جديد

رواية وله في ظلامها حياة الجزء الخامس 5 بقلم دينا احمد

  رواية وله في ظلامها حياة الجزء الخامس 5  بقلم دينا احمد





الفصل الخامس

(دعني وشأني)


اقترب منها وتعالت أنفاسه من شدة الغضب هتف بحدة وهو يعتصر قبضة يدها بين يداه بقوة:

- حتي لو مش موافق.. معني كدا رأيي مش مهم يا هانم..!


نظرت إليه بصدمة فمن هذا الذي أمامها الآن مستحيل أن يكون حبيبها أمّا هو فبدأ بتمرير أنامله على عنقها و صدرها وهو ينظر إليها برغبة دفعته بعيداً عنها وهي تنظر إليه باحتقار:

- انت مين؟! مش معقول تكون حازم..! ايه التصرفات الزبالة بتاعتك دي؟!

ثم أكملت بحدة:

- انا فعلاً مجنونة لأني صدقت حركاتك و كلامك انك بتحبني و عارضت ماما ... دايماً كانت بتحذرني منك.


قهقه بسخرية وهو يقول ببرود أستفزها:

- خلصتي كلامك... اتفضلي اطلعي فوق خدي شور و البسي القميص اللي انا حطيته على السرير ... عشر دقايق وهطلع واخلصي في يومك الحلو ده.


اغمضت عيناها تكافح تلك الدموع التي تهددها بالهبوط وهي تتنفس بصعوبة ثم رمقته بنظرة غاضبة...

وصعدت إلي الأعلى ثم دلفت إلي غرفة أخري مختلفة عن غرفتها مع هذا المجنون! فوصدت الباب بهدوء ثم أغلقته بالمفتاح من الداخل لترتمي بثقل جسدها على السرير ثم اجشهت بالبكاء المرير..! هل هو مجنون؟! أمس كان يعاملها بحنان واليوم تحول بهذه السرعة، لن تدعه يفعل ما يحلو له بها حتي وان وصل الأمر للإنفصال بهذه السرعة.


صرخ حازم يناديها بأعلى صوته لتنتفض هي في مكانها ثم تنهدت براحة عندما توقف عن النداء ليبدأ هو بطرق بابها بعنف و جنون وهو يصيح:

- نورا افتحي الباب وبلاش لعب عيال ... اطلعي خلينا نتفاهم.


وقفت نورا خلف الباب تحتمي به وكأنه طوق النجاة لتقول بحدة:

- مش هطلع يا حازم ... اعمل اللي تعمله بس اقسم بربي لو قربت مني هموتك بأيدي ... اتفووو على صنفك الوسخ.


حازم بنفاذ صبر:

- لمي نفسك يا نورا احسنلك و اطلعيلي نتفق يا اما هكسر الباب...

نورا بعند اكبر:

- ابعد عن الباب وامشي انا عايزة انام لما اصحي نتفق على كل حاجة.. وبعدين راجع نفسك انت يا حازم انا مش هكلم عمي ولا هكلم مراد، انا هكلم جدو عبد الحميد هو اللي يتصرف معاك..!


قرر حازم ألا يتجادل معها أكثر من اللازم فيبدو أنها قررت ولن تتخلي عن قرارها حاول التحكم في أعصابه حتي لا يفقدها عليها فذهب سريعاً خارج المكان ... تنهدت الأخري بارتياح قليلاً وضعت يدها تتحس علامات يده على وجهها فصاحت متألمة وهي تتمتم بغيظ:

- تتشل في ايدك..


فتحت حقيبتها لتأخذ منها الهاتف ثم أجرت مكالمة هاتفية لتجيبها يارا على الفور:

- الحقيني يا بت! الصراحة فاتك نص عمرك..!


زفرت نورا بحنق:

- احكي يا زفتة وبلاش ألغاز


سردت لها يارا بكل شيء حدث لتتعجب نورا من هذا الشخص..

لتكمل يارا حديثها:

- بس الواد قمر!! لا بجد قمر اوي في نفسه يخربيته هو فيه كدا..؟!

نورا بتعجب:

- وانتي كيس جوافة قاعدة ازاي يقول انك موافقة؟ اجمدي يا بت في ايه؟!

صرخت يارا بمرح: سونيا الحقيني!!

انفجرت نورا بالضحك حتي أدمعت عيناها لتقاطعها يارا وهي تتسائل:

- عملتي ايه مع حبيب القلب؟.


تحولت ملامحها للضيق فردت بنبرة مختنقة:

- بقولك ايه اقفلي دلوقتي أصل الصراحة جعانة نوم ومش هقدر احكي حاجة دلوقتي ... سلام.


لم تنتظر إجابة يارا أغلقت الهاتف و استلقت على الفراش حتي ذهبت في سبات عميق..

