رواية بنت الوزير البارت الرابع والعشرين 24 بقلم اميرة حسن
اخوكى سجن خطيبك وجبلك حقك وزيادة.
بصت اسراء لدلال بتفاجئ فاقعدت دلال قدامها وكملت كلام: مالك مصدومه اوى كدة ليه ؟....دة المفروض تفرحى .
فضلت اسراء تبصلها بتبريقه ومش قادرة تتكلم لحد ماعيونها رغرغت بالدموع فاكملت دلال وقالت: بتعيطى ليه دة انا جايا ابسطك ...هو اه انتى كنتى بتحبيه بس دة بيستغلك وعايز جسمك لكن مش عايزك انتى...دة اخواتك كانو ناوين يقتلوه.
نزلت دموعها وعلت شهقاتها وهى بتفتكر لحظاتها الحلوة مع حازم وحست بالخنقه لما افتكرت انه سابها لانها مستسلمتش للغلط.
وفجأه اتفتح الباب ودخلت كارما الاوضه وبصت لدلال بحدة وقالت بضيق: دة معاد الدوا بتاع اسراء.
ردت دلال برفعه حاجب: طب ماتخدو هو انا مسكاها ...وفى حد يدخل كدة مفيش السلام عليكم او حتى تخبطى ولا الزوق معداش عليكى .
نفخت اسراء بضيق وردت بتجاهل : طب العمدة تحت بيدور عليكى.
قامت دلال بدلع وهى بتقول: بيدور عليااا...طب لاقى حجه تانيه تطلعينى بيها من الاوضه بدل شغل رابعه ابتدائى دة .
ردت كارما بضيق: طب كويس انك واخدة بالك .
ادايقت دلال من الرد وقالت بغضب: اتكلمى معايا عدل يابت انتى والا هخليكى تشوفى النجوم فى عز الضهر.
بصتلها كارما بقرف وتجاهلتها لما قربت من اسراء وحضنتها بقوة وهى بتقول: اهدى ياأسراء وكفايه عياط.
عوجت دلال بوقها بسخريه وقالت: وانتى هتتعلمى الزوق منين ..مانتى تربيه ملاجئ.
بصتلها كارما بتفاجئ وحزن على جملتها وقبل ماترد لقت خالد دخل الأوضه وبيبص لدلال بغضب وبيقولها بحدة: لو هى تربيه ملاجئ يبقى انتى مشوفتيش تربيه اساسا.
اتصدمت دلال من وجود خالد ومن رده عليها فابصتله بتفاجئ وقالت: انت بتقولى انا الكلام دة ياخالد.
رد خالد بحدة: وهقولك اوسخ من كدة كمان لو معتزرتيش من كارما حالا.
بصتله كارما بتفاجئ اما اسراء كانت بتعيط فى حضن كارما بصمت لحد مادلال اتكلمت بأستغراب: طب مش تفهم ايه اللى حصل الاول ولا هو اعتزر وخلاص ....واساسا اللى عايزنى اعتزر منها دى كانت بتكرشنى من الاوضه وبتكلم معاها راحت سيبانى وماشيه ...هى اللى قللت احترام معايا مش انا.
رد خالد بعصبيه: دة ميدكيش الحق تقولى اللى قولتيه ...وانا واقف من بدرى وسامع اللى حصل فابلاش شغل النسوان دة.
بلعت ريقها وقالت بعياط وقهر: انت شايف انت بتعمل ايه ياخالد ...بتصغرنى قدام حته عيله..
قاطعها بزعيق: انتى اللى صغرتى نفسك ...ودى مش عيله دى مراتى ومش هكرر كلامى تانى ...بقووول اعتزرى.
اخدت نفس عميق وهى بتبصله بعتاب وقهر لحد ماتكلمت كارما بتوتر: ح..حصل خير مفيش داعى للأعتزا......
قاطعها بزعيق: لا فى داعى واحترامك هنا من احترامى وهى كدة قللت منى وياتعتزر ياما هتصرف تصرف تانى مش هيعجبها.
