جديد

روايه لا تخافي عزيزتي الفصل الثامن 8 بقلم مريم الشهاوي

 روايه لا تخافي عزيزتي الفصل الثامن 8 بقلم مريم الشهاوي



البارت الثامن

#لا_تخافي_عزيزتي

#مريم_الشهاوي

#Mariam_Elshahawy 


اتسعت عينا عمر بدهشه قائلاً/يتجوز مين؟! 

نهض علي وتوجه اليه محاولا اقناعه/اهو عمر انت جيت اهو... عرفها ان الحب ملوش دعوة بالسن وانا بحب يارا من زمان من ساعت ما كنا جيران 


لمَ هذا الضيق! هل لأنني اعلم ما حقيقتها بأنها حامل واشعر بالشفقة على أخي... ام شيءٍ آخر؟! 


قالت دعاء بتوعد/على جثتي مش هتتجوزها يا علي اي؟ بنات العالم كلهم خلصوا عشان تروح ليارا 

تحدث علي بعجرفة/انا مش هتجوز غيرها... عمر انت اكتر واحد هتساعدني حاول تقنع ماما معايا ان..... 

قاطعه عمر بقوله/بس انا مش موافق 

صمت انتاب الجميع بذهول حتى قطعته دعاء مادحه ابنها/اسم الله عليك ربنا يكملك بعقلك.. اهو اخوك الكبير كمان مش موافق... خلاص اقفل الموضوع وانت لسه العمر قدامك كتير انت لسه صغير اما تشتغل و..... 

تحدث علي بغضب موجهه لعمر/ممكن اعرف مش موافق ليه 

اجابه عمر بضيق ظاهر عليه/مش موافق وخلاص وخلي اسبابي لنفسي...وزي ما امك قالت انت لسه صغير 

عمر/اسبابك لنفسك اااه.... قول كده.... ويا ترا الاسباب دي يا عمر انك بتحب يارا؟ 

شهقت دعاء بفزع وصرخت /اسكت يا علي اي الي بتقوله دا! 

صرخ علي هو الآخر/لا مش هسكت... كلنا شايفين هو قد اي مهتم بيها... كنت بعتبره اخوة لكن الظاهر ان ابنك بيحبها ومجرجر مودة وراه وبيتخانق معاها عشان يسيبها ويتجوز يارا ولما سمع اني طلبت اتجوزها اتجنن انت اناني يا عمر وبتحب كل حاجه لنفسك كل حاجه في البيت لازم تكون ماشية بكيفك لدرجة ان قرار زي دا بتعارضني فيه وانت واثق انه مش هيتنفذ لانك انت الي تقول اعمل اي ومعملش اي طول حياتي ماسكني تحكمات تحكمات لحد ما طهقت... انت ملكش حق تعارضني في قرار زي دا.. ولا حد في البيت دا ليه الحق انه ياخد قرار زي دا انا انا بس الي ليا الحق في اخد قرارات حياتي انا معدتش صغير


تفاجأ علي بصفعة على خده من قبل والدته 

وضع يده على خده بصدمة 

واتسعت عينا عمر ونظر لأخيه بحزن 

سمعوا دعاء تقول بصوت صارم/الظاهر انك محتاج تتربى من الاول لازم تحترم اخوك الكبير وحتى لو مش هتحترمه احترمني انا يا سيدي بتعلي صوتك وانا واقفة الله الله شوف سيرتها لما بتتذكر بس اي الي حصل امال اما تعيش معانا... اسمع منتاش متجوز بنت رحاب الا على جثتي ودا اخر كلام عندي 

ذهب علي من امامهم ورأسه يشتعل غضباً متجه لباب المنزل امسكه عمر بيده من ذراعه ونظرا لبعضهما

عمر ينظر له بشفقة وحزن عليه اما علي فينظر اليه كأنه عدوه ويتوعد له بداخله

وضع علي يده الأخرى على يد عمر الممسكة بذراعه وابعدها عنه بقوة ثم فتح الباب واغلقه ورائه بعنف. 


اغمض عمر عينيه بحيرة لم يعد يفهم شيء او ما الذي يخططه القدر... كيف لأخيه بأن يعجب بيارا هل يقول له لمَ يرفض جوازه بها؟ ام يظل صامتا حتى يتفاجأ اخيه... لا بالتأكيد سيجد حلاً... هل يقول ليارا بأن اخيه يحبها ويطلب الزواج منها؟! تساؤلات كثيرة تدور برأسه لا يجيد الاجابة عنهم. 


