روايه روز وطارق لن تحبني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميرال ميراد
فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع :
اااه انا افتكرتك …مدام روز مش كدة !!
دهش الجميع و اولهم ياسين !!
كانت تطالعها روز بغرابة بينما اكملت الدكتورة نهلة: مدام روز انتي عاملة ايه دلوقت يا ترى خلصتي العلاج ولا لا ؟ أصلك فوتتي معاد الكشف بتاعك …
بسرعة البرق أخذها ياسين جانبا وسط دهشة روز بكلامها
و همس بتوجس
– دكتورة حضرتك تعرفيها منين؟؟
– مدام روز احدى المريضات بتوعي ليه ؟؟
– من فضلك انا عايز اعرف كل اللي تعرفيه عنها
دكتورة نهلة بتعجب: آسفة يا استاذ دي أسرار مرضى
– بس المسألة ضرورية و تقدري تعتبريها مسألة حياة او موت
تردد قليلا ثم أكمل – على فكرة هي كانت بتتعالج عندك عشان عندها تكيسات مبايض عاملالها آلام شديدة و لأنها ما اخذتش الدوا بتاعها التكيسات تضاعف حجمها …وديتها المستشفى عملت عملية شالتهم كلهم و الحمد لله هي دلوقت بخير
تعجبت الطبيبة من علمه بتلك المعلومة التي رفضت هي مشاركتها مع اي احد !
– حضرتك مين و عايز تعرف ايه بالضبط ؟!
– كل حاجة و اولها اسمها اما انا مين انتي عرفتيني فالجلسة
نهلة بشك- هو انت تقربلها ايه ؟؟
– المسألة معقدة يا دكتورة مفيش وڨت للشرح هنا
– معقدة ازاي ؟؟
– بصراحة البنية فاقدة الذاكرة و احنا منعرفش عنها حاچة
فكرت الدكتورة جديا و هي تنظر الى روز المتوجسة ثم قالت
– ممكن تجيلي المكتب بتاعي بعد ساعتين هاكون في انتظارك
– شكرا يا دكتورة .
عاد ياسين إليهم بعدما غادرت الدكتورة و فورا كتبت روز جملة و وضعتها امام عينيه بدهشة :
– روز مين اللي تقصدها الدكتورة ؟؟؟
– عنتكلم بعدين يا ندى يالا روحي مع امك
اخذ جلال جانبا و همس بصوت غير مسموع : جلال اسمعني و ركز معاي زين عتعمل ايه .. …..اوصاه بالمطلوب منه
– حاضر يا اخوي …. ما تشيلش هم أبدا
اخذ جلال ام ياسين و روز و شيماء وفقا لتعليماته . ..
و حاول ياسين التنصل من عدسات الصحفيين بخروجه من باب آخر غير الباب الرئيسي للمحكمة ..
ذهب لإتمام معاملاته و تسديد ديونه العالقة ثم انطلق الى مكتب الطبيبة نهلة التي كانت بإنتظاره
الدكتورة : في معادك يا استاذ ياسين اتفضل .
– تشكري يا دكتورة على وقتك
– احكيلي بقى مدام روز فقدت ذاكرتها ازاي عشان اشوف هأقدر اساعدك ب ايه
– هي كانت بتجري على الطريق الصحراوي الغربي و انا خبطتها بعربيتي و من وقتها و هي فاقدة الذاكرة و مش عارف اوصل لحد من قرايبها لانها مكانش معاها بطاقة ولا تلفون .
الدكتورة بإهتمام : يا ساتر !! هااا و بعدين ؟؟
– و لا قبلين يا دكتورة البنية كانت حالتها متبهدلة اصلا كأنها هربانة من حاجة و لما اخذتها عالمشفى الدكتور قال انها فاقدة النطق بسبب انهيار عصبي عشان كده عايز اعرف هي مين و كانت خايفة من ايه قبل ما اي حد يتعرف عليها من الصور اللي اتخاذ لينا في المحكمة
-الحكاية دي حصلت من امتى !؟
– من شهر و شوية ..ليه ؟
– بص يا استاذ .. مش عارفة اقولك إيه …بصراحة انا عمري ما طلعت أسرار مريض برة…. لأنها منبهة عليا ما اقولش لحد على وضعها او معلوماتها و لا حتى لجوزها
ياسين بصدمة : جوزها !!!!!!!
