جديد

رواية سليم ومنه (كاملة جميع الفصول) بقلم منه ممدوح

رواية سليم ومنه (كاملة جميع الفصول) بقلم منه ممدوح 










رواية سليم ومنه تحت التهديد الفصل الأول 



 - يا بنتي سليم رجع من السفر! 


 رديت ببرود_ما يرجع اعمله ايه يعني! 


  - جوزك!


  صحّحت بنفس البرود وأنا بقاوم الغصة اللي في قلبي- على الورق، جوزي على الورق


  - يا منة... 


  قاطعتها_متحاوليش يا سميرة، أنا عمري ما اعتبرت سليم جوزي، ولا هو اعتبرني مراته، يعتبرني مراته ازاي واللي بينا ورقة عرفي من وأنا عيلة مكملتش 14 سنة!


  - في الأول والأخر جوزك.


  ابتدت العصبية تظهر على وشي، فقومت اتحركت بغضب وأنا بزعق_قولت ميت مرة على الورق، أنا مش متجوزة، ولا عمري هعترف بالجوازة دي مهما حصل


كملت بعد ما وقفت قصادها وهي بتراقبني بضيق_لو مش عايزة تخسريني، وتخسري ورقتك الكسبانة، متفتحيش الموضوع ده تاني نهائي معايا، كفاية إني قابلة القاعدة هنا وسط الناس دي بسببك بس! 


_الناس دي يبقوا...


_يبقوا ايه يا سميرة؟ يبقوا إيه يا مرات أبويا؟


متخليناش نفتح في القديم، متخلينيش افكرك باللعبة اللي دخلتيني فيها وأنا عيلة مش فاهمة حاجة


وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها بجمود_لو سمحتِ، كفاية


مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني، كفاية القرف اللي بحسه ناحية نفسي إني رضيت ادخل في لعبة قذرة زي دي، لو سمحتِ سيبيني لوحدي. 


بصتلي بحزن وضيق وخرجت، ورجعت أنا اترميت على السرير ببكي بقهر، مين تطول يبقى اسمها مقرون باسم "سليم الشهاوي"؟، مين تطول أصلًا تدخل في عيلة زي دي! 


بس للأسف أنا دخلت فيها بابشع الطرق، دخلت في لعبة مش مدركة خطورتها وأنا لسة طفلة مش فاهمة حاجة ولكن اغرتني الفلوس والجاه و... هو! 


سليم! 


فارس أحلام أي بنت،


واللي كانوا من ضمنهم أنا


وازاي مقعش في حبه وهو مفيهوش عيب وأي واحدة تتمناه! 


ورغم إني مشوفتوش من ٦ سنين تقريبا وتحديدًا من يوم كتب كتابنا المشؤوم،


بس عمري ما بطّلت أتابع أخباره من بعيد لبعيد، ولقيت نفسي بكبر وهوايا ناحيته بيكبر معايا، عدِّيت طفولتي ومراهقتي وشبابي، وأنا قلبي بينبض باسمه... سليم


القريب البعيد، رغم قرب اللي بينا، إلا إن فيه بينا مسافات بعيدة، بعيدة جدًا وملهاش آخر.. 


رجعت بذاكرتي لـ ست سنين ورا، تحديدًا في القصر، كان عمري ١٤ سنة، طفلة طموحة بتحلم بالفارس المغوار اللي هياخدها على الحصان الأبيض زي أميرات ديزني، كانت كل أحلامي إن يبقى عندي هدوم كتير وكل حاجة أعوزها تكون مُجابة، ولكن كنت في أسرة بسيطة عايشة وسط رخاء، ورغم إن حالتنا مكانتش تحت أوي بس كان دايمًا فيه فرق بين طموحي واللي أنا شايفاه، وبين اللي أنا عايشاه. 


كان بابا بيشتغل في شركة والد سليم، وسميرة برضه مرات بابا اللي اتجوزها بعد وفاة مامتي، كانت كبيرة الخدم هناك، مسئولة عن كل حاجة، ولكن مش بتمد إيدها في اي حاجة، بتدي أوامر وبس زيّها زي الهانم، بس كان عندها طموح أكتر من كدا، لكن طموح... على حسابي!


ولإن بابايا ومراته شغالين مع العيلة، فكنا مقيمين في أوض في القصر، ولكن رغم إننا يعتبر عايشين معاهم، إلا إنه كان فيه فرق دايمًا.. 


كان الوقت متأخر، الساعة كانت ١ بالليل تقريبا،


لقيت سميرة بتتحرك من جمبي على السرير بهدوء،


صحيت ببص ناحيتها باستغراب وأنا بفرك عيوني العسلي بنعاس فلقيتها بتخرج من الأوضة،


اتسحّبت وراها باستغراب وأنا كُلي فضول، لحد ما لقيتها واقفة تحت معاه، سليم! 


كأي بنت طبيعية مكانش ينفع أشوف سليم شخص عادي، كان بالنسبالي حلم، حلم بعيد جدًا.. 


سمعتها وهي بتكلمه، وكانت لهجتها فيها تهديد شوية_هو ده شرطي، ولكن لو أخليت بالاتفاق ده أنا مش هتردد أروح وأحكي لأبوك وعيلتك كل حاجة، صدقني مش هتردد يا سليم وأنتَ عارفني كويس!


كان وشه وعيونه حمر، وعروقه نافرة بغضب واضح، ولكن كان باين عليه الإنكسار، نزل وشه في الأرض واتكلم بغضب مكتوم_إزاي بس! 


استحالة يوافقوا على حاجة زي دي وأنا وأنتِ عارفين السبب كويس! 


وقتها ضحكت بخبث وقالت_وأنا عندي الحل، هو هيحصل شوية دوشة، بس مفيش حاجة تضمنلي إن هيحصل اللي عايزاه غير ده..


