______رواية قلب الباشا الفصل التاسع للكاتبة فريدة الحلوني
_____
اخذت كل الوقت وهي تجلس امامه تفكر في ردا يناسب ما قاله و الاهم ان يقتنع به.....و لكنها و لاول مره تعجز عن ايجاد حيله ما تخرجها من ذلك المأذق.....فقالت اول شىء جاء في بالها : فاكر لما بوستني في دماغي و قولتلي ان معناها احترام و تقدير و يمكن يجي الوقت و تعرفي ليه قولتلك كده.....هز راسه علامه الموافقه و الحيره تاكله لاول مره فاكملت : وقت ما هتقولي معني كلامك ده انا كمان هقولك معني كلامي.....و فقط قامت من مقعدها و بدات تحمل اطباق الطعام و هي تقول : هعملك كوبايه شاي تحبس بيها زي ما بتحب علي ما تغسل ايدك
انهت ضب السفره و صنعت كوبان من الشاي احدهما ثقيل كما يفضل و دلفت له في غرفه المعيشه وجدته يدخن السجائر بشراهه ....وضعت ما بيدها فوق المنضده الصغيره ثم جلست قبالته و قالت بهدوء : حسن ...رفع راسه و نظر لها فاكملت : يعني ....حابه اقولك يا ريت نتعامل مع بعض عادي بلاش الحزازيه دي
حسن : مش فاهم تقصدي ايه
ابتسمت له و قالت : انت انهارده فهمك تقيل اووووي زي الشاي الي بتشربه ده في ايه يا باشا دانت دماغك الماظ اتحسدت و لا ايه
ضحك بهدوء و قال : يمكن بس عشان بقالي يومين منمتش فمش مركز قولي عايزه ايه يا ندي علي طول
اخرجت نفسا عميقا و قالت : احنا متعودين علي بعض من زمان و بنتعامل كصحاب خلينا نفضل كده الفتره الي هنقضيها مع بعض عشان اعرف اتعامل بحريه في بيتك محسش اني ضيفه و غير مرحب بيا كمان
حسن : انتي هبله يا بت ده بيتك سواء بالاتفاق الي بينا او من غيره دانتي كنتي بتقعدي هنا اكتر من بيتكم ...اتصرفي براحتك يا ندي الوقت لسه طويل دي سنه بحالها
عادت لمزاحها و قالت و هي تستعد للجري : حيث كده بقي يبقي انا الي هنام فالاوضه الكبيره ...اعقبت قولها بالهروله تجاه الغرفه و ما كان منه الا ان يلحقها جريا و هو يقول : لاااا يا روح امك و الله ما يحصل ...قبل ان تنجح في غلق الباب كان يضع قدمه بداخله و بدفعه بسيطه كان يفتحه علي مسراعيه و هي هربت تجاه الفراش و قفزت فوقه و هي تضحك بصخب ...وقف قبالتها و قال : ندي بلاش شغل العيال ده سرير الاطفال ده نص رجلي هتطلع منه ده لو استحمل وزني اصلا
ضحكت و قالت و هي تجلس متربعه : و الله ما يحصل انا عملت الحمام هنا عشان اخد راحتي
وضع يده علي خصره و زفر بحنق : طب و الحل يعني شقه طويله عريضه مفيهاش مكان ننام فيه
نظرت له بخبث و قالت : خلاص متزعلش تعالي نام جنبي هنا و نحط مخده فالنص السرير كبير و يساع اربعه
نظر لها بصدمه و قال : انتي هبله ازاي يعني مينفعش طبعا
ردت بمكر : ليه مش انا زي اختك زي خديجه بالظبط و لا عمرك ما نمت جنبها
تلك الماكره الصغيره تتلاعب به ...حسنا يا جلابه المصائب سأريكي منه هو حسن الباشا و انه من المستحيل ان يتأثر بطفله سليطه اللسان مثلك....هكذا كان يفكر و بعدها تقدم ناحيه الفراش وهو يخلع عنه القطعه العلويه فجحظت عيناها و قالت : انت بتعمل ايه متتهورش يا حسن
وضع جسده فوق الفراش و قال ببرائه لا تمت له بصله : انا مش بعرف انام غير بالبوكسر بس عشان خاطرك سيبت الشورت ...مش انتي زي خديجه عادي بقي يلا اطفي النور خلينا ننام
ارادت ان تلطم خديها من القهر و الوضع الذي اقحمت نفسها به فهي لا تستطع مقاومته وهو بكامل ثيابه فكيف لها ان تتحمل وجوده بجانبها و جسده الرجولي المهلك لقلبها الصغير يدعوها للانقضاض عليه اغمضت عيناه و نسيت ان تضع وساده بينهم و اخذ صدرها يعلو و يهبط اثر تنفسها السريع من توترها وهي تقول داخلها : لو اغتصبته دلوقت مش هيبقي حرام صح شكلي هقول كده كتير الايام الي جايه ...اتخمدي يا زفته علي راي المثل جيت تصيده صادك
