روايه سيف القاضي الفصل الخامس والعشرون
بقلم اسراء شويخ
ان كان في حياتي يوم واحد فقط.. اريد ان اموت معاك ...
" هأعمل العملية بس أتجوز شام الأول "
تنهد والده بتعب وأجاب " تمام نكتب الكتاب ونحدد...
قاطعه بكل هدوء " انا قولت أتجوز شام مش اكتب الكتاب "
أي صدمة التي تلاقاها ذهول أصاب والده ولم يستطيع الكلام ليهمس سيف بوجع " مش هأعمل العملية قبل ما أحقق حلمي بأنها تكون مراتي وفي حض.ني وأنا ممكن ما أخرجش منها "
وقف يوسف من مكانه يدور حول نفسه " طيب ما انت ممكن ما تخرجش و.. "
همس بعشق " وأموت بس هأبقى مت وأنا محقق حلمي وهيا مراتي انا مش عايز غير كدة .. انا يا بابا كنت أستغرب طريقة حبك لماما ليه بتحب للدرجة دي بس بعد ما شفت شام عذرتك لأني بحبها اكتر من روحي يعني لو في حياتي ساعة عايز اعيشها معاها يا بابا ساعتها هأدخل العملية وأنا مش خايف لأني خدت من الدنيا كل حاجة خدت شام مع اني نفسي أعيش معاها مية سنة "
أي كلام يكسر الأب أكثر من هذا ابنه الذي كانت كل احلامه مجابة الآن يشعر بالعجز لا يستطيع تحقيقها فالحياة والموت بيد الخالق فلم يكن لديه غيره ليدعوه
خرج دون أن يتكلم هو يعذر ابنه فعندما أحب اسراء تمنى حض.نها يوما فقط ثم يموت...
بعد وقت يجلس مع علي وزوجته الذين عجز لسانهم عن الكلام ... فهو يطلب منهم طلب سيدمر حياة مستقبلها ربما تكون أرملة بعد يوم واحد فقط ... وأيضا هذا الاب الذي يطلب منهم برجاء تحقيق أمنية ابنهم الذي ربما تكون آخر أمنية في حياته..
علي بهدوء ودموع متحجرة " مش عارف أقولك ايه بس ..."
قاطعه صوتها تدخل الغرفة وعينيها التي أصبحت بلون الد.م تغني عن حالها " أنا موافقة يا بابا "
حدق لها بذهول لتهمس هيا ببكاء ورجاء " دي مش أمنيته لحاله هيا أمنيتي أنا كمان انت يا بابا لما كنت مريض كنت عايز تسيب ماما بس في نفس الوقت كانت هتموت وتبقى معاها طول حياتك وهيا كانت قابلة فيك مريض واستنتك وهيا مش عارفة انت عايش ولا لا وانا هأتجوز سيف ... بكت أكتر ... حتى لو يوم "
قامت والدتها تحضتنها وتبكي بشدة لكن ماذا عساها تفعل لن تمنع ابنتها من حق لم تستطع منع نفسها منه ..
وعلي لم يتكلم فشام تعتبر قطعة من روحه لا يستطيع رفض أي طلب لها حتى لو كان خاطئ
لاحظ يوسف موافقتهم ليهمس بدموع وامتنان " احنا بكرة نيجي نطلبها شام مش قليلة واي طلبات احنا جاهزين والفرح هيكون الخميس "
هز الجميع رأسهم بالموافقة ما بين خوف وقلق ورجاء وترقب ..
تم تحديد موعد العملية صباح يوم الجمعة كانت اسراء تشعر بالسعادة الشديدة أنه سيقوم بالعملية اخيرا وكلها أمل بربها أن يعيده اليها سالما غانما ..
على جانب آخر خارج الغرفة كان كل من آسر ومصطفى يهدأ بزوجتهم الذين انهاروا تماما عند معرفتهم بمرض أخيهم ..
سعادة قلبه أشعرته أن قلبه قد تعافى كيف لا وحبيبته ستكون في حض.نه خلال يومين ...
طرقت الباب واقتربت منه وهيا تبتسم رغم دموعها التي تهبط بشدة ..