رفعت راسها في اللحظة دي ليا، وندتني بنبرة حنينة غريبة_تعالي يا منة، تعالي يا حبيبتي واقفة كده ليه؟!


نزلت ليها وأنا ببصلهم الاتنين باستغراب، ولكن نظرات سليم ناحيتي كانت غضب، وكره وحقد كله ناحيتي، كانه بيتوعدلي


بلعت ريقي بتوتر، فقالت_إيه رأيك في سليم؟


نقلت نظراتي بينهم بتوتر_يعني إيه يا سميرة؟


_تحبي يكون سليم جوزك، وتبقي صاحبة القصر ده، عندك عربيات وخدم وفلوس وهدوم كتير، وكل حاجة أنتِ عايزاها


لمعت عيوني بدهشة، الحقيقة العرض كان مغري جدًا، سليم اللي يبقى حلم كل بنت هيبقى جوزي، وكمان كل الأملاك دي هتبقي ليا! 


هزيت راسي بسرعة بابتسامة عبيطة، فزفر هو بصوت عالي وكإنه مخنوق ومكانش طايق الوضع، ولإني اصغر من إني أفهم التفاصيل اللي بتدور فمعلقتش، بس لاحظت ابتسامة سميرة اللي زادت، مالت ناحيتي وحطت إيديها على كتفي وبنبرة أشد خُبث_يبقى تنفذي كل اللي هقوله ليكي، ومن غير اعتراض أو اسئلة كتير...




غمضت عينيا بألم ودموعي بتنزل غصب عني، اتنفضت من على سريري ووقفت أبص في مرايتي وأنا بهز رأسي بعنف ورافضة افتكر أكتر من كده،


طول الـ٦ سنين دول مش شايفة نفسي غير مسخ،


حقيرة،


مادية واستغلالية


ورّطت شخص بيا لمجرد إني عايزة أحقق أحلامي على حسابه


وفعلًا حقّقت جزء من أحلامي، عيشت في دور خاص بيا لوحدي في القصر متكامل من ناحية كل حاجة،


كملت تعليمي وأهو بقيت في كلية فنون تطبيقية،


عندي عربية وفلوس وهدوم كتير زي أحلام الطفولة،


ولكن قصاد كل ده خسرت حاجات كتيرة


اوِّلهم احترامي لنفسي.. 


في اليوم ده مقدرتش أنام، فكرة إن الفاصل بيني وبينه بس شوية حيطان مهلكة، رغم إني معرفش تفاصيل كتيرة جوا القصر لانفصالي عنهم، بس خبر زي ده لازم يبقى منتشر ومهلك بالنسبالي، بعد سنين كتير مبشوفش فيها غير صوره، شوفته وهو بيكبر من بعيد قدام عيني، كل مدى ملامحه بتزداد رجولة، وبيزداد وسامه، وقعت في حب كل تفاصيله من بعيد، مبقتش متخيلة إني براقب جوزي زي أي واحدة ومليش الحق في إني أملي عيني منه. 


جوزي! 


حتى مفيش مرة قدرت أنطقها


ومقدرتش أفوق من الوهم ده،


وهم إن سليم ممكن في يوم من الأيام يتقبلني كزوجة ليه


اساسًا ده لو اتقبلني كـ انسانة بعد اللي حصل فيه بسببي أنا وجشع مرات بابا! 


كل الطرق بيني أنا وسليم مقفولة


وبما إنه رجع، فاللعبة قربت تنتهي وكل واحد هيرجع لأصله.


لكن هل أنا مستعدة؟


ممكن اكون مستعدة اتنازل عن كل الثراء اللي أنا فيه،


بس هل هقدر أتنازل عن حقي في سليم؟


اعتقد لأ


وحتى لو مش طايلة نظرة منه حتى


بس حِتة إن اسمي مكتوب على اسمه بترضي جزء من غروري


ونفس الحتة دي بتدمر احترامي لنفسي.. 


تاني يوم جهزت نفسي عشان أروح كليتي، نزلت لتحت، كان الدور اللي عايشة فيه منفصل عن القصر من جوا، كنت منبوذة، من الكل، حتى نفسي.. 


وفعلًا أنا مكنتش قد إني اواجههم كل يوم وأنا السبب في إن ابنهم بعد عنهم ٦ سنين كاملين!


عدِّلت من شعري الطويل البني بخصلات حمراء مايلة للاصفرار، كان لونه الطبيعي


غريب بشكل


ومميز! 


كنت لابسة كاچوال عشان يبقى مناسب للكلية، ولابسة شنطة باك فيها كل الادوات اللي هحتاجها.


وقفت استنى السواق وهو بيجيب العربية، وفتحت الشنطة اتأكد إن كل حاجة موجودة فيها، وللحظة لمحته.. 


خارج وماشي بهيبة رهيبة


بيتكلم في التليفون ومشغول فيه 


مكشر شوية، بيرفع إيده يعدِّل بيها شعره الاسود الناعم، وبيرجع يملس على دقنه النابتة


اتجمدت مكاني وحسيت إن روحي اتسحبت زي الغريق


ودقات قلبي بقت عالية بطريقة رهيبة


عينيا مركزة عليه


مش مستوعبة أنه قدامي فعلًا بعد السنين دي كلها!


حسيت إن شخصيته اتغيرت


من سليم الشاب المتهور اللي كان عمره ٢٠ سنة بس


لشخص بقى راجل متكامل بمعنى الكلمة


جذاب ووسيم وملامحه رجولية بشكل!


حسيت ببرودة وصلت لأطرافي لما لقيته بيقرب مني


اتوترت،


معقولة هيفتكرني؟


وإيه هيكون رد فعله بعد السنين دي كلها لما يشوف البنت اللي كانت السبب في شقلبة حياته وغربته قدامه؟


وللحظة لقيته بيعدي من جمبي


من غير ما ياخد باله مني حتى! 


