روايه سيف القاضي الفصل الثالث والعشرون
بقلم اسراء شويخ
" مش هاعمل عمليات ريحوا راسكوا "
نطق بها كل بهدوء ووالده يجلس بجواره على الجانب الآخر زوجته تبكي بشدة...
ضمها يوسف لحض.نه وقال بحنان " عشان خاطري كفاية والله قلبي وجعني اوي مش ناقص عشان خاطري "
هزت راسها وهي تحاول ايقاف دموعها وهي ترى ابنها يرفض العلاج وحالته في خطر ..
يوسف بهدوء وحب " ليه يا حبيبي ربنا خلق العلاج والدوا كل واحد عندو مشكلة يرفض يتعالج "
أجابه بحسم " انت عارف انه مش هيفيد في حاجة عمليات وعلاج وفي الاخر النتيجة الوحدة هي الموت "
شهقت بشدة وبكت بانهيار كلما تخيلت ان شئ يحدث له اقترب منها وسحبها لحضنه وقال بحنان " اسف يا حبيبتي غصب عني صدقيني فكرة اني ادخل عمليات بتموتني حرفيا كدة احسن "
دفنت نفسها في حض.نه اكتر وقالت برجاء " عشان خاطرنا يا حبيبي والله هموت ان جرالك حاجة "
هدهدها بهدوء حتى بدأت تهدأ وسط غيرة وحزن ذاك الذي يتابع كل شئ بهدوء علها أقنعته لكن دون فائدة ...
خرجوا وتركوه ليرتاح قليلا تركت زوجها يرتاح في غرفة مجاورة ..
همست بتوتر مبطن " انا هاروح اشوف الدكتورة "
قام من مكانه بفزع " في ايه حاسة بحاجة "
هزت راسها بالنفي وقالت بمسايسة " لا بس حاجات خاصة "
يوسف بقلق " طيب اجي معاكي "
عقدت شفتيها وهمست " خلاص مش رايحة اذا انت مش هتفضل ترتاح وتسيبني اصلي حاجات خاصة مش هاروح"
هز رأسه بتعب وقال بحب " بس هتطمنيني عليكي "
هزت راسها وقالت تطمئنه " الدكتورة بالغرفة اللي تحت قالتلي تعالي في أي وقت اطمن "
هز رأسه وتركها تخرج وكل ما في عقلها ان تذهب لمن ممكن أن تغير رأيه وتقنعه ان يتعالج ..
اما يوسف وقف على الشباك يتابعها وهي تغادر المستشفى فهو يحفظها عن ظهر قلب لم يستطيع منعها حتى لا تنتكس هيا الأخرى ربما تستطيع أن تفعل شئ فهو يريد سلامة ابنه.. وعقله مشغول على ابنته التي علم من حرسه ان آسر وصل لها ويدعو من صميم قلبه أن يسلم الاثنين..
امسك هاتفه واجرى اتصال " تخلي بالك منها زي عينيك "
أغلق الهاتف وشرع في صلاته يناجي من هو دائما موجود ينتظر منا فقط ان ندعوه ونرجوه ولن يخيب رجاءنا " هل من داع فأستجيب له " ..
