روايه روز وطارق لن تحبني الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ميرال ميراد
لم يغادر ذلك المكتب منذ يومين …منهمك في العمل بشكل رهيب ..يحاول بيأس ان ينسى ذلك الموقف الذي يدمي قلبه كلما تذكره ….حبيبته تنتحب لوجع شخص آخر …تتوسله الا يتركها ….تعترف بانها لم تعرف الامان و الحنان إلا معه !
أي وجع هذا !!! تساؤلات كثيرة مزقت قلبه و روحه الى أشلاء ؛
كيف اوصلها لهذه المرحلة ؟؟ أي قسوة كان يملكها ؟ كيف كان اعمى القلب و العين في آن واحد !! فلم ير كتلة الرقة و البراءة و الحنان التي كانت تقبع في غرفته طوال الوقت ؟؟
جوهرته التي لطالما رماها بإهمال في إحدى زوايا الغرفة بدل ان يحتفظ بها في قلبه و يغلق عليها بإحكام ؟
كان بإمكانه البدء من جديد ..لكانت الآن تعيش كل تلك المشاعر معه….لكانت تنعم بدفء حبه هو …اي عناد غبي هذا الذي كان يُسيٌِره ؟ فٓقٓد للأبد أغلى كنز يمكن أن يحصل عليه في حياته …لا يمكن للحظ أن يسعفه به مرتين .
يعترف بينه و بين نفسه .. انها محقة في تركه اول مرة ..و تركه ثانية
لكن ذلك الموقف …كان أصعب موقف مر عليه …
ربما أصعب من لحظة اختيارها لذلك السيف …
على الأقل وقتها لم تكن تُكِنٌُ مشاعر لسيف بل كان واضحا جدا في عينيها أنها اختارته بدافع الهروب ليس إلا ؛ كانت نظراتها يومها نظرات حيرة و تردد ….لكن تلك النظرات التي رآها في المستشفى … كانت أشبه بنار تأكل داخله …تحرق كل شيء جميل فيه …تترك فقط وحشا مستعدا للإنتقام … لفعل اي شيء للثأر من اجل كرامته
يتذكر تلك المكالمة فتستعر تلك النار أكثر….. فأكثر !!
فلاش
طارق : الو مين ؟
– هو مين اللي هيسأل عليك من غيري يا ابن عمي ؟؟ ولا تكونش نسيتني و فكرت أني انتهيت بجد ؟؟😂
طارق بغضب: انساك ازاي يا قذ”رر !! حتى لو نسيتك ..
ما اقدرش انسى طعنتك يا خاين…يا اللي كنت معتبرك في يوم من الايام أخوي …لما كنت غبي و اعمى
ضحك مروان بإستفزاز :
قال يعني انت دلوقت فتحت و كمان خذت حبوب الذكاء !! ما انت برضو غبي و اعمى زي الاول و اكثر ! 😂 😂 و الدليل إنك سايب مراتك و حبيبتك تتبرع بكليتها للصعيدي الزبا’لة ده عشان تنقذه من الموت…و انت ولا كأنك طور في ساقية
طارق بصدمة : بتقول اتبرعتله ب ايه ؟؟؟
مروان بضحكة سخرية ؛ مش قلتلك لسة غبي زي ما انت ؟؟؟ عمال تهري في نفسك في الشغل قال يعني الشغل هيهرب !