ولكنه أخد روحي معاه


غمضت عيني بتلذذ وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي ملت المكان


مغرية ولذيذة، لايقة عليه تمامًا، متكامل في كل حاجة حتى ريحة برفانه! 


الحقيقة حسيت براحة مؤقتة، على قد ما قلبي وجعني إنه مقدرش يميزني، على قد ما ارتاحت لإني مكنتش قد المواجهة الحالية، ولا إني أقف قصاده! 


ولكن فرحتي مكملتش لما جه صوت عالي من جنبي وهو بيقول


_آسف على التأخير يا منة هانم


غمضت عيني وأنا بتمنى أنه يكون عدى وبِعد ومسمعش اللي اتقال، ولكن للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق، لأنه سمع فعلًا وقدر يميز الاسم اللي اتردد في دماغه، اتلفت بسرعة ناحيتي، وأنا واقفة مكاني برعب، ولكنِّي مقدرتش أقاوم فضولي واتلفت ناحيته عشان اتأكد، وللحظة اتلاقت عيوننا! 




كان أول لقاء بينا من سنين، بعد ما كبرنا وكل حاجة فينا اتغيرت حتى شخصياتنا واهتماماتنا، بس اللي متغيرش هو حبي ليه، لكنه بالعكس كان بيزيد مع الوقت.


ملامح الصدمة كانت باينة عليه، عينيه اللي وسعت وهو بيتأملني بدهشة واضحة من فوق لتحت، وأنا واقفة مكاني متجمدة مش قادرة أبعد عيوني عنه، قد إيه كان حلو بشكل من قريب!


دقات قلبي العالية كشفت عن عشقي وهوسي بيه، ولكنه كان حاجة شبه مستحيلة بالنسبالي. 


وقبل ما يتحرك ناحيتي كنت سيبته وجريت ناحية العربية.


_اطلع بسرعة يا عم سعيد اتأخرت


دخلت العربية وفعلًا قبل ما يستوعب كانت العربية اتحركت بيا، وأنا بتأمل ملامحه المصدومة من ورا الازاز الداكن، وكان جوايا خوف كبير من المواجهة اللي بعد كده.. 


مقدرتش أركز في محاضرات خالص، طول الوقت كنت قاعدة سرحانة فيه وفي عيونه الحادة، مكنتش أعرف إنه مجرد نظرة لثواني هتشقلب حالي بالشكل ده! 


ورغم الارهاق اللي كنت فيه بس رفضت أروح بدري عشان مصادفهوش تاني، وفضلت قاعدة في جنينة الكلية مع صحابي، اللي محدش فيهم عارف بإني متجوزة أصلًا، فما بالك لو متجوزة من سليم الشهاوي! 


وصلت أخيرًا البيت، اتحركت لجوا وأنا بتلفت حوالين نفسي بتطمن أنه مش موجود، وتقريبًا ماشية على أطراف صوابعي.. 


_بتهربي من حد؟


شهقت بفزع لما سمعت صوت رجولي جاي من مكان معين، اتلفت فلقيته واقف مربع إيديه وساند على الحيطة.


وقفت مكاني وفقدت النطق تمامًا، فقرب مني بخطوات بطيئة مهلكة وابتدت ريحته تداعب أنفاسي، لحد ما وقف قدامي وهنا ظهر فرق الطول اللي بينا، وكمل بنبرة موترة_حمدالله على السلامة يا زوجتي العزيزة..


 




رواية سليم ومنه تحت التهديد الفصل الثاني 2 بقلم منه ممدوح

_مالك، إيه اللي حصلك؟!


جري ناحيتي بسرعة وكان باين عليه الخوف والقلق، كنت واقعة على الأرض بتألم بعد ما اتكعبلت ونزلت برجلي على حجر حاد شوية، فاتجرحت رجلي وابتدت تنزل دم، غمضت عيوني ونزلت دموعي بألم غصب عني، فمسك هو رجلي واتفحص الجرح_اهدي، اهدي، متقلقيش حاجة بسيطة، خليكي هنا وأنا هروح اجيب بيتادين وشاش وقطن وآجي بسرعة. 


هزيت راسي بماشي من غير ما اتكلم، ومقدرتش أبطل بكا من الوجع، سابني وغاب لدقايق قليلة ورجع على طول، مال قدامي وبعدين شالني مرة واحدة، شهقت برعب وغصب عني لفيت دراعي حوالين رقبته وأنا ببص للأرض بعيون واسعة وبعدين بصيت لعيونه وهو بيضحك بشقاوة_هما بياكلوا أكلك ولا إيه؟ أنا قولت أنتِ أتقل من كده بسماجتك دي


ضحكت من وسط دموعي ونغزته_والله ما فيه أتقل من دمك!


ضحك وحطني على الكرسي اللي في الجنينة، وبعدين نزل على ركبته قدامي، وابتدى يتفحص ركبتي بحنية عشان متألمش، وبعدين بدأ يطهرها بالقطن والبيتادين، وكل ما اتحرك بألم يطبطب على إيدي ويبصلي بنظرات بتطمني، للحظة حسيت بإن حنيته سحبت روحي وأنا لسة طفلة مش مدركة لأي حاجة، ولكن الحنية ليها تأثير في كل الأعمار، وتأثرها بيكون سحري! 


لدرجة إني مقدرتش اتحكم في نظراتي العاشقة اللي كنت ببصله بيها. 


