روايه لا تخافي عزيزتي الفصل السادس 6 بقلم مريم الشهاوي
البارت السادس
#لا_تخافي_عزيزتي
#مريم_الشهاوي
#Mariam_Elshahawy
واتسعت عينيه حين رأى رحاب واقفة امام الغرفة التي بجانب غرفة اسيل وتتحدث مع شريف!
رجِع الي الغرفة مرة اخرى واغلق الباب بسرعة ووقف خلفه خائفاً وانفاسه تتعالى حيث استغربت اسيل من رجوعه ونظرت اليه باستفهام؟
الي ان قال لها بصوت يكاد مسموع/طنط رحاب برا....
دهشت اسيل ففكرت ان رحاب قد رأته فضّلت ان تتأكد منه قبل ان يصيبها الشك فاحضرت بدفترها وكتبت به/شافتك؟
قرأ ما كتبته ونظر لها وهو يهز برأسه نافياً وسرعان ما سمعا طرق باب الغرفة فاصابهما الخوف والتوتر تحرك يزن تجاهها وهمس /هنعمل اي دلوقتي
نظرت اليه وهي لا تفقه شيئا فتلك اول مرة التي تستدعي فيها رجلا بغرفتها واذا رأته رحاب لن تصمت ابدا وستغضب والدها عليها... ماذا فعل ذلك الاحمق بي... ياليتني اخرجته من الغرفة سابقاً
/اسيل افتحي الباب والا هفتح انا
تهتف بها رحاب بصوت صارم
كان صوتها تشمئز منه اسيل فاغمضت عينيها بوجع ثم شعرت به ممسكا بذراعها بخوف ويترجاها/لو دخلت وشافتني ه... هنعمل اي يا اسيل
نظرت اليه بضيق فهو من اوقعهما بتلك الورطة!
ذهبت لخزانتها وفتحتها ثم نظرت اليه واشارت له بأن يدخل لداخل الخزانة ليختبئ.
لم يفكر ولو لثانية فتوجه مسرعا فليس الوقت كافي
اغلقت اسيل الخزانة وسرعان ما رأت الباب يُفتح ودخلت رحاب وهي غاضبة الوجه وتتكلم بحدة/انت مش سمعاني كل دا ولا اي.... مانت صاحية اهو
نظرت اليها اسيل بلا مبالاه وتوجهت لفراشها لتنام دون ان تعطيها اهمية وهذا ما اشعل غضب رحاب اكثر فتوجهت اليها مسرعة /لولا ان عندنا ضيوف كنت عرفتك مقامك كويس وعلمتك ازاي تتجاهليني كده.... واحدة صاحبتي كلمتني على عريس ليكي مفيهوش عيب ولو طفشتيه تاني يا اسيل والله لتشوفي وش عمرك ما شوفتيه وهرميكي لاحقر واحد اشوفه قدامي احمدي ربك اني بدورلك على ولاد اكابر سمعتي.
انهت كلامها معها ثم توجهت للخارج واغلقت الباب ورائها
لا يعلم لمَ انزعج؟ لمَ اشتعل بدنه حين سمع بأن هناك من سيأتي ليتزوجها... ما علاقته بها لينزعج؟! مشاعره اختلطت بمزيج غريب اول مرة فاليوم غمره شعور غريب فيه رهبة وفيه ضيق وفيه شيء من الفرح! حين تذكر لمساتها على فمه يشعر بسعادة ودقات قلبه تتسارع ما هذا الشعور؟
فتح باب الخزانه ورمقها بطرف عينه ورآها نائمه ولا تريد مقابلته مرة اخرى فاقترب من فراشها وهمس لها بحنين/انت كويسة؟
كانت واضعة الغطاء على رأسها شعرت بشيء غريب هو يطمإن عليها هل شعر بأنها حزينة... هل يشعر احد في هذا العالم بحزنها؟
حين لم يجد ردا منها فهم انها لا تريد التحدث فتكلم /هقابلك بكرة.... لازم نتكلم تصبحي على خير يا.. اسيل
لمَ هذه القشعرة التي اصابتها حين نطق بإسمها للتو.... يمكن ان يكون ذكره هذه المرة ببحه غريبة تنوبها بعض من الحنين! لم تسمع اسمها هكذا من قبل كان صوته مريح حين حدثها للتو شعرت بالآمان كيف وهي منذ دقائق كانت تشعر بالخوف تجاهه كيف تبدل حالها ببضع كلمات منه ممزوجة بحنين مختلف كلمات بسيطة كفيلة بأن تغير شعورها!