– ايوة …جوزها الأستاذ طارق .. بس اللي انا متأكدة منه أنه كان فيه بينهم مشاكل لانها من أول ما فحصتها رفضت اني أقوله هو بالذات على وضعها ..عشان كدة استغربت انك كنت عارف حالتها !
ابتلع ياسين غصة مريرة و شعر بأن سكينا ثلما شق صدره نصفين و اخترق قلبه ….كان أهون عليه أن يحكم عليه بالإعدام قبل قليل على ان يسمع مثل هذا الخبر .
كأن الأرض كانت تميد من تحت قدميه …حاول استجماع قوته بصعوبة و وضع يده على المكتب كيلا يهوي ارضا
– حضرتك كويس ؟؟ شكلك هيغمى عليك !!
– لا لااا انا بخير …انا بخير يا دكتورة
ثم قال و هو يحاول اخراج الكلمات بصعوبة من جوفه
– زي ما قلتلك… المدام فاقدة الذاكرة و مش عارفين عنها حاجة …عشان كدة عايز اعرف اي معلومات ممكن توصلني لأهلها ..اسمها بالكامل .. تردد قليلا ثم اكمل : اسم جوزها بالكامل …عنوانها .
نظرت اليه بتمعن و هي ترى تقلب حاله في لحظات
ثم اخرجت ملفا من الادراج التي كانت خلفها
و كتبت شيئا
– اسمها روز شريف محمد و جوزها الاستاذ طارق محمد ساكنين في العنوان ده ….. و ده رقم تلفونها ..و ده رقم تلفونه.
-مش عارف اشكرك ازاي يا دكتورة ..
ثم أكمل في نفسه بحسرة : دنيا غريبة … شهادتك. قبل شوية انقذتني من المؤبد ….بس المعلومات اللي قلتيها دلوقت حكمت علي بالإعدام .
نهض متثاقلا و كان يهم بالمغادرة حين استوقفته الطبيبة
-انا نسيت اقولك حاجة مهمة … الاستاذ طارق كان دايما بيجي العيادة يسأل عنها بتجي تكشف ولا لا طول الست شهور اللي فاتت و دايما بيعمل مشاكل كثير لأنه فاكر انها بتجي بس احنا بنتستر عليها عشان ما يعرفش يوصلها …الظاهر انها مختفية من فترة طويلة و مش عارف عنها حاجة … مش من شهر بس
ياسين : يعني ايه يا دكتورة ؟
الدكتورة بأمل : يعني احتمال كبير يكونو انفصلوا عن بعض
ياسين : تمام… عن اذنك يا دكتورة …و شكرا مرة تانية
خرج و هي لا تزال تطالعه بتعجب على حاله التي انقلب في ثوان : شكلك وقعت يا ابني ..هي أكيد تستاهل واحد زيك مش واحد متعجرف زي الاستاذ طارق ده .
خرج ياسين من العيادة و فكره مشوش لا يعرف من أين يبدأ
كل ما كان يشغله كلمة ” جوزها ” …كأنها شلت دماغه عن التفكير
شعر بانه يختنق ..فتح اول زر من قميصه ليسمح بالهواء ان يتدفق الى داخله ..ثم نظر مطولا في الورقة و قرر
– مفيش وقت لازم اتحرك فورا .
