روايه روز وطارق لن تحبني الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميرال ميراد
غادر ياسين تلك الغرفة و قلبه يكاد يخرج من مكانه …خانته الخطوات و تثاقلت رجلاه ترفض المغادرة لكنه تحامل على نفسه و خرج من المنزل كالمخدر من حضنها و سحر لمستها
في فيلا الدكتورة ابتسام والدة مروة
كانت مروة في المطبخ تحضر شيئا تأكله و فجأة شعرت بيدين تحتضنها من خصرها و انفاس ساخنة تلقح رقبتها
اتلفتت و هي تشهق بشدة :
مروة بعصبية- اخصة عليك قلتلك مية مرة ما تخضنيش كدة !!
– اعمل ايه !! وحشتيني اوووي
ابتعدت عنه و هي تنظر خلفه في كل الاتجاهات بتوجس :
– مش اتفقنا بلاش الحركات دي هنا ؟ افرض الشغالة شافتنا ؟!
احاطها بيديه بتملك و هو يشم شعرها برغبة: – ما تخافيش يا قمري …انا شفتها و هي طالعة من الفيلا …يالا بقى عشان عايز اقولك كلمة سر
مروة بدلال : طب روح انت دلوقت و انا هاضبط نفسي و جايالك .
اجابها بغمزة : ما تتأخريش عليا محضر لك سهرة قمر و جايب لنا صنف جديد هيعجبك اوي 😉
مروة بمياعة : ما اقدرش أتأخر عنك اصلا يا دودي
بعد اسبوعين تقريبا
في احد اقسام المباحث بالقاهرة :
الضابط : يعني ايه مختفي كل ده! هو كان حباية لب مثلا ؟؟؟
– يا افندم احنا مراقبين كل الخطوط اللي ممكن يكون لهم اتصال معاه مفيش اي اتصال ورد او صدر من عنده و شريحته مش في الخدمة ده غير انه مش بيسحب فلوس من حسابه
-الضابط : طب مفيش اخبار من قسم اسوان ؟
– مفيش يا حضرة الضابط.. محدش شافه هناك كمان …البيت اتفتش بالكامل و متراقب من ساعة ما صدر الامر بالقبض عليه .. اهله عايشين لوحدهم محدش بيطلع او بينزل من عندهم غير ابن عمه اللي بيشوف طلبات البيت . و اهو متراقب هو كمان من اسبوع بس كله نظيف مفيش اي دليل تواصل بينه و بين ابن عمه
الضابط : طلعت حويط يا ابن الجنية .. بس مسيرك هتقع في ايدينا يا استاذ ياسين .
عند مروان
مروان: معقولة بقالكم اكثر من اسبوع مش عارفين لها أثر !!
معتز: يا مروان بيه ما انا بقولك على كل حركة…صدقني قلبنا اسكندرية شبر شبر ما سيبناش حجر ما دورناش وراه …بس محدش شافها او يعرفها
مروان : و انا كمان رجالتي مخلوش حتة في اسكندرية ما سألوش فيها و برضو مفيش اي تقدم …و ده ملوش غير تفسير واحد يا معتز
معتز : ايه هو يا مروان بيه ؟
مروان بغيظ: أكيد ده فخ من مصطفى عشان يلهينا .
معتز : لا يا بيه انا متأ…..
مروان بغضب : انت تخرس خاااالص مش عايز اسمع صوتك و اوعة تتصل بيا تاني قبل ما اطلبك فاااهم !!
قفل السكة ف وشه : جاتك القرف واحد غبي …الحق عليا اللي مشغل واحد بهيم زيك ! تذكر مصطفى فغلى الدم في عروقه : بقى بتلعب معاي يا حضرة الضابط ؟! اما وريتك اللعب الحقيقي مابقاش انا مروان .
عند روز
طيلة الفترة السابقة تحاول أن تندمج وسط الجو الاسري الذي وجدته عند ام ياسين و اخته .. كانت سعدية تعتبرها ابنتها حقا و تغمرها بحب و حنان الام الحقيقي الذي طالما حرمت منه …تعلمت اعمال المنزل و الطبخ و الخبز من أم ياسين لكنها لا تسمح لها بالعمل بسبب ظروفها الصحية بل تجلس و تشاهدها بتركيز شديد ..تحاول شيماء التملص من أسئلتها قدر الإمكان ففي اجاباتهم الكثير من التناقضات لذا كانت تتحاشاها دوما
باقي الاوقات كانت تمسك هاتفها و تتحدث مع ياسين على الواتس بدون توقف .
