روايه كبريائي يتحدي غرورك الفصل 51 الحادي والخمسون
¤ الفصل {51} ¤~
عز بجدية : فريدة انا قررت اطلق كوثر
نظرت له فريدة و قالت بجدية : انت بتاخد رأى فى كل حاجة و بقولك رأى .. لكن دى مقدرش افيدك فيها .. عشان كأى زوجة تانية هقولك طلقها .. دا قرارك انت يا عز .. لازم تفكر فيه لوحدك
نظر لها عز بتفكير و قال بجدية : ربنا يقدم اللى فيه الخير .. اهم حاجة انتى عاملة ايه دلوقتى !!
فريدة بابتسامة : انا كويسة الحمد لله
عز بابتسامة : دايما يا حبيبتى
ظل عز ينظر لها لبعض الوقت بتردد .. كان يريد اخبارها عن السفر و العملية و لكنه لم يسطتيع اخبارها
نظرت له فريدة بستغراب و قالت بجدية : عايز تقول حاجة يا عز
نظر لها عز لبعض الوقت بتردد ثم قال بابتسامة مصتنعة : ﻻ يا حبيبتى مش عايز
فريدة بسخرية : عينك فضحاك يا عز .. واضح اوى انك عايز تقول حاجة
نظر لها عز و قال بجدية : هقولك يا فريدة .. بس شوية كدا عشان انا مش فايق دلوقتى
فريدة بابتسامة : براحتك يا عز .. لما تحب تقول انا هبقى سمعاك
وصلوا للبيت .. ليجدوا الهدوء من يسيطر عليه .. جاء جاسر ان يذهب اتجاه غرفة نازلى و لكنها امسكت يده و قالت بجدية : ﻻ يا جاسر .. احنا هنام فى اوضتنا
نظر لها بضيق و قال بجدية : بس انا عايز انام هناك
يارا بجدية : ﻻ يا جاسر .. ﻻ .. عشان خاطرى .. احنا عندنا اوضتنا
جاسر بضيق شديد : طب بصى روحى انتى و انا هروح اطمئن على ماما و نيره .. و اجيلك
يارا بجدية ممزوجة بالأصرار : ﻻ يا جاسر هاجى معاك
جاسر بضيق : يارا مش هروح اوضة نازلى متخفيش
يارا بجدية ممزوجة بالأصرار : انا مش خايفة بس هاجى معاك برده
نظر لها بضيق و قال بحزن : انتى عايزة تبعدينى عن ذكرياتها ليه !!
نظرت له يارا بحزن و قالت بجدية : انا مش ببعدك عن ذكريتها .. بس عارفة انك لو دخلت اوضتها دلوقتى هتتعب تانى .. و انا مصدقت انك خرجت شوية من اللى كنت فيه
نظر لها جاسر بستسلام و قال بجدية : طب هروح شوف ماما و نيره
يارا بجدية : ماشى يلا نروح
نظر لها جاسر بستسلام و ذهبوا لغرفة نيره اولا .. دخل جاسر و يارا وراءه .. جلس على السرير بجانبها .. ليجدها نايمة .. اقترب منها و قبلها من جبينها .. لتقوم هى مفزوعة
ضمها اليه و قال بحنان : اهدى يا حبيبتى اهدى
نظرت له و بدأت تبكى .. ربت على كتفها بحزن و قال : متعيطش يا حبيبتى
نظرت له و قالت ببكاء : شوفت يا جاسر .. بابا اتجوز على ماما .. بابا اتجوز على ماما يا جاسر .. و قالها كلام مفيش واحدة تستحمله .. و ماما يا جاسر .. ماما .. مش قادرة اشوفها كدا .. مش قادرة
نظر لها بأعين دامعة و كادت الدموع ان تسقط من عينه و لكنه وجد يارا تنظر له و تهز رأسها بلا .. يجب ان تكون اقوى من ذلك .. فنظر الى نيره و مسح دموعها و قال بحزن : معلش يا حبيبتى .. قولى الحمد لله
نظرت له نيره بدموع و قالت : الحمد لله .. الحمد لله يا جاسر
جعلها تستلقى على السرير و وضع عليها الغطاء و قال بحزن : يلا يا حبيبتى .. نامى
نظرت له و هزت رأسها بحاضر .. وضع يده على رأسها و بدأ يقرأ بعض الأيات التى يحفظها الى ان ذهبت نيره فى نوم عميق
قام هو و يارا و خرج من الغرفة .. ربتت يارا على كتفه و قالت بابتسامة حزن : ايوة كدا يا جاسر .. ﻻزم تبقى قوى .. عشان هما بيستمدوا قوتهم منك يا حبيبى
نظر لها بحزن و هز رأسه .. توجهوا لغرفة كوثر .. دخل جاسر و وراءه يارا ..