_______

مر شهر كامل على هذا اليوم وتبدلت قسوة حازم إلي حنين مزيف حتي يقنعها أن لا تُخبر جدها بما حدث فهو لا يزال يتذكر تحذير جدها يوم زفافهم، فكان دائم الخروج معها و لا يكتفي عن قول الكلام المعسول الذي أغرقها في دوامة مشاعرها..! بل وكان يجعلها تذهب إلى قصر العائلة كلما شاءت، ولكن إلي متي هذا الحنان المزيف و صديقه يسمم عقله تجاهها ويدمره ببطئ..!

سافر مراد مرة ثانية حتي يتابع عمله المتأخر هناك و ينهي بعض الأعمال حتي يعود إلى مصر مرة ثانية ولكن رغماً عنه! تمت خطبته على ديما وسط حضور أفراد العائلة فقط عدا حازم و نورا بسبب سفرهم... نورا ! صاحبة أجمل زرقاوتان رآها في حياته .. تلك الفتاة الصغيرة التي كلما نظر إلي بحر عيناها شعر بالاضطراب يتغلغل في داخله ليسبب له عواصف لا نهاية لها، لذلك يلجأ دائماً إلي تجاهلها وعدم المكوث في المكان المتواجدة فيه يشعر من كثرة النظر إليها بأنه يخون أخاه...!

أمّا يارا وعاصم فتمت خطوبتهم و أصبح عاصم يهيم لها عشقاً بخفة ظلها و جمالها الذي أسر قلبه منذ اول لقاء لهم ... يعشق أحاديثها التافهة والجلوس معها.

أمّا ديما أزدادت تمسكاً بمراد أكثر من اللازم بل أصبحت تتواجد في أي مكان يذهب إليه كالعلكة و ازاد كرهها وحقدها لنورا بشكل كبير بسبب اهتمام مراد لأمرها و كثرة اسألته عليها بل و كثيراً يناديها بأسم نورا !!! سوف تجعله يكره سماع أسمعها ولكن صبراً..

........

بعد مرور شهرين آخرين..


عتمة ... ظلام حالك أصبح يخيم حياتها تجلس على الأرض كما تركها ذلك المعتوه بثيابها الممزقة والغير مهندمة! ظلت تبكي بحرقه وهي تسبه وتلعنه تذكرت ما حدث منذ قليل عندما أتي بعاهرة ليمارس معها شهواته المريضة أمام عيناها ثم بدأ بتمزيق ثيابها ليفعل ما يحلو له.. طوال الشهرين الماضيين يعذبها بحق، يغتصبها دون أدني رحمة بل أصبح سادياً مريضاً .. صاحت بإنفعال بالغ:

- والله يا حازم الكلب هموتك بأيدي ... منك لله يا خرابة أنت.


توجهت نحو باب الغرفة حتي تفتحه لتجده موصداً بالمفتاح كالعادة، صرخت بجنون و هستيريا و ظلت تهشم كل ما تجده أمامها حتي أصبحت الغرفة رأساً على عقب!

ظلت تجوب في المكان ذهاباً وإياباً تبحث عن شيء لكي تكسر الزجاج ولكن هيهات فهذا الزجاج صلب وكأنه حديد لا يُكسر باءت جميع محاولتها في المرات السابقة من أجل الهروب من براثن هذا الشيطان بالفشل الذريع لتصرخ مرة ثانية وهي تدعو ربها:

- ربنا ياخدك يا حازم ... انا كرهتكم كلكم محدش بيسأل فيا لييييه؟! مش عايز ينقذني من الحيوان ده ليه؟! يارب مليش غيرك كلهم اتخلوا عني أنا تعبت من حياتي أوي...


ظلت تبكي بوهن و قهر حتي غفت في مكانها..

........

في قصر عائلة النجدي

تجلس فاتن وهي تهز قدمها بغضب و حزن في آن واحد ثم وجهت حديثها إلي مراد:

- يعني إيه يا مراد انا مش مصدقة أن نورا ترفض تقابلنا الفترة دي كلها ... اكيد في حاجة غلط أنت عارف نورا روحها في القصر ازاي ... شوف حل للموضوع ده ارجوك انا تعبت من التفكير.


تآكل مراد من شدة القلق لما أختفت بهذه الطريقة وحتي حازم أخاه لا يأتي إلا لثوانٍ معدودة لأخذ الأموال من أباه ثم يذهب سريعاً حتي لا يواجهه ولم يعد يذهب إلي الشركة إطلاقاً ! بالتأكيد هناك أمر خطير يخفيه عن الجميع ويجب أن يكتشفه عاجلاً.


