رواية شيب العذاري حصرية جميع الفصول بقلم حنان حسن
(١)-الحقيني يا امي جوزك بيمصمص عظمي..
وبين&هش في لحمي ..
وبيعتدي علي عذ&ريتي..
وبيعا&شرني بمنتهي الوحش&ية
وبعدها...
بيصبغ شعري باللون الابيض
في اللحظة دي
هبت الام مفزوعة
وسالت بنتها
وقالت...انتي فين يا دعاء؟
وازاي بتقولي ان جوزي بيعمل معاكي كل الحاجات البش&عة دي؟
الي انتي بتقولية دا مستحيل يحصل يا قلب امك
ردت دعاء بنفس نبرة الاستغاثة تاني
وقالت..
يا ماما انا نايمة مكاني
...والراجل بتاعك كل ليلة بيجي يع&تدي عليا
الحقيني يا امي
شيب العذاري صبغ شعري وحناه باللون الابيض
ابوس ايدك انقذيني يا ماما
اتقذيني يا ماما..
انقذيني يا ماما
انقذيني يا ماما
الاستغاثة الي فاتت دي
كانت من اختي دعاء
لما كانت بتستنجد
بماما
عشان تنقذها من زوجها
الي اتجوزتة بعد طلاقها من بابا
و بالرغم من ان امي كانت مدمرة نفسيا وبتموت حرفيا
علي بنتها
الا ان امي مكنتش بتتحرك من مكانها...
ولا كانت بتحاول تنقذ دعاء نهائي
ولا حتي جابت سيرة لجوزها
عن استغاثة دعاء
وبصراحة ماما كانت معذورة
عارفين ليه؟
لان دعاء اختي..
ماتت من اسبوعين واتدفنت بالفعل
الجزء الاول
من رواية/
شيب العذاري
للكاتبة..حنان حسن
يعني الي فات دا كلة كان بيحصل في (الحلم)
في الاول ماما كانت بتقول..
انه مجرد حلم مزعج او كابوس وهيعدي وهتنساه
لكن المقلق في الامر
ان الحلم كان بيتكرر كل ليلة
وبنفس الكيفية
والكلام دا بيحصل من يوم ما اختي دعاء اتوفت
وفضلت ماما علي الحال ده
لغاية ما الحلم اثر علي نفسيتها
وخلاها علي مشارف الجنون
عشان كده
ماما جت في يوم وجمعتني انا واخواتي البنات
وقالتلنا..
يا بنات....انا اخدت قرار بفتح التربة الي اختكم دعاء مدفونة فيها
لازم افهم.. ليه اختكم بتجيلي في المنام كل ليلة؟
ولية بتستغيث من زوجي
واشمعني زوجي بالذات يعني
للكاتبة..حنان حسن
في اللحظة دي
رديت علي ماما
وقلتلتها...
متكبريش الموضوع يا ماما
ملوش لازمة تروحي المقابر
وتنبشي تربة اختي
لمجرد انك حلمتي حلم مزعج
وبعدين الكلام الي انتي ناوية علية دا لو وصل لجوزك
هيزعلة
للكاتبة ..حنان حسن
في اللحظة دي
امي بصتلي بحزن
وبعدها ردت بنبرة كلها اصرار
وقالت...مش عايزة كلام كتير
انا قولت هاروح المقابرواشوف اختكم يعني هروح المقابر
حتي لو هترسي علي طلاقي من الدكتور خليفة
للكاتبة ...حنان حسن
في اللحظة دي اخدتني اختي الكبيرة سلوي
بعيد عن ماما
وقالتلي...اسمعي يا مني
امك اعصابها تعبانة بسبب موت دعاء
تعالي نروح معاها المقابر
في السر
بدون ما جوزها يعرف
ونخليها تزور اختك يمكن قلبها يهداء وترتاح
فا هزيت راسي با استسلام
وقلت..
ماشي...الي تشوفوه
تعالوا نروح
وفعلا ركبنا انا وماما واخواتي البنات العربية بتاعتنا...
واتجهنا لطريق المقابر
وفي الطريق..فضلت افكر
في.. زوج ماما
وفي افضالة الكتير علينا
وقلت لنفسي...
ازاي ماما تصدق في الاحلام والكلام الفارغ ده
وازاي تشك في جوزها اصلا
دا زوجها (الدكتور خليفة)
راجل محترم ..ومتدين
وبيعمل خير كتير
وياما ساعد ناس ..
