روايه روز وطارق لن تحبني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ميرال ميراد
– عارفة …عارفة!!
اومأت رأسها ايجابا بهدوء و ثقة
ياسين بصدمة : طب ازاي !! و من امتى !!! مقلتيش ليه ؟ 😳
عند مروان :
– ها يا معتز قدرت توصل لحاجة زي ما وصيتك ؟!
– ايوة ي باشا….الهانم حصلت لها حادثة خلتها فقدت الذاكرة و النطق و من ساعتها و هي عايشة عند الجماعة من غير ما يعرفوا عنها حاجة
تهلل وجه مروان بفرحة : بتقول فقدت الذاكرة !!!
– ده اللي عرفته يا باشا ….اوامرك ايه بعد كدة؟؟
– اقفل انت دلوقت انا الصبح هأتحرك شخصيا .
اقفل الخط و هو يكاد يطير فرحا : كدة احلوت خالص !!
الظاهر ان باب سعدك اتفتح يا مروان !! هنبتدي حياة جديدة يا روز بعيد عن الناس كلها …محدش هيأذيكي تاني يا روحي . هأعوضك عن طارق و قسوته
هاخليكي تحبيني و تثقي فيا ..هتبقي أسعد واحدة في الدنيا و اعيشك ملكة متوجة على عرش قلبي !
امسك هاتفه و أتصل بأحدهم :
– الو …و الله زمان يا باشا وحشتنا
– انا ولا فلوسي ؟ عموما انا عايزك في خدمة زي خدمة المرة اللي فاتت…بس عايزها حاجة نظيفة زيها
– احنا في الخدمة دايما يا مروان باشا .
مروان – ………………….. … . .
بس خلي بالك يا رشاد …. عايز الطلب جاهز بكرة الصبح
– صبح ايه يا باشا مش هنلحق طبعا انت عااا…..
-مش عايز اعرف …. قلتلك يكرة الصبح يا رشاااااد و ثمنها هيكون ثلاث اضعاف..قلت ايه ؟؟
– حاضر يا باشا اوامرك
اقفل الخط و هو يقول : معلش يا قلبي .. ابوكي الغبي في السجن مضطر اخلص كل الشغل بنفسي مفيش وقت .
في المطعم
وضع النادل الطلبات ثم انصرف
كان لا يزال ينظر إليها بصدمة ينتظرها تجيبه بينما
كانت تكتب له بثبات عبر الواتس و تبتسم
– ايوة عارفة …
أما امتى ؟ فمن اول يوم صحيت فيه في المستشفى .. كنت شاكة …بعدين اتأكدت …مش نفس الملامح ولا نفس العادات ولا نفس الكلام ..و كمان فيه تصرفات و حاجات كثير خلتني اتأكد اني مش من عيلتكم.
شعر بالتوتر من هدوئها …أتراه الهدوء الذي يسبق العاصفة أم ماذا ؟؟ هل تراها ستعاتبه على تلك الكذبة الرهيبة ؟؟
قال بقلق – اومال ما قلتيش ليه طيب ؟؟ كملتي في الدور عادي يعني مع انك بتقولي انك كنتي متأكدة !
ابتسمت مجددا ثم كتبت
– يمكن لاني كنت مستمتعة بالدور ده أكثر مما تتخيل …
يمكن لاني كنت شايفة في عينيكم و وسطيكم الحب الحقيقي و الإهتمام الحقيقي مش مجرد تمثيل…
يمكن لاني كنت حاسة بأمان عجيب مكنتش عايزة اتحرم منه ..
يمكن لاني فكرت كثير اوي …و خفت كثير اوي
كان يطالعها بإهتمام …و هي تفكر قليلا ثم تتابع الكتابة ..كأنما ترتب الافكار المتزاحمة بداخلها تدريجيا
– خفت لو قلتلكم من الاول اني عارفة ساعتها هتدوروا على اهلي.. مكنتش قادرة اتخيل ايه المجهول اللي هيكون مستنيني لو بعدت عنكم ؟؟ مكنتش مستعدة اواجهه لسة
بلهفة و تلقائية أمسك بكلتا يديها دون أن يشعر… و تحدث كأن قلبه من كان يتحدث لا لسانه
– مين قالك اني هسيبك تبعدي اصلا !!
انتبه على نفسه و شد يديه بخجل و هو يتجنب النظر تلك العينين اللتان كانتا تشعان ببريق مبهم…كان لهما سحر عجيب يجعله ضعيفا خائر القوى لا يستطيع التحكم بأي حركة او كلمة تصدر منه في حضرتهما .
