جديد

روايه كبريائي يتحدي غرورك الفصل 32 الثاني والثلاثون

  روايه كبريائي يتحدي غرورك الفصل 32 الثاني والثلاثون 


الفصل {32} ¤~


تركت الهاتف من يدها و هى تقول لنفسها : عيب يا نيره .. حتى لو كانت البت الرخمة اللى بتعمل لحازم الفطار .. عيب تفتحى الرسالة .. و بعدين دى باعته فيديو .. يعنى اكيد شغل .. عيب يا نيره تفتحى موبيل حد .. بجد عيب يا نيره .. انتى ترضى حد يفتح موبيلك .. عيب اللى انتى بتفكرى فيه دا .. عيب يا بنتى وجدت نفسها تقوم و تغلق باب المكتب بهدوء ثم امسكت الهاتف و قررت فتح الرسالة و هى تقول : هو عيب اه بس مش عيب اوووى .. الفضول هيموتنى


فتحت الفيديو لتنصدم مما رأته


مضمون الفيديو


حازم بخضة : انتى عفريت صح .. طب جن .. طب ايه !!


نظرت له جانيت و ابتسمت و قالت : دمك خفيف اوى على فكرة


نظر لها حازم و قال بدهشة : مش هقولك انتى دخلتى هنا ازاى .. عشان جوبتينى على السؤال دا قبل كدا .. لكن هسألك انتى ايه اللى جايبك الساعة 11 بليل .. هتعمليلى عشا


اقترب منه جانيت بدﻻل و جلست بجانبه و صدمته بقبلة .. ابعدها حازم عنه و قال بصدمة : جانيت انتى عايزة ايه ؟!


مررت يدها على وجه و قالت برقة : حازم انا بحبك .. بحبك اووى من اول يوم شوفتك فيه


نظر لها حازم بصدمة ثم قال بجدية : جانيت انا مقدر مشاعرك .. بس


قاطعته جانيت بقبلة اخرى .. بدأ يضعف امامها و يتجاوب معها


لم تتحمل ان ترى اكثر من هذا .. امسكت بالهاتف و القته بعيدا ليخرج من نافذه الزجاج المفتوحة الموجودة بالمكتب .. بعد ان وثقت به و اعطاته قلبها و حبها .. يخونها بهذه الطريقة و هى التى لم تجف دموعها منذ ان سافر .. لم تعد قدميها تقدر على حملها .. وقعت على الأرض و بدأت تصرخ و تصرخ و تصرخ .. حتى تستعيد انفاسها التى هربت منها .. فقد كانت تشعر بالأختناق .. لم يعد الهواء يدخل الى صدرها .. كانت تشعر ان هناك من يخنقها .. و فجأه بدأ الهواء يدخل الى صدرها شيئا فشيئا .. استعادت وعيها و لكنها لم تقدر على الحركة .. شعرت فى هذه اللحظات المميتة ان المسافات اصبحت بعيدة بينها و بين من عشقته


سمعوا صوت ارتضام شئ باﻷرض .. بعد ذلك صوت صريخ


انتفضت كوثر و قالت : امينة انتى سمعتى اللى سمعتوا


امينة بخضة : اه بس فى ايه ؟!


كوثر بخضة : دا صوت نيره


اتى عز الدين و شريف فى هذه اللحظة و هم يقولون بخضة : هو فى ايه ؟! انتو كويسين


كوثر بجدية : ايوة بس سمعنا زى صوت نيره بتصرخ


نظر لها عز الدين و قال بجدية : تلقيها قاعدة فى اوضتها بتتفرج على فيلم رعب


كوثر بجدية : متقدرش تتفرج على فيلم رعب لوحدها .. ﻻزم يبقى معاها جاسر او حازم .. و جاسر مش هنا و حازم مسافر


عز الدين بجدية : طب اطلعى اطمئنى عليها


كوثر : اوك


صعدت كوثر لغرفة نيره اما عز الدين فنظر لشريف و قال : يلا احنا بقى


شريف : طب استنى اجيب مفاتيحى و موبيلى


نظرت له امينة و قالت بتساؤل : شريف هى نيره جاتلك المكتب ؟!


