جديد

روايه لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث 3 بقلم مريم الشهاوي

 روايه لا تخافي عزيزتي الفصل الثالث 3 بقلم مريم الشهاوي



البارت الثالث 

#لا_تخافي_عزيزتي

#مريم_الشهاوي 

#Mariam_Elshahawy 


سألها مصطفى /صدقيني انا مش فاهم قصدك اي وليه بتقولي عليا نصاب! 


نظرت اليه هدير واعادت النظر الي ملابسه كم هي مهندمة وانيقة ولكن كل هذا لا يمانع انه رجلٌ محتال/


اسمع يا استاذ... انت جيتلي الاسبوع الي فات وخدت مني اتنين كيلو طماطم ومدفعتش حقهم واخدت الشنطة وجريت 


نظر لها مصطفى حوالي دقيقة وهو يحاول التذكر....


نعم ذلك اليوم لقد وزن له طفل صغير الطماطم وامسك بكيس الطماطم واخرج حاويته لكي يدفع حق الطماطم ولكنه رأي هدير تنادي للصغير بإسم"ياسين" وتقترب منهم وعندما رآها هم مسرعاً لبعيد حتى لا تراه بتلك الملابس الرديئة فهو كان يرتديها.بقلم مريم الشهاوي


كان يذهب للسوق ليشتري بعض الخضار ولكن تفاجأ انها في هذا السوق ايضًا أسرع في خطوته وكان يركض بسرعة حتى اضاعت هدير طريقه 


استيقظ من رشده على صوت هدير ~يا اخينا... اي افتكرت؟ 


ابتسم مصطفى وقال بأسف /انا آسف بجد... يوميها كنت مستعجل الحساب كان كام 


ضمت ذراعيها على صدرها وتحدثت بلوم/تلاتين جنيه 


اخرج مصطفى من حاويته خمسون جنيهاً واعطاها لها/اتفضلي 


اخذت هدير النقود واخرجت من جيبها عشرون جنيها واعطته اياه~خد الباقي 


مصطفى/لا لا خلي الباقي... كواجب اعتذار اني اتأخرت عليكي واسف مرة ت..... 


امسكت يده ووضعت المال بيده وقالت وهي تمط شفتيها بإنزعاج/متبديش عليا يا استاذ... دا حقي واديني اخدته... الشغل دا انا عارفاه كويس فخلي فلوسك معاك مبقبلش اكتر من حقي


تركته وذهبت من امامه لتدخل المتجر 

ظل يتابع خطواتها حتى اختفت عن انظاره ابتسم... نعم فهو يحب محادثتها وهذه المرة الأولى الذي يتحدث معها لمدة طويلة... يشعر بإنغمار مشاعره.. حقا فهو يحبها نظر ليديه التي امسكت بها وابتسم. 


سمِع صوت شهاب من وراءه/اتهزقت اتهزقت يعني 


التفت مصطفى اليه وهو مبتسم/تصدق اول مرة احب التهزيق كده... حاسس اني مبسوط اوي... هدير اتكلمت معايا يا شهاب... انا عمري ما كنت بحلم بكده... الساعة كانت 3:26 دلوقتي 3:38 اتناشر دقيقة بحالهم يا شهاب انا حاسس اني عاوز اتنطط من السعادة اخيرا جاتلي الفرصة انها تتكلم معايا  تيجي نروح ناكل ايس كريم 


ركض من امامه وهو سعيد ويضحك بشدة وتتبعه شهاب وهو ينظر اليه باستعجاب! 

ايعقل ان يكون مختال! 


في المساء كان يزن جالسًا على الأريكة شادراً يفكر بأسيل ويتسائل/يا ترى اي قصتك يا اسيل... واي معنى رسوماتك دي... وليه مش راضية تتعالجي 


زفر بضيق ثم امسك هاتفه وراسل صديقه "مازن" 


يزن/عرفت حاجه عن الصورة؟ 


اجابه صديقه بالمراسلة عبر الهاتف /بصراحة مستعجب من الصورة اوي... هعرضها على زمايلي وهنشوف تفسيرها النفسي اي... بس الظاهر ليا انها بتتعرض لأذى من حد ومفيش حد قادر يساعدها والنمر الي واقف علجنب وخايف دي اثارت شكوكي ان يمكن فيه حد قادر انه يساعدها بس برضو خايف من القرد الي مسبب الرعب للكل...بص الموضوع مريب سيبني شوية انا حاسس ان لسه الحقيقة فيها شكوك... بس احكيلي يعني هي البنت دي عايشة ازاي واهلها فين؟ 