نظر لها لا يصدق يومين فقط وستكون في حض.نه ستكون زوجته ملكه يا الهي نعم ان بقي في عمري يوم أريده معها لكن أتمنى من كل قلبي أن أعيش معها مئة سنة وأكون اكبر معمر على الأرض تعدى المئة وهو مع حبيبته
فاق من شروده على صوتها الناعم " هتفضل بصصلي كدة كتير "
سحب نفسا قويا وهمس بغير تصديق " بحاول أفتكر عملة ايه حلو في حياتي عشان ربنا يكافئني المكافئة دي بحاول أفتكر عشان ازود من الحاجات الكويسة "
أخفضت رأسها بخجل وقالت بهمس " يعني مبسوط يا سيف "
رد بعشق " أتحدى اذا حد عمرو فرح قدي .. بحبك لدرجة صعب حد يتخيلها بحبك اوي "
دق قلبها بشدة حتى كاد يخرج من مكانه همست بمزاح " هتدفع مهر كام بقى"
رد بلهفة " عمري .. عمري كله "
عبست ملامحها بقلق ودموع وقالت برجاء " مش عايزاه عمرك .. عايزاك تعيشوا معي وتكون كويس عشان خاطري "
هز رأسه وقال بابتسامه " ان شاء الله يا حلم عمري ان شاء الله "
استرسلت بمزاح " ما تغيرش الموضوع هتدفع كام أصلي عمرك البنك مش بيصرفوا '
رد بابتسامه " ثروة بابا كلها اللي يعتبر من أغياء العالم قليلة عليكي والله العظيم "
كادت تذوب من الخجل حتى قاطعها صوت والده وهو يهمس بمزاح " احنا ندفع الثروة ونعيش في الشارع فلو هيا بس يعني حنت علينا تسبلنا البيت نعيش فيه "
ضحكت برقة لترد بغرور مصطنع " هأفكر أصلكوا صعبتوا عليا "
ضحك يوسف اما سيف سرح في ضحكتها ليهمس يوسف وهو يقترب منها بابتسامه " ابني ما كدبش ولا جامل لما قال انه كنوز الدنيا كلها قليلة عليكي "
أخفضت عينيها بخجل ليهمس يوسف بامتنان " متشكر "
قاطعته بالنفي " متشكر دي لما اكون عاملة كدة جميلة لحضرتك لكن عملت كدة عشان أنا بحب سيف "
رد الاخر بحب " وسيف بيعشقك "
بدأ الفرح ما بين خوف وفرح لهفة وقلق فهذه الليلة هيا الفاصلة هل ستكتمل سعادتهم ام للقدر رأي آخر ..
كالاميرة في اجمل الروايات دخلت القاعة في يد والدها الذي منذ يومين يبكي على طفلته التي كبرت وستتركه ..
رفع رأسه ينظر لها عندما دخلت لم يتخيل يوما أن يرى جمال لهذه الدرجة.. هل ستكون زوجته هل يعقل ..
اقترب منها وضمها وكان هذا أول حض.ن يالهي انه يستحق فعلا أن اتمنى الموت به يستحق ان اعرض نفسي للخطر مقابله ..
شعرت بشئ ساخن على عن.قها لترفع رأسها تنظر له لتجده يبكي ووجهه أحمر بشدة ..
همست بدموع " سيف "
حملها ودار بها بسعادة وهو ينادي بكل صوته " بحبببببببببببببببك بحبك يا شام "
تصفيق حار ودموع ممن حوله ينظروا لسعادته التي تخطت عنان السماء وهو ما زال يدور بها ..
احت.ضن كتف زوجته وقال وهو يضمها " هيبقى كويس ربنا مافيش أكرم منه والله "
هزت راسها تتمنى من كل قلبها أن يعيش ابنها عمرا طويلا مديدا ..
لكن ما زال ينظر لها برعب عندما تعلم أن ابنها سيتمم زواجه منها وكيف ستكون ردة فعلها وبعد سؤال الطبيب الذي أخبرهم بضرورة التأجيل لكن هيهات أن يقبل العاشق بذلك ...
على الجانب الاخر كان يتحدث في الهاتف ليصطدم بأحد بقدمه جعله تصر.خ..
همست بطفولة ودموع " رجلي يا استاذ "
نظر لمصدر الصوت ليفتح عينيه بانبهار " انتي مين انتي جنية "
هزت راسها بالنفي وهيا تدور بفستانها كالاميرات " تؤ أنا روبنزل "
هز رأسه بالايجاب " أجمل منها والله انتي مين "
ابتسمت بطفولة " ايفيلين وبيقولولي ايفا "
عقد حاجبه " انتي فرنسية "
هزت رأسها " نص فرنسية ونص مصرية "
كان كلامها جميل مقارنة بعمرها طفلة بعمر العشر سنوات تدخل قلب اي شخص يراها ليس لجمالها فقط بل ملامحها التي تشبه والدتها ببراءتها ..