استيقظت اسيل في الصباح على صوت الممرضة تتحدث مع احد وهناك صوت آخر يجيبها يبدو انه يزن 

الممرضة/هجيب لحضرتك اي مرهم يفكهم الف سلامه عليك 

يزن/الله يسلمك... اي اخبار اسيل 

الممرضة/هي احسن من امبارح... وهشوف الدكتور ممكن نخرجها النهاردة ولا لا 

خرجت الممرضة من الغرفة 

وابعدت اسيل الستار حتى رأت يزن وبمثابة ما رأته اتسعت عيناها بدهشه فرقبته بها اعوجاج ورأسه مائلة الي اليمين قليلاً

ابتسم يزن حين رآها /صباح الخير... نمتي كويس؟ 

هزت رأسها بإيجاب ثم شاورت بيدها على رقبته تتسائل ما بها؟ 

حدثها بمرح/انا نمت كويس جدا كل الحكاية ان رقبتي بس اتلوحت من نومة الكرسي 

ضمت شفتاها بندم ثم امسكت بدفترها وكتبت به/انا آسفة

ضحك يزن مجيبها/لا اسفة اي بس يعني هي اول مرة 

كتبت بدفترها/بس منمتش علكنبة ليه 

اجابها بشرود/لأن..... 

صمت قليلا وهو يتذكر امساكها بيده طوال الليل وهي تشعر بالأمان نحوه وهذا ما اسعده يتمنى لو يظل هكذا مدى الحياة مادامت اسيل مطمئنه. 


شعرت بالحرج حين تذكرت ما حدث بالليل وكيف لم تترك يده ابدا فحاولت تغيير الحوار وكتبت بدفترها/شكرا على تعبك معايا امبارح... انا بقيت كويسة اقدر امشي؟ 

تكلم يزن بسرعة/لا لا تمشي اي... دا الممرضة لسه قايله انك لسه تعبانه ولازم تقعدي شوية كمان وانا مش ورايا حاجه متقلقيش 

تعجبت اسيل من كلامه فمنذ قليل سمعت الممرضة تقول له بأن حالتها تحسنت عن ذي قبل وسيسمح لها بالخروج اليوم لمَ يريد ان يبقيها؟ 

كتبت بدفترها/بس الممرضة لسه قايلة اني ممكن اروح النهاردة 

تنهد يزن بصعوبة ثم جلس امامها وحدق بعينيها بقوة وهتف بإسمها بنبرة غريبة/اسيل 

بقي محدق بعينيها ولا يعرف ما يقوله الأن... فكل الكلام الذي كان يرتبه صار هباءا منثورا حين ينظر لعينيها لا يشعر من هو؟ اين نحن؟ يتبدل كيانه ولا يعلم كيف يوقظ نفسه وقتها. 


نظرت للأسفل بخجل وسمعا طرق الممرضة على باب الغرفة وهمت بالدخول اليهما/حمد لله على سلامتك 

ابتسمت لها اسيل وامالت برأسها مرحبة بها بود

ثم نظرت الممرضة ليزن وتحدثت معه/دا مرهم هيفك التشنج الي حصل.... 

هتف يزن بوجع/اه ياريت بدل منظري دا اكيد مش هنزل الشارع كدا 

اقتربت الممرضة منه ولاحظت اسيل هذا وشعرت بشعور غريب ينتابها حين سمعت الممرضة تقول بصوت ناعم/حضرتك تحب ادلكلك رقبتك بيه 

نظر اليها يزن وكاد ان يتحدث بجفاء مثل عادته معها ويرفض بذوق ولكن خطر بباله ان يشاكس اسيل قليلاً /لا ازاي امال اسيل بتعمل اي هنا.... هي تبقى تدلكلي رقبتي مش حابب اعطلك عن شغلك


اتسعت عينا اسيل ونظرت اليه بذهول وهو يحاول الا يضحك من نظراتها 

ذهبت الممرضة بإحراج وتركتهم معاً

بصقته بعينيها بطريقة حادة وآثار الغضب على وجهها مما قال وكتبت له بدفترها/يعني اي ادلكلك المرهم مش فاهمه؟؟

يزن وهو يحاول استفزازها اكثر فها هو يرى تعابير وجهها ويستلذ بجعلها غاضبة مثل الاطفال/وفيها اي؟ دنا مريض حتى مش هتساعدي مريض! 