بدليل العيادة الخيرية
الي عملها
عشان يكشف فيها علي الغلابة مجانا
و كفاية انه اتبرع لاخويا بكليتة
لما كان محتاج نقل كلية
دا لو ابونا مكانة مكنش هيعمل كده
دا غير احتضانة لينا انا واخواتي ومعاملتة الحسنة مع الجميع
يبقي ازاي ماما تخسر راجل زي ده؟
لمجرد انها شافت حلم؟
عموما ادينا رايحين علي المقابر
يمكن ماما تهدئ زي ما سلوي اختي قالت
وفضلت ادعي لماما واقول...
ربنا يهديكي يا ماما
واثناء ما كنت شاردة بذهني
لقيت سلوي بتفوقني من شرودي وبتقولي
يلا يا مني عشان ننزل من العربية.. احنا وصلنا
فا بصيت حواليا لقيتنا بقينا في المقابر بالفعل
للكاتبة..حنان حسن
المهم
اول ما وصلنا للمقابر
دفعنا للتربي رشوة
عشان يفتحلنا المقبرة في السر
وبعد مااستجاب لنا التربي ونفذلنا الي احنا عايزينة
تراجع للخلف..ومدخلش معانا
احتراما لحرمة الميت
وكل الي عملة هو انه شاور لماما
وقالها..ادخلي اطمني علي بنتك
لكن...
ماما مدخلتش ولا اتحركت
وفضلت متسمرة في مكانها
لان دي كانت اول مره
ماما تيجي فيها للمقابر
من يوم ما دفنت دعاء من اسبوعين
واول ما طلبنا منها انها تدخل جوه المقبرة
وقعت ماما من طولها واغمي عليها
وبصراحة انا كمان كنت هايبة المكان ومرعوبة
وبمجرد ما شوفت ماما مغمي عليها
قعدت جنبها وحاولت افوقها
وساعتها طلبت منهم اننا نرجع عن الي في دماغنا...
ونلغي فكرة الدخول للمقبرة
ونرجع علي البيت
لكن اختي الكبيرة سلوي كان واخدها الفضول
وقالت طالما جينا لغاية هنا يبقي ندخل وخلاص
اهو علي الاقل
نقطع الشك باليقين ونفهم الحكاية ايه
واخدت في ايدها اختي عايدة
عشان تتونس بيها
و دخلوا الاتنين
التربة عند دعاء
وانا وقفت انتظرهم بره لان ماما كانت مرمية بين ايديا
و مازالت مغمي عليها
لحظتها اناكنت مرعوبة..
لاني كنت فكراهم هيغيبوا جوا ويتركوني لوحدي
لكن الي حصل
ان اخواتي خرجوا بسرعة من التربة
بعد لحظات من دخولهم
والي فزعني ساعتها اكتر
اني لقيتهم بيجروا عليا وهما بيصرخوا.. ومرعوبين
ولما سالتهم
وقلتلهم..
مالكم فيكم ايه؟
محدش منهم رد عليا
وقالولي يلا نمشي من هنا بسرعة
وبالفعل اخدنا ماما ورجعنا علي بيتنا
ولما وصلنا البيت كانت ماما فاقت ورجعت لوعيها
فا سالتهم تاني
وقلت..ايه الي حصل
انتوا شفتوا اية خلاكم مرعوبين كده
للكاتبة..حنان حسن
وفي اللحظة دي
جاوبوا اخواتي علي سؤالي
و كشفوا عن المفاجئة
وقالوا..
انهم شافوا حاجة لايمكن حد يتخيلها
عارفين شافوا ايه في التربة بتاعة دعاء؟؟؟
حاضر هقولكم شافوا ايه؟
وهسردلكم حكايتي كلها
بس الاول هعرفكم بنفسي ..وبظروفي..
وبنشأتي
انا اسمي مني
عايشة في القاهرة
السن..٢٢
وبالنسبة للشكل..
فا انا علي قدر كبير من الجمال.. الحمد لله
اتولدت في وسط اسرة مكونة
من اب وام وولد وحيد
وثلاث بنات غيري
يعني احنا اسرة من سبع افراد
ام واب و اربع بنات و ولد
واسمائنا انا واخواتي بالترتيب
سلوي...وعادل ..وعايدة ..ومني..ودعاء
بالنسبة للحالة الصحية
الحمد لله كلنا معافين وبصحة جيدة
ما عدا عادل وعايدة اخواتي
بالنسبة لعادل فا كان بيعاني من مرض في الكلي
و عايدة كانت من زوي الاحتياجات الخاصة
البداية..