رفعت غطاء فراشها ورأته وهو يخرج كم تمنت بأن توقفه ولا تدعه يرحل!
تتذكر مرحه معها وثرثرته... يبدو مزعجاً ولكن ازعاجه لها احبته!
تذكرت حديث رحاب واغرورقت عيناها بالدموع فهذه المرة الالف التي تأتي بها بعريس لكي تتخلص منها ولكنها ترفض بكل مرة مواجهته ولكن هل تلك المرة سيحالفها الحظ ايضا ام ستغضب رحاب وستريها الشر بعينه مثل ما قالت؟
استسلمت للنوم فقد ارهقت من محادثات عقلها التي لا تتوقف.
كان يمشي بالممر العلوي ويفكر بها... كالمعتاد
تقابلت رحاب به والقيا التحيه على بعضهمها في سرور مصتنع فهما لا يطيقان بعضهما البعض.
نزل يزن للاسفل فوجد ابيه يهم بالرحيل حتى لمحه فنظر اليه باستفهام عن سبب تأخره
تكلم يزن معتذرا من الجميع/انا بعتذر منكم بجد لاني اتأخرت كل دا حصلت مشكله واتضطريت اطلع للحمام الي فوق واتأخرت شوية بعتذر مرة تانيه عن تأخري
ابتسم له شريف/لا عادي ولا يهمك
تكلمت رحاب بشك/غريبة اي الي يخليك تطلع الحمام الي فوق مع ان في واحد في الارضي؟
تحدثت الخادمة لا تعلم انها انقذت يزن من الهلاك بنقاش مع رحاب /حصلت مشكله في محبس الماية يا رحاب هانم واوعدك مش هتتكرر تاني صلحناها وعشان مزعجش البشمهندس يزن عرضت عليه الحمام الي فوق لحد ما نحل مشكلته
هزت رحاب رأسها بتفهم واستأذن عبد الله ويزن للرحيل من بيت شريف
صعد الي غرفته وبدل ملابسه ثم مدد جسده على فراشه بإرهاق وزفر بعمق وسرعان ما حلت على وجهه ابتسامه وهو يتذكر تعابير وجهها وابتسامتها عندما فتح عينيه وكيف وضعت اصبعها الصغير على فمه.. كيف له ان ينسى ذلك الشعور!
وضع يده على فمه يتحسسه وشيء ما بداخله يجعله سعيداً! وفجأة صفع نفسه بيده وقال/اتخمد
رأسه مازال يؤلمه من ضربة المزهرية ولكنها كدمة بسيطة ستتداوى بسرعة تذكر كل احداث اليوم معها مرة اخرى وظل مبتسماً فما حدث اليوم كفيل بأن يؤرقه طوال الليل يفكر بها وكيف سيجعل تلك الفتاة الشاحبة هزيلة الجسد والروح!
