رواية لتسكن قلبي الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن 5و6و7و8 بقلم دعاء احمد
الفصل 5,6,7,8🖤
الفصل الخامس
الساعة تمانية
مريم كانت واقفه بتسرح شعرها أدام المراية بعد ما جهزت العشاء للضيوف و جهزت السفرة.
صدفة كانت قاعدة في البلكونة بتتكلم مع خالها شوقي اللي بيحاول يقنعها ترجع
صدفة بجدية :يعني هي بتلوي دراعي يا خالو و فاكرة أنها علشان وقفت الكريديت كارت بتاعي هرجع يعني...
شوقي بحب:صدفة يا حبيبتي دي والدتك و انتي عارفة هي بتحبك اد ايه و عايزاك تبقى جانبها، افرضي تعبت و لا جرالها حاجة.
صدفة :مبتتعبش يا خالو هي بس بتتعب اللي حواليها، دي مش قسوة و الله بس انا من حقي احس و لو لمرة اني عندي عايله هو مش من حقي...
شوقي :من حقك يا حبيبتي من حقك كل حاجة حلوة في الدنيا بس انتي عارفها مش هتسكت الا لما ترجعي... انا عارف انك عايزاه تفضلي من والدك و اختك بس على الاقل ردي علي مكالمتها لأنها هيجرالها حاجة من العصبية بسبب قفلك الموبيل...
صدفة:حاضر يا خالو... حاضر من عيوني اي حاجة تانية.
شوقي :بحبك و انتي مطيعة كدا.... بقولك يا صدفة انتي شفتي مريم؟
صدفة بصوت واطي:ايوة يا خالو و اتكلمت معها لكن مفتحتش كلام عن ماما...
شوقي:هي جانبك؟
صدفة:اه بس مشغولة
شوقي بحب:طب ممكن تفتحي الكاميرا و تصوريها من غير ما تاخد بالها.
صدفة:ياريتك ماما لو كانت زيك يا خالو
شوقي: بلاش تتكلمي بلطف لو سمحتي علشان بتاخدي قلبي
صدفة بابتسامه :و انا كمان واخد قلبي يا خالو... مش ناوي تهرب من ماما و تنزل مصر المكان هنا عسل اوي و شكل البحر جميل و فيه بنات حلوة هنا تقدر تعاكسهم.
شوقي ضحك غصب عنه:
لا دا انا كدا احجز و انزل على ضمانتك يا ست صدفة...
صدفة بثقة:عيب عليك.... بس انت عارف بجد انا هبقي مبسوطة اوي لو انت نزلت اسكندرية و نزلنا سوا نتمشى و نتفرج على المكان لاني لسه مخرجتش...
شوقي:لسه مخرجتيش ؟ ليه دا انتي بقالك اسبوع في مصر...
صدفة :مكنش ليا نفس اخرج... كنت قاعدة في الاوتيل... و بعدين هخرج مع مين! كنت هخرج لوحدي لا بلاش احسن.
شوقي بخوف: صدفة أنتي كويسة؟
صدفة :اه كويسة... متقلقش عليا انا بس كنت محبطة و خايفة معرفش طريقهم علشان كدا مخرجتش...
شوقي:اسمع انا هبعتلك فلوس علشان لو عوزتي تشتري حاجة و والدتك مش هتعرف.
صدفة:لا يا خالو انا مش عايزاه حاجة... و بعدين انا عاملة خطة اني هدور على شغل انت عارف اني شاطرة في الحسابات و إدارة الأعمال...
شوقي:انت هتقولي لي ما هو على يدي، صدفة خالي بالك على حالك، و اوعي تثقي في اي حد و كل شويه كلميني طمنيني عليكي و متنسيش تاخدي ادويتك... و تكلمي والدتك تطمنيها عليكي.
صدفة:حاضر علشان خاطرك انت بس
شوقي:و خالي بالك من شباب مصر فاهمة، و اوعي تحبي.
صدفة؛ أحب؟! أنا...
شوقي:و ايه اللي يمنع بقا... متعمليش زي خالك البنت اللي حبها خاف يقولها انه بيحبها و ساب اسكندرية و سافر يشتغل و من بعدها معرفش يحب تاني.
صدفة : خالو انا عايزاه احضنك.... عايزاه اتحضن....
شوقي ابتسم بأريحية و اتكلم بهدوء:خالي بالك على نفسك يا صدفة و اهتمي بنفسك و باكلك و ان شاء الله اول ما أنزل مصر هاخدك في حضني لحد ما تقوليلي انك هتتخنقي.
صدفة:انا عمري ما اتخنق منك يا خالو.
شوقي دمع غصب عنه لأنها بمنتهى اللطف بتخليه يحس بالسعادة يمكن لان هو اللي رباها و يمكن لانه مخلفش و مراته توفت و يمكن لأنها كانت أكتر حد فاهماه
شوقي :طب انا لازم اقفل دلوقتي علشان عندي شغل اد كدا فوق دماغي و امك مش بترحم.
صدفة :ربنا يعينك... و متقلقش هبقي اصور مريم و هبقي اتصل اطمن على ماما...سلام بقا.
شوقي:سلام.
صدفة قفلت الموبيل و بصت من البلكونة شافت ابراهيم داخل البيت و معه شنط كتير
بصت وراها لقت مريم قاعدة ماسكة الموبيل
صدفة:مريم هو انتي خريجة ايه؟
مريم :آداب فرنساوي...
صدفة:طب و اشتغلت قبل كدا.
مريم:توتو بابا كان رافض فكرة الشغل لانه بيقلق عليا و مكدبش عليكي انا كمان ريحت دماغي من حوار الشغل دا... يعني أنا مسيري اتجوز و اقعد في البيت.
صدفة:طب و بتصرفوا منين... اقصد يعني انا عرفت ان بابا ساب شغله في شركة الكهرباء.
مريم:ايوة و فتح محل عطارة كبير... بس في الفترة الأخيرة مبقاش يقدر ينزل المحل كتير و اللي بيقف مكان شاب اسمه عيسى بابا مستامنه على المحل.
صدفة بجدية:طب و الشغل دا بيكسب.