زمان كنا عايشين مع ابونا وامنا
وحياتنا في الفترة دي كانت هادية وجميلة
لغاية ما في يوم
بابا اتفصل من شغلة وحالتنا المادية اتعثرت
ومن يومها وبابا حالة اتغير
وبقي عصبي وبيتخانق مع ماما علي اتفة الاسباب
دا غير ان ماما كانت ملاحظة ان بابا كان بيتكلم في الموبيل كتير
والي قلقها اكتر ان كلامة كان بالهمس في الموبيل
فا ظنت امي ساعتها انة علي علاقة بواحده ست غيرها
ولما اكلتها الغيرة واخدها الفضول
قررت تحط موبيل بابا تحت المراقبة... وتسجل جميع مكالماتة بدون ما يدري
وبالفعل عملت كده
وبعدما استمعت للمكالمات المسجلة
اتصدمت بالحقيقة المره
وهي...ان بابا كان ناوي علي الخيانة فعلا
لكن ..
مكنش هيخون ماما لوحدها
لا...
دا كان ناوي علي حاجة انيل من كده
بابا كان هيسافر يشتغل في بلد مقدرش حتي اذكر اسمة
وياريتة كان رايح يشتغل هناك اي شغلانة وخلاص
..لا
دا هينضم للمرتزقة الي بيق&تلوا اهلنا واولادنا هناك
والمعلومات دي مؤكدة للاسف
لان ماما سمعتة بيتفق مع عمي (شقيق بابا)
علي السفر والشغل هناك
ويومها ماما اكتشفت ان عمي كمان شغال هناك
و كان مسافر قبل بابا للدولة اياها
و بيشتغل هناك بقالة فترة
و دلوقتي اقنع بابا انه يحصلة
ويشتغل معاه
بحجة ان الشغلانة فلوسها كتير وهتنقلة نقلة تانية
للكاتبة ..حنان حسن
في اللحظة دي
ماما واجهت بابا وفهمتة انها عرفت كل حاجة
واعربتلة عن رفضها التام لسفرة للبلد اياها
وهددتة بانه لو مصرفش نظر عن موضوع السفر دا
فا هي هتطلب الطلاق
وتطرده من حياتنا للابد
في اللحظة دي
بابا اصر علي قرارة
و كمان قرر انه يطلق ماما
واختار انه يهجرنا للابد
وبالفعل تركنا بابا وسافر
وانقطعت اخبارة ومعرفناش حاجة عنه بعدها
ساعتها ماما رفعت قضية خلع واتطلقت بالمحكمة
وبعد اكتمال العدة
بكام شهر
اتقدم لماما الدكتور خليفة
وماما وافقت عليه مضطرة
لانها كانت محتاجة حد يساعدها في تحمل مسؤاليتنا
في الايام دي
كلنا شعرنا بالضياع
سفر بابا... وزواج ماما..
اثر علي نفسيتنا كلنا
وخصوصا اختي سلوي الكبيرة
لانها كانت متعلقة ب بابا جدا
وللاسف سلوي حالتها سأت لدرجة انها قعدت تتعالج نفسيا لفترة طويلة
اما بقي عن عادل اخويا
فا الموضوع اثر عليه نفسيا وعضويا كمان
لان عادل ساعتها متحملش صدمتة في ابوه
وزواج امة برجل غريب
فا ترك عادل نفسة للاكتئاب والحزن.. الي اثر علي مناعتة
دا غير ان عادل اخويا كان بيعاني من مرض الكلي اصلا
و بدات صحة عادل في التدهور
لغاية ما وصل لمرحلة الخطر
والاطباء ساعتها قالوا ان لابد من نقل كلية لاخويا
والغريبة ان اول شخص اتطوع انه يتبرع لاخويا بكليتة
كان هو الدكتور خليفة
(زوج ماما)
وبالفعل قام زوج ماما بالتبرع بكليتة لعادل
وبفضل زوج امي قام عادل من وعكتة بالسلامة..
واسترد صحتة
وكان مفروض ان عادل اخويا يحفظ الجميل طول العمر
لكن..