أفاقته من شروده صوت فاتن:

- مراد رحت فين؟! هتعمل ايه؟


أطلق زفرة حانقة ليجيبها بهدوء:

- تمام انا هكلم حازم و اشوف إيه اللي حصل بالضبط..

قالها ثم تركهم و غادر المكان ... مائة سؤال و مائة تخمين يدور في عقله الآن دون تريث فما عساها تفعل الآن!

بينما نظرت سيرين لوالدتها الجالسة بجانبها يتابعوا حديث مراد و فاتن و تبتسمان بخبث لتمس قسمت قائلة:

- الموضوع شكله كبير ... انا عايزاكي تعرفيلي كل حاجة من حازم انتي عارفة أنه بيحب اللي تدلع قدامه، لازم نستغل الفرصة دي.


أومأت لها نسرين رافعة حاجباها بمكر

....

في مكان آخر يجلس ذلك الرجل و يبتسم بانتصار وهو يستمع إلي حديث الطرف الثاني في المكالمة ليقول بنبرة يملؤها الإنتصار:

- انا عايز الكلب ده يموت بالبطيء عايزه يتعذب بس برافو عليك أنت ماشي صح بس الغلطة ليها عقاب كبير فاهم يا مصطفي.


= فاهم يا Boss بس بلاش تنطقي أسمي أحسن اروح في داهية !!


أجابه الآخر بثقة:

- الداهية دي اقدر اطلعك منها زي الشعرة من العجين و برضوا اقدر اوديك الجحيم بأيدي أنا لو لعبت بعقلك.

زفر مصطفي بسأم:

= امرك يا باشا بس كنت عايز أقولك اني محتاج فلوس ضروري..

المجهول بصوت حاد:

- خف فلوس شوية يا روح امك ضروري ليه أن شاء الله بس اقولك إيه؟! أتصل يا حيلتها بالرقم التاني وقول على المبلغ اللي أنت عايزه.


اغلق الهاتف دون أنتظار إجابته ليريح ظهره على الكرسي و عيناه تلتمع شراً وهو يحدث نفسه:

- صبرك يا حازم يا **** عليا هنتقم منك ومن اخوك و أدمركم.

وصد عيناه في متعة عارمة.

.....

جلس مراد على كرسي المكتب مغمضاً عيناه وهو يسحق أسنانه بغضب من تأخر حازم!

دلف حازم إلي غرفة مكتبه دون طرق الباب حتي وهو ينظر إلى مراد بحقد خفي ليقول ببرود:

- طلبتني ليه يا مراد؟!.


ظل مراد يتفحصه من مقدمة رأسه إلي اغمص قدماه ... يا الله وجهه شاحب كالموتي، فقد الكثير من وزنه و الكثير من الهالات السوداء تحيط عيناه!!

نظر إليه رافعاً أحدي حاجباه بدهشة:

- حازم هسألك سؤال جواب عليه بصراحة عشان هكتشف سواء كدبت أو لأ ... أنت بتشم هيروين؟!.


ابتلع حازم ريقه بوجل ليقول بتعثلم:

- أ أنت ... بتقول ... إيه؟ لا طبعاً.


نظر له مراد بشك ولكنه لم يكن يريد الجدال الآن ثم قال بحدة:

- خلاص هحاول اصدقك بس صدقني هفضل وراك لو عرفت أنك بتكدب هيكون أخر يوم في حياتك و اتنيل اقعد هتفضل واقف كتير ولا إيه؟


تنهدت حازم براحة ليجلس على الكرسي أمامه فتحدث بخفوت:

- طلبت تقابلني ليه؟.

تريث مراد لبرهة ثم أردف قائلاً:

- فين نورا يا حازم؟ ومتقولش أنها في البيت و رافضة تقابلنا أخلص وقول الحقيقة احسنلك واياك اعرف أنك عملت فيها حاجة غلط..


ابتسم حازم في داخله ولكنه انفجر بالبكاء المصطنع لينظر له مراد بدهشة ظنناً بأن أصابها مكروه ثم امسكه من تلابيب ملابسه وهو يتحدث بلهفة وصوت جهوري:

- عملت فيها اييييه يا واطي؟!!


ليقول حازم بخفوت وهو يتصنع الانكسار:

- نورا بتخوني يا مراد.


تجمد مراد في مكانه وهو يستمع إلى كلامه ثم صرخ بقوة جعل جميع الموظفين في الشركة يجتمعون عند غرفة مكتبه:

- بتقول إيه يا حيوان بتخونك ازاي؟!!!


ليقول حازم مصتنع الحزن:

- ايوا يا مراد بتخوني، انا شفتها نايمة مع راجل تاني في سريري من تاني شهر جواز أنت متخيل! من يومها وانا حابسها في البيت و رافض أنها تطلع نهائي أحسن تهرب مع عشيقها ... طب أعمل ايه وانا شايف البنت اللي بحبها مع واحد تاني غيري؟!.