وصلت فيلا علي السمري لتلمح شام تهبط من سيارتها برفقة أبيها تتجه للداخل ندهت عليها بلهفة " شام "
استدرات لتعقد حاجبها باستغراب " طنط اسراء "
علي بأس اكبر وهو يراها بدون يوسف ووجهها دليل على انها تبكي بشدة " مدام اسراء انتي كويسة "
هزت رأسها وقالت بصوت متحشرج " انا عايز اتكلم معاكوا في موضوع مهم لو سمحتو "
علي بترحاب " اكيد طبعا تفضلي "
فتح لها الباب ومنها الى الصالة وجلست وهي تفرك يديها بتوتر ودموعها ما زالت تهبط دخلت رحمة لها ورحبت بها ثم تساءلت بقلق " انتي كويسة في حاجة "
رفعت نظرها تنظر لحبيبة ابنها الذي لا تعلم ما هو مصيره فهمست بدموع " شام انتي تخطبتي "
فهم علي تقريبا الموضوع ونظر لابنته الذي حاولت اخفاء حزنها وقالت بابتسامه مصطنعة وهي ترفع يديها تريها دبلتها " ايوة يا طنط من يومين "
هزت رأسها واسترسلت ببكاء " وسيف "
حاولت التماسك واجابت بثبات مصطنع " ماله سيف "
اغمضت عينيها تبكي بشدة ورحمة تنظر لها باستغراب تحاول التخفيف عنها هدأت قليلا وقالت بانهيار " انا معرفش ايه اللي حصل خلاكي توافقي عالخطوبة بس اللي ما تعرفهوش انه ايا كان اللي عمله سيف فكان غصب عنه والله العظيم "
علي بضيق " مدام اسراء كل شئ نصيب وبنتي اختارت "
نظرت اسراء لشام وقالت بنبرة رجاء " سيف بموت يا شام "
شهقت شام ورحمة ووضعوا يدهم فوق فمهم وعلي ينظر لها بعدم فهم وقال بقلق " ازاي يعني "
استرسلت بقهرة أم على ابنها " سيف كان وهو صغير عندو مشكلة في القلب وتعالج وبقى كويس اوي زي اي حد طبيعي بس من فترة حس بتعب ولما فحص اكتشف انه عندو مشكلة في القلب وهو رافض يعمل العملية عشان كدة بعدك عنه "
انتفض جس.د رحمة وهي تعيد في ذكرياتها من قبل وكيف تركها زوجها سنة ونصف من اجل مرضه والان مصير ابنتها هل سيكون مثلها هل ستعاني كما عانت "
"هذه احداث رواية التحدي المستحيل اقرؤوها "
فهم علي ما تفكر به قام واحت.ضنها وهمس بجانب اذنها بحنان " كل حاجه هتبقى كويسة ان شاء الله اهدي "
نظر لابنته الذي تنظر أمامها كمن شلت تتذكر كيف كان يعشقها نظرته لهفته خوفه عليها غيرته كيف توسل لها ان يتزوجها بأسرع وقت اذا هذا ما قلب حاله نعم هو ما زال يعشقها ..
لم تعي لنفسها الا وهي تركض للخارج لحقت بها اسراء وصعدت بسيارتها قبل ان تنطلق ...
رحمة ببكاء " هنعمل ايه "
اغمض عينيه بأسى على حالة ابنائه فهو متأكد ان مصطفى يعاني بشدة والآن ابنته لع.ن يوسف وابنائه بسبب لعن.ته التي حلت بأولاده قال بتعب " مش عارف حياتها وهيا حرة فيها "
همست رحمة بألم " يعني هتشوف الا انا شوفته "
شعر بغصة بقلبه لأنه كان السبب في ألمها حتى لو كان قبل سنين ليهمس بندم " ما قدرتش اعوضك طيب "
انتبهت لنفسها لتهز راسها بالنفي وقالت بصدق وهي تحض.تنه بقوة " لو رجع الزمن هصبر اكتر من كدة مليون مرة بس اعيش اللي عيشته معاك انت عوضتني عن كل ثانية حزن شفتها يا حبيبي انت قلبي يا علي انا بحبك اكتر من روحي "
وصلت المشفى بسرعة جنونية وقلبها يكاد يسبقها لتطمئن على حبيبها الاول كانت اسراء تدلها على الطريق رأت حبيبها على الباب انزلت رأسها بخجل لأنها كذبت عليه اقترب منها وضع يده أسفل ذقنها يرفع رأسها وقال بحنو " اوعي تنزلي راسك يا روحي انا عاذرك ونفسي اللي بتفكري فيه يحصل سيف ده عمودي الفقري "
ضمته من أسفل كتفيه وهمست بتمنى وهي تبكي " يارب يا يوسف يارب "
اما امام غرفة سيف تقف تجفف دموعها وتحاول رسم ابتسامة رغم رعبها الشديد على حبيبها ..
دقت الباب دقتين وفتحت كان ينظر للسقف بشرود حتى عند سماع الباب لم ينظر للطارق ... حتى سمع همسها الذي ظن انه يتخيله ..
نظر للأمام ليجدها تقترب منه بهيئتها وطلتها التي يقسم انه يراها اجمل فتاة على كوكب الأرض... رغم وجود آلاف اجمل منها حوله ...