أهو انا عشان لسة فاكر حتة اخوي دي و شاري قلت ابلغك لإني عارف ان محدش هيقولك …بس بيني و بينك انت لازم تسترجل حبتين يا اخوي .. مش معقولة هتفضل معتمد عليا في كل حاجة ! هو أنا هأعيش لك لحد امتى ؟
طارق بتذكر: هو انت مش اتقبض عليك ؟؟ عرفت كل ده ازاي و بتكلمني منين ؟؟
– لا عرفت ازاي ده سري … اما اتقبض عليا فأنا لسة ما اتبنتش الحيطان اللي تضمني ولا اتولد اللي يقبض عليا …سلام يا ابن عمي ….و أكمل بإستفزاز …يا أذكى اخواتك 🙄😂
باك
كان يغلي كبركان ….و هو يتذكر شماتة مروان به …لابد له أن يفعل شيئا …لا يمكنه البقاء مكتوف اليدين
في غرفة مروان
يتمدد على سريره بإبتهاج ….كيف لا و قد ألقى بقنبلة موقوتة يعرف جيدا مداها و خطرها ..طارق لن يمرر الامر مرور الكرام
يمسك بصورتها و هو يبتسم بخبث
– انتي اللي عايزة كدة يا روز .. انا وعدتك نبتدي من جديد و اديكي اللي محدش هيقدر يديهولك …انتي اللي اخترتي طريقك …اتحملي انتي و الحشرة اللي فضلتيه عني ده
تذكر ابن عمه فضحك بسخرية
– ما تتخيلش يا طارق انت هتخدمني خدمة العمر ازاي بسبب غبائك المتأصل ده
هتخلصني منهم هوما الإثنين و انا قاعد في مكاني من غير ما اتحرك ولا اعمل اي حاجة ….انا مكانش بيربطني بالبلد دي غير روز …و اهي اختارت صفها خلاص … متأكد إنك مش هتقف تتفرج عليها
أول ما الحكاية تخلص و تاخذ انت الاعد”ام اسافر من هنا خالص .. مش قلتلك انا اللي باكسب دايما ؟؟ و ضحك عاليا
يستلقي مصطفى على فراشه بسهادة …لأول مرة يجافيه النوم …
طيفها لا يفارقه…تلك السمراء الغامضة … الخجولة بطريقة آسرة …لم يسبق لاي فتاة أن خطفت انفاسه كما فعلت هي
يتمنى فقط لو ان لديه الجرأة للعودة ثانية فقط كي يراها. ..لكن للأسف ليس لديه اي سبب للعودة هناك….
يقوم من مكانه و يخرج للشرفة
يشعل سيجارة و يتنهد بعمق و هو يأخذ نفسا
يدعو الله ان يدبر بعد ذلك أمرا …
عند طارق
أتصل على سيف : الو
سيف : طارق !! خير ؟؟ ايه اللي فكرك بيا في الوقت ده ؟
طارق : معلش يا سيف محتاج منك خدمة بس
سيف بتعجب : خدمة الساعة 12 بالليل ؟؟
طارق بضيق : الامر ضروري
سيف : اتفضل …اقدر اساعدك ب ايه ؟
طارق : هو صحيح اللي سمعته عن روز ده ؟؟
سيف بلا مبالاة: و ايه اللي سمعته ان شاء الله
طارق : سيف بلاش كثر كلام انت عارف انا بأقصد ايه
تنهد سيف بعمق : ايوة… . عارف
طارق : يعني الكلام ده صحيح ؟؟؟
سيف بإستسلام : ايوة صحيح و رحت زرتهم في المستشفى كمان …و الظاهر كدة من صوتك انك انت كمان عرفت .
طارق بغضب : معقوووولة !!! يعني كلامه طلع صح !!!
سيف : هو مين ده …الوووو … طااااارق !! الووووو !!!
اقفل الخط بغضب و أتصل مرة أخرى
طارق : الووو. …عاصم …آسف اني صحيتك …انا محتاج منك خدمة حالا
عاصم بنعاس : مش هتستنى الصبح يعني ؟؟
طارق بغضب : لا مش ممكن …فوق و صحصح معاي حالا !
