جديد

روايه سيف القاضي الفصل الواحد والثلاثون بقلم اسراء شويخ

 روايه سيف القاضي الفصل الواحد والثلاثون 

 بقلم اسراء شويخ






وصل شارع بيته وعلى وجهه ابتسامة شعر من نبرة صوتها أن هناك مفاجأة ليقف بعدم تصديق عند رؤيته لشقته تنف.جر كاملة... 

حدق بعينيه يرى الدخان والنا.ر تخرج من كل مكان كان المنظر مهول يؤكد له أن كل شئ بالمنزل أصبح رماد..

خرج من سيارته بهدوء وعينيه مسلطة على المنزل وكل شئ يمر أمامه ضحكتها همستها لمستها براءتها كل شئ عاشه معها مر أمامه فقط أصبح الآن رماد ماسة من حلم بها بكل ثانية وعشقها حد النخاع أصبحت غير موجودة..

ملامحه كانت باردة لا توحي بشئ وهل للميت عند خروج روحه أي ردة فعل ..
ركع على ركبتيه عندما شعر أنها غير قادرة على حمله هل انتهى كل شئ هل ذهبت انزل رأسه وكتفيه يفكر ماذا عساه يفعل هل ان صرخ سيرتاح هل يدخل للبيت يلحق بها ألن يراها ثانية ؟؟ 

شعر بيد توضع على كتفه رفع رأسه رأى والدها ينظر له همس بصوت مختنق " كانوا استنوا بس خمس دقايق اكون معها كانوا استنوا أموت معاها "

حتى سمع أجمل همس في حياته أجمل صوت دخل اذنه لم يستدر عندما ظن أنه يحلم لتركض تتعلق برقبته وهو ما زال على الأرض فقد رأته من بعيد كجثة هامدة عندما ظن أنها بالبيت.. 

لم يحت.ضنها فقط يستوعب هل هيا معه أم الصدمة جننته نظرت له وقالت وهيا تهز رأسها " أنا كويسة يا حبيبي خرجت من البيت قبل ما ينفجر "

وعادت ضمه يقولون أن الانسان يموت مرة واحدة يقسم انه مات مئة مرة عندما رأى البيت رماد لكن الآن عادت روحه اليه أجمل ايام حياته الآن... 

دون اي كلام دفن رأسه في عن.قها وغاب عن الدنيا شعرت بسيل من الدموع على كتفها وهو يشدد من ضمها يريد ادخالها بقلبه .. 

كان يراقبهم ودموعهم تهبط ماذا كان سيفعل لو تأخر قليلا يا الهي ما أصعب شعور الفقد .. 

فلاش باااك 
" يوسف باشا"
أجاب بنسيان " مين معايا "

رد بلهفة " مسعد يا باشا اللي أنقذت امه مرة انت ومراتك عالطريق فاكر يا باشا وتكفلت فيه"

يوسف وقد تذكر قليلا " ايوة اهلا يا حبيبي محتاج حاجة "
مسعد " انا يا باشا الدنيا ورطتني مع ناس مش ولا بد النهاردة كانوا عايزين ينت.قموا من ظابط مخابرات عشان بوظ ليهم عمليتهم بانهم يفجروا بيته ومراته فيه "

رد بنفس متقطع " آسر "
مسعد " بالضبط اللي لفت انتباهي انهم قالوا وتبقى فرصة ننت.قم من ابن القاضي في بنته  التنفيذ يا باشا بعد ربع ساعة تقريبا لازم تلحقها" 

اغلق الخط وقام بالاتصال بها وهو يركض بكل سرعته للخارج كانت قد أغلقت الخط للتو مع آسر
ردت بحب " حبيبي عامل ايه "

يوسف بلهفة وحدة " ماسة اخرجي من بيتك بسرعة لاخر الشارع "

ماسة بقلق " في ايه "

يوسف بصراخ " بس آجي هفهمك اخرجي بسرعة يا حبيبتي بسرعة "

أمسكت اسدالها وارتدته على عجله وركضت لآخر الشارع دخلت أحد العمائر حتى استمعت لصوت الانفجار شهقت برعب عند رؤيتها لبيتها والنار تخرج منه من كل مكان فرق دقائق فقط .. بعد وقت قصير وصل لها أبيها يضمها بلهفة وجنون لو تأخر دقائق لكان الآن يتحسر عليها .. 

