روايه سيف القاضي الفصل الثلاثون
بقلم اسراء شويخ
ما أصعب أن ترى بعينيك خيا.نة من أخبرك يوما انك الكون بالنسبة له..
كانت تهز رأسها بعدم تصديق وهيا تراه يحت.ضن فتاة من كتفها ويصعد بها أحد الشقق أي دموع وأي ردة فعل ستعبر عن حالتها صدمتها فيمن ظنت أنه عشقها..
ركضت الى سيارتها وطارت بها وهيا لا تعرف كيف تتصرف اتصلت بوالدها الذي انقبض قلبه من صوت بكاءها همست بانهيار " بخوني يا بابا بخوني "
عقد حاجبه بعدم فهم " آسر ؟؟ مستحيل"
ردت بصراخ وهسترية " لا مش مستحيل بقولك شوفتوا بعيني "
قلق عليها بسبب انهيارها فهمس بحنان " تعالي عندي ي حبيبتي وحقك هيجيكي لغاية عندك "
ماسة بحسم " تتطلقني منه "
دخل بيته في آخر اليوم مشتاق لها .. بحث عنها بالغرفة لم يجدها..
ظن أنها عند والدته هبط السلالم بلهفة وشوق قابل والدته قبل جبينها وهمس بحنان" ازيك ي ست الكل "
ردت بحزن " الحمد لله يا حبيبي تسلملي "
آسر بقلق " حبيبتي انتي كويسة "
نظرت لابنتها ولم تجب بحث بعينيه عن حبيبته لم يجدها ثم عاد بنظره لوالدته "هيا ماسة خرجت بدون ما تقولي "
لم يتكلموا همس بنفاذ صبر " في ايه حد فيكو يتكلم مراتي فينها "
سلمى بتلعثم " هيا اصلها جت بتعيط وقالتلي انه .. "
آسر بقلق " بتعيط .. ليه اتكلمي "
سلمى بسرعة ' عايزة تتطلق "
نظر لها ينتظر ان يرى انه مقلب لكن حزنهم أكد له أنها حقيقة حبيبته تريد الطلاق سكت قليلا ثم همس بجملة واحدة " على جثتي "
كشخص أخبروه أنه مريض بأخطر الأمراض ولديه ساعات محدودة ليموت نعم فان كانت فعلا تريد الطلاق فاذا حكمت عليه بالموت لكن لماذا فقط كانوا بالأمس في اجمل لحظاتهم ..
وصل البيت الذي شعر انه بابعد البلاد ودخل بدون روح كان يوسف يجلس في الصالة برفقة زوجته ..
همس بهدوء عكس تعرقه وحالته الذي يرثى لها " مراتي فين "
تنهد يوسف بضيق ورد بهدوء " ااقعد يا آسر نتكلم "
جلس يفرك يديه ويهز بقدمه من يراه لا يصدق ابدا أنه صقر المخاب.رات من يهتز له المافيا...