بأن تحب الحياة من جديد وتشعر بالسعادة؟
/حبيبي عامل اي
كانت دعاء تبتسم لرؤية ابنها عمر قد أتى ولكن حين رأت يارا خلفه ضمت شفتاها بإمتعاض
دخلت يارا مبتسمه والقت التحية عليها وحين رأتها علا ركضت لاحتضانها بشدة وبحب قالت/وحشتيني يا يويو... اخص عليكي كل دي غيبة ومشوفكيش.... النهاردة مش هعتقك طول الليل هنرغي سوا ومش هتنامي ورانا حوارات قد كده
ضحكا هما الاثنان وتوجهت هي وعلا لغرفتها إلا ان اوقفتهما دعاء بقولها/استني يا علا.... نتعشى الاول بعدين خديها اوضتك وبعدين اخوكي علي لسه مجاش
/مين قال علي مجاش فين الأكل يا ماما اناجع...... اهلا اهلا يارا عامله اي وطنط رحاب اي اخبارها عمر دا مزعلك في حاجه
ضحك عمر لمشاكسة اخيه الصغير وتوجه لغرفته لتبديل ملابسه وبعد قليل خرج اليهم حيث وجد علا وعلي يجلسان حول يارا ويتحدثان معها واصوات ضحكاتهم تتعالى وكأنهم اخويها حقا! شعرت يارا بتحسن ولمحته واقف مبتسم اليها فبادلته الإبتسامة بخجل ثم اكملت حديثها معهم
ينظر اليها ويتمنى لو تلازمها تلك الابتسامه دائما حتى شعر بصوت والدته وراءه تهمس بصوت خافت/جبتها ليه
اتسعت عينا عمر ونظر اليها/هو اي الي جيبتها ليه يا ماما... انت اخر فترة مبقتيش حابه يارا كده ليه
تكلمت دعاء بحده/رد على سؤالي جبتها ليه؟
زفر عمر بضيق واجابها/نفسيتها زي الزفت فجبتها هنا عشان تفرفش هي بتغير جو مع علا وعلي
همست دعاء بغضب/واحنا مالنا؟ هو احنا مبقاش ورانا غير يارا ونفسيتها... ما تركز في حياتك يا عمر... وبعدين مودة فين اكيد متخانقين مش كده
زفر عمر بضيق/ايوة يا ماما.... هي بعدت وقررت متكملش
ضحكت دعاء بسخرية/ما اكيد... طول ما الزفتة دي حواليك مش هتخليك ترتبط ولا تكون حياتك
تركته وذهبت من امامه وقد استفزه حديثها عن يارا...
لمَ ترى ان يارا دائما المسببه بالمشاكل بيني وبين مودة...هي لا تعلم ان يارا هي من تساعدنا لنتصالح ولكنه هذه المرة يصعب التصالح معها فهو لم يعد يشعر بحب مودة اليه ويرى انه الطرف الثالث في علاقة احدهم!
وضعت دعاء العشاء على الطاولة وايقظت عدلي زوجها من نومه ليتعشى معهم الذي رحب بوجود يارا فهو يحبها ويعتبرها ابنته الرابعة ولا يفرق بينها وبين اولاده
عدلي/وانت عامله اي في الكلية يا يارا
ابتسمت يارا/الحمد لله خلصت امتحانات الميدترم
تحدثت علا بمشاكسة/مش هتفرحينا بقا دي اخر سنة ليكي عاوزة البس فستان سواريه محدش في عيلتنا بيفرح خالص
ضحكت يارا وتكلمت دعاء /ما تلبسيه انت قبلها وميبقاش سواريه يبقى ابيض
شهقت علا من حديثها وقالت/يختاي تفي من بوقك يا ماما ونبي... وبعدين ما تجوزوا الكبير الاول... اهو كل شوية يتخانق مع مودة ومش عاوز يفرحنا خالص
علي /والله مودة دي عسل... اخوكي الي نكدي
ابتسم عمر ونظر ليارا فتفاجأ بها تقلب بصحنها بشرود فحاول تغيير الموضوع ونظر لاخيه بمكر وقال/ سيبكوا من مودة دلوقتي بيقولوا نتيجة علي ظهرت؟