اقترب من كوثر الجالسة على الكرسى و قبل يدها .. نظرت له كوثر بحزن .. ثم نقلت بصرها ليارا و نظرت لها بضيق شديد و حاولت الكلام .. لكنها لم تستطع .. كانت تشعر بالضيق الشديد لوجودها .. لم تشأ ان تراها يارا بهذا المنظر
احس جاسر بما تشعر به والدته .. فنظر ليارا و قال بحزن : يارا لو سمحتى اخرجى بره .. و انا شوية و هطلعلك
نظرت له يارا بستسلام و خرجت
نظر جاسر لكوثر و امسك يدها و ضغط عليها و قال بحزن : الف سلامة عليكى يا ماما
نظرت له كوثر بحزن و نزلت دموعها
نظر لها بحزن و مسح دموعها و قال بحزن : ماما انتى مش هتنامى
نظرت له كوثر بحزن ثم نظرت بتجاه السرير بعجز و زادت دموعها
قام جاسر و سندها و جعلها تستلقى على السرير و شد عليها الغطاء و قال بحزن : نامى يا ماما .. نامى يا حبيبتى
نظرت له كوثر بدموع و اغلقت عينها بألم
خرج جاسر وجد ان يارا تنتظره فى الخارج
جاسر بحزن : يارا هبات فى اوضة نازلى انهارده بس
شدته يارا من يده و ذهبت بتجاه غرفتهم و قالت بجدية : ﻻ يا جاسر .. ﻻ
استسلم لها و ذهب معها .. دخلوا الى الغرفة .. غير جاسر ثيابه بضيق .. ثم جلس يقرأ القرأن و يارا جالسة بجانبه و تقرأ معه .. الى ان تعب فنام فى مكانه و هى الأخرى نامت مثله
استيقظت على صوته و هو يقول لها : يارا قومى نامى على السرير هتتعبى كدا
قامت يارا و نظرت لملابسه بستغراب و قالت بدهشة : انت لابس ليه !!
جاسر بحزن : هروح الترب
نظرت فى الساعة المعلقة على الحائط و قالت بجدية : جاسر الساعة لسة خمسة الفجر
جاسر بحزن : ايوة ما انا عارف .. هروح الترب شوية و بعدين هروح اطلع صدقة على روحها
يارا بابتسامة حزن : ربنا يجزيك خير يا حبيبى .. استنى هاجى معاك
جاسر بجدية : خليكى يا يارا
يارا برجاء : لو سمحت يا جاسر خدنى معاك
جاسر بجدية : طب يلا بسرعة البسى
ذهبوا الى الترب و جلسوا .. ظلوا بعض الوقت جالسون يقرأون القرأن .. ثم قام جاسر و قال ليارا : يلا يا يارا
نظرت له و قالت بجدية : هنروح فين !!