اول وجهة قصدها كانت العنوان الذي كتبته الطبيبة
عند جلال
أم ياسين : مش تفهمني يا ابني احنا ليه ما روحناش البلد ؟ جايبنا اهني ليه ؟
نظر الى روز التي كانت تنظر اليه بإستغراب
فهمت سعدية مقصده
: جومي ي بنيتي اعملي لنا شاي نروڨ بالنا
اومأت بالإيجاب و دخلت المطبخ
في هذه الاثناء إقترب جلال من سعدية
– ياسين طلب كدة …انك تفضلي في شقته مع ندى لحد ما يتصرف هو في الموضوع …و شيماء تسافر مع جماعتكم البلد
– طب و ليه كل ديه ي ولدي !؟؟
– لان شقته مكان آمن يا حجة ..قليلين اللي يعرفوها ما عدا الجيران اللي هنا …عموما هو مش هيتأخر قال يخلص مصالحه و يلحقكم .
– يا رب تجيب العواڨب سليمة ياا رب.
وصل ياسين العنوان المكتوب ..و حاول ألا يثير الانتباه كثيرا
جلس قليلا يترقب في الاطراف حتى رأى أحدهم واقفا يتحدث مع أحد الحارسين الموجودين أمام تلك البوابة الحديدية الفاخرة ثم انصرف مغادرا …
كانت تبدو عليه البساطة و الطيبة فتبعه قليلا حتى وصل احدى الفيلات المجاورة …كان يبدو من مظهره أنه البواب أو الجنايني ..قبل أن يهم بالدخول الى الفيلا اوقفه صوت ياسين
– مرحب ي عم ممكن سؤال ؟؟
– اتفضل يا ابني …خير ؟
ياسين – ان شاء الله خير يا عم … انا بأدور عن عنوان الأستاذ طارق محمد عارف انه ساكن في الناحية بس ما اعرفش فين بالضبط ؟
– خير يا ابني حضرتك تعرف الاستاذ طارق منين و عايزه ليه ؟
تردد ياسين قليلا ثم استجمع شجاعته و أجاب- انا ما اعرفوش هو شخصيا يا عم … انا من قرايب مراته من بعيد و كان ليها عندنا مصلحة عشان كدة كلفوني أدور عليها
– تقصد طليقته مدام روز ؟؟
تهللت أسارير ياسين و لمعت عيونه بأمل ظهر جليا على وجهه
– طليقته ؟؟؟ طلقها امتى ؟؟؟
– يا ابني ده طلقها بالثلاث من اكثر من ست شهور ..بس بيني و بينك قريبتك اميرة و بنت ناس و ربنا بيحبها عشان خلصها من واحد زي طارق لا هو من ثوبها ولا هي من ثوبه ….عموما لو عايز تسألهم عنها الفيلا بتاعتهم اهي اللي قدامك …و شاور ناحية الفيلا ثم أكمل بهمس
– و لو أني متأكد ان محدش يعرف عنها حاجة من ساعة ما سابت البيت …لاني سمعت الحارس بيقول أن الاستاذ طارق قالب عليها مصر كلها مش عارف يلاقيها
ياسين بفرحة لم يستطع اخفائها – لا ملوش لزوم يا عم انا هأبقى ابلغ الجماعة قرايبنا و هنعرف نلاقيها …متشكر اوي يا راجل يا طيب
خرج من المنطقة و هو يشعر بأن حملا ثقيلا انزاح من على كتفيه أخيرا
اصبح خفيفا جدا كأنما يحلق في السماء .: طلعت مطلقة !
امسك هاتفه سريعا و أتصل بجلال
– عملت اللي قلتلك عليه يا جلال ؟
– ايوة يا صاحبي هوما بالبيت دلوقت ..
– طب و الامانة الي وصيتك عليها
– جاهزة زي ما طلبت
– طب انا هاعدي عليك بسرعة اخذها و اطلع عالبيت مفيش وقت …نتقابل زي ما اتفقنا قدام القهوة اللي عالناصية
– ماشي. ..
– جلال .. اوعة عينك تغفل كدة و لا كدة لحد ما اوصل .
– ما توصيش حريص يا صاحبي
كان مروان يطالع الاخبار بضجر عبر تطبيق الفيسبوك و
راح يقرأ
– خبر عاجل: الحكم بالبرائة على السيد ياسين محمود علي المتهم في قضية إغتصا’ب القاصر مروة سليم
فجأة لفتت انتباهه الصورة الملحقة بالخبر !! تمعن قليلا و صاح بصدمة : روووز !!
