جديد

رواية قلب الباشا الفصل الثامن للكاتبة فريدة الحلوني


رواية قلب الباشا الفصل الثامن للكاتبة فريدة الحلوني 


بسم الله ما شاء الله....الله اكبر ....يا لهووووي عالجمال....بص البت عامله في نفسها ايه

كل تلك التعليقات انطلقت بهمس من افواه نساء الحاره اللائي تجمعن في منزل جميلتنا لحضور احتفال يوم ( الحنه ) الذي يقام قبل الزفاف بيوم حينما طلت عليهم و هي ترتدي الساري الهندي ذو اللون الاحمر و الذي اظهر بشده بياض بشرتها الحليبيه مع تموجات شعرها الذهبي الذي تركته منسدلا و ذينه وجهها البهي ناهيك عن تلك الحلي الذهبيه التي اهداها لها حبيبها كل هذا تجمع فجعل  مظهرها حقا.....رائع

انطلقت التهاليل و زغاريط النساء مع احتضان ام الباشا لها و هي تحوقل و تكبر بفرحه عارمه و كأن ابنها الغالي يتزوج لاول مره ...كل هذا كان مصاحبا للكثير من نظرات الغيره و الحقد من عيون الفتيات اللاتي فالظاهر حضرو ليشاركوها فرحتها اما دواخلهم فلا يعلمها الا الله

اخذت سناء ترش الملح فوقها اعتقادا منها انه سيحميها من عيون الحاسدين

بدأ الصخب مع انطلاق الاغاني الشعبيه و الفتيات يتبارزن لاظهار امكانيتهم عن طريق الرقصات المائعه

تابعت مني العديد ممن ياكلو اختها الغاليه باعينهم فقالت لها بهمس غاضب : قولتلك البسي بدي تحت الساري بدل بطنك الي باينه دي لا و كمان حطالي نجمه فوق سورتك شايفه البنات الي تندب في عينها رصاصه بيبصولك ازاي

ابتسمت لها و قالت : خليهم يموتو بغيظهم انا كان نفسي اوووي البسه كده و بعدين هو انا هتجوز كل يوم

نظرت لها اختها بحيره و لكنها قطعتها بسحبها معها داخل غرفتها و بعد ان اغلقت الباب عليهم قالت : بت هو انتي و الباشا غيرتو اتفائكم انا ملاحظه نظراتكم و معاملتكم لبعض الله اكبر بس مكنتش عارفه اتلم عليكي الايام الي فاتت عشان نتكلم براحتنا

ابتسمت بهدوء و قالت : لا يا مونه اتفقنا زي ما هو بس كل الحكايه اني بطلت اعند معاه و حسسته اني عقلت شويه ...نظرت للامام بوله و اكملت : و بعدين انا فعلا فرحانه اكني هتجوز بجد فقررت ان اعيش اليوم الي كنت بحلم بيه بكل تفاصيله افرح و انبسط و اعمل كل الي حلمت بيه لان ببساطه اليوم ده مش هيتكرر تاني حتي لو كان جوازنا مؤقت فانا عايزه اعيش اللحظه و افرح بيها و الي جاي هسيبه علي ربنا و هو اكيد مش هيخزلني

1

اما بالاسفل فكان الوضع اكثر صخبا حيث ارتصت الطاولات الصغيره و معها الكثير من المقاعد و الاضواء المبهره ملأت المكان ...و اذا ما نظرت من الاعلي لن تجد موضع قدم خالي من احد الرجال الذين جائو من كل حدبا و صوب ليجاملو الباشا في ذلك اليوم

كان رجال عائلته و معهم بيبو و العاملين لديه يحملون الصواني المليئه بالفاكهه و غيرها التي يوضع عليها الكثير من التسالي بما يطلق عليه ( المزه ) و التي يتناولها الرجال بجانب المشروبات الروحيه و المواد المخدره التي اتي بها ذلك الباشا بكميات كبيره لكي يوزعها علي ضيوفه كنوع من انواع الترحيب في تلك المناسبات التي تقام في المناطق الشعبيه

ابتعد قليلا عن ذلك الزحام و اخرج هاتفه ليتصل بها و لكنها لم ترد عليه فزفر بحنق و قال : نبهت عليها تخلي التليفون معاها و مفيش فايده في امها ...نظر للاعلي ناحيه شرفتها و قرر الصعود اليها.....و حينما وصل الي الطابق الخاص بها وجد الباب مفتوحا و الكثير من النساء يقفن امامه ...فرك عنقه بحيره و هو يحاول ايجاد احدا منهم و لحسن حظه رأي اخته تمر من امامه فاطلق صافرته المميزه و التي سمعتها و اتجهت له علي الفور و هي تقول بمزاح : ايه الي مطلعك هنا يا عريس خلاص مش قادر تصبر ههههههه