جاسر بجدية : هنروح ملجأ اطفال .. عايز اطلع صدقة على روح نازلى زى ما قولتلك
يارا بابتسامة حزن : ماشى يا حبيبى
استقلوا السيارة و ذهبوا فى طريقهم الى الملجأ و لكنها فى منتصف الطريق اوقفته امام احد الموﻻت الكبرى
نظرت له و قالت بجدية : جاسر معاك فلوس
نظر لها بستغراب .. انها لم تطلب منه نقودا من قبل .. اخرج محفظته و اعطاها الكرديت كارد الخاصة به و قال بابتسامة حزن : اتفضلى يا حبيبتى
اخذته منه و قالت بابتسامة : ثوانى و جاية
جاسر بجدية : اوك متتأخريش
غادرت يارا و دخلت الى المول .. مرت نصف ساعة و هى لم تخرج بعد .. فتح جاسر باب السيارة بقلق و دخل للمول .. ظل يبحث عنها الى ان وجدها واقفة فى محل للعب الأطفال
اقترب منها و قد فهم ما يدور برأسها .. نظرت له يارا بابتسامة و اعطه الكارت و قالت : مدام جيت بقى روح ادفع انت
اخذ جاسر منها الكارت و قال بنافذ صبر : عمرك ما تطلبى فلوس لنفسك ابدا
يارا بابتسامة : اطلب ليه و انت مش مخلينى عايزة حاجة !! ما انت بتجبلى كل اللى انا عيزاه من غير ما اطلب
نظر لها جاسر بابتسامة حب ثم لفت انتباهه لعبة صغيرة على شكل قرد صغير مبتسم
امسك باللعبة ثم قال بابتسامة : يارا خدى دى لأبننا او بنتنا المستقبلية ان شاء الله
اخذتها منه و قالت بمرح : قول انك عايزها ليك .. متتكسفش متتكسفش
ضحك جاسر لأول مرة منذ وفاة نازلى و قال بابتسامة : ما شاء الله لماحة
يارا بابتسامة فرحة لأنها اضحكته : ما انا عارفة ثم نظرت للعامل و قالت
بابتسامة : هاخذ دى كمان .. بس خلى دى لوحدها
نظر لها العامل بابتسامة و قال : تحت امرك يا فندم .. حضرتك نورتى المحل
بجد .. ﻻزم نشوف حضرتك تانى
نظر له جاسر بغضب و قال بحدة : انا مش مالى عينك وﻻ ايه !
العمال بحرج : انا مش قصدى يا فندم
امسكت يارا يد جاسر و ابتعدت به قليلا و قالت بجدية : اهدى يا جاسر .. دا بيجاملنى عشان خدت منه حاجات كتيرة مش اكتر .. ثم قالت بابتسامة : يالهوى عليك يا ناس لما بتغير عليا بتبقى عسل عسل
جاسر بضيق : اروح اضربه عشان ابقى عسل اكتر
يارا بجدية : لا احنا رايحين نعمل خير .. يبقى نكمل
---------------------------------
كبريائى يتحدى غرورك
----------------------------------
وبالنسبة لحلقة امبارح انا نزلتها النهاردة واللينك بتاع الحلقة فى اول كومنت تحت واسف انى مش نزلتها امبارح
---------------------------
يارا بجدية : لا احنا رايحين نعمل خير .. يبقى نكملها على خير بقى .. و بعدين انت اللى فى القلب
ابتسم بحزن و قال : ماشى ثبتينى ثبتينى .. ثم مد يده لها بمفاتيح السيارة و قال بجدية : يلا روحى اقعدى فى العربية و انا هجى وراكى
يارا بجدية : جاسر متعملش للراجل حاجة
جاسر بصرامة : روحى يلا و انا هجيب الحاجة و اجى وراكى
يارا بستسلام : حاضر
ذهبت يارا اما جاسر فاقترب من العمال و قال بجدية : تعالا كدا اقولك حاجة
نظر له العمال و قال بجدية : نعم يا فندم
اقترب منه جاسر اكثر و قال بجدية : قرب بس هقولك حاجة
اقترب منه العمال فأمسكه جاسر من ياقة التيشرت الذى يرتديه و قال بجدية : عايز تشوف مين تانى !!
