روايه روز وطارق لن تحبني الفصل الخامس 5 بقلم ميرال ميراد
فتحت روز الحنفية و غسلت وجهها… نظرت لنفسها في المرآة… وجهها شاحب و متعب… تذكرت والدتها…
قبل 4 أعوام…..
* مين القمر اللي في المراية دي ؟
نظرت روز لنفسها و لابتسامتها الجميلة و قالت بإحراج
‘ يا ماما خلاص انا بقيت اولى جامعة… كبرت و الدلع ده مبقاش يليق عليا…
قبَلت روان وجنتها
* انتي اميرتي و الحاجة الجميلة اللي طلعت بيها من الدنيا… و هفضل ادلعك لحد ما اشوف احفادك بيلعبوا جمبي… مهما كبرتي هفضل ادلعك و اسرح شعرك الطويل ده بنفسي…
‘ انا بحبك اوي… والله بابا مش حاسس بالنعمة اللي هو فيها…
تنهدت روان بحزن
* ابوكي ربنا يهديه… الفلوس لحست دماغه… مش همه انه يسعدني و يسعدك على اد ما همه يزود فلوسه…
‘ احنا قولنا مفيش حزن النهاردة… خدي التوكة اهي… اربطيلي شعري…
* حاضر يا نن عيوني…
اخذت منها التوكة و ربطت لها شعرها ثم عانقتها
* شايفة بنتي عسولة ازاي … شعرها طويل و عيونها واسعة… غمازة و ضحكة مفيش اجمل منها…معقولة انا خلفت الحلاوة دي ؟
‘ هتخليني اتغر في نفسي كده…
امسكت ذقنها و رفعت رأسها
* ايوة اتغري في نفسك… انتي مفيش اجمل منك يا روز… انتي مش متخيلة كَم السعادة اللي انا فيها… أن روزي كبرت و دخلت الجامعة… عبقال ما اسلمك لعريسك بإيدي و اوصيه عليكي… و اقوله لو زعلتها او خليت عيونها الحلوة دي تدمع بس… انا هحر*قك… محدش يقدر يزعلك بأي شكل في وجودي… انا معاكي و مش هسيبك !!
عودة للحاضر
‘ بس انتي سبتيني يا ماما… سبتيني لوحدي… جر*حني يا ماما… كسـ,ـر قلبي… مش عارفة اشكي لمين… مبقاش ليا حد من بعدك… مش عارفة اعيش من غيرك… حمتيني و احتوتيني دايما… كنت قوية بيكي… انا دلوقتي ولا حاجة من غيرك !!
خرجت روز من الحمام و استلقت على السرير كالجثـ,ـة الهامدة… ظلت تنظر لصورتها مع والدتها في تخرجها من الثانوية و تستعيد ذكرياتها الجميلة معها… ظلت تبكي تحت الغطاء حتى غفت…
تاني يوم…….
كان طارق يجلس مع عائلته و يتناولون الفطار سويًا… و محمد يرمقه بنظرات غاضبة…
* فين مراتك يا طارق ؟
قالها محمد و هو ينظر لطارق بحِده… نظر له طارق فقال محمد
* المفروض بعد اللي حصل امبارح ده كنت كلمتها و قولتلها انها ضمن العيلة و المفروض تبقى موجودة… الكرسي بتاعها فاضي بقاله كتير… كنت قولتلها مينفعش اللي هي بتعمله ده…
” تعبانة شوية و مش هتقدر تنزل…
* طارق… اطلع ناديها…
” يا بابا بقولك هي تعبانة و…..