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
كانت تسير في ممر طويل طلي باللون الاسود من الجهتين مما زاده ظلاما …يمسكها احدهم من يدها و لكنها لا تستطيع رؤيته….بالكاد كانت ترى موضع قدمها ..كل ما كان يرشدها هو ذلك النور القادم من بعيد في آخر الممر …كانت تسرع في الخطى و هي تسحبه نحو النور معها …تشعر باقدام خلفهما تحاول اللحاق بهما و اصوات غريبة غير مريحة
اغمضت عيناها و هي لا تزال ممسكة بذلك الشخص المجهول ثم راحت تركض في اتجاه النور بكل سرعتها و فجأة تسمع صوتا حنونا يناديها من الخلف ..نعم تذكرته…أنه صوت والدتها تنادي عليها
روان : رووز وحشتيني اوووي يا روحي ..مش آن الأوان بقى ؟
كانت ستجيبها و اخذتها رجلاها بخطوات حثيثة للوراء نحو مصدر الصوت لولا أن سمعت صوتا آخرا قادما من ناحية النور
يرجوها : لا يا روز …ارجوووكي ما تسيبينيش …انا محتاجلك اكثر …ارجوكي ترجعي عشاني يا روز .. ارجعي
نظرت روز الى الامام ثم للخلف و هي في حيرة من امرها فكرت للحظات وسط تداخل الاصوات من حولها لكنها حسمت امرها …و قررت مواصلة الطريق نحو النور و التفتت إلى الجانب المظلم و هي تقول
– آسفة يا ماما بس هو محتاجلي اكثر مش هاقدر اسيبه دلوقت …تقدمت خطوات نحو الامام و اذا بالمجهول يفلت يدها ..حاولت التشبث به لكنه افلتها ثانية …لم تستطع تحديد ملامحه لكنها كانت تستطيع رؤية ابتسامته الحزينة رغم الظلام …لم تستطع روز التوقف اكثر فقد اقتربت الاصوات اكثر فتركته و اسرعت نحو نهاية الممر…لذلك المبتسم الواقف… و الفاتح ذراعيه لها بحب
لتنتفض برعب من هذا الحلم المرعب و هي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم : يا ساتر يا رب .. ايه ده !!!.
تفقدت هاتفها فوجدت الساعة تقارب الثالثة ..حاولت الوصول إلى قارورة المياه لكنها لم تستطع. .. الألم يزداد. ..و فجأة
تذكرت ياسين فتنهدت بعمق : عارفة اني وحشتك …
انت كمان وحشتني اوي بس ما اقدرش اسيبك تشوفني في الحالة دي…..آسفة اني وجعت قلبك ..بس لازم تستحمل
كان يتقلب بألم لا يستطيع التفكير في أي شيء سوى تلك الرسالة : من صاحبها و ماذا يقصد ؟؟ ذلك الليل اللعين لا يريد ان ينقضي ..يريد ان يفهم الموضوع ….معناها ايه بعد اللي حصل ؟؟ هو ايه اللي حصل ؟؟
يريد أن يرى حبيبته و يفهم سبب تأخرها عنه ! لا يجد إجابة لأي سؤال …غموض كبير يحيط به منذ ان استيقظ و هو ما أرقه اكثر ..