توقف الطعام في فم علي فلم يقدر على بلعه ونظر لأخيه بتوتر
تابعه عدلي بنفس المكر/واتقال انها ظاهره من اسبوع... مش سألناك وقولت ان النتايج لسه منزلتش وان لو نزلت نتيجتك مش موجودة عشان انت نحس
بلع علي الطعام وحاول ان يتحدث /اه... اه... ظهرت... وفعلا روحت اشوف نتيجتي بس ملقتهاش
تعجب الجميع وتحدثت والدته بشك/يعني اي ملقتهاش
نظر لها عمر وضحك/سيبيه ياماما هو كل سنة يقول البوقين دول
تحدثت يارا معه ضاحكة/هم مستقصدينك؟ مش دا برضو الي حصل السنة الي فاتت
ضحكوا الجميع وتحدثت علا وهي ممسكة بالسكين تهدده بها /ما تقول جبت كام يا علي دا احنا اهل يا جدع
بلع علي ريقه ونظر لوالده ولعمر يحاول تبرئة نفسه/انا روحت هناك وقالولي مفيش نتايج خالص... وبالذات انت ملكش نتيجة
شهقوا الجميع بسخرية وتحدث عمر بنبرة شفقة/تؤ تؤ تؤ يخسارة
علي /اصلا مش هتطلع... بتاعتي انا مش هلاقيها قولتلكم اني دايما منحوس بص انا مش عايزها خلاص... عادي يعني مش نتيجة... مش نتيجة هي الي تحدد اذا كنت ناجح ولا لا... مش ورقة امتحان الي....
دعاء/لا ونبي حد يسكته لحسن لو فتح مش بيفصل... جبت كام يا علي انطق
علي/يا امي مش موجودة... معظم النتايج ضاعت في الكنترول وانا نتيجتي ضاعت معاهم.. فالله يسامحهم بقا
عمر/هتقول جبت كام... ولا اقول انا درجاتك
اتسعت عينا علي وقال باندهاش/ت.. تقول اي.... بقولك مطلعتش... انت... جبتها؟
اخرج عمر هاتفه من جيبه ونظر له /اهي الدرجات قدامي... اقول
ظن علي انه يخدعه/والله... وياترى جايب اي بقا
ضحك عمر /جايب اي؟.... قصدك مش جايب اي! اي الدرجات دي!!!
دعاء/اي يا عمر... متوقعش قلبي جايب اي
نظر عمر للهاتف ثم نظر لأخيه الذي ظهرت تعابير الخوف على وجهه /بصي ياماما اولا ابنك مش جايب درجات حتى مش مكتوب اي حاجه كان هاين عليهم يشتموه او يكتبوا منك لله عشان يملوا فراغ الورقة بدل ما هي بيضة كده منغير ارقام
شهقت دعاء /يالهوي
عدلي /لا يالهوي اي... اصبري شوفي درجات ابنك بعديها ولولي براحتك -نظر لعلي بتوعد- دنا هنفخك
ارتعش عمر وقال بخوف/قولتلك في مشكله في الكنترول واكيد دي مش درجاتي يا بابا... انت عارف اني ذاكرت
عدلي/اه طبعا الكنترول فيه مشكله...انت كل ترم على هذا الحال ومتقولناش جبت كام وتخترعلنا اي حجه وتروح وترجع تقولنا انك ملقتش الجامعة من اصله
عمر/امال كنت بتروح الجامعة طول الترم تعمل اي بالدرجات الي جايبها دي؟
ضحكت يارا وعلا وهم ينظرون لعلي الذي اصفر وجهه وقال/طب ما تقول... انت كداب يلا وعمال توقع قلبي وخلاص متصدقيهوش يا ماما
عمر/اهو اسمك اهو علي عدلي محمد ابو زيد اسمك دة ولا مش اسمك فيه مادة جايب فيها تلاته ونص... مش عارف دي فكة ولا اي... ومعظم الدرجات لو بصينا عليها هنلاقيها مواقيت صلاة مش درجات!
