روايه سيف القاضي الفصل السادس والثلاثون بقلم اسراء شويخ
حمل ابنته بين يديه كالمجنون بعد أن وصل وجدها فقدت وعيها وأسفل منها بقع دما.ء جعلت أنفاسه تهرب..
خرج يوسف بسرعة يشاهد ماذا حدث عندما شاهدوه يركض عبر الكاميرات ليفزعوا من منظره وهو يحمل شام التي بدت كقطعة قماش وفستانها به بقع دما.ء..
يوسف بقلق " في ايه شام مالها ".
علي بحدة " في انه بنتي كانت بتموت في بيتكو وماحدش داري بيها والسبب ابنك اللي فرج عليها الدنيا النهاردة قول لابنك نجوم السما أقربله من بنتي "
قال جملته بسرعة وركض للمشفى ودموعه على وجهه اقترب يوسف يحت.ضن حبيبته التي بكت بشدة وهمست بدموع " هياخدها من سيف ده ممكن يموت فيها "
يوسف بتعب " عنده حق لو بنتي مش هخلي يلمحها "
اسراء بحزن " يعني ايه هتسيبه مش هتساعدوا "
يوسف بهدوء " خلي يتربى يا اسراء لما يعرف انها هتروح منه هيفكر مليون مرة قبل ما يزعلها ولما الاقي استوى هأبقى أفكر اساعدوا اللي ما رضهوش لبنتي ما رضهوش لبنت الناس ودي بنت صاحبي وكمان ما تستاهلش اللي ابنك عمله فيها "
اسراء برجاء ' عشان خاطري ما تقساش عليه كتير "
يوسف بحنان " حاضر تعالي نروح المستشفى نطمن عالبنت وربنا يستر علي ما يطردنا "
أمسك هاتفه واتصل على ابنه الذي أتعبه كان يريد منه أن يتزوج عن حب والآن هذا الحب جعله مجنون كما كان هو بل ما زال ...
كان ذاك السيف يدور حول نفسه ليقف عند باب صديقته أخته الكبيرة التي استقبلته بابتسامه رغم حزنها من ما حدث مع صديق آسر ....
همست بقلق " انت كويس يا حبيبي "
هز رأسه وتنهد ثم همس " مش عارف أعمل ايه أوقف غيرة عليها ازاي لأني بزعلها جامد وبترجع تسامحني وبرجع ازعلها بس مش قادر لما بغير ما بشوفش "
آلمها قلبها له وهمست بحنان " أي حد بحب بغير على حبيبته بس ردة الفعل بتختلف سكتت قليلا ثم نظرت له وهمست " هل الغيرة ده سبب غلط في سلوكها "
أجاب باستنكار " لا طبعا شام دي بثق فيها أكتر من روحي أخلاقها مافش زيها "
ابتسمت وتابعت " يبقى ما يحقش ليك تتعصب عليها بسبب حاجة هيا مالهاش يد فيها سيب الغيرة تاكل فيك بدون ما تضرها هيا "
نظر لها بعدم فهم لتكمل وهي تمسك يده بحب " مرة وقفت مع عميلنا عندنا وكانت بصاته مش كويسة وكان آسر جاي يوصلني مسك ايدي وخرجنا بهدوء وكان ساكت وصلنا وكان المفروض نسهر او نتغدى بعد نهائي عني لغاية ما هدي ولما رجع سألته في ايه قالي انه بعد يخرج عصبيته وغيرته بعيد عني عشان ما يأذنيش يعني لما تغير عليها ابعد خالص وارجع اما تهدى تكلم معاه قولها بتغير من ايه وهيا انا متأكدة هتعمل المستحيل عشان تراضيك ماشي ي حبيبي "
سكت يفكر في كلامها معها كل الحق قامت تحضر مشروب ليرن هاتفه
"ايه اللي حصل بينك وبين مراتك "
همس بعصبية " لو سمحت يا بابا ماحدش يتدخل دي حاجة بيني وبينها "
ضحك بسخرية ورد " أوعدك مش هتدخل ووريني هترجعها ازاي "
قام من مكانه بأنفاس مهدورة " أرجعها ؟؟ يعني ايه "
أتاه الرد بحدة " مراتك بتنز.ف في المستشفى وباباها لحقها في آخر لحظة وقالي نجوم السما أقرب لابنك من بنتي بعد النهاردة "
سقط الهاتف من يديه وكل ما يفكر به هو كلمة مستشفى هل حبيبته أصابها مكروه ركض بسرعة الرياح وقلبه كاد يقفز يسبقه حتى وصل المستشفى يسأل عنها وجد والدها عالباب ووالده ووالدته اقترب بخطوات ثقيلة وهمس " شام مالها "
وكأنه كان ينتظر أن يسمع صوته حتى ينقض عليه ويمسك بقميصه ويزار بحدة " ليك عين تيجي بعد اللي عملته انت ايه ايه "