مريم :بصي هو زمان كان اه بس الفترة الأخيرة الايراد بتاع المحل مش اد كدا بس يعني لان المحل قديم و كدا.
صدفة:بس اللي اعرف ان المطبخ المصري بيستخدموا البهارات يعني الطلب على العطارة مش بسيط... انتم واثقين في اللي اسمه عيسى دا.
مريم :بصي هو بابا بيثق فيه لانه واقف في المحل من زمان بس بابا كان بيقف معه.
صدفة بشك:بس المال السايب يعلم السرقة..
مريم:واضح انك مش بتثقي في الناس... و دا غلط...
صدفة:مش كدا و الله بس انا بكلمك جد... لان انا اشتغلت مع خالو شوقي فترة و هو علمني ان الثقة الزيادة ممكن تبقى خسارة اذا مكنتش في الشخص المناسب...بقولك انا عايزاه اروح المحل و اشوف الشخص دا هو بيشتغل كل يوم.
مريم:اه... كل يوم من الساعة عشرة لحد الساعة تمانية بليل
و الجمعة لحد قبل الصلاة و بعد كدا بيقفل
صدفة:طب انا عايزاه اروح المحل.
مريم؛ دلوقتي في ضيوف جايين ياله قومي اللبسي علشان شوية و هنلاقيهم جايين.
صدفة :ماشي بقولك ما تيجي تختاري معايا علشان بحس ان لابسي جريمة بالنسبة ليكم.. فاختاري معايا
مريم:ماشي ياله بينا...علي فكره لابسك حلو اوي انا شفته جميل بجد و كان فيه كم حاجة عايزاه اجربهم.
صدفة بحماس:الدولاب كله عندك اختاري اللي يعجبك و خديه.
مريم:عادي كدا يا بنتي!
صدفة:اه عادي انا هبقي مبسوطة لو لابسنا سوا من نفس الهدوم...
مريم:شكلك هبلة و على الله حكايتك، بس قومي اختارلك حاجة تلبسيها
صدفة قامت معها و فضلوا يختاروا لحد ما سمعوا جرس الباب بيرن
مريم:دي اكيد خالتي شمس...
صدفة : طب انا هغير فين دلوقتي...
مريم :هنا عادي...
صدفة:طب اخرجي ياله..
مريم:ماشي متتاخريش...
صدفة هزت رأسها بالايجاب و مريم خرجت.
********************
في الصالة
عبد الرحيم ابتسم و هو بيفتح الباب لإبراهيم و والدته
عبد الرحيم :اتفضلوا... اتفضل يا إبراهيم
ابراهيم و هو بيسلم عليه:اهلا يا حاج عبد الرحيم...
شمس سلمت على مريم و حضنتها
:بسم الله ماشاء الله كل يوم بتحلوي يا مريم.
مريم بابتسامة:تسلمي يا خالتي... اتفضلوا العشاء جاهز.
شمس راحت معها و إبراهيم دخل مع ابوها و هو باصص في الأرض حط الأكياس في جنب.
كان شيك جداً و مهندم
لابس بليزر رصاصي و بلوفر اسود و بنطلون جينز اسود
دقنه مرتبه... جميل.. طويل و ملامحه قمحاوية عنده دقن خفيفة.
عبد الرحيم :تعبت نفسك ليه يا ابني مكنش له لزوم كل دا
ابراهيم :دي حاجة بسيطة يا عمي...
كلهم قعدوا على السفرة و بدوا ياكلوا لكن قاطعهم صوت جزمة صدفة و هي خارجة من اوضتها
عبد الرحيم :اعرفكم يا جماعة... صدفة بنتي.
شمس بصت لصدفة اللي كانت جميلة جداً رغم أنها نسخة من مريم لكن ابتسامتها مختلفة فيها حاجة تشد.
يمكن لمعة الثقة و الحيوية اللي في عيونها و ان ابتسامتها بتدي احساس مريح
شمس:بنتك؟ هو انت عندك بنت تانية غير مريم.
صدفة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلهم:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبد الرحيم بجدية:ايوة... صدفة بس هي كانت مسافرة برا مصر عايشة مع والدتها.
شمس:بسم الله ماشاء الله بناتك ما شاء الله عليهم يا حاج عبد الرحيم الاتنين زي القمر.
صدفة ببساطة :و انتي كمان شكلك جميل.
شمس و هي بتحضنها :لا و لسانها حلو كمان دا انت تخاف عليهم بقا.
ابراهيم كان باصص في طبقه و مش مهتم لانه عارف ان والدته جايبه الزيارة دي علشان تخليه يوافق انه يرتبط بمريم
عبد الرحيم :و الله خايف عليهم من غير حاجة.
شمس:يا عم متشلش الهم كدا بناتك دول بناتي و مفيش حد يستجرا يبص لهم و اللي يتجرا و يعمل كدا يبقى جيه لقضاه و بعدين دا انا خلاص حبيتها يعني متقلقش عليها.
ابراهيم اتضايق
صدفة قعدت جانب مريم و كلهم كانوا بياكلو و ام إبراهيم مش سايباه لا صدفة و لا مريم و كل شوية تسالهم عن حاجة لحد ما صدفة صدعت و حست انها في استجواب.
صدفة بصت لابراهيم و اتكلمت بجدية و ضيق و لسه في دماغها الموقف اللي حصل بينهم
:على الله يكون الاكل عجبك يا استاذ ابراهيم.
إبراهيم رفع رأسه و بص لها :جداً...
صدفة:طب كويس مريم اللي عملت الاكل دا كله... هو انت مش عايز تقول حاجة.
ابراهيم :حاجة ايه؟
صدفة:تعتذر مثالا...
إبراهيم :و اعتذر على ايه بقا ان شاء الله.
صدفة بغيظ:يعني مش عارف على ايه!
ابراهيم بضيق من صوتها العالي : لا مش عارف و وطي صوتك و انتي بتتكلمي معايا.
صدفة:و الله...يعني مش عايز تعتذر على عملته معايا النهاردة انت و الولاد الاشقيه دول... و لا نسيت
ابراهيم :لا منستش و بعدين هو انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا كنتي عايزانى اعمل ايه اقف اصفرلك...