اما عن ياسين فقد كان يقضي كل يومه في تلك الغرفة المظلمة
ما بين التواصل مع من اسرت قلبه و شغلت تفكيره و بين اعادة قراءة الشات بينهما او تأمل صورها التي اخذها لها خلسة حين كانا في المشفى .
عند سيف و مصطفى :
مصطفى – اهدى يا سيف مش كدة !
سيف بغضب : اهدى ازاي و انا مش عارف هي فين و مع مين طول المدة دي يا مصطفى ؟! انا حاسس ان احنا اتأخرنا اوي يا خوي !
مصطفى : احنا عاملين اللي علينا و مش ساكتين يا سيف و اديك شايف… بقالنا أسبوعين ناشرين رجالتنا على طول الطريق الصحراوي من هنا لحد أسوان .. هنلاقيها ان شاء الله.
سيف بقلق : يا رب !!
مصطفى بتردد : سيف انا عايز اسألك سؤال بس ارجوك ما تفهمنيش غلط
سيف : و افهمك غلط ليه ما تتكلم على طول مش بحب جو الالغاز بتاعك يا مصطفى !
مصطفى : هو انت متأكد من مشاعر روز ناحيتك يا سيف ؟
سيف بتسرع : قصدك ايه ؟!
مصطفى : صبرك ما تبقاش عصبي كدة ؟ قصدي هي بتحبك زي ما انت بتحبها ؟
سيف بإقتناع : ايوة متأكد انها بتحبني… و الا مكانتش توافق تتجوزني ! و لولا الغبي ابوها كان زمانها في بيتي و بين ايديا دلوقت
مصطفى بتردد : طب صارحتك بكدة ؟ قصدي اعترفتلك انها بتحبك ؟
سيف بضيق : انت عاوز توصل لايه يا مصطفى ؟
– ولا حاجة يا اخوي ما تشغلش بالك كثير … ربنا يقدم اللي فيه الخير
قام مصطفى و تركه يفكر بجدية لاول مرة في الموضوع
لم يتذكر أبدا انها اعترفت بحبه ولا حتى حين اختارته و تركت طارق … كانا سيتزوجا لكنه لم يكلف نفسه بأن يسألها عن شعورها نحوه ؟ هل يعقل أنه مجرد خجل فقط ؟ ان انها وافقت من باب المجاملة فحسب !!
فجأة تذكر طفولتهما و معا و مراهقتهما … شبابهما …في كل مرة كانت تردد نفس العبارة ” انا بعتبرك اخوي اللي اتحرمت منه …أيعقل ان ينتبه مصطفى لمثل هذه التفصيلة و هو لا ؟؟
ابتسام والدة مروة
– الوو يا فؤاد …معلش يا حبيبي النهاردة عندي عملية مستعجلة و مضطرة اطلع من العيادة عالمستشفى على طول احتمال أتأخر
فؤاد: هتتأخري قد ايه يعني ؟
ابتسام : على حسب الحالة بس يمكن ارجع الساعة 3 الصبح
فؤاد : لا يا حبيبتي انا مش بتطمن و انتي ماشية بالعربية لوحدك في الوقت ده
ابتسمت بحب : بعد العمر ده كله لسة بتخاف عليا يا فؤاد ؟؟
فؤاد: ان مكنتش اخاف عليك هخاف على مين ؟؟
– طب اعمل ايه شغلي كدة ؟
فؤاد : طب بقولك ايه… انتي اول ما تخلصي رني عليا اصحى و اجيلك على طول
ابتسام ‘ معقولة الكلام ده ي فؤاد ؟! الحكاية مش مستاهلة
فؤاد: حيث كدة يبقى تباتي في المستشفى و الصباح رباح ..
ابتسام بحب : حاضر يا روحي يبقى تصحى بدري شوية الصبح تحضر الفطار ليك و لمروة ….فوزية اخذت أجازة لان بنتها ولدت و سافرت لها البلد
فؤاد : من عينيا يا قلبي …خلي بالك من نفسك
في منزل عائلة ياسين
– شيماء …انتي يا بت يا شيمااااء!!
– ايوة يمة !
– هي البت ندى مالها ما باينلهاش حس واصل !
– هي طلبت مني فوطة و قالت عتنام بعد الظهر شوية عشان عندها وجع كل شهر
– طب كل ديه نوم ! ده احنا بجينا المغرب ي بتي!! ما تجومي تشوفي اختك ليكون چرالها حاجة…. دي حتى ما اتغدتش !
حاضر يمة
بعد شوية سمعت سعدية صرخة شيماء من الداخل : ندى !!!!!!