لف رجلي بالشاش ونضف الجرح كويس، وبعدين رفع عيونه ليا وأخد باله إني بتأمله فابتسم ورفع إيديه مسح دموعي اللي كانت على وشي_متقلقيش كام يوم وهتبقي كويسة


ابتسمت وبدقات قلب سريعة_ أنا بقيت كويسة من دلوقتي


ابتسم وكإنه فهم اللي قصدته، فصدمني لما وقف وطبع قبلة على شعري، وبعدين سابني ومشي، رغم إن تصرفاته كانت تلقائية وكإنه مثلا بيعامل أخته، ولكن تأثيرها عليا كان شديد، وللأسف احنا الاتنين مخدناش بالنا من سميرة اللي كانت واقفة هي وبابا بيتابعوا الوضع من بعيد، وسميرة بتهمس بحاجة لبابا خلته كشر وجه ناحيتي بملامح مليانة عصبية، وللحظة مسك دراعي بعنف ومراعاش جرح رجلي اللي كان بالنسباله حاجة هينة ودلع بنات_ابن الشهاوي بيعمل إيه جمبك؟!


ارتبكت من الصدمة_ده كان... 


قاطعني بغضب_ولا كان ولا مكانش، مشوفكيش قريبة من الواد الصايع ده تاني، أنتِ فاهمة؟


هزيت راسي كذا مرة بدموع، فنفض دراعي بقسوة وسابني ومشي، وكان شتان الفرق بين قسوة بابا، وحنية سليم اللي كانت حتى في عيونه! وكانت كفاية توقعني في حبه ميت مرة.. 




"الحاضر"


بصتله بتوتر وفقدت النطق تمامًا، ارتبكت وابتديت ارتجف من جوايا بشكل مش ملحوظ، بصيت لعيونه الحادة اللي كانت مغلفة بمشاعر كتيرة أولها الاندهاش وآخرهم الغضب كإنه كان مش قادر يصدق إن الطفلة اللي سابها وسافر من سنين، هي الأنثى اللي قدامه دي! 


 خوفت اكتر لما قدرت أميز إن سليم لسة مجروح من الوضع اللي اتحط فيه زمان، وجرحه ما داواهوش الوقت.. 


_سليم... آآآ حمدالله على سلامتك


_مش شايفة إنها متأخرة شوية؟


كان لازم تتقال الصبح مثلا ولا إيه؟


كانت نبرته ماكرة، بس بيتكلم ببساطة، بعد ما فك عقدة إيديه وحطها في جيب بنطلونه الاسود، اللي لابس عليه هايكول اسود، مع جاكيت جلد اسود! 


للحظة استغربت إيه كمية السواد اللي هو لابسها دي، بس الحقيقة اللون مديله جاذبية فوق جاذبيته اللي مهلكة لوحدها.. 


–الحقيقة أنا كنت متأخرة.. 


_متأخرة ولا خايفة..  
















بلعت باقي كلامي وبصتله بدهشة، ولكن عرفت أمثل القوة_وهخاف من إيه؟


_مني مثلا


رفعت إيدي وملست على رقبتي بتوتر_لا خالص، هخاف ليه!


_مبتعرفيش تكدبي


بس غريبة، كدبك مكشوف دلوقتي ويتميز، زمان كنتِ ممثلة هايلة، الظاهر إنك مبتتدربيش بقالك كتير، ولا أنا اللي بقيت حافظك؟


عرفت هو بيلمح لإيه كويس، فنزلت راسي بحزن وابتدت عيوني تتملي دموع، فصدمني لما رفع وشي بإيديه بيتأمل في عيوني بقوة، قربه مهلك ونظراته مهلكة، حسيت إن كل قوتي بتضيع بين إيديه.


_بتنزلي عينك للأرض ليه؟


ما أنتِ قبل كده كانت عينك مفيش اوسع منها!


مسكت إيديه اللي قابضة على دقني، واتكلمت برجاء_سليم...لو سمحت


بص على إيدي شوية ورجع على عيوني اللي كنت بحاول ابعدها عنه بأي طريقة، وللحظة بِعد عني ومشي بسرعة من غير ما يكمل كلامه، وسابني واقفة مكاني بمشاعر متضاربة، ما بين حب أقوى مني، وبين حزن من الكره اللي شوفته في عينيه.


مقدرتش اتمالك نفسي واتحركت بضعف وقعدت على السلم ابكي بعنف وبقهر. 


سليم رجع


بس مع رجوعه زود كرهي لنفسي


رجوعه عرّاني قدامه وقدام نفسي


يا ترى ممكن أقدر أداوي جروحه؟


ولا جروحه مش هتتداوى غير لما اختفي من حياته؟!


بالكاد قدرت اتسند على نفسي وأطلع لفوق، فتحت الباب بالمفتاح اللي معايا، ويدوب دخلت لقيت سميرة في وشي، زفرت بضيق.. 


_ولا كلمة، بالله عليكي متفتحيش أي حوار معايا عشان أنا على أخري لوحدي


_شوفتيه؟


_حاجة تخصني


_تنكري إنك بتحبيه؟


وقفت بعد ما كنت عديت من جمبها ومشيت، ومن غير ما اتلفت قولت_مش هنكر، بس لو حتى كان فيه أمل بنسبة واحد في المية بينا، بعملتك أنتِ ضيعيته!


_بعملتي قربتكوا من بعض! 


اتلفتلها بعصبية_بعملتك بعدتيه عني بلاد!


_متفتكريش إن لو مكانش حصل كده كان هيفكر يتجوزك


_وأنتِ فكرك إنه متجوزني بالشكل ده؟


أنتِ بجشعك خسرتيني سليم وأهله، وبابا، حتى خسرتيني نفسي! 