تنهد يزن وروى له ما قصه شريف عليه بخصوص بحالة أسيل 


مازن/خلاص ماشي اديني شوية وقت ابحث عن الموضوع دا وهكلمك لو لقيت حاجه


يزن/خلاص ماشي.. مستنيك


ترك هاتفه وذهب ليستحم ويريح اعصابه من توتر اليوم 


كان تحت المياه مغلق عينيه ليسترخي ظهرت امامه صورة أسيل كم هي جميلة ورقيقة الملامح فزع من تفكيره وفتح عينيه بسرعة ولكن عينيه احرقته فقد ادخل بها الصابون 


صرخ بوجع وغسل عينيه بالماء ما بها هذه الفتاة حتى التفكير بها اصبح مرهقاً.... ولِمَ انا افكر بها؟ 


/ياسين،دارين يلا عشان الغدا 


اسرعوا اخواتها الصغار الي طاولة الطعام وهم يشتهون ما سيأكلونه 


ياسين/طابخالنا اي النهاردة يا ديرو


ابتسمت هدير /فول بالطماطم بس المرة دي حكاااية 


زفرت دارين بحزن وضمت ذراعيها نحو صدرها /انا مش عايزة اكل فول... هو كل يوم فول! 


انزعجت هدير من حديث اختها/اسمها الحمد لله.... احنا في نعمه في غيرنا مش بيلاقي الأكل دا ولا بيت يعيش فيه وفيه ناس بتروح كل يوم للدكتور لكن ربنا مدينا نعمه الصحة.. كل النعم الي ربنا مديهالنا دي لازم نشكره ونقول... يلا عايزة اسمع 


رددوا الاثنين سويًا/الشكر لله والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه 


ابتسموا جميعًا واخرجت هدير من حقيبتها كيسًا به شيء ما/انا جبت ايس كريم لينا كلنا 


وقفوا الاثنان في سعادة ~هاتي دلوقتي 


هدير/لااا.... لما تاكلوا الأول يلا بسم الله الرحمن الرحيم 


اكلوا جميعهم في جو دافئ وآخر الليل شاهدوا التلفاز كانوا يشاهدون فيلمًا كوميديًا وظلت اصوات ضحكاتهم تعلو في البيت الصغير بقلم مريم الشهاوي


اخلدت للنوم هدير وهي واضعة اخواتها الصغار في حضنها ونظرت للأعلى تناجي ربها بسرها وتقول


/يارب اللهُم يا كافل العباد وواهب الأرزاق وموزع العطايا ارزقنا نوراً في القلب وضياءً في الوجه وعافيةً في البدن وسعةً في المال والعلم والعمل وحُسن الصفات وصلاح الأعمال والنوايا ، اللهم سترك وعفوك وودك وحُبك وقربك ورضاك ولذة النظر إلى وجهك الكريم. 

... 


رحاب/يارا افتحي الباب انت قافلة على نفسك من الصبح... بقولك افتحى 


كانت جالسه على المرحاض وشهقاتها تعلو وهي ممسكه بجهاز بيدها يسمى"اختبار حمل"وظاهر امامها شرطتين هذا يعني انها حامل حقاً! 


اطرقت رحاب على الباب بقوة /افتحى يا يارا والا هجيب المفاتيح وافتح انا


فتحت يارا باب غرفتها ووجها شاحب وعيناها حمراء اللون نظرت لوالدتها بإرهاق/تعبانة شوية يا ماما.... ارجوكي سيبيني لوحدي 


دخلت رحاب الغرفة واغلقت الباب /متوقعيش قلبي عليكي... احكي مالك في اي 


يارا صرخت بقوة/بجد والله... ومن امتى كنت مهتمية بيا اوي كده.... انا ضعت بسببك.... 


جلست على فِراشها وصوت بكاءها صار يعلو فتح الباب مصطفى ونظر لأخته التي عندما رأته همت مسرعة الي صدره تضمه بشدة و تغرس وجهها بصدره وهي تبكي 


ض


مها مصطفى بحب ومسح على رأسها بحنان/اي يا يارا مالك... اهدي 


شدت ذراعيها على ظهره وبكت بشدة وقهر

ورحاب لم تفهم ما حال ابنتها ولماذا تبكي لهذه الدرجة؟ 


ظلت يارا تردد~انا ضعت يا مصطفى... انا ضعت


كانت اسيل تشرب الماء في المطبخ وسمعت صوت يارا.... هي لا تكره يارا وتعرف ان يارا لا تكرهها ايضاً ولكن رحاب تريد خلق الكراهيه بينهم وتخلق المشاكل بينهم دائماً ولا تريد ان يحبها احد من هذا المنزل حتى ابيها.