كانت تبتسم على حركته بينما اكمل بإحراج : احنا عمرنا ما هنتخلى عنك …محدش هيقدر يوصلك. .وطول ما انا عايش
هتفضلي وحدة منينا و عايشة وسطينا لو انتي عاوزة طبعا
– بس انا عايزة اعرف انا مين… متأكدة انك عارف
توتر ياسين بشدة و لم يعرف ماذا يجيب
نظرت له بإمعان ثم كتبت : مالك ؟؟
– مفيش حاجة…بقولك ايه ..الاكل هيبرد يالا بسم الله ..و كمان كنتي هتنسيني حاجة مهمة جايبهالك
– مش قبل ما تجاوبني …أنا مين يا ياسين !
تنهد بعمق.. استجمع شجاعته و قال : اسمك روز شريف محمد ….امك الله يرحمها اتوفت من اربع سنين و ابوكي عايش بس ..
– ايه ؟؟! بس ايه ؟؟؟
– بس هو في السجن .
– ليه ؟؟؟؟
– مش عارف
– بس كدة ؟!
– ايوة
– ياسين بص لي من فضلك ….. عينيك بتقول فيه حاجة تاني .. لسة مخبي عني حاجة مهمة…ايه هي؟ .
نظر إليها مجددا …تبا لتلك العينين .. لن يستطيع الكذب عليهما بعد الآن ..
– انتي كنتي متجوزة واحد اسمه طارق محمد بس طلقك من ست شهور.
كانت تتلقى تلك المعلومات بآلية و جمود و كأنها كانت حياة شخص آخر لا تعنيها في شيء ..نظرت اليه مطولا
ثم كتبت بهدوء : تمام كدة .
ياسين بغرابة : تمام ايه ؟؟ يعني ناوية على ايه ؟؟
كتبت بإبتسامة ساحرة – ولا حاجة ..انا جعانة و الأكل برد ..و بعدين مش قلت ان عندك حاجة مهمة اوووي ؟
تعجب ياسين من تصرفها الغريب و هدوءها
– يعني ايه ؟؟! مش هتزعلي لاني خبيت عنك الحقيقة ؟؟ مش عايزة تعرفي سبب الحادثة بتاعتك ؟؟ مش هتحاسبيني لاني واحد كذاب !!!
ابتسمت له بحب و كتبت : لا ….
ياسين بإندهاش : ليه ؟؟؟
– هقولك بعد ما ناكل بقى !! يالاااا ريحة المشاوي ذوبتني
في فيلا والد طارق
كان يجلس كل من طارق و والده و زوج اخته حين أتصل سيف
وقف طارق بحماس : بجد يا سيف !!! طب انا جاي حالا
هم طارق مسرعا بلهفة : لقوا روز يا عاصم …لقوا روز
عاصم : بجد !! لقيتوها فين يا طارق ؟؟
طارق بأمل : ايوة ..سيف بيقول انهم شافوها عالتلفزيون
محمد بتريقة : اومال انتو ما شوفتوهاش ليه ؟؟
طارق : ليه هو احنا مين فينا فاضي يشوف التلفزيون ؟؟
عاصم : على رأيك ..المهم عرفتو العنوان ؟
– مش عارف لسة بس سيف بيقول أنه هيبعثلي الموقع
عاصم : طب انا جاي معاك
محمد بسخرية: سبحان مغير الاحوال …مش ده سيف اللي انت كنت عايز تو’لع فيه عشان سابتك و اختارته ؟؟
طارق بضيق : مش وقت الكلام مع ي بابا …المهم اننا نوصلها قبل ابن اخوك الوا’طي
-:دلوقت بقى وا’طي !! اومال لما اترجتك تصدقها قلتلها ليه أنك بتثق فيه اكثر منها لأنه متربي معاك و مستحيل يعملها !!
– باباااا ارجوووك !! كل ده مش مهم دلوقت . .أهم حاجة نلاقيها ..
محمد : اهااا و بعد ما تلاقوها ؟ هتتخانقو انت و سيف تاني مين فيكم هيفوز بيها ؟؟ على فكرة روز مش لعبة ما بينكم …هي كمان ليها مشاعر و من حقها تختار …الحق ده اتسلب منها مرة لما اتجوزتك غصب… ما اعتقدش إنها هتسمح بكدة تاني
نظر طارق اليه بضيق ثم اشار الى عاصم
: يالاااا يا عاصم !!
خرجا معا و بقي يطالعهما الى ان اختفيا عن الأنظار فأخرج هاتفه و فتحه على احدى الصور التي كان قد حفظها : كانت صورة لها مع ياسين فور الحكم عليه بالبراءة
راح يطالع نظراتهما لبعضهما البعض قائلا
– و الله يا ابني شكلكم انتو الإثنين خسرتوها …واضح اوي من نظرات عينيها انها اختارت فعلا
عند روز و ياسين
– ها يا ستي ..اديكي اكلتي و حليتي كمان …مش هتقوليلي عرفتي ازاي ؟
– عشان انت قلتلي كل ده لما كنت في المستشفى …
ياسين بصدمة: انا !!!!
