رواية عاصم وسوار نبض قلبي الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم لولا
كانت تجلس في غرفتها وهي تحاول محو صورته من ذهنها والتي اصبحت تحاصرها في صحوها وفي منامها....
انتبهت لرنين هاتفها الذي يلح باصرار ، شعرت بالتوتر يغزو اطرافها عندما رأت اسمها ينير شاشه الهاتف..
كانت ستتجاهل الرد عليها ولكن شيء ما بداخلها دفعها لتجيبها ..
دارت حول نفسها يتوتر وهي تفرك كفيها في بعض ولكنها حسمت امرها وقاومت توترها واجابتها بصوت حاولت اخراجه قوي وثابت كعادتها الا انه خرج مهروز وضظرب!!!!
آااالو...
جائها صوتها اللاهث المتلهف : الحقيني يا ست سميه!!!
سميه بتوجس وارتباك: ف في ايه ممالك يا زفته انتي...
قالت بدور بتحسر: كل اللي عملناه راح علي الفاضي .
سالتها سميه يعدم فهم : ازاي يعني راح علي الفاضي ، ما تتكلمي علي طول وتجولي اللي عندك من غير لوع!!!!!
تحدثت بدور بنبره متغاظه: الست سوار سابت البيت ومشيت وعاصم بيه ولا اتهزت له شعره وبعت جاب اخوها اهنيه وقالوا اختك معادتش تلزمني وورقه طلاقها هيبعتها علي بيته....
ارتسمت معالم السعاده علي وجه سميه وارتخت في جلستها وتحدثت بانتصار وهي تلف خصله من شعرها حول اصبعها: في داهيه المركب اللي تودي،
ثم اضافت بنبره ساخره: هو ده اللي تعبنا راح ع الفاضي ده احنا طردناها شر طرده!!!!
اضافت بدور بسخريه واستنكار: ما تفرحيش جوي اكده ، اصلك ما تعرفيش عاصم بيه ناوي يعمل ايه...
اعتدلت سميه في جلستها وسالتها بارتياب : وهو ناوي علي ايه ان شاء الله...
استرسلت بدورتجيبها بوضوح: ناوي يكتب كتابه علي الست ناريمان يوم الخميس اللي جاي في البلد وانصل بابويا الحج سليم وجاله انه چاي البلد يوم الخميس ومعاه مفاجاة هتقلب الدنيا كلها ....
جحظت عين سميه ونهضت من علي الفراش وهي تهدر بصراخ : واااااه ، هيكتب عليها ...
تاني يا عاصم ، هتعيده تاني ،بعد كل اللي عملته علشانك تروح وتتجوز غيري ...
كان عاصم يستمع الي صراخها والدماء تكاد تنفجر داخل عروقهً من شده غليانها قهراً وغضباً ...
فهو جعل بدور تتحدث من خلال مكبر الصوت ...
نظر الي بدور يحثها علي اكمال حديثها معها مثلما آمرها...
هتفت بدور بنبره هادئه تحاول بها تهدئه بركان سميه المشتعل: اهدي بس يا ست سميه ، انا حكيت لك كل اللي حصل علشان تلحقي تتصرفي قبل الفاس ما تقع في الراس ويتجوزها..
صاحت سميه بغل: علي جثتي لو اتجوزها ، ده المره دي اقتلهم هما الاتنين وارتاح منهم طالما مش هيكون ليا يبقي مش هيكون لغيري وكفايه عليه اليومين اللي عاشهم مع الست هانم يتاعته...
ارتعش بدن بدور من حديث سميه وهتفت بخوف لم تستطع ان تخفيه: واااه قتل ايه بس يا ست سميه ، ده عاصم بيه ما يهونش عليكي برضك ، وزي ما جدرتي علي الست سوار تجدري علي التانيه...
توحشت نظرات سميه وهسهست بفيح افعي: عندك حق يا بت يا بدور زي ما قدرت علي واحده ، هقدر علي التانيه ، انا محدش يقف قصادي ابداً واللي يفكر يعملها اقتله واشرب من دمه ...
ثم آمرتها قائله: اقفلي انتي دلوقتي لحد ما اشوف هتصرف ازاي وعاوزاكي تفتحي عنيكي وودانك كويس واي حاجه تخصل تبلغيني بيها علي طول.