سيف بدموع " حقك اعمل اللي انت عايزه بس طمني عليها وحياة حبيبك النبي "
علي بجنون " أطمنك عليها حاضر هطمنك مراتك كانت حامل وأجهضت من الزعل وجوة في العمليات بتعمل تنضيفات هاااا اطمنت "
دارت الدنيا من حوله حتى شعر بدوار شديد ووجهه أصبح شديد الاحمرار همست بأنفاس متقطعة " هيا مين اللي أجهضت هيا كانت حامل انت بتقول كدة عشان توجعني مش كدة بص انا حرمت بس قول انك بتقول كدة عشان توجعني بالله عليك ما تحرق قلبي كدة "
دفعه حتى اصطدم بالحائط وسط شهقات اسراء التي يمسكها يوسف ويشاهد ما يحدث بصمت ليكمل علي بدموع " وقلبي اللي تحرق على بنتي بنتي اللي أغلى من روحي بعد أما انطفت وبقت خايفة طول الوقت وانا اقولها في ايه تقولي ما تقلقش يا بابا لغاية ما شوفت جنونك في الكاميرات النهاردة "
سكت قليلا وبكى ثم تابع " شوفتها أما ترعبت وجريت وهيا حامل جريت من الخوف وبعدين كلمتني تقولي الحقني يا بابا لقيت البيت متكسر وهيا بتنز.ف على الأرض والباشا سايبها بعد أما رعبها وخرج كنت مستني ايه من بنت رقيقة زيها عمرو ما حد زعقلها او زعلها دي كانت حبيبة جدها وجدتها خالها عمر جوز خالتها زين اخوها مصطفى "
بكى أكثر وأكمل " وكانت روحي من جوة كنت مستحيل اعمل حاجة تزعلها تيجي انت تعمل فيها كدة ايه اللي يجبرني استحملك يا أخي تولع انت وحبك وبنتي دي تنساها انت سامع "
أما هو كان يستمع لحقارته وقسوته بكل قهر يتذكر كيف كانت ترتجف وهو يكسر البيت وكيف وضعت يدها على بطنها تذكر أنها كلمته يلحقها وهو لم يجب ركع على ركبتيه ينتحب بشدة على ما فعله بتلك الرقيقة التي استحملته حتى انهارت وكانت الضحية هيا ... هيا وابنه الذي تمناه منذ أن رآها
ركضت له والدته تضمه وتبكي بشدة وهيا تحاول تهدئته ليقول ببكاء " شوفتي ابنك عمل ايه في حبيبته يا ماما شوفتي ابنك وحش ازاي والنتيجة ايه خسرتها يا ماما قوليلهم عمري ما كنت أقصد كل ده قوليلهم انها روحي بلاش يعاقبوني كدة عشان خاطري يا ماما والله ما أقدر أعيش من غيرها والله العظيم مش هأعمل كدة تاني مش هزعلها في عمري "
كانت تبكي عليه وليس بيدها شئ تفعله اقترب منه يوسف وهمس بحنان " اجمد يلا انت راجل حارب عشانها شوف تستاهل قد ايه انك تتعب عشانها وعشان ترجعها لحض.نك"
همس بلهفة وهو ينظر لأبيه " تستاهل عمري يا بابا مستعد أقضي عمري كله أتأسف ليها ولباباها بس ترجعلي "
يوسف بهدوء " الموضوع مش بسيط انت هتتعب بس ان شاء الله كل حاجة هتتحل خلينا نطمن عليها الاول "
خرج الطبيب يطمئنهم ثم خرجت من العمليات أمام عينيه وهو غير قادر على الاقتراب كان وجهها شاحب وذابل وضع يده على فمها يعضها ندم فبسبب غبائه كان من المفترض أن تكون بين يديه الآن يحتفل بحملها لكنه الآن يراها من بعيد غير قادر على ضمها وطمئنة قلبه بقربها "
جلس علي بجوار ابنته يقبل يدها ودموعه تنهمر حتى بدأت تفتح عينيها وهيا تهمس باسم حبيبها الذي مهما فعل لن تكرهه أغمض علي عينيه بتعب وتمنى لو لم يعرف يوسف من الاساس حتى فتحت عينيها وهمست " بابي "
قبل جبينها بدموع وهمس " قلب وروح باباكي عاملة ايه يا حبيبتي "
تذكرت ما حدث وضعت يدها على بطنها وقالت بقهر " راح مش كدة "
أغمض عينيه بألم لتبكي هيا بكل صوتها وهيا " يارب ابني يارب كنت بحلم في اوي "
اهتز جس.دها من البكاء وهيا تدعو الله أن يصبرها ويهون على قلبها حتى أتى الطبيب وأعطاها المهدأ ..