نظر له العمال بخوف و قال بجدية : انا اسف و الله .. انا مش قصدى حاجة
شده جاسر من ياقة التيشرت اكثر و قال بجدية ممزوج بالضيق الشديد : بعد كدا يا بابا تبقى تفكر فى الكلام قبل ما تقوله .. ماشى
العمال بجدية : تحت امر حضرتك .. و انا اسف مرة تانية
تركه جاسر و دفع الحساب .. ثم اخذ الألعاب و خرج لها
نظرت له بقلق و قالت بجدية : جاسر انت عملت حاجة للراجل صح !!
جاسر ببرائة : انا !! ابدا
يارا بشك : ماشى مع انى اشك
نظر لها بابتسامة بريئة و ركب السيارة و انطلق بها الى ملجأ الأطفال .. وصلوا الى هناك .. دخل جاسر لمكتب المديرة .. اما يارا فدخلت و جلست مع
الأطفال و وزعت عليهم الهدايا و الأبتسامة على شفتيها .. اتى جاسر و
جلس بجانبها و قال بجدية : بتحبى الأطفال اوى كدا
نظرت له يارا بابتسامة و قالت : اوى يا جاسر اوى .. عارف لما تقول كلمة طفل .. اكنك بتقول البرائة و التلقائية .. لسة معرفوش حياه الكبار .. اللى مليانة حقد و غل و خيانة و عدم اخلاص و كره و حزن .. حياتهم بريئة جدا .. قلبهم لسة نقى .. بكلمة حلوة و ضحكة على الوش و بنوبوناية .. يبقوا مبسوطين و يحبوك .. لما يضحكولك يبقوا بيحبوك .. لما يكشروا يبقوا مش بيحبوك .. معندهمش نفاق .. اللى جواهم بيتطبع على وشوشهم .. من غير اصتناع من غير تفكير .. ببساطة هو دا مفهوم الأطفال عندى
ظل جاسر يتأملها و ينظر لها بتمعن
نظرت له و قالت بستغراب : بتبصلى كدا ليه !!
تنهد جاسر تنهيدة طويلة و قال بجدية : عشان انتى بتتكلمى عن نفسك يا يارا .. فاكرة ساعة المطعم لما قولتلك انتى ايه !! انا لقيت الجواب يا يارا .. انتى طفلتى بس الكبيرة .. انتى انثتى الأستثنائية
نظرت له يارا و قد عقد لسانها عن الكلام بعد ما قاله
نظر لها و قال بجدية : يلا نمشى
يارا برجاء : لا يا جاسر خلينا شوية ربنا يخليك
جاسر بجدية : زى ما تحبى ثم شرد يفكر فى نازلى
لاحظت شروده فقالت بابتسامة : جاسر بص البنوتة الحلوة اللى هناك دى
نظر لها جاسر بابتسامة حزن و قال : ايوة يا حبيبتى حلوة
امسكت يارا يده و قامت و اتجهوا ناحية الفتاه .. تركت يارا يده و نزلت بجسدها لمستوى الطفلة و قالت بابتسامة : انتى اسمك ايه !!
الفتاه بابتسامة : مريم
حملتها يارا و قالت بابتسامة : اسمك حلو اوى يا مريومة .. انكل جاسر جايب لمريومة هدية حلوة خالص .. تحبى تشوفيها
نظرت لها الفتاه بابتسامة و هزت رأسها بطفولة
نظرت يارا لجاسر و قالت بابتسامة : يلا يا انكل جاسر فين الهدية !!
ذهب جاسر و احضر لها عروسة و اعطاها لها و قال بجدية : اتفضلى يا حبيبتى
نظرت له يارا و قالت بعتاب : على الأقل اضحك فى وش البنت
ابتسم جاسر و اخذ منها الفتاه و حملها و قال بابتسامة : تجى نلعب انا و انتى بالعروسة
نظرت له الفتاه و هزت رأسها
ظل جاسر يلعب من الفتاه .. و اتى بعض الأولاد الصغار و لعبوا معه ايضا
ظلت يارا تتأمله و تنظر له بابتسامة .. فلاحظ .. نظر لها بستغراب و قال : بتبصلى مدا ليه !!