صدفة بغيظ : انا مش فاهمة انت جايب الثقة دي منين هو انا كنت خطيبتك و لا مراتك و لا حتى مريم تبقى خطيبتك علشان تبقى محموق كدا و لا علشان تتعدى حدودك كدا.
إبراهيم :اللهم طولك يا روح دا انتي لسانك طويل و قليلة الذوق كمان.
شمس بضيق:صلوا على النبي يا ولاد في ايه و بعدين انت عملت ايه يا ابراهيم.
عبد الرحيم بضيق مماثل:صدفة دول ضيوفنا اتكلمي كويس و وطي صوتك.
صدفة بغضب و تهور
:يعني انا اللي غلطانه دلوقتي... ما انت متعرفش حاجة يا بابا و لا حتى شفته هو و الولاد...
ابراهيم بعصبية :قلتلك وطي صوتك و بعدين انا اللي مفروض اعتذر و لا انتي مشوفتيش شكلك كان عامل ازاي و لا عروسة المولد... و بعدين انا اللي عملته دا مش علشان انتي خطيبتي لا يا حلوة... علشان انتي جارتي و ابوكي زي ابويا محبش ان حد يتكلم عنه وحش علشان بنته معندهاش حياء...
صدفة دمعت من كلامه و عصبيته عليها
صدفة بصراحة و بساطة :انت بني آدم وقح... انا بكرهك
فجأة قامت و سابتهم
عبد الرحيم بحرج :انا اسف يا جماعة بس هي اتربت برا مصر و متعرفش الأصول انا اسف
ابراهيم رغم انه كان متغاظة منها و متضايق من أسلوبها لكن لما شاف دموعها اتضايق رغم انه حاسس انه مغلطش لما شالها و دخل العمارة لان لابسها و شكلها كان مضايقه لكن مع ذلك كان مستغرب بساطتها في الكلام و أنها بتقول اي حاجة تيجي في دماغها حتى لو مش وقتها.
شمس:حصل خير بس هي زعلت ليه انت عملت ايه يا إبراهيم... خليني ادخل اصالحها .
عبد الرحيم :لا يا ام إبراهيم مالوش لازمه دا دلع بنات انا اسف عن اللي حصل اتفضلوا كملوا عشاكم.
***********************
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل الخامسالفصل السادس
صدفة دخلت اوضتها و هي متضايقة من ابوها و أنه غلطها رغم انه ميعرفش اللي حصل بينها و بين ابراهيم.
قعدت على السرير كانت عيونها حمراء و مدمعه بسبب كلام إبراهيم السخيف عنها، هي مكنتش شبة عروسة المولد و لا كانت حاطة ميكب و لابسها كان عادي بالنسبة ليها
جيب و بلوزة و جاكيت و مكنش ضيق و حتى إذا كان فعلا مش احسن حاجة فهو ميخصوش علشان يتدخل
و لا ينفع يحرجها كدا ادامهم و لا ينفع يقول انها قليلة الحياء.
كل دا مكنش فارق معها بس على الاقل كان نفسها والدها يقف في صفها او يحفظ ليها كرامتها هي بنته
لكن موقفه كان سلبي.
كل دا كان كلام كتير بيدور جوا دماغها، كانت منتظرة ان هو يدخل يطيب خاطرها او حتى مريم تدخل وراها تقولها متزعلش لكن سمعت صوت ضحك مريم مع والدة ابراهيم و هم بيتكلموا بصوت عالي و صوت الباب بيتقفل.
حست بالزعل ان محدش اهتم ليها و لا حد اهتم يصلحها او حتى يعاتبوها على اللي حصل بس بينهم و بين بعض
كانت محتاجة تحس ان في حد مهتم يعرفها الصح من الغلط مش زي ما ابوها قال إنها اتربت برا مصر متعرفش الأصول.
صوت ضحكهم و كلامهم خلاها تحس انه اللي حصل عادي و كأن زعلها مش مهم، قامت غيرت هدومها و حاولت تنام لكن مقدرتش قامت فتحت شنطتها و طلعت شريط حبوط اخدت واحدة و راحت تنام و فعلا ربع ساعة و كانت نامت بعمق.
عند إبراهيم
بعد حديثه مع صدفة كان حاسس انه متضايق انه استفزازها للدرجة اللي خلتها تعيط و مكنش هيحصل حاجة يعني لو اعتذر و خلاص
رغم انه مش حاسس انه عمل حاجة غلط لكن اول ما شاف دموعها حس انه غلط و مكنش ينفع اللي عمله.
لكن استغرب طريقة ابوها في التعامل معها و أنه حتى لو إبراهيم انفعل و كلامها بأسلوب مش كويس في لحظة غضب كان مفروض ابوها يعترض لكنه معملش كدا.
و دا اللي خلاه يتضايق من نفسه و من الموقف كله و يمشي بعد العشاء على طول و ساب والدته مع مريم.
كان قاعد على القهوة سرحان و متضايق من نفسه و حابب يعتذر لها... كان متلغبط لأول مرة
لأول مرة يحس انه متلغبط بسبب واحدة، من ناحية حاسس انه مش غلطان و من ناحية تانية حاسس انه غلط و دا في حد ذاته مخليه يفكر في صدفة و دي يمكن المشكلة أنه اول مرة يفكر في حد كدا.
بقا له ساعة الا ربع قاعد ساكت حس انه دماغه صدعت نفخ بغيظ ان هي مكملتش يوم واحد في المنطقة و عملت فيه كدا.
قام راح الوكالة كان العمال شغالين، عزيز لما شافه استغرب انه جيه لانه قاله يبقى يقفل هو
عزيز:غريبة... مش انت قلت لي مش هتيجي و انك مشغول...
ابراهيم بجدية :خلصت اللي ورايا قلت ارجع اشوف الدنيا ماشية ازاي.
عزيز باستغراب :ماشيه ازاي؟ محسسني اني اول مرة اباشر الشغل و انت مش موجود مالك يا عم حصل ايه.