سكتت دلال وفضلت تبصله بدموع وبعدين قالت بغيظ مكتوم: لو دة اللى هيريحك ياخالد.....فانا أسفه ياست كارما ....بس زى مانت خدت حق مراتك....فانا كمان هخلى جوزى يجبلى حقى .
وطلعت من الاوضه بسرعه وهى بتمسح دموعها اما خالد كان بيتابعها بقرف لحد ماسمع كارما بتقول بخضه: مالك يأسراء.؟
فابصلهم بقلق وشافو اسراء فقدت الوعى .
....................................................................
فاق يوسف من نومه على صوت العمدة بيقول: نموسيتك كحلى يابشمهندس.
فتح يوسف عينه بضعف وحس بصداع وهو بيبص لوالده واتحرك بتقل لحد ماقام وقال: صباح الخير يابابا.
رد العمدة بحدة: والله... صحيت ليه ماكنت كملت نوم.
رد يوسف بنعاس: فى ايه بس يابابا..؟!
شاور العمدة على الساعه اللى فى الحيطه وقاله بغضب: بص شوف الساعه كام ياللى اعتمدت عليك وخزلتنى.
بص يوسف على الساعه ولقاها ٤ العصر فاتفاجئ ورجع بص لوالده وقال بتعجب: انا ازاى نمت كل دة ...فى حاجه غلط.
رد العمدة بحدة: الغلط انى اعتمدت عليك يابشمهندس بس كويس ان ربنا وعدك بزوجه صالحه وسافرت بدالك.
اتفاجئ يوسف ورد: سافرت بدالى ازاى يعنى مش فاهم؟!!
رد العمدة: مراتك يأستاذ فى القاهر بتسلم الورق اللى قولتلك عليه ....واتصلت بيا الصبح وقالتلى انها صحتك كتير ومدرتش تصحى واقترحت انها تروح بدالك فاعطتلها كل المعلومات وسافرت ..
رد يوسف باستغراب: يعنى ايه مردتش اصحى انا اصلا مش فاكر انها صاحتنى .
رد العمدة بضيق: انا مكنتش متخيل انك مهمل للدرجادى يعنى لولاها كانت الثفقه طارت من ايدى ولو كنت اعرف انك هتصغرنى كدة مكنتش سلمتك المهمه دى من اصله.
رد يوسف بخنقه: يابابا والله ماعرف ايه اللى حصل انا كل اللى فاكرة انى كنت قاعد بتكلم مع مليكه امبارح وبعد كدة حسيت بدوخه ومش فاكر ايه اللى حصل بعد كدة.
ضحك العمدة باستهزاء: انا موتى وسمى اللى ميعترفش بغلطه لكن الحجج اللى بتقولها دى فارغه وصدقنى دى اخر مرة هعتمد عليك فى حاجه.
رد يوسف بضيق: وانا من امتى بخيب ظنك بس انا حقيقى المرادى مش فاهم ايه اللى حصل انت ليه مش مصدقنى.
بصله العمدة بحدة وطلع من الاوضه بصمت اما يوسف فضل يبص حواليه وبيحاول يفتكر اللى حصل ولكن بلا جدوى لحد مامسك تليفونه واتفاجئ برساله من مليكه مكتوب فيها( صباح الفل ياجوزى.... يارب العصير يكون عجبك وقدرت تنام نوم عميق عشان تدينى الفرصه اهز صورتك فى عين بباك زى ماعملت معايا ...ولو حسيت بصداع متقلقش عادى هو المنوم بيعمل كدة وشويه وهتبقى كويس ...بس ابقى طمنى عليك)
فضل يوسف يقرأ الرساله كذا مرة ووشه احمر من الغضب ومن فلت اعصابه صرخ وهو بيرمى الفون بقوة وقام اتحرك فى انحاء الاوضه والرساله بتتعاد فى عقله لحد مادخل اخد دوش يهدى اعصابه ويحاول يفكر بعقل.