يارا بابتسامة : ايه بتأمل جوزى حبيبى عيب
نظر لها جاسر و قال بابتسامة : لا مش عيب .. يلا نروح بقى .. عشان اتأخرنا
يارا بابتسامة : اوك يلا
استقلوا السيارة و انطلقوا فى طريق العودة .. نظرت له يارا و قالت بجدية : جاسر انا عايزة نروح هناك علطول .. مش المرة دى بس
جاسر بجدية : من عنيا يا حبيبتى
كانت جالسة بغرفتها .. فأين تذهب بعد ما حدث لها .. ستقضى بقية عمرها فى هذه الغرفة على هذا الكرسى و هى مقعدة
دخلت أمينة اليها الغرفة و هى تحمل صنية الطعام و جلست بكرسى امامها
نظرت لها كوثر و بدأت دموعها تنزل .. نظرت لها أمينة و قالت بجدية : كوثر يلا عشان تكلى و تخدى الدواء
حركت كوثر وجهها بالأتجاه الأخر
أمسكت امينة المعلقة و ملأتها بالطعام و قربتها من فم كوثر و لكنها حرك وجها بحدة .. فوقع الطعام
نظرت لها امينة و قالت بجدية : براحتك .. ثم تابعت قائلة : انا هسافر انا و شريف و حبيبة .. شريف لازم يسافر و انا مقدرش اسيبه لوحده .. مش عايزة اعاتبك .. بس كل اللى حصلك دا بسبب عمايلك .. الدنيا دواره يا كوثر .. انتى اختى و اكيد مش قصدى اشمت فيكى .. بس كنت عايزة اقولك ان الدنيا مش مستهلة الأقسوة و الصرامة اللى كنتى فيها دى
نظرت لها كوثر بغضب شديد لكلاماتها
أمينة بجدية : هتفضلى زى ما انتى يا كوثر .. مفكيش حاجة اتغيرت غير انك مش عارفة تتحركى .. لكن قلبك لسة اسود زى ما هو .. عمرك ما هتتعظى مهما حصل ثم تركت الغرفة و خرجت .. اما كوثر اخذت دموعها تنزل بغزارة
وقف جاسر امام النيل بناء على رغبة يارا .. ظلت تنظر له و هو شارد الذهن و يبدو على ملامحه الحزن الشديد
نظرت له بحزن و قالت بعتاب : جاسر انت ليه مصمم تدخل نفسك فى حالة اكتئاب .. كل اما تخرج من الحالة دى .. ترجع نفسك تانى
نظر لها جاسر بحزن و قال بجدية : مقدرش انساها يا يارا مقدرش .. هى كانت احسن حاجة فى حياتى .. كانت القلب الحنين و الحضن اللى بيضمنى وقت اما اكون مضايق و مهموم .. قبل ما تبقى جدتى .. كانت امى و اختى و حبيبتى و كل حاجة ليا
نظرت له يارا بحزن و قالت بجدية : جاسر انا مش بقولك تنساها .. نازلى هتفضل فى قلبنا مهما مرت الأيام و السنين .. انا حاسة بيك و حاسة باللى بتمر بيه دا .. عشان انا كنت فى يوم من الأيام زيك .. و اكتر منك كمان .. دمعتى مكنتش بتنشف من على خدى .. كنت صبح ليل عياط .. لما عرفت ان بابا اتوفى .. ثم نظرت امامها و قالت بدموع : كنت طفلته المدللة .. كل حاجة كنت عايزها كان بيجبهالى .. كنت لما اشوف حاجة و تعجبنى .. اقوله بابا حلوة دى اوى .. كان ميمرش يوم و يكون جايبها .. رغم اننا كنا ناس حالنا متوسط يعنى وﻻ اغنية و فقراء .. و ماما .. ماما لما كانت بتذكرلى كنت ساعات بستغبى .. فكانت تضربنى .. بس