كان مراد في موقف لا يُحسد عليه ... مستحيل من الممكن أن تكون خدعة منه بالتأكيد! انتفض على حازم بقوة ثم لكمه بقوة حتي كاد أن يكسر فك ذلك المعتوه ثم دفعه نحو الباب حتي سقط أرضاً وهو يصرخ به:

- اطلع برا الشركة يا واطي وإياك تقرب من هنا تاني مش مكسوف من نفسك وانت بتكدب على مراتك يا وسخ.

نظر له حازم بصدمة ثم صاح هو الآخر:

- أنت بتكدبني يا مراد ... تمام يا أخويا انا غلطت لما قولتلك الحقيقة.

نهض من على الأرض ثم تصنع نظرة الانكسار و ذهب.

نظر مراد إلي الجميع و أزدادت وتيرة تنفسه ليصرخ في جميع الموظفين بصوته الاجش:

- بتعملوا ايه انتوا كمان؟؟ كله واحد على مكتبه.

انتفض الجميع فزعاً ثم ركضوا جميعاً إلي مكاتبهم بخوف.

دلف إلي داخل وبدأ بتكسير كل شيء يقابله وهو لا يستطيع إخماد النيران التي بصدره الآن !

........

هبط حازم إلي الأسفل وهو يمسك فكه متأوهاً بألم ثم تمتم بغيظ:

- يا ابن الغبية!! دا كله عشانها بس شكلها داخلة دماغه أوي.

صدح رنين هاتفه ليجيب قائلاً:

- فشلت فشل ذريع يا بيبي ... الواد ضربني لما قولتله أنها بتخوني لا و كمان طردني من الشركة.

أجابته بحدة:

= نعم!!! ازاي يعني؟

سرد عليها حازم كل ما حدث لتشتعل غضباً ثم قالت بإنفعال:

= واضح أن مراد واثق فيها أوي ... عارف يا حازم لو طلع اللي في بالي صح هقتلها أنت فاهم؟!


زمجر حازم بحنق:

- اسمعيني كويس لو فكرتي تأذيها هتحصليها انا مش متخلي عن عمري لما جدها عبد الحميد يقتلني.


أجابته بتهكم:

- هنشوف يا حازم.وبعد قليل..


دلف إلي داخل الفيلا وهو يبتسم ببرود وكأن شيء لم يحدث لينادي بمرح:

- حبيبتي انا جيت ... استني انا هطلع.


صعد للاعلي ثم وقف أمام باب الغرفة المتواجدة بها فأخرج المفتاح وفتحه نظر إلي هيئتها وهي نائمة بهذا الإرهاق ليبتسم في رضاء تام ثم توجه نحوها على حذر وهي لا تزال نائمة لا تشعر به ليحملها، سار بها إلي جناحه هو ثم وضعها على الفراش..

ظهر على ملامحها الامتعاض و الرفض وهي لا تزال نائمة وقد شعرت رائحته البغيضة! نظر هو لملامح وجهها وهو يُثني على جمالها ليقترب منها ثم لفحت أنفاسه وجهها ليقبلها ... فتحت عيناها بقوة عندما وجدته يلتهم شفتاها بقسوة فدفعته بعيداً عنها بكل ما أوتيت من قوة!

حازم بابتسامة مستفزة:

- كويس انك صحيتي انا بحب نكون احنا الاتنين مستمتعين.

بصقت في وجهه وهي تنظر إليه بأحتقار و كراهية بينما هو ابتسم بسذاجة و برود لتصيح هي عندما اقترب مرة ثانية:

- ابعد عني يا حقير ... ان شاء الله تتشل في إيدك.


دفعته للمرة الثانية ثم ركضت نحو الباب وفتحته ليركض خلفها وهو يضحك بجنون وكأنه يلعب معها:

- نورا يا حبيبتي تعالي عايزك بلاش الهبل بتاع كل يوم ده لأن اللي أنا عايزه هاخده... اطلعي يا قمري يا ****


حاولت فتح الباب بسرعة قبل أن يصل إليها ولكنه كالعادة مُغلق ... تطلعت نحو ذلك الذي لا يزال يحافظ على ابتسامته البغيضة و هو يقربها بين ذراعيه لتصفعه بقوة ثم هرولت إلي داخل المطبخ تختبئ به وليتبعها هو، يقهقه بسخرية ... ظهرت من خلفه وهو لا يزال يحاول كبت ضحكاته لتمسك بسكين حاد ثم غرسته في كتفه... وفي نفس الوقت كان مراد يسير بسيارته بأقصى سرعة متوجهاً إلي فيلا حازم....

......


نهاية الفصل..


لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉




لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉


لقراءة روايات اخري اضغط هنا 👉

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-