جديد

روايه خادمه القصر الجزء الثالث الفصل الرابع بقلم اسماعيل موسي


روايه خادمه القصر الجزء الثالث الفصل الرابع بقلم اسماعيل موسي 



 #خادمة_القصر


                      4


سارت الهره توتا بخجل خلف ادم الفهرجى لداخل القصر، وتناولت طعامها تحت اقدم ادم الصغير الذى كان ينظر إليها بأعجاب، قطه مسكينه، وكان الطفل يرمقها بنظره متاعطفه فهو يمقت كبرياء كيمو واكا من اول لحظه ولن يهديء له بال حتى يجمعه بتوتا مهما حدث ومهما كلفه ذلك من صراخ، ظل كيموواكا على سطح القصر رغم ان الشمس اختفت والجو أصبح قارس البروده، كان يعلم أن نظرات الانثى تخطف عقله وان قلبه ضعيف امام دلالها وان فكرة فرصه أخرى لا توجد فى قاموسه، ربما مقبوله عند شخص آخر، لكن بالنسبه لكيموواكا الانثى التى ترفضه لا تستحق فرصه ثانيه حتى لو تشقلبت مثل قرد المكاك، سأرحل من هنا، هذا الطفل يمكنه ان يفعل ما يعجبه فى قصره لكنه لن يتحكم فى قرارات كيمو واكا، بينما كانت توتا تشعر بأمتنان أبدى للطفل ادم وقررت ان تجعل نفسها ملكه يفعل بها ما يشاء، سترافق الطفل حتى وفاتها، تلاعبه وهو صغير وتركض معه عندما يصبح طفل وترتمى فى حضنه عندما يكبر وهكذا الحب ينمو ويحتاج لرعايه ليستمر.


كان محسن الهنداوى يدخن لفافات التبغ بلا توقف، يسكر ويعربد ويسهر الليالى وكل مره عندما يلقى بجسده على السرير يتخيل صورة ديلا وهى راقده جنبه، وجهها الجميل، انفاسها ذات رائحة التوت وشعرها الطويل الناعم، يحدق بشاشة هاتفه وهو يعلم أنها رحلت، ويسأل نفسه لماذا لم تفكر فى مهاتفته ولا مره واحده؟

كان طيب معها يعاملها بلين ورفق كيف نست كل تلك الأشياء التى فعلها من أجلها، محسن الهنداوى يعتقد انه كان يستحق معامله افضل من ديلا حتى لو كانت بعيده عنه، المرأه الوحيده التى رغب بها خانته وتعيش بعيد عنه، ورغم انى صفقاته الناجحه تعدتت وأصبح لديه بدل الفيلا عشره الا ان كل الأماكن صامته دون صراخ الطفل الذى كان يعتبره ابنه واصبحت كل الامكنه حواء تنضح بالهجر والخزلان، لم يتصالح مع والدته، كان يحملها كل الأمور السيئه التى حدثت فى حياته من تحت رأسها، وعدته بقتل ادم لكنها امرأه متصابيه ضيعت كل شيء بطيشها، وشاهنده لم تنسى ابدا لمحسن الهنداوى انه سمح لديلا برؤيتها فى حضن ادم، ولم تتمكن من عبور ان ابنها الوحيد سمح لزوجته ان تراها فى وضعيه غير محتشمه من أجل ارضائها، فضل زوجته عليها

وكانت تلك المسأله تلف وتدور فى ذهنها وكلما اغلقت عيونها رأت نفسها فى حضن ادم والعيون تحدق بها، الذكرى الوحيده الطيبه التى تمتلكها لوثها محسن الهنداوى بطمعه واشتياقه لامتلاك كل شيء حتى لو كان ذلك بفرم الآخرين وانها لازالت تملك الوقت، كل الوقت للتمتع ببقية عمرها بعد أن افنت جزء كبير منه بلا فائده ورغم انها كانت حزينه فى البدايه على حال محسن ابنها وتعاسته بسبب فقد ديلا الا ان الآمل كان يحبوها ان يدفعه ذلك للعوده لحضنها مره اخرى، لكن ابنها ابتعد أكثر وقاطعها مثل كلب*ه غريبه، وان البدراوي أصبح كهل بلا فائده لا يستطيع رفع قدمه ويحب محسن الهنداوى مثل ابنه ولن يقف معها ضده ولا سبيل لكسر كل ذلك الملل الا بحمل اخر، وعلى الحمل ان يكون فى ولد ذكر وليس أنثى

ولد يأخذ أموال البدراوى التى قرر ان يكتبها بأسم محسن الهنداوى يلقيها فى احضانها، لطالما راجعت شاهنده الفكره فى ذهنها، وأكثر ما كان يزعجها ان بطنها ستتضخم وتغزو الحبوب بشرتها الناعمه ويصبح مظهرها بشع مقرف لكن كل شيء يهون فى سبيل تحقيق خطتها، وكانت تريد رجل، اى رجل، وكانت تعاين الحراس والبستانى والفكهانى وموظف البنك ومقاول المعمار ولم يدخل احد دماغها