أتصل فورا
معتز : الو … تسمعني كويس هقولك ايه و اي غلطة هتكلفك حياتك فاهم !!!
معتز : أؤمرني يا مروان بيه ..
مروان : …………..
معتز : علم يا باشا .
بعد اغلاق الهاتف صاح مروان فورا : مووووريس !! اطلب الطائرة الخاصة …. سننزل الى مصر حالا !
كان مصطفى يطالع الاخبار على التلفزيون بينما يحضر سيف الشاي
سيف : ايه ده يا مصطفى هو انت ناسي ماتش الاهلي ولا ايه ؟ ما تجيب قناة الرياضة بدل الاخبار الزفت دي .
مصطفى: يا عم الماتش لسة فاضل عليه 10 دقائق اشرب انت الشاي بتاعك و سيبني اشوف الدنيا بيحصل فيها ايه
سيف : هيحصل فيها ايه يعني ؟ مفيش غير اخبار مقرفة و فضايح و بس… مالنا احنا و مال الناس و سيرتهم !!
– اهي تخلي الواحد ياخذ باله من اللي بيحصل حواليه .. بص الخبر ده بص .. دي بنت قاصر على علاقة مع جوز أمها و اتهمت المدرس بتاعها بانه اعت’دى عليها … أهو ربنا كشفهم و طلع المدرس براءة
التفت سيف بالصدفة و كان على وشك أن يعلق على الخبر و لكنه صرخ فجأة : وقف وقف الصورة كدة يا مصطفى !!!
اندهش مصطفى و سيف و قالا في وقت واحد : روز !!!
مصطفى : دي بجد روز ؟؟! بس بتعمل ايه مع الجدع ده ؟؟؟
سيف : هنعرف حالا ….يالا بينا ي مصطفى
مصطفى : على فين ؟؟
سيف : هندور عالاستاذ ده ..ماهو أكيد زي ما احنا شفناها مروان كمان شافها و زمانه اتحرك فورا .
مصطفى : معاك حق .. انا هاتصل بجماعتنا فورا .
سيف : و انا هأتصل بطارق أقوله… هو عنده عيون على مروان يمكن يعرفلنا اي خبر عنه ….يالا بسرعة مفيش وقت
وصل ياسين مكان غير بعيد عن شارعهم حيث التقى جلال
– ها يا صاحبي جبت المطلوب ؟
– اهي يا اخوي …بس كنت هأتدبس في مصيبة بعيد عنك
ياسين بضحك : ليه بس ؟! حصل ايه ؟
– مش ريهام قفشتها معاي و شبطت لي فيها خصوصا ان فيها R ! قال ايه مادام مش مشتريها عشانها يبقى مشتريها لواحدة تانية و بخونها معاها .
– و قلتلها ايه ؟!
– بصراحة اضطريت احكيلها الحقيقة و حلفتلها عالمصحف كمان انها ما تخصنيش و الا ماكانتش سابتني جيتلك
– حقيقة ايه يا غبي اللي حكيتهالها ؟؟
– ما تتفزعش اوي كدة قلتلها ان الهدية تخص الجو بتاع ياسين
سألتني مين دي!؟ قلتلها وحدة خبطها بالعربية و عايشة عندهم من ساعتها …بس كدة ..
– بس كدة ؟؟
– فيه ايه يا ياسين هو انت خايف من ايه ؟؟ للدرجة دي مبقيتش تثق ف حد ولا ايه ؟؟ عموما …سيبنا في المهم
– اللي هو ؟؟
– هاااا .. عرفت عنها ايه غير ان اسمها روز ؟
– طلعت متجوزة و مطلقة و طليقها اسمه طارق محمد بيدور عليها في كل مكان
– طب و اهلها ؟!
– سألت في العنوان بتاع اهلها و عرفت أن ابوها في السجن و امها ميتة و ملهاش حد تاني .
– طب هتعمل ايه دلوقت ؟
– مش عارف ..
