رواية سامر وتلا الجزء الثاني كامله الفصل الاول بقلم اسماعيل موسي
١
وكان على بطاطا يقضى وقته فى وكره مكتفيآ بكتبه ولفافات التبغ واكواب الشاى التى يصنعها بنفسه، بعدما ترك لحيته تنمو وشعره يطول مع حرصه على تمارينه الرياضيه التى حافظت على تناسق جسدى مهول.
احترم على بطاطا وعده بعدم التعرض لجوانا مره اخرى، كتب فى ورقه علقها على باب غرفته المتهالك، الرجل الحقيقى يفضل الموت على نقض عهد ابرمه مع أنثى بريئه
وجوانا لن تراه مره اخرى حتى فى لوحة رسم فى كتاب مدرسى
كان يرى ان جوانا فتاه طيبه وبريئه وتستحق ان تعيش حياه سعيده، وليس من الجيد أن يميل بختها او يشغلها بحكايات فارغه يصوغها عقله المزاجى.
بسط على بطاطا يده على الكتب المرتصه فوق طاولته، كتب قانون وفلسفه وعلوم وتاريخ، يعلم انه مجرم
لكنه مجرم مثقف وكان يفخر بذلك، انه المجرم الوحيد الذى يستطيع أن يقارع عالم بوسام فخرى.
خلال شهور قليله تمكن من حفظ الكلمات داخل الكتب بسهوله، وكانت الكلمات تنساب من فمه بلا جهد يذكر، كان يرددها على مسامع قطته جوانا ذات الشعر الأصفر والتى حرص على تربيتها بطريقه متفرده
الهره التى تعلمت الاناقه والاتيكيت على يد على بطاطا وكانت كلما سعمت اسمها تركض ناحيت على بطاطا وتستقر فى حضنه
على بطاطا الذى كان يقسم طعامه بينه وبين هرته جوانا
لم تنسى داريا ابدا ما حدث معها، خسارتها لسامر دمرت حياتها، ارتبطت أكثر من مره مع أشخاص من نفس مستواها وكانت تفسخ الخطبه بلا سبب، لقد أحبت سامر وتغيرت من أجله، لكن سامر تركها من أجل فتاه أخرى، وانجرفت مره اخرى لحياة الامبلاه، عادت للسهر والشرب، وتملكها شيطان الانتقام، دهست فتحى، تخلصت منه، كان بالنسبه لها السبب الاساسى فى ضياع حبها، قبضت الشرطه على فتحى مع جرعه كبيره من المخدر وكان عليه أن يقضى بقية حياته داخل السجن.
لم تنسى ازلال على بطاطا لها امام سامر، صفعه لها على وجهها واخيرا وضعها فى الاختبار التى فشلت فى اجتيازه ونجحت تلا
طالبت والدها بالبحث عن على بطاطا وسجنه لكن على بطاطا تبخر ، الشرطه فشلت بالوصول اليه ولم تكن هناك جرائم كبيره مسنده لعلى بطاطا تجعله على اولاوياتها
لكن داريا لم تستسلم أطلقت عيون ورجال للبحث عن على بطاطا، قررت أن تنتقم منه بنفسها.