شريف بستغراب : ﻻ انا اصلا مكنتش فى المكتب .. ليه فى حاجة !!


امينة : ﻻ اصلها كانت بتسأل عليك


شريف بستغراب : ليه كانت عايزة ايه ؟!


امينة برتباك : كانت عايزة تكلمك فى موضوع


نظر لها شريف و قال بنافذ صبر : اكيد بخصوص زفت .. خلاص لما اجى ابقى اشوف عايزة ايه .. ذهب شريف بتجاه غرفة المكتب .. وجد الباب مغلق ففتحه و دخل لينصدم بنيره الواقعة على الأرض


شريف بخضة : نيره


نظر جاسر ليارا و قال بجدية : اوﻻ تبقى تردى علطول بعد كدا .. حتى لو انا و انتى ضربين خناقة لرب السماء .. مش حاجة تافة زى بتاعت امبارح .. ثانيا بقى صوتك دا ميعلاش عليا .. ثالثا و دا الاهم لما تفتحى الباب تبقى تلبسى الطرحة عدل عشان شعرك كله باين .. رابعا بقى عايزك تقوليلى عنوان بيت جيهان


ادخلت شعرها الظاهر بطرف اصابعها ثم نظرت له و قالت بستغراب : عنوان جيهان ؟!


جاسر بجدية : ايوة عنوان جيهان


يارا بستغراب : ليه ؟!


جاسر بجدية : مش ﻻزم تعرفى


يارا بجدية : ﻻ ﻻزم اعرف


جاسر بضيق : الله اما طولك يا روح .. ﻻزم تجدلينى و خلاص


يارا بجدية : جاسر انا مش بجادلك انا عايزة افهم مش اكتر .. ممكن تهدى و نتناقش بهدوء .. انا بجد اعصابى تعبت من زعقنا دا


تنهد جاسر تنهيدة طويلة و نظر لها و قال بجدية : ماشى يا يارا .. ادينى هادى اهو .. بس انتى اللى مصممة تعصبينى


يارا بجدية : جاسر انت عايز انت تؤمر و انا انفذ .. مش مهم بقى انى افهم .. او انك تاخد رأى .. و انا عمرى ما هبقى الألة و انت المتحكم فيها .. يا ريت تفهم دا


جاسر بجدية : صدقنى انا اى حاجة بعملها بتبقى عشان مصلحتك .. مش عشان عايز اتحكم فيكى


اتى شادى و قال بجدية : ادخل يا جاسر بجد مينفعش وقفتك دى


نظر له جاسر و قال بابتسامة : يا بنى صدقنى عادى .. انا مستريح كدا


امسكه شادى من يده و ادخله و قال : اقعد بقى يا عم ثم نظر ليارا و قال بجدية : ايه يا ماما .. ايه يا حبيبتى .. هتفضلى واقفة كدا .. روحى اعملى اى

حاجة


يارا بنصف عين : انا حاسة انك بتوزعنى


شادى بابتسامة : انا عايزك تتأكدى يا حبيبتى


ذهبت يارا اما شادى فنظر لجاسر و قال بجدية : انت بتحبها صح ؟!


نظر له جاسر بستغراب و قال لنفسه " هو انا باين عليا اوى كدا .. امال هى عامية .. كل شوية تقولى هتتجوزنى ليه ؟! مش شايفة الحب اللى فى عينيا اتجاها " ثم نظر لشادى بستغراب و قال : بتسأل ليه ؟!


شادى بابتسامة : قول متتكشفش احنا رجالة زى بعض .. و بعدين عايزك تنسى انى اخوها


ضحك جاسر و قال بابتسامة : و هيفيك فى ايه لما تعرف ؟!