ماسة برعب " بابي بيتي تفجر كنت هموت فيه "

يوسف بدموع " الحمد لله يا حبيبتي الحمد لله "

عمل خيري منذ سنوات عاد اليه اليوم بانقاذ ابنته ان كان يفعل الخير قبل ذلك فبعد اليوم لن يتوقف عن فعل الخير 
فاق من شروده على صوتها " آسر آسر يا بابي زمانه وصل وهيموت عليا "

مشى ناحية البيت ليجده يجلس على ركبتيه كمن فقد روحه وعندما سمعت صوته بجملة " كانوا استنوا دقايق بس اموت معها "

شعرت بروحها تركض له وتحت.ضنه ...
بااااك 

آسر بصوت متحشرج " متشكر اوي يا باشا "

رفع حاجبه ورد بسخرية " متشكر على ايه بقى؟؟ دي بنتي على فكرة "

آسر بوجع " انت انقذت بنتك بس انقذت حياتي جميلك ده في رقبتي لآخر عمري صدقني كنت هموت بجد لو حصل ليها حاجة "

يوسف بابتسامه " الحمد لله يا حبيبي عرفت انه اهلك مش في البيت وده من حسن حظنا انا هكلم والدك وتعال معايا ارتاح في الدور اللي فوق انت ومراتك "

هز رأسه ومشى معهم وهو ما زال يحض.تن كتفها حتى وصل غرفتها .. همست بحنان " هجبلك غيار من غرفة سيف عبال لتستحم "

هز رأسه ومشى بأقدام ثقيلة كانت دموعه تختلط بماء الاستحمام ماذا كان سيفعل لو لا قدر الله حدث لها مكروه يا الهي ما أكرمك سيشكر الله حتى آخر يوم في عمره .. 

خرج وجدها تستقبله بابتسامه قامت بمساعدته بارتداء ملابسه لاحظت عينيه الحمراء همست بتعب " آسر أنا كويسة كفاية عشان خاطري"

قبل جبينها وهمس بابتسامه " هصلي تكوني استحميتي يا روحي "

صلى وسجد سجدة بكى بها بشدة وهو يردد عبارات الحمد حتى انتهى اقتربت منه واحت.ضنت وجهه واقتربت منه كانت دعوة منها لأول مرة .. 

شعرت بدموعه رفعت رأسها وهمست بألم لحالته" هتفضل كدة كتير والله أنا كويسة "

رد بشهقات " كل ما أتخيل اني دلوقت كان ممكن اكون لا قدر الله.. سكت وبكى أكثر وأكمل "بدف.نك قلبي بيتخلع من مكانه مش اعتراض والله بس نفسي ربنا ياخد من عمري ويعطيكي "

خفق قلبها على كلامه وعشقه وهمست بعشق " ياريتني عرفتك من زمان يا آسر "

آسر بهمس " آسر مجنون فيكي يا ماسة "

ابتسمت بحب وهمست " يلا عشان تاكل لقمة وتنام ترتاح شوية .. كنت عملالك عيد ميلاد ومفاجأة قلبت كارثة "

أجاب وهو يضمها " أحلى مفاجأة في حياتي كانت سلامتك يا روحي أجمل مفاجأة في عمري واحلى عيد ميلاد يمر عليا عشانك معايا "

ماسة بلهفة " نفسي أعرف نوع البيبي "

آسر بابتسامة " اللي من ربنا يا محلاه قرب ميلادك وان شاء الله خير يلا عشان تاكلي "

****

تركها تصعد للمختبر وتحرك بسيارته اعترضت فتاة طريقه هبط يتأسف لها ثم عاد لسيارته ليوقفه صوت انف.جار استدار لتزهق روحه عند رؤيته للمختبر ركام ومن هول الانف.جار كان المبنى كله تقريبا قد تضرر .. 

