روايه مرائيل الفصل الثاني 2 بقلم بيتر إيفانجل
. (2)
- أنا تعبت أوي عشان اوصلك كأني بجيلك لأول مرة
قولتها لصاحبي ليل بعد مرور حوالي ٣ ساعات من البحث عن بيته برغم أني كنت ديماً بزوره وعارف مكانه كويس ..
لكن المره دي ماعرفش أيه حصل !!
كنت بلف كتير زي التايه لحد ما وصلت أخيراً لبيته، كنت ناسي عنوانه تماماً وأول ما دخلت عنده واستقبلني حكيتله عن أني كنت تايه ومش عارفه أوصله
فـ رد عليا بهدوء والابتسامة على وشه وقال ..
= عنواني مايتوهش يارحيم ، لكن أنت شكلك مش طبيعي إلنهاردة ، مالك فيك أيه ؟
- أنا تعبان جداً و فيا حاجة مش مفهومة ، شوفت كابوس مرعب وقومت بصرخ مفزوع ، وكمان لاقيت أمي مش طبيعيه ، وشكلها داخله على الزهايمر
= براحة بس وأحكيلي ، أيه الكابوس اللى خلاك تايه كده ، وإيه اللي خلاك تشك إن والدتك عندها الزهايمر ؟
كنت بحكيله عن الكابوس اللي جمعني بيه وقبل ما كمل كلامي قاطعني وقالي ..
= معقول ؟ من قبل ماتكمل كلامك أنا حلمت بنفس الكابوس بس بالعكس ..
- إزاي !! يعني أيه نفس الكابوس لكن بالعكس ..؟
= حلمت إننا كنا بنصطاد سوا ، شكلك كان مضايق ومهموم وبدأت تكلمني بنبرة غريبة مش متعودها منك ، وكنت بتلومني على إيماني وصبري وعن إني راضي وقانع ، قولتلي كلام مليان بالكفر ، واتحدتني بـ إلهك اللي إسمه مرائيل ورميت صنارتك وطلعت سمكة كبيرة شبه القرش، عشان تثبتلي أنه بيستجيب لطلباتك في الحال
وبعدها شوفت خيال على وش المايه وقبل ما يختفي فقدت الوعي ..
- وبعدين ؟
= قومت بصرخ ولاقيت بابا قدامي ، كان مخضوض وبيتطمن عليا ، واضح أن صوتي كان عالي لدرجة ماحصلتش قبل كده ، لما حكيتله على الكابوس وعنك أنكر إنه يعرفك او أنه شافك قبل ..
"حالة من الصمت سيطرت علينا ، كنا في ذهول تام ،
بنبص لبعض لكن من غير كلام
كنا ساكتين عشان ماحدش فينا كان عارف يقول اللي جواه ، هل ممكن يحصل تصادف بالشكل ده ؟
نفس الكابوس بشكل معكوس مع نفس الظروف عشناه أحنا الأتنين في وقت واحد !!
مرت نص ساعة تقريباً من غير كلام ، مجرد نظرات أستفهام لبعض ..
لكن فجأة وفي نفس اللحظة سألنا بعض نفس السؤال
" مين مرائيل ؟"
وكملت أنا الكلام من بعدها ..
- أيوه مين مرائيل ؟ أكيد هو السبب في كل ده !
رد ليل وقال ..
= تفتكر أن الكابوس كان عبارة عن رسالة لينا ؟
- أكيد رسالة !!
= طب إيه هي و ليه إحنا ؟ وإزاي اللي حوالينا ينسونا وينكروا وجودنا
- أنا هابحث في جوجل عن كلمة مرائيل يمكن نلاقي معلومات تفيدنا ...
= أبحث ، يمكن نلاقي تفسير للكابوس ..
مسكت موبايلي وفتحت متصفح جوجل ، وكتبت في شريط البحث كلمة مرائيل .. لكن ماظهرتش أي نتيجة تخص الكلمة دي ........
- مافيش أي حاجة ظهرت بالإسم ده !
= يمكن سمعنا الإسم غلط ؟
- ماكناش هنذكره أحنا الأتنين بنفس التأكيد والنطق
= طب أيه رأيك نشوف حد يفسرلنا اللي شوفناه ، يمكن نلاقي أجابة لأسئلتنا
- ومين هيكون الحد ده ؟ أنا مافيش حد في دماغي..
= أسمع يارحيم ، في راجل إسمه شمشون بيقولوا عليه بركة وبتاع ربنا بس مابيقبلش يقابل أي حد بسهولة
- تعالى نروحله ونجرب يمكن يوافق يقابلنا .
= بس في حاجة , لازم نروح لابسين أسود بشكل كامل
- أشمعنا أسود يعني !! عنده حد مات ؟ رايحين نعزيه؟
= لا أوعى تتريق عليه إحنا مش قده , ده عليه نظرة عين كفيله لوحدها تقتلك ..