ضحكوا الجميع وضحك معهم علي وهو يحاول تبرأة نفسه/على فكرة دي خمسه وتلاتين هم تلاقيهم حطوا النقطة دي بالغلط
تحدث عمر بسخرية~يا راجل! دا اي الجمدان دا جايب خمسه وتلاتين من عشرين!
صمت علي وانفجروا بقيت العيلة بالضحك
ترك علي الطعام وركض بالمنزل وعدلي وراءه وعمر يحاول امساكه
وامتلأت جدران المنزل بصوت ضحكاتهم وامتلأ قلب يارا بالفرحة هي تشعر بالانتماء لهذه العائلة اكثر من عائلتها الحقيقة!
او انها ليس لديها عائلة من الأصل!
بعد انتهائهم توجهت يارا مع علا الي غرفتها وظلت تحدثها طوال الليل ويضحكون سويا وهذا ما جدد نفسية يارا الي الاحسن تحاول ان تتناسى ذلك الأمر وتحاول ان تفرح ولو بقليل فمن يعلم بالايام القادمة هل ستكون فرحة ام حزن؟
دخل عمر غرفته وجلس على الاريكة واسقط رأسه للخلف يفكر بمودة حبيبته هل يصالحها مثلما قالت والدته... وبعد صراعات داخليه فتح هاتفه وراسلها وكتب (انا آسف انا بحبك)
لم ينتظر القليل حتى رآها ترد عليه برسالة (وانا كمان بحبك يا عمر ومش عاوزانا نبعد!)
ابتسم عمر من رسالتها فكل ما كان بداخله من غضب تجاهها قد ذاب من هذه الكلمات تحدث معها طوال الليل وهو يشعر بالسعادة فهي حبيبته تارة يتخيل اليوم الذي سيجمعهم بيت واحد ويأخذها بحضنه ذلك الدفئ يريد ان يشعر به بأسرع وقت.
وتارة اخرى يفكر بصديقته ماذا ستفعل ويفكر لها بحلول ولكن هذا الامر ايوجد به حلول؟
ام يهيأ نفسه انه سيجد حلا فقط!
رمقته هدير بنظرة عدم استيعاب ما قال... هل مازال نائماً وتلك هي ما تسمى بالهلوسة؟
وقفت هدير ونظرت اليه بغضب مما قاله/كويس انك فوقت... اتفضل اخرج برا
وذهبت للباب لكي تفتحه وينصرف ومصطفى لم يستوعب ما حدث... الم يكن حلماً؟ نظر بجانبه فوجد شهاب يحدثه بسخرية/احمد ربنا انها متدكش قلم فوقتك....
اتسعت عيناه بدهشه فجلس على الفراش يحاول ادراك ما حدث... لمَ يحدث معه هكذا حظه دائما سيء ولكن حتما هو الأن تأكد ان لا حظ له على الاطلاق!
نظر لشهاب واشار له بأن يختبئ قبل ان تراه هدير ونظر لها موجها باعتذار/انا آسف.... فكرتك شخص تاني
لمَ هذا الضيق يا هدير؟
هل تمنيت من ان تكون هذه الجمله حقا لكي...؟
ليس وقت الوقوع بالحب يا فتاة... فالذي مثلنا ليس لهم الحب اطلاقا افيقي نفسك فهذا وهم.
وقف على قدميه ولكن شعر بألم شديد بقدمه اليمنى فجلس على الفراش مره اخرى وهو يتآوه
همت اليه مسرعة تقترب منه وقالت بخوف /انت كويس؟ اي الي واجعك....
