جديد

رواية قلب الباشا الفصل الثاني عشر للكاتبة فريدة الحلوني

  



رواية قلب الباشا الفصل الثاني عشر للكاتبة فريدة الحلوني 


قام من جلسته بعد ان اراحها ثم جلس بجانبها و حملها لتجلس فوق ساقيه و هو يجاهد نفسه الا يلتهمها ...ضمها بقوه و حينما شعر بدموعها قبل راسها و قال بتهدج : بتعيطي ليه يا ندي انتي زعلتي مني

هزت راسها دون حديث فاكمل و هو يملس فوق شعرها : طب ليه البكي انا وجعتك ...دايقتك طيب

ردت عليه من بين بكائها و لم تقوي علي النظر في وجهه من شده خجلها : مكسوفه منك ...هتقول عليا ايه دلوقت ...انا قليله ادب صح

ضحكته الصاخبه انسته وحشه الثائر اسفله حتي انه بدأ ينسي الرغبه الجامحه التي كانت تتاكله من الداخل ...ضربته بقبضتها في صدره فضحك اكثر و ظل يجذبها حتي يري وجهها و بعد ان نجح في ذلك قال من بين ضحكاته بوقاحه :  قليله ادب عشان الهبل الي عملته ده امال لو كملت و دخ......وضعت يدها لتكتم فمه حتي لا يكمل حديثه الوقح و صرخت به : باااااس بس يا سافل هتقول ايه

قرص حلمتها مما جعلها تترك فمه فضحك اكثر و قال : كنت هقولك عالي هموت و اعمله ...اووووف بس الصبر ...كل حاجه في وقتها احلي يا ندوش ....احمر وجهها خجلا فدفنت راسها داخل صدره و قالت : انا مش قادره ابص في وشك و ربنا

رد عليها بمزاح حتي يلهيها عن تلك الحاله : انا هكتب انهارده فالتاريخ و الله عشت و شوفت جلابه المصايب بتتكسف زي البنات

نجح في اغاظتها فابتعدت سريعا و قالت بعد ان وضعت يديها علي جانبيها : ليه انا شاء الله يا باشاااا هو انا مش بنت زي بقيت البنات

حسن : لاااا انتي ست البنات يا ندوش و مفيش بنت فجمالك ...اعقب قوله بالنظر الي نهديها المثيران ثم عض شفته السفلي بوقاحه و اكمل : و لا شوفت و لا هشوف

شهقت بخجل و قامت من فوقه و هي تهرول الي الداخل حتي تداري جسدها عنه بعد ان اكلها بعينه

اما هو فملس علي شعر و قال : هحبك يا ندايا ان مكنتش حبيتك اصلا ...ابتسم بوله و اكمل : الصبر...اتك عالصبر يا باشا

2

مر باقي الاسبوع الاول من زواجهم دون جديد غير مناوشاته لها و التي اصبحت اكثر جرئه و...وقاحه مما جعلها تصرخ كثيرا في وجهه و لكن حينما تختلي بحالها ترتسم فوق شفتيها ابتسامه حالمه حينما تتذكر افعاله معها و ايضا ما جعلها تشعر بالسعاده هو اقترابه منها و شعورها باعتياده عليها و الاجمل من هذا كله حينما يقبلها بنهم ثم يضمها داخل صدره و يغفو بعد ان تخرج منه تنهيده راحه

اليوم من المفترض ان يبدأ عمله و معه يبدأ تقسيم الايام بينها و بين الاخريات ....كانت منذ يومان تستعد لذلك بداخلها و تشجع حالها علي التحمل و قد اقنعت نفسها ان لكل شيئا ضريبه و هي ستدفع ضريبه عشقها له بتحملها كافه ظروفه حتي لو قتلتها الغيره ...ستتحمل من اجله فقط و ليعينها الله علي ذلك

4

استيقظت قبله بساعه ..جهزت له المرحاض و عطرته برائحه الفل الذكيه ثم اخرجت له ثياب انيقه تليق به و اخيرا قامت بتحضير قهوته الصباحيه و لكنها قررت ان تضع جانبها قطعه صغيره من الكيك نظرا لفطورهم مع العائله بدايه من اليوم