بعد وقت خرج كاره الدنيا وذهب لحبيبته يطمئنها فهيا تتصل به وهو لا يجيب ويجلبها تقف بجوار ابنتها..
وبمجرد خروجه دخل غرفتها ودفن رأسه في عن.قها وبكى بقوة حتى جرح صوته وهو يهمس بكل كلمات الأسف والندم..
سحبها لحض.نه واعتصرها وهو يلوم نفسه ويلعنها حتى فتحت عينيها وهمست بين اللاوعي ' سيف "
نظر لها وقال بألم " جمبك يا قلب سيف "
هبطت دمعة من عينيها وقالت " ابننا يا سيف "
وضع يده على فمه حتى لا يصرخ ثم همس " ان شاء الله ربنا هيعوضنا يا حبيبتي المهم انتي كويسة ده المهم "
نظرت له قليلا ثم تذكرت كيف كسر البيت فوق رأسها لتهمس بهدوء " هيعوضنا ازاي بقى "
نظر لها وهو يبتلع ريقه لتكمل هيا بنفس الهدوء " هأخرج من هنا على بيت بابي وكل واحد يروح لحاله "
زادت وتيرة أنفاسه وقال كأنه لم يفهم " يعني ايه "
أجابته بكل هدوء رغم غصة قلبها واعتراضه بشدة على كلامها " يعني تتطلقني "
****
أمسكت الشريط بيد ترتعش فهيا بين نارين تتمنى أن تكون حامل لتنجب له الولد وتتمنى لا حتى لا تحزنه لأنها لا تعرف ردة فعله ...
لكن الشريط ظهر به خطين لتفرح بشدة وتخاف أيضا دخل بيته ليلمح بيدها الشريط وقد فهم لانه يحفظ موعد عادتها التي تأخرت ليهمس بهدوء " ايه ده "
شهقت بخوف وسقط الشريط منها وهو ينظر لها فقط لم تفهم نظراته كانت نظراته نظرات لوم وألم انها لم تختاره ونظرات رعب من مجرد التفكير أن تتعرض لما تعرضت له قبل ذلك فاجئها رده بكل هدوء وهو يقبل جبينها " مبروك "
أمسكت يده وهمست برجاء " آسر "
أشار لها أن تسكت وهمس " الكلام ما منوش فايدة انتي اخترتي "
دخل غرفته ينام لتقف وتهمس بحنان " طيب مش هتتغدى"
رد ببرود " مش جعان هنام"
نام وتركها تخرج تبكي لقد شعرت بنبرة صوته بالقهر لامت نفسها وتمنت لو تكلمت معه اكثر حتى اقتنع ....
اما فأغمض عينيه يرجو ربه أن لا يختبره بها وأن يتمم حملها على خير رغم حزنه الشديد منها لكنه عاشق وليس على العاشق حرج....
بعد وقت ارتدى ملابسه وخرج بهدوء قبل أن تتكلم لتعود بالبكاء وهيا تسب نفسها وتلعنها ..
أرسلت له رسالة صوتية وهيا تبكي " ما تعاقبنيش بانك تخاصمني لأني ما أقدرش أعيش من غيرك أنا عملت كدة عشانك عشان بابا ماهر ما يلومكش عشان نفسه في ولد لكن انت عندي بالدنيا ومافيها آسر وحياتي ما تخاصمني انا هفضل من غير أكل لغاية ما تيجي تصالحني ايوة انت اللي هتصالحني عشان انت خاصمتني "
لم يستمع لرسالتها لكن معاملته كانت جافة يومين عاقب نفسه قبلها كم اشتاقها كيف استطاع أن يبتعد كل هذه المدة لكن كلما تذكر أنها ضربت خوفه ورعبه عليها عرض الحائط يقسى قليلا..