قربت مني_مش أنا لوحدي اللي كنت جشعة


دمعت_مأنكرتش، بس أنا كنت طفلة، كنت طفلة بتحلم وأنتِ استغليتِ كل ده لمصالحك عشان تكوني الهانم ست القصر بس


_من غيري كنتِ تحلمي بالوضع اللي أنتِ فيه ده؟ قصر وعربيات وهدوم وميكب


_بس مش لاقية نفسي، لقيت كل ده بس مش لاقية نفسي يا مرات أبويا، ولا حتى لاقية سليم


وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها ونهيت الحوار المتعب جدًا بالنسبالي_لو سمحتِ، كفاية يا سميرة، لو فتحت أكتر من كده هنجرح في بعض، وقولتلك لو مش عايزة تخسري ورقتك الكسبانة متدخليش في أي حاجة تخصني تاني!


نهيت جملتي بزعيق، وسيبتها ودخلت الأوضة وقفلت الباب بعنف، سمعتها وهي بتتكلم من ورا الباب_أنا يمكن استغليتك فعلًا، بس صدقيني يا منة، أنا بعاملك زي بنتي بالظبط


_بقيتي بتعامليني زي بنتك بعد ما حققتلك اللي أنتِ عايزاه


صمت وهدوء تام بعد اللي قولته، فضحكت باستهزاء لما لقيتها منطقتش تاني، أحيانًا الحقايق بتوجع، وهي بتحاول على قد ما تقدر تبرأ ضميرها، بس مش لاقية مفر، وللحظة الضحك اتحول لبكا بهيستريا، وكل ما بفتكر نظرات الغضب اللي في عينه بتزيد دموعي، وعرفت وقتها إن اللي بيني وبين سليم بلاد فعلًا..




جهزت نفسي بالعافية وأنا مش عايزة أخرج من اوضتي بأي طريقة،


مواجهته استنزفت كل طاقتي، مش قادرة أواجه أي بشر


مش قادرة أمثل السعادة أكتر من كده


لبست فستان رقيق عليه فراشات، ورفعت شعري كحكة عشوائية، ونزلت


في طريقي قابلت بابا اللي بقاله سنين مبيبصش في وشي. 


وقفت وأنا على أمل يلمحني حتى ولكنه عدى من جنبي وكإني شبح،


اتنهدت بحزن وبملامح مهمومة خرجت لبرا واستنيت عمي سعيد على ما ييجي، ولكني لقيته وقف قدامي بعربيته الچي كلاس السودة


حقيقي سليم عنده مشكلة مش مفهومة مع اللون الاسود! 


حاولت أبص الناحية التانية بس سمعته بيقول_مش عندك كلية؟


هزيت رأسي من غير ما أرد


_واقفة ليه؟ يلا


_لا عمو سعيد بيوديني


_عمو سعيد مش جاي


اتلفتله باستغراب فقال بسخرية_أخيرًا حنيتي عليا وبصيتيلي! 


_يعني إيه عمو سعيد مش جاي؟


حاولت على قد ما اقدر ما اركزش في كلامه وتريقته عشان ميحصلش مشكلة بينا. 


  _قولتله متجيش


رفعت حاجبي باستغراب، ولكني سيبته واتحركت وأنا بحاول اقلل اختلاط بيه خالص لأن قربه بيضعفني_خلاص هاخد تاكسي


سيبته ومشيت وأنا شبه بجري، سمعت صوت فتح وقفل باب العربية بعنف، فعرفت إنه جاي ورايا وإني استفزيته، سرعت خطواتي أكتر وملامحي اتبدلت للرعب. 


وللحظة لقيت قبضته اتملكت من دراعي، وشدني بعنف ليه لدرجة إني بقت قريبة منه بدرجة... مهلكة!


رفعت كف إيدي على صدره قبل ما اقع عليه، وشهقت بفزع، بص لعيني من قريب بعيونه الحادة اللي كانت مليانة غضب


_أنتِ عامية ولا إيه مش فاهمة! 


مش شايفاني واقف قدامك، تاكسي إيه اللي هتروحي تاخديه؟


شديت دراعي منه بعنف وقولت بقوة مصطنعة_أنتَ بتزعق وبتشتم ليه مش فاهمة! 


مش أنتَ اللي قولت لعمو حسين ميجيش، أخدها مشي ولا إيه عشان يعجبك! 


_أنتِ بتمثلي الغباء ولا إيه؟


ولا دي من ضمن مواهبك المتعددة؟!


سكت وضميت شفايفي بضيق شديد، فاتنفس هو بعنف وحاول يتمالك أعصابه على قد ما يقدر.. 


_أمشي أنا هوصلك


_لا شكرًا


_مش بعرض عليكي على فكرة


كتفت دراعي_وأنا مش عايزة


_مش بمزاجك


_خلاص مش راحة الكلية النهاردة


اتلفت ونويت امشي، بس شدني تاني من دراعي بعنف، بعدت عنه بعصبية وقولت_مالك ومال دراعي مش فاهمة كل شوية تشدني منه، بينك وبينه تار ولا حاجة عرفني يمكن أحل الموضوع بينكوا! 


وشي كان احمر وكنت بتكلم كلام عبيط ملهوش علاقة ببعض، سكت شوية بيبصلي باندهاش شوية وبعدين اتبدلت ملامحه وضحك! 


ضحك 


















والحقيقة ضحكته خلتني اركن كل عصبيتي وزهقي وتوتري على جنب وأفضل اتأمل فيه بملامح والهة..


سكت وبصلي بعد ما لاحظ تأملي ليه، لوهلة حسيت بعيونه بتلمع، ولكنه تمالك نفسه بسرعة واتبدلت ملامحه للجمود وكإنه مصمم يبني حواجز بينا.


_امشي يلا هوصلك


_ليه؟


_عشان جوزك مثلا


_على الورق


اتلفت وبصلي بسخرية_ما دي كانت اقصى امنياتك، وأهو اتحققت، ولا إيه؟


_سليم...