ابراهيم بحدة :في ايه يا عزيز انت هتفتح لي تحقيق ما اجي وقت ما انا عايز...
عزيز:خلاص يا عم انت هتضربني... انت حر.
عزيز سابه و مشي و ابراهيم خلي واحد من العمال يجيب له قهوة.
******************
في فجر يوم جديد
صدفة صحيت من النوم و هي حاسة انها مصدعة، اتخضت اول ما حست بحد جانبها لكن هديت لما افتكرت أنها مريم.
قامت شغلت النور و بصت لمريم
:مريم... مريم
مريم بكسل و نوم:في ايه يا صدفة...
صدفة :الفجر بإذن قومي نصلي...
مريم بنوم:شوية بس... اتوضي و انا هقوم وراكي، حطي فيشة السخان المياة تدفي شوية الجو ساقعه...
صدفة سابتها و خرجت كان ابوها خرج من البيت و راح يصلي في المسجد.
بعد دقايق كانت واقفه بتترعش لان المياة كانت ساقعه و لأنهم في بداية الشتاء كانت حاسة انها متلجة
صدفة:مريم... قومي بقا اتوضي، ياله بطلي كسل.
مريم و هي بتشد الغطا عليها
:يوه يا صدفة... صلي أنتي و انا شوية و هقوم اصلي.
صدفة بحدة و هي بتزيح الغطاء
:لا قومي ياله و بعدين هيفوتك الفجر... قومي و بعد كدا ابقى ارجعي نامي بطلي كسل.
مريم قامت بنوم و زهق من زن صدفة لكن راحت تتوضي.
صدفة دخلت المطبخ و فضلت تدور في التلاجة لحد ما لقت ازازة لبن
ابتسمت و هي بتطلعها حطيتها تفك على الرخام و رجعت اوضتها.
مريم :حرام عليكي يا صدفة المياة متلجة مش قلتلك تحطي فيشة السخان كان زمانها دفيت شوية.
صدفة بابتسامة:بطلي كسل و بعدين علشان تاخدي حسنات...
مريم بصت لها بضيق وراحت تلبس ايسدال و قفوا جنب بعض في اتجاة القبلة، كانوا بيصلوا بهدوء و خشوع.
بعد ما خلصوا مريم رجعت للسرير و صدفة دخلت المطبخ تدفي كوباية لبن، كان عايزاه تنزل تجرى شوية زي ما كانت متعودة في نيويورك لكن افتكرت كلام إبراهيم عن قلة الحياء، اخدت كوباية اللبن و رجعت اوضتها.
لابست شال و دخلت البلكونة قعدت، كأنها من مفضلين الهدوء، كانت الشمس بتشرق، ابتسمت و هي بتسند رأسها على ترابزين البلكونة..
الصبح
مريم كانت حاطه الفطار على السفرة، ابوها خرج من اوضته و صدفة كذلك و قعدوا كلهم يفطروا لكن كل واحد ساكت
مريم :احم... بابا.
عبد الرحيم بابتسامة :ايوة يا حبيبتي.
مريم: انا و صدفة كنا عايزين ننزل، يعني هنخرج سوا افرجها على الانفوشي و الأماكن و كمان هنعدي على المحل يعني هوريها الدنيا هنا.
عبد الرحيم :بس عمتك احتمال تيجي.
مريم :مش هنتاخر و بعدين انا هكلمها برضو اشوفها هتيجي على أمتي لو كدا مش هننزل.
عبد الرحيم :ماشي يا مريم بس تخلي بالك على نفسك، معاكي فلوس.
مريم :اه يا حبيبي تسلم لي.
صدفة بصت لهم و هي نفسها انه يكلمها بنفس الطريقة
و يهتم بيها زي مريم، يمكن رجعت مصر مخصوص علشان تلاقي الاهتمام دا لكن متكلمتش و هي بتسيب السندوتش اللي في ايديها.
عبد الرحيم بجدية:و انتي يا صدفة اظن ميصحش اللي عملتيه امبارح دا، دول ضيوفنا مينفعش تبجحي فيهم كدا، حتى لو دول ناس في بيتك.
صدفة :انا معملتش حاجة غلط، و بعدين حضرتك متعرفش اللي حصل اصلا علشان تعتذر لهم و تسبني اتفلق... الأولى انك تسمع اللي حصل و لو انا غلطانه يبقى انا اللي كنت هعتذر بس حضرتك حتى مهتمتش تعرف...
عبد الرحيم :علشان دول ضيوفنا، مينفعش، صحيح أنا هروح لعمك توفيق يا مريم كان عايزني اروح له...
مريم :ماشي يا بابا.
صدفة مكنتش فاهمة المنطق اللي بيتكلم بيه لكن كبرت دماغها لان من كلامه فهمت انه هيغلطها برضو لو اتكلمت.
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل السادسالفصل السابع....
صدفة كانت حاطة ايديها في جيب الجيبة بتاعتها و هي ماشية جنب مريم و بتتفرج على الشوارع
مريم بصت لها و ابتسمت باعجاب متعرفش ليه بس بتحس ان صدفة كاريزما رغم الشبة اللي بينهم لكن طريقة كل واحدة مختلفة عن التانية
صدفة قلعت النضارة و بصت للبحر
:الجو هنا جميل خلينا نقعد هنا شوية
مريم:استنى في كافتيريا أدام شوية و على نفس الفيو خلينا نقعد فيها و نشرب اي حاجة.
صدفة:أوكي.
بعد دقايق كانوا قاعدين في كافتيريا على البحر و صدفة مركزة مع المنظر و ساكتة.
الجرسون:تطلبي حاجة تانية؟
مريم:لا انا تمام كدا، صدفة اطلبي.
صدفة : أنتي طلبتي اي؟
مريم للجرسون:طب معليش تروح و انا هاخد الاوردار و اجيلك
الشاب:اكيد يا فندم.
مريم:بصي انا لسه مش عارفة بالظبط بس ايه رايك ناخد كريب... و لا بيتزا.. هم بيعملوا هنا نجرسكوا و بيتزا و شاورما و كريب ايه رأيك .