في تلك اللحظة نظروا جميعًا لناحية السلم… تنزل منه روز مرتدأة عبائتها السوداء و طرحة بيج… نظر محمد الى طارق و قال بسخرية
* هي دي اللي تعبانة ؟! ماااشي حسابك معايا بعدين…
اقتربت منهم روز و ألقت السلام عليهم
.. أشار محمد الى كرسيها و قال
* اقعدي يا بنتي… افطري معانا…
‘ مش عايزة يا عمو… جاية استأذنك اخرج…
* رايحة فين ؟
‘ المقابر… هروح ازور ماما…
* ماشي… بس الاول افطري معانا…
‘ لا معلش آسفة… اكلت في الأوضة… خارجة دلوقتي
* طب خدي طارق معاكي…
نظرت روز لطارق بضيق ثم قالت
‘ لا… عنده شغل…
* يستنى الشغل… المهم متروحيش لوحدك…
‘ هروح مع عم جمعة السواق…
* و ليه تروحي مع السواق و جوزك موجود ؟ قوم يا طارق وصل مراتك…
نهض طارق ف قالت
‘ ملهوش لزوم… هي ساعة و جاية…
* انتي في مقام ريناد بنتي و انا بخاف عليكي تخرجي لوحدك… شغل طارق يستنى… المهم متروحيش لوحدك…
ابتسمت له ابتسامة خفيفة موافقةً على ما قاله… خرجت من البيت هي و طارق و ركبا السيارة و ذهبا…
‘ مكنتش عيزاك تيجي… على العموم لما نوصل… متدخلش معايا اوضتها
” ليه ؟
‘ دي امي انا… مفكر بعد اللي عملته فيا هي هتحبك ؟ اي نعم هي مش موجودة دلوقتي بس شايفة و عارفة كل حاجة… فأكيد كر*هتك زي ما انا بكر*هك كده… مش هتدخل معايا… و ابقا امشي و انا هرجع لوحدي…
” اسيبك تروحي لوحدك يعني ؟
‘ هههه لا الصراحة راجل اوي…
تنهد طارق بغضب و لم يرد عليها… نظرت روز من نافذة السيارة و شردت… نظر لها طارق… لاحظ يدها الحمراء… فهي محر*وقة بالفعل… و لعـ,ـن مروان و توعد له… بعد دقائق وصلوا للمقابر… نزلت روز من السيارة و فتح لها التربي باب الغرفة التي يوجد بها قبر امها… دخلت روز أما طارق وقف بالخارج…
وضعت روز على قبرها ورد اللاڤندر الذي تحبه امها كثيرا… اخرجت المصحف من شنطتها و ظلت تقرأ لها القرآن لساعة… نزلت دمعة من عيناها و اغلقت المصحف… نظرت الى اللوحة التي مكتوب بها اسمها و تاريخ وفاتها… وضعت يدها عليها
‘ حياتي انتهت من اليوم اللي مشيتي فيه… ياريت كنت جيت معاكي… بدل ما انا عايشة وسط ناس مش بيحبوني… انتي الوحيدة اللي حبتيني من غير مقابل… تعرفي يا ماما انا نفسي احضنك… وحشني جدا حضنك… فاكرة يا ماما لما كنتي تنيميني و تغنيلي اغنيتك ؟ انا لسه فاكرة الأغنية دي… و بغنيها مع نفسي كل يوم… اغنيهالك يا ماما ؟ ( ابتسمت وسط دموعها و اكملت ) أكيد طبعا صوتي مش حلو زيك… بس هغنيهالك…
مسحت دموعها بيدها ثم اخدت نفسًا عميقًا و اخرجته… نظرت للقبر و اسندت رأسها عليه و بدأت في الغناء
‘ في مكان بعيد على الجزيرة… في ملكة و بنتها الأميرة… الجزيرة كانت ضلمة… عاشت فيها الملكة و الأميرة… زرعوا الجزيرة و نوروها سوا… بِعدوا عن الوحش و عاشوا في سلام…
انهالت دموعها و سقطت على وجنتاها و قالت بنبرة متعبة
‘ يا ماما انا تعبت… قلبي و*جعني يا ماما… محتجاكي اوي… قولتي انك مش هتسبيني… ليه سبتيني لوحدي ؟ هاا ليه ؟ عدت 4 سنين مش قادرة اتقبل فكرة انك مش موجودة
كان طارق يقف على باب الغرفة… سمع كل ما قالته… دمعت عيناه… رأى حُبها لوالدتها و تعلقها الشديد بها… فكيف فعل كل هذا بها ؟
خرجت روز من الغرفة بعد ما مسحت وجهها تمامًا… وقفت بجانب السيارة و لم تركب حتى تأكدت ان التُربي قفل غرفتها جيدًا… وضعت يدها على قلبها و دَعت لها بالرحمة ثم ركبت السيارة… و طوال الطريق تنظر لصورتها مع والدتها…
” هي مامتك اتو*فت ازاي ؟
‘ ملكش دعوة…
” أنا بسأل بس…
‘ متسألش.. !!