كان مصطفى متوتراً للغايه فتحدث اليها بسرعة واشار بيده لها بعدم الاقتراب/لا انا كويس... انا آسف... آسف... مش عارف اي الي حصلي... بس... شكرا انك جبتيني لحد بيتك
كانت علامات الخوف على وجهها فنظرت اليه بعطف/بتشكرني على اي بس يا استاذ... انا الي المفروض اشكرك على الي عملته معايا... رجلك فيها حاجه.... خليني اشوفها
اصابه القلق ونبتت قطرات من العرق على جبينه واسرع في الوقوف مجددا/صدقيني انا كويس.... لازم امشي
كان يعرج على قدمه ويتحمل الألم وخرج من منزلها وهي وراءه /انا بجد آسفة كل الي حصلك دا بسببي انا آسفة
سمع صوتها المكتوم بالبكاء وكان يخرج بصوت مبحوح فشعر بقلبه يتمزق.... لم يرد ان يقول لها انه استسلم للموت منذ ساعات عندما علم انها بخير وان نفسه لا تهمه اطلاقا فلماذا نفسه تهمها هي! فقدَ شغفه تجاه نفسه منذ زمن ولم يعد يشعر بها الآن هو يبقيها حية حتى تنتهي من مهمتها وتعود الي خالقها ينتظر هذه اللحظة!
اقترب منها مصطفى وقال بحنان/كل الي حصلي دا الجانب منه هو حمايتك وبس واي نواتج بسببه فهي متهمنيش مادام انت بخير.... بلاش دموعك تنزل على شخص زيي... انا مستاهلهاش ولو حتى شفقة!
لمَ يتكلم بكل هذا البؤس؟
انا اشعر انه فاقد للروح والذي تعيش هي الجسد فقط!
مصطفى/الوقت مش مناسب اننا نتكلم في الي حصل النهاردة وليه؟...المهم انك بخير
اخذ خطوات للخلف وهو ينظر اليها ويودعها بابتسامه ثم فكر بأن يطلب منها الطلب الذي يراوده دائما /هو... ممكن اسألك سؤال
ابتسمت هدير واجابته/طبعا
ابتسامته اتسعت اكثر/حضرتك... مخطوبة او متجوزة
تغيرت ملامح وجهها للاندهاش من سؤاله فشعر مصطفى انها غضبت لسؤال فكر بالانسحاب والهرب فوراً/انا آسف... عن اذنك
هم بالرحيل حتى اوقفته هي /لا استنى... انا مش مخطوبة ولا متجوزة
ابتسم والتفت اليها وهي الفرحة لا تسعه وشاور على يديها /امال الخاتم الي في ايدك دا؟
نظرت هدير للخاتم الذي بيدها هي تقصد ان تضعه حتى لا يأتيها الخطاب او احد يطلب منها الزواج فهي غير مستعدة لهذه الخطوة ولا تضعها في الحسبان بحياتها ولكن لماذا اجابته؟ لماذا تريده هو ان يعرف انها مازالت لم تتزوج؟؟
اجابته بهدوء/دا خاتم ورثته عن ماما الله يرحمها ومش بقلعوا لكن هو مش خاتم جواز او خطوبة
تنهد بارتياح حتى هي شعرت بذلك ايضا!
اكتفى مصطفى بهذا الحديث كان يريد ان يسألها الكثير ولكن فضل بأن تنتهي المقابلة بكل ود ولا يحدث شجار بينهم نعم كان الحديث قصيرا ولكن بالنسبة له فقد شبع ولا يطمع بالمزيد كان بالماضي يتمنى فقط ان يقول لها مرحباً والآن هو يستطيع التحدث معها فهذا يكفي.
تركها ورحل اتبعته بعينيها الا ان اختفى من امامها ماذا حدث لها تشعر بشعور يجتاح صدرها لم تشعر به من ذي قبل... اغلقت الباب ثم عادت الي غرفتها وهمت لتغيير فرشة سريرها فكانت ملطخة بدماء مصطفى ولكنها شمت رائحة شيء.... رائحة عطر.. انها رائحة عطره ظهرت ابتسامه بجانب شفتيها واخلدت للنوم بصعوبة فهذا هو اليوم الاول الذي يصعب عليها النوم من شدة التفكير... برجل!
