جديد

روايه سيف القاضي الفصل الثالث والثلاثون بقلم اسراء شويخ

 روايه سيف القاضي الفصل الثالث والثلاثون 

 بقلم اسراء شويخ






" انا مصطفى ما كانش في خطتتي اصلا كان بس عشان مامي توافق أفضل هنا مش أكتر فمعرفش بعد السنة دي هيحصل ايه لسة "

رفعت رأسها لتجد ذاك الذي ينظر لها فقط د.بحته دون رحمة ماذا فعل لها حتى يجد كل هذه القسوة .. 

كانت ملامحه لا توحي بأي شئ فقط قلبه لو دخلت قلبه لوجدت نز..يف بعد انف.جار هائل .. 

أغمض عينيه يأخذ شهيقا وسفيرا عندما شعر أنه سيموت اما هي فمنذ رؤيته وتأكدت أنه سمعها دق قلبها يعنفها على غبائها فهي كسرته بل دمرته بعد كلامها وهو لا يستحق ذلك فهي حنونة ولكنها انفعالية عنفت نفسها لكن هل يفيد القت.يل الندم بعد د.بحه ... 

انسحب بهدوء ودخل غرفته يستسلم لنوبته ولأول مرة تأتيه النوبة وعقله واع تماما يلومه على كل ما مر به تنازل كثيرا عن كرامته وحياته فقط كانت هيا محور كل شئ اهتمامه الأول والاخير وماذا وجد في المقابل اهانة ذل وفي الاخر كسرته دون رحمة .. 

كان يتشنج وعينيه تزرف دموع .. دموع وجع وحسرة فكان يعيش على أمل أن تحبه يوما .. سنوات تحمل منها كل انواع التجاهل والاهانة بقصد او بدون قصد ماذا قابلت ذلك .. 

استمرت نوبته فترة حتى استطاع النهوض سيعود مصطفى كما كان قبل ان يراها بشخصيته وثقله يستغرب نفسه أنه كان لا يتحمل كلمة اي مكان يكون فيه ان شعر انه غير مرغوب او سمع كلمة ليست على هواه ينسحب ولا تستطيع ان تراه مرة اخرى او تبرر له ذلك .. ثقيل هادئ رزين عقله يزن بلاد ماذا حدث لينقلب حاله هل بسبب قلبه سيقتلعه ويرميه لن يذل بعد الآن حتى لو ستكون نهايته كنهاية بطل الرواية وهي المووووت فهو يراه الآن أهون من الذل .. 

قام بالاستحمام وخرج دون أي كلام يفكر كيف يتصرف سينسحب بهدوء يكفي حتى الآن.   

عاد البيت في وقت متأخر كانت تنتظره ولأول مرة تمشي ذهابا وايابا حتى سمعت صوت قدومه ركضت له وتوقفت أمامه كانت قد جهزت كلام تريد تبرير ما سمع لكنها لم تستطيع.. 

لاحظت اختلاف نظراته لم تفهم تلك النظرة اقترب منها بهدوء وهمس " يمكن حسبتها غلط بس هكون معاكي راجل للآخر ومش هخلف وعدي وهكمل معاكي السنة دي وننفصل بهدوء وبتمنى بعدها تلاقي اللي تحبيه ويحبك "

غصة مريرة أصابتها بسبب شعورها بالألم بنبرة صوته فتحت فمها تريد الكلام أشار بيده أن تسكت واكمل " مافيش داع تبرري انتي صح انا اللي غلط كان لازم أعرف انه دي آخرتها ربنا يسعدك يا بيسان دلوقتي ما تفكريش في حاجة غير تخلصي السنة اللي فاضلالك بنفس التفوق "

قال جملته وانسحب بهدوء الى غرفته وتركها تبكي لا تعلم لماذا لكن لم تكن تريد أن تصل الأمور لذاك الحد حتى لو كانت تريد الانفصال لم تكن تريد بتلك الطريقة فهو لم يؤذيها يوما .. 

دخلت غرفتها تكمل دراستها لكن بعض وقت شعرت بصداع بسبب أنها لم تشرب النسكافيه كما اعتادت كان هو يحضره لها .. 