سأل بابتسامه " انتي مين بقى يا قمر "
رد باشراقة " انا اخت العروسة "
نظر لها بذهول " بنت دكتور علي "
هزت رأسها بالايجاب ليهمس بابتسامه " دكتور علي ده حبيبي انا من الساعة دي هيلاقيني ملازمه "
لم تفهم كلامه لتسأل " وانت مين "
أجاب بابتسامه " أنا أخو العريس أحمد "
كان يتابع ابنته الذي مستقبلها مجهول وابنه الذي ينظر لزوجته بألم لقد فهم وحده أنها بعيدة ولم تبادله شعوره للحظة شعر بالندم أنه كان السبب في ذلك الزواج ..
أغمض عينيه يلوم نفسه على صداقته من ابن القاضي الذي تعست ابناءه الاثنين ..
نظر للجانب الآخر ليرى أحمد ينظر لابنته ايفا نظره فهمها جيدا لطم خده بصدمة وقال بهمس " التالتة "
فالآن أصبح ابناءه الثلاثة بأيدي ابناء القاضي ...
انتهى الفرح وعاد كل لبيته كان يوسف قد حجز تلك الليلة لابنه بالفندق بسبب والدته الذي خائف جدا من ردة فعلها ..
جلست على الاريكة تنتظر من سيف القدوم نظرت لذلك الذي ينظر أرضا يفرك يديه بقلق لاجل ابنها ولأجلها ..
همست باستغراب " هو سيف ما جاش لغاية دلوقتي .. ايه بفسحها "
لم يجب لتقف مرة واحدة وكأنها استوعبت الآن أين ذهب لتهمس بعدم تصديق " اكيد انا فهمت غلط وانت ما سبتش ابني يموت "
رفع نظره لها بعينين دامعة " ما كانش في ايدي حل تاني "
سقط قلبها أرضا ابنها لأجل حض.ن حبيبته ضحى بنفسه همست بتوسل " اكيد كدب ومش هتعملوا فيا كدة قولي سيف هيجي يقضي الليل معايا انا اشبع من حض.نه على الاقل حض.ني مش هيموتوا قولي ما راحش يموت نفسه "
اقترب منها يضمها بقوة ودموعه عرفت طريقها همس بصوت مبحوح " شرطه عشان يعمل العملية حطيت نفسي مكانه هأعمل زيه .. هو مش عارف ربنا كاتب ايه وكل انسان عمرو معروف وأجله تحدد مافيش في ايدينا غير ندعيله انا متأكد ان شاءالله لما يجرب جنتها هيكون عندو طاقة قوية جدا انه يبقى كويس "
ردت بسخرية " ده لو نجي الليلة وانت عارف بحبها قد ايه وهيجهد نفسه قد ايه .. لو ابني حصله حاجة هتبقى انت السبب قدامي والحساب هيكوت تقيل مش هتقدر عليه وان شاء الله لو الصبح شوفته قدامي كويس مش هكلمه تاني عشان ما فكرش بأمه "
انتهت من كلامها وركضت لغرفتها تبكي بهسترية فكلها ساعات محدودة أما ان تطمئن على ابنها او تودعه للأبد
يقف أمامها بعد أن صلى بها ودعا دعاء الزواج ينظر لها بابتسامه وسعادة..
كان من المفترض أن تكون خجلة مرتبكة كأي عروسة لكن هيا لا ... خوف بل رعب أن يحصل له أي أذى ..
همست بصوت خافت حاولت السيطرة على دموعها " خلينا نطمن عليك الأول يا سيف وان شاء الله هيبقى قدامنا عمر طويل "
ابتسم بحب " طيب قوليلي هأقدر ازاي اشوفك قدامي وأنام "
أنهى جملتها واقترب يدخل جنته حلاله لم يخف أبدا على حياته فقط يفكر في تلك اللحظة التي تمناها منذ أول مرة رآها وكيف يشبع نفسه ويكتفي بها لبعد شفاءه ولكن هيهات كلما ذاق قربها طلب المزيد والمزيد لكن رأفة بها اكتفي الآن..
نظر لها ولجمالها الذي ازداد وهمس وهو يقبل رأسها " مبروك يا حبيبتي "
أخذت نفسا وهمست بخجل " انت كويس "
شدد من ضمها وقال بحب " طول ما انتي قريبة من قلبي هأفضل كويس.. نامي يا حبيبتي وارتاحي "
أمسك هاتفه وأرسل رسالة لوالده الذي يجلس يمسك بهاتفه وهو سيموت رعبا " انا كويس يا حبيبي نام دلوقتي "
كأن أحد سكب فوقه ماء بارد في يوم شديد الحرارة شكر ربه كثيرا ودموعه هبطت ثم ذهب للنوم فغدا يوم طويل..
استيقظ على صوت بكاء مكتوم نظر بجواره لم يجدها اعتدل ليجدها تسجد في ركن الغرفة وصوتها تدعو لكنه لم يفهم شئ من شدة بكاءها ..