شعرت ان قلبها ليس كالمعتاد اليوم تتذكر كلمته وبشدة وكيف قالها بهوان (هدير انا بحبك) ولكنها شعرت بالذنب الشديد فقامت من فراشها وذهبت للمرحاض وتوضأت واقامت الليل لساعات طويلة تناجي بها ربها وتردد دعوة واحدة (اللهم لا تعلق قلبي بأحد غيرك)
في الصباح الباكر استيقظت اسيل من النوم وذهبت الي جامعتها كانت لا تريد الذهاب بوسيلة مواصلات اخذت تمشي وبداخلها يقين... انها ستراه اليوم.. لقد اعتادت رؤيته يلاحقها وقد قال لها البارحة انه سيقابلها اليوم....لمَ ترغب برؤيته هكذا؟
استيقظ مبكرا وبدل ملابسة للنزول خرج من غرفته مسرعا فتقابل مع ابيه الذي نظر اليه باستفهام/الساعة ستة الصبح اي الي مصحيك بدري كدا انت لحقت تنام!
لم يقل لابيه انه لم ينم من كثرة التفكير فقط غفل ساعة او ساعتين وبعدها استيقظ ليذهب اليها /صباح الخير يا بابا... انا نازل دلوقتي الشركة
تغيرت ملامح وجه عبد الله بعدم استيعاب/في مدير بيروح الشركة الساعة سته الصبح! طب افطر قبل ما تنزل
قال يزن بمرح~عادي بقا نشاط وكده متقلقش عليا هفطر برا عن اذنك يا بابا
ذهب الي جامعتها وهبط من سيارته سند عليها ينتظرها ورفع يده ونظر لساعته/الحارس قال انها بتروح الجامعة بدري اديني جيت بدري اهو هبدر اي اكتر من كده دا الفجر لسه مأذن من ساعة
وبعد مدة من الوقت رآها متجهه نحو بوابة الجامعة
التمعت عيناه وركض نحوها ووقف امامها وهو مبتسم/صباح الخير
تفاجأت به امامها فها هي تفكر به ويظهر امامها وكأنه يقرأ افكارها رمقته بنظرة مجهدة الم يتعب من اللحاق بها؟
ذهبت من امامه وهو مازال يمشي خلفها يحاول التحدث معها /انسة اسيل... لسه بدري اوي على محاضراتك... ممكن ناكل حاجه سوا او نشرب حاجه في اي كافيه جمب دا ونتكلم وياستي هعرفك عليا عشان تبقي متطمنالي اكتر وانت كمان تعرفيني عن نفسك ونتكلم ش.......
قطع حديثه دخولها من بوابة الجامعه متجاهلة كلامه
وقف بيأس وظهر على ملامحه الغضب من فعلتها هذه لما تتجاهله بهذه الطريقة؟
سمع حديث الحارس الممزوج ببعض السخرية/ريح نفسك مش بتدي فرصة لحد
استغرب يزن من حديثه وقال /يعني اي؟
الحارس/انت مش اول واحد تعجب بيها فيه قبليك كتير اوي وكانوا مبياخدوش منها حاجه
يزن باستفهام~اعجب بيها؟؟؟
الحارس/كانوا بيتنططوا زيك كدا وراها وفي النهاية تسيبهم وتمشي وهكذا بقا واهي الدورة بتلف
غضب يزن بشدة واتجه نحو سيارته ودخل بها وظل يفكر بكلام الحارس الذي استشاطه غضبا وكرر/انا بتنطط.... كل دا عشان بس عايز اعرف حكايتها اي وصعبانه عليا لحسن تكون بتتإذي في البيت.... انا معجب بيها وبتنطط... انا بتنطط!!!
ضرب على "دركسيون" السيارة بقوة وتحرك بسيارته تجاه الشركة.