نظر لها بغيظ و قال : اتلمي يا ديجا مش وقت خفه دم اندهيلي بلوتي السوده عشان بتصل بيها مش بترد

نظرت له بمكر و قالت : حاضر هجبهالك بس تعالي استناها جوه في شقه خالتي ام يحي هي سيباها مفتوحه و محدش جوه بدل ما تقف معاها عالسلم و الكل يتفرج عليكم....نظر لها بحيره و لكنها قامت بادخاله الشقه المجاوره و دلفت لتاتي بتلك الفاتنه ....هي تعلم تمام العلم ان اخيها سيصدم من جمالها فارادت ان توفر له خلوه ليعبر عن اعجابه بها بعيدا عن اعين الحاقدين

و قد كان.....اخذتها دون ان تقل لها شىء تحت حيرتها و التي ذادت حينما وجدتها تتجه بها نحو الخارج فقالت : اخداني علي فين يا ديجا

خديجه بهمس : تعالي بس معايه مش عايزه حد يحس بحاجه ....و فقط تركتها امام الباب و قالت قبل ان تتركها : حبيب القلب مستنيكي جوه و مرديتش اقول عشان الغجر الي هنا ميركزوش معاكم مش ناقصين يا غاليه

كان يقف بالداخل في انتظارها و بيده سيجاره كاد ان يدخلها في فمه ليسحب دخانها و لكن يده علقت بالهواء حينما رأي كل تلك الفتنه تتجه ناحيته بتمهل اهلك رجولته......اكلها بعينه العسليه و التي تحولت الي جمرا ملتهب حينما راي بطنها ظاهره من ذلك الثوب....القي السيجاره ارضا و دهسها بقدمه وهو يتحرك سريعا ناحيتها بعدما وجدها متصنمه مكانها تدرس كل تعابير وجهه بعد رايته لها

سحبها للداخل ثم اغلق الباب و لم يفلتها و قال بغضب : ايه يابت الي انتي عاملاه في نفسك ده

ابتسمت بغيظ و قالت : عامله زي البنات ما بتعمل يا باشااا

رد عليه بقلبا يحترق و لا يعرف سببا لذلك : و هي البنات بتبين بطنها يا روح امك و لا صدرك الي نصه باين ده اااانطقي

كعادتها تفتن بكل كلمه يتفوه بها و شعورها بغيرته عليها اسعدها كثيرا مما جعلها تتقدم خطوه لتصبح قريبه منه حد الخطر و قالت بهدوء ينافي ثورته : دول كلهم ستات يا حسن

رد بجنون يحاول تحجيمه : حتي لو... ايش ضمنك واحده منهم تصورك و انتي كده و لا و انتي بترقصي ...نظر بغيظ و اكمل : مانتي اكيد مش هتقعدي هاديه يعني

ابتسمت بعشق و قالت بخبث : الي يشوفك كده يقول اني حبيبتك و بتغير عليا ....يا حسن

ارجووووكي لا تنطقي اسمي بتلك الطريقه المغويه و في تلك اللحظه ...فانا الان في اقصي درجات ضعفي و يعلم الله كم اصارع بداخلي حتي لا التهمك ...هكذا حدث حاله و بعدها قال وهو يحاول ان يمثل القسوه : طبيعي ان اغير علي اهل بيتي مش راجل انا و لا ايه

تفهمت صراعه حينما رات اهتزاز بؤبؤ عينه لاول مره فقالت بحكمه : اكيد سيد الرجاله كمان و انا يكفيني ان اكون من اهل بيتك يا حسن ...اكملت بداخلها : عالاقل فالوقت الحالي.....

