_____________رواية قلب الباشا الفصل الخامس للكاتبة فريدة الحلوني
2
تزينت حاره الباشا بالاضواء الملونه بعد ان اجبر الباشا العمال علي السهر طوال الليل ليكون المكان جاهز للاحتفال قبل ان تشرق شمس يوما جديد
و ها قد اشرقت شمسه بعدما تجهز هو و امه و اخته ليذهبو الي تلك العنيده ليفاجؤها بما اتفقو عليه
بينما كانت سناء و مني و ندي يقومون بترتيب المنزل لاستقبال الضيوف ليلا سمعو صوت زغاريط تقترب من منزلهم ...فتحت مني الباب سريعا و ابتسمت باتساع حينما وجدت ام الباشا و خديجه امامها فقالت بترحيب و فرحه كبيره : يا اهلا يا اهلا داحنا زارنا النبي يا حاجه تعالو اتفضلو
فاطمه : يذيد فضلك يا بت الاصول
و حينما تقدمت للداخل رات امامها ندي تستقبلها بابتسامه خجله يشوبها الحيره من تلك الزياره ...و لكن اتسعت تلك الابتسامه حينما اختطفتها ام الباشا داخل احضانها و قد استشعرت الفرحه حينما قالت : تعالي يا غاليه يا مرات الغالي اخيرااا ربنا قبل دعايه و جعلك من نصيب ابني
وقفت متصنمه بعد سماع تلك الكلمات و تلك المرأه التي تعلمت من الزمن ما لا تعلمه اكبر الجامعات شعرت بحيرتها فاخرجتها من بين يديها و قالت و هي تجلسها بجانبها فوق الاريكه ؛ متستغربيش يا بتي انا كنت بتمناكي لواحد من ولادي و من زمان كمان بس لما كل واحد راح لنصيبه كنت بقول ديما خساره و الف خساره لو كان عندي ولد تالت مكنتش سيبتك ابدا ...و اهو ربنا مكسرش بخاطري و جعلك من نصيب اغلي الغوالي ....نظرت لها بحنان و اكملت بتمني : انا هقولك قدام امك و اختك كلمتين حطيهم حلقه في ودنك يا بتي .....تنبهت جميع حواسها لها فاكملت : ابني حسن اتظلم من صغره ابوه جبره علي بت عمه الي مكنش بيطيقها و بعدها انا الي اخترتله عزه عشان الخلفه وهو وافق عشان يرضيني ...بس طول عمره شقيان و شايل الحمل من صغره و ملقاش الي تطبطب علي قلبه و تحسسه انها بتحبه و شرياه عشانه هو مش عشان اسمه و لا فلوسه ...و امك عارفه كل حاجه و ياما اشتكتلها مالعقربتين الي واخدهم و كانت تصبرني و تقولي معلش ربنا يهدي ...و انا اصبر و ادعيلو ربنا يريح قلبه و باله و كان موني عيني اشوف في عينه السعاده و الفرحه الي عمره ما حس بيها وهو دافن نفسه فالشغل لحد ما الدنيا سحبته جوه دوامه كبيره خلته ينسي نفسه و ينسي انه بني ادم قلبه له حق عليه...ابتسمت بتمني و قالت : و انا حاسه انك انتي الي هتفتحي قلبه يا ندي و تخليه يحس بحلاوه الدنيا الي معشهاش....ممكن تقولي عليا انانيه بس انا يا بتي ام ...ام تعبت و شقيت مع جوزها لحد ما طلعت رجاله الكل بيحلف بيهم و معنديش اغلي منهم فالدنيا و كل الي بتمناه اني اشوفهم مرتاحين
لم تستطع الرد عليها و لكن ذلك الحديث وضعته جانب حديث اختها حينما تحدثا سويا بالامس و اعطتها الكثير من النصائح التي ستجعلها تملك .....قلب الباشا.....