ليلة طويلة على جميع ابطالنا …بين الحانق ….و الحائر و العاشق. و الخائب .. و الخائف …و الشامت …و لكل منهم خططه و آماله و أحلامه …لكن الله مسير الاقدار وكاتب الخطى و مدبر كل شيء و هو من تسري مشيئته على الجميع
أخيرا يطل يوم جديد على أبطالنا
وصل جلال مع سعدية و شيماء في نفس اللحظة إلى المستشفى
جلال : صباح الخير يا حجة اخباركم ايه
سعدية : صباح الخير يا ولدي ..الحمد لله
جلال : اومال جماعتكم فين ؟
شيماء : قلنا نسبڨهم احنا الاول ..چايبين الفطار و هوما جايين ورانا
جلال : طب يالا هندخل سوا لياسين
شيماء : لع احنا عنشڨ على ندى الأول
سعدية : مش واكلة حاچة من امبارح تلاڨيها يا حبة عيني هفتانة
مشوا في طرقة المستشفى و ابتعدت سعدية امامهم قليلا
همس جلال بضحك : مصرة تسميها ندى برضو ؟؟ اسمها روووز يا شيماء ..هو صعب اوي ؟؟
شيماء : اسم لابڨلها ندى أكثر يا چلال
جلال : ماشي ..يله انا رايح اشوف ياسين على ما توصلو
شيماء : حاول تلهيه بأي حديث يا چلال عارفة أنه عيفضل مستنيها على نار …و يسألك عنها
جلال : اخوكي دماغه ناشفة …ربنا يستر بس
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
دخل جلال الى غرفة ياسين مبتسما : صباح الخير يا بطل
ياسين بقلق : صباح الخير يا جلال ..اومال الجماعة فين ؟
جلال : جايين وراي
دهش جلال على الفور و هو يرى صديقه بحال يرثى لها
جلال : مالك يا خويا …شكلك ما نمتش خالص ؟؟ حاسس بحاجة انادي على الدكتور ؟؟
ياسين بضيق : لا مفيش داعي ..انا كويس ..
جلال بقلق : مش عليا يا ياسين …هو ايه اللي حصل يا صاحبي انت عمرك ما خبيت عني حاجة ! امبارح مكنتش كدة
تردد ياسين قليلا ثم اخرج هاتفه و اعطاه الى صديقه
دهش جلال و هو يرى تلك الرسالة …و فهم ما لم يفهمه هو
ياسين : اللي بعثها يقصد ايه بالكلام ده يا جلال ؟؟
جلال بتوتر : و انا ايش عرفني !!!
ياسين :صحيح انا عمري ما خبيت عنك حاجة بس انت مخبي عني كثير …عينيك بتقول كدة .
جلال : هو انت هتقعد تفكر بصاحب الرسالة بيقصد ايه و تنسى انها اصلا رسالة تهديد بالق”تل ؟ احنا لازم نتصرف فورا
ياسين : نتصرف ازاي ..انا مرمي في المستشفى و روز في خطر ؟؟
اخذ جلال الهاتف و صور الرسالة و الرقم قائلا
جلال : انا هأتصل بالضابط مصطفى و ابلغه …أكيد هو هيقدر يعرف مين اللي باعثها ما تخافش انت… روز في أمان صدقني
اخذ ياسين هاتفه و كان سيتكلم لكن الباب قد فتح
توجه بانظاره نحوه بلهفة و هو يرى والدته و اخته تدخلان
سرعان ما اكتسحت خيبة الامل ملامحه حين وجدهما يدخلان بمفردهما و يغلقان الباب
– صباح الخير يا ولدي كيفك اليوم ؟
ياسين : صباح الخير يمة ..الحمد لله
سعدية : كيف صحتك يا ضناي .. اني چبتلك فطار عليه الڨيمة عارفة ان فطار المستشفى مش قد اكده ..هاتي السبت يا شيماء
ياسين بمقاطعة: ملوش لزوم يمة …مليش نفس
سعدية : وه يا ولدي ديه كلام ؟؟ اومال عتطيب كيف ؟
ياسين بحزن : روز ماچاتش معاكم ليه يمة ؟
نظرت الى شيماء التي اجابت بالنيابة عنها
– بصراحة احنا ما رضيناش نصحيها ڨولنا نسيبها تڨوم براحتها
و بعدين هي امبارح ڨالت انها عتتصل عليك أول ما تصحى
ياسين : تقومو تسيبوها في البيت مع حامد وطاهر و امه ؟؟؟
شيماء بتردد : لااا…ماهو.. طاهر و حامد راحوا مع جلال عشان أمي قالت لهم البنية غريبة و اكده !
اردف جلال بكذب : ايوة يا ياسين طاهر و حامد جوم معاي البيت دي مش حاجة تفوتني برضو
كان جلال يعلم أنه لن يصدقهم و لكن لا بأس من المحاولة….