ترك يدها التي مازالت بين كفه الغليظ ثم مثل الثبات وهو يقول : تمام انا اتصلت بيكي بس انتي مردتيش عشان كده طلعت ...كنت عايز اعرف بكره نظامك ايه عشان ارتب الدنيا من بليل

ندي : انت بردو مصمم اني مقعدش معاك فالشارع بكره يا حسن يعني مردتش تعمل في قاعه و قلت مش مشكله كمان تبقي انت قاعد تحت و انا قاعده فوق ايه ده بقي

نظر لها لبضع ثواني ثم قال بغيره لن يستطع التحكم بها وهو يوضح لها سبب هذا القرار : مع اني متعودتش ابرر تصرفاتي لحد و مش عارف افهمهالك ازاي بس هقولك ...زفر بنزق و قال : لو عملت في قاعه هعزم اهل الحاره كلهم و الي تلت تربع شبابها كانو متقدمنلك ده غير التجار الي من بره و الي نصحهم بتوع نسوان و عنيهم قارحه ....يقعدو بقي يبصولك و انتي فالكوشه جنبي و كل واحد يحلم انه قاعد مكاني ...طبعا مش هستحمل

ابتسمت باتساع و قالت بغباء : طب و هنا فالحاره كنت عملت كوشه

اخرج صوتا بزيئا كما اعتاد وقت الغضب و قال بوقاحه : احااااا بجد يعني انا لغيت القاعه عشان اقعدك فالشارع قدام الي بيحشش و الي بيضرب كوزين بيره انتي هبله يا بت متخلنيش اتجن علي اهلك ساااامعه

هل ترون الفراشات التي تحلق فوق راسها او قلوب الحب التي تنطلق من عيناها و كانه يسمعها احدي قصائد نزار قباني المعروف بعشقه للمرأه ....وقف يناظرها باستغراب فهي لم تثور و لم تعترض بل تقف كالبلهاء الفاتنه تفتح ثغرها بابتسامه رائعه تدعوه لالتهامه

رفع عينه للاعلي و تنفس بعمق لكي يهرب من افكاره و يا ليته لم يفعل فقد استنشق عطرها الهاديء باغراء فما ذاده الا رغبا بها

قطعت افكاره حينما قالت برزانه تحسد عليها : خلاص يا ابو علي الي انت شايفه صح اعمله انا من ايدك دي لايدك دي ...نظر لها بعدم تصديق و قال : يا سلام من امتي العقل ده يا بت .....هددها بعينه وهو يقول : ندي اوعي تكوني ناويه علي حاجه تحطيني بيها قدام الامر الواقع انتي عارفه مش هيهمني حد و هطربق الدنيا علي دماغ الي جابوكي

انطلقت منها ضحكه صاخبه اهلكت ما بقي من ثباته و قالت : انت ثقتك فيا زيرو كده هههههه عالعموم اطمن انا بجد مش ناويه علي حاجه ...كل الحكايه اني وعدتك ان احافظ علي شكلك قدام الناس و اخد بالي من تصرفاتي من بعد ما بقيت ...مرات الباشا ...نطقتها و كانها تتزوق حلاوه طعمها

فمال عليها مقبلا اياها بغيظ ...برغبه ...بتمني ....ثم فصلها و قال : تمام و دي شكرا بتاعتي زي ما كنتي بتشكريني......و فقط تحرك تجاه الباب و منه اخذ يقفز فوق الدرج و كأن الشياطين تلاحقه حتي يهرب مما كان ينتويه ...و حينما وصل الي مدخل البنايه وقف يلتقط انفاسه و يقول بغضب : انت اتهبلت علي كبر يا حسن عليا الحرام اتهبلت حتت عيله متجيش لنص صدرك بتجرجرك ليها و انت زي العبيط بتطاوعها ...امال هتعمل ايه لما يتقفل عليكم باب هتاكلولها .....

انقضي اليوم بسلام و اتي الصباح محملا ببهجه اثلجت قلبها العاشق حينما وجدته ينتظرها امام بنايتها و معه اخته ترافقها سماح و اخيه و بيبو و كرم ...يصفون سيارتهم وراء بعضها استعدادا لايصالها لمركز التجميل

نظرت له بعشق و قالت بفرحه : صباحك بيضحك يابو علي ايه الحلاوه دي

ضحك بمرح و قال : قولت اعيشك الدور و اعملك زفه و انا بوصلك للكوافير

تغاضت عن النصف الاول للجمله و علقت علي اخرها. بمزاح : اسمه بيوتي سنتر يا حسن

حسن : طول عمرنا بنقول عليه كوافير بيوتي و لا بيوتك دي مياعه نسوان مليش فيها انا

نظرت له بغيظ و قالت : يلااا ...يلا يا حسن قبل ما افرقع مالغيظ و تبوظلي اليوم من اوله

اطلق ضحكته الرجوليه المهلكه لقلبها الصغير ثم فتح لها باب السياره لتجاوره و انطلق بها حيث تريد و لحق به الاخرون