اما مليكه كانت راجعه الصعيد وعلى وشها ابتسامه انتصار ولكن جواها قلق من رد فعل يوسف وياترى هيعمل معاها ايه وفضلت تتخيل انه هيأذيها ويردلها اللى عملته فادخل الخوف قلبها لدرجه انها قلقانه ترجع الڤيله وبتحاول تفكر فى حلول تهرب بيها من انفعالات يوسف عليها.
...........................................................................
خبطت كارما خبطه بسيطه على الباب قبل ماتدخل اوضه خالد اللى بص على الباب وقال برجوليه: ادخل.
فتحت الباب ودخلت بهدوء وفضلت تبصله ببرأه فابصلها وهو بيقفل اخر زرار فى قميصه وسألها: فى حاجه ولا ايه؟ اسراء كويسه؟
عدلت طرحتها وهى بتقول بهدوء وتوتر: اه كويسه وهدت ونامت.
هز راسه بنعم ورجع بص للمرايه وبدأ يعدل شعره وهى بتبصله بتأمل فابصلها بطرف عينه بصمت فاتكلمت بأحراج: ااا..كنت عايزة اشكرك.
بصلها وقال بجمود: تشكرينى على ايه ؟
ردت بهدوء: يعنى ...عشان وقفت جمبى وخليت مدام دلال تعتزرلى .
فضل يبصلها بأعجاب فاكملت وقالت بعفويه: انا مش عارفه هى بتتعامل معايا كدة ليه مع انها هى اللى انقذتنى من ايد جابر وجابتنى على هنا.
ركز فى كلامها وسألها: انقذتك ازاى؟
بربشت عيونها وردت بحزن: كان بيضربنى فى نص الشارع والناس اتلمت علينا وكانت هى من ضمنهم فاخدتنى من تحت ايده قبل مايموتنى.
حس بغصه فى قلبه وضغط على ايده لما تخيل انها كانت بتتضرب بالعنف دة ولكن تمالك اعصابه وسألها: كان بيضربك ليه ؟
اتنهدت بحزن وردت: هو فى الطبيعى كان بيضربنى بسبب او من غير سبب....لكن اخر مرة دى عايز.....
حست ان الكلام وقف على طرف لسانها من كتر بشاعته وفضل خالد يبصلها بتركيز وهو مستنيها تكمل اما هى فاغمضت عيونها بضعف وقالت: كان عايز يبعتنى للرجاله ويقبض تمنى ولما رفضت ضربنى كالعادة واتهمنى انى مش عايزة اخلف منه رغم انه ملمسنيش.
اتفاجئ خالد من كلامها وفضل يبصلها بتبربقه وعلامات الغضب على وشه فاقرب منها وقال بخنقه : انتى متخيله انتى بتقولى ايييه..!!
بصتله بدموع وقالت بضعف: عارفه انك ممكن متصدقنيش وممكن كمان الكلام دة يخليك تفقد الثقه فيا بس دى الحقيقه و....
قاطعها وقال بجديه وغضب: ومين قالك انى مش مصدق ...انا بس مش عارف انتى ليه بتسكتى وبترجعى تتكلمى بعد فوات الاوان....
قاطعته وهى بتقول بدموع: انا مكنتش هتكلم اصلا عشان مشوفش نظرة الشفقه فى عيون اى حد او انى اسمع انى كدابه مكنتش عايزة ابقى ضعيفه اكتر من كدة ...
فجاه سكتت وحطت اديها على وشها بتخبى دموعها فاحس بالخنقه وتلقائيا لقى نفسه بيحط ايده على اديها وبيقرب منها اكتر وبيبعد اديها عن وشها فابصتله بعيونها المبلوله من العياط ونظرتها بريئه لدرجه انه قالها بحب: ايه اللى يرضيكى وانا اعمله.
جملته كفيله تحسسها بالأمان فافضلت تبصله ببرأه وهو بيبادلها بحب لحد ماسألته: ي..يعنى انت مصدقنى صح؟
مسح دموعها بأطراف صوابعه ورد بهمس حنون: مصدقك.... وهجبلك حقك ياكارما.