اخذت تكتب بعنف في دفترها /وانت ايدك راحت فين ما سليمة اهي ولا اتشلت؟ 

وقف يزن واقترب منها ويقول بنبرة لوم/طب بصي ايدي الي سليمه 

نظرت ليده ورأت جروح اسفل جميع اصابعه الخمس... لقد جرحته بأظافرها دون ان تشعر وهي مقبضة بقوة على يده ليلة أمس

كتبت بدفترها بمكر/مش هتحط المرهم بضهر ايدك بطن ايدك كويسة وايدك التانية برضو كويسة 

زفر يزن/تعملي العملة وترميها زي ما بخيتي البخاخ في عيني وسيبتيني وفين لما قررتي تساعديني وقبل البخاخ كنت هبداني علأرض مرتين وضربتي الفازة على دماغي... والله ما عارف اي الي جابر الواحد علتهزيق دا 

كتبت بدفترها وهي رأسها يستشيط غضباً/والله انا كمان ما عارفة اي الي جابرك 

حدّق بعينيها/مش يمكن عينيكي هي الي مبهدلاني بالشكل دا؟ 

صمتت لبرهة لتستوعب ما قال فقد فاجأها برده 


اخذ نفسا عميقا يحاول استرداد كيانه من جديد ثم ابتعد عنها وذهب الي المرحاض ليدلك رقبته امام المرآه

جلست على فراشها تحاول تهدئة قلبها فهو يدق بقوة مما قاله هل غازلها؟

ابتسمت شفتيها بمهل فمن الفتاة التي تنزعج حين يغازلها احدهم وخاصتا ان كان شخص ينبض قلبها اليه❤


خرج يزن من المرحاض وهي وجهت الدفتر اليه ليقرأ ما كتبت/لو سمحت شوف الممرضة لو اذنت ليا بالخروج لاني عاوزة امشي من المستشفى 

فتحدث يزن بجديه وجلس على كرسي بجانب فراشها ويتحدث بجديه/لا يا اسيل انت مش هتمشي زي كل مرة انا محتاج اجابات لأسئلتي... اي الي مخليكي مش بتاكلي واي الي مخليكي بتخافي من صوت المطر والبرق بالشكل دا انت مش هتمشي من هنا الا لما تجاوبيني... واعتبريها زي ما تعتبريها واعتقد بقينا صحاب انك تقدري تتكلمي معايا وصدقيني هحاول اساعدك انك تكوني احسن انا مش عاجبني اني اشوفك تعيسة بالشكل دا

اخذت نفسا عميقا ثم كتبت بدفترها/ودا مهم فإيه؟  انت متعرفنيش ولا انا اعر..... 

تفاجأت به يمسك يديها فعجزت عن اكمال جملتها التي قرأها وهي تكتبها واوقفها فوراً عن تكلمتها /لا انا اعرفك كويس مش بتتكلمي بسبب فقدانك لوالدتك وباعده نفسك عن الكل وطريقة معاملة مرات ابوكي ليكي مش عارف انت ازاي ساكته عليها ومقولتيش لباباكي على الي بيحصل ؟؟ اعرف كمان انك فنانة وبتروحي كلية جميلة كفيلة بتغيير مزاجك وبإمكانك تكوني صداقات كتيرة عشان تخرجي نفسك من المود بس قلبك مازال مغلق للصيانة لا قابلة تتكلمي مع حد ولا تتعالجي اليوم الي انفجرتي فيه وقلبك معادش مستحمل اغمى عليكي بحمد ربنا اني كنت موجود وعرفت اخدك للمستشفى جالك هبوط من قلة الاكل صوت رعد ومطر خلوكي مرعوبة بالشكل الي شوفتك فيه امبارح انت بتدمري نفسك شوية شوية...مادام مش راضية تروحي لدكتور نفسي اتكلمي مع حد هتفضلي كدا لأمتى قوليلي مالك وانا هساعدك... هحاول اكون صديقك على قد ما اقدر هحاول اخرجك من الي انت فيه ثقي فيا يا اسيل


كان يتكلم بحزن شديد على حالتها وهي لمست شيء بداخله انه حقا يريد مساعدتها وينوي الخير ولكنها ترفض افشاء اسرارها لأحد فقد قررت بأن تموت الاسرار معها من دون معرفة احد فكتبت بدفترها/بس دي اسراري ومحبش اشاركها مع حد ولو سمحت انا عاوزة امشي 

ضم حاجبيه بغضب /يا بنتي انت ناوية تجنيني.... هتفضلي كاتماها كده لحد امتى قلبك معادش مستحمل انا نفسي اساعدك


وهل بقيَ احداً يساعدني على النجاه بعد ان غرقت بأعماق المحيط فات الاوان فإن انفاسي تقل وانا انتظر انتهائها. 


