رواية حرم الفهد الجزء الثاني الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سميه أحمد
#الفصل_الواحد_والعشرون_حرم_الفهد«43»
_«داليا»... قالها بصدمة وسعادة في وقت واحد، بينما هيا مهتمتش كتير وحاولت ترسم الجدية و البرود علىٰ ملامحها، الكُل طلع علىٰ صوته لما هتف بأسمها، دفع «أياد»«آيان» وحضن أختهُ بقلق وخوف عليها وقال:
_خضتيني عليكِ يا قلب أخوكي، كُنتِ فين؟!
سألها السؤال دَ وهو بيبعد عنها، علىٰ قد ما كانت مبسوطة بقلقهُ عليها ونظرة اللهفة اللِّي ماليه عيونهُ علىٰ قد ما هيا موجعة منهُ، فضلت بتبص عليه وهو كذالك عّم حالة من الصمت وأتبالت العيون نظرات العتاب، الكُل اخد باله وشاور «فهد» ليهم ودخلو وسابوهم علىٰ راحتهم.
بعد مدة من الصمت لا بئس بها قال:
_مش هلومك علىٰ حاجة كُنتِ فيها الضحية المجني عليها مش الجانية،«داليا» أنا بحبك واللِّي قولتيه مش سهل عليا كـ راجل أتقبلهُ، عايزة تفهميني أنهُ صعب عليكِ في دي معاكِ حق بس أنا كُل ما بفتكر اول بتخيل مجرد تخيل بتمني لو كُنت وقتها أعرفك وأنفاذك، بيرودني الشعور بالذنب وإني مقدرتش أحميكِ رغم إني مكُنتش موجود في الفترة دي.
قرب منها خطوة وقال بحماس: تعالي ننسا اللِّي فات، نداوي جروح بعض، نكمل حياتنا سوا وأحاول انسيكِ لو جزء من اللِّي حصل، أنا مش مشيلك الذنب ومقدرش بس علىٰ الأقل اهون عليكِ وجعك، ادواي جرح قلبك، أطبطب عليكِ.
مازلت ملتزمة الصمت، قارنت بين «أسر» و«آيان» مفيش أدني مقارنة، واحد فاتحلها ذراعيه الأثنين ومش مشيلها ذنب حاجة بل بالعكس بيحاول معاها توافق وهو هيساعدها تنسيٰ وتتأقلم وتحاول تكمل حياتها وإن اللِّي حصل مش نهائية العالم أكيد ربنا كان شايلها خير في اللِّي حصل وفِي الحقيقة" رب الخير لا يأتي إلا بالخير "وفعلًا ربنا مسبب الأسباب كان سبب في إنها تتغير وتبقيٰ أفضل وتقابل شخص سوي نفسيًا وبيحبها ونفس تفكيرها وبيخاف ربنا كان لازم تتغير وتبقيٰ أحسن علشان لما تقابلهُ تبقيٰ تستحقهُ، فكرت في كلامه وافتكرت كلام«أسر» كانت محتاجة الكلام دَ من «أسر» زمان بس دلوقتي مبقاش يفرق لأنها رمت طوبتهُ، بس «آيان» قدر يحتويها بجدارة، دلوقتي حست نفسها لقت الأمان وسندها اللِّي تهرب من اذاء الدنيا لحضنهُ وهيا مش خايفة اللِّي هيشعجها علىٰ كُل خطوة وهيبقي زي ظلها عكس «أسر» اللِّي مكنش مشجعها علىٰ اي شئ وكان بيحاول كُل مرة بيفكرها بالماضي، بينما دلوقتي بيحاول يخليها تتعافاء منهُ.
بعد مدة من التكفير ردت بخبث:
_ايوة يعني المفيد من كلامك أي؟!
ضيق عينهُ بأستغراب:
_المفيد من كلامي؟! بعد دَ كُلو دَ رد فعلك؟!