صدفة: البيتزا مش بحبها كنت باكلها كتير ... الشاورما عارفها و النجرسكو... ممكن اخد كريب.
مريم بشك:صدفة انتي عارفه الكريب معمول ازاي؟
صدفة: اه... بصي انا عارفه اكل المحلات لاني كنت باكل كتير من المحلات... بس يعني الاكل البيتي معرفش عنه حاجة بس عجبني البامية بتاعتك و الورق العنب كانوا طعمهم لذيذ فاكرتيني بخالو شوقي لانه كان ياخدني ناكل اكل زي البيتي دا في مطاعم عربية، تعرفي الطف و أجمل وقت عشته كان مع خالو شوقي... هو حنين و طيب اوي.
مريم بابتسامة:تعرفي انك بتكوني جميلة لما بتتكلمي بالاسلوب دا.
صدفة ضحكت بلطف و افتكرت كلام خالها :
هو كان بيقولي كدا برضو.. المهم خلينا نطلب الكريب... بس انا عايزاه فيه هالبينو و عايزاه تومية و بطاطس و يكون فيه جبنة موتزيلار كتير.
مريم :حاضر.
مريم قامت تطلب الاكل ليهم و طلبت عصير فواكه و رجعت بعد شوية قعد أدام صدفة و لاحظت شرودها
مريم : زعلانه؟
صدفة:هزعل من ايه؟
مريم:من بابا و من اللي حصل امبارح معاكي انتي و إبراهيم.
صدفة بحدة:متجبليش سيرة البني آدم الوقح دا... علشان حقيقي اسمه بقا بيعصبني .
مريم:ليه بس يا صدفة و الله هم ناس طيبين و في حالهم.
صدفة:على رأسي يا مريم بس انا مشوفتش منه أي حاجة كويسه... و غير كدا موقف بابا
اي أب المفروض بيكون داعم لبنته بس... هو مش فارق معه
مش فارق معه اي حاجه وجودي نفسه تقيل عليه، أنا بحاول افهم ايه السبب
ايه السبب اللي يخليه يتعامل معايا كدا، هل انا مثالا اللي بحاسب على المشاريب لعلاقه فاشلة بينه و بين ماما...
طب يا جماعة انا ذنبي ايه فيها ما هم اللي قرروا يرتبطوا و هم اللي قرروا يخلفوا ليه يعقدوني انا في حياتي.
ماما اللي عايزاه تتحكم في النفس اللي باخذه و والدي اللي مش معبرني عايشة..
مريم أنتي متعرفيش اي حاجة عن حياتي و لا تعرفي علاقتي ب ماما كانت عامله ازاي و لا حتى انا كنت عايشة ازاي...و أنا مش عايزاه افتح أبداً في أسلوب حياتي اللي فات كان سيء... و مكنش فيه حد موجود معايا
عارفه يعني ايه بنت في بلد اوروبيه عايشة لوحدها مامتها موجودة بس يا فرحتي بيها و هي معينه بوديجارد علشان تبقى تحت عنيهم لكن هي مش موجودة.
مريم:هو انتي مكنش عندك صحاب يا صدفة
صدفة:مين قال كدا... انا كان عندي بس مش صحاب.. ممكن اقول أصدقاء اللي هم بيبقوا صحاب فترة معينه... صحاب لوقت معين.. او لمصلحة معينة.... دول اللي قابلتهم في حياتي... و كان فيه شهد دي بقا أجدع و أطيب حد ممكن اكون عرفته
هي من أب لبناني و امي مصرية بس مصرية اصيلة... جدعة و ذكية بحب اخد نصيحتها دايما لكن بمشي في الاخر بدماغي.
مريم :شكلك بتاعت مشاكل.
صدفة :يعني مش اوي بس مبحبش اسكت لما بتضايق ف بالتالي بتكلم و بعك الدنيا...
مريم:هو انتي اشتغلتي قبل كدا.
صدفة:اه مع خالي شوقي بس تحت إدارة سهير هانم، الشغل معها صعب و متعب.
مريم:هي مش هتنزل مصر
صدفة:مش عارفه الله اعلم بس اكيد هتنزل بس امتي الله أعلم.
مريم : طب ناوية على ايه الفترة الجاية.
صدفة :بصراحة لسه مش مخططة...
فضلوا يتكلموا لحد ما الاكل نزل، أكلوا و بعدها خرجوا
صدفة كانت ماشيه في الشارع بتتفرج على المحلات
مريم بجدية:صدفة بقولك محل العطارة بتاعنا أدام شوية محطوط يافطة عطارة الحاج عبد الرحيم
بصي اسبقيني على هناك و انا هعدي على سمر صاحبتي دقيقتين و هاجي وراكي على طول علشان برن عليها مش بترد.
صدفة :ماشي و انا اصلا هتفرج على كم حاجة و كلميني لما تخلصي.
مريم:ماشي خالي بالك على نفسك.
صدفة سابتها و مشيت و سمر دخلت بيت سمر صاحبتها اللي كان في نفس الشارع.
صدفة فجأة وقفت أدام محل و ابتسمت باتساع و إعجاب و هي بتبص لعباية بلدي لونها دهبي طويله و بفتحة من الجنب و معها عصايه مطعمه باللولي ووشاح فيه حلقات دهبية بتصدر صوت رنان
كانت جميلة على المانيكان بشكل خلي صدفة منبهرة، ضمت ايديها و هزت رأسها بحماس كانت متأكدة أن مصر بلد الأحلام حرفياً
دخلت المحل اللي كان بيعرض عبايات بلدي و انتيكات و هدايا
صدفة بابتسامة للبنت اللي واقفه في المحل:
لو سمحتي كنت عايزاه اشوف العباية الدهبي اللي معروضة برا دي.
البنت باستغراب: مش قلتي انك مش بتحبي الحاجات البلدي دي.
صدفة بتسأول:انا؟
عائشة :اومال أنا... بس ايه الجمال دا احلويتي كدا امتى... جايبه لابسك دا منين.. لا بس شياكة و كأنك اجنبية.