مشى بخطوات بطيئة وصورة النار منعكسة كانت على بؤبؤ عينيه ... أحلامه أماله تحطمت بثانية فقط كان يحلم بقلبها يوما واحدا ويموت بعدها يوم واحد حرم من حلم سنوات شعر بتصلب قدميه وتشنج جس.ده ليسقط على الارض صريعا لنوبته وكيف سيصمد امام هذه الصدمة ... فجعة حلت بحياته ..

فتح عينيه بعد يوم كامل ليجد نفسه بالمشفى سمع صوت والده بلهفة " حمد الله عالسلامة يا حبيبي خضتني كدة مش عايز تفوق ايه اللي حصل خلاك كدة هيا بيسان زعلتك في حاجه"

كأن اسمها أعاده للواقع نظر لوالده وهمس بصوت متقطع " بيسان راحت ... حلم ..."

قاطعه دخولها الغرفة بلهفة " أخيرا فوقت حرام عليك وقفت قلبي "

ابتلع ريقه بذهول وهمس بصدمة " بيسان انتي.. "

بيسان باستغراب " في ايه "

مصطفى بعدم استيعاب " المختبر "

امتلأت عينيها بالدموع وهمست بوجع " ناس كتير راحت بعمل اجر.امي زي ده مين اللي عمل كدة وليه "

كان ينظر لها يستوعب صوتها وأنها أمامه نفض رأسه عدة مرات ثم سحبها من يده تسقط على السرير واحت.ضنها بل اعتصرها واهتز جس.ده من البكاء .. 

علي بقلق " مصطفى مالك ي حبيبي "

مصطفى بدموع وفرحة " انتي خرجتي من المختبر ازاي "

فهمت هيا ووالده سبب حالته لتهمس بألم " طلعت المختبر في الطريق فكرت انه فاضل نص ساعة عالمعمل نزلت ورحت المصلى عشان اصلي يدوب وصلت كان المختبر ولع "

عاد يضمها بلهفة وجنون ويقب.ل كل انش في وجهها تركهم والده وخرج وهو ما زال يضمها كأنها أغلى اشياءه تحت خجلها الشديد .. 
مصطفى بهمس " كانوا عايزين يحرموني منك لو تعرفي حسيت بايه "

بيسان بدموع ' شفت المختبر والع جريت لقيتك عالارض جرينا بيك بالعربية حد من الحرس بلغ بابا علي ووصل اخر اليوم وفضل جمبك "

تنهد بتعب وهمس " وماما عرفت حاجة "

رفعت اكتافها كاشارة لعدم معرفتها ثم همست بحنان " دلوقتي ارتاح شويا هجبلك تاكل "

سحب يدها مرة اخرى واقترب منها بحب فترة كانت كرجوع روحه له ابتعد قليلا ينظر لها وهي مغمضة عينيها ثم همس " دلوقتي كلت "

بدأ التحقيق بانف.جار المختبر كان علي قلق جدا خصوصا انه متأكد ان المقصودة بذلك بيسان 

بيسان " حضرتك بتقول ايه "

علي بحنان أب " عشان خاطري حاولي تفهمي لو اختراعك لعلاج كورونا نجح استحالة يسيبوكي انتي كدة بتهدمي تخطيط دول كبيرة هيموتوكي مش هسيبوكي يا حبيبتي "

بيسان باعتراض " حتى لو هموت اكون فخورة جدا ان أموت وانا بحاول أنقذ البشر انا من اول ما المرض ده انتشر وانا كان كل حلمي اني اخترع علاج ليه واخفف وجع الناس المريضة وكبار السن والأطفال ولو متأكدة اني هموت في سبيل ده ما عنديش مانع "

قالت كلامها دخلت غرفتها تبكي بسبب ما تمر به وبسبب صدمتها بشر الناس التي تريد الأذية لغيرها...