بدل ما عادل يحمد ربنا علي شفاءة .. ويشكر زوج امة علي الجميل الكبير
الي عملة معاه
تنكر للجميل
و قرر يسافر
وترك البلد كلها وهاجر
لانة كان مازال معترض علي زواج ماما
ومن يومها والدكتور خليفة
متحمل مسؤلية ماما ومسؤلية بناتها الاربعة
وبصراحة الراجل من يوم ما اتجوز ماما وهو واخدنا كلنا
تحت جناحة
وبيعاملنا زي ما بيعامل اولاده الاتنين
اه صحيح بالمناسبة
نسيت اقولكم..ان الدكتور خليفة
عنده ولدين شباب
واولاده دول
عزاب..
و لسة متجوزوش
والاتنين عايشين معانا في نفس البيت
اول ابن.. من اولاد زوج امي
اسمه..
( عز الدين )..
وملقب بالباشا
والكل بيقولوا يا (باشا)
لانة...
كان ضابط شرطة
لكن تقاعد بسبب تعرضة لوعكة صحية شديدة
خرج منها بشلل في الجزء الاسفل من جسدة
عشان كده تلاقية
مصاب بعقد الدنيا كلها
وديما ..
نكدي ..وعصبي ..ونفري..
وقليل الكلام
ومش بيحب الكلام الكتير
ولا الصوت العالي
وعشان كده
من يوم ما دخلنا بيتهم
و احنا كلنا بنتجنبة وبنبعد عنة
وانا شخصيا عمري ما شوفتة من قريب ولاحتي اتحققت من ملامحة
اما الابن الثاني لزوج امي..
فا اسمه ..(جلال الدين)
وجلال دا بيشتغل دكتور
يعني.. طبيب زي ابوه
و فيه كمان شبة كبير جدا من والده
(الدكتور خليفة)
لكن..جلال كان مختلف تماما
عن والده و اخوه عز الدين
لان جلال فرفوش بزيادة
او تقدروا تقولوا... (صايع)..بزيادة
يعني مثلا تلاقوه له في الشيشة
ولف السجاير الممزوجة بالمخ&درات...
وله في العلاقات المشبوهة مع الحريم المشبوهة
وغيره ...وغيره
باختصار
الدكتور جلال كان دايس في اي حاجة شمال
للكاتبة ..حنان حسن
بس الغريبة
انه بالرغم من دا كله
كان دكتور شاطر جدا.. وناجح في شغلة كمان
لكن.. برضوا كنا بنتجنبة انا واخواتي البنات
بسبب اخلاقة المنيلة
للكاتبة..حنان حسن
المهم...
نرجع تاني لحكايتي انا واخواتي
انا قولتلكم قبل كده اننا كنا اربع بنات
واصغر واحده فينا كانت المرحومة دعاء
وكان عمرها ١٦ عام
وللاسف دعاء خطفها الموت من وسطنا فجاءة
ودا حصل من اسبوعين
لما تعبت وشعرت بالم في بطنها..
والاطباء قالوا لازم تعمل عملية الزائدة الدودية...
وفعلا راحت دعاء المستشفي
ودخلت لغرفة العمليات
لكن للاسف اتوفت وهي بتعمل العملية
وخرجت علي المدافن
ومن يومها وامي بتحلم بدعاء
وباستغاثتها
ودا كان ملخص عن حياتي
السابقة
نرجع بقي للي حصل بعدما
اخواتي
دخلوا المقبرة بتاعة دعاء
وخرجوا مفزوعين
عارفين اخواتي شافوا ايه؟
شافوا جثة تانية خالص غير جثة دعاء اختي
والجثة الي شافوها كانت
متبهدلة وعارية تماما
ومرمية في زواية من زوايا التربة
والغريبة ان الجثة كانت تبدوا علي حالتها
يعني ..
كأنها لسة مدفونة حالا
والاغرب ...ان الجثة الي شافوها كانت لامراة عجوزة
وشعرها ابيض
وشعرها الابيض كان منحول
حتي الكفن بتاعها كان ممزق
و المنظر كلة كان بشع و مفزع
والمثير للدهشة
ان ارضية المقبرة كان عليها شعر ابيض كثيف وطويل
متناثر بجانب الجثة
للكاتبة ..حنان حسن
في اللحظة دي
سالت سلوي اختي
وقلتلها..