كتبت في دفترها بوجع/محدش هيقدر يساعدني وحتى لو فيه نفسي معادتش قادرة تقاوم كمان هي استسلمت 

كلماتها مزقت قلبه ولمس وجعها ثم نظر اليها وتحدث بيقين/ولو وعدتك اني هقدر اساعدك... اديني الفرصة وافتحيلي قلبك.... 

ضمت حاجبيها باستغراب وكتبت بدفترها/هو انا عايزة اسألك ليه مهتم اوي كده تعرف حكايتي وتنقذني اي الي مخليك عايز تساعدني وتمشي ورايا تطلب الطلب دا وعاوز تعرف قصتي؟ 

اجابها يزن بحزن/كان ليا صديق دايما لوحده في اخر فترة ومحدش كان جمبه حتى اهله كانوا مشغولين عنه ولما كان بيطلب مني اننا نقعد كنت بكون مشغول كانت ساعتها فترة دراستي فمكنتش مهتم اوي بسبب مذاكرتي لكن طلع ان كان نفسه يفضفض مع حد ولما اختارني خذلته مقدرتش اكون الصاحب الكويس الي يسمعه ويخفف عنه وياريت الموضوع كانوا شوية زعل منه وخلاص هيروحوا لحالهم لا دا كمان 

صمت قليلا غير قادر بنطقها وتجمعت الدموع بعينيه/انتحر

اتسعت عينا اسيل بذهول واشفقت على حالة صديقه ووضعت نفسها مكانه هل فكرت يوما بالانتحار وكانت الاجابه للأسف: 

نعم هناك ايام كانت تود لو انها تقتل نفسها وتستريح من عبء هذه الدنيا وظلمها ولكن خافت ربها. 


لم يقدر على كتمان دموعه فهو كان اول شخص يراه منتحر اجهش بالبكاء على صديقه المفقود/يوميها كنت فاضي فقولت اروحله البيت واشوفه عامل اي كنا الصبح روحت ولقيت مامته كانت نازلة الشغل فبسألها هو فين قالتلي جوا في الاوضة نايم ولما... لما دخلت عليه كان مرمي علأرض وايده بتنزف والدم ملى الاوضة مكنتش اتخيل اني لما افكر اسمعله هيكون الوقت فات وهو خلص على نفسه ومقدرناش نلحقه


سالت الدموع على وجنتيها وبكت معه ايضا يالها من قصة مؤثرة شعرت بقلبها يؤلمها حين رأته يبكي هكذا مثل الاطفال المعروف عند الرجال انهم اقوياء ونادرا ما يبكون وحين ترى رجلٌ يبكي فأعلم انه مقهور اللهم انا نعوذ بك من قهر الرجال 


وضعت يدها على كتفه وربتت بحنو حتى هدأ قليلا ثم كتبت له بدفترها/الله يرحمه ادعيله كتير انت ملكش ذنب نفسه الي عملت فيه كده مش انت والنفس تريد الهلاك وهو استسلم لنفسه متقلقش انا مش هعمل زيه مهما حصل لأني عارفة ان ليا رب كريم وعادل وواثقة انه هيجبرني. 


كان مصطفى وشريف يجلبون بعض الحلوى والمشروبات لانهم خططوا بأن يذهبوا الي رحلات كثيرة ويحاولوا الاستمتاع بقدر الامكان لتفريغ الطاقة السلبية. 

كانت يارا بغرفتها لا تود النزول معهم ولكن مجبورة 

سمعت طرق على باب غرفتها وكانت رحاب 

فتحت الباب ودخلت رحاب ثم جلست على فراشها وتحدثت معها/اي منزلتيش ليه؟ 

يارا/ هاخد شاور وانزل 

وفجأة شعرت انها ستتقيأ فركضت نحو المرحاض بسرعة واستفرغت كل ما ببطنها. 