اجابتها بدور بطاعه:اللي تآمري بيه يا ست سميه .
اغلقت الخط معها وهي تنظر لعاصم الذي كان يتطلع للفراغ امامه بنظرات متوحشه وهي يتوعد سميه بالهلاك .
....................
في المساء..
كانت تجلس مع ملك في شرفهً منزلهم الصغيره تتابع حركه الناس في الشارع بشرود ، فكل واحد يمشي في طريقه لا احد يعلم ما بداخله الحزين بجانب السعيد ، والمريض بجانب المعافي ، الطيب بجانب الخبيث !!!
ولكن الحياه تسير برتمها السريع لا تتوقف علي احد وهذه حكمه الله في تدبير ملكه...
خرجت من شرودها عندما تقدمت منها ملك وهي تضع امامها كوب من الشاي الساخن وهي تجلس علي المقعد المقابل لها قائله: احلي كوبايه شاي لاحلي سوار في الدنيا كلها ...
تناولت منها الكوب وهي تبتسم شاكره لها: تسلم ايدك يا ملوكا ..
هتفت ملم بمرحها المعتاد: الف هنا يا سو يا حبيبتي
والله وحشتني قعدتك والرغي معاكي زي زمان..
ابتسمت سوار بحنين لايامهم معاً وهتفت بشجن: كان زمان يا ملك ، كل حاجه حلوه كانت زمان ، لو الواحد كان يعرف اللي هيحصل له لما يكبر كان اتمني انه يفضل صغير طول عمره علشان ما يتوجعش ولا قلبه ينجرح ....
شعرت ملك بالحزن علي حال صديقتها ، ربطت علي قدمها وهتفت تحدثها بنبره حنونه: متقوليش كده يا سوار انتي ست قويه ومفيش حاجه تقدر تهزمك بسهوله ، وبعدين احنا جنبك ومعاكي ومش هنسيبك ابداً ، كل الحكايه انك محتاجه ترتبي افكارك علشاقويه يا ملك قبل ما اعرفه ، انا لما ايمن غدر بيا واتجوز عليا ما اترددتش لحظه وانا باخد قراري اني ابعد عنه واطلق منه ....
صمتت وهي تبتلع رمقها بصعوبه واضافت بغصه في قلبها : لكن هو لا ،لما سابني شهر معرفش عنه حاجه وفي اكتر وقت كنت محتجاه وملقتهوش جنبي ،ما قدرتش اقسي عليه وقعدت استناه وانا بخلق له الف عذر لغيابه!!!
لما رجع لي ومعاه واحده وبيقولي انها مراته ، فضلت اهدده بالطلاق وانا مش قادره اخد القرار ان امشي واسيبه واطلب الطلاق زي ما عملت مع ايمن.
بقيت ضعيفه قدامه ، مقاومتي ضعفت ، في حاجه موقفاني ومش عاوزاني ابعد ....
هتفت ملك تباغتها بحقيقه مشاعرها : علشان بتحبيه يا سوار ، ملهاش تفسير غير كده انك بتعشقيه مش بس بتحبيه.
اخفضت راسها بخزي من مشاعرها واجابتها : للاسف دي الحقيقه اللي مش قادره انكرها ولا اهرب منها وفي نفس الوقت بقيت كارهه نفسي بسببها.
بحبه لدرجه ان قلبي وجعني من كتر حبه ، واكتشفت اني معرفتش يعني ايه حب الا معاه وان اللي قبله كان اعجاب وعشره مش اكثر...
قدر يقتحمني ويفرض حبه عليا ، احتواني ، غرقني فيه ،وفي الاخر طلع كل ده كدب ووهم زي ما قال.
كادت ملك ان تجيبها الا ان صوت ايهاب الذي جاء من خلفها جعلت تصمت....
تقدم ايهاب للداخل وسحب مقعدا ً وجلس معهم داخل الشرفه وهتف ايهاب بتاكيد:وانا متفق معاكي في كل كلمه قلتيها ، فعلا انتي بقيتي ضعيفه قدامه وهروبك من البيت محاوله اخيره منك علشان ما تستسلميش للي عمله معاكي وترضي بيه...
نظرت له بتقدير لفهمه مشاعرها بالشكل الصحيح ...
ثم تابع ايهاب يواصل حديثه كاشفاً الحقيقة كامله امامها ....