– ايوة انت ….بصراحة انا كمان كذبت عليك ….انا عارفة كل ده من قبل ما اصحى من الغيبوبة حتى …كنت عايشة في حلم في الاول كانت زي لقطات مش مفهومة بعدين بقت الصور و الاصوات تتوضح اكثر
فلاش
– على فكرة انا معرفش اسمك ….بس انا سميتك ندى عشان انتي رقيقة زي الندى بالضبط …و اديتك اسمي لاني اعتبرتك مني و وعدت نفسي من لحظة ما خبطتك اني اكون ملزوم بيكي و مسؤول عنك …و احميكي و لو اتكلف الثمن حياتي .
بس يا ترى ايه حكايتك بالضبط…كنتي خايفة من ايه و هربانة من مين بشكلك ده ؟؟؟ و ايه الصدفة اللي خلتك اترميتي تحت عجلة عربيتي انا بالذات !! …
يوم آخر
على فكرة يا ندى انا عايز اقولك حاجة بس توعديني ما تضحكيش عليا !
مش انتي بس اللي كنتي تايهة يوميها …انا كمان كنت تايه …ههه ايوة و الله زي ما بقولك كدة…مكنتش عارف اصلا رايح فين ولا حاسب الخطوة اللي انا كنت باخطيها لحد ما حصل اللي حصل ..ساعتها حسيت اني مبقيتش تايه خلاص…بقيت عارف انا عاوز ايه .. بقى عندي هدف واحد: اني احميكي… و لو كلف الامر اخبيكي جوة قلبي عشان ما تحسيش بالرعب اللي انا شفته في عينيك قبل الحادثة بثواني
يوم آخر
عارفة يا ندى !!؟! ساعات احس بالأسف و اني لازم اعتذر منك لاني خبطتك .. و ساعات بحس اني مش محتاج اعتذر لان ربنا هو اللي حطني ف طريقك لسبب و الا كان حد تاني غيري خبطك …بس اللي انا عايزك تعرفيه ان انا مش زي اي حد …و ما دمتي وقعتي بين ايديا انا فأنتي من اللحظة دي أمانة ف رقبتي ليوم الدين …و أوعدك انك مش هتتأذي تاني.
يوم آخر
على فكرة البت مقصوفة الرقبة اللي كلمتك عنها كلمتني النهاردة …. قال ايه !! هيبلغوا البوليس تاني …ههه
بس بيني و بينك انا خايف ! خايف على نفسي ايه انتي كمان ؟؟ لا طبعا يا هبلة …انا خايف عليكي انتي !!
ايوة خايف اسيبك وحدك مرمية في المستشفى
لا عارف استخبى و اسيبك ولا قادر افضل جنبك لحد ما تفوقي … متنسيش اني وعدتك …و وعد الصعيدي سيف على رقبته …هأفضل معاكي و احميكي حتى لو اتقبض عليا
بس ساعتها انتي هتبقي لوحدك …و انا معنديش ثقة ف حد عشان أأمنه عليكي …. فوقي بقى ربنا يسترها معاكي …
فوقي عشان نختفي احسن قلبي مرعوب عليكي مش بس خايف ..كل ما اجي اغمض عيني اتخيل أن اللي انتي كنتي هربانة منه جيه و لقاكي .. مبقتش عارف اتهنى بطعم النوم من ساعة ما جبتك المستشفى .. حاسس اني في كابوس مش عاوز يخلص …فوقي عشان خاطري يا ندى فووووقي …
اهو على الأقل اشوف لك مكان مضمون اخبيكي فيه…بعدها حتى لو اتقبض عليا هيكون قلبي مرتاح من ناحيتك
في نفس اليوم
مش هتفوقي بقى !!
تنهد بحزن : مش قادر اسامح نفسي لاني السبب في رقدتك دي..ارجوكي يا ندى تفوقي ما توجعيش قلبي اكثر من كدة …
باك
كان ياسين يجلس مصدوما تعقد الدهشة لسانه بينما كانت هي تكتب بثقة و ابتسامة
– ايوة كنت معك لحظة بلحظة زي ما انت كنت معاي
كنت سامعاك …سامعة كل كلمة من اول يوم .. كل يوم كان بيعدي عليا كأنه حلم جميل … اتعودت فيه على وجودك .. اتعودت على احساس الامان معاك ..اتعودت على صوتك
عايز تعرف حاجة كمان !!!