ذهلت رحاب وتحدثت معها بقلق/انت تعبانة يا يارا شكلك اخدتي برد بليل معايا دوا للترجيع

خرجت يارا من المرحاض ولاحظت رحاب ان لديها هالات سوداء متزايدة ووجهها شاحباً مثل الاشباح/ابقي حطي ميكب في وشك متطلعيش بالمنظر دا.... هتاخدي دوا الترجيع وتبقي كويسة يلا عشان ننزل نفطر و... يااارا

صرخت بإسمها حين وقعت يارا على الارض فاقدة وعيها 

لابد من استدعاء الطبيب الي غرفتها للكشف عليها 

رن هاتفها وكان شريف لم تجيبه فقد كانت قلقه على يارا ووقفت بجانب الطبيب الذي كان يكشف عليها بعمليه قائلا/الف سلامه عليها انا اديتها حقنة وشوية وهتفوق ان شاء الله 

رحاب بقلق /هي مالها يا دكتور 

اجابها الطبيب بلهجه عمليه بحته /شوية ارهاق ودا طبيعي في حالتها خلو بالكم من اكلها لإن الظاهر من شكلها ان مفيش غذا ودا عشان سلامة البيبي وسلامتها 

توقف قلبها لثوان وكأنها ماتت واعادوها للحياة مرة اخرى مما سمعته... اتسعت عيناها بصدمه وانصرف الطبيب من الغرفة وحين انصرافه تقابل مع شريف ومصطفى امامه متوجهين الي غرفة يارا


شريف/اي يا رحاب مش بتردي على موبايلك ليه 

شعر مصطفى بالتوتر تجاه امه فلم يراها هكذا من قبل /في اي يا ماما انت كويسة؟ وليه الدكتور كان هنا؟ 

انتهبت لحديثهم وحاولت ان تتكلم بصعوبة دون ان تكشف شيء/اي... يارا... يارا تعبانه شوية ومش هتعرف تيجي وانا هفضل جمبها اخرجوا انتم 

تركوها مع ابنتها وهم ينتابهم القلق فحالة رحاب كانت مريبة ولكن حاولوا الاستمتاع بالسفرية. 


استيقظت بعد فترة من الوقت ووجدت امها تنظر اليها بتمعن، تتفحصها جيدا وتشك بأن هذه ابنتها! 

حاولت الجلوس ووضعت وساده خلفها لتستند عليها ثم نظرت لرحاب /ماما... انا آسفة بس تعبانه اوي ومش هقدر انزل 

ظلت رحاب صامته فقط تنظر اليها وهذا زاد قلق يارا اضعاف وتسائلتها بخوف/في اي يا ماما بتبصيلي كده ليه؟ 

اخذت رحاب نفسا عميقا ثم تحدثت بغضب مكتوم/مفيش.... قولت ابص في خلقتك يمكن اقدر اتعرف عليها بس مش لاقيه بنتي! 

ضمت يارا حاجبيها بعدم استيعاب فأكملت رحاب وهي تقترب من فراشها وتتحدث بصرامة /مش ناوية برضو تقولي مالك وليه قافلة على نفسك ومش بتكلمي حد 

زفرت يارا بضيق/يا امي كفايا بقى انا تعبت من السؤال دا.... هو انا امتى كنت سعيدة عشان تلاحظي دلوقتي اني اتغيرت مش عارفة مالكوا مستغربيني ليه مانا طول عمري كارهه نفسي ومش بكلم حد اي الجديد 

-الجديد انك حامل 

تسارعت دقات قلبها بعد ما سمعت ما قالته!! 

هل عرفت؟ من اخبرها؟ كيف علمت انني حامل؟؟؟

ارتجف جسدها من الخوف ونظرت اليها برعب

-اي؟ هي مش دي الحقيقة الي انت مخبياها علينا... كنت هتفضلي مخبيه لحد امتى ها 

امسكت بخصلات شعرها تفرغ غضبها المشحوم وهي تصرخ بها /كنت هتعرفينا امتى بالبلوة دي انطقي؟؟يا خسارة تربيتي فيكي اعمل فيكي اي... اموتك واخلص من عارك ولا اعمل فيكي ايييي

انهمرت دموع يارا وهي تحاول التحدث ولكن هرب الكلام لا تعرف ماذا تقول؟! 