وضعت قلمها وشردت قليلا 
فلاش باااك 
دخل لها الغرفة في كوبها المفضل وهمس بحنان " تأخرت عليكي كنت بكلم رحوم "

أمسكته بلهفة تشربه وقالت باعجاب " ماحدش بيعمله زيك بجد بتعمله حلو اوي "

اقترب منها وقال بحب " بيتعمل بحب عشان كدة "

توردت وجنتيها ووضعت يدها على رأسها بسبب الصداع اقترب منها وبدأ تدليكه بحنان شديد حتى استكانت بين يديه وهدأ كثيرا .. 

رفعت رأسها تشكره ليتولى هو القيادة عندما اقترب منها بعشق شديد 
باااك 

تركت الدراسة وخرجت وجدته يدرس فهو قد قدم للدكتوراه أيضا .. 
دخلت المطبخ وهمست بابتسامه " هعمل نسكافيه اعملك حاجة معايا "

رد دون أن يرفع رأسه " لا لسة شارب متشكر "

نظرت للكأس بجواره قد شرب ولم يجلب لها وضعت الكأس وذهبت للنوم وهي تهمس لنفسها " كنتي مستنية ايه تستاهلي "

كان الجو بارد حاولت النوم لم تسطيع تذكرت كيف كان يضمها حتى تكاد تدخل ضلوعه حتى تدفأ .. 

انتظرت قدومه لم يأتي خرجت لم تجده في الصالة مشت قليلا ناحية الغرفة الأخرى وجدته ينام حتى أنه لم يذهب ليلقي نظرة عليها .. شعرت بخصة داخلها لا تعلم سببها انسحبت بهدوء وعادت للنوم.. 

أما هو فقط هبطت دمعة من عينيه يريد حض.نها قربها رغما عنه لم يستطع كرهها كل ما يفعله رغما عن قلبه الذي بدأ يصفعه بشدة رافضا كل أفعاله لكنه سيتمرد عليه مهما كلفه الأمر 

**** 
حياة اشبه بالجنة تلك الحورية ومعها بناتها كانوا أجمل هدايا القدر .. 

اقتربت منه وهمست برقة " سرحان في ايه "

ابتسم وهمس بحب " بحاول أفتكر عملت ايه في حياتي عشان ربنا يكرمني فيكي بعدها في بنتين نسخة منك اخدوا قلبي عشان عايز أكتر من الخير ده "

همست بحزن مصطنع " أخدوا قلبك يا سي آسر طيب مبروكين عليك "

سحبها تسقط على قدميه وقال بعشق وهو يدفن رأسه يشتم عبيرها " هما خدوا قلبي عشان شبهك انتي خدتي روحي "

هزت رأسها برفض " روحك وقلبك وكل حاجة ملكي انا "

ضرب لها تعظيم " تمام يا فاندم "

اقتربت منه بشغف وهمست بدلال " قولتلي عملت خير وكنت انا المقابل كتر من الخير عشان نجيب الولد بقى "

تغيرت ملامحه وهمس بجدية " تاني يا ماسة "

ماسة بتعجب " هو ايه اللي تاني "

قام من مكانه وقال بهدوء " أعتقد تكلمنا قبل كدة وقولتلك كفاية عندي البنتين مش عايز ولد "

ماسة باستنكار " مش فاهمة يعني انت كنت بتتكلم جد أنا افتكرت عشانهم صغيرين لكن دلوقتي بقى عندهم ٤ سنين جه الوقت اللي نخلف تاني "

نظر لها باستنكار " نخلف تاني نسيتي حصل ليكي ايه "

ماسة بهدوء " يا حبيبي مش دايما بيحصل كدة دي كانت صدفة "

رد بحسم " وليه أجاذف بيكي انتي فاهمة هجاذف في ايه عشان الواد هجاذف بروحي مستحيل "

اقتربت منه بحب " آسر نفسي في ولد شبهك عشان خاطري "

قبل جبينها وهمس بألم " خاطرك اغلى من روحي بس مش هضحي بيكي عشان أي سبب '