اسماعيل موسى
جوانا حاولت أن تعيش حياتها بطريقه طبيعيه لكن على بطاطا كان يظهر أمامها مع كل رجل يحاول التقرب منها وكانت تقارن بين على بطاطا وما فعله وبين الآخرين وكان على بطاطا يكتسح التنافسات بلا مقارنه، كافحت جوانا لنسيان على بطاطا لكنه كان يثبت فى عقلها وقلبها أكثر
بعد عدت شهور وبعد أن كانت ترفض مجرد فكرة رؤيته باتت تحلم بمقابلته صدفه، فى الشارع او المقهى او المطعم، او بحلته الغريبه التى تشبه المهرجين يقف مع باقة ورد خارج أبواب الجامعه، لقد لعنت جوانا مرات عده على بطاطا لوعده الذى قطعه لها، وكانت الاشتياق واللهفه تدفعها لقراءة تذكراته القديمه التى كان يتركها مع باقات الورد وتبتسم، كان على بطاطا متفرد مميز لكنها لم تلحظ ذلك
فى البدايه كانت ترفض رفض قاطع فكرة الارتباط بعلى بطاطا ذلك الرفض الذى تحول لحلم مجرد رؤيته
وكان تسبه وتلعنه فى ليالى الشتاء الطويله، لماذا لم يقدم لها دعوه أخرى للعشاء؟
تلا من جهتها كانت تحاول أن تخفف عنها، كانت تعرف ان الحب طرق باب قلبها وان الحب اذا طرق باب قلب تلاشت الفوارق وذابت مثل الثلج
رفضت جوانا مرات عده ان تعترف ان على بطاطا قام بلمسها
لكن تلا المتأكده ان على بطاطا لا يمكن أن يخلف وعده او يكذب واصلت الحاحها بطريقه سمجه حتى انهارت جوانا واعترفت ان على بطاطا لمس يدها وقبض عليها بقوه
ضحكت تلا حينها، كنت متأكده جدا
جوانا __ بغيظ، لماذا ان شاء الله متأكده لهذا الحد؟ هل تعرفين على بطاطا أكثر منا؟
تلا __اعرف الرجل الذى كنت فى قبضته ولم تثاوره نفسه للمسى
كان يستطيع أن يفعل ما يشاء، وضحكت تلا، اتذكر ما قاله عندما كنت أبكى
اسماعيل موسى
كفاكى ولوله يا فتاه، لابد أن تكونى قويه فى هذه الحياه، لا تستسلمى بسهوله وخربشى بأظافرك كل من يعبث بسكينتك
امسحى دموعك، لستى من نوعى المفضل، ثم على بطاطا لا يستبيح أنثى لا ترغب به ولا يفض الخاتم الا بحقه
امسحى دموعك، ستفعلى ما اطلبه منك بالحرف الواحد حتى ننهى تلك المهزله
كان فكاهيا جدا يا جوانا، اعترف بأعجابه بك وطلب منى ان اساعده بصمتى للوصول إليك
انت واشار على بطاطا بيده، اغلقى فمك، فأنت غبيه أكثر من عنزه.
جوانا بغيظ __ انتى معجبه به واضح
تلا __ على بطاطا مثل اخ لا أكثر
جوانا، كيف تقولين اخ؟ لقد حاول اغتصابك
تلا __ لم يحاول، كان يحاول حمايتى من غبائى قال ذلك قبل أن أرحل
جوانا بغضب __ والتمثيليه التى قمتم بها لحظة دخولى الغرفه؟
تلا بأبتسامة وهى تقلد نبرة على بطاطا، ستدخل الأن صديقتك، هائجه مثل الثور الأبيض تلوح بمسدس فارغ من الرصاص ستصرخ بهمجيه سوف اقتلللللك يا مجرم، ماذا فعلت بها!؟
لا تقولى شئ، لا تنكرى اننى قمت بلمسك من عدمه، سأتعامل انا مع الموقف، سأهددها، سترضخ وترحل
تتذكر تلا عند رحيلها مع جوانا عندما التفتت للخلف ابتسامة على بطاطا اللطيفه وتلوحيته بيده التى لم تراها جوانا
جوانا __ ليه خبيتى عليه كل ده؟
تلا __ لم أجد سبب يدفعنى لقول الحقيقه
جوانا __ غبيه فعلا مثل عنزه مثلما قال على بطاطا
وكانت قسمات جوانا حزينه تعسه مرتبكه متشككه لا تعرف ما عليها فعله، قامت برفض على بطاطا عدت مرات علنآ وصمتآ وتجد حرج حتى لمجرد ذكره
تلا __ لم يظهر مره اخرى طبعآ
جوانا __ لم يظهر حتى فى الجوار
تلا __اعرف، فعلى بطاطا سيحترم كلمته، اذا كنتى ترغبين برؤيته عليك أن تبحثي عنه
جوانا بصراخ __ انتى اتجننتى مين ده إلى ابحث عنه؟
تلا بأبتسامة مع تلويحة وداع براحتك، سامر على وشك الحضور للمنزل سأتركك الان!
جوانا بعد رحيل تلا __ ابحث عنه قال!!