– انا من رأيي تصارحها يا ياسين …جيه الوقت اللي تعرف انك مش اخوها .. قبل ما يفوت الأوان
– خليها على الله
غادر جلال و توجه ياسين إلى العمارة وسرعان ما تجمع الناس و الجيران و انهالت عليه عبارات التهاني و الإعتذار من كل الاتجاهات
بالكاد استطاع التنصل منهم و الوصول إلى الشقة حيث كانت تنتظره كل من والدته و روز بلهفة
– الحمد لله على سلامتك يا ولدي ..
– الله يسلمك يا ام ياسين ..
نظر الى روز المترقبة و التي ادارت الهاتف نحوه
– عايزة اتكلم معاك حالا.
اجابها فورا : انا كمان محتاج اتكلم معاكي
نظرت روز الى سعدية بقلق ثم اومأت له بالموافقة و كانت تهم بالجلوس
– لا مش هنا …إلبسي بسرعة هأستناكي .
استغربت لطلبه لكنها لم تعترض ..دخلت الغرفة و جلس هو رفقة والدته ينتظرها
– احطلك لڨمة يا ولدي ؟
– مليش نفس يمة ..
– جلال ڨالي انك روحت للدكتورة صوح ؟
-ايوة يمة
-:طيب لڨيت ايه ؟ ڨدرت تعرف حاچة عنيها ؟؟
– اسمها روز شريف …
تردد قليلا …بينما تنتظر والدته باقي الاخبار بلهفة
فكيف يخبرها انها متزوجة و مطلقة ؟؟ هو لا يهتم لهذا لأنه تأكد الآن أنه يعشقها حتى النخاع …لكن والدته بالتأكيد تهتم. …..فهو ولدها الوحيد و اول فرحتها …رأى ألا يخبرها بشيء مؤقتا الى أن يرى ما الذي سيكون لاحقا .
– ما عرفتش غير عنوانهم سألت فيه ڨالوا مالهاش غير ابوها و هو دلوك في السجن.
– اهااا !! بس اكده !!
– وه يمة !! شايفاني ضابط اياك !! اللي ڨالته الدكتورة ڨولته
ام ياسين : طب امتى تڨولها الحڨيڨة ي ولدي ؟
كان سيتكلم لكن روز خرجت من الغرفة !
همس لوالدته : بعدين يمة ..بعدين
كانت ترتدي طرحة نبيتي و فستان من نفس اللون زادها بياضا و اشراقا ..و جعلت لون عينيها الزيتوني يظهر جليا .
بقي يتأمل سحرها الذي ينجح في كل مرة بأخذه بعيدا عن هذا العالم …اومأت له بأنها جاهزة
فاق من شروده على صوت والدته: طب يا ولدي ما تتوخروش
– احم…حاضر يمة
خرجا من الشقة و قابلهم على الدرج ذاك الشاب الأخرق الذي رمقها سابقا بنظرات قذر’ة
– الحمد لله على السلامة يا استاذ و مبروك البراءة
كان يحدثه بينما نظراته مرتكزة على روز التي اختبأت بذعر خلف ياسين فور ان رأته
انتبه ياسين لردة فعل روز و كذلك لنظرات الشاب الراغبة التي لم يستطع اخفائها…كما لاحظ الكدمة الظاهرة على انفه
– اااه…يبقى انت الوا’طي اللي قالي عليه جلال !!
طخخخ !!! لكمة قوية من ياسين على وجهه اسقطته ارضا و الد”ماء تنزف من فمه
– عشان تبقى تحرم تبص مرة تانية على حريمنا …وخذ بالك المرة الثالثة هتلاقي نفسك واقع في ناحية و عينيك في الناحية التانية فاهم؟؟
انصرف الشاب الحانق و هو ينفض الغبار عن نفسه و يمسح فكه بألم : فاهم فاهم ..و اكمل هامسا بخوف : يا ساتر ! كل ده عشان بصيت بس ؟!!