- ياسلاااام ؟ يعني أنا عايز أخلص من مرائيل تقوم جايبلنا حد يخلص علينا ؟
= يخلص علينا ايه إجمد كده ، بس لم لسانك عن الناس دي ؟
- طب أنا لابس قميص أسود أهو ، والجزمة برضو سودة لكن البنطلون رمادي والشراب رمادي أيه الحل ؟
= هشوفلك بنطلون وشراب أسود من عندي
- طب والبوكسر ؟
= بوكسر ايه يا عبيط أنت !! هو احنا رايحين لـ مايا خليفة ؟
- ما انا مش فاهم معلش ، دي أول مره أروح أقابل شبح
= ياسيدي مش شبح ده بني أدم زينا
- طب أتفضل ألبس وشوفلي بنطلون وشراب بسرعة ، عشان أنا متحمس أروحله جداً ..
بعد حوالي ساعة جهزنا إحنا الأتنين كل واحد بطقمه الأسود الكامل ، وابتدت رحلتنا لبيت شمشون المعروف بقدراته الروحانية ، على أمل أنه يقابلنا فى بيته اللي بيبعد عن قريتنا بساعة الا ربع ..
لما وصلنا لعنده..
ملاقيناش بييوت ، والمنطقة كانت معزولة عن الحركة والناس
ماكنش في غير بيت واحد بس على يمين بيت شمشون، وده يخص المساعد بتاعه ومن على الشمال خيمة كبيرة ، أتقالي إن أسمها تكية لأستضافة الاغراب..
ومن حواليهم فراغ وهدوء ، وعلى بعد ١٠٠ متر منهم كان في قصر مهجور ، مش معروف لمين ولا معروف أي تفاصيل عنه ، وطبعاً كل القصور المهجورة بيتقال عنها أساطير وخرافات كتير لكن ده القصر الوحيد اللي ماحدش ذكره بخير أو شر وكأنه مش موجود ..
لما قربنا من بيت شمشون، سمعنا أصوات صراخ مخيفة بس ماكناش شايفين حد ، وحتى الخيمة كانت فاضية
وبيت شمشون نفسه كان مقفول ، ماكنش في غير بيت المساعد بس اللي بابه مفتوح ..
أتجهنا لبيت المساعد ووقفنا ننادي عشان يظهر اي حد يكلمنا ويفهمنا ازاي ندخل لشمشون ؛ الباب مفتوح فعلاً لكن البيت كان فاضي وماحدش رد علينا
وأتفزعنا لما سمعنا صوت جاي من ورانا بيقولنا ..
* عايزين ايه وجايين ليه ؟
أتمسمرت مكاني من الخضة وبعد لحظات تمالكت نفسي وبصيت ورايا لمصدر الصوت ..
فلاقيته شاب بجسم ضخم وبشرة سمرا ولابس عمامة وجلابية سودا ،أول ما هتبص على وشه هتشوف في ملامحه انه عايز يلطشك بالقلم من غير سبب
رديت بنبرة حذرة ومتوترة وقولت ..
- احنا جايين نقابل عم فرعون
بصلي ليل بغيظ وقالي فرعون مين ؟
وكمل كلامه مع الشاب الأسمر وقال ..
= معلش ، هو قصده جايين نقابل شمشون بخصوص مشكلة كبيرة عندنا ..
* صعب تقابلوه النهاردة ، إمشوا دلوقت وتعالوا كمان أسبوع
رديت بسرعة وقولت..
= لا من فضلك يا استاذ ... ؟
* أسمي سليمان ، وأنا مساعد شمشون
= طب بعد أذنك ياسليمان باشا ساعدنا ندخله، لأنها حالة طارئة جداً وليك الحلاوة معايا
بصلنا سليمان من فوق لتحت وكأنه بيسخر مننا وقال ..
* هتدفعوا كام بعني ؟
= اللي تقول عليه أنت بس دخلنا لعنده
* بس أنا مش هعوز فلوس ..
= طب عايز إيه اؤمرني ؟
* مقابل بسيط ، هاخد شوية دم منكم ..
بصيت لليل باستغراب من طلب سليمان العجيب ، وقربت منه ووشوشته وقولتله ..
- بيقولك عايز دم ، ده طلع زومبي, تعالى نمشي ..
ليل سمعني وماعلقش على كلامي ورد على سليمان بهدوء وقال :
= والدم ده هتاخده مننا ازاي ؟
حسيت بأني مسكت سلك كهربا عريان فأتنطتت فى مكاني وقولته ..
- دم أيه اللي هياخده ؟ ده بيقولك عايز شوية ، أنا مافضلش في جسمي غير الشوية اللي عايزهم
أبتسم سليمان وقالنا ..