وعلشان كده رفضتي تروحي عند هشام اخوكي علشان كان هيقدر يوصل لك وساعتها كنتي هتضعفي اكثر علشان انتي بتعشقيه يا سوار مش بتحبيه وبس.
كنتي هتقبلي بوضع انتي مش عاوزاه وفي نفس الوقت انتي واثقه ومتاكده انه زمانه هتجنن وقالب الدنيا عليكي ...
فانتي بكده ضربتي عصفورين بحجر واحد تقوي نفسك علشان تقدري تاخدي حقك منه وده مكانش هيحصل وانتي عايشه معاه ،وفي نفس الوقت تعاقبيه ببعدك عنه وتبوظي عليه مشروع جوازه لان مش هيبقي فايق لجواز ولا لغيره طول ما انتي بعيده عنه.
نظرت له ببلاهه وبفاه مفتوح يكاد يصل الي الارض من شده صدمتها !!!
كيف استطاع قراءتها بسهوله ومعرفه ما يدور داخل رأسها؟؟
ضحك علي منظرها وتحدث بثقه: ما تبصليش كده .
عارف دماغك بتفكر في ايه وبتسالي نفسك ازاي قدرت اعرف انتي بتفكري في ايه ...
انتي نسيتي انك اتربيتي معايا وعلي ايديا وكنت اقرب واحد ليكي وعارفك بتفكري ازاي ...
علشان كده انا قلت لك اني معاكي في تصرفك ده ، ومعاكي في اي حاجه انت عاوزاها علشان انا واثق فيكي وفي تفكيرك...
ابتسمت سوار له بامتنان فهو بحديثه معها اعاد لها جزءاً من ثقتها في نفسها وجعلها تشعر بالامل مجداً .
كان ايهاب في غرفته يقوم بتبديل ملابسه بعدما عاد من عيادته وجلس يتحدث مع سوار وملك...
طرقت والدته علي باب غرفته وتبعها دخولها اليه..
هتف ايهاب يحثها علي الدخول : تعالي يا ست الكل نورتي اوضتي المتواضعه..
كانت تتطلع اليه بنظرات متفحصه وسالته مباشرةً وبوضوح: انت عاوز ايه من سوار يا ايهاب؟؟؟
ابتسم ايهاب علي سؤال والدته فهو يعرف انها قلقه بشأنه خاصه مع ظهور سوار في حياته من جديد...
جلس علي طرف الفراش واجلسها بجانبه وتناول كف يدها يقبله بتقدير واحترام: ما تقلاقيش عليا ياست الكل انا عارف انتي خايفه من ايه، بس انا عاوزك تطمني علي الاخر سوار اختي زيها زي ملك بالظبط مش اكتر من كده .
واللي كان في قلبي ناحيتها زمان خلاص مش موجود ولو لسه موجود هيفضل برضه من طرف واحد لان ببساطه سوار بتحب جوزها اوي ومش شايفه حد غيره واحب اطمنك انها هترجع له في اول فرصه هي بس بتربيه شويه...
ربطت امينه علي كتف ابنها البكري وسندها في الحياه وهتفت بعاطفه اموميه خالصه: غصب عني يا حبيبي انت ابني اللي طلعت بيه من الدنيا ، نفسي افرح بيك واطمن عليك واشوفك مرتاح مع اللي قلبك يحبها وعارفه انك عاقل ويتفهم في الاصول ومش هتعمل حاجه غلط .
حقك عليا لو قلت حاجه ضايقتك بس ده من قلقي وخوفي عليك...
قبل كفها مره اخري هاتفاً بحب : حقك عليا علشان بقلقك عليا .
ثم نهض يلملم بعض من اشياؤه الخاصه ويضعها في حقيبه سفر صغيره وحدثها قائلاً: انا هطلع اقعد في الشقه بتاعتي اللي فوق علشان سوار تاخد راحتها وانا كمان ابقي براحتي وهبقي اتغدي واتعشي معاكمً .
قالت والدته باستحسان: عين العقل يا ابني .
طبع قبله علي راسها وتحرك مغادراً الي شقته ولسان حال والدته يدعو له بصلاح الحال والسعاه.
..........................
بعد يومين.....
