روايه سيف القاضي الفصل السابع عشر بقلم اسراء شويخ
اخيرا تحقق حلمه وأصبحت زوجته يحتاج عمرا فوق عمره حتى يصدق ... ينظر لذاك الجمال في فستانها التي طالما تخيلها به في اجمل احلامه..
اقترب منها كالمغيب ليصدم من ردة فعله حينما خبأت وجهها برعب وهمست ببكاء " ما تضربنيش والله هعملك اللي انت عايزه "
صعق بل تجمدت قدماه قال وهو يهز رأسه بذهول " أضربك أنا ... أضربك انتي ليه .... في حد يقدر يمد ايدو عليكي اصلا "
همست ومازالت تخبئ وجهها " ايوة خالد عملها "
سكت يستوعب ما تقول رد بهدوء " خالد طليقك "
هزت رأسها وهيا تبكي بشدة فهمس بحنان " ضربك ولا تقصدي "
قاطعته ببكاء " لا ضربني قدام مامته بليلة فرحي وهيا قالتلي هتشغلني خدامة عندهم "
سكتت الاصوات من حوله يتمنى لو كان أصم ولم يسمع ما قالت يقسم أنه سينت.قم منه أشد انت.قام اقترب منها وعينيه لمعت الدمعة بها وقال بصوت مبحوح " ماسة انسي اللي حصل قبل كدة كأنه ما كانش كابوس وانتهى "
رفعت رأسها تنظر لها وقد اكتملت اللوحة بوجهها الأحمر من شدة البكاء "يعني مش هتضربني '
اقترب أكثر يتأمل ابداع الخالق وقال بحنان " مش كل الناس وحشة وغبية .. هو ما عرفش قيمة النعمة اللي في ايدو ولا قدرها ... انا عمري ما مديت ايدي على وحدة ست حتى لو ما.فيا ما بالك انتي '
رفعت حاجبها وقالت بعدم تصديق " أنا ... ما هو انا لازم اخاف خصوصا اني طول الوقت بحسك مش طايقني "
فتح فمه على آخره حتى كاد يسقط أرضا وقال بذهول " مش ايه ... مش طايقك "
ليبدأ بنوبة ضحك بكل صوته همست بغضب طفولي " هو كل واحد اقوله كدة يضحك عليا "
حاول ايقاف ضحكته وقال " ليه انتي قولتي لمين تاني "
ماسة بغيظ " لاختك أسيل وبابا "
أكمل ضحك ثم رد " طبيعي يموتوا ضحك عارفة لو ماما سمعتك بتقولي كدة لطبت ساكتة "
ماسة بعدم فهم " ليه يعني "
اقترب وهمس "هتعرفي لوحدك بيضحكوا ليه .. دلوقتي ياماسة مش عايزك تخافي مني ... هنكون أصحاب نقرب من بعض اوي في كل حاجة ما نخبيش على بعض حاجة .. دلوقتي عايزك تغيري هدومك ونصلي بعدها ما تقلقيش هسيبك تنامي مش عارف ازاي بس ربنا يصبرني "
توردت وجنتيها بخجل ليهمس بغيظ " بقولك ربنا يصبرني تحمري كدة هيا الحكاية ناقصة "
فركت يديها بخجل شديد من نبرة صوته ونظراته ..
اقترب منها واردف بحنان " غيري وتوضي هستناكي نصلي "
وخرج بسرعة قبل أن يتهور كانت سعادته تصل لعنان السماء انتظرها خرجت بالاسدال جميلة هيا في كل حالتها صلى بها العشاء ثم ركعتين لبداية حياة زوجية وضع يده على رأسها ودعا دعاء الزواج ثم أمسك يدها وسبح عليها وهو ينظر لها يتأكد انها حقيقة وليست حلم ...