هو كان يجى يحوش عنى و يطبطب عليا و يقولى : معلش يا حبيبتى هى عايزة مصلحتك .. كان يجى من الشغل تعبان بس يضغط على نفسه و يلعب معايا .. و كان يجبلى كل يوم شوكوﻻتة معاه و هو جاى .. كنت بحب اشوفه و هو بيصلى اوى .. كان هو يصلى و انا افضل اتفرج عليه .. الضحكة مكنتش بتفارق وشى ابدا طول ما انا شيفاه قدامى .. ثم قالت ببكاء : بس فى لحظة كل دا اختفى .. مبقاش موجود .. دخلت فى حالة اكتئاب جامدة و مكنتش باكل و ﻻ بشرب و كنت رافضة الكلام مع اى حد .. بس مرة وحدة فقت من اللى انا فيه دا و حسيت انى ﻻزم ابقى اقوى و اقف جمب ماما اللى دمعتها هى كمان مكنتش بتنشف من على خدها .. بقيت شخصية جد جدا و ربما تكون صارمة .. و عشان انا شخصية عندية فى الأساس .. عندت مع نفسى و قولت انى لازم ارجع لحياتى الطبيعية .. يوم وراء يوم ابتديت ارجع لحياتى الطبيعية فعلا .. و اتقبل الأمر الواقع .. و ان الحياة مش بتقف عن حد مهما كان اقرب الناس ليك و مهم اوى عندك .. الأنسان بينسى يا جاسر .. دا حتى جى من النسيان .. بس كل ما بابا يجى على بالى .. افضل ادعيله و اقرئ قرأن .. عارف يا جاسر ربنا لما بياخد منك حد كان حنين عليك اوى .. بيعوضك بحد نفس حنيته .. بابا كان احن انسان شوفته فى حياتى كلها .. بس بعد كدا انت جيت و اكتشفت انك حنين زيه بالظبط و انك انت اللى هتعيشنى مبسوطة
نظر لها بحزن و مسح دموعها ثم قال بابتسامة حزن : عارفة يا يارا .. عارفة نازلى كانت دايما بتدعيلى دعوة حلوة اوى .. كانت ديما بتقولى "ربنا هنيكى جاسر .. و يرزوقك ببنت الحلال اللى تحبك و تبقى سند جاسر فى الدنيا دى .. تخلى بالها منه و تفرح لفرحه و تحزن لحزنه " .. جوازى منك مش من فراغ .. انا معملتش حاجة حلوة فى دنيتى عشان استحقك .. كنت طول عمرى متكبر عن الناس .. و كلهم بالنسبالى شوية نمل .. لو حبيت ادوس عليهم برجلى هدوس .. نازلى اه كانت بتحاول بشتى الطرق انها تشيل منى الحكاية دى .. و كانت بتزعل منى جدا لما اقولها انى جيت على حد غلبان بأسم النفوذ و السلطة و المال .. عارفة يوم ما قطعتلك التصميم .. انا روحت قولتها على كل حاجة .. انفعلت اوى و قالتى : انت غلطان .. انت ﻻزم تعتذر .. عشان البنت دى مغلطتش .. و انت اللى غلطان .. يارا انا ربنا رزقنى بيكى و بحُبك .. رغم انى مستحقش وحدة زيك
امسكت يده و ضغطت عليها و قالت بابتسامة : انا اللى ربنا كرمنى و راضى عنى عشان عندى زوج زيك كدا .. ثم قالت بجدية : جاسر انت ﻻزم ترجع لحياتك الطبيعية
ضغط على يدها و نظر لها بابتسامة و قال بجدية : ان شاء الله يا يارا ان شاء الله
دقت أمينة على غرفة حبيبة و دخلت ثم قالت بجدية : حبيبة يلا حضرى هدومك عشان هنسافر
نظرت لها حبيبة و قالت بصدمة : هنسافر !!