حاولت ترسم الجدية علىٰ ملامحها وردت:
_كلامك دَ كان المفروض يتقال في وقتها مش تسبني لدماغي وتخليني امشي من عندك بسهولة وتسبني أمشي مكسورة الجناح وكُل بابان الدنيا متقفلة في وشي، كلامك بعد ما جرحتني وزعلتني وجيت عليا لازم تعرف وقتها أن كلامك لازم يتقال في نفس اللحظة مش بعد ما أدوي قلبي وأعرف اجمع نفسي، انت جيت متأخر وللأسف أنا أتسبت لدماغي يا «آيان» واللِّي أهون عليه مرة اهون عليه مليون مرة.
بصلها بصدمة وقال:
_جيت متأخر ، عليا النعمة من نعمة ربي ما هسيبك.
ابتسمت له بسماجة وهيا داخله بيت خالها:
_قولتلك جيت متأخر.
استدار لها قبل ان تغلق الباب في وجهه وقال بحماس:
_أن تاتي متاخر خيرًا من أن تاتي أصلًا.
فضل واقف علي الباب بعد ما قفلت وخبط وفتح «أسر»وهتف بمشاكسة:
_قفلت الباب في وشك، رجالة اخر زمن بصحيح.
لكم"ة«آيان» بقوة وقال بسماجة هو الأخر:
_علشان تاني مرة تحترم نفسك ومالكش دعوة بيها تعمل اللِّي هيا عايزة إن شالله تخلعني.
عدل ياقة قميصة بكبرياء ودخل بص «أسر» فِي طيفة وقال بصدمة: العيل هيبقيٰ خروف وبيمسع كلامها، لأ ميصحش كدهَ محتاج قعده معايا اعملهُ اصول التعامل مع المرأة دي باين عليه علي الله خالص...
رزع الباب ودخل، كانوا كلهم قاعدين ولأ كأن الساعة 10الصبح مش 3الفجر.
هتف «غرام» بهدوء: طب أي مش جعانين؟!
رفع جاحبهُ وغمزلها بخبث بينما هيا بصت للارض بخجل من وقاحته.
ردت عليها«ندا» مشجعه ليها: أنا جعانة جدًا تعالي نعمل مكرونة بشاميل، وصنية بطاطس بالفراخ ورز وسلطة وعصير وكدهَ لحد ما يأذن الفجر هنكون أكلنا وهما ينزلو يصلوا في المسجد؟!
الكُل بصلها بأقتناع بعد اليوم اللِّي المرهق.
«أسر»: _بصراحة أنا معاكِ وعليا السلطة عدي الجمايل بقيٰ.
«داليا»: وأنا معاكِ برضو وهعمل الرز.
«نور»: وأنا برضو هعمل جيلي بالفروالة نحلي بيه بعد صلاة الفجر.
لما لقيٰ «داليا» هتشترك اتخلا عن الكايزما بتاعتهُ وقال: وأنا برضو معاكوا وهعمل العصير.
«مى»: وأنا برضو بس هعمل كفتة مشوية.
بصتلهم «هدىٰ» و«نور» بصدمة وقالوا في صوت واحد: نعممم، هو أحنا في رمضان واحنا منعرفش.
رفعت «غرام» كتفها بالامبالاة وقالت: عادي يا جماعة كلنا جعانين والكُل هيساعد فيها حاجة؟!
واضافت علي كلامها: وأنا هعمل المكرونة بالشاميل أنا و«فهد».
شاور على نفسهُ بصدمة وقال: قصدك فهد أنا صح؟!
راحت وقعدت جنبهُ وقالت بإبتسامة خطفت قلبهُ: ايوة يا حبيبي هو في غيرك...
الكُل مراقب بصدمة وقاطع الصمت صوت«آيان»:
_شوفي غيرها يا «غرام»«فهد» مستحيل يدخل مطبخ أيام لما كُنا في التدريب مكنش بيشل معلقة من مكانها...