في تلك الاثناء جن جنون عزه و هي تستمع الي خطواتهم و هم يركضون فقالت لايناس بقهر : سامعه الجري فوقينا يا نوسه فاكر نفسه نوغه و بيجري وراها كماااان
ايناس : ااااه يا ناري ياما نفسي اطلع اجيبها من شعرها الحربايه خطافه الرجاله دي
عزه : اسمعي ياختي لازم نحط ادينا في ايد بعض عشان نخلص منها قبل ما تحبل و يبقي خلاص بقت امر واقع في حياتنا
نظرت لها باهتمام و قالت ؛ طب نعملها عمل يخليه ميطقهاش و لا ايه
عزه : لا هنعمل الي انقح من كده ...نظرت لها بتساؤل فقصت عليها كل ما حدث بينها و بين وليد و ما اتفقا عليه سويا حتي يخرجها الباشا من حياته و وقتها يستطع وليد ان يتقرب منها الي ان تصير زوجته كما يتمني
ايناس بصدمه : يخربيتك دانتي الشيطان يضربلك تعظيم سلام .....بقي وليد اخويا كان رافض الجواز كل ده عشان الصفرا دي اتاريه من يوم ما عرف. وهو تقريبا مش بيقعد فالبيت حتي سافر اسيوط بحجه الشغل و محضرش الفرح
عزه : عايزاه يتقهر وهو شايف حببته بتتزف علي واحد غيره ازاي
ايناس : طب وهو وافق علي الخطه المنيله دي
عزه : وافق و بصم بالعشره كمان بس انتي خليكي معانه
استيقظ من نومه العميق الذي راح فيه بعد تلك الايام المرهقه ...و لكن مهلا ما هذا الذي احتضنه بزراعاي ...تنبهت جميع حواسه و فتح عينه علي وسعها حينما راي تلك القطه الهادئه تنام بمنتهي الهدوء داخل احضانه و كأنها ابدلت وسادتها به ...اخذ يتطلع لحسنها الخلاب ...وجد يده تمتد برفق لتزيح بعض الخصلات الي الخلف حتي يري ملامحها الجميله بوضوح ...سرح بها كثيرا و تذكر قبلته لها فابتسم و مال قليلا ثم وضع فوق ثغرها قبله ناعمه و اراد ان يبتعد و لكن وجد حاله ينثر الكثير من القبلات علي سائر وجهها و هو يجاهد للتحكم في نفسه بعد ان انتفض وحشه القابع اسفله يطالبه بها ...و الان
فاق من ولهه بها بعد ان شعر بتململها بين زراعيه فاغمض عينه سريعا ممثلا النوم حتي يري رد فعلها حينما تجد نفسها علي تلك الحاله و لا يعرف كيف سحب الغطاء ليداري به نصفه السفلي لكي لا يفتضح امره امامها
اما هي فتحت عيناها و هي تبتسم ظنا منها انها كانت تحلم به مثل كل ليله ....ولكنها تصنمت بعدما فتحت عيناه و رات وجهه امامها و هي ملتصقه به ....اغمضت عيناها بقوه لوهله ثم فتحتهم مره اخري و ابتسمت و هي تمد يدها تتحسس زقنه الناميه برفق حتي لا يفيق و يمسك بها متلبسه بعشقه
طبعت قبله سطحيه فوق وجنته بهدوء ثم قالت بهمس : صباحك بيضحك يا ابو علي
كادت ان تسحب حالها من بين يديه الا انه حاوطها بقوه و قربها له وهو يقول : دي هتبقي بدل الرساله بتاعه كل يوم.....تحدث وهو مغمض العينين لانه علي يقين اذا فتحهم و راها هكذا سيلتهمها و ليحدث ما يحدث و ليذهب اتفاقه و كل وعوده الي قاع الجحيم
انتفضت بزعر و قالت : انت بتتكلم و انت نايم ....وكزته في كتفه حتي تلهيه عما حدث و تداري خجلها الشديد منه و هي تقول : انت مكلبش فيا كده ليه و فين المخده هنبتديها تحرش من اول يوم يا باشا
ضحك من قلبه و كانه لم يضحك يوما قبل و هي كالعاده سرحت في ضحكته الخلابه و هي تنظر له ببلاهه و لم تشعر انه تركها و تحرك تجاه المرحاض و هو يقول : احلي صباح صباحك يا ندوش داحنا هنشوف ايام عنب اقسم بالله....و فقط اغلق الباب خلفه و اخيرا استطاع ان يلتقط انفاسه التي كان يحبسها داخله حتي لا تشعر بما يعانيه بسببها ...وقف امام المراه و قال بغضب : انت هتتهبل علي كبر يا حسن بتتحرش بعيله ...نظر لاسفله و ضم شفتيه بغيظ ثم قال : اكيد عشان بقالي شهر بعيد عن مرتاتي بعد ما كنت بنام معاهم كل يوم ...نظر بتصميم ليقنع حاله و اكمل : ااااه هو كده صح
تابع للفصل التالي