روايه خداع قاسي الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا
الجزء الخامس
وضعت علياء يديها على فمها بصدمة وحدقت بعيون متسعة للطعام المتناثر على الأرض ثم لداليا التي كانت تحدق إليها بعيون مشبعة بالحقد.
حاولت القول بارتباك رغم أن الدموع بدأت تتجمع في عينيها وتُنذر بالبكاء: ا.. أنا...
صرخت بها داليا: أنتِ إيه ها؟ بتحاولي تاخدي مكان مش مكانك ليه؟ فاكرة أني هقبلك لو عملتِ كدة؟
لم تنتظر داليا ردها وأشارت للباب: اطلعي برة ومتدخليش هنا تاني!
نظرت علياء لداليا ثم للطعام المتناثر على الأرض قبل أن تخرج وتذهب لغرفتها.
ذهبت لغرفتها، لم تستطع السيطرة على بكائها لقد توقعت أن ترفض داليا وجودها وقد ظنت أن من الممكن كسب ودها من الأيام لكن تلك الكراهية العميقة هي لا تستطيع مواجهتها إطلاقا!
اشتدت حيرة علياء من هذا الوضع ولم تعرف كيف ستتصرف فأمسكت بهاتفها واتصلت بأختها الأكبر منها "عايدة".
أجابتها أختها ببشاشة: عاملة إيه يا لولو وحشاني.
أجابت بنبرة لم تستطع إخفاء الحزن منها: الحمدلله يا حبيبتي وأنتِ أخبارك؟
لاحظت أختها أن صوتها ليس طبيعيًا فسألتها باستغراب: مال صوتك يا علياء؟
ابتلعت علياء غصة في حلقها قبل أن ترد بصوت متحشرج: تعبانة يا عايدة ومش عارفة أعمل إيه.
ردت عايدة بصوت قلق: مالك يا حبيبتي احكي لي.
أخذت علياء نفسا عميقًا وقالت بضيق: داليا مش بتحبني ولا متقبلاني وأنا مش عارفة أعمل إيه أنا حاولت كتير بس هي مش قابلة وأنا مبقتش قادرة استحمل أي توتر.
قالت عايدة بنبرة عقلانية يكتنفها بعض الاستياء على شقيقتها: بصي يا علياء أنا فاهماكِ يا حبيبتي بصي طالما مش نافع معاها حاجة متحاوليش معاها تاني سيبيها براحتها.
ردت علياء بحزن: أنا بس كنت عايزة كلنا ننسجم مع بعض مش نعيش متقسمين، دي مش بتطيق تشوف وشي حتى!
ردت عايدة ببساطة محاولة التخفيف عنها: معلش يا لولو كبري دماغك دي عيلة لسة والوضع جديد عليها متنسيش أنها في مرحلة مراهقة ده العيل الصغير مش بتقدري تأكليه غصب عنه ودي كبيرة أكيد مش سهل عليها، المهم الأمور بينك وبين جوزك تكون كويسة، أبوها هو اللي يعرف يتفاهم معاها خارجي نفسك من الموضوع ومع الوقت إن شاء الله تتقبلك وتبقوا زي السمنة على العسل.
تنهدت علياء وقالت بامتنان لأختها التي دائما تلجأ إليها: تسلمي لي يا حبيبتي أنا كنت محتاجة افضفض لأني احترت خالص.
قالت علياء بنبرة غامضة ممزوجة بالتحذير: علياء متحاوليش تعوضي أمومتك المفقودة في داليا، محدش هيتعب غيرك.
لم تنبس ببنت شفة فأردفت عايدة بحنان: أنا بتكلم لمصلحتك يا حبيبتي، أنتِ أختي الصغيرة وزي بنتي ومش عايزاكِ تعاني تاني.
تنهدت علياء وقالت بهدوء: حاضر يا حبيبتي، مع السلامة.
مرت بقية الأيام في شيء من الروتين والهدوء لم يكن يجتمع الكل إلا على وجبات الطعام وفي بعض الأحيان كانت داليا تتحجج بدراستها ولا تنضم لهم وفي مطلق الأحوال لا توجه أي حديث لعلياء إلا ذلك الوضع لم يستمر فسرعان مابدأت داليا تحادث علياء على وجبات الطعام بعبارات عابرة أو تجلس معهم أثناء مشاهدة التلفاز مما أثار استغراب أمجد وعلياء ولكن في نفس الوقت فرحهم لتقبل داليا للوضع الجديد.
كان أمجد قد دعى أخته وزوجها لتناول الغداء معهم، فنهضت علياء باكرًا حتى تحضر كل شيء لأنها أول دعوة لبيتها كمتجوزة وهي ترغب بأن تحسن ضيافة أخت زوجها.
بعد أن انتهت من إعداد الطعام وقد جهز كل شيء للتقديم تقريبا ذهبت لتغير ملابسها، حضرت نورا وزوجها وقد خرجت داليا لتستقبل عمتها.
ضمتها عمتها وهي تقول بابتسامة عريضة: عاملة إيه يا داليا؟ وعاملة إيه مع طنط علياء؟
ابتسمت داليا وردت بهدوء: كويسة الحمدلله.
ربتت على كتفها:طبعا أنا عارفة إنك بنت شطورة وعاقلة.
تقدم أمجد وضمها له وهو يحدق إليها بحنان: طبعا داليا شاطرة وعاقلة طول عمرها مش محتاج كلام.
توترت داليا وارتبكت فاشأحت ببصرها عن والدها.
قالت علياء بكياسة: اتفضلوا الأكل جاهز على السفرة.
تقدموا للسفرة التي كانت مرتبة بعناية وأناقة وجلسوا لتناول الطعام.
لكن ما إن بدأوا بتناول الطعام حتى انكمشت ملامح نورا من الاشمئزاز وهي تفلت الملعقة من يدها وترفعها لفمها: إيه ده!
نظر لها أمجد وعلياء باستفهام وكانوا على وشك سؤالها حين قال زوجها بنبرة تملأها التقزز: إيه الأكل ده! أنتوا لو قاصدين تجيبوا لنا القلب مش هتأكلونا الأكل ده!
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