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
تطلع ياسين اليه بشك: هي روز فين بالضبط يا جلال و اوعة تقولي انها عندنا !! لو كانت عندنا كانت جات معاهم
لم يعرف جلال ماذا يقول …فجأة و في هذه الاثناء رن هاتفه برسالة منها على الواتس
– الحمد لله على سلامتك اخبارك ايه
نظر إليهم ففهموا انها منها ..
سعدية : طب يلا يا شيماء خلي اخوكي يفطر براحته
جلال : و انا كمان عندي شغل هأبقى أعدي عليك بعدين و نكمل كلامنا
اومأ ياسين بدون أن يتكلم
غادر الجميع فحاول ان يعتدل في جلسته على مضض و إجاب
– الله يسلمك ..انتي اخبارك ايه
– كويسة الحمد لله ..لسة صاحية قلت اتطمن عليك
– الحمد لله …اومال ما جيتيش معاهم يعني ؟
– كنت تعبانة شوية و قلتلهم هأجي لما ارتاح
– طب ما اتصلتيش ليه بدل الكتابة ؟ انتي عارفة اني عامل عملية ما اقدرش اكتب !
توقفت قليلا ثم اكملت الكتابة
– انت عارف الظروف اللي مريت بيها مكانتش سهلة …اعصابي لسة تعبانة ….محتاجة ارتاح كام يوم
ياسين : و ماله ارتاحي…براحتك خالص اهم حاجة اعصابك
كانت تشعر بالوجع الشديد في إجاباته بينما يشعر هو ببرود و لا مبالاة في اجاباتها .. لا يعلم انها كانت تذرف شلالات من الدموع تمنعها من التركيز في الحروف التي تكتبها ناهيك عن الوجع الجسدي الذي كان يمزقها …توقفت قليلا تستمد بعض القوة ثم أكملت بألم: طب انا هاقوم أساعد طنط فاطمة في ترويق البيت على ما ماما و شيماء يرجعوا
ياسين بجمود : تمام
انهارت فورا و رمت الهاتف من يدها و هي تبكي بحرقة و الوجع يزداد حتى صار نحيبها مسموعا
دلفت شيماء الى الغرفة مرتعبة على صوتها و هرعت مسرعة نحوها و هي تصرخ : ندى مالك يا ندى حاسة ب ايه !؟؟
خرجت مسرعة تنادي احدى الممرضات : نادي الدكتور حالاااا !
جلال : الو صباح الخير يا حضرة الضابط
مصطفى : صباح الخير…مين معاي ؟
جلال : حضرتك نسيتني ولا ايه انا جلال صاحب ياسين انا اتصلت بيك قبل كدة
– اه افتكرت …اخبارك ايه و أخبار الاستاذ ياسين ايه ؟
– الحمد لله…بصراحة انا اتصلت بيك عشان فيه مشكلة
مصطفى : خير ؟؟
– ياسين وصلته رسالة تهديد بالقتل هو و روز ..
مصطفى : بتقول ايه ؟؟! انا جاي المستشفى حالا !
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
خرج الطبيب من من غرفتها فتوجهت اليه شيماء و جلال بخوف : خير يا دكتور ؟؟
– حالتها النفسية مش كويسة و ده بيؤثر على تقبل الجسم للعلاج اللي بنديهولها…… ارجوكم تبعدوها عن اي انفعالات هي حاليا ضعيفة محتاجة ترتاح نفسيا و جسديا عشان جسمها يستعيد نشاطه بعد التبرع…انا اديتها مسكن للألم و مهديء عشان تنام ..يا ريت محدش يكلمها قبل 8 ساعات على الأقل .
غادر الدكتور و بقي جلال و شيماء ينظران الى بعضهما بحزن
جلال : طب و الحل ؟؟؟ هما الإثنين اعند من بعض
شيماء : و الله ما انا عارفة اڨولك ايه ؟!