نظر ياسين الى روز التي كانت تندس خلفه برعب: يالا بينا ما تخافيش محدش هيقدر يقرب منك و انا موجود…
اخرجت هاتفها و كتبت : احنا رايحين فين؟
– ما تخافيش …مكان هاديء هيعجبك اوي
أخذها و غادرا المكان
بعد مدة وصلا الى مطعم هاديء على ضفاف النيل يكاد يكون خاليا من الزبائن في ذلك الوقت …
أخذها الى احدى اركان المطعم و كانت كل جهة منه مصممة بشكل خاص يوفر الخصوصية للزبائن… سقيفة تحتوي على مظلة من سعف النخيل و يحيط بيها جدران قصيرة مصنوعة من الخيزران و سعف النخيل و مزينة بنباتات جميلة مختلفة الألوان بتصميم جميل جدا و زادته الأضواء الملونة التي تزين تلك السقيفة رونقا و بهاءا … كان المكان اشبه بلوحة خلابة و كأنهما في احدى الجزر الاستوائية في ليلة مقمرة بديعة الجمال
لاقى المكان اعجاب روز كثيرا كانت تتأمل كل تفصيلة فيه بإنبهار بينما يطالعها هو بحب و شغف
– عجبك المكان ؟؟!
كتبت بلهفة: حلوووو اووووي …كأنه قطعة جنة .😍
– انتي احلى
ركزت روز مع آخر كلمة و نظرت الى عينيه بعدما كانت تنظر إلى كل ركن في المكان ..فأشاح فورا بعيناه في خجل و نظر الى النيل العظيم و هو يحاول ان يغير الموضوع قائلا :
كل ما احس نفسي مخنوق من زحمة الدنيا و مشاكلها بأجي هنا …بأرتاح بجد لما ارمي كل اللي جواي في قلب النيل …طول عمره كاتم اسرارنا …محدش بيفهمنا زيه.
في هذه الاثناء اتى النادل
– اتفضل حضرتك تطلب ايه ؟
نظر إليها : عايزة تطلبي ايه ؟؟
كتبت جملة: مشاوي و عصير منجا بس بشرط تاكل معاي
– حاضر يا ستي عينيا ليكي
قدم طلبه الى النادل الذي انصرف و عاد هو لتأمل النيل
وضعت الهاتف أمام عينيه لتقطع لحظة تأمله في المياه
– و يا ترى احنا جينا هنا ليه؟
تنهد بعمق : عشان فيه كلام كثير عايز اقولهولك
– و انا كمان .
قرأ ما كتبت فسأل: كلام ايه ؟؟
نظرت اليه قليلا ثم كتبت : اتكلم انت الاول
خانته كل حروف اللغة ….ترى هل يوجد معجم في العالم يستطيع تفسير الحيرة التي يشعر بها الآن …كيف يصيغ تلك الجملة المستحيلة؟؟ كيف ستكون ردة فعلها ؟؟ هل ستثق فيه بعد تلك الكذبة الفظيعة !!! ام تراه سيخسرها للأبد بعد هذه الليلة !
بينما كان يستجمع شجاعته و يرتب الحروف بجوفه كتبت هي بسرعة كلمة على هاتفها و وضعته فوق الطاولة
– ندى ….أنا مش اخوكي …و لا سعدية أمك
هاهو اخيراااا قد نطقها …أخيرا تحرر من هذا الحمل الهائل
قالها و هو يغلق عينيه بضيق يتفادى النظر إليها …يتجنب ردة الفعل التي طالما اثارت رعبه ..لكن مهلا !! لم يحدث شيء !! ألم تثر ؟؟ ألم تنصدم !!
فتح عينيه بدهشة حين وجدها تمسك يده و تضع هاتفها بين يديه بإبتسامة…جحظت عيناه و هو يقرأ تلك الكلمة التي كتبتها مسبقا قبل أن ينطق هو حتى !
– عارفة … لحظة وحدة …..يعني ايه عارفة!!!! ازاي …و امتى !!
يتبع
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉
لقراءة روايات ممتعه وشيقه اضغط هنا 👉