صفعتها على وجهها بغضب وهي تصرخ/حامل من مين انطقييي

ظلت تصفعها مرارا وتكرارا ويارا تصرخ بوجع 

تكلمت رحاب بجبروت/قوليلي مين يا إما هشرب من دمك... ورحمة ابويا وامي في تربتهم لاوريكي يا يارا... انا تستغفليني انا... وانا الي بغلط نفسي اني مش مهتميه وانك مش عارف تبني علاقات وعماله اجيبلك عرسان وترفضيهم اتاريكي بترفضي عشان اتلمستي يا ***** يا***** روحي ربنا ياخدك ويخلصني من عارك 

صفعتها اخر صفعة بقوة حتى سقطت يارا على الفراش انفها ينزف من كثرة الصفعات اخذت تجهش بالبكاء ماذا تجيبيها فإنها لم تجد اجابه لنفسها فكيف ستجيب امها؟ 


انصرفت رحاب من غرفتها بغضب 

ثم امسكت يارا هاتفها بسرعة واتصلت بعمر ولكنه لم يجيب عليها فكتبت له رسالة عبر (الواتس) 

"عمر ماما عرفت اني حامل انا مش عارفة هنعمل اي؟" 


رأت الرسالة بهاتفه لكثرة فضولها واتسعت عيناها حين قرأتها 

جاء لها من المرحاض وجلس امامها على الطاولة 

عمر/ها شوفتي هناكل اي ولا لسه... انا عن نفسي هاكل نجريسكو

نهضت من جلستها ورحلت من امامه غاضبة لم يفهم عمر شيئا فأخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وركض ورائها يحاول ايقافها وفهم لمَ تذهب بتلك السرعة؟ 

-مودة.... مودة ردي عليها... في اي؟؟ 

صرخت بوجهه بغضب/بقولك اي يا عمر... ابعد انت وقذارتك عني 

لم يستوعب كلامها فتحدث بإستفهام/اي الي بتقوليه دا... فهميني طيب اي الي حصل 

ذهبت من امامه فأمسك ذراعها بقوة وتحدث بغضب /مودة انا مش عيل صغير معاكي.... انت مجنونة؟ اي الي حصل في الدقايق الي دخلتهم الحمام خلوكي تتغيري كده في اي اي الي حصل حد ضايقك؟ 

صرخت بوجهه مجدداً/في انك خاين ومتستاهلش ضافري ابعد يا حقير... بقا دي يارا الي بتقول فيها شعر وانها اختك... يا زبالة بتستغفلني كل دا انت وهي.. مش عايزة اعرفك تاني 

ابعدت يده بقوة عن ذراعها وركبت بسيارة اجرة تابعها بنظراته هو لم يعد يفهمها.... ماذا فعل لتتكلم معه هكذا وما دخل يارا بالموضوع؟ 

زفر بقوة فها هو يخسرها من جديد اليوم وعدها بان لا يتشاجروا وكان سيحدد معها ميعاد لخطبتهم . 


تذكر جداله مع اخيه في الصباح وانه مصمم على الزواج من يارا ولا يعرف كيف يجعله رافض سيتكلم مع يارا وبالتأكيد سترفض هو يعلم علاقتها بعلي ليست محبه ابدا وانما هي اخوة كان اخيها الصغير الذي تهتم لأمره ولكن علي فهم غير ذلك 

فتح هاتفه وظهرت امامه رسالة يارا التي حين قرأها استوعب لمَ غضبت مودة منه. 


قلق على يارا فهاتفها وحين رأت اتصاله اجابت عليه مسرعة وهي تبكي/عمر... ماما

انهمرت في البكاء بحرقة وهو يحاول تهدئتها /قالتلك اي؟ 

يارا ببكاء/بتسألني مين... وانا مش عارفة اجاوبها لاني ا....... 

-الو يارا... يارا

ظلت المكالمة مفتوحة وسمع صوت صراخ رحاب بها 

رحاب/بتكلمي مييين.... بتكلميه ها... 

صرخت يارا ببكاء /يا ماما صدقيني انا معرفش مين... 