فتحت فمها لتتكلم سألها بحسم " أنا ولا الولد" 

سكت قليلا فسألها باستغراب " ايه السؤال صعب "

هزت رأسها وقالت بضيق " لا السؤال غبي عشان عايزة الولد عشانك عشان يحمل اسمك " 

اقترب منها بلهفة وقال بحب " مش عايز انتي كفاية عندي ماسة لو الولد ده ولادته فيها خطر عليا هتعملي ايه "

سكتت ولم تجب رفع رأسها وهمس " جاوبي "

ماسة بدموع " خلاص مش عايزة كفاية انت وبناتي ربنا يخليكم ليا "

تنهد بارتياح وهمس برجاء " ياريت ما تفتحيش الموضوع تاني وما تعيطيش اعتبريني ما بخلفش يا ستي عملت حادثة وبطلت أخلف "

شهقت بخضة " بعد الشر عنك "

أجابها بجرئة " أنا قولت أخلف اما حاجات تانية تعالي أقولك كيف بدأ الخلق "

ضحكت بدلال ليوقفه صوت دقات الباب تركها وذهب ليفتح كان صديقه يحيى ابتسم آسر بسعادة " حبيبي وحشتني جت امتى "

يحيى بابتسامه " من يومين استنيك تجيني بس انت زبالة "

ضحك عليه ودخل الاثنين بعد ان ذهبت ماسة ترتدي اسدالها جهزت القهوة وأدخلتها .. 

ماسة برقة" تفضلوا "
آسر بحب وهو يجذبها لحض.نه " اعرفك ماسة مراتي .. نظر لماسة وده بقى يا روحي صاحب عمري "

رفع يحيى رأسه يحيها ليشعر بسهم عينيها العسلي اخترق قلبه الذي دق بشدة كما لم يدق من قبل 
***

لم تتغير غيرته ربما زادت لكن ما يخفف عنها هو حبه لها فهو اذاقها السعادة أشكالا وألوانا وكلما حزنت بسبب غيرته وجدت طوفان من الحنان والحب .. 

دخل البيت برفقتها وهي كانت تتجهز لحرب جديدة لتتفاجأ به يهمس بهدوء " مافيش شغل تاني "

نظرت له ظنا أنه يمزح لكن عينيه تخبره بجدية كلامه هزت راسها باستنكار " مستحيل اكيد بتهزر "

اقترب منها يحدق داخل عينيها " لا ما بهزرش أنا النهاردة كانت هتوصل اني أأقت.ل لما سمعته بيقول عنك بطل ده واحد من المليون اللي في المركز  وفي الصيدليات اللي بتروحيها "

ضربت كفيها ببعض وهمست وهي تستغفر " سيف عشان خاطري بلاش جنانك ده ايه هتحبسني "

أجابها بحدة " اه لو حكمت هحبسك وهحطك في قلبي مافيش مخلوق يلمحك "

مسحت وجهها بنفاذ صبر وقالت " يا حبيبي البلد مليانة اجمل مني بمليون مرة مافيش وحدة جوزها منعها تخرج من البيت عشان خاطري اهدى واعقل "

ابتسم واجاب بهدوء " ما تحاوليش قرار وخدته مش هتشتغلي تاني " 

تركها وانسحب وهي تنظر له بجنون أهكذا بهذه البساطة ماذا عساها تفعل .. 

صعدت له اسراء تطمئن عليها وجدتها تبكي بشدة اقتربت منها بقلق وهمست" في ايه في حاجة بتوجعك "

هزت رأسها وقالت بدموع " مافيش مصدعة شوية "

مسدت على شعرها بحنان أم وهمست " سيف مزعلك بأيه "

شام بألم " مش عايزني أشتغل تاني "

رفعت راسها بصدمة وهمست وهي تمسح وجهها بنفاذ صبر " لا ده اكيد تجنن انتي اهدي كدة واعقلي واكيد باباكي مش هيرضى بكدة ما تخافيش علي في ضهرك وانا ويوسف كمان "