قولتها برجاء ضعيف


إنه كفاية يجلد فيا


كفاية إني كارهة نفسي ومبقدرش أبص في المراية بسبب الوضع اللي حطيته فيه. 


لانت ملامحه وحسيته اتأثر بنظرتي، ولكنه رجع تاني وقال بقسوة_إيه بكدب؟


اتنهدت بألم_لا مبتكدبش


مبتكدبش للأسف يا سليم


قولتها وسبقته وركبت في العربية، فضل واقف مكانه شوية متابعني بمشاعر متضاربة كإنه بيصارع حاجة جواه، وبعدين حط نضارته الشمس على عينه وركب هو كمان، طول الطريق حاولت محتكش بيه على قد ما أقدر،


فضلت ساندة على الازاز بتأمل الطريق بحزن


تخيل لما يكون مفيش غير خطوتين بينك وبين أكتر شخص بتحبه واتمنيته، ولكن في الحقيقة الخطوتين دول


مسافة كبيرة


كبيرة جدًا لدرجة متتخطاش..


     🌹



رواية سليم ومنه تحت التهديد الفصل الثالث 3 بقلم منه ممدوح



_إيه يا سميرة اللي ملبساهولي ده؟!


بصيت للهدوم اللي مكانتش تليق بطفلة زيي نهائي بضيق. 


_بابا لو شافني لابسة هدومك هيضربني


مسكت كتفي بقوة_اسمعيني، مش أنتِ قولتِ إنك عايزة تتجوزي سليم؟


_أيوه بس... 


_مبسش، تسمعي الكلام وتعملي اللي هقولك عليه، مش أنتِ وافقتي وقولتي مش هتعترضي على أي حاجة هقولهالك؟


بترجعي في كلامك ليه بقى! 


هزيت راسي من سكات، وأنا حاسة إن فيه حاجة غلط، بس مش مشكلة، المهم اتجوز سليم واكون غنية وعندي عربيات وهدوم كتير. 


خدتني من ايدي واتسحبت لاوضة سليم وهي بتتلفت حواليها لحد يشوفها، وقبل ما تدخلني وقفت وقولت_يا سميرة هندخل نعمل إيه جوا، مينفعش سليم يشوفني كده عيب!


شدتني من دراعي وقالت_يووه أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه، خلاص مش هجوزهولك طالما كده ونفضها سيرة بقى!


قالتلي وهي بتزقني عشان نرجع فقاومتها واترجيتها_خلاص خلاص، مش هتكلم تاني


_شطورة، كده تعجبيني


وقفت برتجف وأنا جوايا رافضة الوضع ده.


_هو لازم برضه ألبس..


زعقت بنفاذ صبر_أنتِ هتسمعي الكلام ولا أسيبك واروح اكمل نوم! 


_حاضر


طبطبت على كتفي فابتسمت بتوتر، فخدتني من إيدي وفتحت الباب من غير حتى ما تخبط، كان قاعد عل السرير وساند راسه على إيديه بهم، اتنفض ووقف أول ما شافنا، بصلي باستغراب وضيق كبير وهو بيتأمل اللي أنا لابساه، وبعدين قرب مننا_يعني مش هتتحل غير بالفضيحة اللي هتحصل دي؟


كتفت دراعها ورفعت حاجبها_ما في كل الحالات هتتفضح يا عينيا، بس فضيحة أهون من التانية ولا إيه؟


زفر ورجع بصلي بكره_بس الفضيحة هتمس بنتك


_هتتنسي، بمجرد ما يتم المطلوب كل حاجة هتتنسي، يلا أنا خارجة واللي قولته يتنفذ يا سليم وإلا أنتَ حر


أنا مبهزرش وأنتَ عارف إني أقدر أنفذ اللي قولته من غير ما يرفلي جفن 


قالتها وخرجت وسابتنا، وقفت وأنا باصة للأرض بتوتر وبفرك إيديا، وقف قدامي وقال_مكنتش أتوقع إنها تيجي منك أنتِ يا منة، كنت فاكرك نضيفة من جوا مش زيها


رفعت عينيا ليه_أنا مش فاهمة حاجة


_مثلي يا منة، مثلي، بس أنتِ نزلتِ من نظري النهاردة، عاجبك اللي أنتِ لابساه ده


عينيا اتملت دموع لما لقيته بيتكلم بقسوة، فبررت لنفسي_أنا مكنتش... 


وقبل ما أكمل كلامي سمعت صوت زعيق، وقبل ما نستوعب لقيت الباب بيتفتح علينا بعنف، وبابا وسميرة وأهل سليم واقفين قدامنا، شهقت برعب واستخبيت ورا سليم عشان محدش يشوفني بالشكل ده.


وكل اللي بعد كدا ذكريات قاسية بتمر في دماغي، شتيمة بابا، وتهزيق أهل سليم، محاولة بابا لضربي، منع سليم وسميرة ليه، وكلام بابا عن إنه شاف سليم كذا مرة بيحاول يقرب ليا ويستغل إني صغيرة


رغم كده سليم محاولش يدافع عن نفسه، اتضرب واتبهدل، ولكنه دافع عني أنا لما شاف الرعب في عينيا، وقال إنه هو اللي خلاني آجي عنده، وآخيرًا انتهى بكتب كتابنا السريع، ومفيش تاني يوم كان سليم ساب البيت وسافر،


من غير حتى ما يودعني،


من غير ما يقولي أي حاجة،


سافر وهو شايفني سبب في كل أذى هو اتعرضله..




"الحاضر"


_يا بنتي!


فوقت على صوت ندى صاحبتي وهي بتشاورلي يإيديها، رمشت كذا مرة بقاوم إني ادمع من الذكريات اللي بتطعن في قلبي.


