روايه خداع قاسي الفصل الاول 1 بقلم ديانا ماريا
سكريبت
فيه حاجة أنا كنت متردد أقولك عليها، دلوقتي لازم تعرفي أنا هتجوز.
نظرت له بعيون متسعة من الصدمة: إيه؟ هتتجوز؟ إزاي يعني تتجوز على ماما أنت اتجننت!
نظر لها بصرامة ووبخها بنبرة حادة: بنت احترمي نفسك! أنا مقدر صدمتك إنما مش هسمح لك تتكلمي معايا من غير إحترام.
لم تبال وهي تقف أمامه بجرأة وتتابع الحديث بقهر: قول بقى أنك علشان كدة طلقت ماما أكيد كان فيه حرباية بتلف عليك علشان تاخدك منها وأنت ما صدقت علطول جريت وراها ونسيت عقلك.
ارتفعت يده وهبطت على وجنتها بصفعة قاسية وتحدث من بين أسنانه محاولًا احتواء انفعاله: اخرسي يا قليلة الأدب ادي آخر الدلع اللي دلعتهولك، روحي على أوضتك ومش عايز أشوف وشك خالص أنتِ فاهمة!
وضعت يدها على وجنتها بصدمة كبيرة وناظرته بعيون دامعة لقد كانت هذه أول مرة يرفع والده يده عليها في سنوات عمرها الأربعة عشرة كلها!
أنزلت يدها وهي تنظر له بخيبة أمل قبل أن تستدير وتتوجه لغرفتها مغلقة الباب ورائها بقوة ليحدث ضجة عالية في المكان.
تنهد أمجد الذي جلس ووضع رأسه بين يديه يفكر والهم يكتنفه بسبب ابنته ذات الرأس العنيد والطباع الصعبة التي لم يستطع ترويضها رغم محاولاته العديدة، كان يحتاج لمشورة ومساعدة فلم يجد أفضل من أخته حتى يفضي إليها بما في نفسه.
أتصل على أخته التي أجابت بنبرة عفوية: أهلا يا حبيبي عامل إيه؟ جهزت نفسك علشان نروح للعروسة بالليل؟
تجهمت ملامح وجهه وأجاب بضيق: أنا قولت لداليا وزعلت جدا يا نورا.
ردت أخته نورا بسخط: ماتزعل ولا تتفلق أهم حاجة تشوف نفسك.
زفر أمجد وهو يشعر بالضغط يثقل كاهله: بس دي بنتي يا نورا ومش عايزها تكون زعلانة عايزها على الأقل تكون متقبلة اللي هيحصل علشان حياتنا في المستقبل للأسف أنا اتعصبت لدرجة ضربتها بالقلم.
أشادت به نورا بمدح: أيوا أحسن يا أمجد لازم تشد عليها شوية بدل الدلع اللي ملوش لازمة ده.
رد أمجد بنبرة منزعجة: أنتِ بتقولي إيه يا نورا دي بنتي أكيد هزعل لو ضربتها حتى لو هي غلطت أنا عمري ما مديت إيدي عليها.
انفعلت نورا قائلة: دلعتها كتير اجمد عليها شوية بقى مش كفاية كل ما بشوفها بشوف قدامي وش أمها اللي ما صدقنا خلصنا منها.
أجاب أمجد بغضب وقد استفزه الموضوع الذي تطرقت إليه أخته: نورا قولتلك ألف مرة إحنا قفلنا الموضوع ده من زمان متجبيش سيرته تاني.
هدأت نورا وحاولت تغيير الموضوع حتى لا تعكر مزاجه أكثر: خلاص يا حبيبي متضايقش نفسك المهم تفكر في نفسك دلوقتي هنروح للعروسة بالليل بإذن الله جهز نفسك من بدري.
تنهد أمجد وقال بطاعة: حاضر يا حبيبتي يلا مع السلامة.