ما يمكن دي جثة تانية
لواحدة ست اتوفت بعد دعاء
ودفنوها معاها؟
فا ردت اختي الكبيرة
وقالت
المقبرة مكنش فيها غير جثة واحدة فقط
بصراحة الي اخواتي شافوة في المقبرة دا
كان مرعب
ومثير للتساؤلات كمان
ياتري الجثة الي اخواتي شافوها دي كانت جثة اختي فعلا؟
ولو هي فعلا جثة دعاء
ايه الي خلي جثة اختي بقت عاملة كده؟
وايه الشعر الابيض الكثيف الي شافوه دا؟
وجه منين
استحالة طبعا يكون دا شعر دعاء اختي
لان اختي اتوفت وهي بنت مراهقة مكملتش ال١٦ سنة
لا لا لا اكيد الموضوع فيه سر
ومحدش هيفهمنا ولا هيدلنا علي السر دا
غير حارس المقابر
للكاتبة...حنان حسن
وفي اللحظة دي
قررنا انا واخواتي
اننا نرجع للحارس
عشان نسالة ونفهم منه
جثة مين الي شافوها دي
وفعلا
رجعنا للمقابر تاني
وروحنا انا واخواتي علي التربي
(حارس المقابر)
الي كان واقف عند البوابة الخارجية للمقابر
وسالناه
وقالنالة....مين الي فتح التربة
الي فيها دعاء
واخد جثةاختي ووضع جثة امراة عجوزة مكانها؟
فا رد التربي بتعجب
وقالنا...ايه السؤال دا يا انسة منك ليها
مفيش حاجة من الكلام دا ممكن تحصل طول منا هنا
وبعدين التربة متقفل عليها بالاسمنت
ومش سهل حد يفتحها ولا يدخلها بسهولة
هو انتوا مش كنتوا واقفين واحنا بنحفرها؟
وشوفتوا انها اخدت مننا يجي اكتر من نصف ساعة عشان نفتحها ؟
دا غير ان المقابر مليانة بالغفر والحراس
يبقي مين الي هيفتحها؟ وازاي؟
بصراحة كلام التربي كان حقيقي..
والمقبرة فعلا كانت مغلقة با احكام
لكن برضوا مقتنعناش بكلامة
فاردت اختي الكبيرة
علي الحارس تاني
وقالتلة..
بس احنا متأكدين ان جثة اختي اختفت واتدفن مكانها ميت تاني..
بدل دعاء ؟
فا اعترف احسنلك
وقول بصراحة
فين جثة اختي
بدل ما نبلغ البوليس
وساعتها هيعملوا لللجثة تحليل حمض نووي
والحقيقة هتتعرف
و انت ساعتها هتتسجن وهتتبهدل
فا وفر علي نفسك البهدلة وقولنا..فين جثة اختي ؟
فا رد التربي بمنتهي الثقة والاصرار
وقال...
بلغوا الحكومة واعملوا التحاليل الي انتوا عايزينها
انا ميهمنيش من حاجة طالما انا بريئ
لكن في الاخر هتتاكدوا ان الجثة الي في التربة بتاعة اختكم
ولما لقيناه مصمم علي الانكار
تركناه ومشينا بعدما هددناه اننا هنودية في داهية
وفي البيت
بصيت لماما
وقلتلها..
كده بقي لازم نبلغ البوليس
فا ردت امي بحزن
وقالت ...
انا مصدقة كلام الحارس
لاني شوفت خصلات الشعر الابيض في الحلم
يعني الجثة ممكن تكون جثة اختكم دعاء فعلا
فا بلاش نبلغ
لان لو بلغنا البوليس
هيأمروا با استخراج الجثة واعادة تشريحها وجثة اختك هتتبهدل
فا بلاش نبهدل جثة اختكم علي الفاضي
وفي اللحظة دي
ردت سلوي
وقالت...
انا عندي حل للمشكلة دي
فسالتها
وقلتلها...
ايه الحل الي عندك يا سلوي؟
فا ردت سلوي
وهي بتخرج حاجة صغيرة من جيبها
وقالت..الحل اهوه
ولما قربت ايدها مننا لقيناها
ماسكة شوية شعر ابيض
فسالتها ماما
وقالتلها
ايه خصلة الشعر البيضاء دي؟
فا بصتلنا سلوي
وقالت..
