رواية سامر وتلا ج٢ الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسي
٢
وكان الوقت يمضى ممل على جوانا، تتغذى على ذكرياتها التى تحاول أن تنساها، أصبحت تتذكر جيدآ اللقطات التى جمعتها مع على بطاطا، تتذكر ملامحه بوضوح، ولا ينقصها الا ان ترسم له صوره تعلقها فى برواز فوق رأسها ذات الشعر الأسود الطويل المضجعه فوق وساده داخل غرفة مطله على الزقاق.
ذلك الوغد!! نعتنى بالهمجيه؟ تزوم جوانا بعصبيه، قال عنى الأنثى التى تحمل سيف بلقيس
اقسم اذا قابلته مره اخرى ان اصفعه على وجهه ذو الندبه الطويله الذى يحاول ان يخفيها بلحيته الجميله.
واثار انتباهها امر كانت غفلت عنه قبل ذلك، على بطاطا يرسم خطواته ويخطط لما هو قادم، يستطيع أن يقراء البشر ويثبر اغوارهم
ثم اضجعت على السرير بابتسامه عريضه، اعتقد انه الان يفكر فى ما احاول فعله، يعتقد اننى ابحث عنه مثلما قالت تلا، واذا كان يفكر بتلك الطريقه سيحرص على التواجد فى الأماكن التى اعادت الذهاب إليها.
فى الصباح ذهبت جوانا للجامعه، وبعد أن انهت محاضراتها مع تلا اللحوحه لسماع اخبار جيده كما تقول، وكأن الأنثى لا يسعدها الا رجل، لقد ظلت تلا غامضه بالنسبه لها منذ العرس وحتى الأن، هذه الفتاه تخفى امر خطير، قصدت مطعم الهانوفيل الساعه السابعه مساء، لم تكن جائعه لذلك طلبت فنجان قهوه وبالصدفه سألت النادل الذى كان يتذكرها، الشخص الذى حضر هنا معى هل رأيته مره اخرى؟
قال النادل، الكونت على بطاطا يحضر هنا دومآ لكنى لم أراه الليله
ابتسمت جوانا، يطلق على نفسه الكونت؟ حسنآ اذآ ثم نظرت فى الارجاء كانت واثقه ان على بطاطا قريب منها مختفى كعادته خلف شجره او جدار يراقبها باستمتاع فى فمه سيجاره رخيصه
طلبت جوانا فنجان قهوه اخر وتركته أمامها، دفعت قيمة الطلب وابلغت النادل عندما يحضر الكونت اخبره ان القهوه على حسابى! ثم رحلت وعلى وجهها ابتسامه خطيره تشبه ابتسامة هيباتا
تابعها على بطاطا وهى ترحل من بعيد ثم دلف للمطعم، لوح له النادل الذى كان يعرفه ، قهوتك هنا، دفعتها الانسه قبل رحيلها
وضع على بطاطا يده فوق صدره من الصدمه ، هذه الفتاه ليست سهله
بدأت تعجبنى أكثر، احتسى على بطاطا القهوه بسعاده
هذا يعنى انها بدأت تفكر به، ليس كمجرم بل كند لها
ابتسم على بطاطا، اذا كررتها سيظهر لها، سيخبرها بكل الكلمات المحشوره داخل صدره، سيمنحها الفرصه مره اخرى لتتشبث به، على بطاطا لا يمنح الفرصه مرتين، لكنها جوانا
الانسه جو تستحق أكثر من ذلك.
اسماعيل موسى
غمرت جوانا السعاده فى طريق عودتها، مجرد معرفة ان على بطاطا كان يراقبها جعلت الفرحه تسكنها، خائف ام تقيل؟ تساؤل منغص، ستغفر له خوفه اما ان يكون يتعمد إثارة فضولها امر يستحق العقاب.