فى الغالب يشغل عقل المرأه رجل واحد مهما كانت صفاته او عيوبه، اللص الذى تسلل لقلبها وكان ادم لازال حاضر معها على طاولة الطعام، فى السهرات وينام معها على فراشها، تتزين من أجله وتحرص على اناقتها كأنه حاضر معها يراقبها

وكأن ظهورها بمظهر مميز يصل اليه حيث كان رغم ابتعاد المسافات واختلاف الازمنه وكانت تعرف ان الوصول اليه لن يتم الا من خلال محسن الهنداوى فكل ما عليها فعله ان تنبش الماضى وتحفر الذكريات، شاهنده تعرف ابنها جيدآ وتفهم انه لن يهداء له بال الا اذا وصل لديلا مره اخرى، الرجل لا يترك امرأه دخلت عقله، وكان ان قابلت محسن الهنداوى صدفه فرثت لحاله وتدنى مظهره، عندما كنت اراك قبل عدة أشهر اقول هذا ابنى وجهك كان مشرق بالفرحه وعيونك لامعه اما الان فأنا لا أرى سوى انسان محطم يعيش على بقايا الذكريات

محسن الهنداوى مش كده ولا عمره هيكون كده، محسن الهنداوى ابنى إلى اعرفه بياخد كل حاجه بيحبها ومش بيسمح لحد يخطفها منه

اطلق محسن الهنداوى سبه لنا غير معتقد ان مصلحتى تهمك

تأسفت شاهنده، لا تنسى انك ابنى وفى كل مره انا من يرجع إليك

تعودين والمصائب خلفك، كل ما أرغب به ان تخرجى من حياتى وتتركينى فى حالى

تحاملت شاهنده على نفسها، لا تترك ساعدتك تهرب من بين يديك أفعل المستحيل وكن واثق انى خلفك

اسماعيل موسى 

انتى فاكره انى ساكت ضعف؟ انا ساكت عشانها، عشان سعادتها، شايف انها لقيت الفرحه مع شخص تانى ومش عايز احطمها

من ذاق لوعة الحب وعذاب الهجر يعرف ذلك جيدا

لكن انت لا تملكين قلب، عقلك مليان بالصفقات والفلوس


محسن ابنى؟ سيبك من كلام الروايات ده والافلام الهندى، اصحى يا بابا احنا فى مصر لازم يكون ليك أنياب عشان تعيش، هنا كل ما تنهش اكتر الناس تحترمك اكتر


انا مش ضعيف يا ماما، اياكى تعتقدى كده

متقنعيش ان محسن الهنداوى إلى كان بيغير الستات زى شربات رجله خايفه على واحده هجرته ورمته زى الكلب

قعدت معاك شهور ويمكن ملمستش جسمها

صرخ محسن الهنداوى، امتنعت عن ذلك مش ضعف منى لكن رأفه واحترام لانسانيتها


انسانية ايه يا محسن؟ انت قاتل اكتر من شخص على ايدى

واخرهم تلا

تغيرت ملامح وجه محسن الهنداوى، انتى مش ممكن تكونى امى، مفيش ام تقول او تعمل كده

انا خايفه على مصلحتك يا محسن، الإنسان بيعيش مره واحده مش لازم يضيع عمره فى الركض خلف احلام مثاليه


عايزانى اقتله واحكم على قلب ديلا بالحزن الأبدى؟

عايزاك تلاقى سعادتك لانى شايفه قدامى شخص منتهى

اخطفها، ولا اقلك اخطف ابنك وهى هتجيلك راكعه

وفكر محسن الهنداوى، كم اشتاق لحمل طفله واللعب معه، الركض عندما يصرخ وشراء لعبه من المحلات، كل يوم كان يدخل عليه بلعبه جديده، وكم هو يفتقد تلك الأيام وانه عامل الحياه بالحسنى فردت عليه بالمأسى والأحزان، هجيبها عندى هنا غصب عنها، وغصب عن عين ادم، ابتسمت شاهنده هذا ما ترغب به بالفعل، انسان محطم يركض إليها وتحتضنه


اتصرف يا محسن حبايبك كتير لبسه قضيه اعتقد الموضوع سهل، حشيش ولا بدره او حتى سلاح، اسمع ان اعرف ان فيه مخزن مهجور، المخزن دا باسم ادم حط فيه اى حاجه وبلغ الشرطه


ابتسم محسن الهنداوى دا انتى مخططه لكل حاجه بقا يا شونو؟

خلينى نلعب على ورق ابيض ايه رأيك؟


محسن ان مش واحده شمال من الى بتاخد معاهم نص ساعه وترميهم ان  ماما يلا مينفعش تتكلم معايا بالطريقه دى


شوشو انا عارف انك مش بتعلمى حاجه لله ومش هغلط نفس الغلطه مرتين ارمى الزهر بتاعك!!


صممت شاهنده دقيقه تحسبها فى عقلها، انت عايز ديلا صح؟

محسن ايوه والطفل

شاهنده خلاص خد ديلا وارمى ادم فى السجن، وتركت مكانها ورحلت.


لقراءة الفصل التالي اضغط هنا 👉

لمزيد من الروايات اضغط هنا 👉


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-