شادى بجدية : انت اللى هتستفاد مش انا


جاسر بستغراب : هستفاد ازاى !! ... احب اقولك انى مش فاهم حاجة


شادى بابتسامة : هقولك على مفتحها و ازاى تكسبها .. عشان تعرفوا تمشوا حياتكوا


نظر له جاسر بتفكير


فاكمل شادى قائلا : مش عايزك تستقل بيا .. انا عارف كل حاجة بس مدكن


نظر له جاسر و قال بابتسامة : ماشى .. اكسبها ازاى بقى ؟!


شادى بجدية : انت فاكرنى عبيط .. اعترف و قر ليا حاﻻ انك بتحبها


جاسر بابتسامة : ماشى .. اعترف و اقر انى بعشقها مش بحبها بس .. ها بقى


شادى بابتسامة : كدا انت حبيبى و كفائة و انا هقولك .. و على فكرة من غير ما تقر و تعترف واضح فى عينك اووى بس اختى هى اللى هبلة


جاسر بابتسامة : حاسس انى قاعد مع رجل عصابات ثم قال بجدية : و بعدين انتى بتقول على خطبيتى هبلة


شادى : يا عم اختى و انا حر معاها و بعدين هتسمع وﻻ انديها


جاسر بجدية : هسمع يا عم .. هااا


شادى : اوﻻ .. يارا اهم حاجة عندها كرمتها .. اعمل اى حاجة انت عايزها لكن لو قربت جمب كرمتها .. هتبقى دى اول حاجة تخليك تخسرها .. ثانيا .. كل ما انت تزعقلها و تتعصب .. هتعند .. بس برده متسبهاش كدا و على كل حاجة حاضر و طيب عشان هتفتكر ان شخصيتك ضعيفة و ان شخصيتها اقوى منك .. فمش هتعرف تلمها .. بص من الاخر عايزة حد يتعصب و هو هادى .. فاهم حاجة


كاد جاسر ان يتحدث و لكن رن هاتفه


اخرج جاسر هاتفه و قال : ثوانى هرد


شادى : اوك


رد جاسر على الهاتف


جاسر : ايوة يا ماما


كوثر بصوت باكى : اختك يا جاسر


جاسر بخضة : اختى مالها !!


كوثر بصوت باكى : اختك جالها صدمة عصبية يا جاسر و فى المستشفى


جاسر بصدمة : مستشفى !! طب مستشفى ايه ؟!


كوثر ببكاء : مستشفى " .................."


جاسر بقلق : طب انا جاى حاﻻ


اغلق جاسر مع كوثر الهاتف و قال لشادى بجدية : شادى انا ﻻزم امشى دلوقتى نبقى نكمل كلمنا بعدين .. لم ينتظر رد شادى و خرج مسرعا


خرجت يارا على صوت غلق الباب .. فنظرت لشادى و قالت بستغراب : هو جاسر راح فين ؟!


نظر لها شادى و قال بجدية : راح المستشفى عشان .........


لم يكمل شادى كلماته فقد قاطعته يارا قائلة بخضة ممزوجة بالخوف : ايه ؟! المستشفى دا كان كويس


نظر لها و قال بضيق : ما انتى لو تصتبرى .. راح المستشفى عشان اخته


تنهدت يارا برتياح و قالت : الحمد لله .. ثم ادركت فقالت بخضة : اخته !!! يا رب استرها ثم نظرت له و قالت بقلق : مقلش مالها !! او فى مستشفى ايه ؟!


شادى بجدية : ﻻ دى الولية الرخمة اللى اسمها كوثر كلمته و قالتله


يارا : يا ابنى اتلم بقى .. لسانك الطويل دا عايز قصه .. المهم دلوقتى ﻻزم اروح اشوفها


شادى بجدية : استنى ساعة .. او ساعتين كدا و كلمى جاسر و اطمئنى الأول


يارا بجدية : طب ليه مكلمهوش دلوقتى ؟!