ظهر شريف امامها ونظر لأسيل بغضب /اي صوت يارا دا... انت زعلتيها في حاجه 


ظل الماء واقفًا في فمها لا تقدر على بلعه ونظرت بعيدا عنه لتخفي دموعها 


صعد شريف للأعلى وحين رأي بكاء يارا ركض اليها مسرعاً وتكلم بقلق/


ليه العياط دا....في اي يا رحاب؟ 


نظرت رحاب اليه وكانت ستتكلم عن يارا بوحشية ولكنها لمحت اسيل بالاسفل وعيناها على ابيها فابتسمت بخبث وتحدثت/


زهقانه.... بتقولي يا ماما حياتي باقت مملة... فعلا يا شريف يارا مبقتش بتخرج خالص.... وكذالك مصطفى وانا كمان زهقنا من الروتين دا اي رأيك نسافر 


ابتسم شريف /بس كده... امسك بيد يارا وتكلم بحب/ليكي عليا يا ستي اسبوع كامل في اي بلد انت تختاريها... فكي كدا وانت يا مصطفى امتحانات الكلية بتاعتك خلصت مش كده 


مصطفى /اه يا بابا امبارح كان اخر يوم 


رحاب/وبرضو يارا خلصت عايزة افك بقا يا حبيبي... ونفرفش كدا 


ضمت رحاب زوجها بحب /نطلع انا وانت ومصطفى ويارا نغير جو 


قصدت ان تذكر من سيسافر لكي لا تشعر اسيل بأن لها اهمية بما يتحدثون عنه. 


ابتسم شريف وضمها لصدره اكثر /خلاص هشوف شغلي وارتب اموري ونسافر كلنا يويو يلا ابتسمي بقا مفيش حاجه مستاهلة دموعك غالية


نظرت يارا لرحاب وجدتها تنظر للأسفل وتبتسم فنظرت للأسفل لترى ما تبتسم اليه فوجدت اسيل واقفة ودموعها تنسال على خديها بقهر كرهت امها... وعلمت ما خططت له... كم هي مكيرة! 


تكلمت رحاب وهي توجه الكلام لابنتها/يارا... ردي على بابا... ومتعيطيش تاني ادينا هنفرفشك اهو 

ظل مصطفى ينظر لأخته.... لم يراها تبكي هكذا يوما ما.... الموضوع ليس ملل مثلما فكرت امي.... لا هناك شيء يارا تخفيه 


ظلت صامتة حتى تكلمت رحاب بصوت صارم/يارا ابتسمي يا حبيبتي بابا لما سمع انك زهقانه هيسفرك اهو مفيش بنت بتحلم بكده ولا اي... مفيش شكرا لبابا 


لم تهتم يارا بأن رحاب تجبرها على الحديث فهذا دائما ما يحدث لا تبوح بشئ الا بإذن والدتها فإن لم تأذن تظل صامتة


ابتسمت ومسحت دموعها ونظرت للأسفل ولم ترى اسيل شكرت شريف و استأذنت بالدخول الي غرفتها وذهب كلًا منهم الي غرفته حتى مصطفى كان يريد التحدث مع اخته ولكن فضّل ان يتركها وحدها الليلة ويتحدث معها في وقتٍ لاحق. 


اغمضت يارا عينيها واجبرت نفسها على النوم ولكن عينيها لم تتوقف عن البكاء ظلت تبكي وتنسال دموعها حتى وعينيها مغلقتين قلبها موجوع حقاً لا تعرف كيف تفكر او ماذا ستفعل. 

.


.. 


دخلت غرفتها ومسحت دموعها جلست على الأرض وضمت ركبتيها على صدرها قلبها تعب فقد اهلكته من شدة البكاء لياليها اصبحت مظلمة يائسه من الحياة همت واقفة وذهبت الي نافذة غرفتها فتحتها ونظرت للسماء وهي تبكي 


"اين انت يا امي"بقلم مريم الشهاوي


"لماذا فارقتني وتركتني بهذه الدنيا" 


"انها مظلمة شديدة الظلام إنها سواد كاحل بدونك"


"انهم يتنازعون بمن سيكسر قلبي اولاً" 


"امي" 


"ليتك معي الآن" 


"اركض اليك مسرعة وتضميني لتحميني من هؤلاء" 


"اريد الذهاب اليكي وادعو ربي بأن يأخذني اليك بأسرع وقت" 


"فشلت مرارا في التعود على فراقك" 


"اشتقت لكي" 


"اشتقت لشخص يفهمني بدون جهد مني" 


"شخص يسمعني بدون انا اتحدث بشيء"


"شخص يشعر بالذي بداخلي بدون ان يراه"


امسكت بصورة لأمها قديمة واحتضنتها ونامت امام النافذة وهي تنظر للسماء وتتحدث مع امها عما يوجعها... 