_ده أنتِ مكنتيش هنا خالص، سرحانة في إيه؟


_مفيش مرهقة شوية بس


_مرهقة ولا حب جديد في الكلية؟


غمزت بعد ما قالت جملتها، فخبطتها في دراعها_حب جديد إيه أنتِ كمان وحدي الله هي دي أشكال يتبص في وشها


ضحكت على جملتي وحاولت أجاريها على قد ما اقدر وقعدنا نتكلم في حاجات عن الكلية، كنت بحاول على قد ما أقدر اشغل دماغي عنه


ورغم كده مسابنيش ولا لحظة! 


تفكيري كله حواليه هو بس!


لحد ما ندى قالت مرة واحدة_أوبااا ده الظاهر في وجوه جديدة في الجامعة


اتلفت مكان ما بصِّت، وللحظة بعد ما كنت بشرب ماية شرقت وبقيت أكح لحد ما اتخنقت، لما لقيته ركن بالعربية جنب الكافيتريا، نزل منها ورفع نضارته الشمس، وبعدين راح طلب قهوة ووقف يراقب المكان من حواليه. 


رفع إيده يعدِّل من شعره الاسود فسمعت صوت همس بنات من ورايا عن قد إيه هو وسيم. 


للحظة حسيت بنار بتقيد جوايا، وحسيت إني عايزة اخنقه


وفنفس الوقت حسيت بحزن رهيب إني زيي زي البنات بتغزل فيه من بعيد رغم إني مراته وليا حق فيه! 


وقفت بضيق ناوية أخرج من المكان قبل ما أمسك في البنات اللي ورايا واروح أكمل عليه هو كمان، كنت عارفة إنه جاي ياخدني، بس مكنتش عايزة. حد يشوفني معاه، ولا إني اختلط بيه


 ولكنه لمحني من وسطهم لما اتحركت. 


اتوترت بشدة لما لقيته بيقرب ناحيتي، وحسيت إن الوضع هيتكشف ومش هعرف أكدب!


اصل هيكون إيه مبرري لما يشوفوني خارجة معاه؟!


ابن اللي بابا شغال عنده؟


اعتقد مش مبرر بالذات بعد ما جذب انتباه الكل هنا والثراء اللي باين عليه! 


ابتسملي ووقف جمبي، برقت برعب لما لقيتي حاوط خصري وقربني ليه، ومال طبع قبلة على خدي وسط نظرات الكل المصدومة اللي أولهم ندى صاحبتي اللي مش فاهمة حاجة


الحقيقة ولا أنا فاهمة حاجة


حسيت روحي اتسحبت بقربه، وما بالك لما أعلن تملكه ليا قدام الكل كده من غير ما احراج ولا كسوف


وكإني مراته فعلًا! 


_مين ده يا منة؟


_ده.... ده 


_جوزها


اتكلم ببرود وهو بيشرب من كوباية القهوة بتاعته، بصتله بصدمة وهو بيتعامل ببرود وبيضحك نص ضحكة فظهرت غمازته، في حين صدمة ندى مكانتش أقل مني. 


بصلي وهو بيكتم الضحك قدام عينيا المبرقة وبوقي المفتوح بصدمة.


_تحبي أجيبلك قهوة أنتِ كمان يا روحي؟


مردتش عليه وفضلت بصاله بصدمة..


_طب نسكافيه؟


لا؟


طب يلا نروح


قالها وخدني واتلفت وهو برضه محاوط خصري وأنا من الصدمة مش قادرة استوعب أي حاجة


أنا مين؟ وازاي؟ ومين الراجل ده؟ وماسك وسطي كده ليه؟ وإيه جوزي دي كمان؟


اسئلة كتير وانا في صدمة وكإني مفصولة عن الدنيا، ركبنا العربية وخرجنا من الجامعة ووصلنا البيت كل ده وأنا على وضعي. 


بفتكر قربه، لمسته، ريحته اللي غرقتني، واعترافه بعلاقتنا، مبقتش فاهمة حاجة وهو من لحظة للتانية كان بيبصلي بطرف عينه وبيكتم الضحك.. 


هو نفسه مكانش فاهم عمل كده ليه


بس لقى الموضوع مسلي


ركن العربية واستناني أنزل ولكني فضلت مكاني متنحة، فضحك هو ونزل وفتح العربية ومد إيده ليا عشان أنزل، بصيت لإيده بعدم استيعاب وبعدين رفعت نظري لعيونه والنظرة الشقية اللي كانت فيهم وللحظة اتحولت نظراتي للعصبية،


زقيت إيده فبصلي باستغراب، فنزلت وزقيته مرة تانية وأنا بقول..


_إيه اللي بتحاول تعمله معايا ده؟


عايز تنتقم؟


جايلي الجامعة عاملي استعراض؟


كملت بتريقة_


وتقولي تشربي قهوة يا روحي


طلعت روحك! 


لقيته ضحك على كلامي، فاتعصبت اكتر وضربته كذا مرة وأنا بقول_وإيه جوزي دي؟ ها! إيه؟


بتقولهم ليه؟


عايز تطلعني كدابة قدامهم وقدام صاحبتي وإني مخبية عليها حاجة زي دي!


أنت عايز توصل لإيه باللي بتعمله ده؟!


مسك إيدي اللي كنت بضربه بيها وقال ببرود_ما أنا جوزك فعلًا، كدبت مثلا؟


محستش بنفسي غير وأنا بزعق_جوزي إيه أنتَ مصدق نفسك! 


احنا جوازنا كان عرفي وعلى ورق لإني كنت عيلة، عيلة ١٤ سنة، دلوقتي أنا ٢٠ سنة، كتبت عليا رسمي؟


لا؟


يبقي متتصرفش على الأساس ده عشان جوازنا أنا مش معترفة بيه أصلًا! 