ردت ببرأه: انا مش عايزة حاجه ...كفايه انه بعيد عنى ...وانك مصدقنى.
رد بخنقه: بس لازم الخوف اللى فى قلبك من ناحيته دة يختفى ...انا عايزك اقوى من كدة.
فضلت تبصله بتركيز فى عيونها فالاحظ فى عيونها لمعه عجبته خليته يقرب وشه منها وهو بيبص لرعشه شفايفها ... وهنا انتبهت كارما للقرب اللى بينهم فابسرعه رجعت لورا وقالت بلهوجه: ااا...انا هروح اشوف ...اشوف اسراء يمكن صحيت .
حس بنفسه لما بعدت عنه وادايق من خوفها ولكن حطلها عزر بسبب اللى مرت بيه وهز راسه بنعم وهو بيتحكم فى مشاعره فالقاها بتقول بهدوء وهى بتمسح دموعها بطفوليه: و...وشكرا عشان وقفت جمبى و....و....وعشان صدقتنى.
ومسمعتش الرد وهربت فورا من نظراته اللى وترتها اكتر اما هو فضل يبص على الباب وكلامها بيتعاد فى باله وجواه احاسيس مختلطه من ناحيتها.
............................................................................
اخيرا وصلت مليكه على الڤيله وكانت بتقدم خدوه وترجع خطوات بسبب قلقها من رد فعلا جوزها واخيرا حسمت امرها وطلعت على اوضتها فاشافت يوسف قدامها فابصتله بقلق فالقيته بيقرب منها وبيبصلها بنظرة مميته ولكن مبينتش خوفها وفضلت ثابته فاسمعته بيقول بجديه:
شكرا يامليكه انك انقذتى الوضع وسافرتى قبل مالثفقه تروح من ادينا.
اتفاجئت من جملته فاسألته بعفويه: يعنى ايه..؟
ابتسم بسخرية وقال: ايه اللى مش مفهوم فى كلامى ؟!
فاسألته: هو ..هو انت قريت الرساله اللى بعتهالك؟!
سكت لثوانى يتحكم فى اعصابه ورد: اه قريتها وبصراحه متوقعتش الحركه دى منك ..بس برافو عليكى عرفتى تتصرفى بذكاء.
ردت بغيظ: والله انا مش مستنياك تقيمنى انا....
قاطعها وهو بيقرب منها قوى وقال: انتى تعملى اللى انتى عيزاه ....ومش هلومك ومش ههاجمك .. مدام انتى مرتاحه كدة فانا معاكى.
ردت بغيظ: ايه الاستسلام اللى انت فيه دة ...انت فاكر انك كدة هتقدر تدايقنى.
قرب اكتر وقال وهو مركز فى عيونها: لا انا عايز راحتك.
ردت بحدة: متحاولش تبينلى ان الموضوع مش فارق عشان هتبقى بتضحك على نفسك قبل ماتضحك عليا ولعلمك بقا انت مش هتفضل ساكت كدة كتير هيجى اليوم اللى طبعك هيتغلب فيه على سكوتك وبرودك.
رد بغموض: ومين قالك انى هسكت ...هما مش بيقولو دة الهدوء اللى قبل العاصفه.
ماتنكرش انها خافت للحظه ولكت فضلت ثابته وقالت بحدة : ورينى شطارتك.
قرب وشه منها وهمس: مش هخليكى تستنى كتير ياملاكى.
........................................................................
اتكلم العمدة مع خالد بنرفزة: اخر مرة ياخالد هنبهك انك متدخلش فى حوارات الحريم .
بص خالد لدلال اللى واقفه جمب العمدة وبتبص لخالد بابتسامه انتصار لحد ماتكلم خالد بمكر: مش فاهم قصدك على ايه...!؟
رد العمدة بضيق: دلال قالتلى على اللى عملته معاها وانك صغرتها قدام مراتك ودة ميصحش لأنها ست البيت هنا والكبير والصغير يحترمها.
رد خالد بمكر وذكاء: طبعا ياعمدة دى ست الكل ومحدش يقدر يقلل منها بس مش عيب ان ست الكل تبقى بتحور وبتكدب وانت تصدقها.