بعد ان دلفت الي الغرفه وضعت ما بيدها فوق الكومود المجاور للفراش ثم تطلعت الي ملامحه الوسيمه بحب ...مدت يدها تداعب شعره و هي تقول بعد ان وضعت قبله رقيقه فوق ثغره : حسن ...اصحي يابو علي هتتاخر عالشغل

بدأ ينتبه للماستها الحانيه فوق شعره و صوتها الهامس برفق ايقظ خلاياه ...فتح عينه مع ارتسام ابتسامه حلوه فوق شفتيه حينما راي وجهها البهي مقابل وجه فقال : انا فعلا صباحي بقي يضحك ادام هصحي عالجمال ده كل يوم

ابتسمت بفرحه و قالت بمزاح : انت سرقتها مني خلاص هغيرها و يبقي صباحك مسكر يا باشا.......مد يده ساحبا راسها ليقربها من فمه ثم قبلها برقه و قال : هو في احلي من السكر الي علي شفايفك يا قلب الباشا

نظرت له بعشقا خالص و قالت : الكلمه دي بتخطف قلبي يا حسن و شكلي هاخد عليها

رفع جسده للاعلي حتي استند علي ظهر الفراش و قال بصدق : مش انتي قررتي تخطفي قلبي يبقي محدش غيرك يستحق انه يسمعها ...نظر بجانبه بعدما لاحظ اخيرا رائحه القهوه فلمعت عيناه بوميض غريب حينما قال بهمس مسموع : ده عشاني يا ندي

قبلت وجنته بحب و قالت : و هو في غيرك في حياتي يا قلب ندي

من الواضح ان الابتسامه ستظل دائما علي وجهه من بعد ما دخلت تلك الصغيره العاشقه حياته المظلمه لتنيرها بعشقها الغير مشروط...كاد ان يمسك قدح القهوه فمنعته برفق و هي تقول : عشان خاطري يا حسن كل حتت الكيك دي قبل القهوه لانك اكيد هتولع سيجاره معاها

حسن : بس احنا هنفطر تحت من النهارده

ندي : عارفه عشان كده جبتلك حته صغننه خالص تاكلها بدل ما تشرب قهوه و سجاير عالريق كده

ملس علي وجهها بحنان ثم طبع قبله فوق جبينها و قال : عشان خاطر ندوش بس هاكلها و هتبقي اول مره في حياتي اعملها

ضحكت بمزاح و قالت : سجل يا تاريخ .....ههههههه

ضحك معها و بعد ان انتهي من الطعام و احتساء القهوه و التي تعجبه كثيرا من يدها قام متجها الي المرحاض و لكنه وقف يتنفس باحاسيس جديده عليه بعدما راي ما فعلته من اجله ...لف راسه و نظر لها بامتنان ثم دلف دون ان يتفوه بحرف و بعدما اغلق الباب سحب نفسا عميقا ثم اخرجه بتمهل و قال : انت امك دعيالك يابو علي شكلك كده هيعوض صبرك خير


دلفا سويا الي شقه امه وهو ممسكا بكفها و كانه يخاف ان تضيع منه في زحام الحياه ...اتجهت جميع الانظار اليهم بعدما القي تحيه الصباح بصوته الجهوري ...انطلقت من امه و اخته زغاريط فرحه بقدومه ثم قالت فاطمه : نورت البيت يا باشا بس يابني كنت فطرت مع عروستك كام يوم كمان

قبل ان يرد عليها وجدها تقول بصدق : الاكل مش بيحلي غير في اللمه يا ماما الحاجه و بعدين خلاص هو نازل الشغل هقعد لوحدي اعمل ايه ...اكملت بمزاح : و لا انا خلاص مش بقيت زي ديحا

اختطفتها فاطمه من يد ولدها الغالي و قامت باحتضانها بفرحه و هي تقول : زيك زيها و اكتر يا غاليه يا بنت الاصول

كل هذا يحدث تحت نظرات حاقده انطلقت من اربعه ازواج من العيون و قالت صفيه بهمس لابنتها : شايفه البت هتاكل بعقل فاطمه حلاوه من اولها