وقبل ان تصعد درجات السلم، استلمت جوانا باقة ورد كبيره من الحارس حملتها بصعوبه لداخل غرفتها، مزينه بتذكره إلى الانسه جو التى تشرق الشمس على وجهها مثل البدر، مرحبا بعودتك، مع توقيع الكونت.
هاتفت تلا جوانا تطمأن على أحوالها، كان اتصال غير متوقع، خاصه أنهما افترقا منذ ساعات قليله
تلا __كيف حالك
جوانا بمزاح __ بحقك لقد افترقنا للتو؟
تلا __انت صديقتى الوحيده، كنت أشعر بالممل، فكرت ان اتحدث معك
جوانا __ لديك طفلين جميلين كيف تشعرين بالملل؟
تلا ___ بنبره عسكريه جاده، وصلتى شقتك للتو؟
جوانا بلا مبلاه، اجل
تلا ___اين كنتى كل ذلك الوقت؟
ارتبكت جوانا، كنت ابتاع احتياجاتى، حضرتك بتراقبينى؟
تلا ___متى ستفتحى لى قلبك؟
جوانا بتفكير، هذا ليس كلام عام، تلا تعرف شيء، تخفى شيء، ماذا تقصدى صغيرتى تلا!؟
ضحكت تلا، لا شيء استمتعى بوقتك، عليك أن تعرفى اننى اتمنى لك السعاده وانتظر اليوم الذى يجمعك بتعيس الحظ الذى سيتزوجك.
ابتسمت داريا بحقد، بلغها ان على بطاطا يقصد مقهى فى وسط البلد بصوره منتظمه بعد أن غير ملامحه وتخلى عن عالم الجريمه، يقولون اسمه هناك الكونت على، الكل يعرفه
اه كما انتظرت تلك اللحظه، هذا الوغد كان سبب فراقى عن سامر، سأدمر حياته واقتله بلا رحمه حتى يستريح قلبى
خرجت بنفسها لتشاهده ولمحته داخل المقهى يدخن سيجاره وأمامه دفتر على الطاوله يسجل داخله بعض الملاحظات واكواب القهوه تروح وتجيء عليه باستمرار
تأملت داريا ملامح على بطاطا، بنيته الجسديه التى نمت مؤخرآ، لقد أصبح شخص آخر بالفعل، يعتقد ان الماضى سيتركه لكن الماضى لا يترك احد
أخرجت داريا سيجاره، دخنتها باستمتاع وهى تفكر ماذا تفعل به؟
يمكنها ان تقتحم المقهى مع رجالها، ان تجره مثل كلب متشرد، تبقى امر اخر ان تعرف اين يقطن حينها ستقضى عليه
غادر على بطاطا المقهى يحتضن دفتره، وقف دقيقه خارج المقهى ينظر تجاه الشارع، سماء قاتمه ملطخه بغيمات كالاشرعه تسبح فى الفضاء
ستمطر، قال على بطاطا وهو يمشى بسرعه، ستنهمر كرات الماء فوق رأسى وتلطخ ملابسى، ثم وقف فجأه واستدار للخلف، تغيرت ملامح وجهه حتى ظنت داريا التى تراقبه من بعيد انه يراها، قبل أن يواصل سيره مره اخرى، قصد امرأه تجلس على الرصيف وجلس إلى جوارها، كانت تبيع الخضروات، راح يتحدث معها على بطاطا قبل أن يخرج من جيبه بعض النقود ويضعها فى حجرها، سأعود مره اخرى
القصه بقلم اسماعيل موسى
تحركت سيارة داريا بحذر بعد أن نزل المطر واغرق الشوارع
توقف على بطاطا على ناصية شارع كبير ثم دلف فى اول بنايه فى مواجهته
جلس على بطاطا على السلم يدخن سيجاره، اتذكر تلك اللعينه، ذلك الوجه القبيح الشرير محفور داخل عقلى، سمع خطوات تقترب منه، انكمش على نفسه فى ركن مظلم
اقتربت داريا بخطوات بطيئه نحو مدخل البنايه ورأها على بطاطا تحملق بالسلم.
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