بصتله دلال بأندهاش وقالت: نعم نعم يعنى انت مخلتنيش اعتزر لست كارما على حاجه اصلا هى اللى غلطانه فيها.
رد خالد بسخريه: اناااا يابنتى.
رد العمدة بعصبيه: دة مش وقت هزار ياخالد.
رد خالد بجديه: وانا مبهزرش ...اللى مراتك بتقوله دة محصلش.
رد العمدة: وهى هتكدب ليه؟
تنى شفايفه ورد بسخريه: الله اعلم ...واهى جمبك اسألها.
بص العمدة لدلال بشك فاردت بتبرير: والله كل كلمه قولتهالك حصلت حتى اسأل مراته.
بصتله دلال بغيظ فالقيته بيبتسم بسخرية وفعلا العمدة طلب ان كارما تيجى على المكتب وبعد لحظات جت وبصت لخالد ببرأه فاغمزلها بابتسامه وهنا افتكرت كلامه معاها اخر مرة
فلاااااااااااااااش بااااااااااااااااااااك
خالد بجديه: اللى حصل اخر مرة دة لو اتسالتى عليه هتقولى محصلش.
بصتله بتفاجى وردت : هنكدب.
رد: دة مش كدب ... دلال مش سهله وهتوقعك بأى طريقه وانتى كدة بتاخدى حزرك منها مش اكتر.
ردت ببرأه: بس انا متعودتش اكدب بذات انك معملتش حاجه غلط فاليه الكدب.
رد بملل: ياستى انا اللى هشيل ذنبك ...واعملى بس اللى بقولك عليه.
نفخت بضيق وهو بصلها بتركيز.
بااااااااااااااااااااك
سالها العمدة بعصبية: ايه اللى حصل بينك وبين دلال ياكارما.؟
بصت كارما لخالد لقيته بيبصلها بنظره اطمئنان فارجعت بصت للعمدة وردت: بصراحه انا كنت داخله لاسراء عشان معاد الدوا بتاعها فالقيت مدام دلال بتقولها ان اخوها سجن خطيبها وبتحكيلها اللى حصل واسراء اعصابها الفترة دى مش مستحمله اى خبر وحش فاستأذنت من مدام دلال انها تطلع من الاوضه فاقالتلى انى قليله الزوق عشان انا تربيه ملاجئ.
بص العمدة لدلال بتفاجى وقال: انتى قولتى كدة؟
ردت دلال بتوتر: و..و...والله ياحبيبى انا كنت بهون على اسراء وبعرفها ان حقها جالها .
زعق بقوة وقال: وانتى ماااااااالك....بتدخلى ليه ...منا لو اعرف انها هاتتبسط بالخبر دة هكون اول واحد يقولها ...انتى ازاى مش مقدرة الحاله اللى هى فيها وبعدين بطولى لسانك على كارما كمان.
بصت كارما لخالد لقته بيغمزلها بابتسامه فأبتسمت وبصت فى الارض كأن خطته نجحت من غير ماكارما تكدب فاحس بمدى عقلانيه كارما ودة ذاد السعادة جواه .
اما دلال فضلت تبرر للعمدة وحصل بينهم شد كبير والحفرة اللى حفرتها لكارما وخالد وقعت فيها بكل سهوله.
....................................................................
تانى يوم كانت كارما ومليكه قاعدين مع اسراء فى الاوضه وبيحاولو يتكلمو معاها ولكن مفيش استجابه لحد ماتكلمت مليكه وقالت: على فكرة ياسراء انا حاسه بيكى ...بس انا لو فى مكانك مش هستسلم للتعب والزعل ...بالعكس هحارب عشان اقف على رجلى واثبت لنفسى انى قويه ..ولو مش النهاردة هيبقى بكرة هيبقى بعدة ...عشان انا لازم ابقى قويه.