سناء بدموع : و الله يا حاجه الواحد ما عارف يفرح و لا يحزن
خديجه بلهفه : لااا افرحي يا خالتي و املي الدنيا زغاريط و الله العظيم انا من اول ما عرفت الخبر و انا طايره مالفرحه هما الي اتنين لايقين علي بعض و يستاهلو بعض و الي فرحني زياده لما لقيتو من بدري بيقولي انا و امي نجلكم عشان نروح نشتريلها احلي شبكه و فستان للخطوبه
مني : و الله طول عمره بيفهم فالاصول ربنا يباركلو
سناء : احنا مجاش في بالنا الكلام ده خالص كل حاجه حصلت بسرعه و بعدين ملوش لزوم تكلفو نفسكم يا حاجه
فاطمه بفرحه : و احنا عندنا اعز و لا اغلي من ست الصبايا عشان نجبلها الحلو كله
فهمت الحديث بطريقه خاطئه فقالت باندفاع : طب مش الاصول بتقول انه المفروض يكون معايه و انا بشتري شبكتي و لا انا غلطانه يا خالتي
ابتسمت بخبث و قالت : لا يا قلب خالتك عداكي العيب بس الباشا واقف مستني تحت بالعربيه هو و الحسين
احمر وجهها خجلا و لم تستطع الرد فانقذتها خديجه حينما قالت : يلا و النبي اجهزو بسرعه عشان نلحق نشتري الي عايزينو
جلست جانبه بقلبا يكاد يخرج من قفصها الصدري و لكنها حاولت مدارات فرحتها بجلوسها جانبه لاول مره....و قد كانت وحيده معه بعد ان صممت امه ان تتركهم وحدهم و الباقي يكون مع الحسين
تفاجأت به يقول وهو يركز فالقياده دون ان ينظر لها : هتجيبي الفستان منين
ندي : من مول .......هو قريب من الصاغه عشان منلفش كتير كمان في محلات حلوه
حسن : طب يا ريت تنقي حاجه مقفوله ...كادت ان تبتسم و لكنها انمحت سريعا حينما اكمل : عشان مخليش ليله اهلك سوده
هل تصمت ...لا و الله التفت لتواجهه و هي تقول بغضب : انت مالك عايش الدور و مصدق نفسك اوي كده ليه ...انت ناا...ااااااه . ......هكذا صرخت بفزع بعدما كادت ان يرتطم راسها بمقدمه السياره حينما اوقفها بهمجيه دون ان يعبأ لا بها و لا بمن ياتي من خلفه ...و قبل ان تتفوه بحرف كان يمسكها من زراعها بقوه و يقول وهو يجز علي اسنانه : ااااسمعي يا بت انتي ...طريقتك دي متاكولش معايا تتكلمي باحترام معاياااا سامعه...انتي هتبقي مرات حسن الباشا يعني محسوبه عليا ....النفس الي هتاخديه هتتحاسبي عليه ....انسي ندي المسترجله و الي بتمشي تشاكل في طوب الارض .. من هنا و رايح تعملي حساب للكلمه قبل ما تنطقيها فااااهمه
حطي في دماغك انك بقيتي.. ..مراتي......مرات حسن الباشا... .....فليذهب كل ما قاله الي الجحيم و ليقطع زراعها المتالم تحت انامله الغليظه و يبقي فقط .....بقيتي مراتي ......مرات حسن الباشا
وجدها تنظر له ببلاهه بعد ان كانت جمره مشتعله من الغضب و ما ذاد استغرابه تلك اللمعه التي تنير عيناها ...صمت قليلا وهو ينتظر انفجارها به و لكنه ترك زراعها و جحظت عيناه بصدمه حينما سمعها تقول بمنتهي الهدوء و نبره شجيه تشي بالكثير : الباشا يؤمر و انا عليا انفذ و بس ...متقلقش يا حسن انا مش صغيره و عارفه كويس الوضع الجديد الي هكون فيه و عمررري ابدااا ما اخلي شكلك وحش قدام حد بسببي و لا اتصرف تصرف ميليقش .....بمرات الباشا
ابتسم لها بحلاوه و لم يتفوه بحرف بل عاد للقياده مره اخري و هو يشير للسائقين من حوله باعتزار
5
مر اليوم بسلام بعد ان قامو بشراء الكثير من الحلي الذهبيه بناء علي رغبته و تحت رفضها القاطع لهذا الكم ما كان منه الا ان يصر علي رائيه ليشعرها انها ليست اقل من مثيلتها بل هي الاغلي لديه
و ها قد جاء المأذون و جلس في المنتصف و الباشا يضع يده في يد العم وجيه و يردد ما يقال له و لكن .....هو جلس تلك الجلسه بدل المره اثنان لما تلك المره يشعر باختلاف كبير ....يوجد شىء بداخله يجبره علي الفرحه بما يحدث و لكنه لا يعرف ماهيته ....و حينما سمع الجمله المشهوره
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكم بالخير ...ابتسم باتساع و لم يكن ذهنه حاضرا مع من يلقون عليه المباركات بل كانت عينه علي تلك الفاتنه و التي برغم ثوبها المحتشم كما امرها و زينتها البسيطه الا انها كانت مهلكه لرجولته .....بعد ان وضعت توقيعها علي وثيقه الزواج بانامل مرتعشه وقفت قبالته بعد ان مد لها يده ممسكا بكفها وهو يقول : مبروك يا عروسه .....
ردت بخجل : يباركلي فيك يا حسن ....مهلا ....مهلا ....ما بال جسدي يتحرك تجاهها دون اراده مني ....ما هذا الجنون يا حسن هل انت الان تطبع قبله ناعمه فوق جبهتها ...من اي اتيت بكل هذه الرقه ....يا الهي متي سرقت مني اول خفقه تزور قلبي ...ما ذلك الصخب داخل خافقي ....اهو يقرع طبول الفرح .....ام ....الحب
كل تلك الافكار كانت تدور في خلده حتي انه لا يعلم كيف و متي البسها شبكتها و لا كيف جلس بجانبها وهو ما زال محتفظا بيدها ....و لكن ام الباشا كانت تراقبه عن كثب و تبتسم مع كل لمحه او نفس يخرج من ولدها و قد علمت ان الحجر القابع داخل صدره قد تزحزح قليلا ....لا باس القادم افضل باذن الله
تابع للفصل التالي