وصل أيمن وزوجته واولاده الي ارض الوطن ليلاً عائدين من الخليج بعد انتهاء عقد عمله مع شركته...
خرج من المطار بعد الانتهاء من اجراءات الوصول ،
استقل سياره أجره تقوده الي وجهته.!!!
جلس في المقعد الامامي بجانب السائق وجلست نهي وطفلها بجانب آسر وسيلا في الخلف.
تحدثت نهي تسأله مستفسره عن مكان وجهتهم: هو احنا رايحين علي فين ؟؟
اجابها ايمن موضحاً: هنقعد في شقه مفروشه مؤقتاً لحد ما نظبط امورنا ونشوف شقه مناسبه لينا....
هتفت نهي بامتعاض: مفروشه!!!
اجابها هاتفاً بحنق: عندك حل تاني ../
هتفت مره اخري بامتعاض: ولا تاني ولا تالت لما نشوف اخرتها...
صمتت وهي تنظر من نافذه السياره بجانبها تتطلع الي الشوارع حولها وهي تفكر في حالها فهي لم تشعر بمعني الاستقرار في حياتها قط ، قبل ظهور ايمن في حياتها وحتي بعد زواجها منه لم تعرف معني الاستقرار دائماً هناك ما يقلق راحتها ....
دب الرعب في قلبها عندما وجدت اربع سيارات دفع رباعي سوداء ذات زجاج اسود يحجب الرؤيه من الخارج تحيط سيارتهم من الاربع جهات مما جعل السائق يضطر للوقوف مجبراً....
ترجل من كل سياره رجلين ضخام البنيه اشبه بالمصارعين ملثمين لم تري ملامحهم...
توجه رجلين الي كل باب من الابواب الخلفيه ببنما توجه ثلاثه رجال الي ايمن وواحد منهم فقط توجه الي السائق...
قام واحد منهم بفتح الباب بجانب ايمن وجذبه من زراعه بعنف وسط صراخ ايمن ومحاولته للافلات منهم...
ايمن بصراخ: انتوا مين ... عاوزين مني ايه ..
قيده الرجلين من زراعه والثالت غطي عينيه بشريطه سوداء وضربه بقبضته علي راسه من الخلف جعل الارض تميد به وسحبوه خلفهم كالشاه والقوه داخل صندوق احدي السيارات وانطلقوا مسرعين وخلفهم سياره اخري....
اما نهي فكانت تبكي برعب وهي تضم ابنها الصغير داخل احضانها خوفاً عليه ،واحد الملثمين يقف امامها مكبلاً زراعيها وهي ترتجف بخوف...
كانت سيلا تبكي بانهيار وهي تتمسك بزراع شقيقها الذي يحاوطها بزراعيه وهو يصرخ بهم ...
قادوهم نحو احدي السيارات وادخلوهم عنوه وانطلقت السيارة وخلفها السياره الاخري بعدما تم تخدير السائق ووضعه داخل سيارته....
صدح صوت احد الرجال يحدثهم بغلظه: متخافوش احنا مش هنأذيكم احنا مهمتنا نحافظ علي سلامتكم.
تتبهت حواس نهي وشعرت بالتوجس من حديثه وسألته بشك عما تظن به داخل عقلها...
تحدثت سميه تسأل بتلعثم: هـ هو اانت مين اللي ب باعتك؟؟
اجابها الرجل بحده: معنديش اوامر اني ارد علي اسئلتك..
انكمشت نهي علي نفسها في المقعد وهي تضم وليدها اليها وهي تدعو الله ان عاصم يستطيع انقاذها منهم...
بعد قليل وقفت السيارات امام احدي البنايات الحديثه شاهقه الارتفاع.
ترجل منها الملثمين وانزلوا نهي والاولاد وتوجهوا معهم الي داخل البنايه، استقلوا المصعد ومعهم ثلاثه من الملثمين .
وصل المصعد الي الطابق المنشود خرجوا من المصعد قاصدين احدي الشقق !!
اخرج احد الملثمين المفتاح من داخل جيبه وقام بفتح باب الشقه وادخلوهم الي الداخل واغلقوا الباب خلفهم بينما انتظروا الملثمين في الخارج امام الباب...
دلفوا الي داخل الشقه يتطلعون حولهم باستغراب شديد فهم لم يدلفوا معهم الي الداخل .!!!!!