شادى بجدية : و انا اللى كنت فاكرك ذكية .. عشان دلوقتى هيبقى مشغول مع اخته لكن لما تستنى شوية هتعرفى تكلميه


يارا : اوك


شادى : انزل انا شوية بقى


يارا : انزل يا حبيبى .. بس لما ماما تجى هقولها انك نزلت


نظر لها شادى بضيق و قال : انا هروح اذاكر .. الله يكون فى عون جاسر .. هو اسبوع جواز و هتجى تشرفى هنا تانى .. اسبوع ايه !! دا بالكتير يومين


تركها شادى واقفة تضغط على اسنانها بغيظ من كلامه .. ثم جلست تفكر ماذا حدث لنيره .. ظلت الأفكار تأتى و تذهب فى ذهنها .. اتى فى رأسها شئ جعلها تقف بخضة و خوف .. لتذهب لغرفة شادى مسرعة و تقول بخوف : شادى انا خايفة


قام شادى بستغراب و قال بسخرية : ليه شوفتى صرصار ؟!


يارا بحدة ممزوجة بالخوف : شادى بجد انا خايفة .. افرض يكون " على " عمل لنيره حاجة


شادى بجدية : خايفة ازاى و انتى قاعدة فى البيت و مبتشوفيش الشارع


يارا بقلق : انا مش خايفة عليا انا خايفة على نيره .. ثم قالت بصوت منخفض : و على جاسر اللى ممكن يحصله حاجة لو نيره حصلها حاجة


وصل جاسر للمستشفى .. بعد ان خطرت بباله الكثير من الأشياء السيئة .. ماذا لو فعل بها " على " شئ .. سوف يجن بالتأكيد .. لكنه اكد عليها ان ﻻ تخرج من المنزل .. سأل عن الغرفة و الطابق المتواجدة به .. صعد اليه و اقترب من الغرفة وجد شريف و والده واقفون فى الخارج يتحدثون


نظر لهم و قال بقلق شديد : نيره مالها !!


كان ينتظر احد منهم ان يجاوبه و يخبره بأى شئ مهما كان غير ان يكون مسها هذا " العلى "


نظر له شريف و قال : انا دخلت المكتب لقتها واقعة على الأرض .. كانت فايقة بس مبتتكلمش وﻻ قادرة تتحرك .. كل اللى عملته انها كانت بتعيط .. شلنها و جبنها المستشفى على طول


نظر لهم و قال بقلق شديد : هى خرجت انهارده ؟!


عز الدين بجدية : ﻻ مخرجتش .. الدكتور قال ان عندها صدمة عصبية و ادها حقنة مهدئة .. و هى دلوقتى نايمة


تنهد جاسر برتياح فأى شئ حدث لها اهون من ان يكون قد مسها هذا الحيوان القذر


جاسر : طب ايه سبب الصدمة العصبية !! نيره مبتنفعلش غير على حاجة تقيلة


شريف بجدية : مش عارفين يا جاسر و هى مبتتكلمش .. بتعيط بس


جاسر : طب انا هدخل اقعد معاها


عز الدين : ماشى يا حبيبى


دخل جاسر وجد كوثر و امينة و حبيبة جالسون على كراسى بجانبها .. و هى نائمة


دخل جاسر و جلس بجانب كوثر و قال بحنان : خلاص يا ماما .. هى ان شاء الله هتبقى كويسة .. روحى يا حبيبتى انتى البيت و انا هفضل قاعد معاها .. متخفيش


نظرت له كوثر و قالت ببكاء : الدكتور قال انها داخلة على حالة اكتئاب حاد


ضمها جاسر اليه و قال بجدية : ان شاء الله هتبقى بخير .. روحى انتى يا حبيبتى و انا هفضل قاعد معاها و ان شاء الله هعرف اطلعها من حالتها دى و اعرف مالها


نظرت له كوثر و قالت بدموع : هى بتحبك يا جاسر .. حاول تخرجها من اللى هى فيه دا و شوف مالها