بصتلها اسراء لثوانى وركزت فى كلامها فاكملت مليكه كلامها وقالت: طب فاكرة اليوم اللى سألتينى فيه هو انا وحشه.....تعرفى ان وقتها حسيتك ضعيفه لدرجه انك مستنيه من حد يقولك انتى حلوة ولا وحشه مع ان المفروض ان كلام الناس ميأثرش فيكى عشان مش هتلاقى ان الكل شايفك حلوة ولا الكل شايفك وحشه اكيد هتلاقى كدة وكدة.
بصتلها اسراء بدموع وجواها كلام كتير عايزة تقوله لكن مش قادرة تتكلم لحد ماسمعت كارما بتقول بهدوء: تعرفى ياسراء ان معظم الناس بتقول ان الصفات الوحشه اللى فى البنى ادم بتضر صاحبها ....بس انا من وجهه نظرى شايفه ان فى ناس صفاته الكويسه هى اللى بتضرها....يعنى طيبتهم بتأذيهم وحنيتهم بتأذيهم وحتى كمان ممكن حبهم يأذيهم...وللأسف احنا عايشين وسط مجتمع بيستغل طيبه الناس ابشع استغلال .
حست مليكه بكلام كارما المنطقى ولكن اسراء مازلت بتعيط بقهر لحد مامليكه مسحت دموع اسراء وهى بتقولها بحنيه:
ساعات يأسراء بنكون مخططين لحاجه وفجأه بتحصل حاجه تانيه ...فامش عيب نغير خططنا ونرجع نرتب حياتنا من الاول...المهم اننا نتقبل الوضع الجديد ونستغله لصالحنا. فهمانى.
هزت اسراء راسها بنعم فابصتلها كارما وسالتها بفضول: يعنى انتى راضيه عن اللى بيحصل فى حياتك يامليكه؟
بصتلها مليكه للحظه وفجأه سرحت كأن جمله كارما رشقت فى قلبها وردت بغموض: انا متعايشه مش اكتر ... لكن لا دة المكان اللى اتمنين اكون فيه ولا دى احلام.
بصتلها كارما واسراء بتركيز فاكملت مليكه بسرحان: انا عمرى فى حياتى ماكنت جاهزة لاى حاجه بتحصلى بس بمجرد ماتحط فى الموقف بلاقى نفسى بعمل حاجات مكنتش اتخيل ابدا انى بعرف اعملها ...انا بعدت عن ناس كتير اوى كانو قريبين جدا منى ومكنتش اتوقع ان هيجى اليوم اللى هبعد بالشكل دة.
ردت كارما بهدوء: اكيد ربنا شال الناس دى من حياتك عشان سمع اللى انتى مسمعتهوش.
اتنهدت مليكه بخنقه وهى بتفتكر ايامها مع صحابها وحياه الرفاهيه اللى كانت عايشه فيها وتفتكر ايامها حاليا مع يوسف لحد ماقطع تفكيرها تكمله كارما وهى باصه لاسراء وبتقول:
مع الوقت هنتأكد ان اهم واغلى حاجه فى الدنيا هى صحتنا وراحه بالنا وان ربنا يكون راضى عننا عشان كل البشر مؤقتين ومحدش باقيلنا غير ربنا عز وجل.
بصتلها مليكه وقالت بحب: انتى كلامك حلو اوى ياكارما بجد بيريح الأعصاب جدا.
ابتسمت كارما وقالت: انا اى حاجه بقولها بكون متعلماها من ماما عبير.
سالتها مليكه: مامتك ؟
ردت كارما بحزن: كانت امنا فى الملجأ...علمتنى حاجات كتير اوى...زى مثلا مخذلش حد محتاجنى ومبصش للى فى ايد غيرى ومكونش بوشين ومخودش حاجه مش من حقى ...علمتنى اكون راضيه عن نفسى ومحسسش حد انه غلط لما اختارنى ...فاعشان كدة اى حاجه بتواجهنى بتعامل معاها بصبر عشان عارفه ان بعد العسر يسر.