تطلعوا حولهم يروا أين هم ، وماذا يريدون منهم ؟؟؟
فقد كانت الشقه خاليه لا يوجد بها اي شيء يدل علي اختطافهم فقد كانت شقه واسعه مفروشه علي الطراز الحديث.
قاطع تأملهم صوته القوي الحنون الذي آتي من خلفهم وهو يقف في اخر الصاله بالقرب من النافذه الكبيره بعرض الحائط ....
التقت تلاثه رؤوس الي مصدر الصوت ينظرون برييه سرعان ما تعالت شهقات آسر وسيلا بسعاده واطمئنان عندما وجدوا عاصم يقف فاتحاً زراعيه لهم وعلي وجهه ابتسامه حنان ابوي تخصهم وحدهم وهو يقول : حمد الله علي السلامه.. وحشتوني.
هرول اليه آسر وسيلا يرتمون داخل احضانه بقوه يطلبون حمايته وحنانه وهم يصرخون باسمه في نفس الوقت : بابا عاصم !!!!
ضمهم عاصم بقوه داخل صدره بشدد عليهم بزراعيه وهو يقبل كل ما تطاله شفتيه من راسهم ووجهم بالتبادل وهو يشتم رائحه محبوبته الغائبه فيهم....
عاصم بعاطفه ابويه خالصه: وحشتوني يا نورعين بابا عاصم ...
هتف آسر بفرحه عارمه: الحمد الله انك رجعتنا ليك تاني ، انا مش عاوز ابعد عنك تاني يا بابا...
شدد عاصم من احتضانه هاتفاً بحنو: وانا مش هسيبك تبعد عن حضني تاني يا قلب بابا..
تحدثت سيلا ببكاء: انا كنت خايفه اوي اوي يا بابا علشان مش هشوفك تاني انت وماما...
ضمها عاصم بقوه داخل صدره وقبل رأسها مجيبها بحنو مطمئناً اياها: متخافيش يا روح بابا طول ما انا موجود...
قبل راسهم وتحدث بهدوء وهو يخرجهم من داخل احضانه: ممكن تدخلوا جوه ترتاحوا شويه علي ما اتكلم شويه مع طنط نهي...
اومأوا له موافقين وهتفوا يسالوه بالتبادل: هي فين ماما ؟؟، هي مش معاك ولا قاعده في بيتنا، ؟؟
هو احنا هنفضل هنا ولا هنرجع معاك البيت؟؟؟
ابتسامه حزينه ارتسمت علي ملامحه وهو يجيبهم : ماما مش هنا هي مسافره عند واحده صاحبتها ولسه مش راجعه دلوقتي ..
ويعدين انتوا هتفعدوا هنا يومين مع طنط نهي وبعد كده هاخدكم ونسافر البلد عند جدو سليم علي ما ماما ترجع لنا بالسلامه...
يالله ادخلوا جوه بقي واسمعوا كلام بابا وانا اوعدكم اني مش هتاخر عليكم وهنفضل علي طول مع بعض وهنستني رجوع ماما سوا...
تحرك الاولاد نحو الداخل بعد ان ضمهم بقوه مره اخري يشعر نفسه انه يضمها هي ويطمئها انه اوفي بعهده معها وعاد اولادها الي احضانها مره اخري...
كانت نهي تتابع لقائهم الحار بنظرات حزينه وهي تلعن ايمن الذي فرط في جوهرتين مثل اولاده وسار خلف شيطانه ونزواته الذي جعله يهد منزله ويترك اولاده مهما كانت المغريات...
ولعنت نفسها ايضاً انها ساهمت في هدم حياتهم وسارت خلف غشاوه حبها لرجل لا يرقي لجنس الرجال .
ولكنها ايقنت ان سوار محظوظه ببعدها عن ايمن فهي مؤكد سيده جيده لا يستاهلها رجل مثله ولكن الله عوضها بالشخص الجيد الذي يقدرها ويعطيها حقها يعشقها ويعشق اولادها .....
وقف عاصم يتظراليها بتدقيق وبتفحصها بنظراته الثاقبه ...
تحدث بهدوء وهو يشير لها بيده للجلوس امامه بعدما جلس في منتصف الاريكه التي تحتل جزء كبير من الصاله واضعاً قدم فوق الاخري مما اعطته هيبه وسيطره علي المكان ......