صدفة بحماس و شغف
:اه... على فكرة انا اسمي صدفة و ممكن صدف... أخت مريم و بحب الحاجات البلدي ممكن بقا اشوف العباية بالعصاية و الوشاح
عائشة: اخت مريم؟! سبحان الله... بس هي عمرها ما حكت لي ان عندها اخت... معليش نسيب اعرفك بنفسي
انا عائشة صاحبة المحل دا و صاحبة مريم و ابوها الحاج عبد الرحيم خيره عليا من زمان... يعني لو عوزتي اي حاجة اختك موجودة.
صدفة:شكراً.
عائشة :ثواني هنزلك العباية....
صدفة ابتسمت بحماس و بدأت تتفرج على المحل كانت منبهرة بكل حاجة و كأنها فعلا مشافتش جمال زي جمال مصر كل مكان فيها كان فيه روح حلوة و مختلفه...
عائشة :اتفضلي و علشان تكملي اللوك دا خدي الخلخال دا هيبقى جميل مع العباية
، البروفا على ايدك اليمين .
صدفة ابتسمت بحماس و سابت شنطتها على المكتب اخدت منها العباية و راحت ناحية البروفا تغير.
********************
في نفس الوقت
ابراهيم خرج من الوكاله اللي كانت في نفس الشارع، كان بيتكلم في الموبيل مع والدته و هو متضايق
ابراهيم :حاضر يا أمي، هيدي عائشة فلوس الجمعية لو انك مش قادرة مكنتش هروح انا اصلا مش عارف ايه لازمة الجمعيات دي.
شمس بجدية:يا ابني انا كيفي كدا... و بعدين الفلوس اللي تتوفر من الجمعية انت أولى بيها.
ابراهيم :يا ست الكل هو انا قلت لك اني محتاج فلوس و بعدين انا من امتى بروح ادفع فلوس جمعية لواحدة... انا مبحبش الأسلوب دا يعني لو سمحتي بعد كدا حضرتك تكلميها و تعزميها تشرب حاجة و تبقى تديها الفلوس لكن انا برا الموضوع.
شمس بضيق:ماشي يا ابراهيم بس معليش النهاردة اخر يوم و مفروض ام ياسر هتقبضها النهاردة انت مش عارف ظروف الناس ايه ممكن تكون محتاجهم يا ابني، و بعدين مين قالك ان الجمعية دي ليك يا حبيبي، أنا أقصد الجمعية دي علشان شبكة عروستك.
ابراهيم :لو تبطلي تشيلي همي انا هرتاح.
شمس بابتسامه :و انا عندي كم ابن علشان ابطل اشيل همك و بعدين هم ايه بس...
ابراهيم :ماشي يا ست الكل... خلاص هكلمك تاني انا داخل المحل بتاعها.
شمس:ماشي يا حبيبي.
إبراهيم خبط على الباب و دخل و هو بيتنحنح بصوت عالي خلي عائشة تقوم تقف و تبص له
ابراهيم :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عائشة بجدية :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اهلا يا استاذ ابراهيم... نورت اتفضل.
ابراهيم و هو بيطلع الفلوس من جيبه
:شكراً... انا كنت جاي علشان فلوس الجمعية.
عائشة :هي الست شمس كويسة أصلها كانت تجيبها دايماً.
ابراهيم:بعافية شوية.
قبل لحظات
صدفة كانت واقفه أدام المراية منبهرة بجمال العباية عليها و أنها مظبوطة و كأنها معموله مخصوص ليها، ربطت الوشاح على شعرها بشكل هادي اللي كان بيصدر صوت رنان بسبب الحلقات الدهبية ابتسمت باعجاب و هي بتمسك العصاية.
صدفة بحماس طفولي:ايه الحلاوة و الطعامة دي، و كأني بنت، خالي كان بيقول ايه بنت بلد مزة.. اه افتكرت البلدي يوكل، لازم أتصور بيها.
قالتها بحماس و بدون تفكير و هي بتخرج من البروفا علشان تطلع تاخد موبايلها.
ابراهيم كان واقف مستني عائشة تعد الفلوس و تتأكد علشان يمشي كان باصص ناحية الباب و هو محروج و عايز يخرج لكن بص ناحية الطرقة لما سمع صوت رنين غريب و مميز
كانت صدفة خارجه بشكل عفوي كان ظاهر جمال أنوثتها.
ابراهيم اول ما شافها و كأنها سرقت الهواء من حوالي هم و خطفت نظرة رغم انه بيعرف يغض بصره و مالوش في حركات الشباب لكن بمنتهى العفوية و لأول مرة يتخض
يتخض من جمالها المختلف
ملامحها المصرية مع عيونها الخضراء مع لابسها البلدي كانت مميزة ..
صدفة اول ما لاحظته شقهت بخجل و بسرعة رجعت للبروفا تاني، إبراهيم بص في الأرض بدهشة و أخيرا اخد نفسه.
عائشة بحرج : انا اسفة بس هي...
الفلوس مظبوطة.
ابراهيم بجدية : تمام... سلام عليكم.
عائشة استنا لما خرجت و راحت لصدفة اللي كانت واقفه مكسوفة رغم ان العباية مكنتش ضيقة و عندها لبس زيها في تظبطيته بس جايز لان اللوك مختلف بالنسبة ليها و الخلجال.. الجو نفسه مختلف و محرج.
صدفة بخجل و وشها أحمر
:غبية... كان لازم انادي عليها دا منظر يشوفني بيه... هقابله باي وش دلوقتي .
عائشة :انسه صدفة أنتي كويسه.
صدفة بتوتر:اه اه هغيره اهوه...
عائشة فهمت توترها و خجلها و رجعت تقعد على مكتبها
دقايق و صدفة كانت خرجت بعد ما غيرت
عائشة :ها عجبك و لا ايه
صدفة و لسه وشها احمر :كويس بس هاجي مرة تانيه اخده...
عائشة :مفيش مشكله دا احنا أهل اعتبرني اختك الكبيرة.
صدفة ابتسمت و خرجت لكن اتنهد براحة اول لما شافت مريم اللي كانت لسه خارج من عند صاحبتها بعد ما اطمنت عليها.