جلال : انا رايح مشوار و راجع يكون الضابط مصطفى وصل مش هاتاخر قوليله يستناني
لمعت عيون شيماء حين ذكر اسمه و فورا تغير لون وجهها
جلال بتعجب : مالك يا بت؟
شيماء بخجل : هاا . .لا مليش…بس هو چاي ليه ؟
جلال وهو يغادر مسرعا : انا اتصلت بيه عندي شغل معاه ..زي ما فهمتك هاا !
اومأت رأسها و هي شاردة …تتذكر نظراته بالأمس
و هي تهمس في نفسها : يا ترى ايه حكايتك يا حضرة الضابط
افاقت من شرودها على صوت والدتها برفقة طاهر و والدته
– شيماء ! يالا يا يت نشوف اخوكي الجماعة وصلوا عايزين يتطمنوا عليه .
شيماء : حاضر يمة …بس الدكتور قال مينفعش كلنا ندخل
دخل حامد خلفهم بعد أن ركن السيارة : انا هأستنى مع شيماء برة يا حجة لحد ما الجماعة يطلعوا من عنده .
شيماء : تمام ..يله بينا
طارق : هاااا فهمت هتعمل ايه ؟
مجهول : فهمت يا استاذ طارق …عايز التنفيذ امتى
طارق : هأبعثلك امتى و فين في الوقت المناسب
مجهول : طب و الاتعاب
طارق : مش هنختلف المهم بعد التنفيذ…و أهم حاجة زي ما اتفقنا حتى لو اتمسكت اسمي ما يطلعش من بوقك…فاهم !!
مجهول : ما تخافش محدش هيقدر يمسكني..دي مش اول مرة
طارق : خلاص استنى مني تلفون .
وصل مصطفى إلى المستشفى
كان يدعو الله ان يجدها ..فتلك الرسالة التي جعلته يعود في اليوم الموالي ليست مصادفة …. بل من المؤكد انها الاقدار قادته إليها من جديد
وصل الى الرواق الذي تقع فيه غرفة ياسين
رآها من بعيد تتكلم مع حامد
وصل اليهما و قد بدا الضيق جليا على ملامحه
اندهشت شيماء لرؤيته بتلك الحال
– سلام عليكم
رد الاثنان : و عليكم السلام
حامد : مين حضرتك ؟
مصطفى : الضابط مصطفى محمود عوض
نظر في الارجاء : هو جلال مش موجود ؟
شيماء بتذكر : راح مشوار و زمانه راجع
سألها مصطفى بجدية و هو يحاول ألا ينظر إليها ؛ ما قالكيش هيتأخر او لا
شيماء : لا ڨال راجع بسرعة بيڨولك استناه
مصطفى : طب ممكن ادخل للأستاذ ياسين ؟
لاحظ حامد نظرات غريبة بينهما رغم أنه كان يحاول قدر الامكان تجنب النظر إليها فأجابه بحدة
حامد : ابن عمتي تعبان ميڨدرش يستڨبل ناس كثير…
في هذه الاثناء خرجت سعدية و طاهر و فاطمة
مصطفى بإحترام : صباح الخير يا حجة ازيك
سعدية : الحمد لله كيفك انت يا ولدي ؟
مصطفى : الحمد لله …ممكن ادخل عايز الاستاذ ياسين في موضوع لو كانت حالته تسمح
سعدية : بصراحة هو تعب حبتين الافضل تستنى لوڨت تاني ي ولدي
في هذا الوقت وصل جلال مسرعا
– مفيش داعي يا حجة …. انا هاتكلم معاه .
اخذه جلال على جنب و لاحظ نظراته الحادة الى حامد و كان هذا الأخير يبادله نفس النظرات الحارقة
– مالك يا حضرة الضابط هو حامد ضايقك بحاجة؟؟
مصطفى : لا أبدا …ها قل لي ايه الرسالة ؟؟
– بص انا صورتها و حفظت الرقم عندي اتفضل …
مصطفى : تمام احنا هنتصرف ..خلينا على تواصل .