أمينة : ايوة هنسافر
وجدت حبيبة نفسها تتذكر كل ذكريتها مع شادى .. ادركت فى هذه اللحظة انها وقعت فى حب ذلك المستفــــــز
أمينة بجدية : يلا حضرى هدومك .. واقفة ليه !!
حبيبة بجدية : مامى انا هفضل قاعدة هنا .. مش عايزة اسافر
نظرت لها أمينة بدهشة و قالت : مش عايزة تسافرى ازاى !! دا انتى رضيتى تجى معايا لما قولتلك اننا هنقعد سنة بالكتير .. ازاى مش عايزة تسافرى
حبيبة بجدية : مامى انا هفضل قاعدة مع حازم
أمينة بجدية : هو فى ايه !! كل مرة اسيب واحد من عيالى هنا .. شريف مسافر و انا مقدرش اسيبه يسافر لوحده .. عيزاه يتجوز عليا
حبيبة بجدية : مامى حبيبتى سافرى مع بابى .. انا هفضل قاعدة مع حازم
أمينة بجدية : دا اخر كلام عندك
حبيبة بجدية : ايوة يا مامى .. اخر كلام عندى
أمينة بجدية : انا هقول لشريف .. و اشوف رأيه .. بس انتى شايفة انك هتبقى كويسة
حبيبة بجدية : مامى حبيبتى انا كدا كدا مش هسافر
أمينة بجدية : ماشى يا حبيبة .. بس خالى بالك من نفسك
اقتربت منها حبيبة و قبلتها و قالت بابتسامة : شكرا يا مامى .. شكرا اوى يا حبيبتى
ضمتها أمينة و قالت : هتوحشينى اوى يا بيبة
حبيبة بابتسامة : و انتى يا مامى
خرجت أمينة من الغرفة و نزلت لأسفل لتجد نيره و حازم جالسين
اقتربت منهما أمينة و جلست ثم قالت بجدية : حازم انا هسافر انا و شريف
نظر لها حازم بستغراب و قال بجدية : طب و حبيبة !!
أمينة بجدية : حبيبة مش عايزة تسافر .. عايزة تفضل قاعدة معاك
نظر لها حازم بستغراب و قال بدهشة : عايزة تقعد معايا انا !! و مش عايزة تسافر !! و بعدين انتى ازاى هتسافرى و تسيبى خالتوا كدا
أمينة بجدية : شريف لازم يسافر و انا مش هسيبه لوحده .. افرض اتجوز عليا زى ما عز عمل
نظرت لها نيره بضيق شديد لكلامها و تجمعت الدموع فى عينها ثم قامت راكضة الى غرفتها و دموعها تتساقط بغرارة على وجنتها
نظر حازم بحدة لأمينة و قال بضيق شديد : ازاى تقولي قدمها كدا يا ماما !! انتى مش عارفة انها مضايقة من الموضوع دا جدا ثم ذهب وراءها
دق الباب .. سمع صوتها المخنوق من كثرة البكاء و هى تقول : لو سمحت يا حازم سيبنى لوحدى .. و انا هبقى كويسة
حازم بجدية : نيره افتحى الباب
نيره ببكاء : لو سمحت يا حازم .. سيبنى لوحدى
حازم بجدية : لو مفتحتيش الباب هكسره .. افتحى
قامت نيره و فتحت الباب .. امسك يدها و شدها لأسفل و هو يقول : تعالى نتكلم تحت
ذهبت معه .. خرجوا الى حديقة الفيلا و جلسوا على الأرجوحة و هى مازالت تبكى
نظر لها حازم و قال بجدية : هى مكنش قصدها تقول كدا
نظرت له نيره و قالت ببكاء : انا تعبت يا حازم .. تعبت .. حرام عليكوا بقى ثم توقفت عن البكاء فجأه و ظلت تنظر له لبعض الوقت بتفكير ثم اخرجت الدبلة من يدها و فتحت يده و وضعتها بها و قالت بدموع : حازم انا مش هتجوز
------------------------