جاسر بجدية : ماشى يا حبيبتى .. متقلقيش انتى .. يلا روحى


قامت كوثر و قالت لأمينة و حبيبة بجدية : يلا نروح .. قعدتنا ملهاش ﻻزمة .. جاسر هو الوحيد اللى هيعرف مالها


قامت حبيبة و أمينة و ذهبوا مع كوثر .. ليأخذوا معهم شريف و عز الدين .. و يبقى جاسر وحيدا مع نيره النائمة


ظل ينظر لها بحزن على حالها .. الى ان وجد ملامح وجهها تتغير و يبدو عليها الضيق كأنها تحلم بكابوس .. فقام و ايقذها برفق


جاسر بحنان : نيره .. نيره حبيبتى اصحى


قامت نيره و هى تصرخ بصوت عالى


ضمها جاسر لحضنه و قال بحنان ممزوج بالخضة : اهدى يا حبيبتى اهدى .. اهدى مفيش حاجة .. انا جمبك اهو يا ماما .. اهدى .. متخفيش من حاجة طول ما انا جمبك


نظرت له لتتأكد انه جاسر .. عندما تأكدت انه هو هدأت قليلا و تشبثت به بشدة .. كأنها تقول له انجدنى من هذا العالم الخائن .. ظل يربت على شعرها بحنان و هو يقرأ الأيات التى يحفظها من القرأن .. اما هى فكانت تتشبث به بقوة لتشعر بالأمان .. و تستمع لصوته العذب فى قرأه القرأن فهدأت تماما و لكن دموعها كانت تنزل بصمت


( الحضن هو الحصن الذى يشعر الشخص بالأمان و اﻷطمئنان و الراحة .. و يقلل من احزانه و يشعره بالدفئ .. يشعر الانسان بأنه محصن من الاخطار خاصة لو من احد تحبه و تكن له الأحترام و التقدير .. ﻻ يشترط ان يكون بين الحبيب و الحبيبة فقط .. فقد يكون بين الأخ و اخته .. بين الفتاه و امها .. بين الأخت و اختها .. بين الفتاه و صديقتها .. الصديق و صديقه .. الاب و ابنته ﻻ يشترط ايضا ان يكون وقت الحزن .. ففى وقت الفرح يصبح اجمل فأنه يشارك الفرحة )


احس ان يدها لم تعد متشبثة بقميصه .. ابعدها عنه قليلا .. وجدها نامت .. يبدو انه من تأثير المهدأ .. اسند رأسها على المخدة و عدل لها الغطاء


ذهب جاسر و جلس على الكرسى ووضع يده على وجهه بضيق ثم اخذ نفس عميق .. تذكر انه لم يصلى العصر .. فقام و دخل للحمام و توضأ و خرج ليسأل الممرضة عن اتجاه الصلاة .. اخبرته الممرضة و اخذ منها مصلية


دخل الغرفة وجد نيره مازلت نائمة .. صلى و جلس فى مكانة يدعى ربه قائلا " اللهم يا مسهل الشديد ، و يا ملين الحديد ، و يا منجز الوعيد ، و يا من هو كل يوم فى أمر جديد .. اخرجنى من حلق الضيق الى أوسع الطريق ، بك ادفع ما ﻻ اطيق ، وﻻ حول وﻻ قوة الا بالله العلى العظيم " .... يا رب اكرمنى و ارضى عنى يا رب .. يا رب اشفى نيره يا رب .. يا رب اهدي يارا يا رب و ارزقنى حبها .. و انتقم من كل ظالم يا رب ..ظل يدعى و يدعى .. وجد دموعه تنزل دون ان يشعر .. فمسحها و قام و قرب الكرسى من نيره .. و اخرج هاتفه و احضر القرأن الكريم .. و ظل يقرأ بجانبها بصوت عزب رخيم