اتفضلي اقعدي .. محتاج اتكلم معاكي شويه...
جلست امامه وهي تبلع رمقها بتوتر من هيبته وقوته التي تطغي علي المكان...
هتفت بتوتر: انا تحت امر حضرتك...
نظر لها بسوداويته بقوه هاتفاً: عاوزك تحكيلي كل حاجه بالظبط من اول جوازك منه لحد اللحظه دي..
اوماأت تهز راسها موافقه وهي تبدأ بقص حكايتها معه.....
......................
في احد المناطق النائيه وسط الصحراء ويداخل احدي المخازن كان ايمن جالساً علي احد المقاعد القديمه المتهالكه يديه خلف ظهره مقيده بالحبال وكذلك قدميه مقيده ايضاً في ارجل المقعد والشريط الاسود مازال فوق عينيه يمنع عنه رؤيه المكان حوله وفمه مغلق بشريط لاصق يمنعه من التفوه بحرف...
كان يتحرك بعنف محاولا جذب يديه المقيده ويصرخ بهمهمات غير واضحه حتي بح صوته ، فلا يسمع هنا اي صوت الا صوت همهماته الي جانب بعض زقزقه الجرذان!!!!!
..................
انتهت نهي من قص حكايتها الي عاصم وهو يستمع اليها باهتمام شديد...
تحدث وهو لايزال علي نفس جلسته: وانتي مش خايفه اني اقول له ان انتي اللي ساعدتيني علشان اوصل له...
تحدثت بهدوء وهي تجييه بصراحه: لا مش خايفه ، لان حضرتك سمعتك سبقاك يا عاصم بيه والس عرفته عنك سواء من كلام الولاد ولا من خلال المعلومات اللي جمعتها عنك تقول ان حضرتك رجل بجد ، ما تقدرش تشوف حد محتاج لك وما تمدش ايدك علشان تساعده...
اعتدل في جلسته ويقول بصلابه: انا هساعدك مش علشانك ولا علشان انتي ساعدتيني اني اوصله ، انا كده كده كنت هوصل له بأي طريقه!!!
انا هساعدك علشان وقفتي جنب آسر وسيلا وحمتيهم من شر ابوهم..
لاني مش هنسي انك في يوم من الايام كنتي سبب في حزن ووجع سوار .
هزت راسها بحركه بسيطه تشير الي تفهمها لاسبابه في مساعدتها ...
سألها مباشرةً وهو ينظر داخل عينيها بقوه وكانه يغوض داخل اعماقها: ايه المطلوب مني دلوقتي ؟؟
اجابته هاتفه بقوه: عاوزاك تساعدني اطلق منه وانه يتنازل لي عن خضانه ابني ...
نهض واقفاً علي قدميه وهو يجيبها بثقه: اعتبريه حصل ...
ثم تابع يآمرها بحسم: الشقه دي تقدري تقعدي فيها براحتك وآسر وسيلا هيقعدوا هنا معاكي يومين مش اكتر وبعد كده هاخدهم منك والحرس اللي جابوكم لهنا هيفضلوا واقفين علي الباب لو احتاجتي حاجه هما اللي هيجيبوهالك .، مفيش خروج من البيت والباب ده ما يتفتحش الا للحرس....
ده لو عاوزه تفضلي تحت حمايتي لانك لو خالفتي اوامري هتحصلي جوزك ...
شحب وجهها من تهديده الصريح وسالته والخوف يقفز من مقلاتيها: هو انت هتعمل معاه ايه ؟؟؟
رفع حاجبه الايسر وتحدث بنبره خطره: يهمك آمره.
اجابته بقلق: لا بس عاوزه اعرف.
حدثها بنبره غليظه وهو يتوجه اللي باب الشقه استعداداً للرحيل : احسن لك ما تسأليش في حاجه ما تخصكيش ....
انهي كلامه وهو يغادر الشقه معطياً اوامره للحرس القابع امام الشقه وتوجه بعدها الي مقصده فقد حان موعد اخذه بالثآر اولاً من ذلك الحقير وبعدها يتفرغ لرآس الافعي التي سيفصل راسها عن جسدها حتي يريح العالم من سمها .....
...........................
انتهي الفصل السادس والثلاثون .....
قراءه ممتعه....