شرب الكثير من القهوة ليظل مستيقظا في عمله واخر النهار استأذن للرحيل وذهب الي جامعتها حيث ميعاد خروجها قد حان وقرر بداخله انها المحاولة الأخيرة ونظر للأعلى يتكلم مع ربه /يارب انا كده ابقى عملت اقصى ما عندي عشان اساعدها لو رفضت تاني فكده انا عملت الي عليا وهبعد خالص ومش هفكر فيها تاني
خرجت من الجامعة ممسكة بشطيرة حلوى تحاول ان تأكلها وجائعة للغاية ولكنها غير قادرة على تناولها وكأن مر الحياة يجعلها مستصعبة استطعام الحلوى او حتى الطعام الطبيعي! كان جسدها هزيل وضعيف للغاية حتى انها تشعر بالدوار كثيرا ولكنها لا تخبر احدا فلا احد بالبيت يهمه امرها.
كانت تمشي ودموعها تسيل على وجنتيها وكل ثانية تنظر لرسالة والدها بالهاتف /انا مسافر انا ورحاب والاولاد نغير جو شوية كل حاجه محتاجاها هتلاقيها ولو ناقصك حاجه كلمي حد من الخدم.. دي اجازة وموبايلي هيبقى مقفول طول الوقت معرفش هتفضل قد اي بس لحد ما نفسية يارا تتحسن
همست بداخلها بوجع /طب ونفسيتي يا بابا؟
ليه كل العالم بيهمك زعله الا انا؟
مبتسألش عليا ليه وتقولي مالك اي الي مزعلك؟
ليه حسيستني اني بقيت لا شيء في حياتك مجرد عبء عليك عاوز تتخلص منه بأي طريقة!
ليه نسيتني زي ما نسيت ماما؟
تلاشتني وكإني نكرة في حياتك!
كانت كل هذه التساؤلات دوما تدور بعقلها تريد ان تبوح به امامه ويجيبها على اسإلتها يجيبها برداً يهدأ من روعة قلبها، رداً يكون دواء على جوارح قلبها ترجعه للحياة مرة اخرى رداً يكون مثل اللاصق على قلبها ليبنيه من جديد بعد ان تفتت!
انفاسها تعالت ولم تعد تشعر بقدماها تحملها انهمرت دموعها تجهش بالبكاء بحرقة نزلت بركبتيها على الأرض ووضعت يدها على وجهها تبكي وتبكي لعلها تفرغ وجع قلبها.
كان ينتظرها وعندما طال انتظاره توجه للحارس يسأله واكد له انها رحلت منذ دقائق.
كان يبحث في الشوراع عنها تلك الفرصة الاخيرة يريد الفوز بها وبعدها سيتركها ويرحل ولن يفكر بأمرها.
فكر بأنها قد تكون ركبت سيارة اجرة وذهبت للبيت فوقف بيأس وتنهد بحزن وحين التفت للرجوع الي سيارته ويرحل وجدها بآخر الممر جالسه على الأرض تبكي ميّزها من ملابسها التي كانت ترتديها صباحا ورآها بها.
ركض نحوها بلهفه ويتسائل لمَ تبكي؟
كان شهقاتها تتعالى فشعر بنغسة بقلبه من صوت بكائها لمَ قلبه يؤلمه هكذا؟
نزل على ركبتيه امامها يتسائلها بلهفه/اسيل... في اي... اي الي حصل... بتعيطي ليه... اسيل
وفجأة وجدها ترتمي برأسها وتشهق بقوة وهي تبكي لم يشعر بنفسه الا وهو يحيطها بذراعيه ليضمها لصدره بشده ويتمتم/اهدي...
انغمست بوجهها في صدره اكثر وهو يمسح على شعرها بحنين دافئ ويهدئها بكلماته
وبعد دقائق توقفت عن البكاء وظلت بحضنه
تحدث يزن بهدوء/خلاص هديتي شوية
امسك بذراعها وابعدها عنه وهو يتكلم/يلا قو.......
وحين ابعدها عنه سقطت رأسها للأمام مغلقة عينيها
اتسعت عينا يزن بدهشة وحركها بيده/اسيل... اسيل
لم تستجيب له وسقطت رأسها للخلف.. لقد فقدت وعيها!
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