خرج و هو يسترق نظرات ناحية شيماء و قد لاحظ جلال ذلك دون ان ينتبها .
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
في اليوم الموالي
كانت سعدية مع جلال في المستشفى تهم بالخروج حين قابلهما مصطفى داخلا و هو يحمل بعض الأغراض
جلال : حضرة الضابط ازيك ؟؟
مصطفى : الحمد لله يا جلال …نظر الى سعدية قائلا
– ازيك يا حجة عاملة ايه و ياسين اخباره ايه ؟
– كويسين يا ولدي .
نظر جلال الى هيئته متعجبا : كان لباسه مختلفا …مظهره شبابيا اكثر في تلك الملابس غير الرسمية على خلاف مظهره الذي تعود عليه بالبذلة ….فسأله بتعجب : خير يا حضرة الضابط يعني ما اتصلتش عليا قبل ما تجي ؟
مصطفى : لا انا النهاردة اجازة …جاي ازور روز و جايبلها شوية حاجات ..عن اذنكم
غادر مصطفى وسط دهشة جلال الذي نظر الى سعدية قائلا
– يزور روز ؟؟؟ هي ايه الحكاية با حجة ؟؟!
سعدية : ولا حكاية ولا رواية يا ولدي …لما جوم عند روز ڨالت انهم چيرانها من زمان و متربيين سوا و بيعزوها زي اختهم
خرج جلال و هو يحاول ربط الأحداث ببعض و قد استنتج بعض الامور
مصطفى : ازيك يا روز …حاسة نفسك احسن النهااردة؟
روز بإمتنان : الحمد لله يا مصطفى ..مكانش فيه داعي تتعب نفسك .. ماما سعدية مش مخلياني محتاجة حاجة.
مصطفى : ما تقوليش كدة يا روز احنا اخوات
روز بإحراج : هو سيف عامل ايه ؟؟
مصطفى : هيتخطى الموضوع …ما تقلقيش عليه
روز : بس ايه الشياكة دي …حاساك متغير اليومين دول
مصطفى بتوتر : متغير ازاي ؟! لا أبدا !!
روز : على فكرة شيماء بنت حلال ..انت بس شد حيلك و انا اوعدك اول ما نطلع من المستشفى و اخوها يخف هاتوسطلك في الموضوع شخصيا
مصطفى بلجلجة : شيماء ايه و تتوسطي ايه …لاااا انتي فكرك راح لبعيد …عموما حمد لله على السلامة .. عن اذنك
خرج مسرعا و ابتسمت روز على خجله : مش عليا يا مصطفى و النبي انتو الإثنين وقعتو و محدش سمى عليكم .