قالتها بإنفعال ثم نظرت بعيدا… بعد دقائق من الصمت بينهم
‘ مش هرجع البيت…
” يعني ايه ؟
‘ هروح لخالتي… هقعد عندها كام يوم… مش طايقة اقعد معاك في مكان واحد…
” مينفعش تروحي…
‘ و انا بقولك كده عشان تنزلي عند محطة المترو و انا اكمل طريقي
” خالتك دي فين ؟
‘ في البساتين…
” خلاص… اوصلك انا…
‘ مش عيزاك تيجي….. روح شوف شغلك
” قولتلك انا هوصلك…
‘ و انا بقولك متوصلنيش يا طارق… بُص عشان اوضحلك أكتر… انا مش طيقاك… ولا طايقة اشوفك ولا طايقة اسمع صوتك حتى… بعد اللي عملته امبارح ده انت بالنسبالي مجرد حيو*ان و بس…
” روز انتبهي لكلامك !!
‘ اضايقت ؟ احسن برضو… كل ما هتكلمني هرد عليك كده… ده احسن أسلوب يليق مع شخصيتك المر*يضة…
” روز متعصبنيش… هتروحي معايا على البيت…
‘ ليه بقا ؟
” مينفعش ارجع من غيرك…
‘ اه فهمت… خايف ابوك يديك كلمتين في جنابك كالعادة… تعرف… اول ما اتجوزتك و شوفت معاملة ابوك الجافة دي ليك… صعبت عليا… اما دلوقتي… بقول بنفسي… عنده حق يعاملك كده… لانك وحش بجد… متستاهلش ان حد يحبك…
نظر لها و كتم غضبه…
‘ نزلني عند محطة المترو…
” لا… مش هتروحي اي مكان…
‘ ااااه ابتدينا التحكمات…
” ايوة دي تحكمات يا روز… و اللي عندك اعمليه…
‘ ماشي ارجع معاك على البيت… و ماله… هقول لابوك و هيسمحلي اني اروحلها و كمان هيخلي السواق يوصلني عند خالتي لحد باب شقتها…
” على أساس هيوافق يعني…
‘ ايوة هيوافق… تعرف ليه ؟ لانه بيحبني و بيحترمني أكتر منك… هو نت مفكر انه بيعاملني بتهزيق زيك ولا ايه ؟
نظر لها طارق بعدم تصديق مما قالته الآن… ضحكت روز ساخرة منه
‘ مستغرب صح ؟ ليك حق تستغرب… أصل انت اتعودت على روز الغلبانة العبيطة اللي محدش بيسمعلها صوت… متقلقش… هتتعود برضو على روز دي… افرح يا طارق… خلاص مش هتبقى وحش لوحدك… بقيت وحشة زيك اهو و بجر*حك… بس انا مش هندم على جر*حي ليك و هجر*حك أكتر و أكتر لغاية ما اشوف قلبك مكسـ,ـور قدامي… لانك تستاهل كده…
جمع قبضته بغضب و تمالك اعصابه… بعد دقائق عادا للبيت…
وصل طارق الى بيت مروان… طرق الباب بيده بقوة… فتح له مروان و قبل ان يتفوه بكلمة… لكَمَة طارق بقوة حتى وقع على الأرض… اوقفه طارق و امسكه من ملابسه
* ايه يا طارق الدخلة دي ؟ ضر*بتني ليه ؟
” هسألك سؤال و ترد عليا…
* اسأل… بس فهمني انت ضر*بتني ليه ؟
” روز… مراتي… انت فعلا حاولت تتحر*ش بيها ؟
* اتحر*ش بيها ؟! ( ضحك ساخرًا ) مالك يا طارق ؟ ازاي تسألني السؤال ده ؟
” رد على سؤالي يا مروان !! حاولت تعمل كده ولا لا ؟
* اكيد لا يا طارق… ايه الهبل ده… روز زي اختي… عمري ما هعمل كده فيها ولا فيك… بعدين انا لو عايز اتحر*ش بوحدة مش هبص على لمراتك… في بنات كتير بره… هحط عيوني على مراتك ليه ؟
” يبقى ليه هي قالت انك امبارح جيتلها و حاولت تتحر*ش بيها ؟
* هي قالت كده عليا ؟
” ايوة قالت كده… و كمان مُصممة على كده…
* اممم شكلها هبت منها على الآخر… مكنتش ناوي أبداً اقولك عشان متتضايقش… طالما عايزة تدخلني في مصـ,ـيبة يبقى لازم اقولك…
” تقولي ايه ؟
* الموضوع صعب يا طارق… فبلاش… و انا مسامح في اللي قالته عليا…
” اتكلم يا مروان في ايه !!