في شقة ياسين
كان ممددا كعادته و طيفها لا يبارح خياله بينما يطالع الشات و يتذكر كلامهما و هو يبتسم بحب
– انت مكنتش بتتكلم صعيدي ليه لما كنا في المستشفى ؟
– لاني عايش في مصر طول عمري: اعدادي و ثانوي و جامعة و حتى شغلي هناك
– طب انا ليه مش عارفة اتكلمها زيكم ؟
– لانك انتي كمان عايشة و متربية في مصر مش في الصعيد
– عايشة عند مين ؟!
– و بعدين معاكي ؟؟ كفاية اسئلة مش هتنامي بقى يا لمظة !
– بس اقولك سر ؟
– قولي ي اخرة صبري
– لما بتتكلم صعيدي بتبقى احلى بكثير 🥰
– انتي بتعاكسيني يا بت ؟؟😂
– اعاكسك براحتي بقى … مش اخوي ؟؟
تنهد ياسين بعمق و هو يقرأ آخر كلمة : و بعدين بس ؟! يا ترى هتكرهيني لما تعرفي الحقيقة ؟! ولا هتقدري تسامحيني ؟
بس غريبة قافلة الواتس من خمس ساعات !! بتعمل ايه كل ده ؟؟ مش عوايدها تغيب عني كل ده
فجأة رن هاتفه برقمها : أخيرا فتحتي
– الووو يا ياسين الحقنااا
انتفض برعب في مكانه : خير يا شيماء فيه حاچة ؟؟
– ندى …ندى يا ياسين…. ماخابرينش مالها ؟؟
– ما خابرينش مالها كيف ؟؟! في أي يا شيماء انطجي !!!
– بتتلوى من الوچع و ما عارفينش نعملها حاچة و امة چابت الداية كشفت عليها بتجول هي مالهاش في الحالات ديه و لزمن تروح المستشفى
ياسين بهلع : طيب اجفلي اني هتصرف …
لم يكن يفكر حينها في شيء سوى سلامتها حتى لو كان الثمن قضاؤه كل حياته في السجن
أمسك بهاتفه و أتصل بشخص و هو منهار تقريبا
– الووو فينك يا حامد تجيبلي عربية و تچي تاخذني على بيتنا حالا
حامد : خير يا ياسين ؟! لو فيه حاچة اجدر اعملها اروح اعملها اني و خليك انت !!
– لا يا حامد لزمن اروح بنفسي
– بس انت اكده بتعرض نفسك للخطر ياخوي
ياسين بعصبية : انشالا اغوور فداهية حتى !! المهم الحجني بسرعة … يالا انجززز !!
– حاضر ياخوي حاااضر دقيقتين و اكون عندك ..
وصل حامد سريعا و انطلقا نحو المنزل و هو يتصل مسرعا بهاتفها الذي كان مع شيماء
– الووو يا شيماء !! اني في الطريڨ دڨيڨة و تكوني لابسة و چاهزة و ما تنسيش تلبسيها طرحتها و چلابيتها كمان
– حاضر ياخوي
التفتت بإستغراب لوالدتها الجالسة بالقرب من تلك المسكينة التي تتلوى بآهات مكتومة
– عيقول جاي يامة !! و طلب نلبس البنية ! خذي ساعديني نسترها عشان اقوم البس اني كمان !
كانت والدته مندهشة من تصرفه !! كيف تجاوز حذره و ترك كل شيء خلفه من اجلها ؟؟ ثم حتى في هذا الموقف يغار عليها ولا يريد ان يراها احد ؟
بعد مدة قصيرة وصل المنزل ركض كالمجنون نحو غرفتها ثم انتشلها و هي في وضع الجنين من كثرة الألم و اسرعا الى السيارة هو و شيماء بعد ان طلب من حامد الإنصراف
في فيلا والدة مروة
كانت الساعة تقارب العاشرة ليلا
دلفت الخادمة فوزية من باب المطبخ الخلفي كي لا تصدر صوتا ..و هي تتمتم بتذمر لانها كانت قد نسيت مرتبها الشهري و بطاقة هويتها من اجل السفر في الصباح الباكر و اضطرت للعودة لاخذهما
سمعت صوتا غريبا يصدر من غرفة مروة في الأعلى
شعرت بالفضول و راحت تتسحب شيئا فشيئا دون ان تحدث صوتا حتى وصلت الى الأعلى و اقتربت من الغرفة
صعقت مما سمعت و كتمت فمها بيدها حتى لا تُسمع شهقتها
نزلت بخفة حتى لا تثير انتباه احد و اخذت اشيائها و غادرت الفيلا و هي في حالة من الصدمة و الذهول !
يتبع
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉
لقراءة روايات ممتعه وشيقه اضغط هنا 👉