اليوم التالي ذهب يزن الي جامعة اسيل مرة آخرى وكان في الصباح الباكر وقف منتظرها فقد علم شكلها الآن ولن يتعب في ايجادها 


عندما رآها ركض نحوها قائلًا /ممكن نتكلم.... انسة اسيل... ممكن تديني شوية من وقتك... خمس دقايق... يا انسة اسيل 


وقفت اسيل مكانها ونفخت بضيق ثم اخرجت من حقيبتها دفترها وكتبت به /انا مش عايزة اتكلم معاك... ممكن تمشي 


نظر يزن الي دفترها وقرأ ما كتبته ثم عاود النظر اليها/انت ليه مش عايزة تتعالجي.... ليه رافضة الناس بالطريقة دي... 


ماذا قال؟ 


ايضا هو الآخر يراني مريضة... 


"يجعلوك مريضاً ثم يتسائلوا... لما تبدلت بهذا الشكل؟ وهم السبب في كل هذا التغير ثم يلقوا باللوم عليك لا عليهم" 


نظرت اليه ودموعها تجمعت بعينيها


لاحظ يزن دموع عينيها وتبدلت تعابير وجهه الي قلق/اسيل انت كويسة.... في اي... انا قولت حاجه غلط.... طب انا آسف... اسيل


تركته وذهبت الي جامعتها وهو واقفاً مكانه

هل اخطأ بشئ من كلامه؟ 


تكلم بحزن وشفقة عليها/يظهر انها موجوعة من حاجة وكاتمة جواها بس عيونها خذلتها ومقدرتش تخبي.. 


ذهب يزن الى شركة والده وارهق نفسه في العمل حتى لا يفكر بها اشغل عقله بشيء آخر وعندما انتهى عاد للمنزل برفقة والده


صعد الي غرفته وكان يفكر بموضوع اسيل.... متى سيتحدث معها.... لقد حاول مراراً وتكراراً... هي لا تعطيه الفرصة... قد اخبره ابيها انها صعبة التعامل ولكن لم يعلم انه لهذا الحد... ماذا سيفعل ليتكلم معها؟.... يقابلها امام جامعتها مرة اخرى... لا فقد فشل مرتين... 


قطع تفكيره صوت الباب وكانت والدته تطرق بابه 

فتح الباب وتكلمت يسرى/مش هتنزل تاكل يا يزن


يزن/لا يا امي انا تعبان اوي ومش قادر هاكل بعد شوية 


يسرى/طيب الأكل موجود لو جوعت 


ذهبت من امامه ولكن وقفت عندما سمعت ابنها يناديها  /ماما بقولك... هو بابا مش هيزور انكل شريف في بيته تاني 


يسرى/لا رايحله النهاردة لشوية شغل... كان عاوز ياخدك بس قال انك تعبان وانك تعبت النهاردة في الشغل فمش هتقدر تروح معاه و..... 


ابتسم يزن بسرعة ثم ضم والدته بسعادة /دقيقة واكون جاهز بلغي بابا اني رايح معاه 


ضمت يسرى حاجبيها بإستعجاب مما رأته لم يمر ثوانِ على قوله انه متعب والآن يسرع في النزول مع والده ما الحكاية؟


يزن نظر اليها /عن اذنك يا ماما 


يسرى~طب انزل كل الأول 


اسرع يزن بالرد/هغير وانزل حاضر 


اغلق باب غرفته وركض في الغرفة مثل الطفل الصغير اخيرا وجدها.... انها الطريقة الوحيدة التي سيتحدث مع اسيل ولن تهرب منه مثل كل مرة كان يقفز بسعادة وبدل ملابسه في ظرف دقيقتان كان جاهزًا ببذلته الانيقة وعطره الفاخر. 



ذهب مع والده واستعد لمقابلة اسيل وهذه المرة لن تهرب منه وسيتحدث معها بالتأكيد.... 

لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇

(روايه لا تخافي عزيزتي )

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-