صفعتها رحاب بقوة فوقع هاتفها تحت الفراش وحين سمع عمر الصفعة اهتز قلبه بقوة وركب سيارته وهو يسمع حديثهم وانفاسه تتعالى بغضب فهو عاجز عن انقاذها


رحاب/انت بتستغفليني تاني صح.... عايزة شريف يقول عليا اي.... يقول مربتش.... لازم نتخلص منه النهاردة قبل بكرة قبل ما بطنك تبان وتفضحينا.. مادام مش عايزة تقوليلي هو مين ويجي يتجوزك ويصلح غلطتكم ال**** ماشي يا يارا انا هوريكي.... بتفضحيني انا... انا رحاب هانم اتفضح فضيحة زي دي فتحطي راسي في الطين بعد ما كنت رفعاها للسما... 

صرخت يارا بها/مش هسقط جنين انا... مش هخاطر بحياتي... انا مغلطش... بقولك مش عارفة مين عمل فيا كده.. ولو كنتِ ام فعلا مكنش دا حصلي لو كان بيهمك امري مكنتيش سيبتيني انا ممكن اقعد بالاسبوع وانت متعرفيش انا موجودة في البيت ولا لا من كتر سفرياتك وخروجاتك كل الي هامك انت وبس 

رحاب/انت كمان بتبجحي.... يعني كمان قليلة الادب... الله الله... طب هتسقطي الي في بطنك يا يارا وهروح اعملك زفت عمليه عشان اداري فضيحتك يا إما تقولي مين الشخص دا ويجي يتجوزك يا ****

يارا بوجع/انت مش مصدقاني يا ماما بقولك انا حامل ومعرفش من مين ومحدش لمسني ازاي تتهميني كده انت مش واثقة فيا 

ضحكت رحاب بسخرية/ااااه.... اثق فييكي قولتيلي... مانا وثقت فيكي يا حبيبتي وعريتيني... لمي هدومك عشان هنرجع مصر هقولهم انك تعبتي هنرجع ونشوف حل للفضيحة دي وانت اياكي اسمع صوتك لحد ما نروح عارفة الاخرس؟ طول الطريق مسمعش حسك واياكي يا يارا تعيطي قدامهم وتحسسيهم بحاجه هموتك والله اموتك فيها

تركتها وذهبت من الغرفة ثم جلست يارا على الارض تبكي بقهر و نظرت لهاتفها اسفل الفراش وامسكت به فرأت عمر ما زال معها بالمكالمة وسمع كل ما دار بينها وبين رحاب وضعت الهاتف على اذنها قائلة/سمعت يا عمر

صرخ عمر بغضب /لا مش هتسقطي الطفل.... دا خطر عليكي 

يارا بوجع/اعمل اي... بجد مش عارفة اعمل اي يارب اموت انا لو مت او جرالي حاجه هكون ريحتها لازم اسقط الطفل والي عمل كده فيا اهو راح واديني مش هعرف اخد حقي 

عمر /هتاخديه 

يارا بيأس /خلاص يا عمر.... مش هعرف اوقفها... مين هيوقفها ماما طالاما قالت قرار فهو هيتنفذ مهما كان 

عمر /انتو نازلين مصر 

يارا/اه 

عمر/تمام اول ما تنزلي رني عليا 

لم تفهم شيء من حديثه وهو لم يقل لها ما يخططه احضرت حقيبتها واخذت تضع ثيابها بها لتجهز بالرحيل. 


ذهب ليؤدي صلاة المغرب وحين عودته للغرفة وجدها واقفة وتهم بالرحيل 

يزن/خلاص ماشيه 

هزت رأسها بإيجاب

وخرجت معه خارج المستشفى وهو توجه لسيارته/تعالي اركبي اكيد مش هتروحي بتاكسي! اخاف عليكي يجرالك حاجه في الطريق 

شعرت بحنينه ثم ابتسمت بهدوء وركبت بسيارته بجانبه وبعد دقائق شعرت بالنعاس فغفلت بالسيارة وبعد قليل رأى يزن قطرات الندى على زجاج السيارة اخرج يده من نافذة السيارة ووجد ان السماء تستعد لتمطر.