أبعد الهاتف جانبًا وجلس يفكر في ابنته أنه مازال متضايق مما حدث ويرغب في توضيح بينه وبين ابنته ولكن سينتظر حتى تهدئ حتى تستطيع تفهمه واستيعاب كلامه.
أما داليا حين دلفت لغرفتها ارتمت على سريرها وانهمرت في البكاء بحرقة، لا تصدق أن والدها رفع يده عليها لأول مرة في حياته.
وضعت يدها على خدها وهي تفكر أن والدها تغير بمجرد أن فكر في الزواج فماذا سيفعل بعد أن يتزوج؟
تذكرت والدتها بألم لقد اشتاقت إليها كثيرا ولكن والدها منعها من رؤيتها حين انفصلا منذ ثلاث سنوات ولم ترها منذ وقتها وقد اشتاقت إليها كثيرًا والآن يجب عليها أن تتحمل إمرأة جديدة تحل محلها!
لم تدر لمن تشكي همها فاتصلت بصديقتها المقربة وهي تبكي: أيوا يا ملك أنا مخنوقة أوي يا ملك.
ردت ملك بذعر: في إيه يا داليا أنتِ بتعيطي؟ حصل إيه؟
أجابت داليا بنبرة متحشرجة من بين بكائها: بابا...بابا هيتجوز واحدة تانية غير ماما وضربني!
شهقت ملك بعدم تصديق: إيه ضربك؟ وهيتجوز؟ أنا مش فاهمة حاجة خالص.
تابعت داليا البكاء فتابعت ملك بعطف: أهدي بس واحكي لي.
هدأت داليا لتخبرها بما حدث وختمت حديثها قائلة بقهر: تخيلي يا ملك هياخد واحدة غير ماما وأنا مشوفتش ماما من سنين ليه ميرجعش لماما؟ وكمان بيضربني من أولها!
قالت ملك بحزن: معلش متزعليش يا داليا.
مسحت داليا دموعها بعنف وقد قالت بحقد: أنا مش عايزة الجوازة دي تتم أبدا أنا مش عايزاها تدخل بيتنا وتاخد مكان ماما.
قالت ملك بتساؤل: طب هتعملي إيه؟
هزت رأسها وردت بحيرة: مش عارفة بس لازم امنعه يروح لازم ألاقي حل.
فكروا قليلا حتى قالت ملك فجأة: أنا عندي فكرة!
تجهز أمجد وقد ارتدى ملابس مهندمة أنيقة مكونة من قميص أبيض وبنطال أسود رسمي، نظر لنفسه في المرآة وهو يُكمل تجهيز نفسه، فكان يبدو أصغر من عمره الذي بلغ أربعين عام منذ فترة قصيرة وشعره مازال يحتفظ بسواده مع ظهور بعض الشعيرات البيضاء على جانبيه.
كان على وشك الخروج حين نظر لغرفة ابنته وفكر أنه لا يريد الخروج وتركها حزينة ربما عليه التحدث معها قليلا الآن ربما حتى يصفي الأمور بشكل مبدئي بينهما.
دق على باب غرفتها وقال بهدوء: داليا.
لم يجد رد فطرق الباب مرة أخرى وتابع بجدية: لو سمحتِ يا داليا بلاش زعل دلوقتي وخلينا نتكلم مع بعض زي ما متعودين دايما.
تعجب وبدأ يتضايق لأنه أعتقد أنها تتجاهله فطرق بقوة أكبر حين لم تفتح جرب فتح الباب ليجده مغلق.
استغرب بشدة وحاول فتح الباب دون فائدة فقال بصوت عالي: افتحي يا داليا عيب كدة تسيبيني واقف على الباب!
تغلغل القلق داخل قلبه من عدم رد ابنته عليه ولم ينتظر ثانية أخرى وبدأ يدفع الباب بكتفه حتى كسره.
توقف مكانه للحظة حين وقعت عيناه على ابنته فصرخ بفزع: داليا!
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