مسح يوسف وجهه وقال بحزن " ماسة عايزة تتطلق "
رفع عينيه الذي أصبحت بلون الد.م وقال بحدة " انا هاخد مراتي وامشي وكأني ما سمعتش حاجة "
رفع يوسف حاجبه ورد "هتاخدها ازاي "
آسر بجدية " بأي طريقة حتى لو هأقت.ل مافيش مشكلة "
كان داخله سعيد بذاك الآسر فرد بجدية " اتفضل امشي وياريت تتطلق بهدوء "
لهنا نفذ صبره ووقف كمن لدغته أفعى وقال بصراخ " أطلق؟؟ أطلق مين؟؟ ماسة ؟؟ يوم ما تطلق مراتك اوعدك هطلقها "
يوسف بحدة " عمري طبعا ما هطلقها "
آسر بحسم " وأنا اهون عليا تبقى عندك ارملة ولا أطلقها "
يوسف " بس هيا عايزة تتطلق "
آسر بألم " مستحيل "
كانت تقف في الأعلى تستمع له بدموع كالمطر لا تصدق ان هذا الذي يناطح والدها لأجلها دون خوف خائن
هبطت السلالم وردت ببكاء " لا مش مستحيل انا عايزة اتطلق "
استدار لها بلهفة ليصدم من هيئتها وعينيها المتورمة اقترب منها وقال بلهفة وانهيار " ليه ؟؟ حكمتي ونفذتي بدون ما اعرف غلطت في ايه عملت ايه اتعاقب العقاب ده "
صرخت به وهيا تلكمه بصد.ره " عشانك خاااااا.ين خاااا.ين "
آسر بجنون " أنا ؟؟ أنا خا.ين خن.ت مين "
ردت بغيظ وعصبية " يا بحاجتك يا أخي تكون عندها الصبح وفي حض.نها وجاي عايز تاخدني تكمل سهرتك معايا امشي اخرج برة "
كان صد.ره يعلو ويهبط مسح وجهه بنفاذ صبر وقال بجنون" عندها الصبح هيا مين "
ردت بصراخ " ايلين "
الآن فهم سمعت مكالمته الليلة مشى بهدوء وجلس على الاريكة بعد أن اطمئن سيوضح الأمر ويأخذها حتى لو حزين جدا بسبب كلامها لكن بالأخير ستكون معه هيا تظن أنها خا.ئن سيوضح كل شئ ويأخذها معه أي شئ اهون من بعدها..
اقتربت منه وقالت بصراخ " سكت يعني ؟؟ قولي مش كنت معاها "
هز رأسه وقال وهو ينظر داخل عينيها " أيوة كنت معاها "
لم تدري بنفسها الا وهيا تصفعه بقوه وصرخت بكره " امشي اخرج برة وطلقني أحسن ليك "
شهقت والدتها واقتربت منها تريد تهدئة الأمر أمسك يوسف يدها وهز راسه بلا يريدهم التعلم بعد ذلك حل مشاكلهم دون تدخل أحد
رغم صدمته وألمه منها الا انه عاشق ماذا عساه يفعل وهل يذل العاشق سوى قلبه
أمسك هاتفه وفتح أحد الصور ووضعه أمامها وقال بهدوء عكس قهره " هيا دي "
أجابت بقرف " أيوة هيا زفتة "
تجاهل نبرتها وأكمل " اقرأي الخبر اللي فوق "
رفعت عينيها تقرا الخبر الذي زلزل كيانها " القبض على أكبر شبكة ما.فيا داخل الجمهورية كانت بقيادة فتاة تعمل مع المخاب.رات الفرنسية "ايلين موسى" بواسطة أحد رجال المخاب.رات المصرية "
نظرت له تتنفس بسرعة وقالت بتقطع " يعني ايه "
هز رأسه بخيبة أمل وقال بابتسامه حسرة " زي ما فهمتي مهمة زي اي مهمة كانت معانا في شغلي اما سافرت قبل ما اتجوزك وكانت عينها مني ولما شكينا فيها ابتدينا نطلع اشاعات عني اني عميل وبشتغل لحساب شبكات تانية وابتدت هيا تتقرب مني وكنت هتكشف واتقت.ل لأني رفضت أقرب منها مع العلم انه معي أوامر بكدة عشان تعترف بكل حاجة بس ما قدرتش أقرب منها كنت كل مرة بعمل حاجة شكل عشان ما أقربش منها أنا ما قدرتش حتى أبوسها كنت من الآخر مش راجل معها وممكن حتى تخلي والدك يتأكد اللي انا متأكد انه عارف اني لا يمكن أعمل كدة وسمع كلامك "
نظرت لوالدها الذي نظر لها ثم وجه نظره لآسر يستحلف له ..
رفع عينيه ينظر لها وقال بألم " اتهمتي وخدتي قرار ونفذتي بدون حتى ما تسألي "
صمت تام عم على المكان فقط كانت نظرات.. نظراته كانت لوم وخيبة ونظراتها نظرات ندم واعتذار وسط دموعها وشهقاتها التي قطعت قلبه رغم كل ما حدث ..