وضعت يدها على فمها تتثاوب ابتسم على هيئتها " انا هنام عالكنبة وانتي نامي عالسرير او ممكن أنام بالغرفة الثانية "
ابتسمت على حنيته فردت برقة " زي ما انت عايز "
مسح وجهه بعنف وقال بنفاذ صبر "قومي نامي عشان دلوقتي برقتك دي هنسى أي وعد وعدته "
قامت بخجل وذهبت الى السرير كانت ستخلع الاسدال همس برجاء " وحياة ابوكي يا شيخة تنامي فيه الليلة انا بشر والله "
كادت تذوب خجلا من تلميحاته هزت راسها ونامت بالسرير وهو فرد نفسه على الاريكة ينظر للسقف يسب نفسه على غباءه وذاك القرار الذي اتخذه استدار ينظر لها كانت ما زالت مستيقظة تلاقت العينين يقسم انه الآن اسعد شخص على كوكب الأرض يشعر انه يحلق في السماء يكفي أنها امامه اتقى الله دائما ولم ينظر لها الآن سيمتع نفسه بحلاله وما أجمل الحلال
أخفضت رأسها بخجل واغمضت تحاول أن تنام شعرت به بجوارها همست بخوف " في ايه "
همس بنبرة رجاء وهو يسحبها بقربه " والله ما أعمل حاجة بس خليني أنام هنا "
كادت ان تتكلم وضع يده على فمها وهمس برجاء " عشان خاطري "
ذابت خجلا من قربه ضمها بشدة همس لنفسه " لو مت دلوقتي انا اسعد واحد في الدنيا " واقل من دقيقة كان قد ذهب في ثبات عميق ...
نظرت له لتجد انفاسه منتظمة تأملت ملامحه ولأول مرة تلاحظ وسامته رمشت بعينيها اكثر من مرة لتذهب في النوم هيا الأخرى....
****
كانت ابنتها تلعب صرخت بها " انا مش قولتلك قومي ادرسي ما بتسمعيش الكلام ليه "
بكت بسبب الصوت العالي وقالت بدموع " انتي بقيتي بتزعقيلي جامد أنا مش بحبك "
اوقفه صوت ذاك الذي يموت قهرا على وجعها منذ ذاك اليوم فقال بحدة " عيب يا ايفا اعتذري لمامتك حالا "
ايفا ببكاء " هيا بقت بتزعقلي طول الوقت وانت ما بتعملش ليها حاجة "
اقترب منها وضمها وهمس بحنان " معلش ماما تعبانة شويا المفروض نسمع كلامها روحي اوضتك دلوقتي وانا هجبلك ايس كريم تشوكليت "
ذهبت غرفتها فاستدار يقترب من تلك التي تخاصمه وتعتبر مرض ابنه ذنبه اقترب وضع يده على كتفها انكمشت على نفسها كور قبضته وقال بوجع " لامتى يا رحمة هتفضلي تعاقبيني "
نزلت على ركبتيها تبكي بشدة وقالت بانهيار " مش قادرة مش قادرة أتحمل ده ابني الوحيد يا علي مصطفى عمري ما انسى ساعة ما جبته من اسبوع كان عامل ازاي '
فلاش باااك
دخل يحمل ابنه بعدما اتته النوبة بسبب بيسان لم تره وقتها ووضعه في السرير وانتظر حتى أفاق ..
ذهبت لغرفة ابنها تطمئن عليه لانها استمعت قدوم أحد عندما كانت تطبخ لتسمع كلامه الذي فتت قلبها ..
مصطفى بهمس وصوت خائف " بابا هيا بيسان عرفت انا عندي ايه "
نظر لابنه بعدم فهم " معرفش ليه "
مصطفى برجاء " عشان خاطري يا بابا بلاش تقولها عشان ما يرفضونيش اما اتقدم بعد اما تخلص جامعتها "
حدق بعينيه يستوعب ما يقوله شعر بأن قلبه على وشك الوقوف ليكمل بلهفة " أنا كدة مش بخدعهم والله لاني انا اما اتجوزها هخف اصلا اللي انا فيه عشان هيا رفضت اما كل حاجة هتبقى أحسن مش كدة يا بابا "
لم يستطيع الكلام سحب ابنه واعتصره وبكى بقوة حتى كاد صوته يذهب
اما هيا فركضت لغرفتها تنهار وتبكي بشدة تمنت لو ماتت قبل ان تستمع لكلامه
باااك
"انت السبب انت اللي عرفتنا عليهم ياريتهم ما دخلوا حياتنا ولا شوفناهم ياريتنا فضلنا مسافرين ولا شوفت ابني مكسور وخايف من مرضه كأنه وصمة عار "
كانت تبكي بانهيار شديد وهو يحاول التخفيف عنها لكنه بالاساس يحتاج من يخفف عنه ..