كان يغادر دون أن يأكل معها او يختلط بها حتى وصلت رسالة على هاتفه من عمله فرأى رسالتها شهق عندما تخيل انها لم تاكل ركض لأحد المحلات وطلب كل الأكل التي تحبه دخل البيت وجدها تجلس تضع يدها على رأسها تشعر بالضعف همس بصوت حاول أن يكون باردا عكس لهفة قلبه " ماسة يلا عشان نتغدى "
رفعت رأسها قليلا تنظر له ولم تجب ثم قامت تريد أن تذهب غرفتها أمسك يدها وهمس بهدوء " هو مين اللي زعلان بالضبط "
ابتسمت بسخرية وهمست " لما تقدر يومين تبعد عني أيا كان السبب يبقى مين اللي يزعل "
سحبها تجلس ووضع الوجبات أمامها وقال بهدوء " كلي يا ماسة "
أغمضت عينيها تهبط دموعها لتهمس بلوم " قدرت يومين تبعد عن حض.ني امال بتحبني ازاي "
جلس أمامها وهمس " ولما تعيشيني 9 شهور رعب يحقلي أزعل ولا لا "
ردت بحدة وهيا تبكي " لا ما تزعلش مني شو ما أعمل مش بتحبني يبقى ما تزعلش "
رفع حاجبه وقال بغيظ " لا والله "
ماسة بقوة " أيوة ويلا صالحني "
آسر بعدم تصديق " أنا اللي أصحالك "
ماسة بتأكيد " أيوة عشان تخاصمني انا زعلت فاتفضل صالحني '
خبط جبينه بسبب قيلة حيلته وقال " طيب ي ستي حقك عليا "
هزت رأسها برفض وقالت " لا ما عجبنيش الاسف ما حستش بيه"
آسر بغيظ " هو أنا لو ضربتك دلوقتي هيحصل ايه لا والله ما يحصل حاجة "
اقتربت منه حتى أصبحت تتنفس أنفاسه وقالت بدلال " اتفضل اضربني "
ابتلع ريقه من رائحتها التي اشتاقها وعينيها التي يغرق بها فقال بهدوء عكس انهياره " كلي يا ماسة بلاش توقعي من طولك "
هزت رأسها وهمست " تؤ قولي كلي يا حبيبتي يا روحي يا كل حياتي "
هز رأسه وقال بتيه " كلي يا حبيبتي يا روحي يا كل حياتي "
اقتربت أكثر وهمست " وحشتني "
لهنا وانهارت كل حصونه تلك الجنية التي يعشقها أكثر من أي أحد كان يظن أنه يستطيع أن يخاصمها ويبتعد لكن هيهات فيومين فقط كاد يجن بها اقترب ينهل وينهل من حلاله حتى تركها رأفة بها وهمس بصوت متحشرج " أعني ايه حاولت أخاصمك وابعد ما قدرتش يومين عاقبت نفسي فيهم "
همست بدموع " حقك عليا يا حبيبي والله عملت كدة عشانك "
همس بشغف " تعالي كلي عشان لسة مشتاق اوي "
****
في مكان آخر كان هناك من يحترق بنار الندم وآخر بنار البعد ..
كانت تحاول طوال الوقت التقرب منه والأكل برفقته كان يقابلها بكل جفاء وبرود بقي شهر فقط أما أن ترجعه لها أو أن الطلاق واقع لا محالة ..
ارتدت ولأول مرة قميصا جعلها فاتنة لأقصى درجة وتجهزت كعروسة ربما ذاك القرب يجعله يحن ..
دخل الغرفة ليتفاجأ بها وبهيئتها التي ولأول مرة يراها بها ابتلع ريقه وحاول أن يذكر نفسه بكلامها وخصامه لكن توقف عقله عن العمل..
اقتربت منه كثيرا وهمست برجاء " عارفة أنه كلها أأقل من شهرين ويمكن ... بس عايزة نخلي ذكرى حلوة نفتكر بعض فيها "
أمسكت يده تقربه لها وهو يحاول أن يقاوم ويبتعد لكن كيف فقط اشتاقها لأقصى درجة وهيا أمامه جميلة حد الفتنة ..
لفت يدها حول عنقه كدعوة منها فلم يستطع يشعر بنفسه الا وهو يغوص في عالمها الذي ولأول مرة يشعر أنها تحاول أن تبادله عشقه كانت أجمل ليلة قضاها برفقتها حتى فاق لنفسه ولعن ضعفه تركها تنام بتعب وخرج لغرفة أخرى يلوم نفسه كيف سيبتعد وهو لم يستطع ابعادها قبل قليل حتى نام
فاق من نومه وارتدى ملابسه يذهب لجامعته ليجدها قد جهزت الفطور وهمست برقة " مش هتفطر "
نظر لها قليلا كم هيا جميلة رغم أنه شاهد أجمل منها بكثير كم تخطف قلبه همس بهدوء " متأخر "
أمسكت يده وسحبته يجلس وقالت وهيا تسكب الشاي " عشر دقايق بس "
جلس يأكل بهدوء دون النظر له وهيا تتأمل هيئته ووسامته وكلما تذكرت أمس تذوب خجلا وسعادة لا والله لن تبتعد مهما حدث ..
كانت خلال شهر كامل تحاول كل المحاولات لجعله يرضى وربما يسامحها لكن هل يفيد الميت الأسف .
استيقظت وجهها شاحب وتستفرغ بشدة جعلت قلبه يرتعب قليلا عليها وقبل أن يسألها كانت استسلمت لتلك الدوامة السوداء وسقطت في أحض.انه..
في ثواني كان بالمشفى ينتفض قلقا عليها حتى استمع لآخر خبر توقع سماعه " لا تقلق هذا طبيعي لأي فتاة في بداية حملها "
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
( رواية سيف القاضي )