بصتلها اسراء وحست ان اهمال اهلها ليها كأنها بالظبط عايشه فى ملجأ فاحست ان هى وكارما متشابهين فى النقطه دى وفضلت مركزة لكلامها اما مليكه فاحست بالحزن على كارما وقالتلها: طب وهى فين دلوقتى ؟
ردت كارما بحزن: اتوفت من سنتين ومن بعدها اللى مسك الملجأ واحدة عكسها خالص ربنا يهديها مكنش بيهدى بالها الا لما تجوزنا وتخرجنا من الملجأ بأى شكل من الاشكال.
سألتها مليكه بفضول: وهى اللى جوزتك خالد؟
هزت راسها بلا وقالت بخنقه: لا دى جوزتنى لواحد مبيرحمش عشت معاه سنتين فى عذاب .
ردت مليكه بتفاجئ: يعنى كنتى متجوزة قبل كدة؟
هزت كارما راسها بنعم فاتكلمت مليكه بحزن: طب مطلقتيش منه ليه من زمان طلاما كان بيعزبك؟
ردت كارما بدموع: كان نفسى اطلق بس انا الوحيدة اللى كنت عارفه سره فاكان متخيل انه لما يطلقنى هفضحه فافضل يعذب فيا بكل الطرق ويطلع عليا كلام مش فيا عشان لو سبته محدش هيرضى بيا ...دة غير اللى بيطلع من الملجأ مش بيرجعله تانى ...فامكنش عندى مكان اروحه فاضطريت اعيش واصبر.
فجأه اتحركت مليكه وقامت حضنتها بقوة وهى بتقولها: اكيد ربنا شايلك حاجه حلوة هتفرح قلبك وتنسيكى اللى عشتيه..ويمكن جوازك من خالد هو عوضك في الدنيا.
بادلتها كارما الحضن بدموع وهى بتقول: مش عارفه بس انا واثقه فى ربنا جدا....عشان بعمل مجهود انا فخورة بيه حتى لو مش بحصد ثمار مجهودى النهاردة او حتى مش بكرة او بعد سنين برضه فخورة انى قادرة اتحمل واصبر ...وبصحى كل يوم مقرره احافظ على الحلو اللى جوايا.
بعدو عن بعض وشافو اسراء بتبصلهم بدموع وهنا اتأكدت كارما ان كلامها اثر فى اسراء لدرجه ان اسراء كانت بتقول لنفسها( كل اللى هى مرت بيه دة استحملته وعمرها مافكرت تنتحر لكن انا ضعيفه واستسلمت بسرعه)
وقتها حست ان مشكلتها نقطه فى بحر مشاكل كارما فافضلت تعيط بصوت فاتكلمت مليكه بحزن: كفايه عياط يااسراء .
واتحركت كارما طبطبت عليها بحب واتكلمت مليكه وقالت بزعل: انتى تستاهلى حد يحبك من كل قلبه كأنك معجزة جتله من السما فامتعيطيش على حد بايع وانانى ...انتى متستاهليش دة خالص.
فجاه صرخت اسراء بكل قوتها وقالت بعياط: انا نفسى ارتاااااح.
بصولها بتفاجئ وفرحه.....
يتبع.
عايزة اقول حاجه بس
من غير الموقف اللي وجعني من سنة، مكنتش بقيت الانسانه بتاعة دلوقتي، ولو مكنتش اختارت غلط زمان؛ مكنتش قدرت اقيِّم اختياراتي دلوقتي. من غير الغلط اللي هعمله سواء النهارده او بكرا؛ عمري ما هكتسب خبرة لبعدين، ولو مكنتش دوقت طعم الفشل عمري ما كنت هحارب عشان النجاح. اي اختيار غلط سواء في اشخاص او افعال ما هو الا درس عشان بعدين نبقي اشخاص افضل؛ اقوي نفسياً؛ انضج فكريا. احب انصح نفسي وانصحكم اننا دايما لازم نتقبل هزايمنا؛ وسوء اختياراتنا بصدر رحب؛ ومنقفش عندها ابدا؛ عمرها ما كانت ولا هتكون نهاية الدنيا؛ دي بداية فِكر جديد بيتولد جوانا ..