نظر علي لولده الذي شحب لونه من مجرد التخيل أن يحدث لها شئ 
مصطفى بهمس " مش هينفع يحصل ليها حاجة مش هأقدر ساعتها والله ما أقدر "

لا يصدق أن هذا ابنه الثقيل العاقل الهادئ قد تغير كليا منذ رؤيته لتلك البيسان مرضه من جهة تعبه وقلة راحته فقد بان الهم على وجهه جعله يكبر عشر سنوات لعن الحب ويوسف وأولاده...
علي بتعب " مصطفى انت ربنا نجاك من جلطة امبارح عشان خاطري ريح نفسك يا حبيبي احنا مالناش غيرك "

مصطفى بشك " تقصد ايه "

علي " ايه جالك من كل ده سيبها وريح نفسك انا متأكد انها مش بتحبك هتتعب نفسك ليه هتولع في نفسك عشان تقيد ليها ليه واخد ايه من كل ده "

احمرت عينيه حتى بانت الشعيرات بها وقال بحدة " انت وماما شوفتوا من بعض كتير اوي ماحدش فيكم ساب التاني ليه "

علي بضيق " عشان كنا بنحب بعض ماحدش فينا قادر يستغنى عن التاني "

مصطفى بعصبية " وأنا بحبهااااااا لو كانت قادر اريح نفسي من العذاب ده كنت عملت كدة قولي اقنع قلبي ازاي اضغط على الزرار اللي يخليني أنساها بابا انا بعدي عن بيسان يعني موتي افهم هأستحمل يا أكسب قلبها يا أموت "

قال كلماته وغادر نعم فقد أنهكه حبها لكن لا يوجد بديل اما تعبه في حبها او موته في بعدها اختار التعب لعله في الآخر يكسب قلبها ....

****

دخلت البيت صامتة فقد تنظر له وهو يصرخ حتى أنها لم تستمع ما قال فقط تنظر له ...

سيف بحدة " انا مش بكلمك ما تردي ساكتة ليه "

همست بهدوء " بفكر ايه اللي يجبرني استحمل كل ده "

سيف بعدم فهم " مش فاهم تستحملي ايه "

اقتربت منه وقالت بهدوء " اي مشكلة تحصل خصوصا أما تغير غيرتك الجنونية دي تقلب وحش تتعصب وتصرخ أنا ايه اللي يجبرني استحمل ده "

ابتلع ريقه من لهجتها وطريقتها في الكلام فلأول مرة تتكلم هكذا انتبه لنفسه وانه تعصب كثيرا مسح وجهه واقترب منها رجعت للخلف بسرعة وهمست بلهجة مختلفة تماما " بحبك اوك ما أقدرش أعيش من غيرك ما اختلفناش لكن تصرخ عليا وتهزئني قدام اللي موجود ساعتها هيكون في وقفة "

اقتربت منه كثيرا ونظرت داخل عينيه " أنا عشت برنسس لأقصى درجة كان عندي بابي ومصطفى وجدو وخالو عمر شايلني عن الأرض شيل عمر دمعة ما نزلت بسبب واحد فيهم حتى لو غلطت الاقي مليون حض.ن هتكونلي كدة يا سيف هتلاقيني ملك ايديك هتفضل كدة هدوس على قلبي ي سيف اكيد فاهمني'

قالت آخر كلامها بصوت مختنق فقد تظاهرت بالقوة والحدة وأنها تستطيع الاستغناء لكنها تكذب فهي تعشقه وهو كذلك لكن لكل شخص طريقة في عشقه..

سحبها لحض.نه وهو نادم كل الندم يعلم ان هذا الكلام من وراء قلبها لكنه السبب به رفع وجهها واقترب منها بكل ما أوتي من عشق يعتذر بكل الطرق .... 

كان تجمع الجميع باسبوع توأم ماسة " بيان وكيان " بنتان

كان الاسبوع بفيلا القاضي هبطت شام قبل حضور الضيوف كان فقط اسراء وشام وبيسان كانت ترتدي فستان جميل جدا لكن وزنها كان قد زاد فترة زواجها فكان ضيق لم تنتبه له ... 

اما هو فقد جن جنونه عندما رأه عليها كان جميلا لأقصى درجة يبرز جمالها من كل النواحي... 

اقترب منها وسحب يدها وقال بصراخ " ايه اللي انتي لابسة ده"

ارتعبت من منظره وقالت بتقطع " ماله في ايه "

صف.عها آخر ظهرها بقوة وقال بجنون " مش شايفة في ايه جس.مك كله باين اتفضلي غيري "
كل عام وانتم بخير لا تنسوا بالدعاء لغز.ة في هذا اليوم الفضيل 



لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-