رفع رأسه وجد ابنه امامه اشار لك ان يسكت ويرجع قليلا اقترب منها وضمها وهمس بحب " في ايه يا ام مصطفى امال لو مت هتعملي ايه "
شهقت وشددت من ضمه وهيا تبكي بكل قوتها ملس على شعرها بحب وقال بحنان " خلاص يا حبيبتي اوعدك هكون كويس ومش هاشتكي من حاجة بس ما تعمليش في نفسك كدة ولا في الراجل الغلبان ده اللي مش عارف يعمل حاجة "
هزت راسها وهي تحاول ايقاف بكاءها همس مصطفى بمزاح " بس واضح يا علي باشا انه انا اغلى منك عشان تقلب عليك عشاني "
ضيق عينيه بغيرة ونظر لرحمة ينتظر اجابة كطفل صغير لكمت مصطفى بصد.ره وقالت بابتسامه " ما فيش حد اغلى من علوة بس انت حبيبي برضو "
قبل جبينها وردد بحب " ربنا يخليك لينا يا حبيبتي كل حاجة هتبقى تمام "
نظر لابنها وللألم في عينيه يحاول التخفيف عن والدته لكن عينيه تخبرهم أنه سيموت ان بقيت بعيدة
*** حوقولوا فوالله ما فكت العقد بمثلها
بعد انتهاء الفرح كان يجلس في غرفته يدور حول نفسه يتخيل ردة فعل والدته عندما تعرف..
دق باب غرفتهم فتح له والده باستغراب فقد كانوا على وشك النوم
يوسف بقلق " في حاجة يا حبيبي "
فرك يديه وقال بصوت متحشرج " بابا انا عايزك بموضوع مهم بعد اذنك "
هز رأسه واغلق باب غرفته وذهب برفقته الى غرفته لم يطلب منه ان ينتظر حتى الصباح فعائلته اغلى من اي شئ
كان يفرك يديه بخزي وقلق همس يوسف بابتسامه " ايه يا حبيبي اتكلم "
تنهد وقال بصوت خافت " من فترة في المدرسة كان عندي صداع فظيع عشان الجيوب اللي عندي وما كانش معايا علاج حد من زمايلي عرض عليا مسكن خدته ارتحت عليه اوي تاني يوم خدت منه الشريط وهو ما منعش لما خلص الشريط طلبت منه واحد تاني واشتريته منه "
يوسف " كويس يعني مسكن بيريحك قولي اسمه واجبلك منه "
هز رأسه بالنفي وقال بألم " أنا بقيت ما بقدرش استغنى عنه "
يوسف بعدم فهم " مش فاهم "
أخرج أحمد الاشر.طة التي بحوزته وتلك المادة البيضاء وهمس بدموع " انا تورطت والله يا بابا ما كنت اعرف "
رغم ان كل شئ واضح الا انه لم يفهم او كذب نفسه ابتلع ريقه وقال بنبرة رجاء " مش فاهم انت تقصد ايه "
هز احمد رأسه وبكى قام من مكانه وعينيه امتلأت بالدموع وقال بصوت متقطع وانفاس كادت تتوقف " ابني مد.من "
كانت ردة فعل ابنه دليل على تأكيد ما وصله كاد يصاب بذ.بحة صد.رية .. توقفت الأرض عن الدوران شعر بأنه على وشك الموت كان فقط يهز رأسه بالنفي " مستحيل ... اكيد في حاجة غلط مستحيل "
كان احمد يتوقع من والده أن يضر.به او يعنفه لكنه سحبه لحض.نه وبكى كطفل صغير وقال بتأكيد " ما تقلقش يا حبيبي كل حاجة هتبقى كويسة ابوك في ضهرك اوعى تقلق يا حبيبي "
شعر براحة الكون تنهد بارتياح وقال بامتنان " ربنا يخليك ليا "
هز يوسف رأسه بتأكيد وهو يضمه وقال بتوعد " انت بس قولي مين صاحبك ده وتعرف عنه ايه .. "
هز رأسه ثم قال بخزي " بيسان شافتني وقالت لعمو سيف "
يوسف بذهول " امتى ... سكت قليلا ثم قال " الكلام ده اول امبارح "
هز رأسه بالايجاب فرك يوسف جبينه وقال بتعب " عشان كدة سيف كان هيموت "