اومأ ياسين و هو لا يزال على دهشته
– انا في الاول كنت بسمع صوتك من بعيد بيترجاني اصحى و كل مرة الصوت بيبقى اوضح لحد ما حسيت انك متهدد …. كأن فيه صوت داخلي جواي بيقولي لو ما صحيتيش هيبقى في خطر قومي بقى !!
صحيت عشانك انت بس .. عشان كدة ما تستغربش اني اتعودت عليك بالسرعة دي …الأسبوع اللي قضيته في الغيبوبة كان بمثابة حياة تانية ليا يا ياسين
كان ياسين يقرأ كلماتها لكنه يهيم في عالم مواز تماما !!
ينظر الى عينيها بشغف كبير بينما تكتب تلك الكلمات التي تذيب روحه و تزيد شوق قلبه إليها اكثر .. كان يشعر بأن ذلك البركان الذي بداخله سينفجر في اي لحظة ..مفسحا المجال لذلك العشق الكبير بأن يندفع خارجا ..رغم أنه يعلم أن عيناه قد فضحت هذا العشق منذ زمن .. يحاول ان يستجمع شجاعته ليتكلم ،لكن ماذا سيقول ؟؟ يريد ان يصارحها بحبه لكنه لا يجرؤ….شيئا بداخله يمنعه : هي لا تزال مجهولة الهوية .
من المؤكد ان ما علمه عنها ليس كل شيء ….يخشى وجود مفاجآت لا يعلمها …تبا لذلك المجهول الذي ينغص اكتمال فرحته ..تنهد بعمق أخيرا ثم قال
– عارفة نفسي ف ايه في اللحظة دي بالذات !!
اومأت له بتعجب !
فأجابها بحب : نفسي اسمع اسمي بصوتك .
اطرقت برأسها بحزن …فهي الامنية الوحيدة التي لن تستطيع تحقيقها من اجله
لاحظ سحابة الحزن تلك التي سرعان اخفت بريقهما ذاك فاخذ كلتا يديها بين يديه : بصي انا آسف…. بس الوضع ده مؤقت صدقيني … الدكتور قال معندكيش مشكلة عضوية و كله تمام انتي فقدتي النطق نتيجة صدمة عصبية…يعني في أي لحظة هيرجع صوتك تاني …عشان خاطري ما تزعليش مني
اومأت رأسها بإستسلام
– كنت هانسى جبتلك ايه ! اخرج من جيبه علبة من القطيفة
نظرت إليها بحماس بينما فتحها و اخرج منها سوارا ذهبيا رقيقا في تصميمه يحمل الحرف R و يضم قلبين متحدين ببعضهما
– دي هدية بسيطة ليكي اتمنى تقبليها
البسها إياها و هي تكاد تطير فرحا ..نظرت إليها بإعجاب شديد ثم كتبت : جميلة اوووي بس ايه المناسبة ؟؟
نظر الى عينيها و تاه فيهما : بمناسبة انك سامحتيني على كذبتي الفظيعة …بمناسبة انك طلعتي بالسلامة من العملية …بمناسبة اني طلعت براءة ..بمناسبة انك تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا دي…كفاية كدة ولا أقول كمان ؟؟
ضحكت على كلامه غير المنطقي و كتبت : لا خلاص كفاية .
– بس انا ليا عندك رجاء …اومأت بتعجب فاكمل : اوعي تشيليها !! خليها على طول في ايدك ..
امسك يدها و لمس الحرف : ده اول حرف من اسمك : روز
ثم لمس القلب الاول : و ده قلبك
و لمس القلب المتشابك معه : و ده قلبي …هيكون معاكي فأي وقت و أي مكان …حتى لو كنتي بعيدة عني المسيه بس و هتعرفي اني معاكي .
سحبت يدها و اطرقت برأسها و قد احمرت وجنتاها خجلا
ارادت ان تهرب من هذا الموقف فكتبت مسرعة: مش هنروح بقى ! انا بردانة يا ياسين
ضحك ياسين قائلا : حاضر يا ڨلب ياسين …ڨومي يالا
ابتسمت بحب و نهضت مسرعة …كتبت بخجل في هاتفها
– أخيرا سمعتها !! 😍
ثم ترددت و حذفتها فورا … لكن ياسين قد رآها و لم يعقب فقط اكتفى بإبتسامة أظهرت جاذبيته .
حاسب المطعم و انطلقا الى اقرب سيارة أجرة …تعمد ألا يتكلم …كان فقط يطالعها بشغف بينما تتأمل سوارها الجديد بحب طيلة الطريق.
يتبع
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉
لقراءة روايات ممتعه وشيقه اضغط هنا 👉