كتف إيده قدام صدره، واتكلم بتريقة_قولي كده بقى! 


مستنياني أكتب عليكي رسمي؟


عشان أكملك اللعبة صح؟


وبعدين مش ذنبي إنك مش معرفة صحابك إنك متجوزة! 


ولا هتقوليلهم إيه اصلًا؟


هتقوليلهم رميت نفسي عليه ولبسته مصيبة خلته كتب عليا في وقتها؟


بصيتله بصدمة إنه فهم معنى كلامي غلط، وفنفس الوقت قسوة اللي قاله، اتملت عيوني بالدموع، ومحستش بنفسي غير وأنا بضربه بعنف وأنا ببكي.. 


_حرام عليك، حرام عليك كفاية بقى


ليه بتتعمد تكرهني في نفسي أكتر!


كفاية بقى كفاية إني مبعرفش أبص لنفسي في المرايا لإني سبب في شقلبة حياتك!


كنت عيلة، والله كنت عيلة مش فاهمة حاجة، والله كنت عايزة أعمل أي حاجة عشان أبقى جنبك بس


ياريتني مت اليوم ده، ياريت بابا كان قتلني


أنا مش عارفة أعيش من تأنيب الضمير وكرهي لنفسي، حرام عليك يا سليم، ليه توجع قلبي بالشكل ده! 


مرة بهجرك، ومرة بكرهك ليا! 


كان واقف مكانه متجمد، لا حاول يوقفني عن ضربه، ولا حاول يواسيني، بطلت بكا ووقفت بصيت في عيونه بعيون مليانة دموع ووش أحمر من البكا والانفعال، ولما ملقتش منه رد فعل سيبته وجريت على فوق، حسيت إن شوية وهنهار أكتر، سليم فعلًا شخصيته اتبدلت، مبقاش حنين وبقى قاسي، جاحد، حاقد، وكل المشاعر دي متوجهة ليا أنا بس


طب ليه؟


أنا كنت ضحية زيي زيه!


طلعت على فوق ودخلت على اوضة سميرة على طول، بصتلي باستغراب فاتكلمت بعصبية_كنتِ مهدداه بإيه؟


سابت الكتاب اللي في إيدها وقالت بهدوء_قولتلك مش هطلع سره، هو نفذ وأنا نفذت، مبخونش الوعود


_بس تسيبيني أنا اللي أعاني ده عادي صح؟


تسيبيه يفضل يجلد فيا بسببك ده عادي بس متخونيش وعدك ليه، أنا بكرهك، بكرهك وبكرهه وبكره نفسي


الله يسامحكم كلكم..  





سيبتها وجريت على أوضتي، واترميت على السرير فضلت أبكي بعنف لحد ما روحت في النوم.


وهيفضل سر سليم مش معروف، رغم السنين دي كلها.




عدى كام يوم مخرجتش فيهم من اوضتي، كنت مطفية، وكل حاجة سودة في وشي،


حسيت بإني مخنوقة فخرجت البلكونة اشم شوية هوا، شوية ولقيته دخل بعربيته القصر، نزل من العربية ورفع وشه ليا، فاتقابلت عيوننا بنظرات عتاب لوقت طويل، كل واحد فينا كان مكسور من التاني، بس مش معروف الحواجز اللي بينا دي هنقدر نتخطاها في يوم ولا لا.. 


مقدرتش أقاوم ومنزلش ليه، وفعلا خدت شال خفيف على كتفي عشان نسمات الهوا الباردة، ونزلت ليه، وكإنه كان حاسس فلقيته واقف مستنيني فعلًا، قربت منه بخطوات بطيئة، وقفت قدامه وفضلت باصة لعيونه الجميلة، للحظة حسيت بدفى خارج من عيونه، دفى مشوفتوش بقالي ٦ سنين كاملين.. 


رفع إيديه وشد التوكة اللي ماسكة شعري وكنت عاملاه بيها كعكة مش متناسقة، وبعدين عدله بإيده وعيونه مفارقتنيش لحظة، وكانت لمساته لطفية بشكل! ..


_كده أحلى.


كانت نبرته حنينة غير معتادة ومع كل حركة ونظرة منه، روحي كانت بتتسحب، ودقات قلبي كانت بتعلن تمردها، تأثيره عليا واضح جدًا.. 


_بتكرهني يا سليم؟


اتنهد_مش عارف


_بس أنا مش عارفة أكرهك


غمض عيونه بألم، وبعدين مسك خصلة من شعري وقربها من أنفه واستنشقها بوله، للحظة حسيت إن دي تصرفات عاشق


بس الحقيقة بتثبت العكس


تصرفاته وكلامه بيثبت إن مفيش أمل بينا! 


_ليه وافقت على اللي قالته سميرة؟


ليه دخلت في اللعبة دي؟


ليه خلتنا؟ نتعذب إحنا الاتنين؟


إيه السر اللي وراك يا سليم؟


قولي وصدقني عمره ما هيطلع، بس أعرف سميرة استغلتك إزاي


ثق فيا يا سليم!


قولتها برجاء وعيوني اتملت بالدموع، كنت محتاجة أعرف فعلًا يمكن اقدر اساعده، أو يمكن مشكلتي إني نفسي أحس إنه واثق فيا!


أو إن ليا لو حتى مكان صغير في قلبه! 


شدني ليه فجأة وضمني، ضمني بقوة، والحقيقة كنت مستنية اللحظة دي من ٦ سنين، لفيت إيدي حوالين رقبته وضميته بشوق،


 بأخد أكبر قدر من ريحته وبخزنها جوايا مين عارف يمكن ميتعوضش تاني! 


 ولكني اتجمدت جوا حضنه لما قال.. 


_احنا لازم نتطلق.. 


            

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-