بسرعة راحت ناحية مريم و هي بتاخد نفسها و بتحاول تبان عادي.
عند إبراهيم
دخل الوكاله و هو بيحرك ايده في شعره و هو مستغرب أنه ركز معها للحظات متأكد أنه لو الموقف اتكرر ادامه مع أي واحدة مكنش هيتاثر و كان هي بعد نظره عنها بسرعة لانه عدي بمواقف كتير مشابهه.
ابراهيم لنفسه :استغفر الله العظيم، البت دي شكلها مش تجيبها لبر...
كان بيتكلم و هو متأكد انها صدفة البنت الغريبة اللي خليته امبارح ميعرفش ينام بسبب تائنيب الضمير و أنه اتسبب في بكاها و في مشكلة مع ابوها.
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل السابعالفصل الثامن
مريم و صدفة وصلوا محل العطارة بتاع والدهم و مريم مستغربة توتر صدفة و وشها الأحمر لكن مهتمتش تسألها و دخلت المحل اللي كان فيه ناس كتير واقفين و باين ان فيه إقبال على المحل مش زي ما مريم قالت لصدفة انه بقا قديم و الايراد مش اد كدا.
مريم :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازايك يا عيسى؟
خرج شاب بسرعة و ابتسم :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا بخير الحمد لله، ازايك يا آنسة مريم، عاملة ايه و الحج عامل ايه
مريم:بابا بخير الحمد لله، اعرفك صدفة أختي هي لسه جاية من امبارح و كانت جايه تتفرج على المكان.
عيسى باستغراب و هو بيبص لصدفة :اه طبعاً الحاج كلمني و قالي ان بنته التانية رجعت ... منورة يا آنسة صدفة.
صدفة بهدوء:شكراً يا استاذ عيسى، على فكرة بابا بيثق فيك جداً و مريم كمان.
عيسى بسرعة : الحاج عبد الرحيم مفيش زيه هو و الآنسة مريم، بس غريبة يعني الحاج مكلمنيش و قالي انكم جايين كنت عملت معاكم الواجب.
صدفة: و ايه المشكلة يعني يا استاذ عيسى و لا هو مينفعش تعمل معانا الواجب و احنا موجودين.
عيسى بارتباك:لا طبعا مقصدش اتفضلوا و انا ثواني و هجيب حاجة ساقعه، فيه محل هنا بيعمل حلو إنما ايه عظمة... عشر دقايق و راجع.
بنت من اللي واقفين:طب هات لي طلباتي الاول.
عيسي:خلاص يا أستاذة نص ساعة كدا و تعالي
صدفة بجدية: لا طبعا ممكن تجهز لها طلبها الاول
عيسى بص لصدفة و حس انها عملية جداً في التعامل مش ابوها و اختها متساهلين معه و دا قلقه منها لكنه اتكلم بسرعة
:حاضر من عنيا.
صدفة دخلت المحل و بدأت تتفرج عليه كانت كل حاجة مترتبة و مكتوب على كل رف سعر البُهار او نوع المكسرات.
شوية و خرج عيسى من المحل و صدفة قربت من درج الفلوس اخدتها تعدها و مريم بتبص لها باستغراب
صدفة رفعت رأسها و بصت لمريم:هو عيسى دا كل يوم بيدي بابا الإيجار و لا ازاي.
مريم:الاول كان كل يوم بس لما الايراد بقا بسيط بقا يديه له كل أسبوع، بس تقريبا هو ادي بابا امبارح الف جنية ايراد الكم يوم اللي فاتوا...
صدفة :غريبة مع ان الفلوس اللي هنا 480 جنية، يعني لو هو ادي لبابا الايراد امبارح دا معناه ان دا ايراد النهاردة و احنا لسه الساعة واحدة الضهر.
مريم بتسرع :أنتي بتقري؟! اكيد الدنيا كانت ماشية
صدفة بصت ناحية الباب و هي حاسه بعدم ارتياح لعيسي
:لا يا مريم مش بقر، بس أكيد لو الدنيا ماشية النهاردة جايز في الكم يوم اللي فاتوا الدنيا كانت ماشية و لو يوم
يعني الف جنية دي كان ممكن تبقى أكتر.
مريم:قصدك ايه مش فاهمة؟
صدفة بجدية و هي بتبص على الأسعار اللي المكتوبة على الرفوف و على الكميات الموجودة
:و لا حاجة يا مريم بقولك هو بابا بيثق في عيسى
مريم بجدية :اه يا صدفة بيثق فيه جداً و الا مكنش سابه يقف في المحل و يفضل انك متشككيش فيه أدام بابا لانه ممكن يتعصب عليكي بابا عصبي و انتي متعرفيهوش و هو مستامن عيسي على المكان .
صدفة:طب اهدي بس و بعدين انا بتكلم دلوقتي من خوفي على شغلكم و بعدين لو مش عايزانى أتدخل انا ممكن أمشي.
مريم :يا ستي متزعليش كدا أنا بس مش عايزاك تروحي تكلمي بابا في حاجة لأنه ممكن يعمل مشكلة معاكي و احنا مش ناقصين اليومين دول.
صدفة سكتت و هي بتشم ريحة القرفة و شايفه في ناس داخله المحل و بيشتروا من مريم و دا اللي خلاها تزيد شكها في عيسى لكن قررت تتجنب احساسها دا علشان متظلموش و تستنا لما تتأكد و ساعتها تصدر حكمها.
مريم و هي بتحط الفلوس في الدرج
:روحتي فين؟
صدفة :و لا حاجة.... بس المكان ما شاء الله جميل و مترتب كويس.
مريم و هي بتقعد جانبها :
بابا هو اللي مرتبه كدا، أصله بيحب النظام جداً كان بيحب يرتب كل حاجة بنفسه و لما عيسى جيه هنا علمه ان كل حاجة لازم تبقى في مكانها.
صدفة:هو المحل دا إيجار؟
مريم :ايوة طبعاً لانه تمليكه غالي اوي بس عقد الإيجار طويل صاحب المحل راجل كبير في السن عنده ولد و بنت... البنت اتجوزت و الولد بيشتغل محامي و ابوهم راجل كبير كل اول شهر بابا بيبعت له الإيجار.