قالها طارق بغضب… تنهد مروان و قال
* الصراحة يعني روز بقالها كتير بتحاول توقعني… نصحتها ان ده غلط و قولتها خلي بالك انتي متجوزة و ده مينفعش…
بتحاول تكلمني و تفتح معايا سكة كده… قالتلي انها هتطلق منك و تتجوزني… صديتها كتير بس هي اتمادت اوي يا طارق… بس انا مفتحتش معاها اي حوار… دي مهما كانت مراتك برضو… مينفعش امشي معاها في اللي طلبته مني و اغفلك…
لم يصدق طارق ما الذي يسمعه الآن
” انت بتكذب… روز مستحيل تعمل كده !!
* كنت امبارح عندك في البيت جاي اكلم عمي في حاجة بخصوص الشركة حتى اسأله بنفسك… روحت اشرب من المطبخ ف لقيتها… ابتسمتلي و عزمت عليا تعملي معاها كوباية كابتشينو ف وافقت عادي… و بعد ما عملتها… اخدتها اشربها بره… اصرت اقعد معاها و شدت الكوباية وقعت على ايدي و اتحر*قت…
نظر طارق ليده وجدها محر*وقة بالفعل…
* بعدها مسكت ايدي و قعدت تقولي انا بحبك و عيزاك انت و مش عايزة طارق… انا مش بحبه… و قالت عليك كلام مش هقدر اقوله… قالتلي انها هتقر*فك في عيشتك لغاية ما طلقها و نتجوز انا و هي… رفضت طبعا و قولتلها لا غلط و مقدرش اعمل في طارق كده ف اتعصبت من رفضي ليها و مشيت و بعد كده بعتتلي الرسالة دي…
فتح مروان هاتفه و وضعه امام طارق… و قرأ الرسائل التي أرسلتها لمروان
‘ ماشي يا مروان… والله لدفعك تمن رفضك ليا… هقلب الحوار كله عليك انت و هخلي طارق يمسحك من وش الأرض… و لما اطلق منه… متجيش تترجاني اتجوزك !!
احس طارق انه صُعق في دماغه… ألقى الهاتف على الأرض بقوة…
* رقمها ده ولا مش رقمها يا طارق ؟ انا عارف ان دي حاجة صعبة عليك خصوصًا انها تبقى مراتك… بس مقدرش اسكت خصوصًا انها اتهـ,ـمتني اني اتحر*شت بيها…
ظهر الغضب على وجه طارق و عروق وجهه و يديه برزت… ترك مروان و ذهب… وضع مروان يده على خده و هو يبتسم بخبث
* ايدك تقيلة أوي يا طارق… حرام ايدك التقيلة دي تتمد على مراتك الامورة… بس تستاهل الغبية … لو كانت سكتت كان احسن ليا و ليها…
يتبع
لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉
لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا 👉
لقراءة روايات ممتعه وشيقه اضغط هنا 👉