ابتسم على حب أخيه له ولأولاده همس احمد برجاء " بابا بحياة ربنا بلاش ماما تعرف والله ممكن اموت "
احتضن وجهه وقال بحنان " اللي انت عايزه هيكون وكل حاجة هتبقى كويسة اوعدك يا حبيبي "
*****
رآها تخرج من المصعد بابتسامه اقترب منها بلهفة وقال " ازيك يا شام "
اخفضت عينيها وردت برقة " الحمد لله كويسة "
سكت قليلا وهو يتأملها قم قال بعشق " وحشتيني وحشتيني اوي "
أصبح كحبة فراوله وقالت بحدة خفيفة " سيف احنا قولنا ايه "
رد بتعب " انتي اللي قولتي انا ما قولتش ليه اصبر سنة هاستنى اكون نفسي حرام عليكي "
ماسة " فاضل فصل واحد هانت انا عايزة اكون مخلصة جامعة وافض... "
سكتت بخجل ليكمل بغيظ " بصي تخلصي امتحانات الفصل ده نكتب الكتاب بعدين نتجوز وقت ما بدك ومش هتراجع في كلامي "
ردت باعتراض " سيف "
تنهد بنفاذ صبر " سيف تانية وهاتجوزك دلوقتي.. جتك داهية في حلاوتك يا بت انتي "
تركها وغادر وهيا ضحكت بقوة على هيئته وتذمره
دخل المكتب كان صديقه بانتظاره ليشعر بنغزة قوية جعلته يركع أرضا وغير قادر على التنفس
سحبه صديقه بلهفة واسنده للمستشفى وبعد الكشف والتحاليل قال الطبيب بحزن " بص يا سيف انت كان عندك مشكلة في القلب وانت صغير مش كدة "
سيف بقلق " ايوة وتعالجت وكل حاجة بقت تمام وباخد العلاج ومافيش عندي اي مشكلة "
الطبيب بنفي " للاسف الوضع ما بيطمنش وهنضطر نعمل عملية منظار نتأكد اكتر "
ابتلع ريقه وقال بصدمة " ما بيطمنش ليه انا عندي ايه "
الطبيب بجدية " واضح انك هتحتاج عملية وعلاج مكثف هيبان كله بالمنظار "
لم يهتم كثيرا الا عندما سأل صديقه سؤال شل جميع حواسه " دكتور المشكلة دي ممكن تمنعه من الجواز "
الطبيب بحسم " جواز ايه انت تنسى الموضوع ده تماما دلوقتي "
****
استيقظ قبل الفجر بساعة يتأكد انها جواره قبل جبينها وذهب يصلي قيام الليل يشكر ربه على نعمه ثم ذهب إلى المسجد صلى الفجر وعاد لها يتأملها وهيا نائمة نادي بصوت هادي " ماسة قومي عشان تصلي "
فتحت عينيها ليكتمل البدر همس باعجاب " هو انا هاصحى كل يوم أتصبح بالوش ده ... والله شكل أمي دعتلي عند الكعبة "
استندت وهيا تفرك يديها بخجل من نظراته ليكمل بحنان " قومي عشان تصلي الفجر وبعدها ارجعي نامي "
ابتسمت وهمست " ينفع تصلي معايا جماعة تاني "
استدار لها وقال بنبرة دافئة " بصي انت من هنا ورايح تؤمري تقوليلي ياد يا آسر قوم صلي "
ضحكت بصوت ليهمس بشوق " بصي والله العظيم كنت ناوي اكمل وعدي وأصبر عليكي لغاية ما تتطمني بس انا بشر "
ليدخل جنتها ويبدأ اولى ترانيم عشقه يأخذ هدية ربه له كاملة صبر وعف نفسه طوال الوقت حتى اتاه العوض اجمل ما يكون سيشكر ربه طوال عمره بعد هذا الشعور الذي يقسم انه لو وزع سعادة قلبه على العالم لنسوا انهم حزنوا يوما ... وعندما أتى موعد الاكتمال كانت المفاجأة....
#بارت 17
سيف القاضي
اسراء هاني شويخ
اكتب في بحث جوجل 👇
وستظهر لك كامله 👇
لقراءه جميع الفصول اضغط هنا 👇
( رواية سيف القاضي )
أو تابعنا على صفحة الفيس بوك