همست بخجل " آسر انا .. "
قاطعها بهدوء " هاستناكي بالعربية اطلعي جيبي شنطتك "
خرج بسرعة وقلبه عادت له الحياة من جديد رغم ألمه ووجعه منها وان كبرياءه يمنعه ان يعود لها لكن لا يوجد كبرياء في الحب وهيا كل حياته يعشقها حد الجنون مجرد تخيل انها تصمم على الطلاق اوقف قلبه كل ما حدث أهون مئات المرات من الطلاق .. سيخاصمها قليلا ثم ينت.قم منها بطريقته يكفيها يومين خصام لا كثيرا يومين يوم واحد يكفي لا ساعتين أيضا لا حسنا يكفيه مسافة الطريق خصام لن يحتمل أكثر ..
كانت ما زالت تبكي بألم فقط اتهمته وصفعته امام اهلها وهو الذي أحبها حد النخاع وكان نعم الزوج لقد أخطأت كثيرا وستصلح هذا الخطأ حتى لو ستعتذر مئة عام لانه فعلا يستحق ...
اقتربت منها والدتها وهمست بحنان " أصعب حاجة على الراجل انك تتهمي بالخيانة"
نظرت لزوجها بألم فهي لم تنسى أنها اتهمته منذ سنوات وكيف كان شعوره
اقترب منها وقبل جبينها وقال بحب " عمري ما زعلت منك انتي أنا ماحدش بيزعل من نفسه "
ابتسمت بحب وأكملت وهي تنظر لابنتها " عايزاكي تصالحي تعملي أي حاجة عشان تصلحي غلطك وبعد كدة لو شوفتي بعينك كدبي عينكي وصدقي هو آسر بحبك اوي ماشي يا حبيبتي "
مسحت دموعها بقوة وقالت بتحدي " هصالحه لو أعمل ايه المهم ما يفضلش زعلان انا كمان بحبه اوي "
ذهبت الى غرفتها لتحضير حقيبتها يوسف بضحك " بتقولك لو هأعمل ايه هيا اصلا اول ما تروح هياكلها مش هيخاصمها ساعة انا عارف بقولك ايه ده أنا قالي هقت.ل وهاخدها "
اسراء بضحك " لا بس شاطر قالك بس تتطلق اللي جمبك أطلقها "
اقترب منها يحملها بين يديه وقال بعشق " ما يعرفش اننا روح وحدة اصلا"
صعدت بجواره بخجل شديد لم تنظر له صمت تام تفكر كيف تعتذر له وهو يفكر كيف يمنع نفسه من اعتصارها والثبات ساعة واحدة على خصامها ..
وصلوا البيت حمل حقيبته بنفس الهدوء وهو يبتعد بنظراته عنها حتى وصلوا البيت..
استدار يريد الذهاب للغرفة ومحاولة الثبات على خصامها أمسكت يده وهمست بحزن " أنا آسفة بس تصدمت لما شوفتك معاها أنا من حبي فيك غيرت عليك لو كنت قولتلي من الأول "
آسر بعتاب " ما وجعنيش الألم قد ما وجعتني كلمة طلاق قد ما رجعت ولقيتك ماشية توجعت اوي ... معقول كنت ههون عليكي تسيبيني وتبعدي وانتي عارفة اني أموت فعلا من غيرك "
ردت بخجل ودموع " آسر أنا أسفة سامحني والله العظيم ما تتكرر "
آسر بحدة " طيب بصي يكون في علمك بعد كدة انتي مراتي لآخر يوم في عمري لو يحصل بينا ايه لو الدنيا تتحر.ق لا ابوكي ولا اللي اكبر منه هيقدر ياخدك مني على جثتي انتي فاهمة "
كان كلامه رغم حدته جميل أرضى غرورها وقلبها كان يتأملها يالهي كم يعشقها ماذا سيحدث ان فتحت قلبي ووضعتها به حتى لا تبتعد عنه مرة أخرى..