لم يتوقف هاتفها عن الرنين .. بسبب اتصاﻻت حازم المتكررة .. كانت حبيبة تسير بجانب غرفتها .. فسمعت صوت رنين الهاتف .. دخلت للغرفة و ظلت تبحدث عن الهاتف الى ان وجدته .. امسكت به و فتحت الخط لتسمع صوت حازم الغاضب و هو يقول بعصبية : انت بتستعبطى صح !! من الصبح بتصل بحضرتك يا هانم و حضرتك مطنشة و مش بتردى .. انا قاعد هموت من القلق عليكى و انتى وﻻ معبرانى .. حتى من اول اليوم مكلفتيش نفسك و اتصلتى ... ما انا سافرت بقى و مبقتش على بال سموك .. بقالى 4 ساعات مبطلتش اتصال بيكى .. ثم قال بحدة : ردى انت ساكتة ليه ؟!


ردت حبيبة بحزن و قالت : حازم انا حبيبة مش نيره


حازم بعصبية : هى كمان الهانم مخلياكى انتى تردى .. هى فين ؟! انطقى


حبيبة بتردد : نيره فى المستشفى يا حازم


وقع كلامها عليه كالماء الساقع فى فصل الشتاء البارد


حازم بصدمة : انتى بتقولى ايه ؟! مين دى اللى فى المستشفى ؟!


حبيبة بحزن : نيره


حازم بعصبية : هاتى الهانم اكلمها و قوليلها ان لعب العيال الصغيرة دا حازم بيضايق منه


حبيبة بجدية : حازم انا مبهظرش .. نيره فعلا فى المستشفى .. عندها صدمة عصبية


ابتلع حازم ريقه بصعوبة و قال : صدمة عصبية من ايه ؟!


حبيبة بحزن : مش عارفين


حازم بعصبية : ازاى يعنى مش عارفين ؟!


حبيبة : صدقنى مش عارفين يا حازم


حازم بجدية : طب خلاص سلام .. لم يستمع لردها و اغلق الخط و اتصل بجانيت


جانيت بنتصار : كنت عارفة انك هتغير رأيك و تتصل بيا


حازم بحدة : انا هكلمك فى حاجة غير اللى بتفكرى فيها دى .. مستحيل اخونها قولت افهمى بقى


جانيت : طب ايه سبب اتصالك ؟؟


حازم بحدة : مش انتى الزفتة السكرتيره بتاعى .. عايز تذكرة لمصر حاﻻ


جانيت ببرود :مستر شريف منبة عليا .. تفضل فى باريس


حازم بعصبية : اقفلى يا جانيت عشان مش عايز اغلط فيكى انتى و ابويا اقفلى


اغلق مع جانيت و اتصل بجاسر


جاسر : الو يا حازم


حازم بضيق : نيره عاملة ايه ؟؟


جاسر بتساؤل: حازم هو انت اللى زعلتها ؟؟


حازم : ﻻ والله انا لسة كنت بتكلم مع حبيبة قالتلى انها فى المستشفى .. انا مكلمتهاش من الصبح .. المهم هى عاملة ايه ؟!


جاسر : نايمة اهى و كل ما تصحى تصرخ


حازم : طب ايه سبب الصدمة العصبية !!


جاسر : صدقنى معرفش بس اكيد هعرف


حازم بضيق : انا هجى على اقرب طيارة ان شاء الله


جاسر : ملوش لزوم تجى يا حازم خليك


حازم بنفعال : انت بتهرج صح !! .. ازاى مجيش !! .. دى نيره يا جاسر .. و انت عارف نيره بالنسبالى ايه


تنهد جاسر و قال : ماشى يا حازم تعال


اغلق حازم مع جاسر و جلس يحضر حقيبته


كانت جالسة على سريرها .. ﻻ تعرف اتحزن ام تفرح .. فقد علمت اليوم انها تحمل فى احشائها طفل .. كانت تتذكر كلام يوسف لها يوم زفافهم