اوقف سيارته واخرج سماعات الرأس ووضعها على اذنيها بسرعة حتى لا تسمع صوت المطر وترتعب مرة اخرى يخاف ان يراها بهذا الشعور مجددا وهي نائمة بثبات قرر بأن يوقف السيارة بمكان ما حتى يخف هطول المطر ظل شاردا بها وهي نائمة يتفحصها جيدا كيف لهذا الملاك ان يكون تعيس لا يليق بها التعاسة ابدا فقط الفرحة تتناسب مع ملامح وجهها كم رقيقة وبشرتها دافئة وجنتيها بهم احمرار طبيعي وشفتاها ايضا وعينيها 

ضم حاجبيه بضيق لعدم رؤيتة عينيها لانهم مغلقتين الآن فهذا اكثر شيء يتأمله بها كم هي جميلة وبريئة الملامح... متى ستفتحي لي قلبك يا اسيل... ولكن هذه المرة اخذ رقمها واعتبرته صديق فها هو اصبح شيء في حياتها... هو الوقت انتظر يا يزن... انتظر قليلا فهذا الموضوع يحتاج بعض الصبر.. كيف تخيلت انك حين تسألها ما بها ستجيبك فورا!! 

هيا اضحك يا صاح صار لك صديقة.. ولكن لحظة.... منذ متى وانت تصاحب فتاة وهذه المرة فتاة جميلة ايضا.... يالها من اضحوكة اذا سمعتك والدتك تقول لها بأنك صاحبت فتاة لن تصدقك فهذا ليس طبعك انت تتعامل مع جميع الفتيات بجفاء الا هي... 


تشعل قلبي حين اراها اود التحدث معها لكثير من الوقت احب النظر اليها اشعر بأني لست انا حين انظر لعينيها. 


بعد قليل بدأت اسيل في الاستيقاظ وكان مازال المطر يهطل بقوة فأمسك يزن سترته ووضعها على رأسيهمها هما الاثنان فحدقت اسيل بعينيه بصدمة مما فعل وهي تسمع اغنيه( رومانسية) وهناك ضوء خافت فقط يظهر بعض من ملامحهم ويخفي البعض دقات قلبه تعالت فها هو يسمعها وخجل من ان تسمعها اسيل ايضا من قوة صوتها انفاسهم اختلطت اسفل السترة وهما ينظران لبعضها وهناك حرارة تشعل جسدهم هم الاثنان هي تنظر اليه ولا تعلم لم يدق قلبها بقوة مع صوت الموسيقى تشعر بأنها بفيلم رومانسي وهو الآخر يسمع موسيقى دقات قلبه وصوت المطر كان هناك لحن غريب بالجو كأنه علم بأن هذا المشهد يحتاج للحن رومانسي ليشعل اللحظة اكثر. 


كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم اسقط نظره الي شفتيها ولم ينتبه بتاتاً لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن ارادته ولا يقدر على ايقاف نفسه اخذ يقترب الي شفتيها بمهل حتى........... 


وصلت يارا لمنزلها وبقيت واقفة امام السيارة

رمقتها رحاب بنظرة توعد /تعالي لجوا البيت الخدم هيجيبوا الشنط واستنيني في اوضتك 

اردفت الي المنزل ويارا ارسلت رسالة لعمر بأنها قد وصلت وبينما رأى الرسالة وجدت سيارته امام المنزل اخرج رأسه من نافذة باب السيارة وهتف بقوله/اركبي 

اتسعت عينا يارا/اركب اي.... هنروح على فين؟ 

عمر /اركبي يا يارا مضمنش لو سبتك النهاردة تعمل فيكي اي اركبي بقولك 

ركبت يارا السيارة بسرعة وتحرك عمر بسيارته مسرعا متجها نحو..... 


وبعد قليل اوقف سيارته عند مكان ما وهبط من السيارة وهاتفها/يلا انزلي 

يارا/اي المكان دا يا عمر؟ ما تجاوبني 

عمر/انزلي بس وانا هقولك... ثقي فيا المرة دي 

هبطت من السيارة وامسك يدها وتوجها نحو مبنى 

قبضت على يده بخوف وهو ربت بأصابعه يطمئنها 

ثم دخلا الي غرفة بها مكتب و شيخ بعمامته جالس القى عمر السلام عليه

ثم جلس عمر هو ويارا التي لا تزال تستوعب ما يخطط له حتى ادهشها بقوله/عاوزين نكتب الكتاب يا شيخ على سنة الله ورسوله

الشيخ/ومَن موكلها؟ 

ظهر صوت مصطفى امام باب الغرفة/انا موكلها 

لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇

(روايه لا تخافي عزيزتي )

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-