استمع لتلك الجملة شاط داخله والدته تعبئ رأسها دخل لها وابتسم بصعوبة اقتربت منه وهمست بمشاكسة " ايه مزعل بنتي ليه ده انا أكلك "

أجاب بهدوء  " هتهدا ما تقلقيش "

اسراء بجدية " مش هتهدا طول ما الهبل ده في دماغك "

سيف بعصبية " أعتقد دي حياتي وأنا حر فيها ياريت ما تدخليش "

شهقت شام من كلمته اما والدته فعادت للخلف كأن الكلمة دفعتها للخلف ابتلعت غصة مريرة وهمست " عندك حق أنا آسفة "

انتبه لنفسه فهمس بندم " ماما أنا ... "

أشارت له أن يسكت وخرجت بهدوء 
شام بعدم تصديق " انت سمعت نفسك قولت ايه لمامتك انت مجنون "

دخلت غرفتها وهي تشعر بألم شديد في قلبها فالألم من حبيبك يكون مضاعف أمسكت هاتفها واتصلت على طبيبها 
أجاب بحب " وحشتني والله لسة هتصل بيكي "

أتاها صوتها بهدوء شديد " عايزة أسافر انا وانت وبس "

رغم محاولتها أن يكون صوتها طبيعيا لكنه ركض للخارج بسرعة شديدة وهو يهمس بقلق " مسافة الطريق يا حبيبي "

وصل لها بلهفة وجدها تضم نفسها اقترب منها لترمي نفسها في حض.نه دون دموع دون كلام .  

يوسف بلهفة " في ايه مين مزعلك طيب في حاجة بتوجعك '

رفعت رأسها واحتض.نت وجهه وهمست بعينين لامعة ممتنة " دايما كنت جمبي وحبيبي دايما كنت اول واحد الاقيك معايا عايزة أسافر انا وانت وبس "

هز رأسه بقلق " حاضر هأحجز حالا بس قوليلي مالك "

هزت رأسها وهمست برجاء " ينفع ما تسألنيش مالي "

هز رأسه مؤقتا وجذبها لحض.نه يضمها بقوة حتى نامت .. سمع صوت دقات الباب وجد سيف ينظر له ابتلع ريقه وهمس " عايز أقابلها '

ضيق عينيه وقال بترقب " ليه '

سيف بندم " ما كانش قصدي ازعلها "

سكت قليلا ثم همس بهدوء شديد " تزعلها انت زعلت امك زعلت مراتي "

سيف بندم " والله ما كانش قصدي "

صرخ به بجنون  " ما كانش قصدك كل واحد يجي يزعلهالي شويا ويقولي ماكانش قصدي ياريتني ما خلفتكوا يا شيخ ياريتني كنت عقيم ولا جيتو تنكدوا عليا هاخدها وأسافر ارتاح من قرفكوا "

قال كلامه ودخل الغرفة وأغلق الباب بوجهه وضع رأسه على الباب بتعب ليأتيه همسها " يوسف "

التف لها بلهفة وهمس بحنان " صوتي صحاكي أنا آسف يا روحي "

اسراء بابتسامه " عايزة أنام في حض.نك '

كانت لهجتها غريبة اقترب منها وضمها وهمس " حبيبتي أنا آسف بالنيابة عن الدنيا كلها "

رفعت رأسها ونظرت له وهمست " أنا أحلى حاجة حصلتلي في حياتي هيا انت كنت دوا لكل وجع رغم اني وجعتك كتير .. سكتت قليلا وهمست " حاسة اني "

ذهبت أنفاسه ووضع يده على فمها وهمس برجاء " اسكتي وكفاية كلام نامي أحسن "

اسراء بابتسامه " كله مقدر ومكتوب ما تزعلش يا يوسف والله بحبك اوي "

دفنت نفسها في حض.نه وهو همس برعب شديد " انت بتتكلمي كدة ليه "

رفع رأسها ليجدها أغمضت عينيها بسلام همس بأنفاس متقطعة " اسراء انتي نمتي "

وضع يده على أنفها ليجد التنفس متوقف نظر له قليلا ليتأكد من منظرها أنها غادرت والى الأبد.. 

لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-