ضحك عليها بسخرية وكمل: قال عايزة يعمل معاها الأكل.. هيهيهي تبقيٰ تقابلني لو وافق.
كشرت «غرام» بضيق، واخد بالو «فهد» لأنها كانت على قرب منهُ، رفع جاحبهُ بخبث لعب في دقنه وقال بخبث:
_وليه موافقش؟! هو علشان كُنت مش بعمل معاك حاجة ايام التدريب ابقيٰ بعامل مراتي نفس المعاملة؟! ليه مفكر نفسك «غرام»..«غرام» ميتقلهاش لأ.
وقف وشدها من أيديها ومسك إيديها وقال وهو رايح ناحية المطبخ: ياريت اللِّي قال هيعمل اي حاجة يتفضل قدامنا.
بص «آيان» بصدمة وقال: يارتني كُنت مراتو.
ضربهُ «أياد» بخفة وقال: قوم يا وحش اعمل العصير..
وضع قدم علي الأخر وقال بغرور: كلكوا رحتو ورا حريمكوا إلا أنا...
مرة واحدة حس بحد بيسحبو من أيديوا وكانت «ندا».
ضحك «آيان» عليه وقال بمشاكسة: قوم يا سبع البرومة قوم يا قلب أمك من شدة قومتك رجالة أخر زمن علي راي «أسر».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_بص يا حبيبي هتعقد تحرك البشاميل اوعي تسيبهُ علشان هيكلكع وهيبقي كتل وشكلوا مش لطيف، لحد ما يبقي قوموا كريمي وقتها تقولي هروح اعصج اللحمة وأنت خليك هنا.
هز رأسه بهدوء وفضل يقلب فيها زي ما «غرام» قالت.
_هتقطع الفراخ كدهَ يا حبيبي كدهَ مش هتتسوي في صنية البطاطس والله.
رمي السكينة بضيق وقال: يوووه قولتلك كار المطبخ مش كاري...
مطّت شفاتيها بزعل طفولي وقالت: يعني أنا مستهلش يدخلي المطبخ.
رجع مسك الكسينة بسرعة وبقي يباشر زي ما قالتو وقال: لأ يا حبيبي تستاهلي.
حاول يجريها علشان متزعلش ومتحسش نفسها اقل من حد.
_ممكن تناولي السكر يا «أسر»؟!
بصلها بوقاحة وقال بغزل: ازاي عايزة سكر وأنتِ لوحدك سكر دَ الجيلي يدوب فيكِ.
بصت للأرض بخجل وكملت اللِّي بتعملهُ.
رفعت حاجبها بخبث وقالت بدلال: لو سمحت ممكن تبعد شوية علشان اجيب الملح.
رفع حاجبه وقال: الملح دَ يا بخت الملح والله..
ابتسمت بانتصار لنجاح خطتها وسألت: هو انت بتعمل اي؟!
ررد عليها «آيان» وهو بيقلب في العصير: بعمل عصير تمر هندي...
ردت بأنبهار وسعادة وقالت: واووو عصيري المفضل من شخصي المفضل.
لعب في دقنه وقرب منها وهمس: كده نقدر نقول سماح..
بعدت عنهُ وردت بصرامة: مفيش لأ سماح ولأ غفران وكمل العصير بتاعك لو سمحت...
بصت عليهم بإبتسامة وهيا شايفة كُل كابل واقف جنب بعض وكُل واحد بيشاكس في حبيبهُ، اتمنت للحظة يبقي«يزن» موجود وبيساعدها زي كُل أتنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعدة صلاة الفجر طلع «فهد» و«اسر» و«آيان» و«أياد» شقة «فهد» يباتوا فيها، بينما فضلت البنات كلهم ومعهم «نور» و«هدىٰ» تحت.