كانت تقترب بخطوات هادئة وهو ينظر لها تمشي على دقات قلبه يريد الموت في حض.نها هذا اقصى احلامه ..
جلست على الكرسي المجاور له وهمست بصوت ثابت قليلا " ازيك يا سيف "
ما اجمل اسمه ما اجمل صوتها هل اتت لتكمل عليه يكفي قهر قلبه
همس بصوت مرتعش " الحمد لله متشكر "
كان يتحاشى النظر لها يكفي ما به لتهمس برقة " ليه خبيت عليا يا سيف "
اخفض عينيه بوجع كيف يخبرها أنه مستعد للموت مئة مرة ولا يوجعها او يحزنها لكن ماذا عساه يفعل ..
همست بحنان " بصلي يا سيف "
اطاعها على الفور اقتربت تنظر داخل عينيه " هتعمل العملية وهتخف وهنتجوز ونخلف ٧ عيال "
يا الهي ما أجملها من أمنيه رغم انها جملة بسيطة كافية لجعل صد.ره ينتعش
همس بحلم " ٥ بنات ووالدين "
ردت بابتسامه " تؤ تؤ ٥ ولاد وبنتين "
رد بنفس التيه " بس انا عايز بنات كتير شبهك كلهم شبهك"
ردت بغيرة مصطنعة " وتحبهم اكتر مني لا معلش اسفة "
همس وهو في عالم آخر " عمري ما احب حد اكتر منك ... انتي ما خلتيش مكان لحد تاني "
ابتسمت على كلامه بخجل لتهمس بحنان " يعني هتعمل العملية "
انتبه لنفسه وكلامه ليعود لرشده وهمس بجدية " لا "
****
"آاااااسر " صرخت بها وهي تبكي وتحاول ابعاد ذاك المجر.م عنها ليظهر ذاك الصقر داخله وفي ثانية كان قد انتشل السلا.ح الموجه على رأسه وضرب كل من في المكان قبل حتى ان يلتفت حسين له ..
استدار يحدق في عينيه متى استطاع التخلص منهم وقبل ان يفكر كان يتلقى اللكمات من حيث لا يدري وهو ينز.ف من كل مكان..
امسكه من قميصه وهمس بهدير " قسما بربنا لخليك تتمنى لو كنت مت قبل ما تقرب منها .. عشان تقرب من اغلى حد عندي لاندمك ندم عمرك "
أمسك به ووجه السلا.ح على رأسه نظر لتلك التي ترتعش فقال بحنان " ماسة تعالي اوقفي ورايا عشان نخرج "
هزت راسها بضعف وتوقفت خلفه تمسك جاكيته وهو يخرج امام الرجال بحسين ويهدد بق.تله اشار لهم بوضع السلا.ح وفي خلال دقائق كان المكان محوط بالكامل وتم القبض على الجميع..
آسر بحدة لأحد زملاءه " عايز معاملة ٥ نجوم لغاية ما أجيله "
التف لتلك التي ما زالت ترتعش لكن هيهات لم تخف ربع خوفه عليها اقترب منها وحملها وضمها بشدة فترة طالت ثم أنزلها مرة أخرى واحتض.ن وجهها وهمس بحنان " انتي كويسة يا روحي حد عملك حاجة "
نظرت داخل عينيه ولهفته همست بصوت خافت " انا خايفة اوي يا آسر "
حملها بين يديها وضمها بشدة دون كلام كيف يطمئنها وقد خاف اضعافها وضعها في السيارة بجواره واستدار لتقترب هيا منها وتدخل في حض.نه استمعت لدقات قلبه الذي ما زالت تدق بشدة من شدة خوفه ..
همست بقلق " قلبك بيدق كدة ليه "
نظر لها قليلا ثم تمتم بهمس " عشان عمري ما خفت غير النهاردة "
قال جملته وانطلق بسيارته وهي فهمت بل تأكدت أنها تلك الفتاة التي أخبرها عنها من قبل ...
وصل البيت ليجدها نائمة حملها ووضعها في السرير وهو يحمد ربه مئات المرات أنه بخير ...
