في دهاليزه عن المتسبب في تلك الكارثه
اتي اليه احد الظباط و قال باسف : ربنا يعوض عليك يا باشا احنا حاولنا نلحقه بس للاسف الاجهزه الي جوه كميتها كبيره و انت عارف الحاجات دي النار بتمسك فيها بسرعه
حسن بهدوء خطر : ربنا يعوض اهم حاجه انكم لحقتو الحريق قبل ما يمسك فالدكاكين الي حوالينا
الظابط : النيابه هتعاين المكان حالا عشان تعرف سبب الحريق اذا كان بفعل فاعل و لا قضاء و قدر ....بس حابب اسأل انت شاكك في حد ....يعني ممكن يكون ليك عداوه مع حد هو الي عمل كده
حسن : احنا في سوق يا باشا و مليان حيتان بس الي متاكد منه ان مفيش حد يستجري يقرب من حاجه تخص حسن الباشا
الظابط : يعني مش بتتهم حد
نظر حسن للبعيد و قال بشر : لاااااا
وقف عبدالرحيم بجانب الحسين و قال : يا تري مين الي عملها ده اكبر مخزن فالمخازن كلها و جواه بضاعه بملايين
الحسين بشر : هنعرف مين الي عمل كده و ساعتها و ررررحمه ابويا ما هرحمه
+
جلست النساء في منزل الباشا بصمت و قد خيم عليهم حاله من الحزن و لم تسمع لهم صوتا غير شهقات ندي المقهوره علي خساره حبيبها
فاطمه : كفياكي عياط يا بتي قدر الله و ما شاء فعل فداه الله اعلم كان هيجري ايه و ربنا فداه بالحريق ده
ندي ببكاء : فداه الدنيا و ما فيها يا ماما انا زعلانه علي زعله هو ربنا ينتقم من الي عمل كده حسبي الله و نعم الوكيل ربنا يحرق قلبه زي ما ولع في شقاه و تعبه
عزه بغيظ : كلنا زعلانين ياختي مش انتي لوحدك
سماح : الي عمل كده قاصد حسن عشان المخزن ده بتاعو مش تبع شغل العيله
ارتعبت عزه بداخلها بعد سماع تلك الكلمات لشكها ان لوليد يدا فيما حدث و لكن معرفتها به و بغبائه نفت هذا الاحتمال ...و في خضم افكارها وجدت ايناس و امها يدخلون عليهم محاولين اظهار الحزن و لكن الشماته ظاهره بوضوح داخل اعينهم
جلسا سويا فوق اريكه واحده ثم قالت صفيه بتمثيل : معلش يا حاجه قلبي عندك ياختي ربنا يعوض عليه ...نظرت لندي و اكملت بخبث : طول عمرنا قاعدين سرنا هادي انا عارفه قدم مين النحس ده
ايناس بغل : ربنا بيخلص ياما و جابلي حقي تاني يوم
الي هنا و كفي حينما انتفضت فاطمه لتوبخهم علي حديثهم السام كانت ندي الاسرع حينما هجمت علي ايناس جاذبه اياها من شعره و ابرحتها ضربا في هجوم مباغت لم يعمل احدا له حساب و قالت : بتشمتي فيه يا وسخه بعد ما كنتي و ما زلتي عايشه في خيره ...انا هموتك فايدي عشان اخلصه من شرك و قلبك الاسود
اخذت صفيه تصرخ و تسبها بابشع الالفاظ بينما سماخ و خديجه يحاولون ابعادها عنها و لكنها تمسك في شعرها بقوه الي ان نجحو في فصلها عنها و في يدها بعض خصلاتها التي اقتلعتهم من راسها
كانت ايناس تصرخ بجنون من شده الالم ...و لكن فاطمه لم تمهلها الفرصه حينما جزبتها ملقيه اياها ناحيه الباب و هي تقول : لحد كده و كفااااااايه اطلعي بره بيتي قبل ما اكمل عليكي ...نظرت لصفيه و قالت : و انتي يا حربايه خدي بتك و غوري من هنا اياااااك رجلك تخطي عتبت بيتي ...انا غلطانه لما خليت ابني يراضي جوزك ....قولت عيب احنا عيله ...معرفش ان حقدك و سواد قلبك يخليكي تزرعي كل الغل ده جوه عيالك ....غووووووري
نظرت لسماح الباكيه و التي تقف في موقف لا تحسد عليه و قالت لتراضيها : اقعدي يا بتي انتي ملكيش ذنب و لا انتي ذيهم انا عارفه ان قلبك طيب حتي لما حاولو يجروكي معاهم ربنا الهمك الصواب و رجعتي لعقلك بسرعه
دلفت عليهم سناء و مني و اللذان اتيا لمؤازرتهم فقالت الاولي و هي تحتضن ام الباشا : قلبي عندك يا حاجه و الله لسه سامعه الخبر دلوقت و جتلك جري
ربتت فاطمه علي ظهرها و قالت وهي تبتعد لتفسح لها المجال للجلوس : عارفه الي عندك ياختي طول عمرك وقفه معايه فالمره قبل الحلوه