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
مر يومين بدون تغيير
تحسنت حال ياسين و روز قليلا و اصبحا يستطيعان الوقوف و الحركة قليلا
كان جلال خارجا من غرفة ياسين فوجد مصطفى قادما ناحية الغرفة فاوقفه مسرعا: ها يا حضرة الضابط …عرفت اي جديد ؟؟
مصطفى : للأسف يا جلال الرقم مش متسجل ..ما قدرناش نوصل لحاجة …و كمان عاملين احتياطنا بس مفيش اي حركة مشبوهة في الناحية….كله نظيف بس زيادة احتياط انا كثفت الحراسة على أطراف المستشفى تحسبا لأي طاريء
اخذه جلال و جلسا باقرب كرسي بجانب الغرفة
جلال : بص يا حضرة الضابط .. انا اعرف ياسين من و احنا عندنا 6 سنين …هو ملوش أي أعداء أو ناس تتمنى مو”ته بالعكس كل الناس بتحبه ….بس احنا ما نعرفش اي حاجة عن روز …بس انت تعرفها كويس وعارف مين له مصلحة ف مو”تها
مصطفى : عايز توصل ل ايه يا جلال ؟
– عايز اعرف اللي احنا ما نعرفوهش عشان احنا كمان ناخذ بالنا و ما نفضلش خايفين من المجهول …زي مثلا حياة روز قبل ما تفقد الذاكرة …يمكن نقدر نساعد بعض و ننقذ حياتهم…
سكت قليلا و هو ينظر الى مصطفى الذي راح يفكر في كلامه
فأردف جلال : على فكرة انا من الاول كنت شاكك ان لهفة سيف اخوك على روز مش طبيعية …و تاكدت من شكوكي بعد ما عرفت من أم ياسين انكم كنتو جيران
تنهد مصطفى بعمق ثم قال :
– سيف بيحب روز من زمان اوي …بس هي عمرها ما بادلته الحب ده …اتجوزت طارق و اتطلقت منه بعد ما ابن عمه القذ”ر اتهمها في شرفها و هو صدقه
جلال : مروان مش كدة ؟؟
– ايوة هو …. بعد ما اتطلقت طليقها عرف الحقيقة و صمم أنه يرجعها بس هي رفضت لحد ما ف يوم الحادثة ….
تردد مصطفى قليلا و هو يتذكر ما حدث..
جلال : هااا …و بعدين ؟؟
مصطفى : يوم الحادثة كان يوم كتب كتاب روز و سيف ..بس ابوها منع كتب الكتاب في آخر لحظة …و مش بس كدة ..ده اخذها بالقوة ..و حاول يبيعها لمروان مقابل الفلوس…عشان كدة هربت من الفيلا ..و ما عرفناش نلحقها ..و الباقي عندكم
جلال بصدمة : ايه ؟؟؟؟ يبقى اكيييد عشان كدة حصلها انهيار عصبي و فقدت النطق !!!
اومأ مصطفى : يمكن …المهم اكثر اثنين مشتبه فيهم هوما مروان و طارق …سيف مستحيل يعمل حاجة تضر روز
لم يكن كل من جلال و مصطفى يعلمان بذلك الواقف خلف الباب يكاد يهوي من الصدمة من هول ما سمع و هو يهمس لنفسه بألم و يمسك بإطار الباب كي لا يقع
– كانت هتتجوز يوم الحادثة !!!
بقلم آلاء إسماعيل البشري
مر اسبوع بدون احداث تذكر ..نفس الروتين للجميع
كان ياسين يسأل عن روز بإستمرار و لا أحد يعطيه إجابة مقنعة …تحدثه عبر الواتس قليلا ثم تغلق مسرعة .. تتجنب بكل الطرق المكالمات الهاتفية .. ما الذي يمكن أن يشغلها اسبوعا كاملا ؟؟ تغيرت معاملتها كثيرا منذ أن خرج من تلك الغرفة اللعينة التي غيرت حياته
ليته لم ينج من تلك الحادثة …كي لا يضطر لعيش مثل هذا الشعور المرير … باتت تسيطر عليه افكار عديدة
“أكيد رجعت لحبيبها الاول سيف بعد ما استرجعت ذاكرتها”
” أكيد مش قادرة تواجهه انها بتحب واحد تاني و انها كانت بتحبه زي اخوها مش اكثر
اصبح شبه مقتنع بفكرة انها لم تكن له يوما …. لم تحبه يوما كان يعيد حساباته مرارا …. و يلوم نفسه مرارا …على تعلقه بالمجهول
بالمقابل …كانت تحترق بنار الشوق في اليوم ألف مرة
يفصلهم طابق و عدة غرف فقط و مع هذا تشعر بأنهما بعيدين جدا .. كنجمين …. متجاورين .. لكن بينهما عشرات السنين الضوئية …تعلم أنه بائس من دونها لكن ليس بوسعها فعل شيء .
يتبع
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉
لقراءة روايات ممتعه وشيقه اضغط هنا 👉