* متخافوش ده هيبقى جرح بسيط ودم قليل ..
وبعدين بص عليا وقالي ..
* وانا مش زومبي على فكرة يااستاذ ، تعالوا اتفضلوا أستريحوا في التكية ..
ماعرفتش هو سمع وشوشتي إزاي بس تقريباً كنت بدأت اكتسب مناعة وتناحه ، ومافرقش معايا وماستغربتش،
ماهو خلاص بقى أنا واحد نام طبيعي صحي لاقى نفسه بيصرخ من كابوس ، وفي نفس اللحظة صحبي بيصرخ في بيتهم من نفس الكابوس وبيتنكر وجودنا من أهالينا ،
وفى مرائيل اللي مش عارفين هو مين!!
وجايين لواحد إسمه شمشون في مكان غريب وقابلنا سليمان اللي ماطلعش زومبي وهياخد مني شوية الدم اللي حيلتي فـ مش فاضل غير أني أقابل دراكولا وأموت فى الأخر...فعادي بقى ..
دخلنا التكية وكنت بقدم رجل وبأخر رجل ،
جوايا خليط من الأحاسيس الملخبطة ، بين أني مش مرتاح في المكان ولا قابل حكاية الدم دي ، وبين أن عندي فضول كبير أكمل وادخل لشمشون يمكن يفهمنا تفسير اللي بيحصل معايا انا وصاحبي ويريح عقلي ..
لما دخلت الخيمة لاقتها فاضيه من الكراسي ومن الترابيزات ومافيهاش فرش ع الأرض ..
وشاورلنا سليمان بايده أننا نقعد فقعدنا على الرمل كأننا اسرى حرب ، وبعدها سابنا وخرج من الخيمة نستمتع باللا شئ الموجود فيها ..
بعد لحظات من الترقب، قطع ليل حالة الصمت وجو التأمل اللى عايشينه بلا هدف وقالى :
= مين كان يصدق أن رحيم المؤمن اللى بيصلي يجي مكان زى ده عشان يقابل شخص ممكن يطلع دجال ..!!
- هو مش أنت اللى قولتلى ده مبروك !! ، دلوقتي بقى دجال ؟
= الناس بتقول على رجل الدين بركة والدجال برضو بركة ، لأنهم محتاجين أي حد يطمنهم ...
- قصدك القلة الجهلة منهم بس ..
= لا، قصدي كل الناس وإلا نبقى أحنا كمان من القلة الجهلة عشان جينا هنا ، صح ؟
- أحنا جينا لسبب فوق إرادتنا بنبحث عن أجابه ، انا معتبر شمشون زي جوجل يا أما يظهر نتيجة لبحثي أو لاء ، ومش هخسر حاجه من المحاولة ..
= مش هختلف معاك لأني زيك عايز أفهم ، بس مش ده يعتبر قلة إيمان ..
- قلة ايمان ليه ؟
= لأن الخوف سيطر علينا ، وزعزع ثقتنا بأننا محفوظين وأن كل شيء بأيد ربنا ، وبدل ماكنا نجري على شمشون كنا نلجأ لله ..
- ربنا جعل لكل حاجة سبب ، حتى في المثل بيقولوا إن شفي المريض فـ ده من بخت الدكتور ، يعني الناس عارفه أن ربنا الشافي بس بتروح للدكتور عشان هو سبب ..
= طب والخوف ؟؟!
- عادي طبيعتنا البشرية فيها الخوف والضعف والأحتياج والقلق ، المهم أننا مانضخمش حجم الخوف جوانا لدرجة أنه يتحول لـ إله بنطيعه طول الوقت ويستعبدنا..
= هو أنا ليه شايفك متناقض بين الأفعال والأقوال؟
- رأيك يحترم، بس أنا شايف نفسي متوازن بين الأتنين ...
وأثناء دردشتنا وإندماجنا في الكلام ، لاقيت ليل بيبص ورايا وعينه ثابت ومتنح ، لدرجة إنى خوفت أبص ورايا ، بسبب تبريقة عينيه..
ومن ملامح وشه إستنتجت أن فى عفريت ظهر وهتنتهى القصة بقى ولا هيبقى فيها شمشون ولا فرعون وخلصت خلاص ..
وبنبرة قلق ولعثمة وتردد سألته
- هـ و فـ .فـ . في ايه ورايا ؟
يتبع ..
سلسلة حدث تلك الليلة
قصة مرائيل
تأليف | بيتر إيفانجل
لمتابعه الرواية كامله اضغط هنا 👇
(روايه مرائيل )
اكتب في بحث جوجل 👇
(مدونه الرسم بالكلمات رواية مرائيل )
وستظهر لك كامله 👇
أو تابعنا على صفحة الفيس بوك