قعدوا كلهم في أوضة واحدة، وقفت «غرام» وقالت بحماس: أنا هشتغل.
درت عليها«ندا» بسخرية: أنتِ والشغل في جملة واحدة قولي حاجة غير كدهَ.
رمت عليها «غرام» الوسادة بعصبية وقالت: طب خفي يا كيادة علشان اخوكي وافق.
ردت عليهم«داليا» بمرح: تعالي اشربي بيبس يا صفرا.
_أنا قررت كلنا هنشتغل في نفس المكان وهنبقي المسؤالين عنهُ، هيبقي المكان عبارة عن ستات، لأننا هنساعد الستات ونوفرلهم فرص عمل ومش هنحمل حد فوق طاقتو، أنا وداليا وندا ونور ومي هنشتغل فيه وكل واحدة هتبقي مسؤالة عن حاجة.
ردت عليها«داليا»: شليني من الحسبة يا «غرام» أنا شغالة مع جوزي..
رفعت حاجبها بغيظ وقالت: طب ابقي قابليني لو خليتك تشتغلي معاه وأنا هعرفكوا يا باردين بدل ما تشجعوني بتحبطوني.
_هيا بصراحة فكرة لذيذة وأنا معاكِ فيها كدهَ كدهَ.
_اخت جوزي اركني علي جنب.
زعقت «غرام» بضيق: متبطلي غل يا صفرا، ومالك ماسكة في جوزي واخت جوزي أي يا حلوة أنتِ حيالله مقرأية فاتحتك بس متسوقيش فيها بس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاني يوم الكُل صحي متأخر وكُل واحد اخد مراتو ومشي واللِّي اخد اختهُ.
في عربية «أياد» شافها مش طبيعية وفيها حاجة مختلفة.
مسك إيديها وقال: مالك؟!
فركت إيديها بتوتر وقالت: مفيش بس في حاجة عايزة اقولها.
ضيق عينهُ وقال: قولي في اي؟!
اتنهدت وقالت: أنا عايزة اروح لدكتورة تانية انت تعبت وزهقت نفسي أبقيٰ ام...
وقف العربية بسرعة شديدة لدرجة انها خبطت في العربية.
غمض عينهُ وقال: للمرة الكام هقولك أنا مش مستغني عنك وانتِ فاكرة أخر زفت روحلنها قالت مستحيل تخلفي غير بالحقن المجهري وأنا لو هموت كدهَ مش هسمحلك تعملي الهبل دَ...
زعقت بعصبية: أنت مالكش دعوة أنا اللِّي هتعب مش انت، أنا حرة علي فكرة...
ضرب علي مقود العربية بعصبية: أنتِ مش حرة طول ما اسمك مربوط بأسمي مش حرة يا «ندا»يا اما ربنا يرزقنا ونجيب اطفال زي البشر العاديين يا اما نرضي بنصيبنا ونخرس ونحمد ربنا،لكن الحل دَ مش موجود ولو فكرتي مجرد تفكير في اللِّي قولتيه من شوية انسي إنك تعرفي حد اسمه«أياد»في يوم يا بنت الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت «فهد» دخلت «غرام» أوضة النوم الخاصة بيها ولقيت «فهد» نايم قربت منهُ وطبعت قبلهُ علي خده.
نظفت بيتها وجهزت كُل حاجة ودخلت تأخد شاور وقفلت الباب وراها، وشغلت البخار علشان تأهي تتدفىء المكان بسبب البرودة.. بعد ما خلصت شاور حاولت تفتح الباب ولكنهُ بسبب البخار الباب قفل بقوة حاست نفسها ضاق والدنيا بتلف بيها لأنها عندها فوبيا من الأماكن المغلقة فضلت تخبط وتصرخ وهيا تحاول تفتح مرة واحدة اتقطع صوتها ووقعت من طولها ولكن قبل ما تلامس الارض في أيد لحقتها....
يتبع
#سمية_احمد
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