اقترب منها بلهفة وقلق حتى انتهت ركعتها وما ان رأته حتى ارتمت في حض.نه تبكي بشدة وهو ابتلع ريقه خوفا همس بلهفة " شام في ايه يا حبيبتي انتي كويسة "
ردت وهي تبكي بشدة بما سحق قلبه من شدة الألم " مش عايزاك تموت مش عايزاك تسيبني يا سيف والله العظيم ما اقدر أعيش من غيرك انا خايفة أوي من العملية عارفة انه قضاء وقدر بس بس الدعاء يرد القدر وأنا دعيت ربنا كتير اوي والله من اول ثانية عرفت انك تعبان انه ما يحرمنيش منك دعيت ربنا كتير مش عايزاك تموت يا سيف "
كان يستمع لها بألم تمنى لو لم تعرفه من الأول حتى لا يرى هذا الانهيار ووجهها الذي أصبح شديد الاحمرار ..
حملها برفق الى الحمام يغسل وجهها ثم وضعها في السرير وضمها بقوة وقال بحنان " هأبقى كويس ان شاء الله انا شوفت نفسي عجوز جمبك وأحفادنا بيتنططوا حوالينا هأعيش معاكي عمر طويل ان شاء الله بس اهدي يا حبيبتي ... استرسل بمزاح " ما كنتش أعرف اني غالي اوي كدة "
شددت من ضمه وقالت بدموع " أغلى من روحي "
ابتسم بسعادة وهو يدعو الله من صميم قلبه أن يخرج من العملية سالم معافى..
في الصباح كان الجميع أمام غرفة العمليات قبل المريض نفسه ..
دخل سيف الممر ليبتسم عندما شاهد عائلته وعائلة زوجته قبله هو شخصيا لكن هناك شخصا واحدا وهو أهمهم غير موجود حبه الاول ..
اقترب من والده وهمس بترقب "ماما فين "
يوسف بتعب " رفضت تيجي عشان شايفة انك امبارح ما فكرتش فيها "
التف للخارج ليناديه بسرعة " رايح فين "
استدار سريعا " مش داخل عمليات قبل ما أمي تسامحني دي اسراء يا أبو سيف الحب الأول "
ركض للخارج ثم ركب سيارته وطار لها كانت متأكدة من قدومه رغم رعبها عليه لكنها فعلا تخاصمه ..
دق الغرفة ثم دخل واقترب منها بابتسامه جلس على ركبتيه امامها ووضع راسه في حجرها " هنت عليكي يا أم سيف هأدخل العملية وانتي مش جمبي "
ردت بدموع " حبيبتك جمبك اخترتها امبارح كفاية عليك "
قهقه على طريقتها وقال بمزاح " ابتدت الغيرة وشغل الحموات ايه يا سروءة اذا هيا حبيبتي انتي قلبي وحبي الأول وانتي متأكدة من كدة بس أعمل ايه انتي عاشقة قديمة وعارفة يعني ايه حب انا قدامك أهو الحمد لله كويس وحققت حلمي وبقت مراتي وملكي امتلكتها كلها تكرهي لابنك يكون مبسوط محقق حلمه "
هزت رأسها بلا وهيا تضمه بشدة ليهمس بحنان وهو يهدهدها " ان شاء الله هأخرج وافضى لشغل الكنة والحمايا وأحل مشاكل طول الوقت "
هزت راسها بتمني وقالت بمزاح " هتاخد صف مين بقى "
قرص وجنتيها بحب " صفك انت يا قمر هو أنا أقدر أخد صف حد تاني حوقف في صفك ظالمة ومظلومة وطلاقي هيكون على ايدك تقلقيش "
ضحكت لسعادة ابنها ولهفته فس الكلام ليكمل هو بابتسامه " يلا يا حبيبتي اجهزي بسرعة اكبر دكاترة العالم مستنين ابنك لما يشرف "
طبطبت على قلبه " طبعا هو ابني أي حد "
على باب غرفة العمليات تمر الدقائق كسنوات لم ترحم قلب أم او أب زوجه او اخت أخ او أهل الزوجة الجميع يشعر بأنه يجلس على جمر من شدة خوفه وخصوصا بعد أن كشفت عملية المنظار قبل الزواج بأكثر من مشكلة
رعب ليس كأي رعب وهم يترقبوا فتح باب الغرفة حتى خرج الطبيب بعد وقت قصير استغربه الجميع وزاد قلقهم خصوصا أن الطبيب أكد أن العملية ستحتان أكثر من ثلاث ساعات
"يا ترى ماذا حدث لسيف "
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
( رواية سيف القاضي )