Flash back


يوسف بجدية : حبيبتى انتى عارفة اننا لسة صغيرين و موضوع الأطفال دا لسة بدرى عليه .. و انا ورايا مسؤليات كتير غير انى ابقى اب .. يا ريت متفهمنيش غلط .. انا اه عرفتك من وقت قليل .. بس حبيتك .. مش عايز قرارى دا يزعلك منى .. بس انا مش عايز اطفال دلوقتى


نظرت له جيهان بدموع و قالت : يوسف اللى بيحب حد بيجيب منه بيبى


يوسف بضيق : بس انا مش عايز اطفال دلوقتى يا جيهان


جيهان : بس انا نفسى يبقى ليا بيبى منك


نظر لها يوسف و قال بضيق : قولت مش عايز اطفال دلوقتى يا جيهان .. شوية كدا .. سنة وﻻ اتنين لما نستقر


جيهان بجدية : طب افرض حملت


اخرج يوسف لها شريط دواء و اعطاه لها و قال بابتسامة : اتفضلى


جيهان بستغراب : ايه دا !!


يوسف بجدية : دواء لمنع الحمل


Back


دخل يوسف الغرفة و هى غارقة فى تفكيرها و قال بابتسامة : جيجى حبيبتى


نظرت له جيهان و حوالت رسم ابتسامة على شفتيها و قالت : حبيبى


نظر لها يوسف و قال بضيق : ايه يا حبيبتى ؟! قاعدة فى الأوضة ليه !! دا انا فضلى اسبوعين و اسافر


جيهان بابتسامة : مفيش يا حبيبى تعبانة شوية .. و بعدين انا هجيلك بعد ما تسافر بأسبوع


حاوطها بزراعه و قال بابتسامة غريبة : اه يا حبيبى اكيد .. اكيد


رن هاتفه بأسمها لأول مرة .. ارتسمت ابتسامة صغيره على فمه و قال : صدق الله العظيم .. ثم اغلق المصحف و رد عليها


جاسر : الو


يارا بقلق : ايوة يا جاسر نيره عاملة ايه ؟!


قام جاسر و خرج من الغرفة كى ﻻ يزعجها و قال : نايمة


يارا بجدية : هو انا بقولك بتعمل ايه ؟! انا بقولك عاملة ايه ؟!


جاسر : معلش يا يارا بس مش فايق خالص .. عندها صدمة عصبية .. لسة مش عارف ايه سببها


يارا بتردد : ممكن يكون ﻻ قدر الله يعنى " على " عملها حاج......


قاطعها جاسر بجدية و قال : ﻻ هى مخرجتش انهارده اصلا .. فى حاجة حصلت فى البيت خلتها تنفعل .. بس مش عارف ايه هى ؟؟


يارا بجدية : جاسر هى فى مستشفى ايه ؟!


جاسر : مش عارف


يارا : ﻻ بجد .. ازاى مش عارف !!


جاسر : مش فاكر


يارا : انت بتستعبط بقى .. مش هجى متخفش


ضحك جاسر و قال : بستعبط !!


يارا : مش قصدى بس انت بتوه


جاسر : مدام مش هتجى .. يهمك فى ايه تعرفى


يارا برجاء: يلا يا جاسر بقى .. هستريح لما تقولى


جاسر بنافذ صبر : مستشفى "............." بس متجيش وﻻ تعتبى بره باب الشقة


يارا : ان شاء الله


جاسر : خدينى على قد عقلى .. يما نفسى تخلصى من دماغك الناشفة دى


ابتسمت يارا و قالت : سلام


جاسر : خلى بالك من نفسك


يارا بابتسامة : حاضر


جاسر : مفيش و انت كمان خلى بالك من نفسك


يارا بابتسامة : ممممممم ﻻ مفيش ... بس فى خلى بالك من نيره


جاسر بابتسامة : ﻻ اله الا الله


يارا : محمد رسول الله


اغلق الهاتف و تنهد ثم ارتسمت ابتسامة على وجه


و دخل ليجلس بجانب نيره مجددا


وصلت يارا و شادى للمستشفى بعد ان اخبروا سامية


علموا رقم الغرفة فصعدوا لها .. فقال لها شادى بجدية : ادخلى انتى بقى عشان مش هينفع ادخل .. و ابعتيلى جاسر