صدفة :كويس.
عيسى دخل المحل و هو شايل صنية عليها كوبايتبن عصير و طبق حلويات
:اتفضلوا...
مريم بود:تعب نفسك ليه يا عيسى مكنش له لازوم
عيسي:تعب ايه بس يا آنسة مريم دي حاجة بسيطة انا بس لو اعرف انكم جايين كنت وصيت على غداء.
صدفة:تسلم يا استاذ عيسى احنا اتغدينا قبل ما نيجي...
عيسى :بس ما شاء الله عليكم نسخة واحدة من بعض....
صدفة:تؤام بقا...
عيسي:اه...
في زبونة دخلت المحل و هو بدأ يجهز ليها طلبها، صدفة قامت و طلعت قعدت أدام المحل و هي بتشرب العصير و مريم واقفه جانبها
كانت بتشرب و فجأة كحت بقوة اول ما شافت ابراهيم واقف أدام المحل بتاعه و اللي كان قريب جدا من محل ابوها
افتكرت الموقف المحرج اللي حصل قبل شوية، تقريباً كل مواقفهم سوا محرجة من اول ما وصلت للحي.
مريم و هي بتديها كوباية المياة
؛ اشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله...
صدفة اخدتها منها و شربت حاجة بسيطة و قامت تدخل جوا...
صدفة :هو بيعمل ايه هنا.
مريم:هو مين؟
صدفة:الشبح اللي كل شوية يطلع لي في مكان شكل... اللي أسمه ابراهيم دا
مريم بصت ناحية الوكالة و شافت ابراهيم واقف مع عزيز
:ما هي دي الوكالة بتاعته.
صدفة بغيظ:يعني ملقاش مكان غير دا و يشتغل فيه.
مريم:ليه بس كدا.... هو ضايقك في حاجة تانية ما كل واحد في حاله.
صدفة بصت لها و مرضتش تقولها موقف العباية
:معرفش بقا بس انا يضايق لما بشوفه..
مريم:كل دا علشان موقف امبارح... يا ستي صلي على النبي و انسى
صدفة :عليه أفضل الصلاة والسلام....
مريم؛ طب مش ياله بينا نروح بقا علشان عمتوا احتمال تروح لنا البيت و بابا مش هناك
صدفة :ماشي ياله بينا
مريم :احنا هنمشي دلوقتي يا عيسى ياله سلام
عيسي:مع السلامه يا آنسة مريم، نورتوا المحل.
مريم و صدفة قاموا يمشوا..... صدفة كانت حاسة بحاجة غريبة و كأنها حاسه ان في حد بيبصلها كان مجرد احساس لكنها فتحت عيونها على صوت تلات شباب واقفين وراهم و يقربوا منهم و واحد فيهم بيصفر باعجاب
صدفة حست انها مصدومة من بجاحة الشباب و نظراتهم الوقاحة ليها هي و اختها و خصوصا ان في واحد وقف أقدامهم و اتكلم باعجاب
:يا صباح الحلاوة بالقشطة على القشطة، صباحكم عسل يا قشطة بالعسل.
مريم بحدة:صباح الزفت على دماغك... في حاجة يا اخينا أنت.
شاب و هو بيقف جنب صدفة و كان هيلمس رجليها لان الجيبة لبعد الركبة:
ما تيجي نتعرف يا مزة، سمعنا انك اجنبية تحبي نتكلم معاكي بانهي لغة.
صدفة شهقت بقوة اول ما حست انه حط ايده على رجليها لكن شهقت ها اتحولت لصويت بصوت عالي و قوي لما ابراهيم جيه من وراهم و بسرعة مسك ايد الشاب بقوة
ابراهيم بغضب
:بقلة الأدب يا روح امك
مريم شدت صدفة بعيد عنهم و ابراهيم ضرب الشاب و الاتنين التانين جريوا
الحريم اتلموا حوالين صدفة و مريم و الشباب حاولوا يخلصوا الشاب من تحت ايد إبراهيم اللي كان خرج قبل دقايق وقف أدام الوكالة و شاف صدفة و هي خارجة مع مريم فضل واقف يبص ناحيتها لحد ما لاحظ ان الشباب دول بيقربوا منها و مجرد ما حس ان الشاب قرب من صدفة حس بالغضب لكن شعور الغضب زاد جواه بجنون اول ما شافه بيمد ايده عايز يلمسها و بسرعة أتدخل، الناس خلصوا الشاب من ايد ابراهيم بصعوبة كان الشاب فقد الوعي
إبراهيم قام وقف و بصلها بغضب و غيظ لان كل مرة بسبب لابسها و شكلها تعمل مشكلة ميعرفش ليه اتعصب كدا و كان عايز يمسك ايديها و يبعدها عن الناس و يتخانق معها لكنه ضغط على ايديه بقوة و هو بيبص للناس و مش عايز حد منهم يتكلم عليها او يجيب في سيرتها بسوء
:ياله كل واحد على دكانته مش فيلم هو... و انتي يا مريم خدي اختك و اتفضلوا شوفوا رايحين فين.
مريم لأول مرة تخاف من شكله و تشوفه بالغضب دا و كأنه بقى شخص تاني على وشك الانفجار فيها هي وصدفة اللي كانت واقفه مش عارفه تتكلم و لا تقول حاجة كانت مصدومة لأنها عمرها ما اتعرضت للمواقف دي
إبراهيم بصلها قبل ما يمشي ويروح الوكاله كانت نظرة فيها غضب و لأول مرة غيرة
و هو بيحاول ينفي الشعور دا جواه لكن الاحساس دا مش مجرد غضب.
مريم شدت صدفة اللي كانت بتبص له و هو ماشي
مريم :يلا ياصدفة خلينا نمشي مش ناقصة مشاكل
صدفة مشيت معها و هي فاكرة ان الموضوع اتقفل على كدا متعرفش انها فتحت على نفسها باب غضبه و غيرته و اكيد مش هيتقفل بسهولة كدا
لمتابعه باقي فصول الرواية اضغط هنا👇