ايناس : لا و الباشا الي كان اول ما يفتح عينه من النوم يخلينا ننزل لامه جاي معاها و مكلبش فيها ااااخ يا ناري

صفيه : اهدي يا خايبه و متبينيش غلك و اهو اكيد هيبات عندك انهارده و انتي و شطارتك بقي

جائت اللحظه المحيره بعد ان التف الجميع حول طاوله الافطار ...و هنا وقفت ندي تنظر بحيره و تتسائل بداخلها اين ستجلس ....قطعت حيراها فاطمه حينما امسكتها من يدها و قالت : تعالي اقعدي جنب جوزك يابتي

صدم الجميع مما تفوهت به ام الباشا ...هل حقا ستتنازل عن مقعدها الذي لا يجرؤ احد ان يجلس عليه حتي في غيابها من اجل تلك الصغيره

حسن : لا ياما مينفعش انتي عمرك ما سبتي مكانك من ايام ابويا الله يرحمه

نظرت لولدها بمغزي و قالت : عشان مكنش فيه الي يستحق يقعد مكاني يا ولدي و انا مش هاخد زمني و زمن غيري

ندي : ربنا يباركلنا في عمرك يا ماما الحاجه بس و الله مانتي سايبه مكانك انا هقعد جنب الولاد عشان ااكل جواد

فاطمه بحسم وهي تنظر للجميع : و رحمه الغاااالي لانتي قاعده هنا و ده هيبقي مكانك علي طول

نظرت لعزه و باقي النساء و قالت بقوه : يلااا انتي و هي كل واحده تنقل عالكرسي الي بعدها عشان انا الي هقعد جنب ندي

هل يجرؤ احد علي معارضتها ...ابداااا انتقلت عزه و ايناس و خديجه و سماح تباعا فجلست هي بجانب حبيبها و بجانبها من الجهه الاخري امه ....اما هو برغم فرحته الغير مبرره بالنسبه له بعد ان جلست جانبه الا انه نظر لامه بعتاب يغلفه الامتنان ...فنظرت له بفرحه و هي تقول له بعيناها : جائت من تستحق ان تكون بجانبك يا ولدي

عبدالحميد : اخيرا يابني هتنزل الشغل داحنا احتسنا الاسبوع الي فات من غيرك و الله

كرم : عايزك تشوف صرفه مع مرزوق عشان بقالو كام يوم سايق العوج معانا

الحسين : و المعلم منعم بعد ما اتفقت معاه علي سعر البيع بقالو يومين بيلاوع شوف بقي هتعمل معاه ايه

ترك الجميع يتحدث و نظر لها حينما تذكر ما قالته له ان الجميع يعتمد عليه ...فهمت عليه و اهدته ابتسامه حلوه ثم قالت له بعيناها : الم اقل لك انك عامود الخيمه و من غيرك تنهار

ازاح عينه عنها بشق الانفس ثم قال بعد ان سمي الله ليبدأ في تناول طعامه : سيبوها علي الله ننزل بس و اشوف الدنيا و كل حاجه و ليها حل...نظر لكرم و اكمل : اما بالنسبه لمرزوق فذياد ابني الي هيروقه

نظر الجميع بزهول ..ذياد من ...هذا الطفل ذو الثماني سنوات سيتصدي لرئيس العمال في احدي المخازن التابعه له ....نظر لهم. و قال : مستغربين كده ليه هو لو راجل كنت اتعاملت معاه انا او اي حد فيكم انما هو الي صغر نفسه بعمايله الوسخه ثم ذياد الباشا راجل و هيعرف يتصرف معاه...نظر لابنه و قال : مش كده و لا ايه يا ذوذ

رد الصبي برجوله تضخمت بداخله : كده و ابو كده يا باشا و هخليك تتفرج ابن الباشا هيعمل ايه

نظرت عاشقتنا لحبيبها بفخر و تمنت ان يرزقها الله بولادا منه حتي يصبح نسخه مصغره من حبيبها التي لم تري رجلا مثله


رابط الفصل الثالث عشر

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-