ماسة بهمس " طيب ينفع تعطيني فرصة اصالحك "
نظر لها ولم يتكلم ركضت بسرعة لغرفتها وهو جلس على احد الارائك يفكر كيف يأكلها الان وخيالاته تتمثل أمامه وهو يبتسم ببلاهة حتى خرجت أمامه فتح عينيه على آخرها وكل حواسه تأهبت وأنفاسه كانت تعلو بسرعة..
كانت ترتدي ولأول مرة قميصا قصيرا ستان باللون الأحمر بحذاء بكعب عال وتطلق لشعرها العسلي بلون عيونها العنان وتضع فقط أحمر شفاه صارخ وترسم عينيها بكحل زاد عينيها جمالا ..
كانت خجلة جدا فلأول مرة ترتدي هكذا لأنه يستحق أن تفعل اي شئ لأجله
أما هو فيحاول التفكير في تمارين المخاب.رات بضبط النفس حتى لا يؤذيها ان ترك نفسه الان لتلك الفتنة التي أمامه..
اقتربت منه وسحبت يده توقفه وهمست بخجل " ايلين لبستلك كدة كانت نظراتك ليها ازاي "
آسر بصوت متحشرج " لبست أكتر من كدة وما فيش حاجة حركت فيا شعرة وحدة ولا شوفتها أنثى أصلا "
اقتربت أكثر وهمست " بس هيا حلوة أوي أحلى مني بكتير "
آسر بجنون " مافيش بنت في الدنيا أجمل منك يا ماسة "
أخفضت عينيها بخجل ليهمس بوقا..حة " أنا مش قولتلك ما بحبش المكياج أقسم بالله هتموتيني ناقص عمر"
ماسة بصوت خافت " أنا عملت ايه بس "
وهنا كان يجب أن يسكتها يكفي كلام كانت تجننه مع كل همسة مع كل حركة تلك الجنية التي دخلت حياته لتفقده عقله كان من المفترض أن يخاصمها لكن بمجرد أن ضمها نسي ماذا حدث ...
بعد مرور أسابيع جميلة جدا في حياتهم ... كانت تجهز له مفاجأة جميلة من اجل عيد ميلاده ..
اتصلت به " فاضلك قد ايه "
آسر بضحك " دي عاشر مرة تتصلي فاضلي ربع ساعة يا روحي "
ماسة بحماس " اوك اول ما توصل كلمني قبل ما تتطلع تمام واطلع شقتنا قبل مامتك عايزاك بموضوع مهم "
آسر " تمام يا فاندم "
ماسة بهمس " آسر "
آسر " عيونه "
ماسة بخبث " بحبك "
وأغلقت الهاتف نظر للسماعة وقال بغيظ " دي لو قاصدة أعمل حادثة مش هتقولي كدة بس ماشي مش فاضل كتير وهدفعك تمن الكلمة دي أوي "
وصل شارعهم ودخل به بابتسامه وحب لكن شعر بضيق تنفس فجأة وضع يده على قلبه ليسمع صوت انف.جار قوي زاد سرعته ليجد شقته قد ان.فجرت كااااملة والنار تأكلها من كل مكان ...
*****
أوقف سيارته أمام المختبر وسأل بحنان " هتتأخري"
ردت بهدوء " لسة مش عارفة هأخلص وأكلمك ".
كان يشعر بانقباضة في قلبه فقال بضيق " أنا هأصلي في المسجد الضهر بعدين أروح كم مشوار كدة تكوني خلصتي "
هزت رأسها وفتحت الباب سحبها لحض.نه وقبل جبينها وقال بقلق " خلي بالك من نفسك يا روحي "
تنحنحت بخجل وهبطت بسرعة وذهبت ناحية المختبر وهو استدار للخروج من البوابة كاد يصطدم بفتاة هبط يطمئن عليها واعتذر لها وصعد سيارته مرة أخرى ليوقفه صوت انف.جار قوي زلزل المكان توقف مكانه وهبط بسرعة يرى ماذا حدث ليرى المبنى الذي به المختبر تشتعل به النيران من كل مكان كان عبارة عن كتلة حمراء
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
( رواية سيف القاضي )