يارا : اوك حاضر


دقت على الباب و دخلت وجدت الغرفة هادئة تماما و جاسر جالس على الكرسى و ساند رأسه على سرير نيره و نائم .. فأنه لم يذق رائحة النوم بسببها ليلة امس .. اقتربت منه ببطء و هدوء و سحبت كرسى و جلست بجانبه .. ظلت تتأمل ملامحه و هو نائم .. كم هو وسيم .. كم هى تحبه و تعشقه .. ظلت تتأمله و الأبتسامة العاشقة على وجها .. الى ان فتح عينه و نظر لها بابتسامة .. انتفضت من على الكرسى بخضة و قالت برتباك واضح : انا ... كنت .. اصل .. انت ...صحيت .. اصل .. انا كنت بس .... قام بسرعة ووضع يده على فمها و قال بصوت منخفض ممزوج بالحنان : ششششش اهدى بس .. نيره هتصحى كدا .. نظرت له بحدة ليتركها .. فتركها


تنهدت و اخذت نفس عميق ثم نظرت له و قالت بحرج : انت كنت صاحى


جاسر بابتسامة خبث : ساعة لما كنتى بتتأملينى .. ﻻ كنت نايم


يارا بنفعال و ارتباك واضح : على فكرة بقى انا مكنتش بتأملك .. مكنتش بتأملك على فكرة


ضحك جاسر من ارتباكها الواضح و اشار لها بيده لتهدأ : خلاص يا ستى انا اللى كنت بتأملك و انتى بتبصيلى


يارا بحرج ممزوج بالارتباك : انا مكنتش ببصلك على فكرة .. مكنتش ببصلك


جاسر بابتسامة و هو يمرر يده بين خصل شعره الناعمة : بغض النظر عن الكدب دا .. بس شكلك حلو و انتى مرتبكة


يارا برتباك : احم احم هى نيره عاملة ايه دلوقتى ؟!


جاسر بحزن : زى ما انتى شايفة .. نايمة و لما بتفوق بتعيط او بتصرخ .. ثم

نظر لها و قال بجدية : يارا انتى ايه اللى جابك ؟! مش قولت متخرجيش من باب البيت


عقدت يارا حاجبيها و قالت بضيق : مقدرش اسيبك لوحدك فى موقف زى دا يا جاسر .. ثم قالت برتباك : قصدى يعنى مقدرش اسيب نيره


نظر لها و ابتسم ثم قال بجدية : انتى جايه لوحدك ؟!


يارا بجدية : ﻻ شادى بره


جاسر بجدية : طب يلا نطلع


يارا : اطلع انت اقف معاه و خلينى انا قاعدة مع نيره عشان لو صحيت


نظر لها جاسر بابتسامة و قال : اوك


وصل للمطار و جاء ليحجز الطائرة و لكنه لم يجد اى مكان فى الرحلة التى ستقلع بعد ساعة .. و الطائرة التالية غدا و هو لن يستطيع تحمل ان يبقى لغد


جلس على احد المقاعد بهم و تنهد بضيق ووضع وجه بين كفيه بحزن .. بعد قليل من الوقت سمع صوت فتاه صغيرة تبكى ... نظر لها وجدها تبكى .. انها تشبه نيره للغاية فى بكائها .. ظل ينظر لها و يتأملها .. ثم قام و قال لها بحنان : مالك يا حبيبتى ؟! ثم تذكر انه بباريس فقال : !!! What's matter


نظرت له الفتاه و قالت : ...............

---------

رابط الفصل التالي من هنا 👉

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-