انا اخدت خصلة شعر من الي كانت جنب الجثة
فا رديت بتعجب
وسالتها
وقلت...والشعر الابيض هيحل المشكلة ازاي؟
فا ردت سلوي
وقالت..
اخنا هناخد الخصلة البيضاء دي..وناخد كام شعراية تانية من شعر المرحومة دعاء الي في الفرشة بتاعتها الي جوه
ونعمل تحليل حمض نووي
ومن خلال خصلات الشعر دي
هنقدر نعرف ان كانت دي جثة دعاء اختي... ولا لا
ولو نتيجة التحليل اكدت اثبتت انها مش جثة دعاء
هنبلغ البولييس؟
وساعتها هنعرف حقيقة الجثة ام شعر ابيض
للكاتبة...حنان حسن
بصراحة الحل بتاع سلوي كان مقنع
وفعلا ..مشينا ورا كلام سلوي وعملنا التحليل
وبعد كام يوم
ظهرت النتيجة
ووقفت سلوي تقراء التقرير
وهي مزهولة
وقالت...ايه الي انا شايفاه دا
دا النتيجة طلعت.. ( ايجابية)
يعني الجثة طلعت جثة دعاء فعلا
للكاتبة..حنان حسن
وفي اللحظة دي
رجعنا لمتاهة الحيرة والتساؤلات من تاني
واول سؤال
هو...
مين الي عمل كده في جثة اختي دعاء؟
واية حكاية الشعر الابيض الي كان جنبها دا؟
وجه منين؟
وياتري لية دعاء كانت بتيجي في الحلم لماما كل ليلة ؟
وليه كانت بتستغيث من جوز امي بالذات
وهل فعلا زوج ماما له علاقة بالي بيحصل دا ولا ايه؟
كل دي كانت اسألة بتدور في راسي انا وماما واخواتي
للكاتبة...حنان حسن
وفي اللحظة دي
ماما جن جنونها وتركتنا
وراحت لجوزها وواجهتة بالحلم
الي بتحلمة كل ليلة
وبالمنظر الي شوفناه في المقبرة
وقالت تشوف رد فعلة هيكون ايه
يمكن يكون عنده تفسير للحلم الي بتحلمة
عشان ترتاح من الافكار الي بتنهش في دماغها
لكن للاسف..جوز امي مفسرش لها الحلم ولا ريح دماغها من التفكير
بالعكس
دا زعل من نظرة الشك الي كانت في عنيها
وقالها..ازاي تظني فيا الظن البشع دا
دي دعاء كانت زي بنتي
انا عمري ما هسامحك علي شكك فيا ابدا
وبعدها سابها وخرج من البيت
وفي الليلة دي
فضلت امي تبكي طول الليل لغاية ما غلبها النعاس..ونامت
وبمجرد ما نامت
حلمت تاني بدعاء اختي
لكن المرة دي
الحلم كان مختلف تماما
لان دعاء في الليلة دي
القت بخصلتها البيضاء في حجر امي
وقالتلها...
شيب العذاري بيتسلل و وبيزحف علي بناتك
خلي بالك من بناتك يا امي
فا سالتها ماما
وقالتلها..
يعني ايه شيب العذاري ؟
فا ردت دعاء علي ماما
وقالتلها..
شيب العذاري بيصبغ الشعر ويحنية بالبياض...
اول ما تنفض بكارة العذاري
واكتفت دعاء بالتوضيح لغاية كده
ورجعت تاني تصرخ وهي بتحذر ماما
وتقولها
شيب العذاري بيزحف علي بناتك
انقذي بناتك يا ماما
انقذي بناتك يا ماما
فا اتفزعت ماما من الحلم الجديد
وقامت تجري علينا وجت علي الغرفة بتاعتنا
وسردت لنا الحلم الجديد
وهي بتتفحص كل واحده فينا
ولما لاحظت غياب عايدة اختي
سالتنا عليها
وقالت اختكم فين
فا رديت وقلتلها ..عايدة راحت الحمام من شوية
فا صرخت ماما فيا انا وسلوي
وقالتلنا...قولتلكم مية مرة اختكم معاقة ومينفعش تروح لوحدها الحمام
فا رديت وانا بلبس الروب علي بيجامة البيت
وقلتلها...ثواني انا هروح اجيبها من الحمام
وبالفعل خرجت من الغرفة الي بنام فيها انا واخواتي
وروحت علي الحمام عشان اجيب عايدة
لكن...لما روحت للحمام ملقتهاش هناك
فا استغربت وروحت افتش عنها في البيت كلة
واثناء ما كنت ماشية من جنب غرفة عز الدين باشا
سمعت. صوت عايدة خارج من الاوضة عنده
فا وقفت اتاكد ان كان الصوت الي انا سامعاه صوت اختي عايدة فعلا
ولا انا بيتهيألي
وبعد لحظات سمعت صوتها تاني وهي بتتكلم كلامها المكسر
وبتقولة ..اقلع هدوم
ارفع رجل..