1

جلست ايناس داخل شقتها و هي تبكي بحرقه حزنا علي ما يحدث حولها فما فعله لاجل تلك الصفراء كما تسميها يدل علي انه يريدها بالفعل

دخلت عليها عزه و قالت بحقد : انتي هتفضلي عامله المناحه دي كتير يا نوسه

نظرت لها بغضب و قالت : اصلك وليه بارده معندكيش ريحه الدم جوزك هيتجوز انهارده و انتي عادي كده

عزه بخبث : اسمعي الكلمتين الي هقولهم دول و حطيهم فدماغك لو عايزه تكسبي ...اعتدلت و نظرت لها باهتمام فاكملت : احنا محضرناش و لا كتب كتاب و لا الحنه تمام بس انهارده بالذات لازم نحضر الفرح و كمان نبقي علي سنجه عشره....يا خايبه متبينيش قهرتك لحد عشان محدش يشمت فيكي و كمان لازم نتزوق و نلبس احلي لبس عشان البت المزغوده دي اكيد هتعمل البدع في نفسها انهارده يبقي احنا لازم نكون احلي منها عشان الحوش الي هيحضرو الفرح لما يشوفونا كده يقوله انه اتجوز علينا فراغه عين منه مش تقصير من واحده فينا فهمتي

ايناس : عندك حق بس انا حاسه اني لو شوفتها هجبها من شعرها مش قادره اتحمل يا عزه دا جايبلها الحلو كله ووشه نور مالفرحه الي عمري ما شفته فرحانها قبل كده

عزه : سيبيه يفرح بيها يومين و انااااا و حيااات مقاصيصي دول ...امسكت اطراف شعرها و اكملت : ماهخليها تكمل شهر هنا الا و مخلياه يطلقها و بفضيحه كمان

ايناس بزعر : يخربيتك ناويه علي ايه احنا مش قده يا بت

ضحكت بغل و قالت : مش وقته قومي بس جهزي حالك و بعدين ابقي احكيلك انا كلمت البت ولاء الكوافيره تيجي تزوقنا يلا قومي خدي دش قبل ما توصل و تشوفك كده

تجهزت باجمل طله ابهرت كل من في المكان حتي هي حينما وقفت امام المرأه انبهرت بجمالها و ثوبها الرائع رغم احتشامه كما طلب هذا الهمجي الوسيم.....اخذ قلبها يخفق بشده حينما سمعت ابواق السيارات الاتيه من الخارج و التي تدل علي وصوله و ما هي الا لحظات و دلف لها بطلته الساحره وهو يرتدي حله فاخره سوداء حتي انها شبهته باحد نجوم السينما الذبن يظهرون علي اغلفه المجلات

وقف يتطلع لها برفق ينافي ما يشعر به داخله بعد ان راي جمالها المهلك لرجولته او......لقلبه الذي يخفق بشده و لم ينجح في تهدئته

ابتسمت له و بدالها بواحده اجمل ثم سحبها برفق الي الخارج دون ان يلقي بالا الي مزاح الفتيات و التي تطالبه بتقبيلها ....بالتاكيد اصابهم الجنون فاذا لامست شفتاي بشرتها الحريريه سوف اقوم بافتراسها و اكمل ما اتخيله طيله الايام المنصرمه امامهم و لن ابالي بوجود احدا معنا....يعلم الله كم اجاهد نفسي حتي اقاوم فتنتها التي تغوي القديس و لاول مره احمد الله علي زواجي باثنان غيرها لاني ساغيب عنها يومان و ارحم حالي من رغبتي الشديده بها و ليعينني المولي علي تحمل جلوسي معها فاليوم المخصص لها

كل تلك الافكار كانت تدور داخل عقله طوال الطريق حتي انتبه للاصوات الصاخبه فعلم انه علي مشارف الحاره فنظر لها و قال برفق يغلبه الرجاء : ندي ...عشان خاطري مترقصيش فوق ..انا عارف ان كلهم ستات ...زفر بحنق و اكمل بعد ان تذكر كيف راها و هي ترقص اول مره : يعني متضمنيش حد من الرجاله يكون طالع فوق لاي سبب و يشوفك

ابتسمت بحلاوه بعدما تذكرت هي ايضا ذلك الموقف و قالت : خاطرك غالي يابو علي و مقدرش اكسرلك كلمه

تابع للفصل التالي

   رابط الفصل التاسع

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-