طلب من والدته المكوث بجوارها وهو ذهب الى القسم لين.تقم بطريقته استيقظت لتبحث عنه فوجدت والدته تعد الغداء همست بهدوء " مساء الخير يا ماما هو آسر فين "
هند بابتسامه " خرج يا حبيبتي انتي عاملة ايه "
ردت بنفس الهدوء " الحمد لله سكتت قليلا لتهمس بخجل " ماما هو آسر كان يحب وحدة قبل كدة وتجوزت "
نظرت لها هند باستغراب ثم اجابت " هو انتي متعرفيش هيا مين "
هزت رأسها بلا ثم اكملت " اصله قالي انه دخل المستشفى يومها وبس "
تنهدت هند بضيق عند عودة تلك الذكريات وهمست بحزن " حبيبي ما كانش عايز يخرج او يقوم اسبوع كامل كان النبض ضعيف جدا لغاية ما ربنا استجاب لدعوتي بس من بعدها بقى عايش من غير روح مطفي سافر وسبنا وبقى كل مهمة بيدخلها بقلب ميت سمعت صاحبه بيكلم ابوه وبيقوله انه كان واقف مستني القناص يصيبه من كتر ما هو بيتعذب "
امتلأت عينيها بالدموع وهي تتخيل انه يوجد أحد احبها كل هذا الحب وهي كانت كالمغفلة وذهبت لغيره ..
استمعت صوت مفاتيحه جففت دموعها وركضت لغرفتها تستبدل ملابسها...
قبل جبين والدته التي استأذنت وعادت شقتها عندما لاحظت عينيه تبحث عنها بلهفة..
ذهب إلى غرفته ودق الباب ليجدها ولأول مرة ترتدي له فستان قصير اجمل ما يكون ابتسم بعشق وهمس باعجاب " هو انا دخلت الجنة ولا ايه "
اقتربت منه وهمست بدلال " آسر هيا حبيبتك اما تجوزت ايه اللي حصل بعدها "
فهم ما تقصد ليجيب بهدوء " اتطلقت "
اقتربت منه أكثر وهمست بدلال اشد " وبعد ما اتطلقت "
" بقت مراتي " قالها قبل ان يشن هجومه المحبب على قلبها وهيا التي باتت متأكدة انه الان زوجها يوسف اخر كأبيها كما تمنت طوال حياتها ...
***
"ليت المطالب بالتمني "
ظن انها عندما تصبح ملكه سيستطيع بكل سهولة ان يجعلها تعشقه ولا تريد سواه لكن خابت توقعاته عندما كانت مهووسة بدراستها وإثبات نفسها ...
لو كان سيرى هذه أنانية فهو مخطئ لانها أخبرته من البداية فأمامه حلان اما ان يكمل عشقه ومسيرته ومساعدتها في مستقبلها والصبر عليها او أن يتركها وكأن شئ لم يكن لكن رغم عذابه الشديد من بعدها واهتمامها بدراستها الا ان كونها زوجته ومعه اهون مئة الف مرة من أن تكون بعيدة ...
فاق من شروده يكمل كتابه الجديد " ضحية عشق " استمع لصوت دخولها وهي تهمس بحماس " امتياز يا مصطفى "
سعادتها تسعده أضعاف مضاعفة اقترب منها وقال بفرحة " مبروك يا حبيبتي الف الف مبروك "
همست بسعادة " ربنا يبارك فيك يارب... وفاضل تجربة وحدة للعلاج بتاعي بعدها هيتم تصنيعه واتشهر بقى "
قالت جملتها بغرور مصطنع ليهمس بمزاح " بس بعد اما تتشهري ما تنسنيش طيب "
اكملت بنفس الغرور " والله معرفش حسب "
ضحك على حركتها وقد لاحظ أنه مجرد كلام معها ينسيه أي حزن منها ...
ذهبت لتغيير ملابسها لتنام قليلا ثم تذهب الى المختبر لاكمال التجارب ..
اقترب منها باشتياق خيالي فهو بعيد عنها منذ زمن وهمس برغبة " وحشتيني اوي "
لم تستطيع الرفض لانها دائما ما تتحجج بامتحاناتها ودراستها لتهمس بضيق مبطن " بس بسرعة عشان عايزة أنام "
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
( رواية سيف القاضي )