في اللحظة دي اتأكدت انها عايدة اختي المريضة
واتجننت لما سمعتها بتردد الكلام القذر دا
وفهمت طبعا ان عز الدين بيعمل حاجة قذرة مع اختي المعاقة جوه
للكاتبة ..حنان حسن
في اللحظة دي
حسيت ان عقلي طار
وكنت هفتح الباب علية وامسح بكرامتة الارض
لكن...بصراحة انا خوفت واترددت
اصل عز الدين دا كان ظابط
شرس
يعني مش هعرف اتعامل معاه ولا هقدر اغلبة
وخصوصا اني متعاملتش معاه قبل كده وعمري ما اتكلمت معاه
يعني ممكن ينكرجريمتة وممكن كمان يلبسني مصيبة
ومحدش هيصدقني ولا حد هيقدر يكذبة
عشان كده فكرت في فكره افضل
وهي...اني اروح اجيب جوز امي وافضحة في البيت كلة عشان يتظبط متلبس
وبالفعل جريت علي غرفة جوز امي وقلتلة ان ابنة بيتحرش باختي المعاقة
فاسالني
وقاللي..انتي متأكدة من الي بتقولية دا
فا رديت
وقلتله..تعالي معايا وانت تشوف بنفسك
ولا اقولك استني لما نجيب معانا ماما وسلوي و الخدامين وكل الناس الي في البيت
فا رد جوز امي
وقالي..لا
اوعي تقولي لحد علي حاجة
زي كده
لغاية ما نتأكد من الكلام الي انتي بتقولية
ودلوقتي تعالي معايا لغرفة عز الدين
وبالفعل
اخدني زوج امي وروحنا علي غرفة عز الدين
وقبل ما نفتح عليه الباب
وقف جوز امي يتصنت من خلف الباب
ولحسن الحظ
عايدة كانت لازالت بالداخل عنده وبتردد نفس الكلام القذر
اقلع هدوم...وارفع رجل
وفي اللحظة دي
جن جنوني وصبري نفذ
ومسكت الاوكرة عشان افتح الباب عليهم
فا وقفني جوز امي
وقالي..مينفع تدخلي علي الباشا هجم كده
لازم نخبط الاول
بصراحة..
رد فعل جوز امي استفذني
فا رديت بعلو صوتي
وقلتلة...
باشا علي نفسة يا باشا
بلا باشا بلا بتاع
فا زغرلي جوز امي بعينة
وقالي..اتأدبي يا بنت
الي بتعملية دا عيب
فا بصيت لجوزي امي باحتقار
وقلتلة..
انا دلوقتي عرفت ليه البت دعاء كانت بتيجي لامها في الحلم كل ليلة وتستغيث
وسع كده بقي يا عم حمدي الوزير انت كمان
واستناني لان دورك جاي
انقذ اختي الاول من الذئب البشري الي جوه دا
وهرجعلك
وبالفعل فتحت الباب بدون ما اخبط ولا استأذن
وياريت اكتفيت بكده وبس
لا...
دنا اثناء ما كنت بقتحم الباب كنت بشرشح وبشتم الباشا عز الدين
وبقولة ...
انت بتقلعها هدومها وبتعمل معاها ايه يا حيوان؟
للكاتبة ..حنان حسن
في اللحظة دي
الباب اتفتح
ولقيت نفسي جوا العرين
اقصد...جوا غرفة عز الدين
ولما بصيت جوا غرفتة
اتفاجئت بمنظر ادامي
اتلجمت...
ولساني اتخرس ..واصابتني حالة من الهلع
لدرجة اني
كنت عايزة اهرب
ومش هتتخيلوا اتفاجئت باية..؟؟؟
لو عايز باقي احداث الرواية صلي علي رسول الله وطبعا مش هننسي نضع عشر ملصقات
حنان حسن
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا 👇